الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف
[227]
أبو طالب بن علي بن علي بن علي العبسي الحلي، من الحلة المزيدية، المعروف بابن الخيمي:
كذا وجدت نسبه بخط يده، في غير قصيدة من نظمه، واسمه كنيته، وبذلك يعرف.
كان شاعرًا شيعيًا، فاضلًا، عارفًا باللغة والشعر، مكثرًا من نظمه، شخص إلى مصر، فسكنها /111 أ/ إلى أن توفي بها.
وله مدائح كثيرة جيدة في أهل البيت -صلوات الله عليهم وسلامه- أنشدني أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الغريب الصيقل الشاعر الموصلي قال: أنشدني أبو طالب بن الخيمي لنفسه: [من المنسرح]
كم من مريق يوم الفراق دمه
…
وبائح سرَّه الذي كتمه؟
وكم حبيب سرت ركائبه
…
على محبِّ مضى فما رحمه؟
دعا على ظالميه محتسبًا
…
وما درى أنَّه الذي ظلمه
ذو طلعة كالصَّباح مشرقة
…
من تحت فرع كأنَّه العتمه
ومقلة بابليَّة شهدت
…
بصدق هاروت في الذي اجترمه
ظبي نسيت التوحيد من كلفي
…
به وأمسيت عابدًا صنمه
سألته قبلة فأوردني
…
نار صدود بالهجر مضطرمه
فقلت يا مالكي اتحرق من
…
بات قسيم النّيران معتصمه! ؟
ونقلت من خطه قوله، وهو ما كتبه إلى النقيب مجد الدين أبي جعفر أحمد بن زيد بن عبيد الله الحسيني /111 ب/ الموصلي – رضي الله عنه:[من الخفيف]
زادك الله أيُّها المجد مجدا
…
فلقد رحت أغزر الناس رفدا
وأجل الورى أبًا وعمومًا
…
وخؤولًا زهرًا وأما وجدا
معشر ما نظمت فيهم قريضًا
…
من مديح إلَاّ تضرَّع رندا
لا ولا فهمت باسمهم في أجاج
…
من شراب إلَاّ تبدَّل شهدا
يا أبا جعفر اجر ذا ولاء
…
لكم نازحًا عن الأهل فردا
حلَّ في الموصل الفسيحة حتَّى
…
خالها للهموم والضِّيق لحدا
وهو لا يرتجي سواكم لدنيا
…
هـ ولا للمعاد سؤلًا وعضدا
كان وعدي لقيا المجاهد مذ أمـ
…
ـس فلا أفتا دون ذلك جهدا
وتفشَّت تلك الأحاديث عنِّي
…
عاد عندي بيض الأمانيِّ ربدا
وجيوش الشِّتاء قد بادرتني
…
يتوَّعدنني خواء وبردا
وعطاياك لم تزل قطُّ نقدًا
…
وعطايا الأيام وعدًا وفقدا
فتحنَّن عليَّ يا ابن عبيد الـ
…
ـلَّه يا أوسع البريَّة رفدا
إنَّني عبدكم ومثلك في السَّا
…
دة ما إن يبيع مثلي عبدا
فاغتنم شكري المريع الذي ما
…
زال وقفًا عليك قربا وبعدا
/112 أ/ مثلما بات ناصب اللَّعن والثَّلـ
…
ـب لمن ما رعوا لجدِّك عهدا
وكتب إليه يهنيه بالشهر: [من الطويل]
ليهن بك الشَّهر الجديد فإنَّما
…
بقاؤك في العزِّ الهناء المجدَّد
وحسبك مدحًا أن تبيت وحيدر
…
أبوك وأن تضحي وجدُّك أحمد
وأن تغتدي والعالمون ملوكهم
…
وأحرارهم رغمًا لبيتك أعبد
ولست بمحتاج إلى المدح بعد أن
…
أتت لكم الآيات بالفضل تشهد
ولكنَّما يدعو الغرائز فخركم
