الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التوضيح الخامس عمن يدافعون
؟
المعركة المحتدمة الآن ركز فيها الكارهون لما أنزل الله جهودهم ضد عقوبة المرتد العاجلة. وفي الواقع أن هذه الفئة المضللة لا تنكر حد الردة وحده، بل تنكر كل الحدود الإسلامية مع التفاوت في درجات الإنكار.
هم - مثلاً - يلغطون - الآن - حول حد الردة ويدعون أنه غير موجود، ولا أساس له من الدين أو الشريعة. اي ينكرون وجوده من الأساس. ويبنون هذا الإنكار على شبهات تافهة رأى القارئ - فيما تقدم - كيف تهاوت شبههم واحدة إثر أخرى، وكيف أن منكري حد الردة يهرفون بما لا يعرفون؟
وهذا الموقف الذي يقفونه من حد الردة، لإنه في زعمهم لا وجود له في الدين أو الشريعة، وهي حيلة زينها لهم الشيطان، يقفونه أمام كل الحدود الإسلامية حتى التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، اللهم الَاّحد البغى فإنهم يتحمسون له لحاجة في نفس يعقوب وقد نادوا به من قبل لقمع الشغب الذي قام به جنود الأمن المركزي في أواخر الثمانينات أما ما عدا هذا فهو عندهم مرفوض.
فالزاني لا يجلد ولا يرجم، والسارق لا يقطع، ومدمن الخمور لا يجلد
والوالغ في أعراض الناس لا يجلد. ولهم في ذلك حيل عجيبة قال ببعضها المستشرقون والمبشرون من قبل.
فالحدود كلها عندهم "موديل قديم" انتهى عصره، أو عملة ترجع إلى عهد أهل الكهف علاها الصدأ وتآكلت
…
؟
وكراهية الحدود الإسلامية هي السبب في كراهية تطبيق الشريعة فكلما نودي بتطبيق الشريعة تصدوا للنداء وخوَّفوا من الرجوع إلى الوراء: إلى عصور الظلام والجهل والرجعية، والجمود والتخلف؛ لإن الإسلام عند هؤلاء، كما قال أحدهم عام 1991م كان يناسب عقلية القرن الأول من الهجرة، أما في القرن الخامس عشر فلم يعد الإسلام قادراً على قيادة العقل المعاصر في القرن العشرين؛ لإنه عقل زكي ومثقف ووليد حضارات إنسانية زاهرة.
وهذا بالضبط قاله من قبل عام 1985م أحد الكارهين لما أنزل الله حيث وصف القرآن الكريم بأنه "كتاب متخلف"؟! أي غير صالح للعمل به الآن.
وكانت ثالثة الأثافى أن وصف كاره آخر لما أنزل الله في هذا العام: 1993م كتاب الله العزيز بأنه "كتاب جبان" كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.
فالمسألة إذن ليست مسألة حدود إسلامية، بل هي عداء سافر للإسلام كله جملة وتفصيلاً؟!
ولنا أن نسأل في ختام هذه المواجهة:
عمن يدافع هؤلاء الكارهون لما أنزل الله؟
والجواب:
"إنهم يدافعون عن الفساد والمفسدين، وعن الإجرام والمجرمين وكفى بذلك فتنة في الأرض وفساداً كبيراً.
والحمد لله في الأولى والآخرة.
* * *
القاهرة الظاهر: صبيحة الأربعاء 7 - ربيع الأول 1414 هـ
25 -
أغسطس 1993 م