الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجواب: لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه أيضاًَ، وغاية ما ورد في ذلك أنس بن مالك رضي الله عنه:((كن إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا)) وهذا في غير الصلاة.
ثم إن في هذه الختمة مع كونها لم يثبت لها أصل من السنة فيها أن الناس ولاسيما النساء يكثرون في هذا المسجد المعين ويحصل بذلك من الاختلاط بين الرجال والنساء عند الخروج ما هو معلوم لمن شاهده.
ولكن بعض أهل العلم قال إنه يستحب أن يختم القرآن بهذا الدعاء.
ولو أن الإمام جعل الختمة في القيام في آخر الليل وجعلها مكان القنوت من الوتر وقنت لم يكن في هذا بأس؛ لأن القنوت مشروع.
س281: هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام أو أنها تنتقل من ليلة إلى ليلة
؟
الجواب: ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(القدر: 1) . وبين الله تعالى في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان فقال عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)(البقرة: الآية185) . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان يطلب ليلة القدر، ثم اعتكف في العشر الأوسط، ثم رآها صلى الله عليه وسلم في العشر
الأواخر من رمضان (1)، ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال:((أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر)) (2) . وهذا أقل ما قيل في حصرها في زمن معين.
وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام، فالنبي صلى الله عليه وسلم " أري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين (3)، وقال عليه الصلاة والسلام:((تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)) (4) وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة، وبهذا تجتمع الأدلة، ويكون الإنسان في كل ليلة من ليالي العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر، وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أو لم يعلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:((من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه)) (5) . ولم يقل إذا علم أنه أصابها فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بعينها، ولكن من
(1) رواه البخاري في فضل ليلة القدر، باب التماس ليلة القدر (2016) ، ومسلم في الصيام، باب: فضل ليلة القدر (215) .
(2)
رواه البخاري في فضل ليلة القدر، باب التماس ليلة القدر (2015) ، ومسلم في الصيام، باب: فضل ليلة القدر (215) .
(3)
تقدم في الموضع السابق.
(4)
رواه البخاري في صلاة التراويح، باب: تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر (1913) ، ومسلم في الصيام، باب: فضل ليلة القدر (1169) .
(5)
أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان (37) ، ومسلم، صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان (173) .