الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأولى: أنه
لم يقتل نبي من الأنبياء الذين أمروا بالقتال أبدًا:
-
فلم يقتل نبي في قتال، وإنما قتل الأنبياء الذين ذكر الله أنهم قتلوا في غير جهاد ولا قتال، قال صاحب أضواء البيان رحمه الله تعالى -:
(قوله - تعالى -: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} وقد دلت الآية الكريمة وأمثالها من الآيات كقوله - تعالى -: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} . {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} . {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} إنه لن يقتل نبي في جهاد قط؛ لأن المقتول ليس بغالب؛ لأن القتل قسم مقابل للغلبة كما بينه - تعالى - في قوله: {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} ، وقال:{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا} وقد نفى عن المنصور كونه مغلوبًا نفيًا باتًا في قوله - تعالى -: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} وبهذا تعلم أن الرسل الذين جاء في القرآن أنهم قتلوا كقوله - تعالى -: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} وقوله - تعالى -: {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ} ليسوا مقتولين في جهاد..) (1) .
والحقيقة أن هذا الاستنباط الذي استنبطه العلامة الشنقيطي من دلالات الآيات والتوفيق بينها للخروج بهذه القطعية لينبئ عن براعة الرجل في تفسير القرآن بالقرآن، وكذلك يخرج ببرهان واضح في هذه المسألة، ويوافق ما قاله الحسن وسعيد بن جبير من أنه "ما قتل نبي في حرب قط"(2) .
أما القراءة التي في قوله - تعالى -: وكأين من نبي قتل معه ربيون كثيرون بدلًا من قراءة ((قاتل)) فهي قراءة سبعية، قرأ بها نافع وابن كثير وأبو عمرو، ومن العشرة يعقوب (3) وهي قراءة ابن عباس، واختارها أبو حاتم (4) ، إلا أن الآية لا تنص على أن النبي المقتول كان في قتال أو أمر به، وعليه فلا تخالف ما سبق تقريره في ذلك.
(1) أضواء البيان للشنقيطي (7 / 824) .
(2)
راجع «فتح القدير» للشوكاني (1 / 386) .
(3)
النشر في القراءات العشر لابن الجزري (2 / 242) ط. دار الكتاب العربي.
(4)
راجع «فتح القدير» للشوكاني (1 / 386) .