المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من اسمه صدقة - قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان - جـ ٢

[ابن الشعار]

الفصل: ‌ذكر من اسمه صدقة

‌ذكر من اسمه صدقة

[217]

صدقة بن محمد بن القاسم بن محمد بن علي الملحن، أبو البر الإربلي:

كان يصنع الألحان ويخترعها، ويصنف أقوالًا يأخذها عنه أهل الطرب، ويغنى بها، وكان جيد المعرفة بالغناء والأصوات، وله شعر يجيد نظمه، وكان منقطعًا إلى يوسف بن بكتمر /84 أ/ بإربل، وتوفي صبيحة يوم الجمعة، الثاني والعشرين من رجب سنة ثماني وستمائة بلإربل.

أنشدني الوزير الصاحب أبو البركات المستوفي - حرس الله مهجته - قال: أنشدني صدقة بن محمد الملحن لنفسه: [من مخلع البسيط]

ما لجنوني عليك راقي

قد بلغت روحي التراقي

وعيل صبري لطول هجري

فليت شعري متى التَّلاقي؟

يا ممرضي بالصُّدود مهلًا

فليس لي طاقة الفراق

أما ترى زفرتي وناري

عليك في الحبِّ واحتراقي؟

فاطف لهيبي برشف فيك الـ

ـعذب اللَّمي البارد المذاق

حسبك أنِّي افنيت كلِّي

وأنَّ وجدي عليك باقي

وأنشدني أبو الحسن بن شيبوص الإربلي قال: أنشدني صدقة نفسه:

يا نجل بكتمر الذي

حاز العلا كنزًا وصانه

ومن اتخذت ولاءه

دون البرية لي ديانه

وإن كان خنتك قطُّ أو

حدّثت نفسي بالخيانه

ص: 125

/84 ب/ فبرئت من حبِّ النبيِّ وآله وجحدت شانه

ورفضته وأخذت مو

لاي

مكانه

وأنشدني أيضًا قال: أنشدني صدقة بن محمد لنفسه ما كتبه إلى الأمير ضياء الدين يوسف بن بكتمر: [من مجزوء الرمل]

لأذيقنَّك فقدي

راغبًا عنك بجهدي

عد إلى غيري فإنِّي

رجل لست بجندي

كعت من خبر شعير

أكله حرَّق كبدي

طال مكثي ومقامي

بين فلَاّح وكردي

يا ضياء الدِّين هيها

ت ترى مثلي بعدي

في تصاريفي وأعما

لي وفي حلِّي وعقدي

قلَّ أن تلقى غلامًا

ناهضًا سدَّ مسدّي

ذا احتياط واحتفاظ

للأمانات يؤدِّي

آه لولا سوء ظنِّ

فيَّ قد أوجب طردي

/85 أ/ لم أصعِّر لسوى فضـ

ـل ندى كفِّك خدَّي

أنا إن خنتك في شيء

ولم أوف بعهدي

كافر اشنا عليًا

وأوالي لابن هند

فلما أحتمل الضَّيـ

ـم لأهلي أم لولدي؟

عيلتي بطني وإنِّي

جملة التكميل وحدي

برغيف وقميص

متعشِّ متردِّي

فبذا أشبع بطني

وبذا استر جلدي

هكذا طول زماني حالتي حرِّ ورد

وإذا متُّ فما يعـ

ـوز من يحفر لحدي

لي نفس جبلت طيـ

ـنتها بالماء ورد

بعد ما شيبت بمسك

وبكا فور وندَّ

أنا سيف غربه أمـ

ـضى شبًا من غرب هندي

ص: 126

نوب الأيَّام والأز

مان لا تثلم حدِّي

لا ولا أصبحت في ضرِّ

من الفقر أكدِّي

[218]

صدقة بن أبي ألبة بن أبي جعفر /85 ب/ بن ناصر بن أبي غالب بن حمزة بن أبي محمد، أبو الفضل الشيرازي.

شاب طويل مائل إلى السمرة.

أخبرني أنه ولد بشيراز سنة ست وثمانين وخمسمائة، وخرج عن بلده، وقدم مدينة السلام سنة عشر وستمائة، وأقام بالمدرسة النظامية، وصرف همته في طلب العلم، فتفقه على كمال الدين عبد الودود بن محمود بن المبارك البغدادي، القاضي أبي المناقب محمود بن أحمد بن بختيار الزنجاني، وقرأ على شراج الدين عمر بن مكي بن علي الخوزي علم الحكمة والأصولين، وسمع الحديث على أبي المكارم محمد بن عائد بن محمد الكرماني، وشهاب الدين أبي عبد الله عمر بن محمد السهروردي، وسمع عليه شيئًا من تصانيفه، ثم رحل عن بغداد، وورد الموصل بعد أن حج إلى بيت الله الحرام، وذلك في ربيع الأول سنة أحدى وعشرين وستمائة، فنزل بالمدرسة المولوية البدرية، ومدرسها يومئذ الشيخ العلامة كمال الدين أبو المعالي موسى بن يونس بن محمد بن منعة الموصلي، فأخذ عنه علمًا كثيرًا، وقرأ عليه علومًا شتى، [واستوطنها مدة طويلة، ثم سافر إلى بلاد الروم فسكن قونيا، فتوفي بها في جمادى الآخرة سنة]