…
إلى القول منا قربة فنقصد
ونعلم أنَّ المدح ليس بزائد
…
مناقبكم لكنَّنا نتودد
ونرعى عهودًا للنَّبيِّ أضاعها
…
طوائف في بغض الوصيِّ وألحدوا
فيا ابن عُبيد الله يا من بحبِّهم
…
نفوزُ غدًا يوم المعاد ونسعد
ويا أيُّها المجد الذي با مطلقًا
…
عطاه وشكر النَّاس فيه مقيَّد
ويا من له في كلِّ أنملة ندى
…
يفيض ونارٌ في الوغى تتوقَّد
ألست من القوم الذي بشرعهم
…
تٌحلُّ أمور العالمين وتعقدُ؟
فعش ما أقام الفرقدان وما بكى
…
غمامٌ وما ناح الحمام المغرّدُ
وقال فيه أيضًا يمدحه: [من الطويل]
/112 ب/ أفي كلِّ ربع دمع عينيك هامع
…
وفي كلِّ جمع سرُّ قلبك ذائع؟
وفي أيِّما أرض حللت معرِّسًا
…
أجدَّ لك الشَّوق الحمام السَّواجع؟
هواتف بالأسحار شجوًا كأنَّها
…
نساءٌ تلبَّسن الحداد فواجع
تُذَّكرني بالجامعين وبابل
…
مرابع عفَّتها الرِّياح الزِّعازع
فأسعدها بالنَّوح نوحًا وتارةً
…
تتابعني في شدوها وأتابع
أنا الفلق إن عيَّ المقال فخاطب
…
أنا السَّيف إن فلَّت ظباه فقاطع
وإنِّي إذا ما نابني الهمُّ والأسى
…
وبتُّ تجافي جانبيّ المضاجع
جعلت وسادي كور عنساء جسرة
…
جماليَّة لم يعلها الدَّهر فارع
مُخفَّفة نحو السُّرى بمناسبهم
…
صلاب تشكَّى وقعهنَّ البلاقع
ويثلثنا قاض وقور وإنَّه
…
جهول إذا ما استعقلته الوقائع
إذا كذبت صحف الخؤولة أظهرت
…
معاطفه حكمًا به العمُّ قانع
صفا رونقًا حتّى كأنَّ لموعه
…
تبسُّم مجد الدِّين حين يقارع
أبي جعفر نجل الميامين أحمد
…
فتى حمده في البرِّ والبحر شائع
سليل رسول الله وابن وصيِّة
…
عليِّ الَّذي تثنى عليه الأصابع
إمام أبان الدَّين بعد كمونه
…
وأخبر بعد الكون ما الله صانع
/113 أ/ فهل بالغ مدح امرئ كلَّ قومه
…
له مننٌ ما تنقضي وصنائع؟
مغاور إن شنَّت من الدّهر غارة
…
مغاوث إن لم يعد في الأرض ضارع
تظلُّ سراحين الفلا لسيوفهم
…
مصليّة حيث الرِّماح صوامع
فما ساجدٌ بالطَّعن بات وفوقه
…
من الطُّلس إلّا أسحم اللون راكع
مجمِّع فلِّ الحمد والحمد شاردٌ
…
وهازم جيش اللُّؤم واللؤم جامع
حسيب أديب قادرٌ متعطِّفٌ
…
سخيٌّ أبيٌّ مالكٌ متواضع
أعزُّ مليك للورى وخدت به
…
علنداة أسر هجَّنتها الجلافع
وأكرم محمول على متن سابح
…
بقبهلة لطخ من الفجر لامع
تُزاحمني فيه القوافي كأنَّها
…
حوائم حمسٌ بالفرات تدافع
إذا ما انتضى في حندس الخطب عزمه
…
تسرَّى ووجه النَّصر أبلج ناصع
وإن لبست أقلامه الطِّرس ساخطًا
…
أُبيحت حلال واستقيدت صعاصع
وإن جاد إنعامًا أتتك كتابة
…
وفي كلِّ سطر جعفرٌ متدافع
غدت سيرة الحدباء في الأرض صورةً
…
بعدلكم تحدى إليها المطامع
إذا تليت بين اللِّئام تحتموا
…
