الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القراءة على الدابة:
حدثنا1 حجاج، أنا شعبة، أنا أبو إياس قال: سمعت عبد الله بن مغفل -رضى الله عنه- قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح.
وهذا الحديث قد خرَّجَه الجماعة سوى ابن ماجه من طرق عن شعبة، عن أبى إياس، وهو معاوية بن قرة به.
وهذا أيضًا له تعلُّق بما تَقَدَّمَ من تعاهُد القرآن وتلاوته سفرًا وحضرًا، ولا يكره ذلك عند أكثر العلماء إذا لم يتله القارئ فى الطريق، وقد نقله ابن أبى داود عن أبى الدرداء أنه كان يقرأ فى الطريق.
وقد رُوِيَ عن عمر بن عبد العزيز أنه أذن فى ذلك، وعن الإمام مالك أنه كره ذلك.
كما قال ابن أبى داود: حدثنى أبو الربيع، أنا ابن وهب قال: سألت مالكا عن الرجل يصلى من آخر الليل، فخرج إلى المسجد، وقد بقى من السورة التى كان يقرأ منها شىء، فقال: ما أعلم القراءة تكون في الطريق.
1 البخاري في "فضائل القرآن""9/ 83، 92".
وأخرجه أيضًا في "خلق الأفعال""282، 283"، ومسلم "794/ 237، 238، 239"، وأبو داود "1467"، والنسائي في "الفضائل""79، 80" والترمذي في "الشمائل""312"، وأحمد "4/ 85، 86 و5/ 54، 55، 56"، وغيرهم من طرق عن شعبة به.
فقول المصنِّف: رواه الجماعة إلّا ابن ماجه؛ فيه تسامح، فكان ينبغي تقييد رواية الترمذي بـ "الشمائل"، والله أعلم.
وقال الشعبى: تُكرهُ قراءة القرآن فى ثلاثة مواضع: في الحمام، وفي الحشوش، وفي بيت الرحى وهي تدور.
وخالفه في القراءة فى الحمام كثير من السلف؛ أنها لا تكره، وهو مذهب مالك والشافعي وإبراهيم النخعى وغيرهم.
وروى ابن أبى داود عن عليٍّ بن أبى طالب أنه كره ذلك، ونقله ابن المنذر عن أبى وائل شقيق بن سلمة والشعبى والحسن البصرى ومكحول وقبيصة بن ذؤيب، وهو رواية عن إبراهيم النخعى.
ويُحكى عن أبى حنيفة رحمه الله أن القراءة فى الحمام تُكْرَهُ.
وأما القراءة فى الحُشِّ فكراهتها ظاهره، ولو قيل بتحريم ذلك صيانة لشرف القرآن؛ لكان مذهبا، وأما القراءة فى بيت الرحى وهى تدور؛ فلئلا يعلو غير القرآن عليه، والحق يعلو ولا يعلى، والله أعلم.