الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدهش الإنسان لسماع أخبارها فضلا عن رؤية ذواتها، وكم لله في خلقه من عجائب؟
قال شيخنا في كتابه ((مقالات الكوثري)) (1)، وهو يتحدث عن بعض الجوانب التي خدم بها القرآن الكريم:
بعض المؤلفات الكبار الضخام للسابقين في التفسير وعلومه
((وما ألفه أهل العلم في اجتلاء روائع المعاني من القرآن الكريم، مما لا يكاد يحصيه العد، على اختلاف مسالكهم في العناية بالرواية أو الدراية، وفنون الأفنان من علوم القرآن، وعلى تفاوت أذواقهم ومشاربهم في الاهتمام بجهة خاصة من مزايا القرآن المجيد.
وأرجو القارئ الكريم أن يسمح لي أن أذكر بعض مؤلفات علماء هذه الأمة في هذا الصدد، مما يكون أنموذجا لمساعيهم الجبارة في مضمار تدوين المؤلفات، فها هو تفسير الإمام أبي الحسن الأشعري، المسمى:((المختزن)) في سبعين مجلدا على ما يذكره المقريزي في ((الخطط))، وتفسير القاضي عبد الحبار الهمذاني، المسمى:((المحيط)) في مئة سفر.
وتفسير أبي يوسف عبد السلام القزويني، المسمى:((حدائق ذات بهجة))، أقل ما يقال فيه: إنه في ثلاث مئة مجلد، وكان مؤلفه وقفه وجعل مقره مسجد الإمام أبي حنيفة ببغداد، ثم صار في عداد الكتب التي ضاعت في أثناء استيلاء المغول على دار الخلافة ببغداد! إلا أني
(1) ص402 - 403.
سمعت من أحد أدباء الهند، أنه رأى قطعة منه في أحد فهارس الخزانات.
وللحافظ ابن شاهين تفسير في ألف جزء حديثي، وللقاضي أبي بكر بن العربي ((أنوار الفجر)) في التفسير، في نحو ثمانين ألف ورقة، والمعروف أنه موجود في بلادنا - أي في مكتبات إصطنبول وتركيا -، إلا أني لم أظفر به مع طول بحثي عنه. ولابن النقيب المقدسي أحد مشايخ أبي حيان تفسير يقارب مئة مجلد، يوجد بعض مجلدات منه في خزانات إصطنبول، ويوجد من تلك التفاسير بعض مجلدات في بعض الخزانات فيما أعلم.
وأما أضخم تفسير تام يوجد اليوم - على ما نعلم - فهو تفسير ((فتح المنان)) المدعو بتفسير العلامي، المنسوب إلى العلامة قطب الدين الشيرازي، وهو في أربعين مجلداً، فالمجلد الأول منه موجود بدار الكتب المصرية، وبه تظهر خطبته في التفسير، وفي مكتبتي محمد أسعد وعلي باشا - حكيم أوغلي - في إصطنبول في مجلداته ما يتم به نسخة كاملة.
وللعلامة محمد الزاهد البخاري نحو مئة مجلد في التفسير، كما في ((المنهج الصافي)). ولعلماء هذه الأمة تفاسير لا تحصى سوى ما تقدم، على اختلاف مسالكهم. ولهم أيضا مثل هذه الخدمة المشكورة، في تدوين السنن الشارحة للكتاب، المبينة لوجوه الإجمال فيه)). انتهى.