الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التوضيح الرابع حكمة التشريع في قتل المرتد
أحكام الشريعة الإسلامية شرعت لمصالح الناس، وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، ومن مباحث علماء أصول الفقه مبحث جليل يتعرفون من خلاله على علة كل حكم، والعلة هي الباعث على وجود الحكم والمفسرة لمنشئه، ثم التعرف على حكمة التشريع، وهي الأثر الناتج عن التطبيق العملي للحكم نفسه وقتل المرتد حكم شرعي، علته أو الباعث عليه هي الردة نفسها أما حكمة التشريع فيه فنرجئ الحديث عنها بعد الفراغ من التمهيد الآتي:
هدف لأعداء الإسلام:
لفت القرآن الحكيم أنظار المسلين في عدة آيات إلى أن ارتداد المسلمين عن دينهم هدف أصيل لأعداء الإسلام. وأمل يداعب أنفسهم في كل وقت، وكسب قد يخضون المعارك الضاربة ضد المسلمين طمعاً في الحصول عليه؟!
قال سبحانه:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ....} (البقرة: 109) .
وقال:
وقال: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (آل عمران: 69) .
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (آل عمران: 100) .
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (آل عمران: 149) .
الردة - إذا - هدف ذو خطر لأعداء الإسلام. ومن يرتد من المسلمين يحقق لأعداء الإسلام هذا الهدف الذي يلوح لهم كل حين، فيكون المرتد جندي فرَّ من معسكر قومه إلى معسكر عدوهم، ويصبح عيناً للأعداء عليهم، فغذا وقع هذا الخائن في يد قومه فماذا يصنعون به؟!
أيمنحنونه الأنواط والنياشين أم يضربون عنقه في الحال لدرأ الفساد الذي ينجم عنه؟
وهكذا شأن المرتد الذي لا يرجى اهتداؤه:
* إنه صار عضواً فاسداً أشنع ما يكون الفساد.
* إنه صار قدوة سيئة أسوأ ما يكون السوء.
* إنه صار محارباً لله ورسوله ولجماعة المسلمين اشد ما يكون الحرب.
من أجل ذلك كله قضى الإسلام عليه بالقتل، اتقاءً لشره، وقطعاً لفساده وإفساده. وهذه هي حكمة التشريع الإسلامي في عقوبة المرتد بالقتل. وإن ورمت أنوف وانتفخت أوداج.
والشر إن تلقه بالخير ضقت به
ذرعاً، وإن تلقه بالشر ينحسمِ
* * *