الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النووي يقرأ كل يوم اثني عشر درساً مع الضبط والتعليق
ذكر تلميذه شيخنا أبو الحسن بن العطار: أن الشيخ محيى الدين ذكر له: أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درسا على مشايخه شرحا وتصحيحا: درسين في ((الوسيط)) - في علم الفقه -، ودرسا في ((المهذب)) - في الفقه أيضا -، ودرسا في الجمع بين الصحيحين - في علم الحديث -، ودرسا في ((صحيح مسلم))، ودرسا في ((اللمع)) لابن جني - في علم النحو -، ودرسا في ((إصلاح المنطق)) - في علم اللغة -، ودرسا في التصريف، ودرسا في أصول الفقه، تارة في اللمع لأبي إسحاق، وتارة في المنتخب لفخر الدين الرازي، ودرسا في أسماء الرجال، ودرسا في أصول الدين، - ودرسا في النحو.
قال: وكنت اعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل، ووضوح عبارة، وضبط اللغة، وبارك الله تعالى في وقتي.
النووي كان لا يأكل إلا أكلة واحدة في اليوم والليلة
قال أبو الحسن بن العطار: ذكر لي شيخنا رحمه الله تعالى أنه كان لا يضيع له وقتا، لا في ليل ولا في نهار إلا في الاشتغال بالعلم حتى في الطريق يكرر أو يطالع، وأنه دام على هذا ست سنين، ثم أخذ في التصنيف والإفادة والنصيحة وقول الحق. وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة بعد عشاء الآخرة، ويشرب شربة واحدة عند السحر، ويمتنع من أكل الفواكه والخيار، ويقول: أخاف أن يرطب جسمي ويجلب لي النوم، ولم يتزوج.
تقشف النووي وتخشنه في مطعمه وملبسه وعيشه
ولازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم، والعبادة والأوراد والصيام
والذكر، والصبر على العيش الخشن في المأكل والملبس ملازمة كلية لا مزيد عليها، ملبسه ثوب خام، وعمامته سختيانية صغيرة)). توفي سنة 676 رحمه الله تعالى، فكانت حياته 45 سنة، وترك من المؤلفات الكثيرة العظيمة ما قسموه على أيام حياته، فكان لكل يوم فيها أربعة كراريس.
الطبيب ابن النفيس إمام في الطب والفقه وحفظ الوقت
ومن العلماء الكبار، والأطباء الأفذاذ النبغة الأخيار، الذين حافظوا على الوقت واللحظات، وتسجيل الأفكار والخطرات، في أغرب الأوقات والساعات: شيخ الطب في عصره ابن النفيس الدمشقي ثم المصري. جاء في ترجمته في ((روضات الجنات)) للخوانساري (1)، نقلا عن ((الوافي بالوفيات)) لصلاح الدين الصفدي، ما أقطف منه ما يلي:
((الإمام الفاضل الحكيم العلامة علاء الدين ابن النفيس على بن أبي حزم القرشي - نسبة إلى بلدة قرش من بلاد ما وراء النهر - المولود بدمشق في حدود سنة 610، والمتوفي بالقاهرة سنة 687 رحمه الله تعالى.
كان إماما في علم الطب، أوحد، لا يضاهي في ذلك ولا يداني استحضارا ولا استنباطا، وله في الطب التصانيف الفائقة، والتواليف الرائقة.
صنف كتاب ((الشامل)) في الطب، وتدل فهرسة هذا الكتاب على أنه يكون في ثلاث مئة سفر، ذكر ذلك بعض أصحابه، وبيض منها
(1) 5: 290 - 293، بزيادة يسيرة.