الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحروف الإظهار ستة: هي أحرف الحلق، وقد ذكرها الناظم في قوله:
همز فهاء ثم عين حاء مهملتان ثم غين خاء
ولا فرق في الإظهار بين أن تجتمع النون مع حرف الحلق في كلمة واحدة أو تنفصل في كلمة والحرف في كلمة أخرى، والعلة في إظهار النون عند هذه الحروف تباعد مخرج النون عن مخارج حروف الحلق.
الأمثلة: {يَنْأَوْن} {مَنْ آمَن} {كُلٌّ آمَن} .
{منْهُم} {إِنْ هُوَ} {فَرِيْقًا هَدَى} .
{أَنْعَمْت} {الأَنْعَام} {مِنْ عَمَل} {سَمِيعٌ عَلِيم} .
{وَانْحَر} {تَنْحِتُون} {مَنْ حَادَّ اللَّه} {عَزِيزٌ حَكِيم} .
{فَسَيُنْغِضُونَ} {مِنْ غِلٍّ} {قَوْلًا غَيْر} .
{فَإِنْ خِفْتُم} {وَالْمُنْخَنِقَةُ} {يَوْمَئِذٍ خَاشِعَة} .
الإدغام:
في اللغة الإدخال، يقال: أدغم الفرس اللجام في فيه أي أدخله فيه. وفي الاصطلاح: إدخال الحرف الأول في الحرف الثاي بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشددًا.
وفائدته: التسهيل، وذلك لأن النطق بالأحرف المتماثلة أو المتقاربة وفصلها عن بعضها وإظهار كل منها ثقيل على اللسان فخفف بالإدغام بينهما فيصير المدغم ناطقًا بحرفين في آن واحد أولهما ساكن والآخر متحرك، والإدغام ممكن في سائر الحروف سوى حروف الحلق.
أما النون الساكنة فلا تدغم إلا في حروف يرملون، في أربعة منها بغنةٍ وهي: الياء، والنون، والميم، والواو، وفي اثنين بغير غنة وهما: اللام، والراء.
الأمثلة:
{إِنْ يَشَأ} {وَإِنْ يَرَوْا} {آيَةً يُعْرِضُوا}
{مِنْ مَال} {مِنْ مَاءٍ مَهِين} {عَذَابٌ مُقِيم} .
{مِنْ وَاق} {مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِير} {يَوْمَئِذٍ وَاهِيَة} .
{إِنْ نَعْفُ} {مِنْ نَذِير} {شَيْءٍ نُكُر} .
{مِنْ رَبِّك} {مِنْ رَبِّهِم} {لَرَءُوفٌ رَحِيم} .
{مِنْ لَدُنْكَ} {وَمَنْ لَمْ} {يَوْمَئِذٍ لَخَبِير} .
قاعدة الإدغام:
التي هي الأصل في الأدغام، وما سبق ذكره خارج عنه وخاص بالنون الساكنة:
وهذه القاعدة تطبق على جميع الحروف، وذلك أن كل حرفين التقيا في اللغة العربية إما أن يكونا متماثلين، أو متجانسين، أو متقاربين، أو متباعدين.
أما المتباعدان وهما: ما تباعدت مخارجهما، فسبق حكمهما وهو الإظهار.
وأما المتماثلان: وهما ما اتفقا في المخرج والصفات، مثل:
{قُلْ لا} {رَبِحَتْ تِجَارَتُهُم} {يُدْرِكُّم} {كُمْ مِن} .
والمتجانسان هما: ما اتفقا في المخرج واختلفا في الصفات مثل:
{إِذْ ظَلَمُوا} {قَدْ تَبَيَّن} {عَبَدتُّم} {فَآَمَنَتْ طَائِفَة} {ارْكَبْ مَعَنَا} .
حكم المتماثلين والمتجانسين: الإدغام.
والمتقاربان: ما تقاربت مخارجهما، مثل:
{كَذَّبَتْ ثَمُود} {قَدْ سَمِع} فالأصل فيه عند حفص الإظهار.
شروط الإدغام:
يشترط للإدغام عند حفص شرطان:
1 أن يكون الحرفان متماثلين أو متجانسين.
2 أن يكون الأول منهما ساكنًا والثاني متحركًا.
فإذا كانا متقاربين، أو كان الحرف الأول متحركًا فلا إدغام عنده، وإن كان غيره يدغمه، ويسمى عندهم الإدغام الكبير، مثل {سَلَكَكُم} {لَذَهَبَ بِسَمْعِهِم} {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاء} .
الإدغام التام والإدغام الناقص:
يعتبر الإدغام تامًا إذا أعدم الحرف الأول ولم يبق له أثر في النطق، أما إذا بقيت صفة من صفاته ظاهرة في النطق اعتبر ناقصًا؛ لأنك حينئذ كأنك نطقت ببعض الحرف الأول، والمفروض في الإدغام أن يمزج الحرف الأول في الثاني، حتى تذهب ذات الحرف الأول بالكلية.
والإدغام في المتماثلين وفي المتجانسين يكون في الغالب تامًا، ويكون ناقصًا في النون الساكنة إذا أدغمت في الواو، أو الياء، فإن الغنة تبقى وهي من صفات النون، وكذلك في الطاء إذا أدغمت في التاء في مثل {أَحَطتُ} {فَرَّطْتُ} {بَسَطتَ} فإنك تبقي صفة الإطباق في الطاء عند النطق، وكذلك في القاف إذا أدغمت في الكاف في {نَخْلُقْكُمُ} فإنك تبقي صفة الاستعلاء في القاف عند النطق، وهو أحد الوجهين كما صرح به ابن الجزري في المقدمة.
مستثنيات من قاعدة الإدغام:
يمتنع إدغام النون الساكنة في حروف يرملون إذا اتصلت بها في كلمة واحدة في مثل: {الدُّنْيَا} {صِنْوَان} {بُنْيَانَهُم} {قِنْوَان} ، أما بقية الحروف فلا فرق فيها أن تتصل أو تنفصل إذا توفرت شروط الإدغام.
- ولحفص الوجهان في قوله: {مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي} فيجوز في الهاء الإظهار والإدغام، ولا يتأتى الإظهار إلا بالسكت على الهاء الأولى سكتة يسيرة.
- ولا إدغام في الواو المدية في الواو بعدها، ولا في الياء المدية في الياء بعدها فتظهرهما بمقدار حركتين مثل:{آمَنُوا وَعَمِلُوا} {الَّذِي يُوَسْوِس} فإذا كانت الواو، أو الياء لينتين أدغمتهما في المماثل، مثل {آوَوا وَنَصَرُوا} {لَدَيَّ} .
- إذا وقعت النون بعد اللام الساكنة مثل {قُلْ نَعَم} فلا إدغام مع أنهما متجانسان، وينبغي الاحتراس من إدغام اللام في التاء في مثل: