المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل السين المهملة - لسان العرب - جـ ١٢

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل السين المهملة

سُمْرُ العُجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصى زِيَماً،

لم يَقِهِنَّ رؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِيلُ

الزِّيَمُ: الْمُتَفَرِّقُ، يَصِفُ شِدَّةَ وَطْئِهَا أَنه يُفَرِّقُ الحَصى. وزِيَمُ: اسْمُ فَرَسِ جَابِرِ بْنِ حُنَيْنٍ «1» ؛ قَالَ: وإِياها عَنَى الرَّاجِزُ بِقَوْلِهِ:

هَذَا أَوانُ الشَّدِّ فَاشْتَدِّي زِيَمْ

الْجَوْهَرِيُّ: زِيَمُ اسْمُ فَرَسٍ لَا يَنْصَرِفُ لِلْمَعْرِفَةِ والتأْنيث. وزِيَم: مُتَفَرِّقَةٌ. والزِّيَمُ: الْغَارَةُ كأَنه يُخَاطِبُهَا. وَمَرَرْتُ بِمَنَازِلَ زِيَمٍ أَي مُتَفَرِّقَةٍ. وَبَعِيرٌ أَزْيَمُ: لَا يَرْغُو. والأَزْيَمُ: جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ. الأَحمر: بَعِيرٌ أَزْيَمُ وأَسْجَمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَرْغُو. قَالَ شَمِرٌ: الَّذِي سَمِعْتُ بَعِيرٌ أَزْجَمُ، بِالزَّايِ وَالْجِيمِ، قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَ الأَزْيَمِ والأَزْجَم إِلَّا تَحْوِيلُ الْيَاءِ جِيمًا، وَهِيَ لُغَةٌ فِي تَمِيمٍ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ وأَنشدنا أَبو جَعْفَرٍ الهُذَيْمِيّ وَكَانَ عَالِمًا:

مِنْ كلِّ أَزْيَمَ شائِكٍ أَنْيابه،

ومُقَصِّفٍ بالهَدْرِ كَيْفَ يَصُولُ

وَيُرْوَى: مِنْ كُلِّ أَزْجَمَ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْجِيمَ مَكَانَ الْيَاءِ لأَن مَخْرَجَيْهِمَا مِنْ شَجْرِ الْفَمِ، وشَجْرُ الْفَمِ الْهَوَاءُ، وَخَرْقُ الْفَمِ الَّذِي بَيْنَ الحَنَكَين. ابْنُ الأَعرابي: الزِّيزيمُ صَوْتُ الْجِنِّ بِاللَّيْلِ. قَالَ: وَمِيمُ زِيزِيمٍ مِثْلُ دَالِ زَيْدٍ يَجْرِي عَلَيْهَا الإِعراب؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

تَسْمَعُ للجِنِّ بِهَا زِيزيما

زيغم: التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلْعَيْنِ العَذْبة عَيْنٌ عَيْهَم، وَلِلْعَيْنِ الْمَالِحَةِ عَيْنٌ زَيْغَمٌ.

‌فصل السين المهملة

سأم: سَئِمَ الشيءَ وسَئِمَ مِنْهُ وسَئِمْتُ مِنْهُ أَسْأَمُ سَأَماً وسَأْمَةً وسَآماً وسَآمةً: مَلَّ؛ وَرَجُلٌ سَؤُومٌ وَقَدْ أَسْأَمَهُ هُوَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن اللَّهَ لَا يَسْأَمُ حَتَّى تَسْأَمُوا.

قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مِثْلَ قَوْلِهِ

لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا

، وَهُوَ الرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ. والسآمةُ: المَلَلُ والضَّجَرُ. وَفِي حَدِيثِ

أُم زَرْعٍ: زَوْجي كَلَيْلِ تِهامة لَا قُرٌّ وَلَا سَآمة

أَي أَنه طَلْقٌ معتدِل فِي خُلُوِّه مِنْ أَنواع الأَذى وَالْمَكْرُوهِ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ والضَّجَر أَي لَا يَضْجَرُ مِنِّي فَيَمَلّ صُحْبَتِي. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: أَن الْيَهُودَ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: السَّأْمُ عَلَيْكَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَلَيْكُمُ السَّأْمُ والذَّأْمُ وَاللَّعْنَةُ

قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ مَهْمُوزًا مِنَ السَّأْم، وَمَعْنَاهُ أَنكم تَسْأَمون دِينكم، وَالْمَشْهُورُ فِيهِ تَرْكُ الْهَمْزِ وَيَعْنُونَ بِهِ الْمَوْتَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَاللَّهُ أَعلم.

سأسم: السَّأْسَمُ: شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا الشِّيزُ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: هُوَ السَّاسَمُ، غَيْرُ مهموز، وسنذكره.

ستهم: الْجَوْهَرِيُّ: السُّتْهُمُ الأَسْتَهُ، والميم زائدة.

سجم: سَجَمَتِ الْعَيْنُ الدَّمْعَ والسحابةُ الْمَاءَ تَسْجِمُه وتَسْجُمُه سَجْماً وسُجُوماً وسَجَماناً: وَهُوَ قَطَران الدَّمْعِ وسَيَلانه، قَلِيلًا كَانَ أَو كَثِيرًا، وكذلك الساجِمُ مِنَ الْمَطَرِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ دَمْعٌ ساجِمٌ. وَدَمْعٌ مَسْجوم: سَجَمَتْه الْعَيْنُ سَجْماً، وقد أَسْجَمَه وسَجَّمَه. والسَّجَمُ: الدَّمْعُ. وأَعْيُنٌ سُجُومٌ: سَواجِمُ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ الإِبل بِكَثْرَةِ أَلبانها:

ذَوارِفُ عَيْنَيْها مِنَ الحَفْلِ بالضُّحى،

سُجُومٌ كتَنْضاح الشِّنان المُشَرَّبِ

(1). قوله [ابن حنين] هكذا في الأَصل، والذي في القاموس: ابن حبي

ص: 280

وَكَذَلِكَ عَيْنٌ سَجُوم وَسَحَابٌ سَجُوم. وانْسَجَمَ الماءُ وَالدَّمْعُ، فَهُوَ مُنْسَجِمٌ إِذا انْسَجَمَ أَي انْصَبَّ. وسَجَّمَتِ السَّحَابَةُ مَطَرَهَا تَسْجِيماً وتَسْجاماً إِذا صَبَّتْه؛ قَالَ:

دَائِمًا تَسجامها «1»

وَفِي شِعْرِ أَبي بَكْرٍ: فدَمْعُ الْعَيْنِ أَهْوَنُه سِجامُ سَجَمَ العينُ والدمعُ الماءَ يَسْجُمُ سُجُوماً وسِجاماً إِذا سَالَ وانْسَجَمَ. وأَسْجَمَتِ السَّحَابَةُ: دَامَ مَطَرُهَا كأَثجَمَتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَرض مَسْجومة أَي مَمْطُورَةٌ. وأَسْجَمَتِ السماءُ: صَبَّت مِثْلَ أَثْجَمَتْ. والأَسْجَمُ: الْجَمَلُ الَّذِي لَا يَرْغُو. وَبَعِيرٌ أَسْجَم: لَا يَرْغُو، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي زَيْمٍ. والسَّجَمُ: شَجَرٌ لَهُ وَرَقٌ طَوِيلٌ مُؤَلَّلُ الأَطرافِ ذُو عَرْضٍ تشبَّه بِهِ المَعابِلُ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ وَعِلًا:

حَتَّى أُتِيحَ لَهُ رامٍ بِمُحْدَلَةٍ

جَشْءٍ، وبِيضٍ نَواحِيهِنَّ كالسَّجَم

وَقِيلَ: السَّجَمُ هُنَا مَاءُ السَّمَاءِ، شَبّه الرِّمَاحَ فِي بَيَاضِهَا بِهِ. والسَّاجُوم: صِبْغٌ. وَسَاجُومٌ والسَّاجوم: مَوْضِعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

كَسَا مُزْبِدَ السَّاجومِ وَشْياً مُصَوَّرا

سحم: السَّحَمُ والسُّحام والسُّحْمَةُ: السَّوَادُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: السّحْمَةُ سَوَادٌ كَلَوْنِ الْغُرَابِ الأَسْحَمِ، وَكُلُّ أَسود أَسْحَمُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ:

إِن جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَحْتَمَ

؛ هُوَ الأَسود. وَفِي حَدِيثِ

أَبي ذَرٍّ: وَعِنْدَهُ امرأَة سَحْماء

أَي سَوْدَاءُ، وَقَدْ سُمِّيَ بِهَا النِّسَاءُ، وَمِنْهُ شَرِيكُ بْنُ سَحْماء صَاحِبُ اللَّعَّانِ؛ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ إِذا كَانَ كَذَلِكَ، وَهُوَ مِمَّا تبالِغُ بِهِ الْعَرَبُ فِي صِفَةِ النَّصِيّ، كَمَا يَقُولُونَ صِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى صَمْعاء، فَيُبَالِغُونَ بِهِمَا، والسَّحْماء: الِاسْتُ لِلَوْنِهَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لَمْ تَتَفَلَّلا،

وحَا الذِّئْبِ عَنْ طَفْلٍ مَناسمُهُ مُخْلي

ثُمَّ فَسَّرَهُمَا فَقَالَ: السَّحْماوان هُمَا القَرْنانِ، وأَنث عَلَى مَعْنَى الصِّيصِيَتَيْنِ كأَنه يَقُولُ بصِيصِيَتَينِ سَحْماوَيْنِ، وَوَحَا الذِّئْبُ: صَوْتُهُ؛ والطَّفْلُ: الظَّبْيُ الرَّخْصُ، والمَناسِم للإِبلِ فَاسْتَعَارَهُ لِلظَّبْيِ، ومُخْلٍ: أَصاب خَلاءً، والإِسْحِمانُ: الشَّدِيدُ الأُدْمَةِ «2» . والسَّحَمَةُ: كَلأَ يُشْبِهُ السَّخْبَرَة أَبيض يَنْبُتُ فِي البِراقِ والإِكامِ بِنَجْدٍ، وَلَيْسَتْ بعُشبٍ وَلَا شَجَرٍ، وَهِيَ أَقرب إِلى الطَّريفة والصِّلِّيانِ، وَالْجَمْعُ سَحَمٌ؛ قَالَ:

وصِلِّيانٍ وحَلِيٍّ وسَحَمْ

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّحَمُ يَنْبُتُ نَبْتَ النَّصيِّ والصِّلِّيان والعَنْكَثِ إِلا أَنه يَطُولُ فَوْقَهَا فِي السَّمَاءِ، وَرُبَّمَا كَانَ طولُ السَّحَمَةِ طولَ الرجل وأَضخم، والسَّحَمَةُ

(1). قوله [دائماً تسجامها] قطعة من بيت للبيد وأَورده الصاغاني بتمامه وهو:

بَاتَتْ وأَسبل وَاكِفٌ مِنْ دِيمَةٍ

يَرْوِي الْخَمَائِلَ دَائِمًا تسجامها

(2)

. قوله [والإِسحمان الشديد الأَدمة] كذا هو مضبوط في المحكم بالكسر في الهمزة والحاء، وضبطه شارح القاموس في المستدركات بضمهما

ص: 281

أَغلَظها أَصلًا؛ قَالَ:

أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي،

وجاوِزِي ذَا السَّحَمِ المَجْلُوحِ

وَقَالَ طَرَفة:

خَيرُ مَا تَرْعَونَ مِنْ شَجَرٍ

يابِسُ الحَلْفاءِ أَو سَحَمهْ

ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّحَمُ والصُّفار نَبْتَانِ؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ:

إِن العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحُنا،

مَا كَانَ مِنْ سَحَمٍ بِهَا وصُفارِ

والسَّحْماءِ مِثْلُهُ. وَبَنُو سَحْمَةَ: حَيٌّ. والأُسْحُمانُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ:

وَلَا يَزالُ الأُسْحُمانُ الأَسْحَمُ

تُلْقَى الدَّواهِي حَوْلَهُ، ويَسْلَمُ

وإِسْحِمان والإِسْحِمان: جَبَلٌ بِعَيْنِهِ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالْحَاءِ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَزَعَمَ أَبو الْعَبَّاسِ أَنه الأُسْحُمان، بِالضَّمِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خَطَأٌ إِنما الأُسْحُمانُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: الإِسْحِمانُ الأَسود «1» ، وَهَذَا خطأٌ لأَن الأَسود إِنما هُوَ الأَسْحَمُ؛ الْجَوْهَرِيُّ: الأَسْحَمُ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ:

نَجاءٌ مُجِدّ، لَيْس فِيهِ وَتِيرَةٌ،

وتَذْبِيبُها عَنْهُ بأَسْحَمَ مِذْوَدِ

بقَرْنٍ أَسْود؛ وَفِي قَوْلِ النَّابِغَةِ:

عَفا آيَهُ صَوْبُ الجَنُوبِ مَعَ الصَّبَا،

بأَسْحَمَ دانٍ، مُزْنُهُ مُتَصَوِّبُ «2»

. هُوَ السَّحَابُ، وَقِيلَ: السَّحَابُ الأَسود. وَيُقَالُ لِلسَّحَابَةِ السَّوْدَاءِ سَحْماء؛ والأَسْحَمُ فِي قَوْلِ الأَعشى:

رَضيعَيْ لِبانِ ثَدْيِ أُمٍّ، تَحالَفَا

بأَسْحَمَ داجٍ: عَوْضُ لَا نَتَفَرَّقُ

يُقَالُ: الدَّمُ تُغْمَسُ فِيهِ الْيَدُ عِنْدَ التَّحَالُفِ، وَيُقَالُ: بالرَّحِمِ، وَيُقَالُ: بِسَوَادِ حَلَمَة الثَّدْيِ، وَيُقَالُ: بِزِقِّ الْخَمْرِ، وَيُقَالُ: هُوَ اللَّيْلُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه: قَالَ لَهُ رَجُلٌ احْمِلْني وسُحَيْماً

؛ هُوَ تَصْغِيرُ أَسْحَمَ وأَرادَ بِهِ الزِّقَّ لأَنه أَسود، وأَوهمه أَنه اسْمُ رَجُلٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَسْحَمَتِ السَّمَاءُ وأَثْجَمَتْ صَبَّتْ مَاءَهَا. ابْنُ الأَعرابي: السَّحَمَةُ الكُتْلَةُ مِنَ الْحَدِيدِ، وَجَمَعَهَا سَحَمٌ؛ وأَنشد لطَرَفَة فِي صِفَةِ الْخَيْلِ:

مُنْعَلات بالسَّحَمْ

قَالَ: والسُّحُمُ مَطارِقُ الحَدَّاد. وسُحامٌ: مَوْضِعٌ. وسُحَيمٌ وسُحامٌ: مِنْ أَسماء الْكِلَابِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسابِ، فضُرِّجَتْ

بِدَمٍ، وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُحامُها

سخم: السَّخَمُ: مَصْدَرُ «3» السَّخِيمَةِ، والسَّخِيمةُ الحِقْدُ والضَّغِينةُ والمَوْجِدةُ فِي النَّفْسِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

اللَّهُمَّ اسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي

، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

نَعُوذُ بِكَ مِنَ السَّخِيمَةِ

؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

الأَحْنَفِ: تَهادَوْا تَذْهَبِ الإِحَنُ والسَّخائِمُ

أَي الحُقُودُ، وَهِيَ جَمْعُ سَخِيمةٍ. وَفِي حَدِيثِ:

مَنْ سَلَ

(1). قوله [وقيل الإِسحمان الأَسود إِلخ] هكذا في المحكم مضبوطاً

(2)

. قوله [صوب الجنوب] الذي في التكملة ريح الجنوب، وقوله [بأسحم] هكذا هو في الجوهري وفي ديوان زُهير وقال الصاغاني: صوابه وأَسحم، بالواو، ورفع أَسحم عطفاً على ريح

(3)

. قوله [السخم مصدر] هكذا هو مضبوط في الأَصل بالتحريك، وفي نسخة المحكم بالفتح

ص: 282

سَخِيمَتَهُ عَلَى طَرِيقٍ مِنْ طُرُق الْمُسْلِمِينَ لَعَنَهُ اللَّهُ

، يَعْنِي الْغَائِطَ والنَّجْوَ. وَرَجُلٌ مُسَخَّم: ذُو سَخِيمَة، وَقَدْ سَخَّمَ بِصَدْرِهِ. والسُّخْمَةُ: الْغَضَبُ، وَقَدْ تَسَخَّمَ عَلَيْهِ. والسُّخامُ مِنَ الشَّعَرِ وَالرِّيشِ وَالْقُطْنِ والخَزِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ: اللَّيِّنُ الحَسَن؛ قَالَ يَصِفُ الثَّلْجَ:

كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ،

قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرّجَزُ لجَنْدَل بْنِ المُثَنَّى الطُّهَويّ، وَصَوَابُهُ يَصِفُ سَراباً لأَن قَبْلَهُ:

والآلُ فِي كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ

شَبَّهَ الْآلَ بِالْقُطْنِ لِبَيَاضِهِ، والأَنجل: الْوَاسِعُ، وَيُقَالُ: هُوَ مِنَ السَّوَادِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ رِيشِ الطَّائِرِ مَا كَانَ لَيِّناً تَحْتَ الرِّيشِ الأَعلى؛ وَاحِدَتُهُ سُخامَةٌ، بِالْهَاءِ. وَيُقَالُ: هَذَا ثَوْبٌ سُخامُ المَسِّ إِذا كَانَ لَيِّنَ المَسِّ مِثْلَ الخَزِّ. وَرِيشٌ سُخامٌ أَي لَيِّنُ الْمَسِّ رَقِيقٌ، وَقُطْنٌ سُخامٌ، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ السَّوَادِ؛ وَقَوْلُ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ:

رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يُحْفِلُ لَونَها

سُخامٌ، كغِرْبانِ البَرِيرِ، مُقَصَّبُ

السخامُ: كُلُّ شَيْءٍ ليِّن مِنْ صُوفٍ أَو قُطْنٍ أَو غَيْرِهِمَا، وأَراد بِهِ شِعْرَهَا. وخَمْر سُخامٌ وسُخامِيَّةٌ: لَيِّنَةٌ سَلِسةٌ؛ قَالَ الأَعشى:

فبِتُّ كأَني شارِبٌ، بَعْدَ هَجْعَةٍ،

سُخامِيَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما

قَالَ الأَصمعي: لَا أَدري إِلى أَيّ شَيْءٍ نُسِبَتْ؛ وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: هُوَ مِنَ الْمَنْسُوبِ إِلى نَفْسِهِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: شرابٌ سُخامٌ وَطَعَامٌ سُخامٌ لَيِّنٌ مُسْتَرْسل، وَقِيلَ: السُّخام مِنَ الشَّعَر الأَسودُ، والسُّخامِيّ مِنَ الْخَمْرِ الَّذِي يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ، والأَول أَعلى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ لَا يُقَالُ لِلْخَمْرِ إِلَّا سُخامِيَّة؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ الخَرِعِ:

كأَني اصْطَبَحْتُ سُخامِيَّةً،

تَفَشَّأُ بالمَرْءِ صِرْفاً عُقارا

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: السَّخِيمُ الْمَاءُ الَّذِي لَيْسَ بحارٍّ وَلَا بَارِدٍ؛ وأَنشد لِحَمْلِ بْنِ حارث المُحارِبيّ:

إِن سَخِيمَ الْمَاءِ لَنْ يَضِيرا،

فَاعْلَمْ، وَلَا الحازِر، إِلَّا البُورا

والسُّخْمَةُ: السَّوَادُ. والأَسْخَمُ: الأَسود. وَقَدْ سَخَّمْتُ بِصَدْرِ فُلَانٍ إِذا أَغضبته وَسَلَلْتُ سَخِيمَتَهُ بِالْقَوْلِ اللَّطِيفِ والتَّرَضِّي. والسُّخامُ، بِالضَّمِّ: سَوَادُ القِدْر. وَقَدْ سَخَّمَ وجهَه أَي سَوَّدَهُ. والسُّخامُ: الفَحْمُ. والسَّخَم: السَّوَادُ. وَرَوَى

الأَصمعي عَنْ مُعْتَمِرٍ قَالَ: لَقِيتُ حِمْيَرِيّاً آخَرَ فَقُلْتُ مَا مَعَكَ؟ قَالَ: سُخامٌ

؛ قَالَ: والسُّخامُ الْفَحْمُ، وَمِنْهُ قِيلَ: سَخَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَي سَوَّدَهُ. وَرُوِيَ

عَنْ عُمَرَ، رضي الله عنه، فِي شَاهِدِ الزُّور: يُسَخَّم وَجْهُهُ

أَي يسوَّد. ابْنُ الأَعرابي: سَخَّمْتُ الْمَاءَ وأَوْغَرْتُه إِذا سخنته.

