الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فانظر إلى غلاء الوقت عند هذا الإمام الجليل، وما غلاء الوقت عنده إلا من غلاء العلم، فلله دره ما أبصره.
الشوكاني بلغت دروسه في اليوم والليلة نحو ثلاثة عشر درساً
وقال العلامة القاضي الشوكاني (محمد بن علي)، المفسر المحدث الفقيه الأصولي المشهور ذو التصانيف، المولود سنة 1173 ببلدة شوكان في اليمن، والمتوفي سنة 1250 رحمه الله تعالى، في ترجمته لنفسه قي كتابه ((البدر الطالع)) (1) متحدثا عن حاله ونشأته بصيغة الخبر عن الغائب تواضعا منه:
((وكان تبلغ دروسه في اليوم والليلة إلى نحو ثلاثة عشر درسا، منها ما يأخذه عن مشايخه، ومنها ما يأخذه عنه تلامذته، واستمر على ذلك مدة. ثم إنه فرغ نفسه - من التلقي عن شيوخه - لإفادة الطلبة، فكانوا يأخذون عنه في كل يوم زيادة على عشرة دروس، في فنون متعددة، واجتمع منها في بعض الأوقات: التفسير والحديث والأصول والنحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والفقه والجدل والعروض)). انتهى.
وقد كان من زمن قراءته على الشيوخ وإقرائه لتلامذته: قائما بالإفتاء للمستفتين من أهل صنعاء وغيرها حو عشرين سنة، ثم ولي قضاء صنعاء في سنة 1229، إلى وفاته 21 سنة، وكات رحمه الله تعالى وله 114 مؤلف، سمى هو كثيرا منها في ترجمته.
الآلوسي ألف تفسيره بالليل ويدرس بالنهار ثلاثة عشر درساً
وكان الإمام المفسر الآلوسي (أبو الثناء شهاب الدين محمود بن
(1) 218:2.
عبد الله الآلوسي) البغدادي، مفتي بغداد وخاتمة المفسرين، المولود سنة 1217 والمتوفي سنة 1270 رحمه الله تعالى: ((حريصا على أن يزيد علمه في كل لحظة، لا يفتر عن اكتساب الفوائد، واقتناص الشوارد، فكان نهاره للإفتاء والتدريس، وأول ليله لمنادمة مستفيد أو جليس، ويكتب بأواخر الليل ورقات -من تفسيره-، فيعطيها صباح اليوم التالي للكتاب الذين وظفهم في داره، فلا يكلومنها تبييضاً إلا في عشر ساعات.
وكان يدرس في اليوم أربعة وعشرين درسا - كذا -، وكان أيام اشتغاله بالتفسير والإفتاء يدرس في اليوم ثلاثة عشر درسا في كتب مطولة، وكان يؤلف حتى في مرضه الأخير)) (1).
وتفسيره أعجوبة فريدة لدى العلماء من بين التفاسير، وكفاه به إمامة وفضلاً وعلماً، وقد ألفه في الليل كما علمت، وقد قيل:
وبادر الليل بما تشتهي
…
فإنما الليل نهار الأريب
وقال الإمام الأديب أبو هلال العسكري:
وساهر الليل في الحاجات نائمُهُ
…
وواهب المال عند المجد كاسبُهُ
وقال الفقعسي الحماسي:
كأنك لم تسبق من الدهر ليلة
…
إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب
(1) من كتاب ((الآلوسي مفسراً)) للدكتور محسن عبد الحميد، ص 43و79و159، نقلاً عن كتاب ((المسك الأذفر)) لحفيد الإمام المفسر الآلوسي وسميه محمود شكري الآلوسي، ص 7 - 8 و19.