الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا أيها القارئ الكريم جهد إنسان واحد من العلماء حفظ وقته، قال العارفون به: لا يمكن حصر مؤلفاته، وهو كذلك.
الشيخ ابن تيمية يطالع ويقرر العلم حال مرضه وسفره
قلت: وسبب هذا الثراء العجيب في التآليف، أن الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى، كان لا ينفك عن المطالعة والكلام في العلم وتقريره، في حال حضره وسفره وصحته ومرضه، قال تلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى، في كتابه ((روضة المحبين)) (1):
((وحدثني شيخنا - ابن تيمية - قال: ابتدأني مرض، فقال لي الطبيب: إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة، فدفعت المرض، فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم، فتقوى به الطبيعة، فأجد راحة، فقال: هذا خارج عن علاجنا)).
الشمس الأصبهاني يقلل طعامه لئلا يضيع الزمان بدخوله وخروجه
وجاء في ((الدرر الكامنة)) للحافظ ابن حجر، و ((البدر الطالع)) للشوكاني (2)، في ترجمة الإمام العلامة شمس الدين أبي الثناء الأصبهاني (محمود بن عبد الرحمن بن أحمد)، الشافعي الأصولي الفقيه
(1) ص 70.
(2)
في ((الدرر الكامنة)) 58:6، و ((البدر الطالع)) 298:2.
المفسر المولود بأصبهان سنة 674، المتوفي بالقاهرة سنة 749 رحمه الله تعالى (1)، ما يلي:
((اشتغل في بلاده، ومهر وتقدم في الفنون، وقدم دمشق بعد زيارة القدس في صفر سنة 725، فبهرت أهلها فضائله، وسمع كلامه الشيخ تقي الدين ابن تيمية، فبالغ في تعظيمه، قال مرة: اسكتوا حتى نسمع كلام هذا الفاضل الذي ما دخل البلاد مثله. ثم انتقل إلى القاهرة، وفيها توفى.
ومما يحكى عنه من حرصه على العلم وشحه أوقاته، أن بعض أصحابه كان يذكر أنه كان يمتنع كثيرا من الأكل، لئلا يحتاج إلى الشرب، فيحتاج إلى دخول الخلاء، فيضيع عليه الزمان)). انتهى.
(1) ووقع في ((البدر الطالع)) للشوكاني قلب في تأريخ وفاته، فأرخه بقوله:((ومات سنة 794 أربع وتسعين وسبع مئة بالطاعون العام)). انتهى. وهو خطأ صرف، وصوابه كما أثبته (سنة 749)، كما أرخه غير واحد، ومنهم التاج السبكي تلميذه في ((طبقات الشافعية الكبرى)) 384:10.
قال صاحب كتاب ((روضات الجنات)) فيه 128:8، في ترجمته:((ومرادهم (بالأصبهاني) عند الإطلاق في كتب الحكماء والأصوليين من المتأخرين، هو هذا الرجل، وإن كان قد يطلق على جماعة أخرى، وعلى لقيب هذا الرجل: شمس الدين محمد بن محمود بن محمد بن عبد الكافي، الأصولي الأصبهاني الشارح لمحصول فخر الدين الرازي، ولد بأصبهان سنة 616، ومات بالقاهرة سنة 678)). انتهى.
قلت: وهذا العالم ألأصفهاني (محمد بن محمود) هو صاحب ((العقيدة الأصفهانية))، التي شرحها الإمام الشيخ ابن تيمية رحمهما الله تعالى، وطبعت في آخر المجلد الخامس من ((الفتاوى الكبرى)) له في 151 صفحة.