المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان: - فضائل القرآن لابن كثير

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمات

- ‌مقدمة المحقق

- ‌ترجمة الحافظ ابن كثير رحمه الله

- ‌وصف نسخ الكتاب الخطية:

- ‌صور من الأصول

- ‌كتاب فضائل القرآن:

- ‌جمع القرآن:

- ‌كتابة عثمان رضي الله عنه للمصاحف:

- ‌ذكر كتاب النبى صلى الله عليه وسلم:

- ‌تأليف القرآن:

- ‌القراء من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم:

- ‌نزول السكينة والملائكة عند القراءة:

- ‌من قال: لم يترك النبى صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدَّفتين:

- ‌فضل القرآن على سائر الكلام:

- ‌الوصاة بكتاب الله:

- ‌مَنْ لم يتغنَّ بالقرآن:

- ‌اغتباط صاحب القرآن:

- ‌خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ:

- ‌القراءة عن ظهر قلب:

- ‌استذكار القرآن وتعاهده

- ‌القراءة على الدابة:

- ‌تعلُّم الصبيان القرآن:

- ‌نسيان القرآن، وهل يقول: نسيت آية كذا وكذا؟ وقول الله: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى، إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}

- ‌من لم ير بأسا أن يقول: سورة البقرة وسورة كذا وكذا:

- ‌الترتيل في القراءة:

- ‌مد القراءة:

- ‌الترجيع:

- ‌حُسْنُ الصَّوْتِ بِالقِرَاءَةِ:

- ‌مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ القِرَاءَةَ مِنْ غَيْرِهِ:

- ‌قول المقرئ للقارئ: حَسْبُكَ:

- ‌في كَمْ يُقْرَأُ القُرْآنُ:

- ‌البكاء عند قراءة القرآن:

- ‌اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم:

- ‌كتاب الجامع لأحاديث شتَّى تتعلق بتلاوة القرآن وفضائله وفضل أهله:

- ‌ذكر الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان:

- ‌ الفهارس:

الفصل: ‌ذكر الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان:

‌ذكر الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان:

قال أبو القاسم الطبرانى1 في "معجمه الكبير": حدَّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن إبراهيم القرشي، حدَّثَنِي أبو صالح وعكرمة، عن ابن عباس، قال: قال عليُّ بن أبى طالب: يا رسول الله، القرآن يتفَلَّتُ من صدرى، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:"أعلمك كلمات ينفعك الله بهنَّ وينفع مَنْ عَلَّمْتَه؟ ". قال: نعم، بأبى أنت وأمى، قال: "صلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات، تقرأ فى الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفى الثانية بفاتحة الكتاب وبحم الدخان، وفى الثالثة بفاتحة الكتاب وبحم تنزيل السجدة، وفى الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد، فاحمد الله واثن عليه وصلِّ على النبيين واستغفر للمؤمنين، ثم قل: اللهم ارحمنى بترك المعاصى أبدا ما أبقيتنى، وارحمنى من أن أتكلف ما لا يعنينى، وارزقنى حسن النظر فيما يرضيك عنى، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التى لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك، أن تلزم قلبى حب كتابك كما علمتنى، وارزقنى أن أتلوه على النحو الذي يرضيك

1 في "المعجم الكبير""ج11/ رقم 12036"، وفي "الدعاء""1333"، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات""2/ 138"، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح لا نعلمه إلّا إسحاق بن نجيح وهو متروك". أ. هـ.

وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة""579"، والعقيلي في "الضعفاء" من طريقين آخرين عن هشام بن عمار بسنده سواء. وقال العقيلي:"الحديث غير محفوظ وليس له أصل".

ص: 288

عنى، وأسألك أن تُنوِّر بالكتاب بصرى، وتطلق به لسانى، وتفرِّج به عن قلبى، وتشرح به صدرى، وتستعمل به بدنى، وتُقَوِّيني على ذلك وتعينني عليه، فإنه لا يُينني على الخير غيرك، ولا موفِّق له إلا أنت. فافعل ذلك ثلاث جُمع أو خمسا أو سبعا، تحفظه بإذن الله. وما اخطأ مؤمنا قط"، فأتى النبى صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بسبع جمع فأخبره بحفظ القرآن والحديث، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "مؤمن ورب الكعبة، علم أبا الحسن علم أبا الحسن".

هذا سياق الطبراني.

وقال أبو عيسى الترمذي1 في "كتاب الدعوات" من "جامعه":

1 في "سننه""3570". وقال: "حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم".

وأخرجه الحاكم "1/ 316-317"، والشجري في "الأمالي""1/ 113-114"، والدارقطني في "الأفراد"، وعنه ابن الجوزي في "الموضوعات""2/ 138-139" من طريق الوليد بن مسلم به، ومنهم من يرويه عن عطاء وحده، ونقل ابن الجوزي عن الدارقطني أنه قال:"تفرَّدَ به هشام بن عمار عن الوليد"، وليس كما قال، فقد رواه سليمان بن عبد الرحمن عن الوليد أيضًا وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، فتعقَّبَه الذهبي بقوله: هذا حديث منكر شاذٌّ، أخاف لا يكون موضوعًا، فقد حيَّرَنِي والله جودة إسناده، ثم ذكر سند الحاكم، وقال: ذكره الوليد مصرّحًا بقوله: "ثنا ابن جريج" فقد حدَّث به سليمان قطعًا وهو ثبت. أ. هـ. وقال الذهبيُّ أيضًا في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن من "الميزان""2/ 213-214" بعد ذكره للحديث: "وهو مع نظافة سنده حديثٌ منكرٌ جدًّا، في نفسي منه شيءٌ، فالله أعلم، فلعلَّ سليمان شبّه له كما قال فيه أبو حاتم: لو أنَّ رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم". أ. هـ.

