الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاعتراض على حجاب الزوجة خطر ماحق
[السُّؤَالُ]
ـ[سادتي الأفاضل، أبدأ رسالتي بشكري لكم على كل المجهود الذي تقومون به للإجابة عن أسئلتنا، جزاكم الله عنا كل خير، مشكلتي هي أني بدأت لا أطيق زوجي بل وأكرهه، وهذا بعد 12 عاما من الزواج، الشيء الذي يؤسفني جدا ولكنه خارج عن إرادتي، ولو لم يكن لي أبناء معه (بنتين وولد) لكنت طلبت الطلاق. ربما أن كل شيء بدأ منذ زواجنا، حيث إن زوجي شديد الأنانية، ويريدني أن أعيش على هواه، وأنا في الحقيقة كنت دائما أقول سمعا وطاعة، وأقول مع نفسي ،لا بأس فهو زوجي، إلى أن قررت يوما أن أرضي ربنا وأتحجب، بدأ هذا منذ 3سنين ، حيث إني لاحظت أن زوجي بدأ لا يحب الخروج معي، وفي يوم سألته، فأجابني أنه لايتحمل نظرات الآخرين المستفزة لحجابي، وهذا شيء آلمني كثيرا ولكن كنت أقول مع نفسي أن ثوابي عند الله ودعوت له بالهداية، ولكن الذي كان يؤلمني أكثر هو أنه دائما يعيرني بأنه بحجابي لن أستطيع العمل خارج المنزل (لأننا نعيش في فرنسا) مع العلم أني كنت لا أريد العمل، لأن أولوياتي هم أبنائي خصوصا وأنه لا يساعدني في تربيتهم ولا في متطلباتهم، ولكن ومع كثرة المشاكل قررت البحث عن عمل وبحمد الله وجدت عملا وبحجابي-سأبدأه في سبتمبر المقبل- سأعمل مربية للأطفال في منزلي وبهذا يمكنني الاهتمام بأبنائي في نفس الوقت، كل هذا لأتجنب المشاكل،
ولكن الشيء الذي كرهني فيه هو أنه في الشهور الأخيرة قام بضربي3 مرات (مع العلم أنه لم يضربني قبل هذا أبدا) وفي كل مرة يكون الأمر بسيطا، ولكن بكثرة عصبيته يضربني، لا أصف لكم الإهانة التي أحس بها، آسفة لأني أطلت عليكم ولكن أرجوكم ساعدوني، أنا عمري 30 سنة لكنني أحس وكأن عمري 60 أو70 سنة، ثم أني إنسانة وأريد أن أحس بأني محبوبة وخصوصا من أقرب الناس ومع كل هذه الأحداث التي مرت أحس أنه لايحبني وما أنا إلا خادمة في هذا المنزل، وكلما أعطيت أراد أكثر. أنا حتى الآن أحاول أن لا أظهر له نفوري منه ولكن لا أدري إلى متى سيستمر هذا الحال، ثم ليس هذا هو جو الحب الذي كنت أريد أن أربي أبنائي فيه، ثم إني كلما نظرت إلى الوراء أجد أني تنازلت عن أشياء كثيرة منذ زواجي، ولا أظنني قادرة على التنازل عن أشياء أخرى، إن بقي لي ما أتنازل عنه، ملحوظة! زوجي متدين ولايترك فرضا، ويصلي صلاة الفجر عندما يستطيع.
ساعدوني أرجوكم، وجزاكم الله بكل خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يمن على الأخت بالصبر والثبات على الدين، ونسأله سبحانه أن يهدي زوجها إلى حسن معاشرتها كما هو واجب عليه بقوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً {النساء: 19} . ولا يجوز له أن يضربها بدون حق، ولا أن يمنعها من حجابها أو يعيرها به، وعليه أن يعلم أن الحجاب واجب أوجبه الله سبحانه، ومعنى كونه أوجبه الله أنه ليس للمؤمن إنكاره والاعتراض عليه. قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً {الأحزاب:36} . وقال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً {النساء:65} . فننصح الأخت بالصبر على زوجها ونصحه بحكمة والدعاء له، وإحسان معاملته وعدم التقصير في حقوقه، ويرجى الاطلاع على الفتاوى التالية: 2019، 7981.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1426