الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النطق
أعضاء النطق
…
7-
النطق:
أ- أعضاء النطق:
1-
أشرنا إلى أن اللغة المنطوقة "أصوات" تكون نظاما خاصا، ويحدثها جهاز النطق الإنساني. هذه "الأصوات""الكلامية"1 تحدث في الفم، والأنف، والحلق، وتنظم في كلمات وعبارات لتأدية الوظائف التي على اللغة أن تقوم بها.
ومن ثم فإن أول واجب على دارس الأصوات، هو معرفة ما يسمى "أعضاء النطق" من حيث تكوينها، ومن حيث كيفية استعمالها في تكوين الأصوات الكلامية، أي من حيث وظائفها.
ونرى أن نذكر مما قلناه أن الأعضاء التي جرى الاصطلاح على تسميتها "أعضاء النطق" لا تنحصر وظيفتها في إحداث الأصوات، بل إن لها وظائف أخرى: كالذوق للسان، وكسر الطعام وطحنه للأسنان والأضراس، والشم للأنف، والتنفس لها وللرئتين، إلى غير ذلك مما لا يدخل في دراستنا، فتسمية هذه الأعضاء "أعضاء النطق" تسمية من وجهة نظر علم الأصوات اللغوية "انظر رقم "3" ص64، 65".
قلنا إن أول واجب على دارس الأصوات اللغوية هو معرفة أعضاء النطق تكوينا ووظيفة، ولكن هذا لا يعني أنه في حاجة إلى الإلمام بكل التفصيلات التي يقدمها لنا علم "وظائف الأعضاء" وعلم "التشريح" عن أعضاء النطق؛ إذ إن الكثير من هذه المعلومات لا يؤدي له نفعا، ولكن هناك قدرا ضروريا من المعرفة بهذه الأعضاء عليه أن يحصله.
هذه المعرفة هي حجر الأساس لوصف الأصوات وصفا علميا وتصنيفها.
وليس المقصود أن تكون هذ المعرفة نظرية، أعني معرفة تقتصر على حفظ أسماء أعضاء النطق، ووصف تكوينها، ووظائفها، بل المقصود أن على دارس الأصوات أن ينتقل من هذا إلى أن تكون له، بعد طول مران، قدرة على إحداث
1 انظر فيما يلي الفصل الثامن الخاص بالصوت الكلامي "ص154-159".
أصوات، أي لغة، أو كما كان يقول العرب القدماء على "ذوق" الحروف "و"الحروف" هنا تعني أصوات اللغة".
هذه "الأصوات الكلامية"1 تنتجها حركات لأجزاء من الفم والأنف والحلق والرئتين. وليست أعضاء النطق جميعا متحركة، أي قابلة لأن تتحرك، بل معظمها ثابت وقليل منها هو القابل للحركة كاللسان والشفتين.
وإذا توصل إنسان إلى السيطرة على "الأنواع العامة"2 للحركة التي تقوم بها هذه الأجزاء، وعلى "الارتباطات"3 التي يمكن أن تكون بين هذه الحركات، فإنه قادر إذًا على نطق أصوات أية لغة؛ لأن أصوات اللغات جميعا تحدثها ارتباطات معينة بين هذه الأعضاء.
وإذا توصل إلى خلق وسائل كتابية لتمثيل هذه الحركات، فإنه إذن قادر باصطناعها أن يمثل، كتابة، أصوات أية لغة. وهذه الوسائل نجدها فيما يسمى "بالكتابة الصوتية" Phonetic Transcription -وقد عرضنا لها- وهكذا فإن حرف "b" -كما سنرى على وجه التفصيل- يمثل حركة للرئتين تخرج الهواء إلى أعلى وإلى الخارج خلال الحلق، وخلال الوترين الصوتيين متذبذبين، وإلى الفم، ويبين هذا الرمز كذلك أن "مجرى الهواء" قد آنس في الفم اعتراضا آنيا ولكنه اعتراض تام ناتج عن غلق ممر الهواء إلى الأنف، وغلق ممره خلال الفم عن طريق غلق الشفتين.
2-
والآن نأخذ في التعريف بأعضاء النطق الرئيسية حتى نألف أسماءها العربية، وما يقابل هذه الأسماء بالإنجليزية والفرنسية تيسيرا للرجوع إلى ما كتب عن الأصوات اللغوية بهاتين اللغتين.
1-
"الحنك"4، "أو "سقف الحنك"5 أو "سقف الفم"5 أو "الحنك الأعلى"5.
1 Speech - Sounds.
2 General Types.
3 Combinations.
4 Palate.
بالفرنسية Palais.
5 The roof the mouth.
يقسم الحنك من وجهة نظر الأصوات اللغوية إلى ثلاثة أقسام:
1-
"مقدمة الحنك"1 أو "اللثة"2.
