الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نسيان القرآن، وهل يقول: نسيت آية كذا وكذا؟ وقول الله: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى، إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}
حدَّثَنا1 الربيع بن يحيى، ثنا زائدة، ثنا هشام، "عن"2 عروة، عن عائشة قالت: لقد سمع النبى صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ فى المسجد، فقال:"يرحمه" 3 الله، لقد أذكرنى أية كذا وكذا من سورة كذا".
انفرد به.
وحدَّثنا4 محمد بن عبيد بن ميمون، ثنا عيسى بن يونس، عن هشام، وقال:"أسقطتهن من سورة كذا وكذا".
انفرد به أيضا، تابعه عليُّ بن5 مسهر وعَبْدَة6 عن هشام.
وقد أسندهما البخارى فى "موضع آخر" ومسلم معه فى عَبْدَة.
حدثنا أحمد5 بن أبى رجاء، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يقرأ في سورة
1 البخاري في "الفضائل""9/ 84-85".
2 في "أ": "ابن".
3 في "أ": "رحمه".
4 البخاري في "كتاب الشهادات""5/ 264".
5 في "فضائل القرآن""9/ 87".
6 في "كتاب الدعوات""11/ 136".
وأخرجه مسلم "788/ 224، 225"، وأبو داود "1331، 3970"، والنسائي في "فضائل القرآن""31"، وأحمد "6/ 62، 138"، وإسحاق بن راهويه في "مسنده""86، 87"، وابن أبي داود في "مسند عائشة""70"، وأبو يعلى "ج7/ رقم 4492"، وابن حِبَّان "107"، من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
بالليل، فقال:"يرحمه الله، لقد أذكرنى كذا وكذا "أية"1 كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا".
ورواه مسلم من حديث أبى أسامة حَمَّاد بن أسامة.
"الحديث2 الثانى": حدَّثَنَا أبو نُعَيْم، ثنا سفيان، عن منصور، عن أبى وائل، عن عبد الله -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت كيت وكيت، بل هو نُسِّيَ".
ورواه مسلم والنسائى من حديث منصور به، وقد تَقَدَّم.
وفى "مسند أبى يعلى": "إنما هو نَسِيَ" بالتخفيف. هذا لفظه.
وفى هذا الحديث والذى قبله دليل على أن حصول النسيان للشخص ليس بنقص له، "إذا كان"3 بعد الاجتهاد والحرص.
وفى حديث ابن مسعود أدبٌ فى التعبير عن حصول ذلك، فلا يقول: نسيت كذا، فإن النسيان ليس من فعل العبد، وقد تَصْدُرُ عنه أسبابه؛ من التناسى والتغافل والتهاون المفضى إلى ذلك، فأما النسيان نفسه فليس بفعله، ولهذا قال: بل هو نُسِّيَ؛ مَبْنِيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعلُه، وأدب أيضًا فى ترك إضافة ذلك إلى الله تعالى، وقد أسند النسيان إلى العبد فى قوله تعالى:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 24] ، وهو -والله أعلم- من باب المجاز الشائع بذكر المسَبَّبِ وإرادة السبب؛ لأن النسيان إنما يكون عن سبب قد يكون ذنبا، كما تَقَدَّمَ عن الضحاك بن مزاحم، فأمر الله تعالى
1 كذا في "الأصول"، وليست هذه اللفظة في "البخاري" من حديث أبي أسامة عن هشام، ووقعت في رواية عليّ بن مسهر.
2 مَرَّ تخريجه في باب: "استذكار القرآن وتعاهده""ص213-214".
3 ساقط من "جـ".
بذكره؛ ليذهب الشيطان عن القلب، كما يذهب عند النداء بالأذان، والحسنة تذهب السيئة، فإذا زال السبب للنسيان؛ انزاح فحصل الذكر للشىء بسبب ذكر الله تعالى، والله أعلم.