الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المرتبة الرابعة: النصر
النصر يرد بمعانٍ أشهرها نيل الظفر على العدو (1)، وقد ورد بهذا المعنى في القرآن في مواضع عدة منها قوله - تعالى -:{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} (2) ، وكذلك النصر يأتي في لغة العرب بمعنى الانتقام وإعانة المظلوم (3) ، وجاء بهذا المعنى في الكتاب العزيز، قال - تعالى -:{وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} (4)، وقال - تعالى -:{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} .. (5) .
والحاصل أن الله سبحانه وتعالى قد جزم بالنصر للمرسلين وأتباعهم من المؤمنين، فقال سبحانه وتعالى:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (6)، وقال سبحانه وتعالى:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (7) .
(1) راجع الصحاح (2 / 829) ، معجم مقاييس اللغة (5 / 435) .
(2)
آل عمران: 160.
(3)
انظر الصحاح للجوهري (2 / 829) .
(4)
الشورى: 39.
(5)
الأنفال: 72.
(6)
الصافات: 171 - 173.
(7)
الروم: 47.
ولقد نص الله سبحانه وتعالى في كتابه على أنه ناصر رسله إما بإعانتهم في الدنيا أو الانتقام لهم والاقتصاص ممن عاداهم وآذاهم في الآخرة فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (1) ، فقد وردت معاني النصر السابقة كلها في القرآن وضمنها الله سبحانه وتعالى لعباده المرسلين وأتباعهم المؤمنين.
وكما ذكرت - سابقًا - أن ترتيب هذه المراتب تصاعديًا من الأدنى إلى الأعلى، فإن وضع النصر في هذه المرتبة كان بالنظر إلى اعتبار معنى النصر الأشهر وهو نيل الظفر على العدو، فهو المقصود في هذه المرتبة.
(1) انظر معجم مقاييس اللغة (4 / 388) .