الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوصاة بكتاب الله:
حدَّثَنا1 محمد بن يوسف، ثنا مالك بن مغول، ثنا طلحة -هو ابن مصرف، سألت عبد الله بن أبى أوفى: أوصى النبى صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قال: قلت: فكيف كتب على الناس الوصية أمروا بها، ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله عز وجل.
وقد رواه فى "مواضع أُخَرَ" مع بقية الجماعة إلا أبا داود من طرق، عن مالك بن مغول به.
وهذا نظير ما تقدَّمَ عن ابن عباس أنه ما ترك إلا ما بين الدفتين، وذلك أن الناس كتب عليهم الوصية فى أموالهم، كما قال تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة: 180] وأما هو صلى الله عليه وسلم، فلم يترك شيئًا يورث عنه، و"إنما"2 ترك ماله صدقة جارية من بعده، فلم يحتج إلى وصية فى ذلك.
ولم يوص الى خليفة يكون بعده على التنصيص؛ لأن الأمر كان ظاهرًا من إشاراته وايماءاته إلى الصديق، ولهذا لما همَّ بالوصية إلى أبى بكر، ثم
1 البخاري في "فضائل القرآن""9/ 67".
وأخرجه أيضًا في "الوصايا""5/ 356" وفي "المغازي" 8/ 148"، ومسلم "1634/ 16-17"، والنسائي "6/ 240"، والترمذي "2119"، وابن ماجه "2696"، والدارمي "2/ 290-291"، وأحمد "4/ 354، 355، 381"، والحميدي "772" من طريق مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن ابن أبي أوفى.
قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب".
2 في "أ": "وأما".
عدل عن ذلك قال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"1 وكان كذلك، وإنما أوصى الناس باتباع كلام الله.
1 أخرجه البخاري "10/ 123، 13، 205"، ومسلم "2387/ 11" وأحمد "6/ 47، 106، 144"، والطيالسي "1508"، وابن سعد "3/ 180"، وابن أبي عاصم في "السنة""1163"، والبيهقي "3/ 378"، وأبو نُعَيْم في "الحلية""2/ 185"، والبغويّ في "شرح السُّنَّة""5/ 220" من طرق عن عائشة.
وأخرجه الحاكم "3/ 477" عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، وقال الذَّهبي:"إسناده صحيح".