ص: 289

حدَّثَنا أحمد بن الحسن، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا الوليد ابن مسلم، ثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس أنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه عليُّ بن أبى طالب فقال: بأبى أنت وأمى، تفلَّتَ هذا القرآن من صدرى، فما أجدنى أقدر عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات، ينفعك الله بهنَّ وتنفع بهن من علَّمتَه، ويثبت ما تعلمت فى صدرك؟ ". قال: أجل يا رسول الله، فعلمنى، قال: "إذا كانت ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم فى ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقال أخى يعقوبُ لبنيه:{سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} ، يقول: حتى تأتى ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم فى وسطها، فإن لم تستطع فقم فى أولها، فصلِّ أربع ركعات: تقرأ في الأولى بفاتحة

= وقال المنذري في "الترغيب""2/ 361": "طرق وأسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدًّا". وقال الحافظ في "اللسان""لعلَّ الوليد دلَّسه عن ابن جريج، فقد ذكر ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي أنه روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار". أ. هـ.

قلت: وهذا الحديث منكر، وليس إسنادُهُ نظيفًا -كما قال الذهبي- أو جيدًا كما قال المنذري، فإن الوليد بن مسلم دلَّسه ولم يصرِّح إلّا في شيخه حسبُ، والمعروف أن مدلس التسوية ينبغي أن يصرِّح في كل طبقات السند، وقد صرَّح بذلك الحافظ في "الفتح" "2/ 318" في حديث آخر رواه الوليد بن مسلم فقال:"وقد صرَّح بالتحديث في جميع الإسناد". أ. هـ. فقول الذهبي: إن الوليد صرَّح بالتحديث؛ لا يخفى ما فيه، فإن الوليد لا يُدلِّس تدليس الإسناد حسبُ حتى يقال فيه ذلك. والله أعلم. ثم ابن جريج مدلس وقد عنعنه في جميع طرقه، وتدليسه قبيح كما قال الدارقطني، فقد يكون أسقط من الإسناد متهمًا أو نحوه، فتكون البلية من ذلك الساقط، وبالجملة فالحديث لا يصح سندًا ولا متنًا. والله أعلم.

ص: 290

الكتاب وسورة يس، وفى الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفى الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفى الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصَّل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصل عليَّ وأحسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولاخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل فى آخر ذلك: اللهم ارحمنى بترك المعاصى أبدا ما أبقيتنى، وارحمنى أن أتكلَّف ما لا يعنيني، وارزقني حُسن النظر يما يرضيك عنى، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التى لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تُنِّور بكتابك بصرى، وأن تُطلق به لسانى، وأن تفرِّج به عن قلبى، وأن تشرح به صدرى، وأن تغسل به بدنى، فإنه لا يعينني على الخير غيرك ولا يؤتيه الا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. يا أبا الحسن: تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تُجَاب بإذن الله، والذى بعثنى بالحق ما أخطأ مؤمنا قط". قال ابن عباس: فوالله ما لبث عليٌّ إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك المجلس فقال: يا رسول الله، والله إنى كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن، فإذا قرأتهن على نفسى تفلَّتْنَ، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها، فإذا قرأتُها على نفسى فكأنما كتاب الله بين عينى، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رَدَدْتُه تفلَّت؛ وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدَّثْتَ بها لم أخْرم منها حرفا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:"مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن".

ثم قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم"، كذا قال.

وقد تَقَدَّمَ من غير طريقه.

ص: 291

ورواه الحاكم فى "مستدركه" من طريق الوليد، ثم قال:"على شرط الشيخين"، ولا شكَّ أن سنده من الوليد على شرط الشيخين، حيث صرَّح الوليد بالسماع من ابن جريج، فالله أعلم فإنه من البين غرابته، بل نكارته، والله أعلم.

وقال الإمام أحمد1: حدَّثَنا وكيع، ثنا العمرى، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ القرآن مثلُ الإبل المعقلة، إن تعاهدها صاحبها أمسكها، وإن تركها ذهبت".

ورواه أيضًا2 عن محمد بن عبيد ويحيى بن سعيد، عن عبيد الله العمري به.

ورواه أيضًا3 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه.

وقال البزَّار4: حدَّثَنا محمد بن معمر، ثنا حميد بن حمَّاد بن

1 في "المسند""2/ 23".

2 "2/ 17، 30".

3 "2/ 35-36"، وأخرجه أيضًا "2/ 64، 112" عن عبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن عيسى كلاهما عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا، وقد تَقَدَّمَ تخريجه.

4 في "مسنده""ج3/ رقم 2336 -كشف".

وأخرجه الروياني في "مسنده""ج31/ 241/ 1"، والطبراني في "الأوسط""1/ 114/ 2 و2/ 84/ 1-2"، وتمام الرازي في "الفوائد""1458"، وابن عدي في "الكامل""2/ 693"، والخطيب في "تاريخه""3/ 208"، وفي "التلخيص""129/ 1" من طريق محمد بن معمر البحراني بسنده سواء. وسنده ضعيفٌ أو واهٍ لأجل حميد بن حمَّاد، فإنه ضعيف، ثم إنه خُولِفَ فيه، وقد بسطت ذلك في "التسلية". فلله الحمد.