2-
"وسط الحنك"3 أو "الحنك الصلب"3.
4-
"أقصى الحنك"4 أو "الحنك اللين"4.
وإليك تعريفا مبسطا بكل قسم من هذه الأقسام:
1-
"مقدم الحنك" هو ذلك القسم من سقف الحنك الواقع خلف "الأسنان العليا"5 مباشرة وهو "محدب"6 ومحزز.
أما الحد الفاصل بين اللثة وبين ما يليها من الحنك الصلب فهو ذلك الموضع من سقف الحنك الذي ينتهي فيه التحديب ويبدأ التقعر. واللثة من أعضاء النطق الثابتة.
2، 3- أما بقية الحنك فهو يقسم كما ذكرنا إلى "وسط الحنك" أو "الحنك الصلب"، و"أقصى الحنك" أو "الحنك اللين".
ويمكن أن يدرك الفارق بين صلابة الجزء الصلب، وليونة الجزء اللين بالنظر في مرآة، أو باللمس باللسان، أو بالإصبع. الحنك الصلب ثابت لا يتحرك، أما الحنك اللين فهو قابل للحركة. قد يرفع الحنك اللين، وقد يخفض. فإذا رفع إلى أقصى ما يمكن فإنه يمس الجدار الخلفي للفراغ الحلقي، وهكذا يمنع مرور الهواء، الخارج من الرئتين، عن طريق الأنف. وكثير من أصوات اللغة العربية يتكون عندما يتخذ الحنك اللين هذا الموضع، مثل أصوات الباء، والتاء والسين، والصاد
…
إلخ.
1 Teeth - Ridge Alveli.
بالفرنسية Les Alveoles des dents.
2 Gums.
3 Hard Palate.
بالفرنسية Palais Dur.
4 Soft Palate Velum.
بالفرنسية Voile du Palais Palais Mou.
5 Upper Teeth.
بالفرنسية Les Dents Superieures.
6 Convex.
أما إذا خفض الحنك اللين فإن الطريق أمام الهواء الخارج من الرئتين يكون مفتوحا لكي ينفذ من الأنف. ولا يتم نطق النون والميم العربيتين إلا عندما يتخذ الحنك اللين هذا الموضع.
أما نهاية الحنك اللين فتسمى "اللهاة"1، ولها دخل في نطق القاف العربية.
2-
"الفراغ الحلقي"2، أو "التجويف الحلقي"2.
هو الفراغ الواقع بين أقصى اللسان وبين الجدار الخلفي للحلق.
3-
وفي أسفل الفراغ الحلقي تقع "الحنجرة"3. وهي تكوِّن الجزء الأعلى من "القصبة الهوائية"4 "وهي الممر المؤدي إلى الرئتين، انظر الكلام على "الوترين الصوتيين" فيما يلي".
4-
أما "الغلصمة"5 فهو نوع من اللسان واقع فوق الحنجرة بصورة خاصة لتحمي الحنجرة خلال عملية البلع، ولكن يبدو أنه لا دخل لها في تكوين أي صوت كلامي.
5-
الوتران الصوتيان6، أو "الحبال الصوتية":
وهما أشبه بشفتين منهما بوترين، ولكن جرى الاصطلاح على هذه التسمية. وهذا التوران ممتدان بالحنجرة أفقيا من الأمام إلى الخلف. وهما من أعضاء النطق المتحركة. ولهما القدرة على اتخاذ أوضاع متعددة تؤثر في الأصوات الكلامية، وهذه الأوضاع أربعة هي:
1 Uvula.
بالفرنسية La Luette.
2 Pharynx.
بالفرنسية Le Pharynx.
3 Larynx.
بالفرنسية Le Layynx.
4 Wind - pipe.
5 Epiglottis.
بالفرنسية Epiglotte.
6 Vocal Cords "chords".
بالفرنسية Les Cordes Vocales.
1-
الوضع الخاص بالتنفس1.
2-
وضعهما حالة تكوين "نغمة موسيقية"2.
3-
وضعهما حالة "الوشوشة"3.
4-
وضعهما حالة تكوين "همزة القطع"4.
والآن نتكلم عن كل وضع من هذه الأوضاع بشيء من التفصيل:
1-
وضع الوترين حالة التنفس:
قد ينفرج الوتران الصوتيان مفسحين مجالا للنفس أن يمر خلالهما دون أن يجابه أي اعتراض، وهذا ما يسمى في الاصطلاح الصوتي بـ"الهمس""مقابل "الجهر".
وتسمى الأصوات التي تنطق عندما يتخذ الوتران هذا الوضع الأصوات "المهموسة"5.
ويتخذ الوتران الصوتيان هذه الوضع عند نطق "الصوامت" العربية الآتية: التاء، والثاء، والحاء، والخاء، والسين، والشين، والصاد، والطاء، والفاء، والقاف والكاف، والهاء.
