الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والطين فأول من بناه كثير بن الصلت في إمارة مروان على المدينة، فلعله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في المصلى إلى مكان مرتفع، أو دكان، وهي التي تسمى مصطبة، ثم ينحدر منه إلى النساء فيقف عليهن، فيخطبهن، فيعظهن، ويذكرهن، والله أعلم (1). وعن أبي كامل الأحمسي رضي الله عنه قال:((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقة، وحبشيٌّ آخذ بخطام الناقة)) (2).
و
رخّص النبي صلى الله عليه وسلم لمن شهد العيد أن يجلس للخطبة
، وأن يذهب (3)؛ لحديث عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال:((شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد فلما قضى الصلاة قال: ((إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب)) (4). قال الإمام ابن قدامة رحمه
(1) زاد المعاد، 1/ 447.
(2)
النسائي، كتاب صلاة العيدين، باب الخطبة على البعير، برقم 1572، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات، باب ما جاء في الخطبة في العيدين، برقم 1284، وحسنه الألباني في صحيح النسائي، برقم 1572.
(3)
زاد المعاد، 1/ 448.
(4)
أبو داود، كتاب الصلاة، باب الجلوس للخطبة، برقم 1155،والنسائي، كتاب صلاة العيدين، باب التخيير بين الجلوس في الخطبة للعيدين، برقم 1570، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات، باب ما جاء في انتظار الخطبة بعد الصلاة، برقم 1290، وصححه الألباني في صحيح النسائي،1/ 510،وفي المواضع السابقة كلها وغيرها.
الله: ((والخطبة سنة لا يجب حضورها، ولا استماعها، وإنما أُخِّرت عن الصلاة والله أعلم؛ لأنها لما كانت غير واجبة جعلت في وقت يتمكن من أراد تركها مِنْ تَرْكِهَا، بخلاف خطبة الجمعة، والاستماع لها أفضل)) (1)، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم الأضحى بمنى في حجة الوداع على ناقته العضباء (2)، وخطب صلى الله عليه وسلم بين أوسط أيام التشريق بمنى (3)، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر (4).
وعن عبد الرحمن بن معاذ التيمي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول
(1) المغني، 3/ 279، وانظر: المقنع مع الشرح الكبير والإنصاف، 5/ 351 - 358.
(2)
أبو داود، كتاب المناسك، باب من قال خطب يوم النحر، برقم 1954، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود،1/ 549، وأخرجه أحمد أيضاً،3/ 485.
(3)
أبو داود، كتاب المناسك، باب أي يوم خطب بمنى، برقم 952، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود،1/ 548.
(4)
سنن أبي داود، كتاب المناسك، باب من قال خطب يوم النحر، برقم 1955، وصححه الألباني في صحيح أبي داود،1/ 549.
الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى ففُتحت أسماعنا، حتى كُنَّا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق يعلمهم مناسكهم
…
)) (1).
فظهر في هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في منى في حجة الوداع: يوم النحر، ثم خطب أوسط أيام التشريق، ومن أعظم خطبه ما ثبت من حديث أبي بكر رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر [قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه، أو بزمامه، ثم قال]((أتدرون أي يوم هذا))؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال:((أليس يومَ النحر))؟ قلنا: بلى، قال:((أيّ شهر هذا))؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال:((أليس بذي الحجة))؟ قلنا: بلى، قال:((أيّ بلد هذا))؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال:((أليست بالبلدة الحرام))؟ قلنا: بلى، قال: ((فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، وأبشاركم،
(1) أبو داود، كتاب المناسك، باب ما يذكر الإمام بخطبته في منى، برقم 1957، وصححه الألباني في صحيح أبي داود،1/ 549.