ص: 292

أبي الخوار، ثنا مسعر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الناس أحسن قراءة؟ قال: "مَنْ إذا سمعته يقرأ رُئِّيتَ أنه يخشى الله عز وجل".

قال الإمام1 أحمد: حدَّثَنا عبد الرحمن، عن سفيإن، عن عاصم، عن زِرٍّ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"يقال لصاحب القرآن: اقرأْ وارقَ ورَتِّلْ كما كنت ترتِّلُ فى الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".

وقال أحمد2: حدَّثَنا حسن، ثنا ابن لهيعة، حدَّثَنِي حُيَي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنى أقرأ القرآن فلا أجد قلبى يعقل عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن قلبك حُشي الإيمان، وإنَّ العبد يُعطَى الإيمان قبل القرآن".

وبهذا3 الإسناد أن رجلا جاء بابن له فقال: يا رسول الله، إن ابنى يقرأ المصحف بالنهار، ويبيت بالليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما تنقم؟ إن ابنك يظلُّ ذاكرًا ويبيتُ سالمًا".

1 في "المسند""2/ 192".

وقد تَقَدَّمَ تخريجه.

2 في "المسند""2/ 172" ووقع عنده: "إن الإيمان يُعْطَى العبد قبل القرآن" قال الهيثمي "1/ 63": "فيه ابن لهيعة"، وهو يشيرُ إلى ضعفه، والله أعلم.

3 يعني في "المسند""2/ 173"، وقال الهيثمي "2/ 270":"فيه ابن لهيعة وفيه كلام". أ. هـ.

ص: 293

وقال أحمد1: حدثَّنا موسى بن داود، ثنا ابن لهيعة، عن حُيَي، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أى ربِّ منعتُهُ الطعام والشهوات بالنهار فشفعنى فيه. ويقول القرآن: منعتُهُ النوم بالليل فشفعني فيه". قال: "فيشفعان".

1 في "مسنده""2/ 174".

وقال الهيثمي "10/ 381": "إسناده حسن على ضعف في ابن لهيعة وقد وَثَّق".

قلت: لم يتفرَّد به، فتابعه ابنُ وهب قال: حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن عمرو مرفوعًا.

أخرجه الطبراني في "الكبير""88 -الجزء المفقود"، وابن نصر في "قيام الليل""ص23"، والحاكم "1/ 554"، وعنه البيهقي في "الشعب" "1839" قال الحاكم:"على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي! وقال الهيثمي "3/ 181":"رجاله رجال الصحيح"! وسبقه المنذري في "الترغيب""2/ 84" فقال: "رجاله محتج بهم في الصحيح"! كذا قالوا، وحُيَي بن عبد الله ما احتج به مسلم ولا البخاري، وهو حسن الحديث.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""385 -زوائد نعيم"، وأبو نعيم في "الحلية""8/ 161"، والجوزقاني في "الأباطيل""683" من طريق رشدين بن سعد، عن حُيَي بن عبد الله بسنده سواء.

قال الجوزقاني: "هذا حديث باطل"، ونقل عن ابن معين قال:"رشدين ابن سعد لا يكتب حديثه"، ولم يتفرَّدْ به رشدين كما رأيت، وقال المنذري في "الترغيب":"رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الجوع" وغيره بإسناد حسن". أ. هـ. ووقع في "الترغيب" للمنذري "ابن عمر"، وصحابي الحديث:"ابن عمرو".

ص: 294

وقال أحمد1: حدَّثنا حسن، ثنا ابن لهيعة "ثنا درَّاج"2 عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أكثر منافقى أمتى قُراؤها".

وقال أحمد3: حدَّثنا وكيع، حدَّثِني همام، عن قتادة، عن يزيد

1 في "مسنده""2/ 175".

وأخرجه ابنُ بطة في "الإبانة""942" من طريق ابن وهب، نا ابن لهيعة بسنده سواء.

وقد اضطرب فيه ابن لهيعة، فرواه ابن وهب عنه، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعًا، فذكره. أخرجه ابن بطة "944" أيضًا، ولعلَّ هذا الوجه أرجح من الأول، فقد رواه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ وقتيبة بن سعيد، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر مرفوعًا.

أخرجه أحمد "4/ 151، 154-155"، والفريابي في "صفة المنافق""32، 33، 34"، والطبراني في "الكبير""ج17/ رقم 841"، وابن قتيبة في "غريب الحديث""1/ 184"، وابن عدي في "الكامل""4/ 1466"، والخطيب "1/ 357"، وابن وضاح في "البدع""280".

وهذا سند لا بأس به، ورواية العبادلة عن ابن لهعية أَمْثَل من غيرها، وقد توبع ابن لهيعة؛ تابعه الوليد بن المغيرة وهو ثقة، عن مشرح بن هاعان بسنده سواء. أخرجه البخاريُّ في "خلق أفعال العباد""614"، والفريابي "35"، والبيهقي في "الشعب""6561" من طريق أبي سلمة الخزاعي، ثنا الوليد، وأخرجه أحمد "4/ 155" من هذا الوجه.

وسنده جيد، ومشرح بن هاعان صدوق، في حفظه مقال يسير.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو وابن عباس وعصمة بن مالك.

2 سقط من "الأصول" كلها، واستدركته في "المسند".

3 في "مسنده""2/ 164، 193، 195".

وأخرجه أيضًا "2/ 165، 189" عن يزيد وبهز عن همَّام به، وتَقَدَّمَ تخريجه.

ص: 295

بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن فى أقل من ثلاث لم يفقهه".

ورواه أيضا1 عن غندر، عن شعبة، عن قتادة به.

