الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الجامع لأحاديث شتَّى تتعلق بتلاوة القرآن وفضائله وفضل أهله:
"فصل": قال أحمد1: حدثنا معاوية بن هشام، ثنا شيبان، عن فراس، عن عطية، عن أبى سعيد قال: قال نبى الله صلى الله عليه وسلم: "يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: "اقرأ"2 واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه".
وقال أحمد3: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، حدثني بشير
1 في "مسنده""3/ 40".
وأخرجه ابن ماجه "3780"، وأبو يعلى "ج2/ رقم 1094، 1338"، وأبو نعيم الأصبهاني في "مسانيد فراس بن يحيى""ص117، 118" من طرقٍ، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن فراس بن يحيى، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، وضعَّف إسناده البوصيري في "الزوائد""187/ 3" لضعف العوفي، لكن له شواهد عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وبريدة بن الحصيب، يصح بها الحديث، ومن ثَمَّ صحَّحَه الترمذي والحاكم.
2 في "أ": "ارق" وهو مخالف لما في "المسند".
3 في "المسند""3/ 38-39".
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "ابن كثير""5/ 239"، والبخاري في "خلق الأفعال""610"، والحاكم "2/ 374 و4/ 547"، وعنه البيهقيّ في "الدلائل""6/ 465"، وفي "الشعب""ج5/ رقم 2385"، وابن حِبَّان "755" من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حيوة بن شريح بإسناده سواء.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح، رواته حجازيون وشاميون أثبات"، وصحَّحَه في الموضع الثاني ووافقه الذهبي في الموضعين، والوليد بن قيس التجيبي روى =
ابن أبى عمرو الخولانى: أن الوليد بن قيس التجيبي حَدَّثَه أنه سمع أبا سعيد الخدرى يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون خلف من بعد الستين سنة، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلفٌ يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر"، قال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكَّل به، والمؤمن يؤمن به.
وقال أحمد1: حدَّثَنا حجاج، ثنا ليث، حدَّثَنِي يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن أبى الخطاب، عن أبى سعيد أنه قال: أن رسول الله عام تبوك خطب الناس وهو مسنِدٌ ظهْرَه إلى نخلة، فقال:"ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؟ إن "من"2 خير الناس رجلًا عمل في سبيل الله،
= عنه جماعةٌ ووثَّقَه ابن حِبَّان، فحديثه محتمل وله ما يعضده، فأخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن""ص106"، وابن نصر في "قيام الليل""ص128"، والبغوي في "شرح السنة""4/ 439" من طرق عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا:"تعلموا القرآن، واسألوا الله به قبل أن يتعلَّمَه قومٌ يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل" ، وهذا سند فيه ضعف، لكنه يتقوى بالطريق الماضي.
1 في "مسنده""3/ 37، 41-42، 57-58".
وأخرجه النسائي "6/ 11-12"، وابن أبي شيبة "5/ 340-341"، والحاكم "2/ 67"، والبيهقي "9/ 160"، وابن عساكر في "الأربعون في الجهاد""83" من طرق عن الليث بن سعد به، وسنده ضعيف لجهلة أبي الخطاب راويه عن أبي سعيد، فقد صرَّح بجهالته ابن المديني والنسائي والذهبي.
2 ساقط من "أ".
على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت، وإنَّ من شر الناس رجلًا فاجرًا "جريئًا"1 يقرأ كتاب الله، لا يرعوي إلى شيء منه".
وقال الحافظ أبو بكر البزار2: حدَّثَنا محمد بن عمر بن هياج الكوفى، ثنا الحسين بن "عبد الأول"3، ثنا محمد بن الحسن الهمدانى، عن عمرو بن قيس، عن عطية بن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن دعائى أعطيته أفضل ثواب الشاكرين"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه".
ثم قال: تفرد به محمد بن الحسن، ولم يتابع عليه.
1 ساقط من "أ".