سدم: السَّدَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّدَمُ والحُزْنُ. والسَّدَمُ: الهَمُّ، وَقِيلَ: هَمٌّ مَعَ نَدَمٍ، وَقِيلَ: غَيْظٌ مَعَ حُزْنٍ، وَقَدْ سَدِمَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ سادِمٌ وسَدْمان. تَقُولُ: رأَيته سادِماً نادِماً، ورأَيته سَدْمان نَدْمان، وَقَلَّمَا يُفْرَدُ السَّدَمُ مِنَ النَّدَمِ، وَرَجُلٌ سَدِمٌ نَدِمٌ. ابْنُ الأَنباري فِي

ص: 283

قَوْلِهِمْ رَجُلٌ سادمٌ نادِمٌ: قَالَ قَوْمٌ السادِمُ مَعْنَاهُ الْمُتَغَيِّرُ الْعَقْلِ مِنَ الغَمّ، وأَصله مِنْ قَوْلِهِمْ مَاءٌ سُدُمٌ. وَمِيَاهٌ سُدْمٌ وأَسْدامٌ إِذا كَانَتْ مُتَغَيِّرَةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَواجِنُ أَسْدامٌ وبعضٌ مُعَوَّرٌ

وَقَالَ قَوْمٌ: السادِمُ الْحَزِينُ الَّذِي لَا يُطِيقُ ذَهاباً وَلَا مَجيئاً، مِنْ قَوْلِهِمْ بَعِيرٌ مُسَدَّمٌ إِذا مُنع عَنِ الضِّراب وَمَا لَهُ هَمٌّ وَلَا سَدَمٌ إِلَّا ذَاكَ. والسَّدَمُ: الحِرْصُ. والسَّدَمُ: اللَّهَجُ بِالشَّيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّه وسَدَمَهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ

؛ السَّدَمُ: الْوَلُوعُ بِالشَّيْءِ واللَّهَجُ بِهِ. وفحل سَدَمٌ وسَدِمٌ مَسْدوم ومُسَدَّمٌ: هَائِجٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُرْسَلُ فِي الإِبل فَيَهْدِرُ بَيْنَهَا، فإِذا ضَبَعَتْ أُخْرِجَ عَنْهَا اسْتِهْجَانًا لنَسْله، وَقِيلَ: المَسْدُومُ والمُسَدَّمُ المَمْنوع مِنَ الضِّرَابِ بأَيّ وَجْهٍ كَانَ. والمُسَدَّمُ: مِنْ فَحَوْلِ الإِبل. والسَّدِمُ: الَّذِي يُرْغَبُ عَنْ فِحْلَتِهِ فَيُحَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُلّافهِ ويُقَيَّدُ إِذا هَاجَ، فَيَرْعَى حوالَي الدَّارِ، وإِن صَالَ جُعِلَ لَهُ حِجامٌ يَمْنَعُهُ عَنْ فَتْحِ فَمِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ:

قَطَعْتَ الدَّهْرَ، كالسَّدِمِ المُعَنَّى،

تُهَدِّرُ، فِي دِمَشْقَ، وَمَا تَريمُ

وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

وكلُّ رَباعٍ، أَو سَديسٍ مُسَدَّمٍ

يَمُدُّ بِذِفْرى حُرَّةٍ وجِرانِ

وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا دَبِرَ ظَهْرُهُ فأُعْفِيَ مِنَ القَتَبِ حَتَّى صَلُحَ دَبَرُهُ مُسَدَّمٌ أَيضاً؛ وإِياه عَنَى الكُمَيْتُ بِقَوْلِهِ:

قَدْ أَصْبَحَتْ بِكَ أَحْفاضِي مُسَدَّمَةً،

زُهْراً بِلَا دَبَرٍ فِيهَا، وَلَا نَقَبِ

أَي أَرَحْتَها مِنَ التَّعَبِ فابْيَضَّتْ ظُهُورُهَا ودَبَرُها وَصَلُحَتْ. والأَحْفاضُ: جَمْعُ حَفَضٍ وَهُوَ الْبَعِيرُ الَّذِي يَحْمَلُ عَلَيْهِ خُرْثِيُّ الْمَتَاعِ وسَقَطُه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: بَعِيرٌ سَدِمٌ وعاشِق سَدِمٌ إِذا كَانَ شَدِيدَ الْعِشْقِ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الهَرِمَةِ: سَدِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسادَّةٌ وكافَّةٌ. الجوهري: والسَّدِمُ الفحل القِطْيَمُّ الهائج؛ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: كالسَّدِم المُعَنَّى؛ وَرَجُلٌ سَدِمٌ أَي مُغْتاظ. وفَنِيقٌ مُسَدَّمٌ: جَعَلَ عَلَى فَمِهِ الكِعامُ. والسَّديمُ: الضَّبابُ الرَّقِيقُ؛ قَالَ:

وَقَدْ حالَ رُكْنٌ مِنْ أُحامِرَ دونَهُ،

كأَنَّ ذُراهُ جُلِّلَتْ بسَديمٍ

وسَدَمَ البابَ: ردَّه «1» ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَدْ سَطَمْتُ الْبَابَ وسَدَمْتُهُ إِذا رَدَدْتُهُ، فَهُوَ مَسْطومٌ ومَسْدومٌ. وَمَاءٌ سَدَمٌ «2» وسَدِمٌ وسُدُمٌ وسُدُومٌ وسَدومٌ: مُنْدَفِقٌ، وَالْجَمْعُ أَسْدام وسِدام، وَقَدْ قِيلَ: الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. ومُسَدَّمٌ: كسَدِمٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وكائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفازَةٍ

إِليك، وَمِنْ أَحْواضِ مَاءٍ مُسَدَّمِ

وَقَوْلُهُ:

ورَّاد أَسْمالِ المِياهِ السُّدْمِ،

فِي أُخْرَيَاتِ الغَبَشِ المِغَمِ

(1). قوله [وسدم الباب رده] هكذا في الأَصل والمحكم، والذي في التهذيب والتكملة والقاموس: ردمه، وصوب شارحه ما في المحكم

(2)

. قوله [وماء سدم إِلخ] هذه عبارة المحكم، وليس فيها الرابع وهو سدوم بالضم بل هو في الأَصل فقط مضبوط بهذا الضبط، وقد ذكره شارح القاموس أَيضاً في المستدركات وضبطه بالضم

ص: 284

يَكُونُ جَمْعُ سَدُومٍ كَرَسُول ورُسْل، والأَصل فِيهِ التَّثْقِيلُ. ورَكِيَّةٌ سُدْمٌ وسُدُمٌ مِثْلَ عُسْرٍ وعُسُرٍ إِذا ادَّفَنَتْ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:

يَشْرَبْنَ مِنْ ماوانَ مَاءً مُرّا،

وَمِنْ سَنامٍ مثْلَهُ، أَو شَرّا،

سُدْمَ المَساقي المُرْخِيات صُفْرا

قَالَ: وَمِثْلُهُ فِي السُّدْمِ مَا أَنشده الْفَرَّاءُ:

إِذا مَا المِياهُ السُّدْمُ آضَتْ كأَنها،

مِنَ الأَجْنِ، حِنَّاءٌ مَعاً وصَبِيبُ

وَقَالَ الأَخطل:

حَبَسُوا المَطِيَّ عَلَى قليلٍ عَهْدُهُ

طامٍ يَعِينُ، وَغَائِرٍ مَسْدُوم

والسَّدِيمُ: التَّعَب. والسَّدِيم: السَّدر. والسَّديمُ: الْمَاءُ المُنْدِفق. والسَّديمُ: الْكَثِيرُ الذِّكْرِ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

لَا يَذْكرون اللَّهَ إِلَّا سَدْما

قَالَ اللَّيْثُ: مَاءٌ سُدُمٌ وَهُوَ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الأَقْمِشَة والجَوْلانُ حَتَّى يَكَادَ يَنْدَفِنُ، وَقَدْ سَدَمَ يَسْدُمُ. وَيُقَالُ: مَنْهَلٌ سَدُوم فِي مَوْضِعٍ سُدُمٍ؛ وأَنشد:

ومَنْهَلًا ورَدْته سَدُوما

وسَدُومُ، بِفَتْحِ السِّينِ: مَدِينَةٌ بحِمْص، وَيُقَالُ لِقَاضِيهَا: قَاضِي سَدُومَ، وَيُقَالُ: هِيَ مَدِينَةٌ مِنْ مَدَائِنِ قَوْمِ لُوطٍ كَانَ قَاضِيهَا يُقَالُ لَهُ سَدُوم؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

كَذَلِكَ قَومُ لوطٍ حِينَ أَمْسَوْا

كعَصْفٍ، فِي سَدُومِهِمُ، رَميمِ

الأَزهري: قَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ المُزال والمُفْسَد إِنما هُوَ سَذُوم، بالذال المعجمة، قال: وَالدَّالُ خطأٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا عِنْدِي هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنه سَذُوم، بالذال المعجمة، قال وَالْمَشْهُورُ بِالدَّالِ؛ قَالَ: وَكَذَا روي بيت عمرو ابن دَرَّاكٍ الْعَبْدِيِّ:

وإِني، إِنْ قَطَعْتُ حِبال قَيْسٍ،

وخالَفْتُ المُرُونَ عَلَى تَميمِ

«1» ، لأَعْظَمُ فَجْرَةً مِنْ أَبِي رِغالٍ،

وأَجْوَرُ فِي الحُكومة مِنْ سَدُومِ

قَالَ: وَهَذَا يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن تَحْذِفَ مُضَافًا تَقْدِيرُهُ مِنْ أَهل سَدُوم، وَهُمْ قَوْمُ لُوطٍ فِيهِمْ مَدِينَتَانِ وَهُمَا سَدُوم وعاموراءُ أَهلكهما اللَّهُ فِيمَا أَهلكه، وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن يَكُونَ سَدُوم اسْمُ رَجُلٍ، قَالَ: وَكَذَا نَقَلَ أَهل الأَخبار، قَالُوا: كَانَ سَدُوم مَلِكاً فَسُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ بِاسْمِهِ، وَكَانَ مِنْ أَجور الْمُلُوكِ؛ وأَنشد ابْنُ حَمْزَةَ بَيْتَيْ عَمْرِو بْنِ درّاكٍ وَالْبَيْتُ الثَّانِي:

لأَخْسَرُ صَفْقَةً مِنْ شيخٍ مَهْوٍ،

وأَجْوَرُ فِي الحُكومة مِنْ سَدُومِ

وَنَسَبَهُمَا إِلى ابْنِ دَارَةَ، قَالَهُمَا فِي وَقْعَةِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو القم «2» .

سذم: الأَزهري: أُهملت السِّينُ مَعَ التَّاءِ وَالذَّالِ وَالظَّاءِ فَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهَا شَيْءٌ فِي مُصاص كَلَامِ الْعَرَبِ، وأَما قَوْلُهُمْ: هَذَا قَضَاءُ سَذُوم، بالذال، فَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ إِنه أَعجمي، وَكَذَلِكَ البُسَّذُ لِهَذَا الْجَوْهَرِ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، وَكَذَلِكَ السَّبَذَةُ فارسي.

(1). قوله [وخالفت المرون] هكذا هو بالأَصل

(2)

. قوله [عمرو القم] هكذا هو بالأصل

ص: 285

سرم: رَوَى الأَزهري

عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه سَمِعَ أَعرابيّاً يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي ضِرْساً طَحوناً ومَعِدَةً هَضُوماً وسُرْماً نَثُوراً

؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السُّرْمُ أُمُّ سُوَيْدٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّرْمُ بَاطِنُ طَرَفِ الخَوْرانِ. الْجَوْهَرِيُّ: السُّرْمُ مَخْرَجُ الثُّفْل وَهُوَ طرَف المِعى الْمُسْتَقِيمِ، كَلِمَةٌ مولَّدة، وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: لَا يَذْهَبُ أَمر هَذِهِ الأُمة إِلا عَلَى رَجُلٍ وَاسِعِ السُّرْم ضَخْمُ البُلعُومِ

؛ السُرْمُ: الدُبرُ، والبُلعُومُ: الْحَلْقُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ رَجُلًا عَظِيمًا شَدِيدًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ إِذا اسْتَعْظَمُوا الأَمر وَاسْتَصْغَرُوا فَاعِلَهُ: إِنما يَفْعَلُ هَذَا مِنْ هُوَ أَوسَعُ سُرْماً مِنْكَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ أَنه كَثِيرُ التَّبْذير والإِسراف فِي الأَموال وَالدِّمَاءِ، فَوَصَفَهُ بِسِعَةِ المَدْخل والمَخْرج. ابْنُ سِيدَهْ: السُّرْمُ حَرْفُ الخَوران، وَالْجَمْعُ أَسْرامٌ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيّ:

فِي عَطَنٍ أَكْرَسَ مِنْ أَسْرامِها

وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ذَوَاتَ البَراثِنِ مِنَ السِّبَاعِ. ابْنُ الأَعرابي: السَّرَمُ وَجَعُ العَوَّاء وَهُوَ الدُّبُرُ. وَجَاءَتِ الإِبل مُتَسَرِّمَةً أَي مُتَقَطِّعَةً. وغُرَّةٌ مُتَسَرِّمَةٌ: غَلُظَتْ مِنْ مَوْضِعٍ ودَقَّتْ من آخر. والسُّرْمانُ: ضَرْبٌ مِنَ الزَّنَابِيرِ أَصفر وأَسود ومُجَزَّعٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: صُفْرٌ، وَمِنْهَا مَا هُوَ مُجَزَّعٌ بِحُمْرَةٍ وَصُفْرَةٍ وَهُوَ مِنْ أَخبثها، وَمِنْهَا سُودٌ عِظام، وَقِيلَ: السِّرْمانُ الْعَظِيمُ مِنَ اليَعاسِيب، وَالضَّمُّ لُغَةٌ. والسِّرْمان: دُوَيْبَّة كالحَجَل. اللَّيْثُ: السَّرْمُ ضَرْبٌ مِنْ زَجْرِ الْكِلَابِ، يُقَالُ: سَرْماً سَرْماً إِذا هيجته.

سرجم: السَّرْجَمُ: الطَّوِيلُ مِثْلُ السَّلْجَمِ.

سرطم: السَّرْطَمُ: الطويل؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ:

كربَاعٍ لاحَهُ تَعْداؤه،

سَبِطٍ أَكْرُعُهُ، فِيهِ طَرَقْ،

أَصْمَعِ الكَعْبَيْنِ، مَهْضومِ الحَشى،

سَرْطَمِ اللَّحْيَيْنِ، مَعّاجٍ تَئِقْ

وَرَجُلٌ سرْطَمٌ وسُرْطوم وسُراطِمٌ: طَوِيلٌ. والسَّرْطَمُ: الْبُلْعُومُ لِسِعَتِهِ. والسَّرْطَم والسِّرْطِمُ: الْوَاسِعُ الْحَلْقِ السَّرِيعُ البَلْعِ، وَقِيلَ: الْكَثِيرُ الِابْتِلَاعِ مَعَ جِسْمٍ وخَلْقٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَبْتَلِعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ الْخَلِيلِ. والسِّرْطِمُ: البَيِّنُ الأَقوال مِنَ الرِّجَالِ فِي كَلَامِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَبْتَلِعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سَرْطٍ لأَن بَعْضَهُمْ يجعل الميم زائدة.

سسم: السَّاسَمُ، بِالْفَتْحِ: شَجَرٌ أَسود.

وَفِي وَصِيَّتِهِ لِعَيَّاشِ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: والأَسود البَهِيم كأَنه مِنْ ساسَمٍ

؛ قِيلَ: هُوَ شَجَرٌ أَسود، وقيل: هو الآبَنُوس. قال أَبو حَاتِمٍ: والساسَمُ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ السهامُ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ:

إِذا شَاءَ طالَعَ مَسْجُورَةً،

تَرى حَوْلَها النَّبْعَ والسَّاسَما

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ وَهُوَ مِنَ العُتُق الَّتِي يُتَّخَذُ مِنْهَا القِسِيُّ، قَالَ: وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنه الْآبَنُوسُ، وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ الشِّيزُ، قال: وَلَيْسَ وَاحِدٌ مِنْ هَذَيْنِ يَصْلُحُ للقِسِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: السَّاسَمُ شَجَرَةٌ تُسَوَّى مِنْهَا الشِّيزى؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ناهَبْتها القومَ عَلَى صُنْتُعٍ

أَجْرَبَ، كالقِدْح من السَّاسَم

ص: 286

سطم: سَطَمَ البابَ: رَدَّهُ كَسَدَمَهُ. والسَّطْم والسِّطامُ: حَدّ السَّيْفِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

الْعَرَبُ سِطامُ الناس

أَي هُمْ فِي شَوْكَتِهِمْ وحِدَّتهم كَالْحَدِّ مِنَ السَّيْفِ. وسُطُمَّةُ الْبَحْرِ والحسَب وأُسْطُمَّتُهُ وأُسْطُمهُ: وَسَطُهُ وَمُجْتَمَعُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وصَلْتُ مِنْ حَنْظَلةَ الأُسْطُمَّا «3»

. وَرُوِيَ الأُصْطُمَّا، بِالصَّادِّ، بِمَعْنَاهُ، وَالْجَمْعُ الأَساطِمُ، والأُطْسُمَّةُ مِثْلُهُ، عَلَى الْقَلْبِ، قَالَ: وَتَمِيمٌ تَقُولُ أَساتِم، تُعَاقِبُ بَيْنَ الطَّاءِ وَالتَّاءِ فِيهِ. والأُسْطُمُّ: مُجْتَمَعُ الْبَحْرِ. وأُسْطُمَّةُ كُلِّ شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ. وَهُوَ فِي أُسْطُمَّةِ قَوْمِهِ أَي فِي سِرِّهم وَخِيَارِهِمْ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَقِيلَ: فِي وَسَطِهِمْ وأَشرافهم، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ إِذا كَانَ وَسَطًا فِيهِمْ مُصاصاً. والإِسطامُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: من قضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخيه فَلَا يأْخُذَنَّه فإِنما أَقْطَعُ لَهُ سِطاماً مِنَ النَّارِ

أَي قِطْعَةٌ مِنْهَا، وَيُرْوَى

إِسْطاماً

، وَهُمَا الْحَدِيدَةُ الَّتِي تُحَرَّكُ بِهَا النَّارُ وتُسْعَرُ أَي أَقطع لَهُ مَا يُسْعِرُ بِهِ النارَ عَلَى نَفْسِهِ ويُشْعِلُها، أَو أَقْطعُ لَهُ نَارًا مُسَعَّرَة، وَتَقْدِيرُهُ: ذَاتُ إِسْطامٍ؛ قَالَ الأَزهري: مَا أَدْري أَعَجَمِيَّةٌ هِيَ أَم أَعجمية عُرّبَتْ «4» ، وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي تُحْرَثُ بِهَا النَّارُ سِطامٌ وإِسْطامٌ إِذا فُطِح طَرَفُهَا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِسَدَادِ القِنِّينَة العِذامُ «5» . والسِّطامُ والعِفاصُ والصِّمادُ والصِّبار. ابْنُ الأَعرابي: السُّطُمُ الأُصول. وَيُقَالُ للدَّرَوَنْد: سِطام. وَقَدْ سَطَمْتُ الْبَابَ وسَدَمْتُه إِذا رَدَدْتُهُ، فَهُوَ مَسْطوم ومَسْدُوم.

سعم: السَّعْمُ: سُرْعَةُ السَّيْرِ وَالتَّمَادِي فِيهِ. سَعَمَ يَسْعَمُ سَعْماً: أَسرع فِي سَيْرِهِ وتَمادَى؛ قَالَ:

قلتُ، ولمَّا أَدْرِ ما أَسْماوُهُ:

سَعْمُ المَهارَى والسُّرى دَواوُهُ «6»

. وَنَاقَةٌ سَعُومٌ؛ وَقَالَ:

يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً سَعُوما

قَوْلُهُ نَظَّاريَّة إِبل مَنْسُوبَةٌ إِلى بَنِي النَّظَّارِ قَوْمٌ مِنْ عُكلٍ، وَقِيلَ: السَّعْمُ ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

غَيَّرَ خِلّيك الإِداوَى والنَّجَمْ،

وطولُ تَخْوِيدِ المَطيّ والسَّعَمْ

حَرَّك الْعَيْنَ مِنَ السَّعْمِ لِلضَّرُورَةِ، وَكَذَلِكَ فِي النَّجْمِ، وَرَوَاهُ الْمَازِنِيُّ والنَّجُمْ عَلَى النَّقْلِ لِلْوَقْفِ، وَرَوَاهُ قَوْمٌ النُّجُمْ عَلَى أَنه جَمْعُ نَجْم كَسَحْلٍ وسُحُلٍ، وقرأَ بَعْضُهُمْ:

وبالنُّجُمِ هُمْ يَهْتدون

، وَهِيَ قِرَاءَةٌ شَاذَّةٌ هَذَا رَجُلٌ مُسَافِرٌ مَعَهُ إِداوَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَهُوَ يَنْظُرُ كَمْ بَقِيَ مَعَهُ مِنَ الْمَاءِ وَيَنْظُرُ إِلى النَّجْم لِئَلَّا يَضِلَّ. وَنَاقَةٌ سَعُوم: بَاقِيَةٌ عَلَى السِّيَرِ، وَالْجَمْعُ سُعُمٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ هَذَا قَوْلُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيِّ:

وهُنَّ، مَا لَمْ يَخْفِضِ السِّياطا،

يَسْعَمْنَ سَعْماً يَتْرُكُ الْآبَاطَا

تَزْدادُ مِنْهُ الغُضُنُ انْبِساطا

(3). قوله [وصلت من حنظلة] كذا في الجوهري، وتقدم في مادة وس ط: وسطت من حنظلة

(4)

. قوله [أَعجمية هِيَ أَم أَعجمية عربت] هكذا هو بالأصل والنهاية، والذي في نسخة التهذيب التي بأَيدينا: أَعربية محضة أَو معربة

(5)

. قوله [العذام] كذا هو في الأَصل والتهذيب

(6)

. قوله [أَسماوه] كذا هو بالأصل والمحكم بواو غير مهموزة فيه وفي قوله دواوه

ص: 287

يريد الغُضُون. وسَعَمَه وسَعَّمَه: غذاه. وسَعَّمَ إِبله: أَرعاها. والمُسَعَّمُ: الحَسَنُ الغِذاء، وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَةُ لغة.

سعرم: رَجُلٌ سُعارِمُ اللِّحْيَةِ: ضخمها.

سغم: سَغَمَ الرجلَ يَسْغَمُه سَغْماً: أَوصل إِلى قَلْبِهِ الأَذى وَبَالَغَ فِي أَذاه. وسَغَّمَ الرجلَ: أَحسن غِذَاءَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: سَغَّمْتُ الطينَ مَاءً والطعامَ دُهْناً رَوَّيته وَبَالَغْتُ فِي ذَلِكَ؛ الْمُحْكَمِ: وَكَذَلِكَ سَغَّم الزرعَ بِالْمَاءِ والمصباحَ بِالزَّيْتِ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ:

تَسْمَعُ الرَّعْدَ فِي المُخِيلةِ مِنْهَا،

مِثْلَ هَزْمِ القُرُومِ فِي الأَشْوالِ

وتَرَى البَرْقَ عارِضاً مُسْتَطِيلًا،

مَرَجَ البُلْقِ جُلْنَ فِي الأَجْلالِ

أَو مَصابيح راهبٍ فِي يَفاعٍ،

سَغَّمَ الزيتَ، ساطعاتِ الذُّبالِ

أَراد: سَغَّمَ بِالزَّيْتِ، فَحَذَفَ الجارَّ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عدَّاها إِلى مَفْعُولَيْنِ حَيْثُ كَانَ فِي مَعْنَى سَقَّاها، وسَغَّمَ الرجلُ إِبله: أَطعَمَها وجَرَّعها. وسَغَّمَ فَصِيلَهُ إِذا سَمَّنه. والمُسَغَّمُ: الحسَنُ الْغِذَاءِ مِثْلَ المُخَرْفَج. وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ الْمُمْتَلِئِ البَدَنِ نَعْمَةً: مُفَنَّقٌ ومُفَتَّقٌ ومُسَغَّمٌ ومُثَدَّنٌ. اللَّيْثُ: فُلَانٌ يُسَغِّمُ فُلَانًا؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:

وَيْلٌ لَهُ، إِن لَمْ تُصِبْه سِلْتِمُهْ

مِنْ جُرَعِ الغَيْظ الَّذِي تُسَغِّمُهْ

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُسَغِّمُهُ يُرَبِّيه. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ الأَلفاظ: يُقَالُ رَغْماً لَهُ دَغْماً سَغْماً، قَالَ: كُلُّهُ تَوْكِيدٌ للرغْم، بِغَيْرِ واوٍ جَاءَ بِهِ، وَقَالَ فِي هَذَا الْكِتَابِ: التَّعْسُ أَن يخِرَّ عَلَى وَجْهِهِ والنَّكْس أَن يخِرَّ عَلَى رأْسه، والتَّعْسُ الْهَلَاكُ، وَيُقَالُ: تَعِس وانْتَكَسَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رغْماً له ودَغْماً وسَغْماً، بِالْوَاوِ. وفَعَل ذَلِكَ عَلَى رَغْمِهِ وسَغْمِه. وسَغَمَ الرجلُ جَارَيْتَهُ: جَامَعَهَا. والسَّغْمُ: كأَنه رَجُلٌ لَا يُحِبُّ أَن يُنْزلَ فِي المرأَة فيُدْخله الإِدْخالَة ثم يُخْرِجه.