وقال الترمذى: حسن صحيح.

وقال أبو القاسم2 الطبراني: حدَّثَنا محمد بن إسحاق بن راهويه،

1 سبق تخريجه بالصفحة السابقة حاشية رقم "3".

2 في "المعجم الكبير"، وقد سقط من "المطبوع" في جملة المفقود من "المعجم"، وعزاه الزبيدي في "الإتحاف""4/ 466" لمحمد بن نصر في "كتاب الصلاة"، وقال الهيثمي في "المجمع" "7/ 159":"فيه إسماعيل بن رافع وهو متروك". قلت: ولم أجده في "كتاب الصلاة"، لكن رواه ابن نصر في "قيام الليل""ص76"، قال: حدَّثَنا إسحاق أخبرنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن رافع بسنده سواء، ولم يَتَفَرَّد به إسماعيل، فتابعه عليُّ بن هاشم، عن إسماعيل بن عبيد الله به. أخرجه الشجري في "الأمالي""1/ 92" من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: حدَّثَنا عليّ بن هاشم. والبجلي ضعيف، وقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد" "799" قال: أخبرنا إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا بطوله. وأخرجه ابن أبي شيبة "10/ 467"، والخطيب في "الفقيه والمتفقه""1/ 57" من طريق وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن رافع، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا مختصرًا. وهذا "المبهم" هو "إسماعيل بن عبيد الله".

وأخرجه البيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2352" من طريق محمد بن عبيد، حدثنا محرز أبو رجاء الشامي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن ابن عمرو موقوفًا، ورجاله ثقات. =

ص: 296

ثنا أبي، ثنا عيسى بن يونس ويَحْيَى بن أبى حجاج التميمى، عن اسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أُعْطِيَ أفضل مما أُعْطِيَ، فقد عظَّم ما صغَّر الله وصغَّر ما عظَّم الله، وليس ينبغى لحامل القرآن أن يسفِّه فيمن يسفِّه، أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتدَّ فيمن يحتدُّ، ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن".

وقال الإمام1 أحمد: حدثنا أبو سيد مولى بني هاشم، ثنا عباد بن

= وأخرجه الحاكم "1/ 552"، وعنه البيهي في "الأسماء والصفات""1/ 403" من طريق عمرو بن الربيع بن طارق، ثنا يحيى بن أيوب، عن خالد ابن أبي يزيد، عن ثعلبة بن يزيد، عن ابن عمرو مرفوعًا، فذكره.

قال الحاكم: "صحيح الإسناد"! وهذا سند ضعيف، ويحيى بن أيوب فيه لين، وثعلبة بن يزيد ما عرفته، وليس هو ثعلبة بن يزيد الحماني، إنما هو فيما يظهر لي:"ثعلبة بن أبي الكنود" المترجم في "التاريخ الكبير""1/ 2/ 175"، ونصَّ في "الجرح والتعديل""1/ 1/ 463" أنه يروي عن عبد الله بن عمرو. وفي "التهذيب""8/ 209" في ترجمة خالد بن يزيد أنه يروي عن "ثعلبة بن أبي حكيم الحمراوي أبي الكنود"، ولم يوثِّقه إلّا ابن حبان "4/ 99" والله أعلم. والصواب في هذا الحديث الوقف، والله أعلم.

1 في "المسند""2/ 341".

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء""3/ 133"، وابن مردويه -كما في "إتحاف السادة" "4/ 500"- من هذا الوجه. قال العراقي في "تخريج الإحياء" "1/ 281":"فيه ضعف وانقطاع"، وأعلَّه الهيثميُّ في "المجمع""7/ 162" بعبَّاد بن ميسرة، وقال المنذري في "التغريب" "2/ 345": "رواه أحمد عن عباد بن ميسرة، واختُلف في توثيقه، عن الحسن عن أبي هريرة، =

ص: 297

ميسرة، عن الحسن، عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ استمع إلى آية من كتاب الله، كُتِبَتْ له حسنةٌ مضاعفة، ومَنْ تلاها كانت له نورا يوم القيامة".

وقال البزار1: حدَّثَنا محمد بن حرب، ثنا يحيى بن المتوكل،

= والجمهور على أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة"، ولم يتفرَّد به عبَّاد؛ فتابعه صالح بن مقسم، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا، فذكره -أخرجه ابن منده في "الرد على من يقول "الم" حرف" "24" من طريق هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صالح بن مقسم، فذكره.

وقد خُولِفَ هشام في إسناده؛ خالفه سعيد بن منصور فرواه في "تفسيره""9" قال: نا إسماعيل بن عياش، عن ليث -وهو ابن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعًا: "من تلا آية

" الحديث. وتابعه الهيثم بن خارجة قال: حدثنا إسماعيل بن عياش بسنده سواء. أخرجه الشجري "1/ 76" ورواية سعيد والهيثم أرجح، وهشام بن عمار فيه مقالٌ من قِبَلِ حفظه، ولعلَّ هذا الاختلاف يكون من إسماعيل بن عياش، وبالجملة، فليس للحديث إسناد حسن ولا صحيح، والله أعلم.

1 في "مسنده""ج2/ ق128/ 2" وقال: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة إلّا عنبسة وهو رجل ليس بالقوي، وعنده فيه إسناد آخر". أ. هـ. والإسناد الذي أشار البزار إليه أخرجه أبو نُعَيْم في "الحلية""5/ 192" من طريق محمد بن حرب الواسطي، عن يحيى بن المتوكل، عن عنبسة بن مهران، عن مكحول، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا مثله. وقال أبو نُعَيْم:"غريب من حديث مكحول، لم نكتبه إلّا من حديث ابن حرب"، وآفة هذه الأسانيد هو عنسة هذا، فقد قال أبو حاتم:"منكر الحديث"، وضعَفَّه أبو داود وغيره.