2 وأخرجه الترمذي "2926"، والدارمي "2/ 317"، وعبد الله بن أحمد في "السنة""128"، وأبو سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية""285، 339"، وابن نصر في "قيام الليل""ص122"، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول""ج3/ ق103/ 2"، وابن حِبَّان في "المجروحين""2/ 272"، وآخرون من طرق عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمدانى، عن عمرو بن قيس، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد وهذا سند ضعيف جدًّا، ومحمد بن الحسن متروك، وقال أبو حاتم -كما في "العلل" "1738":"منكر". ولكنه تُوبِعَ وانحصرت علة هذا الإسناد في عطية العوفي، وللحديث شواهد من حديث عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله وحكيم ابن حزام، ومن مرسل عمرو بن مرة ومالك بن الحارث. والحديث حسنٌ بجملة هذه الشواهد كما حققته في "التسلية". والله أعلم.
3 في "الأصول": "عبد الأعلى" وهو خطأ.
وقال الإمام1 أحمد: حَدَّثَنَا أبو عبيدة الحدَّاد، حدَّثَنِي عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة، حدَّثَنِي أبى، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله اهلين من الناس"، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته".
وقال أبو القاسم2 الطبراني: حدَّثَنَا محمد بن علي بن شعيب السمسار،
1 في "مسنده""3/ 127-128".
وأخرجه أيضًا "3/ 127، 242" قال: حدثنا عبد الصمد ومؤمل قالَا: ثنا عبد الرحمن بن بديل بسنده سواء.
وأخرجه النسائي في "فضائل القرآن""56"، وابن ماجه "215"، وأبو عبيد في "الفضائل""ص38" والطيالسي "2124"، وابن نصر في "قيام الليل""ص74"، والآجري في "أخلاق حملة القرآن""7"، والحاكم "1/ 556" من طرق عن عبد الرحمن بن بديل بسنده سواء. وصحَّحَ إسناده الدمياطي في "المتجر الرابح""1183"، والمنذري في "الترغيب""2/ 354"، وكذلك البوصيري في "مصباح الزجاجة""91/ 1"، وحَسَّنَه العراقي في "تخريج الإحياء""1/ 280"، وجوَّده شيخنا الألباني في "الضعيفة""4/ 85"، وقال الذهبي في "الميزان" "3/ 626":"إسناده صالح"، ووافقه الحافظ في "اللسان""5/ 254"، وقال الحاكم بعد تخريجه للحديث:"قد روي هذا الحديث من ثلاثة أوجه عن أنس هذا أمثلها"، وله شاهد من حديث النعمان بن بشير مرفوعًا مثله. أخرجه الحارث ابن أبي أسامة في "مسنده""ق91/ 1-زوائده" بسند ضعيف جدًّا.
2 في "المعجم الكبير""ج1/ رقم 674"، وقال الهيثمي في "المجمع" "7/ 172":"رجاله ثقات". وأخرجه الدارمي "2/ 336" قال: حدثنا عفان. والفريابي في "الفضائل""83" قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قالَا: حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، وسنده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبو عبيد "ص48"، والفريابي "84" من طريق ابن المبارك، أخبرنا همَّام، عن ثابت، عن أنس مثله، وأخرجه ابن الضريس "84"، والفريابي "85، 86" من طريق وكيع بن الجراح، عن مسعر، عن قتادة، عن أنس مثله.
وهذه أسانيد صحيحة.
ثنا خالد بن خداش، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت "أن"1 أنس بن مالك -رضى الله عنه- كان إذا ختم القرآن، جمع أهله وولده فدعا لهم.
وقال الحافظ أبو القاسم2 الطراني: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن عباد المكى، ثنا حاتم بن اسماعيل، عن شريك، عن الأعمش، عن يزيد بن أبان، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القرآن غنى لا فقر بعده، ولا غنى دونه".
1 في "أ" و"ط": "عن".
2 في "المعجم الكبير""ج1/ رقم 728".
وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل""ص124"، وأبو يعلى "ج5/ رقم 2773"، والبيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2376"، والشجري في "الأمالي""1/ 82" من طُرُقٍ عن شريك النخعي، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور""1/ 349" لأبي نُعَيْم في "فضل العلم" وفي "رياضة المتعلمين".
وهذا سند ضعيف جدًّا، ويزيد الرقاشي متروك، وشريك سيء الحفظ، وقد خولف، فنقل القضاعي في "مسند الشهاب" "276" عن الدارقطني أنه قال:"روه أبو معاوية عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن الحسن مرسلًا، وهو أشبههما بالصواب". أ. هـ. ثم وقفت على هذه المخالفة، فرواها سعيد بن منصور في "تفسيره" "رقم5" قال: نا أبو معاوية بسنده سواء. وهذا الوجه مع إرساله فهو ضعيف جدًّا لأجل الرقاشي، فالحديث لا يصحُّ بوجهٍ. والله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البزار1: حدَّثَنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزاق، ثنا عبد الله بن المحرر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل شىء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن".
