الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المركب
روى ابن حبان في صحيحه من حديث سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الهَنِيءُ»
(1)
.
ولا شك أن سعادة المرء من أعظم أسباب حفظ صحة العقل والبدن، ودفع الأدواء عنهما، والمركب الهنيء هو المركب السهل الذي تصل به إلى المكان الذي تريده بسهولة ويسر بلا تعب ولا مشقة.
روى الحاكم في مستدركه من حديث محمد بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثٌ مِنَ السَّعَادَةِ، وَثَلَاثٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ، فَمِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ تَرَاهَا تُعْجِبُكَ، وَتَغِيبُ فَتَأْمَنُهَا عَلَى نَفْسِهَا، وَمَالِكَ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ وَطِيَّةً فَتُلْحِقُكَ بِأَصْحَابِكَ، وَالدَّارُ تَكُونُ وَاسِعَةً كَثِيرَةَ الْمَرَافِقِ، وَمِنَ الشَّقَاوَةِ: الْمَرْأَةُ تَرَاهَا فَتَسُوءُكَ، وَتَحْمِلُ لِسَانَهَا عَلَيْكَ، وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا عَلَى نَفْسِهَا، وَمَالِكَ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ قَطُوفًا، فَإِنْ
(1)
صحيح ابن حبان برقم 4021.
ضَرَبْتَهَا أَتْعَبَتْكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهَا لَمْ تُلْحِقْكَ بِأَصْحَابِكَ، وَالدَّارُ تَكُونُ ضَيِّقَةً قَلِيلَةَ الْمَرَافِقِ»
(1)
.
قال المناوي: (والدابة تكون وطيئة) أي هنية سريعة المشي، سهلة الانقياد (فتلحقك بأصحابك) بلا تعب ولا مشقة في الإحثاث. (والدابة تكون قطوفًا) والقطوف من الدواب البطيء، (فإن ضربتها) لتسرع بك (أتعبتك، وإن تركتها) تمشي بغير ضرب (لم تلحقك بأصحابك) - أي رفقتك - بل تقطعك عنهم
(2)
.
غير أنه من الأهمية بمكان بخصوص دور المراكب في حفظ الصحة أن يُعلم أمران:
أحدهما: أن المراكب قبل عصرنا الحاضر وأشهرها الإبل والخيل والبغال والحمير، وإن كانت هنية في ركوبها، فإن فيها رياضة للبدن، لا سيما الخيل التي تمتطى صهواتها لنزال الميادين ومقارعة الفرسان، وهذا مما لا يخفي علمه لذا لا نطيل في شرحه.
أما المراكب الحديثة من طائرات وسيارات ونحوها، فعلى خلاف ذلك.
(1)
مستدرك الحاكم (2/ 509) برقم 2731، وقال محققه: سنده قوي.
(2)
فيض القدير (12/ 303).
وثانيهما: فما دام الحال ما ذكر، فيبقى أن يكون ركوبها في حال الضرورة والحاجة التي لابد منها، والاستغناء عنها وركوب القدمين «وهو المشي» ففيه من الفوائد لحفظ الصحة، ودفع البلاء ما لا يُحصى، ويأتي بيان ذلك في الفقرة التالية.