سفم: سَيْفَمٌ: اسْمُ بَلَدٍ «1»

ولد.

سقم: السَّقامُ والسُّقْمُ والسَّقَمُ: المَرَض، لُغَاتٌ مِثْلَ حُزْنٍ وحَزَنٍ، وَقَدْ سَقِمَ وسَقُمَ سُقْماً وسَقَماً وسَقاماً وسَقامَةً يَسْقُمُ، فَهُوَ سَقِم وسَقِيمٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْجَمْعُ سِقامٌ جاؤوا بِهِ عَلَى فِعالٍ، يَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ إِلى الإِشعار بأَنه كُسِّر تَكْسِيرَ فاعِلٍ، وأَسْقَمَهُ الدَّاءُ. وَقَالَ إِبراهيم، عليه السلام، فِيمَا قصَّهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: إِنِّي سَقِيمٌ

؛ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: مَعْنَاهُ إِني طَعِينٌ أَي أَصابه الطَّاعُونُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِني سأَسْقُمُ فِيمَا أَستقبل إِذا حَانَ الأَجلُ، وَهَذَا مِنْ مَعَارِضِ الْكَلَامِ، كَمَا قَالَ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ؛ الْمَعْنَى إِنك سَتَمُوت وإِنهم سَيَمُوتُونَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ إِنه اسْتَدَلَّ بِالنَّظَرِ فِي النُّجُومِ عَلَى وَقْتِ حمَّى كَانَتْ تأْتيه، وَكَانَ زَمَانُهُ زَمَانَ نُجومٍ، فَلِذَلِكَ نُظِرَ فِيهَا، وَقِيلَ إِن مَلِكَهُمْ أَرسل إِليه أَن غَداً عِيدُنا فاخْرُجْ مَعَنَا، فأَراد التَّخَلُّف عَنْهُمْ، فَنَظَرَ إِلى نَجْمٍ فَقَالَ: إِن هَذَا النَّجْمَ لَمْ يَطْلُعْ قَطُّ إِلا أَسْقُمُ، وَقِيلَ: قال أَراد إِنِّي سَقِيمٌ

بِمَا أَرى مِنْ عِبَادَتِكُمْ غَيْرَ اللَّهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالصَّحِيحُ أَنها إِحدى كَذَباتِهِ الثَّلَاثِ، وَالثَّانِيَةُ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ، وَالثَّالِثَةُ عَنْ زَوْجَتِهِ سارةَ إِنها أُخْتِي، وكلُّها كانت

(1). كذا بياض بالأصل

ص: 288

فِي ذَاتِ اللَّهِ ومُكابَدَةً عن دينه، صلى الله عليه وسلم. والمِسقام: كالسَّقِيمِ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ السُّقْم، والأُنثى مِسْقام أَيضاً؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَسْقَمَه الله وسَقَّمَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

هامَ الفُؤادُ بِذكْراها وخامرَها،

مِنْهَا عَلَى عُدَواء الدَّارِ، تَسْقِيمُ

وأَسْقَمَ الرجُلُ: سَقِمَ أَهْلُه. والسَّقامُ وسَقامٌ: وادٍ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ:

أَمْسى سَقامٌ خَلاءً لَا أَنيسَ بِهِ

إِلا السِّباعُ، ومَرُّ الرِّيحِ بالغُرَفِ

وَيُرْوَى: إِلا الثُّمامُ، وأَبو عَمْرٍو يَرْفَعُ إِلا الثمامُ، وَغَيْرُهُ يَنْصِبُهُ. والسَّوْقَمُ: شَجَرٌ يُشَبِّهُ الخِلافَ وَلَيْسَ بِهِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّوْقَمُ شَجَرٌ عِظَامٌ مِثْلُ الأَثأَبِ سَوَاءً، غَيْرَ أَنه أَطول طُولًا مِنَ الأَثْأَبِ وأَقل عَرْضًا مِنْهُ، وَلَهُ ثَمَرَةٌ مِثْلَ التِّينِ، وإِذا كَانَ أَخضر فإِنما هُوَ حَجَرٌ صَلابةً، فإِذا أَدرك اصْفَرَّ شَيْئًا ولانَ وحَلا حَلاوَةً شَدِيدَةً، وَهُوَ طَيِّبُ الرِّيحِ يُتَهادى.

سكم: السَّكْمُ: تَقارُبُ الخَطْو فِي ضَعْفٍ، سَكَمَ يَسْكُمُ سَكْماً. وسَيْكِمُ: اسْمُ امرأَة مِنْهُ. التَّهْذِيبِ: ابْنُ دُرَيْدٍ السَّكْمُ فِعْلٌ مُماتٌ. والسَّيْكَمُ: الَّذِي يُقَارِبُ خَطْوُهُ فِي ضعف.

سلم: السَّلامُ والسَّلامَةُ: الْبَرَاءَةُ. وتَسَلَّمَ مِنْهُ: تَبَرَّأَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّلامة الْعَافِيَةُ، والسَّلامةُ شَجَرَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً

، مَعْنَاهُ تَسَلُّماً وَبَرَاءَةً لَا خَيْرَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ولا شر، وليس على السَّلام المُسْتَعْمَل فِي التحيَّة لأَن الْآيَةَ مَكِّيَّةٌ وَلَمْ يُؤْمَرِ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ أَن يُسَلِّمُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ، هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَزَعَمَ أَن أَبا رَبِيعَةَ كَانَ يَقُولُ: إِذا لقيتَ فُلَانًا فَقُلْ سَلاماً أَي تَسَلُّماً، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ سَلامٌ أَي أَمري وأَمرك المبارأَة والمُتاركة. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: قالُوا سَلاماً أَي قَالُوا قَوْلًا يتسَلّمون فِيهِ لَيْسَ فِيهِ تَعدٍّ وَلَا مَأْثم، وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُحَيُّونَ بأَن يَقُولَ أَحدهم لِصَاحِبِهِ أَنْعِمْ صَبَاحًا، وأَبَيْتَ اللَّعْنَ، وَيَقُولُونَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ، فكأَنه عَلَامَةُ المُسالَمَةِ وأَنه لَا حَرْب هُنَالِكَ، ثُمَّ جَاءَ اللَّه بالإِسلام فَقَصَرُوا عَلَى السَّلَامِ وأَمروا بإِفْشائِهِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: نَتَسَلَّمُ مِنْكُمْ سَلَامًا وَلَا نُجاهلكم، وَقِيلَ: قالُوا سَلاماً أَي سَداداً مِنَ الْقَوْلِ وقَصْداً لَا لَغْو فِيهِ. وَقَوْلُهُ: قالُوا سَلاماً

، قَالَ: أَي سَلِّمُوا سَلاماً، وَقَالَ: سَلامٌ أَي أَمري سَلامٌ لَا أُريد غَيْرَ السَّلامَةِ، وَقُرِئَتِ الأَخيرة:

قَالَ سِلْمٌ

، قَالَ الْفَرَّاءُ: وسِلْمٌ وسَلامٌ وَاحِدٌ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الأَول مَنْصُوبٌ عَلَى سَلِّموا سَلاماً، وَالثَّانِي مَرْفُوعٌ عَلَى مَعْنَى أَمْري سَلامٌ. وَقَوْلُهُ عز وجل: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ

، أَي لَا دَاءَ فِيهَا وَلَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَن يَصْنَعَ فِيهَا شَيْئًا وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّلامُ جَمْعُ سَلامة. والسَّلامُ: التَّحِيَّةُ، قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ السلامُ والسَّلامَةُ لُغَتَيْنِ كاللَّذَاذِ واللَّذاذَةِ، وأَنشد:

تُحَيِّي بالسَّلامَةِ أُمُّ بَكْرِ،

وهَلْ لَكِ بَعْدَ قَومِكِ مِنْ سَلامِ؟

قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّلامُ جَمع سَلامَةٍ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السَّلامُ وَالتَّحِيَّةُ مَعْنَاهُمَا

ص: 289

وَاحِدٌ، وَمَعْنَاهُمَا السَّلامَةُ مِنْ جَمِيعِ الْآفَاتِ. الْجَوْهَرِيُّ: والسِّلْمُ، بِالْكَسْرِ، السَّلامُ، وَقَالَ:

وقَفْنا فَقُلْنا: إِيه سِلْمٌ! فَسَلَّمَتْ،

فَمَا كَانَ إِلَّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي رَوَاهُ القَنانيّ:

فَقُلْنَا: السَّلام، فاتَّقَتْ مِنْ أَسيرِها،

وَمَا كَانَ إِلَّا وَمْؤها بالحَواجِبِ

وَفِي حَدِيثِ التَّسْلِيم:

قُلِ السَّلامُ عَلَيْكَ فإِن عَلَيْكَ السَّلامُ تحيَّة المَوْتَى

، قَالَ: هَذِهِ إِشارة إِلى مَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُمْ فِي المَراثي، كَانُوا يُقَدِّمُونَ ضَمِيرَ الْمَيِّتِ عَلَى الدُّعَاءِ لَهُ كَقَوْلِهِ:

عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ أَميرٍ، وبارَكَتْ

يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الأَدِيمِ المُمَزَّقِ

وَكَقَوْلِ الْآخَرِ:

عَلَيْكَ سَلامُ اللَّهِ، قَيْسَ بْنَ عاصمٍ،

ورَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَن يَتَرَحَّما

قَالَ: وإِنما فَعَلُوا ذَلِكَ لأَن المُسَلِّمَ عَلَى الْقَوْمِ يَتَوَقَّعُ الْجَوَابَ وأَن يُقَالَ لَهُ عَلَيْكَ السَّلام، فَلَمَّا كَانَ الْمَيِّتُ لَا يُتَوَقَّعُ مِنْهُ جَوَابٌ جَعَلُوا السَّلَامَ عَلَيْهِ كَالْجَوَابِ، وَقِيلَ: أَراد بالمَوْتَى كفَّار الْجَاهِلِيَّةِ، وَهَذَا فِي الدُّعَاءِ بِالْخَيْرِ وَالْمَدْحِ، وأَما الشَّرُّ والذَّم فَيُقَدَّمُ الضَّمِيرُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي، وَكَقَوْلِهِ: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ*. والسُّنَّة لَا تَخْتَلِفُ فِي تَحِيَّةِ الأَموات والأَحيْاء، وَيَشْهَدُ لَهُ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ:

أَنه كَانَ إِذا دَخَلَ الْقُبُورَ قَالَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ دارَ قَومٍ مُؤْمِنِينَ.

والتَّسْلِيمُ: مُشْتَقٌّ مِنَ السَّلام اسْمِ اللَّه تَعَالَى لِسَلَامَتِهِ مِنَ الْعَيْبِ وَالنَّقْصِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن اللَّه مُطَّلِعٌ عَلَيْكُمْ فَلَا تَغْفُلوا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اسْمُ السَّلامِ عليكَ، إِذ كَانَ اسْمُ اللَّه تَعَالَى يُذْكَرُ عَلَى الأَعمال تَوَقُّعاً لِاجْتِمَاعِ مَعَانِي الْخَيِّرَاتِ فِيهِ، وَانْتِفَاءِ عَوارض الْفَسَادِ عَنْهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سَلِمْتَ مِنِّي فَاجْعَلْنِي أَسْلَمُ مِنْكَ مِنَ السَّلامة بِمَعْنَى السَّلام. وَيُقَالُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، وسَلامٌ عَلَيْكُمْ، وسَلامٌ، بِحَذْفِ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ يَرِدْ فِي الْقُرْآنِ غَالِبًا إِلَّا مُنَكَّراً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ

، فأَمَّا فِي تَشَهُّدِ الصَّلَاةِ فَيُقَالُ فِيهِ مُعَرَّفاً ومُنَكَّراً، وَالظَّاهِرُ الأَكثر مِنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَنه اخْتَارَ التَّنْكِيرَ، قَالَ: وأَما فِي السَّلام الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ فَرَوَى الربيعُ عَنْهُ أَنه قَالَ:

لَا يَكْفِيهِ إِلَّا مُعَرَّفاً

، فإِنه قَالَ:

أَقَلُّ مَا يَكْفِيهِ أَن يَقُولَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ

، فإِن نَقَصَ مِنْ هَذَا حَرْفًا عَادَ فسَلَّمَ، وَوَجْهُهُ أَن يَكُونَ أَراد بالسَّلام اسْمَ اللَّه، فَلَمْ يَجُزْ حَذْفُ الأَلف وَاللَّامِ مِنْهُ، وَكَانُوا يَسْتَحْسِنُونَ أَن يَقُولُوا فِي الأَوّل سلامٌ عَلَيْكُمْ وَفِي الآخِر السَّلام عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُ الأَلف وَاللَّامُ للعَهْدِ، يَعْنِي السَّلام الأَول. وَفِي حَدِيثِ

عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ: كَانَ يُسَلَّمُ عليَّ حَتَّى اكْتَوَيْتُ

، يَعْنِي أَن الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَلَمَّا اكْتَوَى بِسَبَبِ مَرَضِهِ تَرَكُوا السَّلامَ عَلَيْهِ، لأَن الكَيَّ يَقْدَحُ فِي التَّوَكُّلِ والتَّسْلِيمِ إِلى اللَّه وَالصَّبْرِ عَلَى مَا يُبْتَلى بِهِ العبدُ وطلبِ الشِّفَاءِ مِنْ عِنْدِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ قَادِحًا فِي جَوَازِ الكَيِّ، وَلَكِنَّهُ قَادِحٌ فِي التَّوَكُّلِ، وَهِيَ دَرَجَةٌ عَالِيَةٌ وَرَاءَ مُبَاشَرَةِ الأَسباب. والسَّلامُ: السَّلامةُ. والسَّلامُ: اللَّه عز وجل، اسْمٌ مِنْ أَسمائه لسَلامته مِنَ النَّقْصِ وَالْعَيْبِ وَالْفَنَاءِ، حَكَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه سَلِمَ مِمَّا يَلْحَق الْغَيْرَ مِنْ آفَاتِ الغِيَر وَالْفَنَاءِ، وأَنه الْبَاقِي الدَّائِمُ الَّذِي تَفْنى الْخَلْقُ وَلَا يَفْنى، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

ص: 290

والسَّلامُ فِي الأَصل: السَّلامةُ، يُقَالُ: سَلِمَ يَسْلَمُ سَلاماً وسَلامةً، وَمِنْهُ قِيلٌ لِلْجَنَّةِ: دار السَّلامِ لأَنها دار السَّلامةِ مِنَ الْآفَاتِ. وَرَوَى

يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ أَن أَبا بَكْرٍ قَالَ: السَّلامُ أَمانُ اللَّهِ فِي الأَرض.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ

، قَالَ بَعْضُهُمْ: السَّلامُ هَاهُنَا اللَّه وَدَلِيلُهُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ

، وقال الزَّجَّاجُ: سُمِّيَتْ دارَ السَّلامِ لأَنها دارُ السلامَة الدَّائِمَةِ الَّتِي لَا تنقَطع وَلَا تَفْنى وَهِيَ دَارُ السَّلامةِ مِنَ الْمَوْتِ والهَرَم والأَسْقام، وَقَالَ أَبو إِسحاق: أَي لِلْمُؤْمِنِينَ دَارُ السَّلَامِ، وَقَالَ: دارُ السَّلامِ الجنةُ لأَنها دارُ اللَّه عز وجل فأُضيفت إِليه تَفْخِيمًا لَهَا، كَمَا قِيلَ لِلْخَلِيفَةِ عَبْدُ اللَّه، وَقَدْ سلَّمَ عَلَيْهِ. وَتَقُولُ: سَلِمَ فلانٌ مِنَ الآفات سَلامةً وسَلَّمَه اللَّه مِنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

ثَلَاثَةٌ كلُّهم ضَامِنٌ عَلَى اللَّه أَحَدُهم مَنْ يَدْخُل بيته بسلامٍ

، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد أَن يَلْزَمَ بَيْتَهُ طَالِبًا لِلسَّلَامَةِ مِنَ الفِتَنِ وَرَغْبَةً فِي العُزْلَةِ، وَقِيلَ: أَراد أَنه إِذا دَخَلَ سَلَّمَ، قَالَ: والأَول الْوَجْهُ. وسَلِمَ مِنَ الأَمر سَلامةً: نَجا. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى

، مَعْنَاهُ أَن مَنِ اتَّبَعَ هُدى اللَّه سَلِمَ مِنْ عَذَابِهِ وَسَخَطِهِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه لَيْسَ بسَلامٍ أَنه لَيْسَ ابْتِدَاءً لِقَاءٌ وَخِطَابٌ. والسَّلامُ: الِاسْمُ مِنَ التَّسْليم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ

«2» ، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَن السَّلامَ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ أَربعة أَشياء: فَمِنْهَا سَلَّمْتُ سَلاما مَصْدَرُ سَلَّمْتُ، وَمِنْهَا السَّلامُ جَمْعُ سَلامة، وَمِنْهَا السَّلامُ اسْمٌ مِنْ أَسماء اللَّه تَعَالَى، وَمِنْهَا السلامُ شَجَرٌ، وَمَعْنَى السَّلام الَّذِي هُوَ مَصْدَرُ سَلَّمْتُ أَنه دُعَاءٌ للإِنسان بأَن يَسْلَمَ مِنَ الْآفَاتِ فِي دِينِهِ وَنَفْسِهِ، وتأْويله التَّخْلِيصُ، قَالَ: وتأْويل السَّلام اسْمُ اللَّه أَنه ذُو السَّلامِ الَّذِي يَمْلِكُ السَّلَامَ أَي يُخَلِّصُ مِنَ الْمَكْرُوهِ. ابْنُ الأَعرابي: السَّلام اللَّه، والسَّلامُ السلامةُ، والسَّلامةُ الدُّعَاءُ. ودارُ السَّلَامِ: دَارُ اللَّه عز وجل. والسَّالِمُ فِي العَرُوض: كُلُّ جُزْءٍ يَجُوزُ فِيهِ الزِّحافُ فَيَسْلَمُ مِنْهُ كَسَلامةِ الْجَزْءِ مِنَ القَبْض والكَفِّ وَمَا أَشبهه. وَرَجُلٌ سَلِيمٌ: سَالِمٌ، وَالْجَمْعُ سُلَماءُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

، أَي سَلِيمٍ مِنَ الْكُفْرِ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ عز وجل وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ

: وَقُرِئَ

وَرَجُلًا سالِما لِرَجُلٍ

، فَمَنْ قرأَ

سَالِمًا

فَهُوَ اسْمُ الْفَاعِلِ عَلَى سَلِم فَهُوَ سالِمٌ، وَمَنْ قرأَ

سِلْماً

وسَلْماً

فَهُمَا مَصْدَرَانِ وُصفَ بِهِمَا عَلَى مَعْنَى وَرَجُلًا ذَا سِلمٍ لِرَجُلٍ وَذَا سَلْمٍ لِرَجُلٍ، وَالْمَعْنَى أَن مَنْ وَحَّدَ اللَّه مَثَلُه مَثَلُ السَّالِمِ لِرَجُلٍ لَا يَشْرَكُه فِيهِ غَيْرُهُ، ومَثَلُ الَّذِي أَشرك اللَّه مَثَلُ صَاحِبِ الشُّرَكاء المتشاكِسينَ، والسلامُ: الْبَرَاءَةُ مِنَ العُيوب فِي قَوْلِ أُمَيَّة، وقرىء: وَرَجُلًا سَلَماً، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَعْنِي قَوْلَ أُمية:

سَلامَكَ رَبَّنا فِي كلِّ فَجرٍ

بَرِيئاً مَا تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ

الذُّموم: الْعُيُوبُ أَي مَا تَلْزَقُ بِكَ وَلَا تنتسب إِليك. وسَلَّمَه اللَّه مِنَ الأَمر: وَقَاهُ إِياه. ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ كُنْتُ راعِيَ إِبل فأَسْلَمْتُ عَنْهَا أَي تَرَكْتُهَا. وَكُلُّ صَنِيعَةٍ أَو شَيْءٍ تَرَكْتَهُ وَقَدْ كُنْتَ فِيهِ فَقَدْ أَسْلَمْت عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيت: لَا بِذي تَسْلَمُ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلِلِاثْنَيْنِ: لَا بِذي تَسْلَمانِ، وَلِلْجَمَاعَةِ: لَا بِذِي تَسْلَمُونَ، وَلِلْمُؤَنَّثِ: لَا بِذِي تَسْلَمِينَ، وَلِلْجَمَاعَةِ: لَا بِذي تَسْلَمْن، والتأْويل: لَا واللَّه الَّذِي يُسَلِّمُكَ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا.