ابن المحرر ضعيف.
وقال الإمام أحمد2: حدثنا حسن، ثنا ابن لهيعة، ثنا بكر بن سوادة،
1 في "مسنده""2330 -كشف الأستار".
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنَّفه""2/ 484"، وابن عدي "4/ 1452"، والقشيري في "الرسالة""2/ 640" من طريق عبد الله بن محرر، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا.
قال البزار: "تفَرَّد به عبد الله بن المحرر وهو ضعيف الحديث"، وبه أعلَّه شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاستقامة""1/ 290"، والهيثمي "7/ 171"، وأخرجه الطيوري في "الطيوريات""ج5/ ق81/ 2"، والخطيب "7/ 268" من طريق الفضل بن حرب، عن عبد الرحمن بن بديل، عن أبيه عن أنس مرفوعًا مثله، والفضل مجهول بالنقل كما قال العقيلي، وقد خالفه عبد الرحمن بن مهدي وعبد الصمد بن عبد الوارث وجماعة في لفظه، وروايتهم هي الراجحة على نحو ما فصَّلته في "التسلية"، وله شاهد من حديث ابن عباس وسنده واهٍ.
2 في "مسنده""3/ 146" قال: حدَّثَنا حسن، ثنا ابن لهيعة به.
وأخرجه أيضًا "3/ 155" قال: حدَّثَنا يحيى بن إسحاق، أنا ابن لهيعة به، وقد اضطرب فيه ابن لهيعة، فأخرجه أحمد أيضًا "5/ 338" قال: حدثنا حسن، ثنا ابن لهيعة، ثنا بكر بن سوادة، عن وفاء بن شريح، عن سهل بن سعد، فذكره مرفوعًا، فجعله من "مسند سهل" وهذا هو الصواب، فقد رواه عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن وفاء بن شريح، عن سهل بن سعد مثله. =
.................................................................................................
= أخرجه أبو داود "831"، وعنه البيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2404"، وابن حِبَّان في "صحيحه""1787"، وفي "الثقات""5/ 498"، والطبراني في "الكبير""ج6/ رقم 6024" من طرق عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث به، وأخرجه ابن حِبَّان "1786" أيضًا عن طريق حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث وآخر معه، عن بكر بن سوادة مثله، وهذا "الآخر" هو ابن لهيعة.
وله شاهد من حديث جابر، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والعجمي فقال:"اقرءوا فكلٌّ حسنٌ، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، يتعجَّلونه ولا يتأجَّلونه". أخرجه أبو داود "830"، وأحمد "3/ 397"، وابن بشران في "الأمالي""ج4/ 438/ 2"، والبيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2399"، والبغوي في "شرح السنة""3/ 88" من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن حميد الأعرج، عن ابن المنكدر، عن جابر.
وهذا سند ظاهر الصحة، لكنه معلّ، فقد خولف حميد بن قيس الأعرج فيه؛ خالفه ابن عُيَيْنَة والثوري، فروياه عن ابن المنكدر مرسلًا، أخرجه عبد الرزاق "ج3/ رقم 6034"، وابن أبي شيبة "10/ 480" والبيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2398" والمرسل أقوى.
نعم، رواه أسامة بن زيد الليثي عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعًا مثل رواية حميد الأعرج.
أخرجه أحمد "3/ 357"، وأبو يعلى "ج4/ رقم 2197"، والبيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2400، 2401"، وأسامة بن زيد في حفظه ضعف، نعم هو يقوي رواية حميد الأعرج، لكن رواية السفيانين أقوى، والمرسل عندي أولى، وبالجملة فحديث سهل بن سعد يتقوى بهذا المرسل؛ لأن وفاء بن شريح لم يوثّقه إلا ابن حِبَّان، وترجمه البخاري في "الكبير""4/ 2/ 191"، وابن أبي حاتم في "الجرح"4/ 2/ 49" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وروى عنه اثنان، فإسناده مقارب، والله أعلم.