وأخرجه أبو داود "4603"، وأحمد "2/ 258، 286، 424، 475، 478، 494، 503، 528"، وابن حِبَّان "59" وغيرهم من طرق عن أبى سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا.

ص: 298

ثنا عنبسة بن مهران، عن الزهرى، عن "سعيد"1 وأبي سلمة، عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"مراء فى القرآن 2 كفر"، ثم قال عنبسة: هذا ليس بالقوى، وعنده فيه إسناد آخر.

وقال الحافظ3 أبو يعلى: حدثنا أبو بكر "ثنا ابن"4 إدريس، ثنا المقبرى، عن جدِّه، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه".

وقال الطبراني5: حدثنا موسى بن خازن الأصبهاني، ثنا محمد بن

وهذه طرق بعضها صحيح وبعضها حسن، ذكرتها في "التسلية".

1 في "أ": "شعبة"! ووقع في "جـ": "سعيد بن أبي سلمة"!!

2 إلى هنا انتهت النسخة "ط".

3 في "مسنده""ج11/ رقم 6560".

وأخرجه ابن أبي شيبة "10/ 456"، والحاكم "2/ 439"، وعنه البيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2093، 2094، 2095"، وأحمد بن منيع في "مسنده" -كما في "المطالب""3/ 298"، والخطيب "8/ 77-78"، وابن الأنباري في "الوقف والابتداء""ص5" من طرق عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن جدِّه، عن أبي هريرة مرفوعًا.

وسنده ضعيف جدًّا، عن أبي هريرة مرفوعًا.

وسندُهُ ضعيف جدًّا، وعبد الله بن سعيد متروك، وبه أعلَّه الهيثمي "7/ 163"، أمَّا الحاكم فصحَّحه، فردَّه الذهبي بقوله:"بل أجمع على ضعفه".

4 في "أ": "ابن أبي"!

5 في "المعجم الكبير""ج2/ رقم 1253"، وعنه الشجري في "الأمالي""1/ 77".

وأخرجه أيضًا في "الأوسط""ج2/ ق234/ 1" وقال: "لا يروى هذا الحديث عن فضالة وتميم إلّا بهذا الإسناد، تفرَّد به إسماعيل"، فقال =

ص: 299

بكير الحضرمى، ثنا اسماعيل بن "عيَّاش"1 عن يحيى بن الحارث "الذمارى"2 عن القاسم أبى عبد الرحمن، عن فَضَالَة بن عبيد وتميم الدارى، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"من قرأ عشر آيات فى ليلة، كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل: اقرأ وارق بكل آية درجة، حتى ينتهى إلى آخر آية معه، يقول ربك، اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم، فيقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم"3.

= الهيثمي "2/ 267": "فيه إسماعيل بن عياش ولكنه من روايته عن الشاميين وهي مقبولة". أ. هـ. وعزاه المنذري في "الترغيب""1/ 439" للطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وقال" "بإسناد حسن، وفيه إسماعيل بن عياش عن الشاميين، وروايته عنهم مقبولة عن الأكثرين".أ. هـ.

وشيخ الطبراني ترجمه أبو نُعَيْم في "أخبار أصبهان""2/ 312" ولم يذكر فيه شيئًا، ولكنه لم يتفرَّد به في الجملة، فأخرجه سعيد بن منصور في "تفسيره""23"، وعنه البيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2006، 2007" قال: نا إسماعيل بن عياش به، وأعَلَّه أبو حاتم الرازي في "العلل""ج1/ رقم 422" بالوقف، والرواية الموقوفة عند الدارمي في "سننه""2/ 332، 333، 335".

1 في "أ": "عباس"!

2 في "أ": "المذماري"!

3 في حاشية "جـ": "آخر الجزء الثاني من أجزاء المؤلف أثابه الله".

وبهذا انتهى ما في النسخة "أ" وجاء في آخرها: "آخر فضائل القرآن، وبه تمَّ التفسير للحافظ العلامة الرحلة الجهبذ، مفيد الطالبين، الشيخ عماد الدين إسماعيل الشهير بابن كثير، كثَّر الله فوائده، على يد أفقر العباد إلى الله الغني، محمد بن أحمد بن معمر المقرئ البغدادي، عفا الله عنه، ونفعه بالعلم ووفقه للعمل به، آمين، وحرس الله مجد مالكه. آمين، بتاريخ يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة، من سنة تسع وخمسين وسبعمائة هلالية هجرية، صلوات الله وسلامه على مشرفها، والحمد لله أولًا وآخرًا، وباطنًا وظاهرًا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا". أ. هـ.

ص: 300

[وروى1 الحافظ2 ابن عساكر في ترجمة: "معقس بن عمران بن حطان" قال: قال: دخلت مع أبي على أم الدرداء رضي الله عنها، فسألها أبي: ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأ؟ قالت: حدَّثتني عائشة قالت: جُعِلَتْ دَرَجُ الجنَّةِ على عدد آي القرآن، فمن قرأ ثلث القرآن ثم دخل الجنة كان على الثلث من درجها، ومن قرأ نصف القرآن كان على النصف من درجها، ومن قرأه كله كان في عليين، لم يكن فوقه إلّا نبي أو صديق أو شهيد.