(2). الآية

ص: 291

وَيُقَالُ: لَا وسَلامَتِكَ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَيُقَالُ: اذْهَبْ بِذِي تَسْلَمُ يَا فَتَى، وَاذْهَبَا بِذِي تَسْلَمان، أَي اذْهَبْ بسَلامَتِك، قَالَ الأَخفش: وَقَوْلُهُ ذِي مُضَافٍ إِلى تَسْلَمُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الأَعشى:

بآيةِ يُقْدِمونَ الخَيْلَ زُوراً،

كأَنَّ عَلَى سَنابِكِها مُدامَا

أَضافَ آيَةً إِلى يُقْدِمُون، وَهُمَا نَادِرَانِ، لأَنه لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الأَسماء يُضَافُ إِلى الْفِعْلِ غَيْرَ أَسماء الزَّمَانِ كَقَوْلِكَ هَذَا يومَ يُفْعَل أَي يُفْعَل فِيهِ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: لَا أَفعل ذَلِكَ بِذِي تَسْلَمُ، قَالَ: أُضيف فِيهِ ذُو إِلى الْفِعْلِ، وَكَذَلِكَ بِذِي تَسْلَمان وَبِذِي تَسْلَمُون، وَالْمَعْنَى لَا أَفعل ذَلِكَ بِذِي سَلامتك، وَذُو هُنَا الأَمر الَّذِي يُسَلِّمُكَ، وَلَا يُضَافُ ذُو إِلَّا إِلى تَسْلَمُ، كَمَا أَنَّ لَدُنْ لَا تَنْصِبُ إِلا غُدْوَةً. وأَسْلَمَ إِليه الشيءَ: دَفَعَهُ. وأَسلَمَ الرجلَ: خَذَلَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ

، قَالَ: إِنما وَقَعَتْ سَلَامَتُهُمْ مِنْ أَجلك، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصحاب الْيَمِينِ، وَقَدْ بَيَّنَ مَا لأَصحاب الْيَمِينِ فِي أَول السُّورَةِ، وَمَعْنَى فَسَلامٌ لَكَ

أَي أَنك تَرَى فِيهِمْ مَا تُحِبُّ مِنَ السَّلامة وَقَدْ علمتَ مَا أُعدَّ لَهُمْ مِنَ الْجَزَاءِ. والسَّلْمُ: لَدْغُ الْحَيَّةِ. والسلِيمُ: اللَّدِيغُ، فَعيلٌ مِنَ السَّلْمِ، وَالْجَمْعُ سَلْمَى، وَقَدْ قِيلَ: هُوَ مِنَ السَّلامة، وإِنما ذَلِكَ عَلَى التَّفَاؤُلِ لَهُ بِهَا خِلَافًا لِمَا يُحْذَر عَلَيْهِ مِنْهُ، والمَلْدُوغ مَسْلُوم وسَلِيمٌ. وَرَجُلٌ سَلِيم: بِمَعْنَى سالِمٍ، وإِنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَليما لأَنهم تَطَيَّروا مِنَ اللَّدِيغ فَقَلَبُوا الْمَعْنَى، كَمَا قَالُوا للحَبَشِيّ أَبو الْبَيْضَاءِ، وَكَمَا قَالُوا لِلْفَلَاةِ مَفَازَةٌ، تَفَاءَلُوا بِالْفَوْزِ وَهِيَ مَهْلَكة، فَتَفَاءَلُوا لَهُ بِالسَّلَامَةِ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَلِيماً لأَنه مُسْلَمٌ لِمَا بِهِ أَو أُسْلِمَ لِمَا بِهِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ السَّلْمُ اللَّدْغُ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ غُدَدِه وَمَا قَالَهُ غَيْرُهُ. وَقَوْلُ ابْنِ الأَعرابي: سَلِيمٌ بِمَعْنَى مُسْلَمٍ، كَمَا قَالُوا مُنْقَعٌ ونَقِيعٌ ومُوتَمٌ ويَتيم ومُسْخَنٌ وسَخِينٌ، وَقَدْ يُسْتَعَارُ السَّلِيم لِلْجَرِيحِ، أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وطِيرِي بمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنهُ

سَلِيمُ رِماحٍ، لَمْ تَنَلْه الزَّعانِفُ

وَقِيلَ: السَّلِيمُ الجَريحُ المُشْفِي عَلَى الهَلَكة، أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

يَشْكُو، إِذا شُدَّ لَهُ حِزامُهُ،

شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِبَتْ كِلامُهُ

قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ السَّلِيمُ هُنَا اللَّدِيغَ، وسَمَّى مَوْضِعَ نَهْشِ الْحَيَّةِ مِنْهُ كَلْماً، عَلَى الِاسْتِعَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنهم مَرُّوا بِمَاءٍ فِيهِ سَلِيمٌ فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ راقٍ

؟ السَّلِيمُ: اللَّدِيغُ. يُقَالُ: سَلَمَتْه الْحَيَّةُ أَي لَدَغَتْه. والسَّلْمُ والسِّلْمُ: الصُّلْحُ، يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، فأَما قَوْلُ الأَعشى:

أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنفاسَها،

وَقَدْ تُكْرَهُ الحَرْبُ بَعْدَ السَّلِمْ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما هَذَا عَلَى أَنه وقَفَ فأَلْقَى حَرَكَةَ الْمِيمِ عَلَى اللَّامِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَتْبَعَ الكَسْرَ الْكَسْرَ، وَلَا يَكُونُ مِنْ بَابِ إِبِلٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، لأَنه لَمْ يأْت مِنْهُ عِنْدَهُ غَيْرُ إِبلٍ. والسَّلْمُ والسَّلامُ: كالسِّلْمِ، وَقَدْ سالَمَهُ مُسالَمَةً وسِلاماً، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ:

هاجُوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كأَنَّهُمْ،

لَمَّا أُصِيبُوا، أَهْلُ دِينٍ مُحْتَرِ

ص: 292

والسِّلْمُ: المُسَالِمُ. تَقُولُ: أَنا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَني. وَقَوْمٌ سِلْمٌ وسَلْمٌ: مُسالِمونَ، وَكَذَلِكَ امرأَة سِلْمٌ وسَلْمٌ. وتَسالمُوا: تَصَالَحُوا. وَفُلَانٌ كَذَّابٌ لَا تَسايَرُ خَيْلاهُ فَلَا تَسالَمُ خَيْلاهُ أَي لَا يُصَدَّقُ فيُقْبَلُ مِنْهُ، وَالْخَيْلُ إِذا تَسالَمَتْ تَسايَرَتْ لَا يَهيج بعضُها بَعْضًا، وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ مُحارِبٍ:

وَلَا تَسايَرُ خَيْلاهُ، إِذا الْتَقَيا،

وَلَا يُقَدَّعُ عَنْ بابٍ إِذا وَرَدا

وَيُقَالُ: لَا يَصْدُقُ أَثَرهُ يَكْذِبُ مِنْ أَين جَازَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فُلَانٌ لَا يُرَدُّ عَنْ بَابٍ وَلَا يُعَوَّجُ عَنْهُ. والسَّلَمُ: الاسْتِسْلامُ. والتَّسالُمُ: التَّصالُحُ. والمُسالَمَةُ: المُصالحة. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِيَةِ:

أَنه أَخذ ثَمَانِينَ مِنْ أَهل مكة سَلْماً [سِلْماً]

، قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرْوَى بكسر السين وفتحا، وَهُمَا لُغَتَانِ لِلصُّلْحِ، وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ عَلَى مَا فَسَّرَهُ الحُمَيْدِيُّ فِي غَرِيبِهِ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنه السَّلَمُ، بِفَتْحِ السِّينِ وَاللَّامِ، يُرِيدُ الاسْتسْلامَ والإِذْعانَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ

، أَي الِانْقِيَادَ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الأَشبه بالقَضيَّةِ، فإِنهم لَمْ يُؤْخَذوا عَنْ صُلْحٍ، وإِنما أُخِذُوا قَهْراً وأَسْلَمُوا أَنفسهم عَجْزاً، وللأَول وَجْهٌ، وَذَلِكَ أَنهم لَمْ يَجْرِ مَعَهُمْ حَرْبٌ، إِنما لَمَّا عَجَزُوا عَنْ دَفْعِهِمْ أَو النَّجَاةِ مِنْهُمْ رَضُوا أَن يُؤْخَذُوا أَسْرى وَلَا يُقتلوا، فكأَنهم قَدْ صُولِحُوا عَلَى ذَلِكَ، فَسُمِّيَ الِانْقِيَادُ صُلْحًا، وَهُوَ السِّلْمُ، وَمِنْهُ

كِتَابِهِ بَيْنَ قُرَيْشٍ والأَنصار: وإِن سِلْمَ الْمُؤْمِنِينَ وَاحِدٌ لَا يُسالَمُ مُؤْمِنٌ دُونَ مُؤْمِنٍ

أَي لَا يُصالَحُ وَاحِدٌ دُونَ أَصحابه، وإِنما يَقَعُ الصُّلْحُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ بِاجْتِمَاعِ مَلَئِهِمْ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: وَمِنَ الأَول حَدِيثُ

أَبي قَتَادَةَ: «1» لآتِينَّكَ بِرَجُلٍ سَلَمٍ

أَي أَسير لأَنه اسْتَسْلَم وانقاد. واستسلم أَي انْقَادَ «2» . وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

أَسْلَمُ سالَمَها اللَّهُ

، هو مِنَ المُسالَمَةِ وَتَرْكِ الْحَرْبِ، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ دُعَاءً وإِخباراً، إِما دُعَاءً لَهَا أَن يُسالِمَها اللَّه وَلَا يأْمر بِحَرْبِهَا، أَو أَخبر أَن اللَّه قَدْ سالَمَها وَمَنَعَ مِنْ حَرْبِهَا. والسَّلامُ: الاسْتِسْلامُ، وَحُكِيَ السِّلْمُ والسَّلْمُ الاسْتِسْلامُ وَضِدُّ الْحَرْبِ أَيضاً، قَالَ:

أَنائِل، إِنَّني سِلْمٌ

لأَهْلِكِ، فاقْبَلي سِلمي!

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ

، وَقَلْبٌ سَلِيمٌ أَي سَالِمٌ. والإِسْلامُ والاسْتِسْلامُ: الِانْقِيَادُ. والإِسْلامُ مِنَ الشَّرِيعَةِ: إِظهار الْخُضُوعِ وإِظهار الشَّرِيعَةِ وَالْتِزَامُ مَا أَتى بِهِ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، وَبِذَلِكَ يُحْقَنُ الدَّمُ ويُسْتَدْفَعُ الْمَكْرُوهُ، وَمَا أَحسن مَا اخْتَصَرَ ثَعْلَبٌ ذَلِكَ فَقَالَ: الإِسْلامُ بِاللِّسَانِ والإِيمان بِالْقَلْبِ. التَّهْذِيبِ: وأَما الإِسلام فإِن أَبا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ قَالَ: يُقَالُ فُلَانٌ مُسْلِمٌ وَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما هُوَ المُسْتَسْلِمُ لأَمر اللَّه، وَالثَّانِي هُوَ المُخْلِصُ للَّه العبادةَ، مِنْ قَوْلِهِمْ سَلَّمَ الشيءَ لِفُلَانٍ أَي خَلَّصَهُ، وسَلِمَ لَهُ الشيءُ أَي خَلَصَ لَهُ. وَرُوِيَ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلمون مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ

، قَالَ الأَزهري: فَمَعْنَاهُ

(1). قوله" وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ أَبي قتادة إلخ" كذا هو بالأصل والنهاية وبهذا الضبط.

(2)

. قوله" واستسلم أَي انقاد" كذا بالأصل وهو ساقط من عبارة النهاية. وقوله" ومنه الحديث أَسلم إلخ" كذا بالأصل، وعبارة النهاية: وفيه أَسلم إلخ.

ص: 293

أَنه دَخَلَ فِي بَابِ السَّلامَةِ حَتَّى يَسْلَمَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ بَوائقه. وَفِي الْحَدِيثِ:

المُسْلِمُ أَخو المُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ.

قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ أَسْلَمَ فلانٌ فُلَانًا إِذا أَلقاه فِي الهَلَكَة وَلَمْ يَحْمِهِ مِنْ عدوِّه، وَهُوَ عامٌّ فِي كُلِّ مَنْ أَسْلَمَ إِلى شَيْءٍ، لَكِنْ دَخَلَهُ التَّخْصِيصُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ الإِلقاء فِي الهَلَكَةِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

إِني وَهَبْتُ لِخَالَتِي غُلَامًا فَقُلْتُ لَهَا: لَا تُسْلِميه حَجَّاماً وَلَا صَائِغًا وَلَا قَصَّاباً

أَي لَا تُعْطِيهِ لِمَنْ يعلِّمه إِحدى هَذِهِ الصَّنَائِعِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنما كَرِهَ الحَجَّامَ والقَصَّاب لأَجل النَّجَاسَةِ الَّتِي يُبَاشِرَانِهَا مَعَ تَعَذُّرِ الِاحْتِرَازِ، وأَما الصَّائِغُ فِيمَا يَدْخُلُ صَنْعَتَهُ مِنَ الْغِشِّ، ولأَنه يَصُوغُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَرُبَّمَا كَانَ عِنْدَهُ آنيةٌ أَو حَلْيٌ لِلرِّجَالِ، وَهُوَ حَرَامٌ، وَلِكَثْرَةِ الْوَعْدِ وَالْكَذِبِ فِي نُجَازِ مَا يُسْتَعْمَلُ عِنْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلَّا وَمَعَهُ شَيْطَانٌ، قِيلَ: وَمَعَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنَّ اللَّه أَعانني عَلَيْهِ فأَسْلَمَ

، وَفِي رِوَايَةٍ:

حَتَّى أَسْلَم

أَي انْقَادَ وكَفَّ عَنْ وَسْوَسَتي، وَقِيلَ: دَخَلَ فِي الإِسْلام فَسَلِمْتُ مِنْ شَرِّهِ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ فأَسْلَمُ، بِضَمِّ الْمِيمِ، عَلَى أَنه فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ أَي أَسْلَمُ أَنا مِنْهُ وَمِنْ شَرِّهِ، وَيَشْهَدُ للأَول الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

كَانَ شيطانُ آدَمَ كَافِرًا وَشَيْطَانِيِّ مُسْلِماً.

وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا

، قَالَ الأَزهري: فإِن هَذَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلى تَفَهُّمِهِ لِيَعْلَمُوا أَين يَنْفَصِلُ الْمُؤْمِنُ مِنَ المُسْلِمِ وأَين يَسْتَوِيَانِ، فالإِسلامُ إِظهار الخُضُوعِ والقَبُول لِمَا أَتى بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، وَبِهِ يُحْقَنُ الدمُ، فإِن كَانَ مَعَ ذَلِكَ الإِظهار اعْتِقَادٌ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ فَذَلِكَ الإِيمان الَّذِي هَذِهِ صِفَتُهُ، فأَما مَنْ أَظْهَرَ قَبُولَ الشَّريعة واسْتَسْلَمَ لِدَفْعِ الْمَكْرُوهِ فَهُوَ فِي الظَّاهِرِ مُسْلِمٌ وَبَاطِنُهُ غَيْرُ مُصَدِّقٍ، فَذَلِكَ الَّذِي يَقُولُ أَسلمت، لأَن الإِيمان لَا بُدَّ مِنْ أَن يَكُونَ صَاحِبُهُ صِدِّيقاً، لأَن الإِيمان التَّصْديقُ: فَالْمُؤْمِنُ مُبْطِنٌ مِنَ التَّصْدِيقِ مِثْلَ مَا يُظْهِرُ، والمُسْلِمُ التَّامُّ الإِسْلامِ مُظْهِرٌ لِلطَّاعَةِ مُؤْمِنٌ بِهَا، والمُسْلِمُ الَّذِي أَظهر الإِسلام تَعَوّذاً غَيْرُ مُؤْمِنٍ فِي الْحَقِيقَةِ إِلَّا أَن حُكْمَهُ فِي الظَّاهِرِ حُكْمُ المُسْلِمِ، قَالَ: وإِنما قُلْتُ إِن الْمُؤْمِنَ مَعْنَاهُ المُصَدِّقُ لأَن الإِيمان مأْخوذ مِنَ الأَمانَة، لأَن اللَّه تَعَالَى تَوَلَّى عِلْم السَّرائر وثَبات العَقْدِ، وَجَعَلَ ذَلِكَ أَمانة ائْتَمَنَ كلَّ مُسْلِمٍ عَلَى تِلْكَ الأَمانة، فَمَنْ صَدَّقَ بِقَلْبِهِ مَا أَظهره لسانُه فَقَدْ أَدَّى الأَمانة وَاسْتَوْجَبَ كَرِيمَ الْمَآبِ إِذا مَاتَ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَ قَلْبُهُ عَلَى خِلَافِ مَا أَظهر بِلِسَانِهِ فَقَدْ حَمَلَ وِزْرَ الْخِيَانَةِ واللَّه حَسْبُهُ، وإِنما قِيلَ للمُصَدِّق مُؤْمِنٌ وَقَدْ آمَنَ لأَنه دَخَلَ فِي حَدِّ الأَمانة الَّتِي ائْتَمَنَهُ اللَّه عَلَيْهَا، وَبِالنِّيَّةِ تَنْفَصِلُ الأَعمال الزَّاكِيَةُ مِنَ الأَعمال الْبَائِرَةِ، أَلا تَرَى أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، جَعَلَ الصَّلَاةَ إِيمانا وَالْوُضُوءَ إِيمانا؟ وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنا أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ

، يَعْنِي مِنْ قَوْمِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ مُوسَى: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ، يَعْنِي مؤمِني زمانِه، فإِن ابْنَ مَسْعُودٍ لَمْ يَكُنْ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وإِن كَانَ مِنَ السَّابِقِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ يَقُولُ إِذا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْني مِنْ رَمَضَانَ وسَلِّم رمضانَ لِي وَسُلِّمْهُ مِنِّي

، قَوْلُهُ سَلِّمْني مِنْهُ أَي لَا يُصِيبُنِي فِيهِ مَا يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ صَوْمِهِ مِنْ مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ، قَالَ: وَقَوْلُهُ وسَلِّمْهُ لِي هُوَ أَن لا يُغَمَّ عليه الهلالُ فِي أَوله وَآخِرِهِ فيلتبسَ عَلَيْهِ الصومُ والفطرُ، وقوله وسَلِّمْهُ مِنِّي أَي بِالْعِصْمَةِ مِنَ الْمَعَاصِي فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفْكِ:

وَكَانَ عَليٌّ مُسَلَّماً فِي شأْنها

أَي سالِما لَمْ يَبْدُ بِشَيْءٍ

ص: 294

مِنْهَا، وَيُرْوَى:

مُسَلِّماً

، بِكَسْرِ اللَّامِ، قَالَ: وَالْفَتْحُ أَشبه لأَنه لَمْ يَقُلْ فِيهَا سُوءًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا

، فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: كُلُّ نَبِيٍّ بُعِثَ بالإِسلام غَيْرَ أَن الشَّرَائِعَ تَخْتَلِفُ، وَقَوْلُهُ عز وجل: وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ

، أَراد مُخْلِصَيْنِ لَكَ فعدَّاه باللام إِذ كَانَ فِي مَعْنَاهُ. وَكَانَ فُلَانٌ كَافِرًا ثُمَّ تَسَلَّمَ أَي أَسْلَمَ، وَكَانَ كَافِرًا ثُمَّ هُوَ الْيَوْمَ مَسْلَمَةٌ يَا هَذَا. وَقَوْلُهُ عز وجل:

ادْخُلُوا فِي السَّلْمِ كافَّةً

، قَالَ: عَنى بِهِ الإِسلامَ وَشَرَائِعَهُ كلَّها، وقرأَ أَبو عَمْرٍو: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً

، يَذْهَبُ بِمَعْنَاهَا إِلى الإِسلام. والسِّلْمُ: الإِسلامُ، 1 «3» قَالَ الأَحْوصُ:

فذادُوا عَدُوَّ السِّلْمِ عَنْ عُقْرِ دارِهِمْ،

وأَرْسَوْا عَمُودَ الدِّينِ بَعْدَ التَّمايُلِ

وَمِثْلُهُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ بْنِ عابِسٍ:

فَلَسْتُ مُبَدِّلًا باللَّه رَبّاً،

وَلَا مُسْتَبْدِلًا بالسِّلْم دِينَا

وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَخي كِنْدَةَ:

دَعَوْتُ عَشِيرتي للسِّلْمِ لَمَّا

رَأَيْتُهُمُ تَوَلَّوْا مُدْبِرِينا

والسَّلم: الإِسلام. والسَّلْمُ: الِاسْتِخْذَاءُ وَالِانْقِيَادُ والاسْتِسْلامُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلقى إِليكم السَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا، وَقُرِئَتْ: السَّلامَ، بالأَلف، فأَما السلامُ فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ التَّسْلِيم، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى السَّلَمِ، وَهُوَ الاستِسلامُ وإِلقاء المَقادة إِلى إِرادة الْمُسْلِمِينَ. وأَخذه سَلَماً: أَسَرَهُ مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَخذه سَلَماً أَي جَاءَ بِهِ مُنْقَادًا لَمْ يَمْتَنِعْ، وإِن كَانَ جَريحاً. وتَسَلَّمَه مني: قبضه. وسَلَّمْتُ إِليه الشَّيْءَ فَتَسَلَّمَه أَي أَخذه. والتَّسْلِيمُ: بَذْلُ الرِّضَا بِالْحُكْمِ. والتَّسْلِيمُ: السَّلامُ. والسَّلَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: السَّلَفُ، وأَسْلَمَ فِي الشيء وسَلَّمَ وأَسْلَف بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالِاسْمُ السَّلَمُ. وَكَانَ راعيَ غَنَمٍ ثُمَّ أَسلم أَي تَرَكَهَا، كَذَا جَاءَ، أَسْلَم هُنَا غَيْرُ مُتَعَدٍّ. وَفِي حَدِيثِ

خُزَيْمَةَ: مَنْ تَسَلَّم فِي شَيْءٍ فَلَا يَصْرِفْه إِلى غَيْرِهِ.

يُقَالُ: أَسْلَمَ وسَلَّمَ إِذا أَسْلَفَ وَهُوَ أَن تُعْطِيَ ذَهَبًا وَفِضَّةً فِي سِلْعةٍ مَعْلُومَةٍ إِلى أَمَدٍ مَعْلُومٍ، فكأَنك قَدْ أَسْلَمْتَ الثَّمَنَ إِلى صَاحِبِ السِّلْعَةِ وسَلَّمْتَهُ إِليه، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن يُسْلِفَ مَثَلًا فِي بُرٍّ فَيُعْطِيَهُ المُسْتَلِف غيرَه مِنْ جِنْسٍ آخَرَ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَن يأْخذه، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَمْ أَسمع تَفَعَّل مِنَ السَّلَمِ، إِذا دَفَعَ، إِلَّا فِي هَذَا. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يَكْرَهُ أَن يُقَالَ السَّلَمُ بِمَعْنَى السَّلَفِ وَيَقُولُ الإِسْلامُ للَّه عز وجل

، كأَنه ضَنَّ بِالِاسْمِ 1 «4» الَّذِي هُوَ مَوْضِعُ الطَّاعَةِ وَالِانْقِيَادِ للَّه عز وجل عَنْ أَن يُسَمَّى بِهِ غَيْرُهُ، وأَن يُسْتَعْمَلَ فِي غَيْرِ طَاعَةٍ وَيُذْهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى السَّلَف، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا مِنَ الإِخْلاصِ بَابٌ لَطِيفُ المَسْلَكِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَسْلَمَ الرَّجُلُ فِي الطَّعَامِ أَي أَسلف فِيهِ، وأَسْلَمَ أَمره للَّه أَي سَلَّمَ، وأَسْلَمَ أَي دَخَلَ فِي السِّلْمِ، وَهُوَ الاسْتِسْلامُ، وأَسْلَمَ مِنَ الإِسْلامِ. وأَسْلَمَه أَي خَذَلَهُ. والسَّلْمُ: الدَّلْوُ الَّتِي لَهَا عُرْوَةٌ وَاحِدَةٌ، مُذَكَّرٌ نَحْوَ دَلْوِ السَّقَّائين، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ لَهَا عَرْقُوَةٌ واحدة

(3). قوله والسلم الإسلام أي بالفتح والكسر كما في البيضاوي فالذي تحصل أنه بهما بمعنى الاستسلام والصلح والإسلام.

