الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم ارتداء لباس لاعب مشهور والصلاة فيه
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو أنني أريد أن أشتري فنيلة لاعب من بلد أوروبي، وهذا اللاعب مسلم وهو يقول: إن الاسلام هو: أفضل الديانات، فهل يجوز لي أن ألبس فنيلة أو قميص هذا اللاعب إذا كان القميص مكتوبا فيه اسمه؟ وإذا كان يجوز لبسها، فهل تجوز الصلاة فيها؟.
باختصار: ما هو حكم لبسها في الملعب أو الحي وغير ذلك. إلخ. وما هو حكم لبسها في الصلاة؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الغالب على اللاعبين في هذه الأندية الفسق والفجور، ومن كانت هذه هي غالب أحوالهم لم يجز التشبه بهم، وقد سبق أن بينا حكم التشبه بالفساق والمنافقين في لباسهم، في الفتوى رقم:56757.
ومن جهة أخرى فمن المعروف أن مثل اللباس المسئول عنه يكون ثمنه أعلى من سعر مثله بأضعاف مضاعفة، لا لشيء إلا لكونه لفلان من اللاعبين المشهورين، وشراء مثل هذا إضاعة للمال وإنفاق له في غير محله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال. متفق عليه. قال النووي: إِضَاعَة الْمَال: صَرْفه فِي غَيْر وُجُوهه الشَّرْعِيَّة، وَتَعْرِيضه لِلتَّلَفِ، وَسَبَب النَّهْي أَنَّهُ إِفْسَاد، وَاَللَّه لَا يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ. اهـ.
وقال ابن حجر: الأكثر حملوه على الإسراف في الإنفاق، وقيده بعضهم بالإنفاق في الحرام، والأقوى أنه ما أنفق في غير وجهه المأذون فيه شرعا سواء كانت دينية أو دنيوية فمنع منه، لأن الله تعالى جعل المال قياما لمصالح العباد، وفي تبذيره تفويت تلك المصالح، إما في حق مضيعها وإما في حق غيره، ويستثنى من ذلك كثرة إنفاقه في وجوه البر لتحصيل ثواب الآخرة ما لم يفوت حقا أخرويا أهم منه. اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين في ـ اللقاء الشهري: والذي أشير به على إخواننا هؤلاء أن يقاطعوا هذه الألبسة نهائياً، وأن يكتفوا بالألبسة التي تفصَّل هنا على الطراز الإسلامي الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وعلى ذلك فننصح الأخ السائل بالإعراض عن هذا الشراء، وأن يكون اهتمامه بالتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في لباسه وغير ذلك من أمور معاشه.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين رقم: 10883، 66769.
ثم ننبه على أن هذا الأمر قد يكون أشد سوءا إذا لبست هذه الملابس في الصلاة، فإنه ينبغي للمصلي أن يلبس حال الصلاة أحسن ثيابه وأجملها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله أحق من تزين له. رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي، وصححه الألباني. وقال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ {الأعراف: 31} .
وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما الزينة بالثياب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1430