عن وفاء الخولانى، عن أنس بن مالك قال: بينما نحن "نقرأ"1، فينا العربى والعجمى والأسود والأبيض، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أنتم فى خير تقرءون كتاب الله وفيكم رسول الله، وسيأتى على الناس زمان يثقفونه كما يثقف القدح يتعجلون اجورهم ولا يتأجلونها".
وقال الحافظ أبو بكر2 البزار، ثنا يوسف بن موسى، ثنا عبد الله بن الجهم، ثنا عمرو بن أبى قيس، عن عبد ربه بن عبد الله، عن عمر بن نبهان، عن الحسن، عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"أن البيت الذى يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره".
وقال الحافظ أبو يعلى3: حدَّثَنا الفضل بن الصبح، حدَّثَنا أبو عبيدة "عن محتسب"4، حدَّثَنِي يزيد الرقاشى عن أنس قال: قعد أبو موسى فى بيتٍِ واجتمع إليه ناس، فأنشأ يقرأ عليهم القرآن قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل قال: يا رسول الله، ألا أُعَجِّبُك من أبى موسى، أنه قعد فى بيتٍ واجتمع إليه ناس، فأنشأ يقرأ عليهم القرآن، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1 في "أ": "نفر"!
2 في "مسنده""ج3/ رقم 2321 -كشف" وقال: "لم يروه إلّا أنس"، وأعلَّه الهيثمي في "المجمع""7/ 171" بعمر بن نبهان؛ فقد ضعَّفَه أبو حاتم والبخاري وغيرهما.
3 في "مسنده""ج7/ رقم 4096".
وحسَّنَه الهيثمي في "المجمع""9/ 360" ووَهِمَ في ذلك، بل السند واهٍ، ويزيد الرقاشي متروك، ومحتسب ضعيف الحفظ أيضًا، أما آخر الحديث فقد ثبت في "الصحيحين" وغيرهما، كما تَقَدَّمَ تخريجه. والحمد لله رب العالمين.
4 ساقط من "أ".
"أتستطيع أن تقعدنى حيث لا يرانى منهم أحد؟ "، قال: نعم، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم أحد، فسمع قراءة أبى موسى فقال:"إنه ليقرأ على مزمار من مزامير داود عليه السلام".
هذا حديث غريب، ويزيد الرقاشي ضعيف.
وقال الإمام أحمد1: حدَّثَنا مصعب بن سلام، ثنا جعفر هو ابن محمد بن على بن الحسين، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:"أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأن أفضل الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" ، ثم يرفع صوته وتحمَرُّ وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة [كانه2 منذر جيش، قال: ثم يقول: "أتتكم الساعة، بعثت أنا والساعة هكذا"] 2 وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، "صبحتكم الساعة ومستكم، من ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دينًا أو ضياعًا، فإلى وعلي".
وقال الإمام3 أحمد: حدثنا عبد الوهاب -يعني ابن عطاء- أن
1 في "مسنده""3/ 310-311".
وأخرجه مسلم "867"، والنسائي "3/ 188-189"، وابن ماجه "45"، وأحمد "3/ 319، 371" وابن خزيمة "3/ 143"، وأبو يعلى "ج4/ رقم 2111، 2119"، وابن حبان "10"، وابن الجارود "297"، وابن سعد في "الطبقات""1/ 376-377"، والبيهي "3/ 206-207" من طرق عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر.
"2-2" ساقط من "جـ".
3 في "مسنده""3/ 357".
وأخرجه أبو يعلى "ج4/ رقم 2197"، والبيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2400، 2401" من طريقين آخرين عن أسامة بن زيد به، وأسامة في حفظه ضعف، لكنه متابع من حميد بن قيس الأعرج، كما مَرَّ ذكره. والله أعلم.
أسامة بن زيد الليثى، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا قوم يقرءون القرآن، قال:"اقرءوا القرآن، وابتغوا به الله عز وجل، من قبل أن يأتى قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه".
وقال أحمد1 أيضًا: حدَّثَنا خلف بن الوليد، ثنا خالد، عن حميد الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا العجمى والأعرابي، قال: فاستمع، قال: فقال: "اقرءوا فكلٌّ حسنٌ، وسيأتى قوم يقيمونه كما يقام القدح ويتعجَّلونه ولا يتأجَّلونه".
