الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معنى اللحن الجلي واللحن الخفي
…
اللحن الجلي واللحن الخفي:
اللحن يأتي لمعان كثيرة، والمراد به هنا الخطأ في القراءة، وهو عند القراء ينقسم إلى قسمين: جلي، وخفي:
اللحن الجلي: هو الخطأ الذي يطرأ على اللفظ فيخل بمبناه إخلالًا ظاهرًا يشترك في معرفته علماء القراءة وعامة الناس، سواء أدى ذلك إلى فساد المعنى أم لم يؤد. مثل تبديل حرف بآخر، أو حركة بأخرى، كأن يضم التاء في قوله:{أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} وهذا مما يؤدي إلى فساد المعنى، أو يكسر التاء في قوله:{مَا قُلْتُ لَهُمْ} أو يفتحها، ومثال ما كان الإخلال فيه بالمبنى لا يؤدي إلى تغيير المعنى، أن يضم الهاء في قوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أو يفتح الباء في {رَبِّ} ، ومثله أن يحرك المجزوم في {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} ومثال ما يؤدي إلى تبديل الحرف بآخر، أن يترك الإطباق والاستعلاء في الطاء فتنقلب تاءً أو دالًا في مثل:{الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} .
ومن اللحن الجلي: ترك المدود الطبيعية في مثل: {قَالَ} {إِنَّا نَحْن} {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} فتذهب ذات الحرف.
ومنه ترك الإظهار في مواضع الإظهار، وترك الإدغام في مواضع الإدغام، وقصر المدود الواجبة واللازمة، وتفخيم ما يجب ترقيقه، وترقيق ما يجب تفخيمه، ونحو ذلك.
ومنه الوقف القبيح الذي يكون فساد المعنى فيه ظاهرًا جليًا مثل أن يقف على المنفي من كلمة التوحيد {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ.. إِلَاّ اللَّهُ} .
اللحن الخفي: هو الخطأ الذي يتعلق بكمال إتقان النطق لا بتصحيحه، فلا يدركه إلا أهل الفن الحذاق، ويخفى على العامة، وذلك مثل: عدم ضبط مقادير المدود بأن تنقص نصف درجة أو تزيد، أو عدم المساواة بين مقادير المدود الواحدة في المقرأ الواحد بأن يوسط المنفصل في موضع ويقصره في الموضع الذي يليه، ومثله قلة المهارة في تحقيق الصفات وتطبيق الأحكام كزيادة التكرير في الراءات، وتطنين النونات، وتغليظ اللامات في غير محل التغليظ.
أما من وقع في اللحن الجلي فإنه لا تصح قراءته، ولا تنبغي الصلاة خلفه، ويأثم مع الإهمال، وأما من وقع في اللحن الخفي فهو أخف حكمًا ويعتبر في عرف المجودين مخلًا بالإتقان، والصلاة خلفه صحيحه.
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما يفيد أنه لا ينبغي لطلبة العلم الصلاة خلف من لا يقيم الفاتحة ويقع في اللحن الجلي بحيث يغير حرفًا أو حركة، أما من يخطئ فيما يعتبر من اللحن الخفي ويمكن أن تتضمنه القراءات الأخرى ويكون له وجه فيها فإنه لا تبطل صلاته ولا صلاة المؤتم به، كمن قرأ الصراط بالسين فإنها قراءة متواترة1
1 انظر فتاوى شيخ الإسلام: ط الرياض بتصحيح الشيخ ابن قاسم 1382هـ الجزء 22 ص 443 والجزء 23 ص 350.