الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم:
حدَّثَنا1 أبو النعمان "محمد بن الفضيل عارم"2، ثنا حمَّاد بن زيد، عن أبى عمران الجونى، عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه".
حدَّثَنا عمرو بن على "بن بحر الفلاس"3، ثنا عبد الرحمن بن مهدى، ثنا سلام بن أبى مطيع، عن أبى عمران الجونى، عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا القرآن ما ائتلف عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم " فقوموا " "4.
تابعه الحارث بن عبيد وسعيد بن زيد عن أبى عمران، ولم يرفعه حمَّاد بن سلمة وأبان.
1 البخاري في "الفضائل""9/ 101"، ومن طريقه أبو بكر الكلاباذي في "معاني الأخبار""ق223/ 1".
وأخرجه أيضًا في "الاعتصام""13/ 335، 336"، ومسلم "2667/ 4".
وقد اختلف في هذا الحديث وفقًا ورفعًا، واختلف أيضًا في صحابي الحديث، والصواب ما رجَّحه الإمام البخاري رحمه الله، أنه عن جندب بن عبد الله مرفوعًا، وقد أشبعت المقام تحريرًا في "تسلية الكظيم" فلله الحمد.
2 كذا وقع في "الأصول": الاسم واللقب، والذي في "الصحيح" الكنية حسب، فهي زيادة من المصنِّف، وكذا الترضي على الصحابي ليس في "الصحيح".
3 ليس في "الصحيح".
4 في "الصحيح": "فقوموا عنه".
وقال غندر، عن شعبة، عن أبى عمران قال: سمعت جندبا قوله.
وقال ابن عون، عن أبي عمران، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر قوله، وجندب أكثر وأصح.
وقد رواه فى "مواضع أخر" ومسلم، كلاهما عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصمد، عن همام، عن أبي عمران به.
ومسلم أيضاً عن يحيى بن يحيى، عن الحارث بن عبيد أبي قدامة، عن أبي عمران "به"1، ورواه مسلم أيضا عن أحمد بن سعيد بن حِبَّان بن هلال، عن أبان العطار، عن أبى عمران به مرفوعا.
وقد حكى البخاريُّ أن أبانًا وحمَّاد بن سلمة لم يرفعاه، فالله أعلم.
ورواه النسائي والطبراني من حديث مسلم بن ابراهيم، عن هارون بن موسى الأعور النحوى، عن أبى عمران به.
ورواه النسائى أيضاً من طرق عن سفيان، عن الحجاج بن فرافصة، عن ابن عمران به مرفوعا.
وفى رواية عن هارون بن زيد بن أبى الزرقاء، عن أبيه، عن سفيان، عن حجاج، عن أبى عمران، عن جندب موقوفا.
ورواه عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن إسحق بن الأزرق، عن عبد الله بن عون، عن أبي عمران، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر قوله.
قال أبو بكر بن أبي داود: لم يخطئ ابن عون فى حديث قط إلا فى
1 ساقط من "أ" و"ط".
هذا، والصواب: عن جندب.
[ورواه1 الطبرانى عن علي بن عبد العزيز، عن مسلم بن إبراهيم، وسعيد بن منصور قالا: ثنا الحارث بن عبيد، عن أبى عمران، عن جندب مرفوعا]1.
فهذا ما تيسَّرَ من ذكر طرق هذا الحديث على سبيل الاختصار.
والصحيح منها ما أرشد إليه شيخ هذه الصناعة أبو عبد الله البخارى من الاكثر والأصح، أنه "عن"1 جندب بن عبد الله مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعنى الحديث أنه عليه السلام أرشد "وحضَّ"2 أمته على تلاوة القرآن، إذا كانت القلوب مجتمعة على تلاوته "متفكرة"3 متدبرة له، لا في حال شغلها وملالها؛ إنه لا يحصل المقصود من التلاوة بذلك.