وقال أبو بكر2 البزار: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، ثنا
1 في "مسنده""3/ 397"، وأخرجه أبو داود "830"، وابن بشران في "الأمالي""ج4/ ق38/ 2"، والبيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2399"، والبغوي في "شرح السنة""3/ 88" من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي بسنده سواء، وقد خولف حميد الأعرج كما مَرَّ ذكره.
2 في "مسنده""ج1/ رقم 121" ورجاله ثقات إلّا المعلى الكندي، فلم يوثقه إلا ابن حِبَّان، وقد خولف عبد الله بن الأجلح في إسناده؛ خالفه سفيان الثوري فرواه عن الأعمش عن المعلي -رجل من كندة- عن فلان بن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود، وساقه نحوه، أخرجه أحمد في "الزهد" "ص155" قال: حدثنا عبد الرحمن -يعني: ابن مهدي- حدثنا سفيان به.
والثوري أثبت من ابن الأجلح، ولكن مداره على المعلى، ثم الراوي عن ابن مسعود مجهولٌ أيضًا.
وله طريق آخر أخرجه الدارمي "2/ 311"، وابن أبي شيبة "10/ 497" من طريق الشعبي عن ابن مسعود، وهو منقطع، وأخرجه ابن أبي شيبة "10/ 497-498" من طريق زبيد اليامي عن ابن مسعود، وهو منقطع كسابقه، وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن""93" عن عاصم بن بهدلة، عن ابن مسعود مثله وهو منقطع، وأخرجه عبد الرزاق "ج3/ رقم 6010"، وعنه الطبراني في "الكبير""ج9/ رقم 8655" من طريق الثوري عن أبي إسحاق وغيره، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود. وسنده صحيح.
عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش، عن المعلى الكندى، عن عبد الله بن مسعود قال: إن هذا القرآن شافعٌ مشَّفَّعٌ، من اتَّبَعَه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زَخَّ فى قفاه إلى النار.
وحدَّثَنا1 أبو كريب، ثنا عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش، عن أبى سفيان عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
وقال الحافظ أبو يعلى2: حدَّثَنا أحمد بن عبد العزيز بن مروان أبو صخر،
1 أخرجه البزار "122"، وابن حبان "124"، والبيهقي في "الشعب""ج4/ رقم 1855" من طريق أبي كريب محمد بن العلاء بسنده سواء.
قال البزار: "لا نعلم أحدًا يرويه عن جابر إلّا من هذا الوجه".
وقال الهيثمي في "المجمع"" 1/ 171": "رجاله ثقات"، وسبقه المنذري في "الترغيب" "1/ 80":"إسناده جيد"، وقد اختُلِفَ في إسناده؛ فرواه الربيع بن بدر عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعًا مثله.
أخرجه الطبراني في "الكبير""ج10/ رقم 10450"، وأبو نُعَيْم في "الحلية""4/ 108"، وابن عدي في "الكامل""3/ 988"، والربيع بن بدر متروك كما قال الهيثمي "7/ 164"، قال ابن عدي عقبه:"وهذا يعرف بالربيع بن بدر عن الأعمش بهذا الإسناد، ورواه عبد الله بن الأجلح عن الأعمش وأوقفه وعقبه بحديث آخر، عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر". أ. هـ.
2 في "معجم شيوخه""74" ولم يسقه كاملًا، إنما ذكره من أوله إلى قوله:"الرطل اثنتا عشرة أوقية" وسنده ضعيف جدًّا، وبكر بن يونس، قال البخاري:"منكر الحديث"، وضعَّفَه أبو حاتم، وقال ابن عدي:"عامة ما يرويه لا يُتابع عليه"، ويحيى بن أبي كثير لم يسمع جابر بن عبد الله. =
حدَّثَنِي "بكر"1 بن يونس، عن موسى بن على عن أبيه، عن يحيى بن "أبى"2 كثير اليمامى، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قرأ ألف آية كتب "الله"3 له قنطارًا، والقنطار مائة رطل، والرطل ثنتا عشرة أوقية، والأوقية ستة دنانير، والدينار أربعة وعشرون قيراطًا، والقيراط مثل أحد، ومن قرأ ثلاثمائة قال الله لملائكته: نصب
= وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة""699" من طريق أبي يعلى بسنده سواء بلفظ: "من قرأ ثلاثمائة آية" إلى قوله: "قد غفرت له"، ثم رأيته في "كنز العمال" "2/ 19/ 2973" من عند قوله:"القنطار مائة رطل" إلى قوله: "والدينار أربعة وعشرون قيراطًا"، فعزاه للديلمي عن جابر، قال:"وفيه الخليل بن مرة؛ قال البخاري: منكر الحديث".