وقال الطبراني3: حدَّثَنا مسعدة بن سعد العطار المكي، ثنا إبراهيم بن

1 من أول هنا إلى آخر" فضائل القرآن" من "جـ" و"ل"، وسقط من "أ"، ولا أدري هل كان في "ط"، فقيها سقطٌ.

2 في "تاريخ دمشق""ج17/ ق10".

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن""ص37"، وابن أبي شيبة "10/ 467" من طريق محمد بن عبد الرحمن السدوسي، عن معقس بن عمران بن حطان، قال: سمعت أم الدرداء تقول: سألت عائشة

فذكره. وأخرجه ابن عساكر من طرق أخرى، عن محمد بن عبد الرحمن، ومعقس -بالقاف- ابنُ عمران لا أعرف من حاله شيئًا يُوجب قبول خبره، ولم يذكر ابنُ عساكر في ترجمته شيئًا. فالله أعلم.

3 في "المعجم الكبير""ج3/ رقم 2899"، ومن طريقه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق""ص155-تراجم النساء" وأعلَّه الهيثمي "7/ 161" بإسحاق ابن إبراهيم مولى جميع بن حارثة فهو ضعيف، وأخرجه الخطيب، ومن ط

ريقه ابن عساكر "ص155" وابن الجوزي في "الموضوعات""1/ 253" =

ص: 301

المنذر الحزمي، ثنا إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة الأنصاري، حدَّثَنِي عبد الله بن ماهان الأزدي، حدَّثَنِي فايد مولى عبيد الله بن أبي رافع، حدَّثَتْنِي سكينة بنت الحسين بن علي عن أبيها، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة".

وروى الطبراني1 من حديث بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن المهاصر ابن حبيب، عن عبيدة المليكي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول:"يا أهل القرآن! لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار، وتغنَّوه وتقنَّوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون، ولا تستعجلوا ثوابه، فإن له ثوابًا".

وفي حديث عقبة2 بن عامر نحوه كما تَقَدَّمَ.

= من هذا الوجه، وقال ابن الجوزي:"هذا حديث لا يصح، وفائد ليس بشيء؛ قال أحمد: هو متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج به"، وأخطأ ابن الجوزي، فالواقع في السند هو فائد أبو الورقاء، أما الواقع في السند فهو فائد المدني روى عنه القعنبي وزيد بن الحباب وجماعة، ووثَّقَه ابن معين وقال أبو حاتم: لا بأس به، وللحديث وشواهد كلها ساقطة، والحديث من جميع طرقه لا يصحُّ، والله أعلم.

1 في "المعجم الكبير" -كما في "المجمع""2/ 252"، وقال:"فيه أبو بكر ابن أبي مريم".

وأخرجه البيهقي في "الشعب""ج4/ رقم 1852"، وأبو نُعَيْم في "أخبار أصبهان""1/ 260"، وكذا أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب""2270"، وابن عساكر في "تاريخه""ج4/ ق595، 596" وقد اختُلِفَ في إسناده، والحديث لا يصحُّ بوجهٍ من الوجوه، والله أعلم.

2 يشير إلى حديثه "تعلموا كتاب الله واقتنوه

". وقد تَقَدَّمَ تخريجه.

ص: 302

وقال الإمام1 أحمد: حدَّثَنا أبو سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن مشرح، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن القرآن جعل في إهاب، ثم ألقي في النار ما احترق".

تفرَّد به.

قيل معناه: أن الجسد الذي يقرأ القرآن لا تمسُّه النار.

وفي "سنن2 ابن ماجه" من طريق المغيرة بن نهيك، عن عقبة بن عامر مرفوعًا:"من تعلم القرآن ثم تركه، فقد عصاني".

وفي حديث رواه "أبو يعلى"3 من طريق ليث، عن مجاهد، عن

1 في "مسنده""4/ 151، 155".

وأخرجه الدارمي "2/ 309"، وأبو عبيد "ص22-23"، والفريابي "1/ 2" كلاهما في "الفضائل" والروياني في "مسنده""ج19/ ق48/ 2"، والحكيم الترمذي في "النوادر""ج3/ ق101/ 2"، وأبو يعلى "ج3/ 1745"، وأبو الشيخ في "الطبقات""740"، وابن شاهين في "التغريب""196"، وابن عدي "6/ 2460"، والطحاوي في "المشكل""1/ 390" وآخرون من طرق عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر مرفوعًا. وقد اختلف في سنده، والصواب في هذا الحديث الوقف، كما حققته في "تسلية الكظيم"، والحمد لله. وله شاهدان عن سهل ابن سعد وعصمة بن مالك، ولا يثبت واحد منهما، والله أعلم.

2 كذا قال المصنف رحمه الله: "من تَعَلَّمَ القرآن.."، والذي في "سنن ابن ماجه" "2814": "من تَعَلَّمَ الرمي ثم تركه

إلخ".

3 في "مسنده""ج2/ رقم 1000".

وأخرجه الطبراني في "الصغير""2/ 66-67"، والخطيب "7/ 392-393" من طريق عبد الأعلى بن حماد، حدثنا يعقوب القمي، عن ليث، =

"أبي"1 سعيد مرفوعًا: "عليك بتقوى الله فإنها رأس كل خير، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه نُورٌ لك في الأرض، وذِكْرٌ لك في السماء، واخزن لسانك إلا من خيرٍ، فإنك بذلك تغلبُ الشيطان".

وهذا ذكر آثار مروية عن ابن أمِّ عبد: عبد الله بن مسعود، أحد قراء القرآن من الصحابة، المأمور بالتلاوة على نحوهم.