وأنشد كلٌّ وهو في البذل راتع
/113 ب/ سما بي أوسٌ في السَّماح وحاتمٌ
…
وزيد القنا والأثر مان ورافع
فاصغ إليَّ السَّمع يا مجد إنَّني
…
لأجدر من تصغي إليه المسامع
فما المدح إلَّا ما أنا اليوم موردٌ
…
وما الطَّول إلَّا ما غدا أنت جامع
ولا الفضل إلَّا فضل ما نطقت به
…
سوابق كتب قبله وشرائع
مناقب غرٌّ ما دجا شرك فترة
…
فأظلم إلَّا وهي زهرٌ طوالع
[228]
طه بن إبراهيم بن أبي بكر بن فبرك بن أحمد بن شيرك بن بختيار، أبو محمَّد الإربليُّ المولد والمنشأ، الكرديُّ الهذبانيُّ:
حفظ القرآن العزيز، وقرأه بواسط للسبعة والعشرة، وتفقه وتأدب، وله طبع سمح في الشعر، وذهن صالح في النثر، وبديهة حسنة، وفطنة جيدة، يصنع البيتين والثلاثة بلا فكرة.
وكان قد اعتقله السلطان مظفر الدين، صاحب إربل، وأنشأ أربع مقامات في الحبس بألفاظ تشجي سامعها، ضمنها شرح حاله.
جمعتني وإياه حضرة الصاحب أبي البركات المبارك بن أحمد المستوفي –رحمه الله /114 أ/، فوجدته رجلاً متواضعًا حسن الفضل، وأنشدني لنفسه في الصاحب أبي البركات، وكان السبب في إطلاقه من الاعتقال:[من الكامل]
مولاي دعوة يائس ذي عيلة
…
أطفأت بالإطلاق نار عياله
قعد الزَّمان به فقام بحمله
…
نحو ابن موهوب عرى آماله
أي ربِّ أبق لي المبارك واستحب
…
منِّي دعائيّ للنَّبيِّ وآله
أولاني الأفراح أيَّ صنيعة
…
أولى وأردفها بخالص ماله
وحضرنا ليلة في جماعة مجلس الصاحب أبي البركات –رحمه الله –ونحن في دكة لبستان داره –عمرها الله تعالى –فجاء الغيث متواليًا، وقمنا مسرعين، ودخلنا منزله المحروس، وكان طه حاضرًا، فارتجل هذين البيتين بديهة، وأنشدهما:
[من الطويل]
دخول لإقبال الشتاء مبارك
…
عليك ابن موهوب إلى آخر الدَّهر
/114 ب/ تفرُّ من الفطر الملم عشيًة
…
ولم نر بحرًا قطُّ من القطر
وأنشدني لنفسه، وهو ممّا قاله في السجن يذم إربل وأهلها، وعمال الديوان بها:
[من الوافر]
ألا قف بالأجيرع والكثيب
…
وناد نحوه هل من مجيب؟
وحيِّ أهليه عن مستهام
…
أسير موثق صبٍّ كئيب
لعلَّ الله يرجع لي زمانًا
…
قضيناه على رغم الرَّقيب
لممشوق القوام إذا تثنَّى
…
رجعت من المديح إلى النَّسيب
يغيب عن النَّواظر خوف واش
…
ويبرز في سويداء القلوب
له منِّي المصرَّع والمقفَّى
…
ولي منه معالجة الكروب
واخشاه ولا الأسد الضَّواري
…
فيا لله من رشأ مهيب
واهون من صوارم مقلتيه
…
ملاقاة الكتائب والحروب
أسائل عن سواه وهو قصدي
…
ولا تخفى مساءلة المريب
دعا لي بالتَّسلِّي عنه قومي
…
فلا تك يا إله بمستجيب
فقد أيست منه ومن زماني
…
بحبس الملك من فرج قريب
/ 115 أ/ فما يوم يمر ولست فيه
…
عالج للردى داعي النقيب
لحاك الله من بلد خبيث