(4)

. قوله [كأَنه ضَنَّ بالاسم] أي الذي هو السلم وقوله الَّذِي هُوَ مَوْضِعُ الطَّاعَةِ والانقياد لأن السلم اسم من الإسلام بمعنى الإذعان والانقياد فكره أن يُسْتَعْمَلَ فِي غَيْرِ طَاعَةٍ اللَّهِ وإن كان يذهب به مستعمله إلى معنى السلف الذي ليس من الاستسلام

ص: 295

كَدَلْوِ السَّقَّائِينَ، وَلَيْسَ ثَمَّ دَلْوٌ لَهَا عُرْوَةٌ وَاحِدَةٌ، وَالْجَمْعُ أَسْلُمٌ وسِلامٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

تُكَفْكِفُ أَعْداداً مِنَ الدَّمْعِ رُكِّبَتْ

سَوانيها ثُمَّ انْدَفَعْنَ بأَسْلُمِ «1»

وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ إِبل سُقِيَتْ:

قَابَلَهُ مَا جَاءَ فِي سِلامِها

برَشَفِ الذِّناب والتِهامِها

وَقَالَ الطرمَّاحُ:

أَخو قَنَصٍ يَهْفُو، كأَن سَراتَه

ورِجلَيْهِ سَلْمٌ بَيْنَ حَبْلَيْ مُشاطِنِ

وَفِي التَّهْذِيبِ: لَهُ عُرْوَةٌ وَاحِدَةٌ يَمْشِي بِهَا السَّاقِي مِثْلَ دلاءِ أَصحاب الرَّوايا، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي جَمْعِهَا أَسالِم، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نَادِرٌ. وسَلَمَ الدلوَ يَسْلِمُها سَلْماً: فَرَغَ مِنْ عَمِلَهَا وأَحكمها، قَالَ لَبِيدٌ:

بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ

قَلِقُ المَحالَةِ جارِنٌ مَسْلومُ

والمَسْلُومُ مِنَ الدِّلاء: الَّذِي قَدْ فُرِغ مِنْ عَمَلِهِ. وَيُقَالُ: سَلَمْتُهُ أَسْلِمُهُ فَهُوَ مَسْلُومٌ. وسَلَمْتُ الْجِلْدَ أَسْلِمُهُ، بِالْكَسْرِ، إِذا دَبَغْتَهُ بالسَّلَمِ. والسَّلَمُ: نَوْعٌ مِنَ العِضاه وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّلَمُ سَلِبُ الْعِيدَانِ طُولًا، شِبْهُ القُضْبانِ، وَلَيْسَ لَهُ خَشَبٌ وإِن عظُم، وَلَهُ شَوْكٌ دُقاقٌ طُوالٌ حَادٌّ إِذا أَصاب رِجْلَ الإِنسان، قَالَ: وللسَّلَمِ بَرَمَةٌ صَفْرَاءُ فِيهَا حَبَّةٌ خَضْرَاءُ «2» طَيِّبَةُ الرِّيحِ، وَفِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَرَارَةٍ وتَجِدُ بِهَا الظِّباءُ وَجْداً شَدِيدًا، وَاحِدَتُهُ سَلَمةٌ بِفَتْحِ اللَّامِ، وَقَدْ يَجْمَعُ السَّلَمُ عَلَى أَسْلامٍ، قَالَ رُؤْبَةُ:

كأَنما هَيَّجَ، حِينَ أَطْلَقَا

مِنْ ذَاتِ أَسْلامٍ، عِصِيّاً شِقَقا

وَفِي حَدِيثِ

جَرِيرٍ: بَيْنَ سَلَمٍ وأَراكٍ

، السَّلَمُ: شَجَرٌ مِنَ العِضاه وَوَرَقُهَا القَرَظ الَّذِي يُدْبَغُ بِهِ الأَديمُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ سَلْمَةَ، وَيُجْمَعُ عَلَى سَلَماتٍ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ سَلَماتٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ

، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ جَمْعَ سَلِمَةٍ، وَهِيَ الْحَجَرُ. أَبو عَمْرٍو: السَّلامُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، الْوَاحِدَةُ سَلامَةٌ. والسَّلامُ والسِّلامُ أَيضاً: شَجَرٌ، قَالَ بِشْرٌ:

تَعَرُّضَ جَأْبَةِ المِدْرى خَذُولٍ

بِصاحَةَ، فِي أَسِرَّتهِا السِّلامُ

وَوَاحِدَتُهُ سِلامَةٌ. وأَرض مَسْلوماءُ: كَثِيرَةُ السَّلَمِ. وأَدِيم مَسْلومٌ: مَدْبُوغٌ بالسَّلَمِ. وَالْجِلْدُ المَسْلومُ: الْمَدْبُوغُ بالسَّلَمِ. شَمِرٌ: السَّلَمَةُ شَجَرَةٌ ذَاتَ شَوْكٍ يُدْبَغُ بِوَرَقِهَا وَقِشْرِهَا، وَيُسَمَّى وَرَقُهَا القَرَظَ، لَهَا زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ فِيهَا حَبَّةٌ خَضْرَاءُ طَيِّبَةُ الرِّيحِ تُؤْكَلُ فِي الشِّتَاءِ، وَهِيَ فِي الصَّيْفِ تَخْضَرُّ، وَقَالَ:

كُلِي سَلَم الجَرْداءِ فِي كُلِّ صَيْفَةٍ،

فإِن سأَلوني عَنْكِ كلَّ غَرِيمِ

إِذا مَا نَجا مِنْهَا غَرِيمٌ بِخَيْبَةٍ،

أَتى مَعِكٌ بالدَّيْنِ غيرُ سَؤومِ

الْجَرْدَاءُ بَلَدٌ دُونَ الفَلْجِ بِبِلَادِ بَنِي جَعْدَةَ، وإِذا

(1). قوله" سوانيها" هكذا في الأَصل، والوزن مختل، إلا إذا شددت الياء، ولعل هذا من الجوازات الشعرية.

(2)

. قوله" وَلِلسَّلَمِ بَرَمَةٌ صَفْرَاءُ فِيهَا حبة خضراء إلخ" هكذا في الأصل، وعبارة المحكم: وللسلم برمة صفراء وهو أطيب البرم ريحا ويدبغ بورقه، وعن ابن الأعرابي: السلمة زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ فِيهَا حَبَّةٌ إلخ.

ص: 296

دُبغَ الأَدِيمُ بورَقِ السَّلَمِ فَهُوَ مَقْروظٌ، وإِذا دُبِغَ بِقِشْرِ السَّلَمِ فَهُوَ مَسْلومٌ، وَقَالَ:

إِنَّكَ لَنْ تَرْوِيَها، فاذهَبْ ونَمْ،

إِن لَهَا رَيّاً كمِعْصالِ السَّلَمْ

والسَّلامُ: شَجَرٌ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمُوا أَن السَّلَامَ أَبداً أَخضر لَا يأْكله شَيْءٌ والظِّباء تَلْزَمُهُ تَسْتَظِلُّ بِهِ وَلَا تَسْتَكِنُّ فِيهِ، وَلَيْسَ مِنْ عِظام الشَّجَرِ وَلَا عِضاهِها، قَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ ظَبْيَةً:

حَذَراً والسِّرْبُ أَكنافَها

مُسْتَظِلٌّ فِي أُصول السَّلام

وَاحِدَتُهُ سَلامةٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّلَمُ شَجَرٌ، وَجَمْعُهُ سَلامٌ، وَرُوِيَ بَيْتُ بِشْرٍ:

بِصاحَةَ فِي أَسِرَّتِها السَّلامُ

قَالَ: مَنْ رَوَاهُ السِّلام، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ جَمْعُ سَلَمة كأَكَمَةٍ وإِكام، وَمَنْ رَوَاهُ السَّلام، بِفَتْحِ السِّينِ، فَهُوَ جَمْعُ سَلامةٍ، وَهُوَ نَبْتٌ آخَرُ غَيْرَ السَّلَمَة، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاح، قَالَ: وَقَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ:

حُورٌ يُعَلِّلْن العَبيرَ رَوادِعاً

كَمَهَا الشَّقائقِ، أَو ظِباء سَلامِ

والسَّلامانُ: شَجَرٌ سُهْلِيٌّ، وَاحِدَتُهُ سَلامانة. ابْنُ دُرَيْدٍ: سَلامانُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. والسِّلامُ والسَّلِمُ: الْحِجَارَةُ، وَاحِدَتُهَا سَلِمَةٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السِّلامُ جَمَاعَةُ الْحِجَارَةِ الصَّغِيرُ مِنْهَا وَالْكَبِيرُ لَا يُوَحِّدُونَهَا. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: السِّلامُ اسْمُ جَمْعٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ، هُوَ اسْمٌ لِكُلِّ حَجَرٍ عَرِيضٍ، وَقَالَ: سَلِيمة وسَلِيمٌ مِثْلُ سِلامٍ، قَالَ رُؤْبَةُ:

سَالَمَهُ فَوْقَكَ السَّلِيمَا «1»

التَّهْذِيبِ: وَمِنَ السَّلام الشَّجَرُ فَهُوَ شَجَرٌ عَظِيمٌ، قَالَ: أَحسبه سَمِّيَ سَلاما لِسَلَامَتِهِ مِنَ الْآفَاتِ. والسِّلامُ، بِكَسْرِ السِّينِ: الْحِجَارَةُ الصُّلْبَةُ، سُمِّيَتْ بِهَذَا سَلاماً لِسَلَامَتِهَا مِنَ الرَّخَاوَةِ، قَالَ الشَّاعِرُ:

تَداعَيْنَ بِاسْمِ الشِّيبِ فِي مُتَثَلِّمِ،

جوانِبُهُ مِنْ بَصرَةٍ وسِلامِ

وَالْوَاحِدَةُ سَلِمَةٌ، قَالَ لَبِيدٌ:

خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها «2»

والسَّلِمَةُ: وَاحِدَةُ السَّلِمِ، وَهِيَ الْحِجَارَةُ، قَالَ: وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي السَّلِمَةِ:

ذَاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني،

يَرْمِي وَرَائِي بَامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ

أَراد والسَّلِمَة، وَهِيَ مِنْ لُغَاتِ حِمْير، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لبُجَيرِ بْنِ عَنَمَة الطَّائِيِّ، قَالَ وَصَوَابُهُ:

وإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبُني،

لَا إِحْنَةٌ عِندَه وَلَا جَرِمَهْ

يَنْصُرُني مِنْكَ غيرَ مُعْتَذِرٍ،

يَرْمِي وَرَائِي بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ

واسْتَلَمَ الحَجر واسْتَلأَمَهُ: قَبَّله أَو اعْتَنَقَهُ، وَلَيْسَ أَصله الْهَمْزُ، وَلَهُ نَظَائِرُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: اسْتَلَم مِنَ السَّلام لَا يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى الِاتِّخَاذِ، وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:

(1). قوله" سالمه إلخ" كذا هو بالأصل.

(2)

. قوله" خلقا كما إلخ" صدره:

فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَا

المدافع جمع مدفع: أماكن يندفع عنها الماء من الربى. والريان: جبل. والوحي: الكتاب والجمع الوحى. وخلقا مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ وَالْعَامِلُ فيه عرى. والضمير في سلامها للوحي، يعني: غيرت رسوم هذه الديار بالسيول ولم تنمح بطول الزمان فكأَنه كتاب ضمن حجراً: شبه بقاء الآثار لقدم الأيام ببقاء الكتاب في الحجر، أَفاده الزوزني.

ص: 297

بَيْنَ الصَّفا والكَعْبَةِ المُسَلَّم

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ أَراد المُسْتَلَم كأَنه بَنَى فِعْلَه عَلَى فَعَّلَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: اسْتَلأَمْتُ الْحَجَرَ، وإِنما هُوَ مِنَ السِّلام، وَهِيَ الْحِجَارَةُ، وكأَن الأَصل اسْتَلمْتُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْتِلامُ الْحَجَرِ افْتِعالٌ فِي التَّقْدِيرِ مأْخوذ مِنَ السِّلام، وَهِيَ الْحِجَارَةُ، تَقُولُ: اسْتَلَمْتُ الْحَجَرَ إِذا لَمَسْتَهُ مِنَ السِّلام كَمَا تَقُولُ اكْتَحَلْتُ مِنَ الكُحْلِ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ الْقُتَيْبِيِّ، قال: وَالَّذِي عِنْدِي فِي اسْتِلَامِ الْحَجَرِ أَنه افْتِعالٌ مِنَ السَّلام وَهُوَ التَّحِيَّةُ، واستلامُه لَمْسُهُ بِالْيَدِ تَحَرِّياً لِقَبُولِ السَّلَامِ مِنْهُ تَبَرُّكًا بِهِ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: اقْتَرَأْتُ مِنْهُ السَّلام، قَالَ: وَقَدْ أَمْلى عليَّ أَعرابي كِتَابًا إِلى بَعْضِ أَهاليه فَقَالَ في آخره: اقْتَرِىءْ مِنِّي السَّلامَ، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ أَن أَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ الرُّكْنَ الأَسوَد المُحيَّا، مَعْنَاهُ أَن النَّاسَ يُحَيُّونه بالسَّلام، فَافْهَمْهُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَقْبَلَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الْحَجَرَ فاسْتَلَمَه ثُمَّ وَضع شفتَيْه عَلَيْهِ يبكي طويلًا فالتفت فإِذا هُوَ بعُمَرَ يَبْكِي، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، هَاهُنَا تُسْكَبُ العَبَراتُ.

وَرَوَى

أَبو الطُّفَيْلِ قَالَ: رأَيت رَسُولَ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، يَطُوفُ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ بمِحْجَنِه ويُقَبِّل المِحْجَنَ

، قَالَ اللَّيْثُ: اسْتِلامُ الْحَجَرِ تَنَاوُلُهُ بِالْيَدِ وبالقُبْلةِ ومَسْحُه بِالْكَفِّ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صَحِيحٌ. الْجَوْهَرِيُّ: اسْتَلَمَ الْحَجَرَ لَمَسَهُ إِما بالقُبْلَةِ أَو بِالْيَدِ، لَا يُهْمَزُ لأَنه مأْخوذ مِنَ السِّلام، وَهُوَ الْحَجَرُ، كَمَا تَقُولُ اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ، وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُهُ. والسُّلامى: عظامُ الأَصابع فِي الْيَدِ والقَدَم. وسُلامَى الْبَعِيرِ: عِظَامُ فِرْسِنِه. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السُّلامى عِظامٌ صِغارٌ عَلَى طُولِ الإِصبع أَو قَرِيبٌ مِنْهَا، في كُلِّ يَدٍ وَرِجْلٍ أَربع سُلامَياتٍ أَو ثَلَاثٌ. وَرُوِيَ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: عَلَى كلِّ سُلامَى مِنْ أَحدكم صدقةٌ، ويُجْزئ فِي ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهِمَا مِنَ الضُّحَى

، قَالَ ابْنُ الأَثير: السُّلامَى جَمْعُ سُلامِيَةٍ وَهِيَ الأُنْمُلَةُ مِنَ الأَصابع، وَقِيلَ: وَاحِدُهُ وَجَمْعُهُ سَوَاءٌ، وَتُجْمَعُ عَلَى سُلامَياتٍ، وَهِيَ الَّتِي بَيْنَ كُلِّ مَفْصِلَيْنِ مِنْ أَصابع الإِنسان، وَقِيلَ: السُّلامَى كُلُّ عَظْمٍ مُجَوَّفٍ مِنْ صِغار الْعِظَامِ. وَفِي حَدِيثِ

خُزَيْمَةَ فِي ذِكْرِ السَّنَةِ: حَتَّى آلَ السُّلامَى

أَي رَجَعَ إِليه الْمُخُّ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السُّلامى فِي الأَصل عَظْمٌ يَكُونُ فِي فِرْسِنِ الْبَعِيرِ، وَيُقَالُ: إِن آخِرَ مَا يَبْقَى فِيهِ الْمُخُّ مِنَ الْبَعِيرِ إِذَا عَجُفَ فِي السُّلامَى وَفِي الْعَيْنِ، فإِذا ذَهَبَ مِنْهُمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بَقيَّة بَعْدُ، وأَنشد لأَبي مَيْمُون النَّضْرِ بْنِ سَلَمَة العِجْليّ:

لَا يَشْتَكِينَ عَمَلًا مَا أَنْقَيْن،

مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلامى أَو عَيْن

قَالَ: وكأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ

عَلَى كُلِّ سُلامى مِنْ أَحدكم صدقةٌ

أَن عَلَى كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظام ابْنِ آدَمَ صَدَقَةً، وَالرَّكْعَتَانِ تُجْزِيَانِ مِنْ تِلْكَ الصَّدَقَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّلامى عِظَامُ الأَصابع والأَشاجِع والأَكارعِ، وَهِيَ كَعابِرُ كأَنها كِعابٌ، وَالْجَمْعُ سُلامَياتٌ، قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: فِي الْقَدَمِ قَصَبُها وسُلامَياتُها، وَقَالَ: عِظام الْقَدَمِ كُلُّهَا سُلامَياتٌ، وقَصَبُ عِظام الأَصابع أَيضاً سُلامَياتٌ، الْوَاحِدَةُ سُلامى، وَفِي كُلِّ فِرْسِنٍ سِتُّ سُلامَياتٍ ومَنْسِمان وأَظَلُّ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ لِلْجِلْدَةِ الَّتِي بَيْنَ الْعَيْنِ والأَنف سالمٌ، وَقَالَ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ فِي ابْنِهِ سَالِمٍ:

ص: 298

يُديرُونَني عَنْ سالمٍ وأُريغُهُ،

وجِلْدَةُ بينَ العينِ والأَنفِ سالِمُ

قَالَ: وَهَذَا الْمَعْنَى أَراد عَبْدُ المَلِكِ فِي جَوَابِهِ عَنْ كِتَابِ الحَجَّاجِ أَنه عِنْدِي كَسَالِمٍ وَالسَّلَامِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا وَهْمٌ قَبِيحٌ أَي جَعْلُهُ سالِماً اسْمًا لِلْجِلْدَةِ الَّتِي بَيْنَ الْعَيْنِ والأَنف، وإِنما سالِم ابْنُ ابْنِ عُمَرَ، فَجَعَلَهُ لِمَحَبَّتِهِ بِمَنْزِلَةِ جِلْدَةٍ بَيْنَ عَيْنِهِ وأَنفه. والسَّلِيمُ مِنَ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ الأَشْعر «1» وَبَيْنَ الصَّحْن مِنْ حَافِرِهِ. والأُسَيْلِمُ: عِرْقٌ فِي الْيَدِ، لَمْ يأْت إِلَّا مُصَغَّراً، وَفِي التهذيبِ: عِرْقٌ فِي الْجَسَدِ. الْجَوْهَرِيُّ: الأُسَيْلِمُ عِرْقٌ بَيْنَ الخِنْصِرِ والبِنْصِر. والسُّلَّمُ: وَاحِدُ السَّلالِيمِ الَّتِي يُرْتَقَى عَلَيْهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: السُّلَّمُ الدرجةُ والمِرقاةُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

لَا تُحْرِزُ المرْءَ أَحْجاءُ البِلادِ، وَلَا

يُبْنى لَهُ فِي السَّماواتِ السَّلالِيمُ

احْتَاجَ فَزَادَ الْيَاءَ، قَالَ الزَّجَّاجُ: سُمِّيَ السُّلَّمُ سُلَّماً لأَنه يُسْلِمُكَ إِلى حَيْثُ تُرِيدُ. والسُّلَّمُ: السَّبَبُ إِلى الشَّيْءِ، سُمِّيَ بِهَذَا الإِسم لأَنه يؤدِّي إِلى غَيْرِهِ كَمَا يؤدِّي السُّلَّمُ الَّذِي يُرْتَقى عَلَيْهِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سُمّي الغَرْزُ بِذَلِكَ، قَالَ أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبيُّ:

مُطارة قَلْبٍ إِن ثَنى الرِّجْلَ رَبُّها

بِسُلَّمِ غَرْزٍ فِي مُناخٍ يُعاجِلُهْ

وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري: سُمِّيَتْ بَغْدَادُ مَدِينَةَ السَّلام لِقُرْبِهَا مِنْ دَجْلَةَ، وَكَانَتْ دَجْلَةُ تُسَمَّى نَهْرَ السَّلامِ. وسَلْمى: أَحد جَبَلَيْ طَيِءٍ. والسُّلامى: الجَنُوبُ مِنَ الرِّيَاحِ، قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:

مَرَتْهُ السُّلامى فاسْتَهَلَّ وَلَمْ تَكُنْ

لتَنْهَضَ إِلَّا بالنُّعامى حَوامِلُهْ

وأَبو سَلْمان: ضَرْبٌ مِنَ الوَزَغِ والجِعْلان. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَبو سَلْمانَ كُنْيَةُ الجُعَلِ، وَقِيلَ: هُوَ أَعظم الجِعْلان، وَقِيلَ: هُوَ دُوَيْبَةٌ مِثْلُ الجُعَلِ لَهُ جَنَاحَانِ، وَقَالَ كُرَاعٍ: كُنْيَتُهُ أَبو جَعْرانَ، بِفَتْحِ الْجِيمِ. وسَلْمان: اسْمُ جَبَلٍ وَاسْمُ رَجُلٍ. وسالِمٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وسَلامانُ: مَاءٌ لَبَنِي شَيْبَانَ. وسَلامان: بَطْنَانِ بَطْنٌ فِي قُضاعَةَ وبَطْنٌ فِي الأَزْدِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: سَلامانُ بَطْنٌ فِي الأَزْدِ وقُضاعَةَ وطيِءٍ وقَيْسِ عَيْلانَ. وسَلامانُ بْنُ غَنْمٍ قَبِيلَةٌ اسْمُ غَنْمٍ اسْمُ قَبِيلَةٍ «2» . وسُلَيْمٌ قَبِيلَةٍ مِنْ قَيْس عَيْلانَ. وَهُوَ سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ. وسُلَيْمٌ أَيضاً: قَبِيلَةٌ فِي جُذامَ مِنَ اليمن. وبنو سُلَيْمَةَ: بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ. وبنو سَلِيمَةَ: مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: النَّسَبُ إِلى سَلِيمَة سَليمِيٌّ، نادر. وسَلُّومُ: اسم مُرادٍ. وأَسْلَمُ: أَبو قبيلة في مُرادٍ. وبنو سَلِمَةَ: بطن من الأَنصار، وليس في العرب سَلِمَةُ غَيْرُهُمْ، بِكَسْرِ اللَّامِ، وَالنِّسْبَةِ إِليهم سَلِمِيٌّ، وَالنِّسْبَةِ إِلى بَنِي سُلَيْمٍ وإِلى سَلامَةَ سَلامِيٌّ. وأَبو سُلْمَى، بِضَمِّ السِّينِ: أَبو زُهَيْر بْنُ أَبي سُلْمى، الشَّاعِرِ المُزَنيّ، على فُعْلى، واسمه رَبيعَةُ بْنُ رَباحٍ مَنْ بَنِي مازِنٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ سُلْمى غَيْرُهُ، لَيْسَ سُلْمى مِنَ الأَسْلَمِ كالكُبْرى مِنَ الأَكْبَرِ. وَعَبْدُ

(1). قوله" الأشعر" كذا بالأصل، والذي في خط الصاغاني: والسليم من الحافر بين الأمعر والصحن من باطنه.

(2)

. قوله" اسْمُ غَنْمٍ اسْمُ قَبِيلَةٍ" هكذا بالأصل المعول عليه بأَيدينا.

ص: 299

اللَّه بْنُ سَلامٍ، بِتَخْفِيفِ اللَّامِ، وَكَذَلِكَ سلامُ بْنُ مِشْكَم: رَجُلٌ كَانَ مِنَ الْيَهُودِ، مُخَفَّفٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:

فَلَمَّا تَداعَوْا بأَسْيافِهِمْ،

وحانَ الطِّعانُ، دَعَوْنا سَلاما

يَعْنِي دَعَوْنا سَلامَ بْنَ مِشْكَمٍ، وأَما الْقَاسِمُ بْنُ سَلّامٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ فَاللَّامُ فِيهِمَا مُشَدَّدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَر: ذَكَرَ السُّلالِم، هِيَ بِضَمِّ السِّينِ، وَقِيلَ: بِفَتْحِهَا، حِصْنٌ مِنْ حُصُون خَيْبَرَ، ويقال فيه السُّلالِيمُ أَيضاً. والأُسْلُومُ: بُطُونٌ مِنَ الْيَمَنِ. وسَلْمانُ وسُلالِمُ: مَوْضِعَانِ. والسَّلامُ: مَوْضِعٌ. وَدَارَةُ السَّلامِ: موضع هنا لك. وَذَاتُ السُّلَيْمِ: مَوْضِعٌ، قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:

تَحَمَّلْنَ مِنْ ذَاتِ السُّلَيْمِ، كاَّنها

سَفائِنُ يَمٍّ تَنْتَحِيها دَبُورُها

وسَلَمِيَّةُ: قَرْيَةٌ. وسَلَمِيَّةُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزْدِ. وسُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورٍ: قَبِيلَةٌ. وسَلَمَةُ ومَسْلَمَةُ وسَلامٌ وسَلامَةُ وسُلَيْمانُ وسُلَيْمٌ وسَلْمٌ وسَلَّامٌ وسَلَّامَةُ، بِالتَّشْدِيدِ، ومُسْلِمٌ وسَلْمانُ: أَسماء. ومَسْلَمَةُ: اسمُ مَفْعَلَةٌ مِنَ السَّلْمِ. وسَلِمَةُ، بِكَسْرِ اللَّامِ أَيضاً: اسْمُ رَجُلٍ وسَلْمى: اسْمُ رَجُلٍ. الْمُحْكَمُ: وسَلْمى اسْمُ امرأَة، وَرُبَّمَا سُمِّيَ بِهَا الرَّجُلُ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: لَيْسَ سَلْمانُ مِنْ سَلْمى كسَكْرانَ مِنْ سَكْرى، أَلا تَرَى أَن فَعْلان الَّذِي يُقَابِلُهُ فَعْلى إِنما بَابُهُ الصِّفَةُ كغَضْبان وغَضْبى وعَطْشان وعَطْشى؟ وَلَيْسَ سَلْمان وسَلْمى بِصِفَتَيْنِ وَلَا نَكِرَتَيْنِ، وإِنما سَلْمان مِنْ سَلْمى كقَحْطان مِنْ قَحْطى، ولَيْلان مِنْ لَيْلى، غَيْرَ أَنهما كَانَا مَنْ لَفْظٍ وَاحِدٍ فَتَلَاقَيَا فِي عُرْضِ اللُّغَةِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ وَلَا إِيثار لتقاوُدِهما، أَلا تَرَى أَنك لَا تَقُولُ هَذَا رَجُلٌ سَلْمان وَلَا هَذِهِ امرأَة سَلْمى كَمَا تَقُولُ هَذَا رَجُلٌ سَكْران وَهَذِهِ امرأَة سَكْرى، وَهَذَا رَجُلٌ غَضْبان وَهَذِهِ امرأَة غَضْبى، وَكَذَلِكَ لَوْ جَاءَ فِي العَلَمِ لَيْلان لَكَانَ مِنْ لَيْلى كسَلْمان مِنْ سَلْمى، وَكَذَلِكَ لَوْ وُجِدَ فِيهِ قَحْطى لَكَانَ مِنْ قَحْطان كسَلْمى مِنْ سَلْمان، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سُلَيْمان تَصْغِيرُ سَلْمان، وَقَوْلُ الحُطَيْئةِ:

جَدْلاءَ مُحْكَمَةٍ مِنْ نَسجِ سَلَّامِ «3»

كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيانيّ:

ونَسْج سُلَيْم كُلَّ قَضّاء ذائِل

أَراد نَسْجَ دَاوُدَ فَجَعَلَهُ سُلَيْمانَ ثُمَّ غَيَّرَ الِاسْمَ فَقَالَ سَلَّام وسُلَيْم، وَمِثْلُ ذَلِكَ فِي أَشعارهم كَثِيرٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالُوا فِي سُلَيْمانَ اسْمَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، سُلَيْمٌ وسَلّام فَغَيَّرُوهُ ضَرُورَةً، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ الذُّبْياني، وأَنشد لِآخَرَ:

مُضاعَفَة تَخَيَّرَها سُلَيْمٌ،

كأَن قَتِيرَها حَدَقُ الجَرادِ

وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ:

ودَعا بمُحْكَمَةٍ أَمينٍ سَكُّها،

مِنْ نَسْجِ داودٍ أَبي سلَّامِ

وَحَكَى الرُّؤاسي: كَانَ فُلَانٌ يُسَمّى مُحَمَّدًا ثُمَّ تَمَسْلَم أَي تَسَمَّى مُسْلِماً، الْجَوْهَرِيُّ: وسَلْمَى حَيٌّ مِنْ دَارِمَ، وَقَالَ:

تُعَيِّرُني سَلْمَى، وَلَيْسَ بقُضأَةٍ،

وَلَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى تَفَرَّعْتُ دارِما

(3). قوله" جدلاء محكمة إلخ" صدره: فيه الرماح وفيه كل سابغة

ص: 300

قَالَ: وَفِي بُنِيَ قُشَيْرٍ سَلَمَتان سَلَمَةُ بْنُ قُشَيٍر وَهُوَ سَلَمَة الشَّرِّ وأُمُّه لُبَيْنَى بِنْتُ كَعْبِ بْنِ كلابٍ، وسَلَمَةُ بْنُ قُشَيْرٍ وَهُوَ سَلَمَة الْخَيْرِ وَهُوَ ابْنُ القُشَيْرِيَّة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والسَّلَمَتانِ سَلَمَةُ الْخَيْرِ وسَلَمَةُ الشَّرِّ، وإِنما قَالَ الشَّاعِرُ:

يَا قُرَّةَ بنَ هُبَيْرَةَ بنِ قُشَيْرٍ،

يا سيِّدَ السَّلَماتِ، إِنك تظْلمُ

لأَنه عَنَاهُمَا وقومَهما. وَحُكِيَ أَسْلُم اسْمُ رَجُلٍ، حَكَاهُ كُرَاعٍ وَقَالَ: سُمِّيَ بِجَمْعِ سَلْمٍ، وَلَمْ يُفَسِّرْ أَيّ سَلْمٍ يَعْنِي، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه جَمَعَ السَّلْمِ الَّذِي هُوَ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ. وسُلالِمُ: اسْمُ أَرض، قَالَ كعبُ بْنُ زُهَيرٍ:

ظَلِيمٌ مِنَ التَّسْعاء، حَتَّى كأَنه

حَدِيثٌ بِحُمَّى أَسْأَرَتْها سُلالِمُ «1»

وسُلَّمٌ فَرَسُ زَبَّانَ بْنِ سَيَّارٍ. والسِّلامُ، بِالْكَسْرِ: مَاءٌ، قَالَ بِشْرٌ:

كأَنَّ قُتُودِي عَلَى أَحْقَبٍ

يُريدُ نَحُوصاً تَؤُمُّ السِّلاما

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي شِعْرِهِ تَدُقُّ السِّلاما، والسِّلامُ، عَلَى هَذِهِ الرواية: الحجارة.

سلتم: السِّلْتِمُ، بِالْكَسْرِ: الدَّاهِيَةُ وَالسَّنَةُ الصَّعْبَةُ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي الْهَيْثَمِ التَّغْلَبيِّ فِي الدَّاهِيَةِ:

ويَكْفَأُ الشِّعْبَ، إِذا مَا أَظْلَمَا،

ويَنْثَني حِينَ يخافُ سِلْتِمَا

وأَنشد فِي السَّنَةُ الصَّعْبَةِ:

وَجَاءَتْ سِلْتِمٌ لَا رَجْعَ فِيهَا،

وَلَا صَدْعٌ فَتَحْتَلِبَ الرَّعاءُ

والسِّلْتِمُ: الغُولُ.

سلجم: السَّلْجَمُ: الطَّوِيلُ مِنَ الْخَيْلِ. والسَّلْجَمُ: النَّصْلُ الطَّوِيلُ. والسَّلْجَمُ: الدَّقِيقُ مِنَ النِّصال. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّلْجَمُ مِنَ النِّصَالِ الطَّوِيلُ الْعَرِيضُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤيبٍ:

فَذَاكَ تِلادُهُ ومُسَلْجَماتٌ

نظائِرُ كلِّ خَوَّارٍ بَرُوقِ

إِنما عَنَى سِهاماً مطوَّلات مُعَرَّضات. وَيُقَالُ لِلنِّصَالِ الْمُحَدَّدَةِ: سَلاجِمُ وسَلامِجُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

يَغْدُو بكَلْبَيْنِ وقَوْسٍ قارِح،

وقَرَنٍ وصِيغَةٍ سَلاجِم

والسَّلاجِمُ: سِهامٌ طِوالُ النِّصال. والسَّلْجَمُ: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ. وَرَجُلٌ سَلْجَمٌ وسُلاجمٌ: طَوِيلٌ، وَالْجَمْعُ فِيهِمَا سَلاجِمُ، بِالْفَتْحِ. وجَمَلٌ سَلْجَمٌ وسُلاجِم، بِالضَّمِّ: مُسِنٌّ شَدِيدٌ. ولَحْيٌ سَلْجَمٌ: شَدِيدٌ وَافِرٌ كَثيفٌ. ورأْس سَلجَمٌ: طَوِيلُ اللَّحْيَيْنِ. وَبَعِيرٌ سُلاجِمٌ: عَرِيضٌ. والسَّلْجَم: نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ البُقُول؛ قَالَ:

تَسْأَلُني برامَتَيْنِ سَلْجَما،

لَوْ أَنَّها تَطْلُب شَيْئًا أَمَمَا

وَيُرْوَى:

يَا مَيّ، لَوْ سأَلتِ شَيْئًا أَمَمَا،

جَاءَ بِهِ الكَرِيُّ أَو تَجَشَّمَا

التَّهْذِيبِ: المأْكول يُقَالُ لَهُ سَلْجَم، وَلَا يُقَالُ لَهُ شَلْجَم وَلَا ثَلْجَم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي الزحف:

(1). قوله" ظليم من التسعاء" الذي في المحكم: طليح.

ص: 301

هَذَا ورَبِّ الرَّاقِصاتِ الرُّسَّمِ

شِعْرِي، وَلَا أُحسِنُ أَكل السَّلْجَمِ

قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِهِ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وَيُرْوَى الرَّجَزُ بِالسِّينِ وَالشِّينِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّلْجَمُ معرَّب وأَصله بِالشِّينِ، وَالْعَرَبُ لَا تَتَكَلَّمُ بِهِ إِلا بِالسِّينِ، قَالَ: وَكَذَا ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ بِالسِّينِ فِي بَابِ عِلَل مَا يَجْعَلُهُ زَائِدًا فَقَالَ: وتُجْعَل السينُ زَائِدَةً إِذا كَانَتْ فِي مِثْلِ سَلْجَم.

سلخم: الأَصمعي: إِنه لَمُطْرَخِمٌّ ومُطْلَخِمّ أَي متكبِّر مُتَعَظِّمٌ، وَكَذَلِكَ مُسْلَخِمّ.

سلطم: السَّلْطَم والسُّلاطِم: الطَّوِيلُ. والسَّلْطم أَيضاً: الَّذِي يبتلِع كلَّ شَيْءٍ.

سلعم: رَجُلٌ سِلْعام: طَوِيلُ الأَنف دقيقُه، وَقِيلَ: السِّلْعام الواسِع الفَمِ. المُفَضَّل: هُوَ أَخبث مِنْ أَبي سِلْعامةَ، وَهُوَ الذِّئْبُ؛ قَالَ الطرمَّاح يَصِفُ كِلاباً:

مُرْغِنات لأَخْلَجِ الشِّدْق سِلْعامٍ

مُمَرٍّ مَفْتولةٍ عَضُدُهْ «1»

قَوْلُهُ مُرْغِنات أَي مُصْغِيات لدُعاء كَلْبٌ أَخْلَجِ الشِّدْقِ واسِعه.

سلغم: السَّلْغَمُ: الطويل.

سلقم: السَّلْقَمُ: الْعَظِيمُ مِنَ الإِبل، وَالْجَمْعُ سَلاقِم وسَلاقِمَة. والسِّلْقِمَةُ: الذِّئبَةُ «2» .

سلهم: اسلَهَمَّ المريضُ: عُرِف أَثَرُ مَرَضِه فِي بدَنهِ، وَقِيلَ: المُسْلَهِمُّ الَّذِي قَدْ ذَبَلَ ويَبِس إِمَّا مِنْ مَرَض، وإِمَّا مِنْ هَمٍّ، لَا يَنام عَلَى الْفِرَاشِ، يَجِيءُ ويذهَب، وَفِي جَوْفِهِ مَرَضٌ قَدْ أَيْبَسَه وغَيَّر لَوْنه، وَقَدِ اسْلَهَمَّ اسْلِهْماماً، وَقِيلَ: هُوَ الضَّامِرُ الْمُضْطَرِبُ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ. الأَصمعي: المُسْلَهِمُّ المتغيِّر اللَّوْن، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الَّذِي بَرَاهُ المرض والدُّؤوب فَصَارَ كأَنه مَسْلول. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: اسْلَهَمَّ الشَّيْءُ اسْلِهْماماً أَي تَغَيَّرَ رِيحُه. وسِلْهِمٌ، بِالْكَسْرِ: اسْمُ رَجُلٍ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سِلْهِم حَيٌّ مِنْ مَذْحجٍ، والله أَعلم.

سمم: السَّمُّ والسِّمُّ والسُّمُّ: القاتلُ، وَجَمْعُهَا سِمامٌ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام، يذُمُّ الدُّنْيَا: غِذَاؤُهَا سِمام

، بِالْكَسْرِ؛ هُوَ جَمْعُ السَّمِّ الْقَاتِلُ. وشيءٌ مَسْمُوم: فِيهِ سَمٌّ. وسَمَّتْه الهامَّة: أَصابَتْه بسَمِّها. وسَمَّه أَي سَقَاهُ السمَّ. وسَمَّ الطَّعَامَ: جَعَلَ فِيهِ السُّمَّ. والسَّامَّةُ: الموتُ، نَادِرٌ، وَالْمَعْرُوفُ السَّامُ، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ بِلَا هَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ

عُمير بْنِ أَفْصَى: تُورِدُه السَّامَّةَ

أَي الْمَوْتَ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ فِي الْمَوْتِ أَنه السَّامُ، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: قَالَتْ لِلْيَهُودِ عَلَيْكُمُ السَّامُ والدَّامُ.

وأَما السَّامَّةُ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، فَهِيَ ذواتُ السُّمومِ مِنَ الهوامِّ، وَمِنْهُ حَدِيثُ

ابْنِ عَبَّاسٍ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وهامَّه، وَمِنْ كلِّ عَيْنٍ لامَّه، وَمِنْ شرِّ كُلِّ سامَّه.

وَقَالَ شَمِرٌ: مَا لَا يَقْتُل ويَسُمُّ فَهِيَ السَّوامُّ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، لأَنها تَسُمُّ وَلَا تَبْلُغُ أَن تقتُل مِثْلَ الزُّنْبور والعَقْرب وأَشباههما. وَفِي الْحَدِيثِ

: أُعِيذُكُما بكَلِمات اللَّهِ التامَّه مِنْ كُلِّ سامَّه.

والسَّمُّ: سَمُّ الحية. والسامَّةُ: الخاصَّة؛

(1). قوله [مرغنات] قد تقدم في مادة خلج: موعبات وهو خطأ والصواب ما هنا كما هو في التكملة

(2)

. قوله [والسلقمة الذئبة] هكذا في الأَصل مضبوطاً، والذي في القاموس: السلقمة الريبة وضبطه بفتح السين، قال شارحه: هكذا في النسخ، والذي في اللسان السلقمة، بالكسر، الذئبة انتهى. لكن الذي في القاموس مثله في المحكم غير أنه ضبطت فيه بكسر السين كاللسان

ص: 302

يُقَالُ: كَيْفَ السَّامَّةُ والعامَّةُ. والسُّمَّةُ: كالسامَّةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

ووُصِلَتْ فِي الأَقْربينَ سُمَمُهْ

وسَمَّه سَمّاً: خصَّه. وسَمَّتِ النِّعْمَةُ أَي خصَّت؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

هُوَ الَّذِي أَنْعَمَ نُعْمى عَمَّتِ،

عَلَى البِلاد، رَبُّنا وسَمَّتِ

وَفِي الصِّحَاحِ: عَلَى الَّذِينَ أَسْلَموا وسَمَّتِ أَي بَلَغت الكلَّ. وأَهل المَسَمَّةِ: الخاصَّةُ والأَقارب، وأَهلُ المَنْحاة: الَّذِينَ ليسُوا بالأَقارب. ابْنُ الأَعرابي: المَسَمَّةُ الخاصَّةُ، والمَعَمَّةُ العامَّةُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الْمُسَيَّبِ: كُنَّا نَقُولُ إِذا أَصبَحْنا: نعوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ السامَّة والعامَّة

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: السَّامَّة هَاهُنَا خاصَّة الرَّجُلِ، يُقَالُ: سَمَّ إِذا خَصَّ. والسَّمُّ: الثَّقْبُ. وسَمُّ كلِّ شَيْءٍ وسُمُّه: خَرْتُه وثَقْبُه، وَالْجَمْعُ سُمُومٌ، وَمِنْهُ سَمُّ الخِيَاط. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ

؛ قَالَ يُونُسُ: أَهل الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ السُّمُّ والشُّهْدُ، يَرْفَعُون، وَتَمِيمٌ تَفْتَحُ السَّمَّ والشَّهْدَ، قَالَ: وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يَقُولُ هُمَا لُغَتَانِ سَمٌّ وسُمٌّ لِخَرْقِ الإِبْرة. وسُمَّةُ المرأَة: صَدْعُها وَمَا اتَّصل بِهِ مِنَ رَكَبِها وشُفْرَيْها. وَقَالَ الأَصمعي: سُمَّةُ المرأَة ثَقْبة فَرْجِها. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئتم سِماماً وَاحِدًا

؛ أَي مَأْتىً وَاحِدًا، وَهُوَ مِنْ سِمام الإِبرة ثَقْبِها، وانْتَصَب عَلَى الظَّرْفِ، أَي فِي سِمام وَاحِدٍ، لَكِنَّهُ ظَرْفٌ مَخْصُوصٌ، أُجري مُجْرى المُبْهَم. وسُمومُ الإِنسانِ وَالدَّابَّةِ: مَشَقُّ جِلْده «1» . وسُمُوم الإِنسانِ وسِمامُه: فَمُه ومَنْخِرُه وأُذنُه، الْوَاحِدُ سَمٌّ وسُمٌّ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ السُّمُّ الْقَاتِلُ، يُضَمُّ وَيُفْتَحُ، وَيُجْمَعُ عَلَى سُموم وسِمام. ومَسامُّ الْجَسَدِ: ثُقَبُه. ومَسامُّ الإِنسان: تَخَلْخُل بَشَرَتِهِ وجلْده الَّذِي يبرُزُ عَرقُهُ وبُخار بَاطِنِهِ مِنْهَا، سمِّيت مَسامَّ لأَن فِيهَا خُروقاً خَفِيَّةً وَهِيَ السُّموم، وسُمومُ الفَرس: مَا رقَّ عَنْ صَلابة العظْم مِنْ جَانِبَيْ قصَبة أَنفه إِلى نَواهِقه، وَهِيَ مَجاري دُمُوعِهِ، وَاحِدُهَا سَمٌّ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي وَجْهِ الْفَرَسِ سُمومٌ، وَيُسْتَحَبُّ عُرْيُ سُمومِه، وَيُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى العِتْق؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ الفرَس:

طِرْف أَسِيل مَعْقِد البَرِيمِ،

عارٍ لَطيف مَوْضِعِ السُّمُومِ

وَقِيلَ: السَّمَّانِ عِرْقان فِي أَنف الْفَرَسِ. وأَصاب سَمَّ حاجتِه أَي مطلَبَه، وَهُوَ بَصِيرٌ بسَمِّ حَاجَتِهِ كَذَلِكَ. وسَمَمْت سَمَّك أَي قَصَدْتُ قَصْدَك. وَيُقَالُ: أَصبت سَمَّ حَاجَتِكَ فِي وَجْهِهَا. والسَّمُّ: كُلُّ شَيْءٍ كالوَدَعِ يخرُج مِنَ الْبَحْرِ. والسُّمَّةُ والسَّمُّ: الوَدَع المنظومُ وأَشباهُه، يستخرَجُ مِنَ الْبَحْرِ يُنْظَم لِلزِّينَةِ، وَقَالَ اللَّيْثُ فِي جَمْعِهِ السُّموم، وَقَدْ سَمَّه؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

عَلَى مُصْلَخِمٍّ مَا يَكَادُ جَسِيمُه

يَمُدُّ بِعِطْفَيْه الوَضِينَ المُسَمَّما

أَراد: وَضِيناً مزيَّناً بالسُّموم. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِتَزاويقِ وجهِ السَّقْف سَمَّان، وَقَالَ غَيْرُهُ: سَمُّ الوَضِينِ عُرْوَتُه، وَكُلُّ خَرْق سَمٌّ. والتَّسْمِيمُ:

(1). قوله [مشق جلده] الذي في المحكم: مشاق

ص: 303

أَن يَتَّخِذَ للْوَضينِ عُرىً؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:

عَلَى كلِّ نَابِي المَحْزِمَيْنِ تَرى لَهُ

شَراسِيفَ، تَغْتالُ الوَضِينَ المُسَمَّما

أَي الَّذِي لَهُ ثَلَاثُ عُرىً وَهِيَ سُمُومُه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السَّمَّانُ الأَصْباغُ الَّتِي تُزَوَّقُ بِهَا السقُوف، قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدَةٍ. وَيُقَالُ لِلْجُمَّارة: سُمَّة القُلْب. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِجُمَّارة النَّخْلَةِ سُمَّة، وَجَمْعُهَا سُمَم، وَهِيَ اليَقَقَةُ. وسَمَّ بَيْنَ الْقَوْمِ يَسُمُّ سَمّاً: أَصْلَح. وسَمَّ شَيْئًا: أَصلحه. وسَمَمْت الشيءَ أَسُمُّه: أَصلحته. وسَمَمْت بَيْنَ الْقَوْمِ: أَصْلَحْت؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وتَنْأَى قُعُورُهُمُ فِي الأُمُور

عَلَى مَنْ يَسُمُّ، ومَن يَسْمُل

وسَمَّه سَمّاً: شدَّه. وسَمَمْت القارورةَ ونحوَها والشيءَ أَسُمُّه سَمّاً: شدَدْتُه، وَمِثْلُهُ رَتَوْتُه. وَمَا لَهُ سَمٌّ وَلَا حَمٌّ، بِالْفَتْحِ، غيرُك وَلَا سُمٌّ وَلَا حُمٌّ، بِالضَّمِّ، أَي مَا لَهُ هَمٌّ غَيْرُكَ. وَفُلَانٌ يَسُمُّ ذَلِكَ الأَمر، بِالضَّمِّ، أَي يَسبُره وينظُر مَا غَوْرُهُ. والسُّمَّةُ: حَصِيرٌ تُتَّخذ مِنْ خُوصِ الغَضف، وَجَمْعُهَا سِمامٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. التَّهْذِيبُ: والسُّمَّةُ شِبْه سُفْرَةٍ عَرِيضَةٍ تُسَفُّ مِنَ الْخُوصِ وَتُبْسَطُ تَحْتَ النَّخْلَةِ إِذا صُرِمت ليسقُط مَا تَناثَر مِنَ الرُّطَب والتمر «1» عليهما، قَالَ: وَجَمْعُهَا سُمَمٌ. وسامُّ أَبْرَصَ: ضَرْبٌ مِنَ الوَزَغ. وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ كِبَارِ الوَزَغ، وسامَّا أَبرصَ، وَالْجَمْعُ سَوامُّ أَبْرصَ. وَفِي حَدِيثِ

عِياض: مِلْنا إِلى صَخْرَةٍ فإِذا بَيْض، قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: بِيضُ السامِ

، يُرِيدُ سامَّ أَبْرصَ نَوْعٌ مِنَ الوَزَغ. والسَّمُومُ: الريحُ الحارَّة، تُؤَنَّثُ، وَقِيلَ: هِيَ الْبَارِدَةُ لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارًا، تَكُونُ اسْمًا وَصِفَةً، وَالْجَمْعُ سَمائم. ويومٌ سامٌّ ومُسِمٌّ؛ الأَخيرة قَلِيلَةٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو عُبَيْدَةَ: السَّمومُ بِالنَّهَارِ، وَقَدْ تَكُونُ بِاللَّيْلِ، والحَرُور بِاللَّيْلِ، وَقَدْ تَكُونُ بِالنَّهَارِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: سُمَّ يومُنا فَهُوَ مَسْمومٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرمَّة:

هَوْجاء راكِبُها وَسْنانُ مَسْمُومُ

وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: كَانَتْ تَصُومُ فِي السفَر حَتَّى أَذْلَقَها السَّمُومُ

؛ هُوَ حرُّ النَّهَارِ. ونَبْتٌ مَسْمُومٌ: أَصابتْه السَّمومُ. ويومٌ مَسْمُومٌ: ذُو سَمومٍ؛ قَالَ:

وَقَدْ عَلَوْت قُتودَ الرَّحْل، يَسْفَعُني

يَوْمٌ قُدَيْدِمُهُ الجَوْزاء مَسْموم

التَّهْذِيبِ: وَمِنْ دَوَائِرِ الْفُرْسِ دَائِرَةُ السَّمامةِ، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي وَسَط العُنُق فِي عَرضها، وَهِيَ تستحبُّ، قَالَ: وسُمومُ الفَرس أَيضاً كُلُّ عظْم فِيهِ مُخٌّ، قَالَ: والسُّمومُ أَيضاً فُروجُ الفَرس، وَاحِدُهَا سَمٌّ، وفُروجُه عَيناه وأُذناه ومَنْخِراه؛ وأَنشد:

فنَفَّسْتُ عَنْ سَمَّيْه حَتَّى تَنَفَّسا

أَراد عَنْ مَنْخِريه. وسُمومُ السَّيْفِ: حُزوزٌ فِيهِ يعلَّمُ بِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ الخَوارج:

لِطافٌ بَراها الصومُ حَتَّى كأَنَّها

سُيوف يَمانٍ، أَخْلَصَتْها سُمُومُها

يَقُولُ: بَيَّنَت هَذِهِ السُّموم عَنْ هَذِهِ السيوف أَنها

(1). قوله [والتمر] الذي في التكملة: والبسر

ص: 304

عُتُق، قَالَ: وسُموم العُتُق غَيْرَ سُموم الحُدْث. والسَّمام، بِالْفَتْحِ: ضَرْب مِنَ الطَّيْرِ نَحْوَ السُّمانى، وَاحِدَتُهُ سَمامَة؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ دُونَ القَطَا فِي الخِلْقَة، وَفِي الصِّحَاحِ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ وَالنَّاقَةُ السَّرِيعَةُ أَيضاً؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى النَّاقَةِ السَّرِيعَةِ:

سَمام نَجَتْ مِنْهَا المَهارَى، وغُودِرَتْ

أَراحِيبُها والمَاطِلِيُّ الهَمَلَّعُ

وَقَوْلُهُمْ فِي المثَل: كلَّفْتَني بَيْضَ السَّماسِم؛ فسرَّه فَقَالَ: السَّماسِمُ طَيْرٌ يُشْبه الخُطَّاف، وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ فِي مثَل إِذا سُئل الرَّجُلُ مَا لَا يَجِد وَمَا لَا يَكُونُ: كلَّفْتني سَلَى جَمَلٍ، وَكَلَّفْتَنِي بَيْضَ السَّماسِم، وَكَلَّفْتَنِي بِيضَ الأَنُوق؛ قَالَ: السَّماسِم طَيْرٌ مِثْلَ الخَطاطيف لَا يُقْدَر لَهَا عَلَى بَيْضٍ. والسَّمامُ: اللِّوَاءُ، عَلَى التَّشْبِيهِ. وسَمامَةُ الرجُلِ وكلِّ شَيْءٍ وسَماوتُه: شخصُه، وَقِيلَ: سَماوتُه أَعلاه. والسَّمامَةُ: الشَّخْصُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

وعادِيَة تُلْقِي الثِّيابَ كأَنَّما

تُزَعْزِعُها، تَحْتَ السَّمامةِ، ريحُ

وَقِيلَ: السَّمامة الطَّلْعة. والسَّمامُ والسَّمْسامُ والسُّماسِم والسُّمْسُمانُ والسُّمْسُمانيُّ، كُلُّهُ: الْخَفِيفُ اللطيفُ السريعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ السَّمْسَمةُ. والسَّمْسامةُ: المرأَة الْخَفِيفَةُ اللَّطِيفَةُ. ابْنُ الأَعرابي: سَمْسَمَ الرجلُ إِذا مَشى مَشْياً رفِيقاً. وسَمسَمٌ وسَمْسامٌ: الذِّئب لخِفَّته، وَقِيلَ: السَّمْسَم الذِّئْبُ الصَّغِيرُ الْجِسْمِ. والسَّمْسَمَةُ: ضَرْبٌ مِنْ عَدْوِ الثَّعْلب، وسَمْسَمٌ والسَّمْسَمُ جَمِيعًا مِنْ أَسمائه. ابْنُ الأَعرابي: السَّمْسَمُ، بِالْفَتْحِ، الثَّعْلب؛ وأَنشد:

فارَقَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه

والسَّمامةُ والسمْسُمة والسِّمْسِمة: دُوَيْبَّة، وَقِيلَ: هِيَ النَّمْلَةُ الْحَمْرَاءُ، وَالْجَمْعُ سَماسِم. اللَّيْثُ: يُقَالُ لدُوَيْبَّة عَلَى خِلْقة الآكِلَة حَمْرَاءُ هِيَ السِّمْسِمة؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيتها فِي الْبَادِيَةِ، وَهِيَ تَلْسع فتُؤلم إِذا لَسَعَت؛ وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: هِيَ السَّماسِم، وَهِيَ هَناتٌ تَكُونُ بِالْبَصْرَةِ تَعَضُّ عَضّاً شديداً، لَهُنَّ رؤوس فِيهَا طُولٌ إِلى الْحُمْرَةِ أَلوانُها. وسَمْسَم: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجِ:

يَا دارَ سَلْمَى، يَا اسْلَمِي ثُمَّ اسْلَمِي

بسَمْسَمٍ، أَو عَنْ يَمِينِ سَمْسَمِ

وَقَالَ طُفَيل:

أَسَفَّ عَلَى الأَفلاجِ أَيمنُ صَوْبهِ،

وأَيْسَره يَعْلو مَخارِمَ سَمْسَمِ

وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ رَمْلة مَعْرُوفَةٌ؛ وَقَوْلُ البَعِيث:

مُدامِنُ جَوعاتٍ، كأَنَّ عُروقَه

مَسَارِبُ حَيَّات تَشَرَّبْنَ سَمْسَمَا

قَالَ: يَعْنِي السَّمَّ، قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ تَسَرَّبْنَ جَعَلَ سَمْسَماً رَمَلَةً، ومساربُ الْحَيَّاتِ: آثَارُهَا فِي السَّهْلِ إِذا مرَّت، تَسَرَّبُ: تَجِيءُ وَتَذْهَبُ، شبَّه عُرُوقَهُ بمَجارِي حَيَّاتٍ لأَنها مُلْتوية. والسِّمْسِمُ: الجُلْجُلانُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ بالسَّراة واليَمَنِ كَثِيرٌ، قَالَ: وَهُوَ أَبيض.

ص: 305

الْجَوْهَرِيُّ: السِّمْسِمُ حَبُّ الحَلِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ أَنه يُقَالُ لبائعِ السِّمْسِمِ سَمَّاسٌ، كَمَا قَالُوا لِبَائِعِ اللُّؤلؤ لأْآلٌ. وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ:

كأَنهم عِيدانُ السَّماسِمِ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ عَلَى اخْتِلَافِ طُرْقِهِ ونُسَخِه، فإِن صحَّت الرِّوَايَةُ فَمَعْنَاهُ أَن السَّماسِم جَمْعُ سِمْسِم، وعيدانُه تَراها إِذا قُلِعت وتُرِكَتْ لِيُؤْخَذَ حَبُّها دِقاقاً سُوداً كأَنَّها مُحْتَرِقَةٌ، فَشُبِّهَ بِهَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: وَطَالَمَا تَطَلَّبْتُ مَعْنَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ وسأَلت عَنْهَا فَلَمْ أَرَ شَافِيًا وَلَا أُجِبْتُ فِيهَا بِمُقْنِعٍ، وَمَا أَشبه مَا تَكُونُ مُحَرَّفةً، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَتْ كأَنهم عِيدَانُ السَّاسَمِ، وَهُوَ خَشَبٌ كَالْآبَنُوسِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

سنم: سَنامُ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ: أَعلى ظَهْرِهَا، وَالْجَمْعُ أَسْنِمَة. وَفِي الْحَدِيثِ:

نِسَاءٌ عَلَى رؤوسهن كأَسْنِمة البُخْت

؛ هُنَّ اللَّواتي يَتَعَمَّمْنَ بالمَقانِع على رؤوسهنَّ يُكَبِّرْنَها بِهَا، وَهُوَ مِنْ شِعار المُغَنِّيات. وسَنِمَ سَنَماً، فَهُوَ سَنِمٌ: عَظُمَ سَنامُه، وَقَدْ سَنَّمه الكَلأُ وأَسْنمه. وَقَالَ اللَّيْثُ: جَمَلٌ سَنِمٌ وَنَاقَةٌ سَنِمة ضخْمة السَّنام. وَفِي حَدِيثِ لُقْمان:

يَهَب الْمِائَةَ البكْرَةَ السَّنِمةَ

أَي الْعَظِيمَةَ السَّنَامِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُميرٍ:

هَاتُوا بجَزُورٍ سَنِمةٍ، فِي غَدَاةٍ شَبِمةٍ.

وَسَنَامُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعلاه؛ وَفِي شِعْرِ حسَّان:

وإِنَّ سَنامَ المَجْدِ، مِنْ آلِ هاشِمٍ،

بَنُو بِنتِ مَخْزومٍ ووالدُك العَبْدُ

أَي أَعلى الْمَجْدِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

قَضى القُضاة أَنها سَنامُها

فسَّره فَقَالَ: مَعْنَاهُ خِيارُها، لأَن السَّنام خِيارُ مَا فِي الْبَعِيرِ، وسَنَّم الشيءَ: رَفَعَه. وسَنَّم الإِناء إِذا ملأَه حَتَّى صَارَ فَوْقَهُ كالسَّنام. ومَجْدٌ مُسَنَّم: عَظِيمٌ. وسَنَّم الشَّيْءَ وتَسَنَّمه: عَلَاهُ. وتَسَنَّم الفحلُ النَّاقَةَ: رَكِبَهَا وَقاعَها؛ قَالَ يَصِفُ سَحَابًا:

مُتَسَنِّماً سَنِماتِها، مُتَفَجِّساً

بالهَدْرِ يَملأُ أَنْفُساً وَعُيُونَا

وَيُقَالُ: تَسَنَّم السَّحابُ الأَرض إِذا جادَها. وتسنَّم الفحلُ النَّاقَةَ إِذا رَكِبَ ظهرَها؛ وَكَذَلِكَ كلُّ مَا رَكِبْتَهُ مُقْبلًا أَو مُدْبِراً فَقَدْ تَسَنَّمْته. وأَسْنم الدخانُ أَي ارْتَفَعَ. وأَسْنَمتِ النارُ: عظُمَ لَهَبُها؛ وَقَالَ لَبِيدٌ:

مَشْمُولةٍ عُلِثَتْ بِنابتِ عَرْفَجٍ،

كدُخان نارٍ ساطعٍ إِسْنامُها

وَيُرْوَى: أَسنامُها، فَمَنْ رَوَاهُ بِالْفَتْحِ أَراد أَعالِيَها، وَمَنْ رَوَاهُ بِالْكَسْرِ فَهُوَ مَصْدَرُ أَسْنَمتْ إِذا ارْتَفَعَ لَهَبُها إِسْناماً. وأَسْنِمةُ الرَّمْلِ: ظُهورها الْمُرْتَفِعَةُ مِنْ أَثْباجِها. يُقَالُ: أَسْنِمة وأَسْنُمة، فَمَنْ قَالَ أَسْنُمة جَعَلَهُ اسْمًا لِرَمْلَةٍ بِعَيْنِهَا، ومَن قَالَ أَسْنِمة جعَلَها جَمْعَ سَنام وأَسْنِمَةٍ. وأَسْنِمةُ الرِّمَالِ: حُيودها وأَشرافُها، عَلَى التَّشْبِيهِ بسَنام النَّاقَةِ. وأَسْنُمةُ: رَمْلة ذَاتُ أَسْنِمةٍ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ زُهَيْرٍ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، قَالَ:

ضَحَّوا قَلِيلًا قَفَا كُثْبان أَسْنُمة، [أَسْنِمة]

ومنهمُ بالقَسُوميَّاتِ مُعْتَرَكُ

الْجَوْهَرِيُّ: وأَسْنُمة، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّ النُّونِ، أَكَمَة مَعْرُوفَةٌ بقُرب طَخْفَة؛ قَالَ بشْرٌ:

أَلا بانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يُزاروا،

وقَلْبُك فِي الظَّعائن مُسْتعارُ

ص: 306

كأَنَّ ظِباء أَسْنُمةٍ عَلَيْهَا

كوانِسُ، قالِصاً عَنْهَا المَغارُ

يُفَلِّجْن الشِّفاهَ عَنُ [عَنِ] اقحُوانٍ

حَلاه، غِبَّ ساريةٍ، قِطارُ

والمَغارُ: مَكانِسُ الظِّباء. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ

؛ قَالُوا: هُوَ مَاءٌ فِي الْجَنَّةِ سمِّي بِذَلِكَ لأَنه يَجْري فَوْقَ الغُرَف والقُصور. وتَسْنيمٌ: عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ زَعَمُوا، وَهَذَا يُوجِبُ أَن تَكُونَ مَعْرِفَةً وَلَوْ كَانَتْ مَعْرِفَةً لَمْ تُصْرَف. قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ

؛ أَي مِزاجُه مِنْ مَاءٍ مُتَسَنِّمٍ عَيْناً تأْتيهم مِنْ عُلْوٍ تَتَسَنَّم عَلَيْهِمْ مِنَ الغُرَف؛ الأَزهري: أَي مَاءٌ يتنزَّل عَلَيْهِمْ مِنْ مَعالٍ وينصبُ عيْناً عَلَى جِهَتَيْنِ: إِحداهما أَنْ تَنْوي مِنْ تَسْنِيمِ عَيْنٍ فَلَمَّا نُوِّنَتْ نُصِبَتْ، وَالْجِهَةُ الأُخرى أَنْ تَنْوِيَ مِنْ مَاءٍ سُنِّم عَيْنًا، كَقَوْلِكَ رُفِعَ عَيْنًا، وإِن لَمْ يَكُنِ التَّسْنِيمُ اسْمًا لِلْمَاءِ فَالْعَيْنُ نَكِرَةٌ والتَّسْنِيمُ مَعْرِفَةٌ، وإِن كَانَ اسْمًا لِلْمَاءِ فَالْعَيْنُ مَعْرِفَةٌ، فَخَرَجَتْ أَيضاً نَصْبًا، وَهَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ، قَالَ: وَقَالَ الزَّجَّاجُ قَوْلًا يقرُب مَعْنَاهُ مِمَّا قَالَ الْفَرَّاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

خيرُ الْمَاءِ الشَّبِمُ

يَعْنِي الْبَارِدَ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: السَّنِمُ، بِالسِّينِ وَالنُّونِ، وَهُوَ الْمَاءُ الْمُرْتَفِعُ الظَّاهِرُ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَيُرْوَى بِالشِّينِ وَالْبَاءِ. وكلُّ شَيْءٍ عَلَا شَيْئًا فَقَدْ تَسَنَّمَه. الجوهري: وسَنام الأَرض نَحْرُها ووسَطُها. وماءٌ سَنِمٌ: عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَيُقَالُ لِلشَّرِيفِ سَنِيمٌ مأْخوذ مِنْ سَنَامِ الْبَعِيرِ، وَمِنْهُ تَسْنِيمُ القُبور. وقَبْرٌ مُسَنَّم إِذا كَانَ مَرْفُوعًا عَنِ الأَرض. وَكُلُّ شَيْءٍ عَلَا شَيْئًا فَقَدْ تَسَنَّمه. وتَسْنِيمُ القبرِ: خِلَافُ تَسْطيحهِ. أَبو زَيْدٍ: سَنَّمْت الإِناء تَسْنِيماً إِذا ملأْته ثُمَّ حَمَلْت فَوْقَهُ مثلَ السَّنام مِنَ الطَّعَامِ أَو غَيْرِهِ. والتَّسَنُّم: الأَخذ مُغافَسةً، وتَسَنَّمه الشَّيْبُ: كَثُرَ فِيهِ وَانْتَشَرَ كتَشَنَّمه، وَسَيُذْكَرُ فِي حَرْفِ الشِّينِ، وَكِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وتَسَنَّمه الشَّيْبُ وأَوْشَم فِيهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: تَسَنَّمْتُ الْحَائِطَ إِذا علوتَه مِنْ عُرْضه. والسَّنَمة: كلُّ شَجَرَةٍ لَا تحمِل، وَذَلِكَ إِذا جفَّت أَطرافُها وَتَغَيَّرَتِ. والسَّنَمةُ: رأْس شَجَرَةٌ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ، يَكُونُ عَلَى رأْسها كَهَيْئَةِ مَا يَكُونُ عَلَى رأْس القصَب، إِلَّا أَنه ليِّن تأْكله الإِبل أَكلًا خَضْماً. والسَّنَمُ: جِماعٌ، وأَفضل السَّنَم شَجَرَةٌ تسمَّى الأَسْنامَة، وَهِيَ أَعظمُها سَنَمةً؛ قَالَ الأَزهري: السَّنَمةُ تَكُونُ للنَّصِيِّ والصِّلِّيان والغَضْوَر والسَّنْط وَمَا أَشبهها. والسَّنَمَةُ أَيضاً: النَّوْرُ، والنَّوْرُ غَيْرُ الزَّهْرَة، والفرْق بَيْنَهُمَا أَن الزَّهْرة هِيَ الوَرْدة الوُسْطى، وإِنما تَكُونُ السَّنَمَة للطَّريفة دُونَ البَقْل. وسَنَمةُ الصِّلِّيان: أَطرافه الَّتِي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بعضُ الرُّواة أَن السَّنَمة مَا كَانَ مِنْ ثَمر الأَعْشاب شَبِيهًا بثَمر الإِذْخِر وَنَحْوِهِ، وَمَا كَانَ كَثَمَرِ القصَب، وأَن أَفْضل السَّنَمِ سَنَمُ عُشْبَة تسمَّى الأَسْنامَةَ، والإِبل تأْكلها خَضْماً لِلِينِهَا، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: لَيْسَ تأْكله الإِبل خَضْماً. وَنَبْتٌ سَنِمٌ أَي مرتفِع، وَهُوَ الَّذِي خَرَجَتْ سَنَمَتُه، وَهُوَ مَا يَعْلو رأْسه كالسُّنْبُل؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

رَعَيْتها أَكرَمَ عُودٍ عُودا:

الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضيدا

والخازِبازِ السَّنِمِ المَجُودا،

بِحَيْثُ يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودا

ص: 307

والأَسْنامة: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَالْجَمْعُ أَسْنام؛ قَالَ لَبِيدٌ:

كدُخانِ نارٍ ساطعٍ أَسْنامُها

ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَسْنامٌ شَجَرٌ؛ وأَنشد:

سَباريتَ إِلَّا أَنْ يَرى مُتَأَمِّلٌ

قَنازِعَ أَسْنامٍ بِهَا وثَغامِ «2»

وَسَنَامٌ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

خَلَتْ بغَزالها، ودَنا عَلَيْهَا

أَراكُ الجِزْعِ، أَسْفَلَ مِنْ سَنامِ

وَقَالَ اللَّيْثُ: سَنام اسْمُ جَبَلٍ بِالْبَصْرَةِ، يُقَالُ إِنه يَسير مَعَ الدَّجال. والإِسْنامُ: ثَمَرُ الحَليِّ؛ حَكَاهَا السِّيرَافِيُّ عَنْ أَبي مَالِكٍ. الْمُحْكَمُ: سَنام اسْمُ جَبَلٍ، وَكَذَلِكَ سُنَّم. والسُّنَّمُ: الْبَقَرَةُ. ويَسْنَمُ: موضع.

