الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الماء
روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّمَا الْحُمَّى- أَوْ شِدَّةُ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ»
(1)
.
«الماء: مادة الحياة وسيّد الشراب، وأحد أركان العالم، بل ركنُه الأصلي، فإن السّموات خلقت من بخاره، والأرض من زبده، وقد جعل اللَّه تعالى منه كُلَّ شيء حي.
وهو بارد رطب، يقمع الحرارة، و يحفظ على البدن رطوباته، ويرد عليه بدلَ ما تحلَّل منه و يُرقِّق الغذاء ويُنفذه فى العروق.
وتعبر جودة الماء من عشرة طرق:
أحدها: من لونه بأن يكون صافيًا.
الثاني: من رائحته بأن لا تكون له رائحه البتة.
(1)
صحيح البخاري برقم 3262، وصحيح مسلم برقم 2210.
الثالث: من طعمه بأن يكون عذب الطعم حلوه كماء النيل والفرات.
الرابع: من وزنه بأن يكون خفيفًا رقيق القوام.
الخامس: من مجراه بأن يكون طيب المجرى و المسلك.
السادس: من منبعه بأن يكون بعيد المنبع.
السابع: من بروزه للشمس و الريح بأن لا يكون مختفيًا تحت الارض فلا تتمكن الشمس و الريح من قصارته.
الثامن: من حركته بأن يكون سريع الجري و الحركة.
التاسع: من كثرته بأن يكون له كثرة تدفع الفضلاتِ المخالطة له.
العاشر: من مصبه بأن يكون آخذًا من الشمال إلى الجنوب أو من المغرب إلى المشرق.
و اذا اعتبرت هذه الأوصاف لم تجدها بكمالها إلا في الأنهار الأربعة: النيل، والفرات، وسيحون، وجيحون.
وفي صحيح مسلم: من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «سَيْحَانُ، وَجَيْحَانُ، وَالْفُرَاتُ، وَالنِّيلُ، كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ»
(1)
.
(1)
مسلم (2839).
وتعتبر خفه الماء من عدة أوجه:
أحدها: سرعة قبوله للحر و البرد. قال ابقراط: الماء الذي يسخُن سريعًا، ويبرُد سريعًا أخف الماء. الثاني: بالميزان
(1)
.
(1)
زاد المعاد (4/ 388 - 389) بتصرف.