المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف - قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان - جـ ٢

[ابن الشعار]

الفصل: ‌ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف

‌ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف

[221]

صاعد بن علي بن عمر بن محمد بن علي، أبو المعالي الواسطي الواعظ.

وشاهدت في أجزاء من الحديث النبوي اسمه، وهو محمد، ثم غيره بعد ذلك، وتسمى بصاعد، موافقًا لكنيته، واستمر على كتابة ذلك.

كانت ولادته /88 أ/ ببغداد في درب سجزة سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وكان أبوه حنبليًا قاضيًا في ولايات الغراف، وانتقل مع أبيه إلى واسط، فلذلك سمي الواسطي.

لقي ابا الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهما من مشايخ بغداد، وسمع الحديث الكثير، وتفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ثم صار شافعيًا.

وكان إمامًا فاضلًا، صالحًا، لطيفًا، من ظرفاء العلماء في وقته، متفننًا في صيغة الوعظ، له حركات على المنبر، لم يسبق إليها، وإيقاعات موزونة، لم يغالب عليها.

سكن إربل إلى أن توفي بها يوم الثلاثاء لسبع خلون من ربيع الأول، سنة خمس

ص: 131

وعشرون وستمائة، ودفن بمنزله، ووعظ الناس مدة حياته، وأسمع بها الحديث، وله أشعار عثة، وقفت على شيء منها غير مرضي، ولم أر الإخلال بذكره، فأوردت له هذه الأبيات، وهي أصلح ما وجدت له من النظم.

أنشدني ولده عبد الباسط قال: أنشدني /88 ب/ والدي لنفسه في الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين –رضي الله عنه وقد خرج إلى الصيد:

[من الخفيف]

أنت لمّا رحلت أظلمت الدُّنـ

ـيا وحالت لبعدك الأيّام

خلِّ صيد الوحوش كم صدت قلبًا

مذ ترحَّلت ناله الإعدام

فأرانا الإله ما نتمنَّى

في مليك وجوده الإسلام

شرَّف الله نفسه بالعطايا

والسَّجايا فجوده لا يرام

فاسمعوا ما أقول ثمَّ اكتبوه

فهو سحر محلَّل لا حرام

وأنشدني قال: أنشدني أيضًا والدي لنفسه حين أنفذ رسولًا إلى بغداد من إربل، ما كتبه إلى عّز الدين أبي اليمن نجاح الشرابي الناصري –رضي الله عنه:[من الكامل]

مولاي عزَّ الدّين جودك شائع

بين الأنام وأنت بحر زاخر

لازلت في ملك وعزِّ دائم

ما دام يسعدك الإمام النَّاصر

من شأنه التَّغليس في طلب العلا

وله من التَّقدير حظٌّ وافر

من بيته ظهر الهدى فتأثَّلت

آثاره فغدت وهنَّ ظواهر

/89 أ/ وهو السَّماء لنا ونحن فأرضها

والأرض يحييها السَّحاب الماطر

فازرع يدًا عندي لتحصد شكرها

إنَّ الذي تولي جميلًا شاكر

أيجوز أن ألغى وتهمل حالتي

ولي الثَّناء بجودكم متواتر؟

كم قد عقدت ببلدتي من مجلس

أدعو ويدعو كلُّ من هو حاضر

ببقاء ملكك إنَّه شرف الورى

ووسيلتي السَّجاد ثمَّ الباقر

ص: 132

يا نائب الحقّا الإمام المرتجى

أيليق أن أجفى وأنت القادر؟

آن الرَّحيل وكسرتي معلومة

فاجبر بما تولي فأنت الجابر

وأنشدني أيضًا قال: أنشدني والدي لنفسه يناقض قول عمران بن حطان في قوله: [من البسيط]

يا ضربة من تقيِّ ما أراد بها

إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إنّي لأذكره يومًا فأحسبه

أوفى البريَّة عند الله ميزانا

فناقضه أبو المعالي بقوله: [من البسيط]

يا ضربة من شقيِّ ما أراد بها

إلا ليصليه ربُّ العرش نيرانا

فهو اللَّعين بلا شك يردِّده

ويلعن الله عمران بن حطَّانا

[222]

صباح بن عقبة الحلي:

/89 ب/ من أهل الحلة المزيدية، شاعر هجاء، متشيع، كان يفد إلى الموصل، ويمدح النقباء، بيت عبيد الله العلويين، هاجي شعراء وقته.