/86 أ/ وهو إمام فاضل، عالم، كامل، مناظر أصولي، مباحث، جدلي، متفنن في كل علم، مقل من قول الشعر، لم يتعرض لنظمه إلا لغرض، ولم ينشدني من أشعاره شيئًا سوى هذه الأبيات:[من الكامل]

إن كنت تطلب للنجاة طريقة

فتذَّكرن قول الحكيم الفاضل

خبر الرَّذيلة بالفضيلة مخلص

أبدًا لجوهرك الشريف الكامل

ص: 127

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]

إلى الله أشكو من جناية ناظري

ومن عظم ما يلقى الفؤاد وخاطري

فلولا طموح العين ما شفَّني الهوى

ولولا الهوى ما كان طرفي بساهر

[219]

صدقة بن سعيد بن أبي السعود بن سعيد بن عطية أبو المعروف التاجر:

كان من أبناء التجار الممولين بمدينة السلام، كثير التنقل في البلدان، ذا ثروة ويسار ونعمة واسعة، وقرأ قدرًا كبيرًا من الأدب، وله طبع موات في الشعر، وينظم مقطعات لا بأس بها.

/86 ب/ وتوفي بدمشق يوم عاشوراء من سنة سبع وعشرين وستمائة، كذلك أخبرني بوفاته الشيخ الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن [الحسن] بن النجار.

أنشدني أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن البغدادي ببغداد في سنة تسع وثلاثين وستمائة قال: أنشدني صدقة بن سعيد لنفسه في وصف غلام تزوج:

[من المتقارب]

أنا من هواي عليه حبيس

إن شفَّني حبُّه والرَّسيس

فدتك نفوس براها هواك

وقلَّت لمثلك تلك النُّفوس

الست الذي إن عددنا الملاح

فأنت الأمير وأنت الرئيس؟

على طالع السَّعد هذا الزَّفاف

ولا قربت من ذراك النُّحوس

فوا لله ما نظر النَّاظرون

عروسًا يزفُّ عليها عروس

وكتب إلى شرف الملك أبي المعالي بن الحسين وزير خوارز مشاه، يستعين به في رد مملوك باعه:[من المنسرح]

قل للوزير الذي بسيرته

يرتحل الجو ثمَّ يغترب

يا ملكًا لم تزل منا قبه

يعزى إليها الحجى وينتسب

ص: 128

/87 أ/ أبا المعالي نجل الحسين ومن

يدنو نداه منَّا ويقترب

لو أنَّ غيرك يرجى إذن عدلت

إليه عنك الخلائق النُّجب

إسمع حديث امرئ يرق له

عدوُّه رحمة وينتحب

كان له مؤنس يصول به

على زمان صروفه غلب

ظبي رشيق القوام معتدل

تحسن في مثل حسنه الرِّيب

له من التُّرك هيبة ومن الزوراء

لطف فشانه عجب

فلاحظته العيون واستبق النـ

ـناس إليه واحضر الذهب

وكنت في سكر حبِّه فجرى الـ

ـبيع وبيع السَّكران لا يجب

فانظر إلى قصَّة الغريب تفز

منه بشكر تزهو به الكتب

وقوله: [من الطويل]

سقى الله دهرًا بالعراق قطعته

بذي هيف حلو الشمائل والشَّكل

تزيَّا بزيِّ الترك تيهًا فأصبحت

قلوب محبيِّه عن العذل في شغل

لعمري لقد حاربت فيه عواذلي

وبات خليًا عن ملام وعن عذل

[220]

صدقة بن عبد الله /87 ب/ بن أبي بكر بن فتوح بن الأغلب، أبو المعروف بن أبي محمد اللخمي الحسيني.

ينتسب إلى بطن من لخم يقال له: حسين، من أهل الإسكندرية، من أفاضلها وعدولها.

كان متأدبًا فاضلًا، من أهل الحديث، روى عن أبي طاهر السلفي.

ص: 129

أنشدني الشيخ الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن النجار قال: أنشدني صدقة لنفسه بالإسكندرية في ثقيل: [من المتقارب]

ثقيل تراه إذا ما مشى

تئنُّ له الحوت مهما وطي

فلو أدخل النَّار من ثقله

لقالت جهنمُّ منه قط

ص: 130