وأمَّا قوله: "ومن بلغه عن الله فضيلة، إلخ"؛ فأخرج هذا القدر الخطيب في "تاريخه" 8/ 296"، والأصبهاني في "الترغيب" "57"، وصدر الدين أبو علي البكري في "الأربعين" "ص39-40" من طريق الحسن بن عرفة، وهو في "جزئه" "63" قال: حدثنا أبو يزيد خالد بن حَيَّان الرقي، عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير كليهما عن أبي رجاء، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر مرفوعًا فذكره، وأبو رجاء هذا لا أعرفه. وروى هذا الحديث ابن الجوزي في "الموضوعات" "1/ 258" وقال: "لا يصح، أبو رجاء كذَّاب"، ووافقه السيوطي في "اللآلئ" "1/ 214"، ولكن صرَّح السخاوي في "المقاصد" "ص191"، وفي "القول البديع" "ص197" أنه لا يعرف، أفاده شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني -حفظه الله- في "الضعيفة" "451"، وزعم ابن طولون أن الحديث جيد الإسناد، وردَّه شيخنا، فراجع بحثه هناك، والحاصل أن الحديث لا يصحُّ، والله أعلم.
1 في "أ": "بكير" وهو خطأ.
2 ساقط من "أ".
3 من "جـ" و"ط" و"ل".
عبدي "لي"1 أشهدكم يا ملائكتى أنى قد غفرت له، ومن بلغه من الله فضيلة فعمل بها إيمانًا "به"2 ورجاء ثوابه، أعطاه الله ذلك، وإن لم يكن ذلك كذلك".
وقال أحمد3: حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليس فى جوفه شىء من القرأن كالبيت الخرب".
وقال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلّا من هذا الوجه.
وقال الطبراني4: حدَّثَنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنى أبي
1 في "أ": "كي"!
2 ساقط من "جـ".
3 في "مسنده""1/ 223".
وأخرجه الترمذيُّ "2913" وقال: "حسن صحيح"، الدارمي "2/ 308"، والحاكم "1/ 554"، وقال:"صحيح الإسناد"، والطبراني في "الكبير""ج12/ رقم 12619"، وابن عدي في "الكامل""6/ 2082"، والسهمي في "تاريخ جرجان""ص412"، والبيهقي في "الشعب""ج4/ رقم 1793"، والبغوي في "شرح السنة""4/ 443" من طرق عن جرير بن عبد الحميد، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس مرفوعًا، وإسناده ضعيف لأجل قابوس هذا فقد ليَّنَه النسائي، وقال أبو حاتم:"لا يحتج به". وقال ابن حبان "ردئ الحفظ، ينفرد عن أبيه بما لا أصل له، فربما رفع المرسل، وأسند الموقوف"، وكان ابن معين شديد الحطّ عليه، وقد وثَّقَه في رواية، وله شاهد موقوف عن ابن مسعود سبق تخريجه عند حديث:"إن هذا القرآن مأدبة الله". والحمد لله. ولما صحَّحَ الحاكم إسناده رده الذهبي بقوله: "قابوس لين".
4 في "المعجم الكبير""ج12/ رقم 12437"، وفي "الأوسط""ج2/ ق34/ 2". =
قال: وجدت فى كتاب أبى بخطه: عن عمران بن أبى عمران، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اتبع كتاب الله، هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله عز وجل يقول: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} [طه: 123] ".
وقال الطبراني1: حدَّثَنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا أبى، ثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن أحسن الناس قراءة، من قرأ القرآن يتحزن به".
وقال أيضًا2: حدَّثَنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا
= قال الهيثمي في "المجمع""1/ 169": "فيه أبو شيبة وهو ضعيف جدًّا"، كذا قال! وإنما قال عثمان بن أبي شيبة:"وجدت في كتاب أبي"، وأبوه: محمد بن إبراهيم بن عثمان، وهو ثقة، وثَّقَه ابن معين وابن حِبَّان، ولكن عمران ابن أبي عمران ما عرفته، والله أعلم.
