الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحجاب
…
وإلا وجبت الهجرة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم أب ربى بناته على ارتداء الحجاب حتى بلغت أصغرهن 20 سنة ولأسباب اضطرارية هاجر بهن إلى فرنسا وهذا البلد ارتداء الحجاب فيه لمن اضطر للشغل أو الدارسة شبه مستحيل، في هذا الوضع الصعب الأب مصر على ارتداء الحجاب والبنات يرفضن بحجة الدرسة أو العمل مع العلم أن الأسرة لاتستطيع العودة إلى بلدها الأصلي لظروف سياسية، والأب في حرج من أمره فما هو الحل في هذه الحالة وشكرا لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا أولاً نشكر هذا الأب على تربيته لبناته، وتوجيهه الطيب، ونسأل المولى عز وجل أن يجازيه على عمله، وأن يزيده حرصاً على التمسك بدينه، وحمل من حوله على ذلك، ثم نقول له: يجب عليك الهجرة من هذا البلد الذي قد تضطر فيه بناتك إلى التخلي عن رمز عفتهن وصيانتهن، ويرغمن فيه على التبرج والسفور، فلا يجوز لك المقام فيه والتخلي عن مسؤليتك عن بيتك، بحجة الاضطرار إلى عمل البنات أو دراستهن أو غير ذلك، وإذا كنت لا تستطيع العودة إلى بلادك لظروف ما، فإن بلاد الله واسعة، فعليك أن تبحث لنفسك وأهلك عن بلد آمن تحفظ فيه نفسك، وتتمكن فيه من إقامة دينك والمحافظة على عرضك، ولعل هذا الذي ذكر في السؤال من استحالة ارتداء الحجاب في هذا البلد الكافر هو أحد الأسباب التي جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" أنا برئ من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين" لما في الإقامة بين أظهرهم من الخطر على الدين والأخلاق، ولا سيما على النساء والأطفال، وضعاف الدين، وقليلي العلم، وفي رفض بناتك اللاتي ربيتهن على الحجاب ارتداءه بحجة الدراسة أو العمل في هذا البلد، أقوى دليل وأكبر شاهد على خطورة المقام بهن في هذا البلد.
فإن لم يتيسر لك الانتقال إلى بلد آخر وجب عليك إلزامهن بالحجاب ولو أدى ذلك إلى تركهن الدراسة أو العمل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1422