الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَشْرُوع فَهُوَ التوسل بأسماء الله وَصِفَاته وبتوحيده وبالأعمال الصَّالِحَات وَالْإِيمَان بِاللَّه وَرَسُوله ومحبة الله وَرَسُوله وَنَحْو ذَلِك من أَعمال الْبر وَالْخَيْر وَالله ولي التَّوْفِيق كتاب الدعْوَة 16
حكم الإستغاثة بِغَيْر
20 -
سُئِلَ الشَّيْخ عَن رجل يستغيث بِغَيْر الله وَيَزْعُم أَنه ولي الله فَمَا عَلَامَات الْولَايَة فَأجَاب عَلَامَات الْولَايَة بَينهَا الله عز وجل فِي قَوْله أَلا إِن أَوْلِيَاء الله لَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ الَّذين آمنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (1) فَهَذِهِ عَلَامَات الْولَايَة الْإِيمَان بِاللَّه وتقوى الله عز وجل فَمن كَانَ مُؤمنا تقيا كَانَ لله وليا أما من أشرك بِهِ فَلَيْسَ بولِي لله بل هُوَ عَدو لله كَمَا قَالَ تَعَالَى من كَانَ عدوا لله وَمَلَائِكَته وَرُسُله وَجِبْرِيل وَمِيكَائِيل فَإِن الله عَدو للْكَافِرِينَ (2) فَأَي إِنْسَان يَدْعُو غير الله أَو
يستغيث بِغَيْر الله بِمَا لَا يقدر عَلَيْهِ إِلَّا لله عز وجل فَإِنَّهُ مُشْرك كَافِر وَلَيْسَ بولِي لله وَلَو ادّعى ذَلِك بل دَعْوَاهُ أَنه ولي مَعَ عدم توحيده وإيمانه وتقواه دَعْوَى كَاذِبَة تنَافِي الْولَايَة ونصيحتي لأخواني الْمُسلمين فِي هَذِه الْأُمُور أَن لَا يغتروا بهؤلاء وَأَن يكون مرجعهم فِي ذَلِك إِلَى كتاب الله وَإِلَى مَا صَحَّ من سنة النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَتَّى يكون رجاؤهم وتوكلهم واعتمادهم على الله وَحده وَحَتَّى يُؤمنُوا بذلك لأَنْفُسِهِمْ استقرارا وطمأنينة وَحَتَّى يحفظوا بذلك أَمْوَالهم أَن يبتزها هَؤُلَاءِ المخرفون كَمَا أَن فِي لُزُوم مَا دلّ عَلَيْهِ الْكتاب وَالسّنة فِي مثل هَذِه الْأُمُور فِي ذَلِك إبعاد لهَؤُلَاء عَن الإغترار بِأَنْفسِهِم هَؤُلَاءِ الَّذين يدعونَ أنفسهم أَحْيَانًا أسيادا وَأَحْيَانا أَوْلِيَاء وَلَو فَكرت أَو تَأَمَّلت مَا هم عَلَيْهِ لوجدت فيهم بعدا عَن الْولَايَة والسيادة وَلَكِنَّك تَجِد الْوَلِيّ حَقِيقَة أبعد النَّاس أَن يَدْعُو لنَفسِهِ وَأَن يحيطها بهالة من التَّعْظِيم والتبجيل وَمَا أشبه ذَلِك تَجدهُ مُؤمنا تقيا خفِيا لَا يظْهر نَفسه وَلَا يحب الإشهار وَلَا يحب أَن يتَّجه
النَّاس إِلَيْهِ أَو أَن يتعلقوا بِهِ خوفًا أَو رَجَاء فمجرد كَون الْإِنْسَان يُرِيد من النَّاس أَن يعظموه ويحترموه ويبجلوه وَيكون مرجعا لَهُم ومتعلقا لَهُم هَذَا فِي الْحَقِيقَة يُنَافِي التَّقْوَى وينافي الْولَايَة وَلِهَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِيمَن طلب الْعلم ليماري بِهِ السُّفَهَاء أَو يجاري بِهِ الْعلمَاء أَو ليصرف وُجُوه النَّاس إِلَيْهِ فَعَلَيهِ كَذَا وَكَذَا من الْوَعيد فالشاهد فِي قَوْله أَو ليصرف وُجُوه النَّاس إِلَيْهِ فَهَؤُلَاءِ الَّذين يدعونَ الْولَايَة ويحاولون أَن يصرفوا وُجُوه النَّاس إِلَيْهِم هم أبعد النَّاس عَن الْولَايَة فنصيحتي لأخواني الْمُسلمين أَن لَا يغتروا بهؤلاء وأمثالهم وَأَن يرجِعوا إِلَى كتاب الله وَسنة رَسُوله صلى الله عليه وسلم وَأَن يعلقوا آمالهم وَرَجَاءَهُمْ بِاللَّه وَحده الْمَجْمُوع الثمين 2110