أنشدني محمد بن سليمان الموصلي قال: أنشدني صباح بن عقبة لنفسه يهجو أبا الطليق الشاعر الخزاعي: [من الوافر]

ص: 133

مررت بدرب عثمان نهارًا

فألفيت الأكابر والصِّغار

بهم داء الملوك فحنَّ دبري

إلى أير ولم أر ذاك عارا

فهذا إن مررت به فويل لمن أضحى لأهل الدَّرب جارا

ودرب عثمان هذا من دروب الوصل، بشاطئ النهر، وأهله يرمون بالأبنة، وأبو الطليق كان ساكنًا بهذا الدرب.

وأنشدني عبد الرحمن بن عبد الله الصيقل الشاعر قال: أنشدني صباح بن عقبة لنفسه في الربعي الشاعر، يهجوه، وقد غير اسمه، وسمى نفسه خطابًا، وأنَّه ادعى أنه من ربيعة الفرس:[من الكامل]

/90 أ/ خطَّاب يا ابن محمَّد المنقوشي

ما تدرك الأحساب بالتَّجميش

لقد اعتزيت إلى ربيعة كاذبًا

من منهم في ليله المأشوش

وافاكم حتَّى اعتزيت إليهم

وأبوك أكار لعبد عميش

[223]

صفوان بن إدريس، أبو البحر المرسي الأندلسي:

كان شاعرًا مجيدًا، متقنًا، كثير الشعر، أديبًا مقتدرًا على النظم والنثر، وافر المحفوظات، حسن المعرفة، له رسائل وخطب، وديوان شعر مشتمل على كل نوع من القريض، وكان ذا تمكن من العلوم الأدبية، وأفرد من شعره مجلدة في أهل البيت – صلوات الله عليهم وسلامه-، وكان قريب العهد من سنة خمس وستمائة فيما خبرت.

ص: 134

أنشدني من شعره أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن أبي العافية البلنسي، وذكر لي أنَّه أدرك آخر أيامه، ولم يأخذ عنه شيئًا، وهو القائل:[من الكامل]

يا حسنه والحسن بعض صفاته

والحسن موقوف على حركاته

بدر لو أنَّ البدر قيل له اقترح

أبدًا لقال أكون من هالاته

/90 ب/ يعطي ارتياح الحسن غصنًا أملدًا

حمل الصَّباح فكن من زهراته

والخال تنقط من صحيفة خدِّه

ما خطَّ حبر الصُّدغ من نوناته

وإذا هلال الأفق قابل وجهه

عاينته كالشمس في مرآته

ما زلت أخطب للزَّمان وصاله

حتَّى دنا والبخل من عاداته

غفل الرَّقيب فنلت منه نظرة

يا ليته لو دام في غفلاته

بتنا نشعشع والعفاف نديمنا

خمرين من غزلي ومن كلماته

وضممته ضمَّ البخيل لماله

أحنو عليه من جميع جهاته

حتّى إذا اعتلق الكرى بجفونه

واشتدَّ في عضديَّ طوع سناته

عزم الغرام عليَّ في تقبيله

فنفضت أيدي الطَّوع من عزماته

وأبي عفا في أن يقبِّل ثغره

والقلب مطوي على جمراته

فاعجب لملتهب الجوانح غلَّة

يشكو الظَّما والماء في لهواته

وأنشدني الوزير الصاحب أبو البركات المستوفي- أيده الله تعالى- قال: أنشدني أبو الروح عيسى بن محمد بن موسى الحميري التاكرني القرطبي قال: /91 أ/ أنشدني أبو بكر يزيد بن صقلاب المري الأندلسي قال: أنشدني صفوان بن إدريس لنفسه: [من السريع]

سلَّم إذ مرَّ بنا شادن

يا ليته من لحظه سلَّما

وقبَّل الإصبع من نحوه

كأنَّه يستر عنَّا الفما

ص: 135