كما ثبت فى الحديث4 أنه قال عليه السلام: "اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا". وقال5: "أَحَبُّ الأَعْمَالِ
1 ساقط من "جـ".
2 في "جـ" و"طـ": "وحظَّ".
3 في "جـ": "مفكرة".
4 أخرجه البخاري "1/ 101، 3/ 36"، ومسلم "785، 221"، والنسائي "3/ 218، 8/ 123"، والترمذي في "الشمائل""304"، وابن ماجه "4238"، وأحمد "6/ 51، 199، 212، 231"، والطحاوي في "المشكل""1/ 272"، والبيهقي "3/ 17" من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة وفيه قصة، وللحديث طرق وألفاظ كثيرة.
5 أخرجه الشيخان وغيرهما، وفصَّلْتُ تخريجه في "التسلية".
إلى الله ما دام عليه صاحبه".
وفى اللفظ الآخر: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ".
ثم قال البخاري1: حدَّثَنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النَّزَّال بن سبرة، عن عبد الله -هو ابن مسعود- أنه سمع رجُلًا يقرأ آية "سمع"2 النبي صلى الله عليه وسلم "قرأ"3 خلافها، فأخذت بيده، فانطلقت إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال:"كلاكما محسنٌ فاقرآ"، أكبر علمى قال:"فإنَّ مَنْ قبلكم اختلفوا فيه، فأهلكهم " الله عز وجل " "4.
وأخرجه النسائى من رواية شعبة به.
وهذا فى معنى الحديث الذى تَقَدَّمَه، وأنه ينهى عن الاختلاف فى القراءة، والمنازعة فى ذلك، والمراء فيه، كما تَقَدَّمَ فى النهى عن ذلك، والله أعلم.
1 في "الفضائل""9/ 101".
وأخرجه أيضًا في "الخصومات""5/ 70"، وفي "أحاديث الأنبياء""6/ 513-514"، والنسائي في "فضائل القرآن""119"، وأحمد "3724، 3907، 3908، 4364"، وأبو عبيد "ص210-211"، والطيالسي "387"، والبوي الكبير في "مسند ابن الجعد""478"، والهيثم بن كليب في "مسنده""770، 771"، وأبو يعلى "ج9/ رقم 5262، 5341"، والبوي في "شرح السنة""4/ 506" من طرق عن شعبة، عن عبد الله بن ميسرة، عن النَّزَّال بن سبرة، عن ابن مسعود، فذكره.
2 في "أ": "سمع من النبى صلى الله عليه وسلم خلافها".
3 ساقط من "الأصول" واستدركته من "الصحيح".
4 هذا مما زاده المصنف رحمه الله على ما في "الصحيح".
وقريب من هذا ما رواه عبد الله بن الإمام أحمد في "مسند أبيه"1 حدَّثَنا أبو محمد سعيد بن محمد الجرمى، ثنا يحيى بن سعيد الأموى، عن الأعمش، عن عاصم، عن زِرٍّ بن حبيش قال: قال عبد الله بن مسعود: تمارينا فى سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون آية، ست وثلاثون اية، قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدنا عليا يناجيه، فقلنا له: اختلفنا فى القراءة، فاحمرَّ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عليٌّ: إن رسول الله -صلى اله عليه وسلم- يأمركم أن تقرءوا كما علمتم.
وهذا آخر ما أورده البخارى رحمه الله فى "كتاب فضائل القرآن"، ولله الحمد والمنة.
1 أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند""1/ 105-106".
وكان اأولى أن يعزوه لأحمد، فقد أخرجه في "المسند""3992، 3993" من طريق حمَّاد بن سلمة وأبي بكر بن عياش معًا، عن عاصم بسنده سواء، وأخرجه الطبري في "تفسيره""1/ 12"، وأبو يعلى "ج8/ رقم 5057"، وابن حِبَّان "1783"، وأبو عبيد "ص211"، والحاكم "2/ 223-224" وصححه، والخطيب في "المبهمات""ص202، 203" من طرق عن عاصم. وسنده حسن.