2-
وضع الوترين الصوتيين عند إصدارهما نغمة موسيقية:
يتضام الوتران الصوتيان بشكل يسمح للهواء المندفع خلالهما أن يفتحهما ويغلقهما بانتظام وبسرعة فائقة. وهذا يسمى تذبذب6 الوترين الصوتيين. هذه الذبذبة تحدث نغمة موسيقية تختلف "درجة"7 "وشدة" باختلاف عدد الحركات
1 Breath.
2 Musical - note Chest - note.
3 Whisper.
4 Glottal Stop.
5 Voiceles Sounds.
بالفرنسية Sons Sourds.
6 Vobration.
بالفرنسية La Vibration.
7 Pitch.
بالفرنسية Hauter.
الإيقاعية ومداها. هذا النغمة الصوتية تسمى في الاصطلاح الصوتي "الجهر"1 كما تسمى الأصوات التي تصحبها هذه النغمة "الأصوات المجهورة"2. والأصوات العربية المجهورة هي "الصوائت" أي ما يسميه نحاة العربية "الحركات"، و"حروف المد واللين" مقصودا بها الألف والواو والياء في مثل قال، صبور، بديع" و"الصوامت" الآتية: الباء، الجيم، الدال، الذال، الراء، الزاي، الضاد، الظاء، الغين، اللام، الميم، النون، الواو "في مثل "وجد"، الياء "في مثل "يرى".
3-
أما وضع الوترين حالة "الوشوشة":
فهو لا يهمنا كثيرا في دراسة الكلام الطبيعي.
4-
وضع الوترين الصوتيين عند تكوين همزة القطع:
قد ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا تاما فلا يسمحان للهواء بالمرور إلى الفراغ الحلقي مدة انطباقهما، وهذا هو وضعهما حالة "قطع النفس". وعندما ينفرج الوتران، بعد انطباقهما التام مدة، يسمع انفجاري نتيجة لاندفاع الهواء الذي كان مضغوطا فيما دون الوترين الصوتيين. وهذا الصوت هو ما يسميه العرب "همزة القطع".
5-
اللسان:
يكفي لأغراض الدراسة الصوتية أن يقسم اللسان إلى ثلاثة أقسام:
1-
الجزء المقابل للحنك اللين "لأقصى الحنك" في الحالات العادية ويسمى "أقصى اللسان"3 "مؤخر اللسان"3.
1 Voice.
بالفرنسية La Voix.
2 Voiced Sounds.
بالفرنسية Les Sons Sounores.
3 Back of the tongue.
بالفرنسية Le Dos de la Langue.
2-
والجزء الذي يقابل الحنك الصلب "وسط الحنك". وفي الأحوال العادية، ويعرف بـ"وسط اللسان"1.
3-
والجزء الذي يقابل اللثة ويسمى "طرف اللسان"2.
أما "نهاية اللسان"2 "ذلق اللسان"3، أو "ذولقة"3 فهي داخلة في الجزء الذي اصطلح على تسميته بطرف اللسان3.
إن اللسان من أعضاء النطق المتحركة، وهو عضو بالغ المرونة. فمن الممكن أن يمس "ذلق" اللسان أي جزء من الحنك الأعلى فيما بين الأسنان وابتداء "الحنك اللين" وكذلك سائر أجزاء اللسان تستطيع أن تمس مواضع مختلفة من الحنك الأعلى. كما أن الجزء الأمامي من اللسان قادر على الحركة إلى الجانبين، وكذلك يرتفع اللسان وينخفض.
6-
الشفتان 4:
الشفتان من أعضاء النطق المتحركة، وهما تتخذان أوضاعًا مختلفة عند نطق الأصوات المختلفة، ومن الممكن ملاحظة هذه الأوضاع بيسر وسهولة: تنطبق الشفتان فلا تسمحان للهواء بالخروج مدة من الزمن ثم تنفرجان فيندفع الهواء محدثا صوتا انفجاريا كما في نطق الباء. وتستدير الشفتان كما يحدث عند نطق "الضمة". وهما تتخذان وضعا مخالفا في نطق الكسرة العربية، وقد تفتح الشفتان حتى يتباعد ما بينهما إلى أقصى درجة، ويلاحظ أن فتح الشفتين ذو درجات مختلفة، واختلاف درجة فتح الشفتين يؤثر في طبيعة الصوت المنطوق. وهذا يلاحظه الذين يقومون بتدريس لغة أجنبية وخاصة في نطق "الصوائت".
1 front of the Tongue.
2 Blade of the tongue.
بالفرنسية La covronne.
3 Tip "point" of the tonge.
بالفرنسية La pointe de la langue.
أو ما "أصل اللسان" فيقابله في الإنجليزية Root of the tongue وفي الفرنسية a Racine.
4 Lips.
بالفرنسية Les Levers.