وروى الطبراني2 عن الدَّبَريِّ، عن عبد الرزاق، عن معم، عن أبي إسحاق قال: قال ابن مسعود: "كل آية خير مما في السماء والأرض".

ومن...........................................................

_________

1 ساقط من "الأصل".

2 في "المعجم الكبير""ج9/ رقم 8662" من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه""ج3/ رقم 5992" عن معمر، عن أبي إسحاق عن ابن مسعود، وإسناده منقطع بين أبي إسحاق، وابن مسعود، ثم رواه الطبراني عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة، عن أبيه، وهو منقطع أيضًا، فأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، واعلم أن لفظ الرواية مطوَّل، وقد اختصر المصنِّف منه هذه الجملة بالمعنى، وإلا فلفظ الرواية:"ثم يقول -يعني ابن مسعود-: "تعلمها فإنها خير لك مما بين السماء والأرض".

عن مجاهد، عن أبي سعيد مرفوعًا.

قال الطبراني: "لا يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفَرَّدَ به يعقوب القمي".

قلت: يعقوب لا بأس به كما قال النسائي، ووثَّقَه ابن حِبَّان والطبراني، وليَّنَه الدارقطني، ولكن ليث بن أبي سليم ضعيف، وله طريق آخر عند أحمد "3/ 82" نحوه، لكنه معلٌّ بالانقطاع.

ص: 303

"أبي"1 سعيد مرفوعًا: "عليك بتقوى الله فإنها رأس كل خير، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه نُورٌ لك في الأرض، وذِكْرٌ لك في السماء، واخزن لسانك إلا من خيرٍ، فإنك بذلك تغلبُ الشيطان".

وهذا ذكر آثار مروية عن ابن أمِّ عبد: عبد الله بن مسعود، أحد قراء القرآن من الصحابة، المأمور بالتلاوة على نحوهم.

وروى الطبراني2 عن الدَّبَريِّ، عن عبد الرزاق، عن معم، عن أبي إسحاق قال: قال ابن مسعود: "كل آية خير مما في السماء والأرض".

ومن...........................................................

1 ساقط من "الأصل".

2 في "المعجم الكبير""ج9/ رقم 8662" من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه""ج3/ رقم 5992" عن معمر، عن أبي إسحاق عن ابن مسعود، وإسناده منقطع بين أبي إسحاق، وابن مسعود، ثم رواه الطبراني عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة، عن أبيه، وهو منقطع أيضًا، فأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، واعلم أن لفظ الرواية مطوَّل، وقد اختصر المصنِّف منه هذه الجملة بالمعنى، وإلا فلفظ الرواية:"ثم يقول -يعني ابن مسعود-: "تعلمها فإنها خير لك مما بين السماء والأرض".

ص: 304

طريق1 شعبة، عن أبي إسحاق، عن مرة، قال ابن مسعود: $"من أراد العلم فَلْيُثَوِّرِ القرآن؛ فإن فيه علم الأولين والآخرين".

ومن طريق2 سفيان وشعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: $"إن هذا القرآن ليس فيه حرف إلّا له حدٌّ، ولكل حدٍّ مطلع.

ومن حديث الثوري3، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سيار

1 الطبراني في "المعجم الكبير""ج9/ رقم 8666" من طريق محمد بن كثير، ثنا شعبة، فذكره.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد""ص157" عن يحيى بن سعيد القطان، ثنا شعبة به، وسنده صحيح. وأخرجه الطبراني أيضًا "8664، 8665" من طريق إسرائيل وزهير عن أبي إسحاق بسنده سواء، وهو عند ابن أبي شيبة "14/ 94" من طريق زهير.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""814"، وأبو عبيد "ص89"، وابن أبي شيبة "10/ 485"، والفريابي في "الفضائل""78"، والنحاس في "القطع والائتلاف""ص84" من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق بسنده سواء. وسنده صحيح أيضًا.

2 أخرجه الطبراني في "الكبير""ج9/ رقم 8667، 8668" وسنده صحيح.

3 أخرجه الطبراني في "الكبير""ج9/ رقم 8686" قال: حدَّثَنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا الثوري بسنده سواء.

قلت: وشيخ الطبراني واهٍ، فقد قال ابن عدي:"يحدِّث عن الفريابي وغيره بالبواطيل".

وقد أخرجه الفسوي في "تاريخه""3/ 146"، وعنه للبيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2101" من طريق قبيصة عن الثوري، عن إسماعيل، =

ص: 305

أبي الحكم، عن ابن مسعود، قال:"أعربوا هذا القرآن، فإنه عربي، وسيجيء قوم يثقفونه، وليسوا بخياركم".

والثوري1، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود، قال:"أديموا النظر في المصحف، وإذا اختلفتم في "ياء" و"تاء" فاجعلوها "ياء"، ذكِّروا القرآن، فإنه مذَكَّر".

= عن سيار أبي حمزة، عن ابن مسعود مثله.

ورجاله ثقات إلّا سيارًا أبا حمزة فشبه المجهول، والظاهر أنه لم يدرك ابن مسعود.

وقد خولف الثوري في إسناده؛ خالفه هشيم بن بشير، فرواه عن إسماعيل، عمن حدثه عن ابن مسعود.

أخرجه البيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2100".

وأخرجه أبو عبيد "ص208"، وابن أبي شيبة "10/ 457" من طريق الثوري عن عقبة الأسدي، عن أبي العلاء عن ابن مسعود قال:"أعربوا القرآن فإنه عربي"، وسنده ضعيف، وعقبة هذا شبه المجهول.