والصواب أنه موقوف، فقد أخرجه ابن أبي شيبة "10/ 467-468"، وعبد الرزاق "ج3/ رقم 6033" وابن جرير "16/ 325"، والحاكم "2/ 381"، والبيهقي في "الشعب""ج4/ رقم 1871" من طرق عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله، وهذا سند رجاله ثقات، إلّا عطاء بن السائب كان اختلط.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور""4/ 311" لابن أبي شيبة مرفوعًا، والذي فيه الموقوف حسب، والله تعالى أعلم.
1 في "المعجم الكبير""ج11/ رقم 10852"، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية""4/ 19"، وقال الهيثمي "7/ 170":"فيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث، وفيه ضعف"!
قلت: وقد تَقَدَّمَ تخريجه، فاطلبه هناك.
2 في "الكبير""ج12/ رقم 12643".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل""3/ 1221 و6/ 2439"، والخطيب في "المواضح" "2/ 132" من طريق أبي سعد البقال بسنده سواء:"زينوا أصواتكم بالقرآن"، وسنده ضعيف جدًّا، وأبو سعد البقال اسمه سعيد بن المرزبان ضعيف، ولعله واهٍ، والضحاك بن مزاحم لم يسمع ابن عباس. والله أعلم.
عبد الله بن سليمان، عن سعيد بن أبى سعد البقال، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحسنوا الأصوات بالقرآن".
وروى1 أيضًا بسنده إلى الضحاك، عن ابن عباس مرفوعًا:"أشراف أمتي حملة القرآن".
وقال الطبراني2: حدَّثَنا معاذ بن المثنى، ثنا ابراهيم بن أبى سويد الذراع، ثنا صالح المرى، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس
1 يعني الطبراني في "الكبير""ج12/ رقم 12612" من طريق سعد بن سعيد الجرجاني، عن نهشل أبي عبد الله، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعًا، فذكره، وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه""ج1/ ق4/ 1-2"، وابن عدي في "الكامل""3/ 1194 و7/ 2521"، والسهمي في "تاريخ جرجان""ص218، 494"، والخطيب "4/ 124، 8/ 80" من هذا الوجه، قال ابن عدي:"حديث غير محفوظ". وقال الهيثمي "7/ 161": "فيه سعد بن سعيد الجرجاني وهو ضعيف"!! وقصَّر جدًّا، فنهشل متروك، بل كذَّبَه إسحاق بن راهويه، والضَّحَاك لم يسمع من ابن عباس، فالحديث ضعيف جدًّا، لذلك قال البخاري:"لا يصح". والله أعلم.
2 في "المعجم الكبير""ج12/ رقم 12783"، وعنه أبو نُعَيْم في "الحلية""2/ 260".
وأخرجه الترمذي "2948"، وابن نصر في "قيام الليل""ص188"، والحاكم "1/ 568"، والبيهقي في "الشعب""ج4/ رقم 1846 وج5/ رقم 1906"، وأبو نُعَيْم في "الحلية""6/ 174" من طرق عن صالح المري بسنده سواء، وسنده ضعيف، لذلك استغربه الترمذي.
وقد رواه الترمذي والدارمي "2/ 337" من طريقين، عن صالح المري، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى مرسلًا، ورجَّح الترمذي المرسل، والحديث =
قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيُّ الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: "الحالُّ المُرْتَحِلُ"، قال: يا رسول الله، ما الحالُّ المُرْتَحِلُ؟ قال:"صاحب القرآن يضرب فى أوله حتى يبلغ آخره، وفى آخره حتى يبلغ أوله".
= ضعيف على الوجهين، والله أعلم.
وقال الحاكم لما أخرجه: "تفرَّدَ به صالح المري، وهو من زهَّاد أهل البصرة، إلّا أن الشيخين لم يخرجاه". أ. هـ. فقال الذهب: "صالح متروك"، ثم روى له الحاكم "1/ 569" شاهدًا من طريق مقدام بن داود بن تليد الرعيني، ثنا خالد بن نزار، حدَّثَنِي الليث بن سعد، حدَّثَنِي مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكر نحوه، وسكت عنه الحاكم فقال الذهبي:"لم يتكلم عليه الحاكم وهو موضوع على سند الصحيحين، ومقدام متكلَّمٌ فيه، والآفة منه". أ. هـ.