…
فلست تطيب إلَاّ للغريب
أإربل لا سقاك الله غيثًا
…
فقد أقفرت من رجل لبيب
أرى الغرّاء قد ملئت لثامًا
…
وقد ضاقت على النَّصح الوهوب
فما في مالكيها من معين
…
على صرف الزَّمان ولا الخطوب
ولا في قاطنيها اريحيٌّ
…
ولا في ساكنيها من طروب
ألا أخزى الإله بليد سوء
…
تحكَّم فيه عبَّاد الصَّليب
واجتمعنا ليلة أخرى في مجلس الصاحب شرف الدين أبي البركات فأنشدني:
[من السريع]
وناحل الجسم دقيق الشَّوى
…
معتدل لم يحك ما فيه وصف
فهو إذا أنت تأمَّلته
…
بفكرة إسم وفعل وحرف
فما كان في الجماعة من عرفه، فلما كان بعد ساعة قال طه: قد عرفته، وأنشد ارتجالاً:[من السريع]
يا شرف الدِّين الذي ليس في
…
أفصاله وفضل مغناه خلف
/115 ب/ إنَّ الذَّي أنشده ملغزًا
…
الألف المكتوب –بقيت –ألف
فعجب الحاضرون من حلِّه اللُّغز وارتجاله البيتين.
ولمّا حبس الصاحب شرف الدين أبو البركات بن موهوب، أنشد طه المذكور هذين البيتين:[من الوافر]
أقول لصاحبي يا صاح قوِّض
…
خيامك نرتجل نحو الشام
فقد عزل ابن موهوب وولَّى
…
وما بعد المبارك من مقام
ثم سافر إلى الشام، وكتب إلى شرف الدين، وهو في الحبس كتابًا صدره بهذه الأبيات:[من الكامل]
أمذكري الأوطان إنَّ لذكرها
…
أرجًا يشوق إلى الدِّيار نفوسا
ذكر تنيها فاجتلبت بلابلي
…
ونشرت من داء الغرام رسيسا
هي ما علمت منازلي زمن الصِّبا
…
تجلو البدور بها عليَّ شموسا
لكن لريب الدَّهر أضحت مألفًا
…
وكفى بريب الدَّهر فيها بوسا
الأربل الغرّاء تطلب أوبتي
…
هيهات فارقت الجسوم الرُّوسا
/ 116 أ/ كيف الرُّجوع إلى مغاني بلدة
…
فارقت ماجدها بها محبوسا
كبرت عزائم اهلها من برِّه
…
فوشوا به للظّالمين رئيسا
باعوا بدنيًا دينهم وتخيَّروا
…
جهلاً على صدر الهدى قسِّيسا
لا تقر عنِّي موحشات ربوعهم
…
وأقر التحيَّة ربعه المأنوسا
ما قبل بيت النار دهليز لها
…
إلَاّ لكون السَّاكنين مجوسا
عندي أبا البركات كلُّ عظيمة
…
من حبسكم ما كلُّ جرح يوسى
فتود نفسي لو تكون مكانكم
…
وأظنها نفسًا تروم نفيسا
تشكو الذي أشكو الغداة وما لمن
…
أودى به فرعون إلاّ موسى
وأنشدني كثيرًا من قيله في الدوبيت، وصنف له عروضًا لم يسبق إليه، وسماه
المخترع، وذكر فيه كثيرًا من دوبيتاته فمنها:
ذا علم الحمى وذا واديه
…
فاحبس نفسًا وقف بنا نبكيه
ما أطيب ما كان زماني فيه
…
والهفي والهفي على ماضيه
ومنها:
هذي عرصاتهم وهذي الدَّار
…
صارت غرض الدُّموع لمّا ساروا
قد كان لنا بها أحاديث هوى
…
طابت فتحدَّثت بها السُّمَّار
زمنها:
يا واحد فيك جسدي الفاني
…
والجفن عليك والبكاء إلفان
والدَّهر ليدك خاضعًا الفاني
…
واطول جفاك عند صبري الفاني