وأخرجه ابن أبي شيبة "10/ 456" والطبراني في "الكبير""ج9/ رقم 8685" من طريق ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، عن طلحة بن مصرف، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله قال:"أعربوا القرآن".

وأخرجه الطبراني "8684" من هذا الوجه مرفوعًا وهو منكر.

وله طريق آخر عند أبي نُعَيْم في "الحلية""8/ 309".

1 أخرجه الطبراني "8687" من طريق شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وقد قدمنا أنه واهٍ ولكنه لم يتفرَّد بأصله، فأخرجه أبو عبيد "ص46" وعبد الرزاق "ج3/ رقم 5979" وابن أبي شيبة "10/ 531" والبيهقي في "الشعب""ج5/ رقم 2028" والطبراني في "الكبير""8696" من طريق الثوري بسنده سواء، وأخرجه البيهقي "2029" من طريق مفضل ابن صدقة، عن عاصم به، وسنده حسن، وله طرق أخرى تقدَّم ذكرها

ص: 306

وقال عبد الرزاق1، عن إسرائيل، عن عبد العزيز بن رُفَيْع، عن شداد بن معقل، سمعت ابن مسعود يقول: إن أوَّل ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة، وليصلين قوم لا خلاق لهم، ولينزعن القرآن من بين أظهركم، قالوا: يا أبا عبد الرحمن! ألسنا نقرأ القرآن، وقد أثبتناه في مصاحفنا؟! قال: يُسرى على القرآن ليلًا، فيذهب به من أجواف الرجال، فلا يبقى في الأرض منه شيء، ويصبح الناس نفرًا كالبهائم، ثم قرأ عبد الله:{وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا} [الإسراء: 86] .

وقال الطبراني2: حَدَّثَنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا شعبة،

1 أخرجه الطبراني "ج9/ رقم 8700".

وأخرجه عبد الرزاق "ج3/ رقم 5986"، والضياء المقدسي في "اختصاص القرآن بعوده إلى الرحيم الرحمن""19"، وله طرق أخرى ذكرتها في "التسلية" يثبت بها.

قال الهيثمي "7/ 52، 330": "رجاله رجال الصحيح غير شداد بن معقل وهو ثقة".

قلت: وشداد هذا لم يوثِّقه إلا ابن حِبَّان "4/ 357" وقال ابن سعد: "قليل الحديث".

2 في "المعجم الكبير""ج9/ رقم 8702"، وأخرجه أبو عبيد في "الفضائل" "ص89" قال: حدثنا حجاج.

وأخرجه ابن المقرئ في "معجمه""ج7/ ق133/ 1"، والبيهي في "الشعب""ج4/ رقم 1983" من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، كلاهما عن شعبة بسنده سواء.

وأخرجه ابن أبي شيبة "2/ 501"، والفريابي "146"، والطبراني في "الكبير""ج9/ رقم 8703، 9704" من طريق الثوري ومسعر، كلاهما عن علي بن بذيمة به.

وأخرجه الفريابي "147، 148" وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن""ص322" من طريق إسرائيل وأبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، فذكره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين أبي عبيدة وأبيه، ووَهِمَ محقق "الشعب" فقال:"إسناده لا بأس به"!

ص: 307

عن على بن بذيمة، عن أبى عبيدة بن عبد الله، عن أبيه، قال:"من قرأ القرآن فى أقل من ثلاث، فهو راجز".

وقال هشام1، عن الحسن، أنه بلغه عن ابن مسعود مثل ذلك.

ومن طريق2 الأعمش، عن أبي وائل، قال: كان عبد الله بن مسعود

1 أخرجه الطبراني "ج9/ رقم 8705" وضعفه ظاهر.

2 أخرجه الطبراني في "الكبير""ج9/ رقم 8868" من طريق زائدة، عن الأعمش به.

وأخرجه أبو عبيد في "الفضائل""ص26"، وابن أبي شيبة "10/ 509"، وابن جرير في "تهذيب الآثار""521 -مسند عمر" من طريق أبي معاوية والثوريّ معًا عن الأعمش به.

وأخرجه عبد الرزاق "ج3/ رقم 7903"، وابن جرير في "التهذيب""519، 520"، والطبراني "8869، 8870، 8875" من طريق الثوريّ وشعبة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود مثله، وهذان إسنادان صحيحان.

وأخرجه الطبراني "8871" من طريق بكير بن عامر، عن الشعبي، عن ابن مسعود قال:"الصلاة أحبُّ إليَّ من الصوم، ولم يكن يُصلي الضحى".

قال الهيثمي "2/ 257": "فيه بكير بن عامر، وثَّقَه أحمد وضعَّفَه ابن معين وغيره".

ثم أخرجه الطبراني "8872" من طريق حماد بن سلمة، عن أبي حمزة، =

ص: 308

يُقِلُّ الصوم، فيُقال له في ذلك، فيقول:"إني ذا صمت ضعفت عن القرآن والصلاة، والقراءة والصلاة أحبُّ إلي".

= عن إبراهيم، عن ابن مسعود، فذكره، وسنده ضعيف جدًّا، وأبو حمزة هو ميمون، ضعيف ولعله واهٍ، ثم هو منقطع بين إبراهيم النخعي وابن مسعود؛ فالعمدة على ما تَقَدَّم، والحمد لله رب العالمين.

وهذا آخر تعليقنا على كتاب "فضائل القرآن" للحافظ الكبير عماد الدين ابن كثير، والله أسأل أن يهبني غنمه، ويتجوَّز لي برحمته عن غرمه، والحمد لله أولًا وآخرًا ظاهرًا وباطنًا.

ص: 309