سهم: السَّهْمُ: وَاحِدُ السِّهام. والسَّهْمُ: النَّصِيبُ. الْمُحْكَمُ: السَّهْم الحظُّ، والجمع سُهْمان وسُهْمة؛ الأَخيرة كأُخْوة. وَفِي هَذَا الأَمر سُهْمة أَي نَصِيبٌ وَحَظٌّ مِنْ أَثَر كَانَ لِي فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، سَهْم مِنَ الغنِيمة شَهِد أَو غَابَ

؛ السَّهْم فِي الأَصل: وَاحِدُ السِّهام الَّتِي يُضْرَب بِهَا فِي المَيْسِر وَهِيَ القِداح ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ مَا يَفُوزُ بِهِ الفالِجُ سَهْمُهُ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى سُمِّيَ كُلُّ نَصِيبٍ سَهْماً، وَتُجْمَعُ عَلَى أَسْهُمٍ وسِهام وسُهمان، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

مَا أَدري مَا السُّهْمانُ.

وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: فَلَقَدْ رأَيتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانها

، وَحَدِيثُ

بُرَيْدَةَ: خَرَجَ سَهْمُك

أَي بالفَلْجِ والظَّفَرِ. والسَّهْم: القِدْح الذي يُقارَع بِهِ، وَالْجَمْعُ سِهام. واسْتَهَمَ الرَّجُلَانِ: تَقَارَعَا. وساهَمَ القومَ فسهَمَهُمْ سَهْماً: قَارَعَهُمْ فَقَرَعَهُمْ. وساهَمْتُهُ أَي قارعته فَسَهَمْتُهُ أَسْهَمُه، بالفتح، وأَسْهَمَ بَيْنَهُمْ أَي أَقْرَعَ. واسْتَهَمُوا أَي اقْتَرَعُوا. وتَساهَمُوا أَي تَقَارَعُوا. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ

؛ يَقُولُ: قارَعَ أَهْلَ السَّفِينَةِ فَقُرِعَ.

وَقَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، لِرَجُلَيْنِ احْتَكما إِليه فِي مَوَارِيثَ قَدْ دَرَسَت: اذْهَبَا فَتَوخَّيا، ثُمَّ اسْتَهِما، ثُمَّ ليأْخذ كلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا تُخْرِجُهُ القسمةُ بالقُرْعةِ، ثُمَّ لِيُحْلِلْ كلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صاحبَه فِيمَا أَخَذ وَهُوَ لَا يَسْتَيْقِنُ أَنه حَقِّهِ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ

اذهَبا فتَوَخَّيا ثُمَّ اسْتَهِما

أَي اقْتَرِعا يَعْنِي لِيَظْهَرَ سَهْمُ كلِّ واحدٍ مِنْكُمَا. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: وَقَعَ فِي سَهْمِي جاريةٌ

، يَعْنِي مِنَ المَغْنَم. والسُّهْمَةُ: النَّصِيبُ. والسَّهْمُ: وَاحِدُ النَّبْلِ، وَهُوَ مَرْكَبُ النَّصْلِ، وَالْجَمْعُ أَسْهُمٌ وسِهامٌ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّهْمُ نَفْسُ النَّصْل، وَقَالَ: لَوِ التَقَطْت نَصْلًا لَقُلْتَ مَا هَذَا السَّهْمُ مَعَكَ، وَلَوِ الْتَقَطْتَ قِدْحاً لَمْ تَقُلْ مَا هَذَا السَّهْمُ مَعَكَ، والنَّصْلُ السَّهْم الْعَرِيضُ الطَّوِيلُ يَكُونُ قَرِيبًا مِنْ فِتْرٍ والمِشْقَص عَلَى النِّصْفِ مِنَ النَّصْل، وَلَا خَيْرَ فِيهِ، يَلْعَبُ بِهِ الوِلْدانُ، وَهُوَ شَرُّ النَّبْلِ وأَحرضه؛ قَالَ: والسَّهْمُ ذُو الغِرارَيْنِ والعَيْرِ، قَالَ: والقُطْبَةُ لَا تُعَدُّ سَهْماً، والمِرِّيخُ الَّذِي عَلَى رأْسه الْعَظِيمَةِ يَرْمِي بِهَا أَهل الْبَصْرَةِ بَيْنَ الهَدَفَيْنِ، والنَّضِيُّ مَتْنُ القِدْح مَا بَيْنَ الفُوق والنَّصْل. والمُسَهَّمُ: البُرْدُ الْمُخَطَّطُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَوْسٍ:

فإِنا رأَينا العِرْضَ أَحْوَجَ، سَاعَةً،

إِلى الصَّوْنِ، مِنْ رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ

(2). قوله [وأَسنام شَجَرٌ وأَنشد سَبَارِيتَ إِلخ] عبارة التكملة: أَبو نصر الإسنامة يعني بالكسر ثمر الحلي، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ سَبَارِيتُ إِلخ وأَسنام في البيت مضبوط فيها بالكسر

ص: 308

وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: أَنه كَانَ يُصَلِّي فِي بُرْدٍ مُسَهَّمٍ

أَي مُخَطَّطٍ فِيهِ وَشْيٌ كالسِّهامِ. وبُرْدٌ مُسَهَّمٌ: مُخَطَّطٌ بِصُوَرٍ عَلَى شَكْلِ السِّهام؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنما ذَلِكَ لوَشْيٍ فِيهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ دَارًا:

كأَنَّها بَعْدَ أَحْوالٍ مَضَيْنَ لَهَا،

بالأَشْيَمَيْنِ، يَمانٍ فِيهِ تَسْهِيمُ

والسَّهْمُ: القِدْحُ الَّذِي يُقارَعُ بِهِ. والسَّهْمُ: مِقْدَارُ سِتِّ أَذرع فِي مُعَامَلَاتِ النَّاسِ ومِساحاتِهم. والسَّهْمُ: حَجْرٌ يُجْعَلُ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي يُبْنَى للأَسد ليُصاد فِيهِ، فإِذا دَخَلَهُ وَقَعَ الْحَجْرُ عَلَى الْبَابِ فسدَّه. والسُّهْمَةُ، بِالضَّمِّ: الْقَرَابَةُ؛ قَالَ عَبِيدٌ:

قَدْ يُوصَلُ النازِحُ النَّائي، وَقَدْ

يُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ القريبُ

وَقَالَ:

بَني يَثْرَبيٍّ، حَصِّنوا أَيْنُقاتِكُم

وأَفْراسَكُمْ مِنْ ضَرْبِ أَحْمَرَ مُسْهَمِ

وَلَا أُلْفِيَنْ ذَا الشَّفِّ يَطْلُبُ شِفَّهُ،

يُداوِيهِ منْكُمْ بالأَدِيم المُسَلَّمِ

أَراد بِقَوْلِهِ أَيْنُقاتِكُمْ وأَفْراسكم نِسَاءَهُمْ؛ يَقُولُ: لَا تُنْكِحُوهُنّ غَيْرَ الأَكفاء، وَقَوْلُهُ مِنْ ضَرْب أَحْمر مُسْهَمِ يَعْنِي سِفاد رَجُلٍ مِنَ الْعَجَمِ، وَقَوْلُهُ بالأَديم المُسَلَّمِ أَي يَتَصَحَّحُ بِكُمْ. والسُّهام والسَّهامُ: الضُّمْرُ وتَغَيُّر اللون وذُبولُ الشَّفَتين. سَهَمَ، بِالْفَتْحِ، يَسْهَمُ سُهاماً وسُهوماً وسَهُمَ أَيضاً، بِالضَّمِّ، يَسْهُمُ سُهوماً فِيهِمَا وسُهِمَ يُسْهَمُ، فَهُوَ مَسْهومٌ إِذا ضَمُرَ: قَالَ العجَّاجُ:

فَهِيَ كرِعْدِيدِ الكَثِيبِ الأَهْيَمِ

وَلَمْ يَلُحْها حَزَنٌ عَلَى ابْنِمِ

وَلَا أَبٍ وَلَا أَخٍ فتَسْهُمِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

دَخَلَ عليَّ ساهِمَ الوَجْهِ

أَي مُتَغَيِّره. يُقَالُ: سَهَمَ لونُهُ يَسْهَمُ إِذا تَغير عَنْ حالهِ لِعَارِضٍ. وَفِي حَدِيثِ

أُم سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَراك ساهِمَ الوَجْهِ؟

وَحَدِيثُ

ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذِكْرِ الْخَوَارِجِ: مُسَهَّمةٌ وُجُوهُهُمْ

؛ وَقَوْلُ عَنْترَة:

والخَيْلُ ساهِمَةُ الوُجُوهِ، كأَنَّما

يُسْقى فَوارِسُها نَقِيعَ الحَنْظَلِ

فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنما أَراد أَن أَصحاب الْخَيْلِ تَغَيَّرَتْ أَلوانُهم مِمَّا بِهِمْ مِنَ الشِّدَّةِ، أَلا تَرَاهُ قَالَ يُسْقَى فَوارِسُها نَقيعَ الحَنْظَلِ؟ فَلَوْ كَانَ السُّهام لِلْخَيْلِ أَنْفُسِها لَقَالَ كأَنَّما تُسْقَى نَقيعَ الحَنْظَلِ. وَفَرَسٌ ساهِمُ الوَجْه: مَحْمُولٌ عَلَى كَرِيهَةِ الجَرْي، وَقَدْ سُهِمَ، وأَنشد بَيْتَ عَنْتَرَةَ: وَالْخَيْلُ ساهِمَةُ الوجوهِ؛ وَكَذَا الرَّجُلُ إِذا حُمِلُ عَلَى كرِيهةٍ فِي الْحَرْبِ وَقَدْ سُهِمَ. وَفَرَسٌ مُسْهَمٌ إِذا كَانَ هَجِينًا يُعْطَى دُونَ سَهْمِ العَتِيقِ مِنَ الْغَنِيمَةِ. والسُّهومُ: العُبوس عُبوسُ الوجهِ مِنَ الهمِّ؛ قَالَ:

إِن أَكُنْ مُوثَقاً لكِسرَى، أَسيراً

فِي هُمومٍ وكُرْبَةٍ وسُهومِ

رَهْنَ قَيْدٍ، فَمَا وَجَدْتُ بَلَاءً

كإِسارِ الْكَرِيمِ عِنْدَ اللَّئيمِ

والسُّهامُ: دَاءٌ يأْخذ الإِبل؛ يُقَالُ: بَعِيرٌ مَسْهومٌ وَبِهِ سُهامٌ، وإِبل مُسَهَّمَةٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ:

وَلَمْ يَقِظْ فِي النَّعَمِ المُسَّهَمِ

والسَّهام: وَهَجُ الصَّيْفِ وغَبَراتُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

ص: 309

كأَنَّا عَلَى أَولاد أَحْقَبَ لاحَها،

ورَمْيُ السَّفَا أَنْفاسَها بسَهامِ

وسُهِمَ الرجلُ أَي أَصابه السَّهامُ. والسَّهامُ: لُعاب الشَّيْطَانِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازِمٍ:

وأَرْض تَعْزِفُ الجِنَّانُ فِيها،

فيافِيها يَطِيرُ بِهَا السَّهامُ

ابْنُ الأَعرابي: السُّهُمُ غَزْلُ عَيْنِ الشَّمْسِ، والسُّهُمُ: الْحَرَارَةُ الغالبةُ. والسَّهامُ، بِالْفَتْحِ: حَرُّ السَّمُومِ. وَقَدْ سُهِمَ الرجلُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، إِذا أَصابته السَّمُومُ. والسَّهامُ: الرِّيحُ الحارَّة، وَاحِدُهَا وَجَمْعُهَا سَوَاءٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

ورَمَى دَوابِرَها السَّفَا، وتَهَيَّجَتْ

رِيحُ المَصايِفِ سَوْمُها وسَهامُها

والسَّهُومُ: العُقابُ. وأَسْهَمَ الرجلُ، فَهُوَ مُسْهَمٌ، نَادِرٌ، إِذا كَثُرَ كَلَامُهُ كأَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ، وَالْمِيمُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ. والسُّهُمُ والشُّهُمُ، بِالسِّينِ وَالشِّينِ: الرِّجَالُ الْعُقَلَاءُ الحُكماءُ العُمَّالُ. وَرَجُلٌ مُسْهَمُ العقلِ والجسمِ: كمُسْهَبٍ، وَحَكَى يَعْقُوبُ أَن مِيمَهُ بَدَلٌ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مُسْهَمُ العقلِ كمُسْهَبٍ، قَالَ: وَهُوَ عَلَى الْبَدَلِ أَيضاً، وَكَذَلِكَ مُسْهَمُ الجسمِ إِذا ذَهَبَ جسمُه فِي الحُبِّ. والساهِمَةُ: النَّاقَةُ الضامرةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة:

أَخا تَنائِفَ أَغْفَى عِنْدَ ساهِمَةٍ

بأَخْلَقِ الدفِّ، فِي تَصديره جُلَبُ

يَقُولُ: زَارَ الخَيالُ أَخا تَنائِفَ نَامَ عِنْدَ نَاقَةٍ ضَامِرَةٍ مَهْزُولَةٍ بِجَنْبِهَا قُروحٌ مِنْ آثَارِ الحِبال، والأَخْلَقُ: الأَملس. وإِبل سَواهِمُ إِذا غَيَّرَهَا السَّفَرُ. وسَهْمُ البيتِ: جائِزُهُ. وسَهْمٌ: قَبِيلَةٌ فِي قُرَيْشٍ. وسَهْمٌ أَيضاً: فِي باهِلَة. وسَهْمٌ وسُهَيمٌ: اسْمَانِ. وسَهامٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أُميَّةُ بْنُ أَبي عائِذٍ:

تَصَيَّفْتُ نَعْمانَ، واصَّيَفَتْ

جُنُوبَ سَهامٍ إِلى سُرْدَدِ

سوم: السَّوْمُ: عَرْضُ السِّلْعَةِ عَلَى الْبَيْعِ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّوْمُ فِي الْمُبَايَعَةِ يُقَالُ مِنْهُ ساوَمْتُهُ سُواماً، واسْتامَ عليَّ، وتساوَمْنا، الْمُحْكَمُ وَغَيْرُهُ: سُمْتُ بالسلْعةِ أَسومُ بِهَا سَوْماً وساوَمْت واسْتَمْتُ بِهَا وَعَلَيْهَا غَالَيْتُ، واسْتَمْتُه إِياها وَعَلَيْهَا غالَيْتُ، واسْتَمْتُهُ إِياها سأَلته سَوْمَها، وسامَنيها ذَكَرَ لِي سَوْمَها. وإِنه لِغَالِي السِّيمَةِ والسُّومَةِ إِذا كَانَ يُغْلي السَّوْمَ. وَيُقَالُ: سُمْتُ فُلَانًا سِلعتي سَوْماً إِذا قلتَ أَتأْخُذُها بِكَذَا مِنَ الثَّمَنِ؟ وَمِثْلُ ذَلِكَ سُمْتُ بسِلْعتي سَوْماً. وَيُقَالُ: اسْتَمْتُ عَلَيْهِ بسِلْعتي استِياماً إِذا كنتَ أَنت تَذْكُرُ ثَمَنَهَا. وَيُقَالُ: اسْتامَ مِنِّي بسِلْعتي اسْتِياماً إِذا كَانَ هُوَ الْعَارِضُ عَلَيْكَ الثَّمَن. وَسَامَنِي الرجلُ بسِلْعته سَوْماً: وَذَلِكَ حِينَ يَذْكُرُ لَكَ هُوَ ثَمَنَهَا، وَالِاسْمُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ السُّومَةُ والسِّيمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

نَهَى أَن يَسومَ الرجلُ عَلَى سَومِ أَخيه

؛ المُساوَمَةُ: الْمُجَاذَبَةُ بَيْنَ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي عَلَى السِّلْعةِ وفصلُ ثَمَنِهَا، وَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ أَن يَتَساوَمَ المتبايعانِ فِي السِّلْعَةِ ويتقارَبَ الانعِقادُ فَيَجِيءُ رَجُلٌ آخَرُ يُرِيدُ أَن يَشْتَرِيَ تِلْكَ السِّلْعَةَ وَيُخْرِجَهَا مِنْ يَدِ الْمُشْتَرِي الأَوَّل بِزِيَادَةٍ عَلَى مَا اسْتَقَرَّ الأَمرُ عَلَيْهِ بَيْنَ المُتساوِمَيْنِ وَرَضِيَا بِهِ قَبْلَ الِانْعِقَادِ، فَذَلِكَ مَمْنُوعٌ عِنْدَ الْمُقَارَبَةِ لِمَا فِيهِ مِنَ الإِفساد، وَمُبَاحٌ فِي أَوَّل العَرْضِ والمُساوَمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً:

أَنه، صَلَّى اللَّهُ

ص: 310

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ السَّوْم قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ

؛ قَالَ أَبو إِسحاق: السَّوْمُ أَن يُساوِمَ بسِلْعَتِه، وَنَهَى عَنْ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لأَنه وَقْتٌ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ فَلَا يَشْتَغِلُ بِغَيْرِهِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّوْمُ مِنْ رَعْي الإِبل، لأَنها إِذا رَعَت الرِّعْي قَبْلَ شُرُوقِ الشَّمْسِ عَلَيْهِ وَهُوَ نَدٍ أَصابها مِنْهُ دَاءٌ قَتَلَهَا، وَذَلِكَ معروف عند أَهل المال مِنَ الْعَرَبِ. وسُمْتُكَ بَعِيرَك سِيمةً حَسَنَةً، وإِنه لَغَالِي السِّيمةِ. وسامَ أَي مَرَّ؛ وَقَالَ صَخْرٌ الْهُذَلِيُّ:

أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ،

إِذا سامَتْ عَلَى المَلَقاتِ ساما

وسَوْمُ الرِّيَاحِ: مَرُّها، وسامَتِ الإِبلُ والريحُ سَوْماً: اسْتَمَرَّتْ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

ومُسْتامة تُسْتامُ، وَهِيَ رَخِيصةٌ،

تُباعُ بِصاحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ

يَعْنِي أَرضاً تَسُومُ فِيهَا الإِبل، مِنَ السَّوْم الَّذِي هُوَ الرَّعْي لَا مِنَ السَّوْم الَّذِي هُوَ الْبَيْعُ، وتُباعُ: تَمُدُّ فِيهَا الإِبل باعَها، وتَمْسَحُ: مِنَ الْمَسْحِ الَّذِي هُوَ الْقَطْعُ، مِنْ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ. الأَصمعي: السَّوْمُ سُرْعَةُ المَرِّ؛ يُقَالُ: سامَتِ الناقَةُ تَسُومُ سَوْماً؛ وأَنشد بَيْتَ الرَّاعِي:

مَقَّاء مُنْفَتَقِ الإِبطَيْنِ ماهِرَة

بالسَّوْمِ، ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ

وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ ذِي النِّجادَيْنِ يُخَاطِبُ ناقةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:

تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومي،

تَعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجومِ

وَقَالَ غَيْرُهُ: السَّوْمُ سُرْعَةُ المَرِّ مَعَ قَصْدِ الصَّوْب فِي السَّيْرِ. والسَّوَامُ والسائمةُ بِمَعْنًى: وَهُوَ الْمَالُ الرَّاعِي. وسامَتِ الراعيةُ والماشيةُ وَالْغَنَمُ تَسُومُ سَوْماً: رَعَتْ حَيْثُ شَاءَتْ، فَهِيَ سائِمَةٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

ذاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانةٌ

غَرْبَةُ العَيْنِ، جِهادُ المَسامْ «3»

وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: المَسامُ الَّذِي تَسومُهُ أَي تَلْزَمُهُ وَلَا تَبْرَحُ مِنْهُ. والسَّوامُ والسائمةُ: الإِبل الرَّاعِيَةُ. وأَسامَها هُوَ: أَرعاها، وسَوَّمَها، أَسَمْتُها أَنا: أَخرجتها إِلى الرَّعْيِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فِيهِ تُسِيمُونَ

. والسَّوَامُ: كُلُّ مَا رَعَى مِنَ الْمَالِ فِي الفَلَواتِ إِذا خُلِّيَ وسَوْمَهُ يَرْعَى حَيْثُ شَاءَ. والسَّائِمُ: الذَّاهِبُ عَلَى وَجْهِهِ حَيْثُ شَاءَ. يُقَالُ: سامَتِ السائمةُ وأَنا أَسَمْتُها أُسِيمُها إِذا رَعَّيْتَها. ثَعْلَبٌ: أَسَمْتُ الإِبلَ إِذا خَلَّيْتَها تَرْعَى. وَقَالَ الأَصمعي: السَّوامُ وَالسَّائِمَةُ كُلُّ إِبل تُرْسَلُ تَرْعَى وَلَا تُعْلَفُ فِي الأَصل، وجَمْعُ السَّائم والسائِمة سَوائِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فِي سائِمَةِ الغَنَمِ زكاةٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً:

السَّائِمَةُ جُبَارٌ

، يَعْنِي أَن الدَّابَّةَ المُرْسَلَة فِي مَرْعاها إِذا أَصابت إِنساناً كَانَتْ جنايتُها هَدَراً. وَسَامَهُ الأَمرَ سَوْماً: كَلَّفَه إِياه، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَولاه إِياه، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْعَذَابِ وَالشَّرِّ وَالظُّلْمِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ*

؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: يَسُومُونَكُمْ يُولُونَكم؛ التهذيب: والسَّوْم مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ*

(3). قوله [جهاد المسام] البيت للطرماح كما نسبه إليه في مادة جهد، لكنه أبدل هناك المسام بالسنام وهو كذلك فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ

ص: 311

؛ قَالَ اللَّيْثُ: السَّوْمُ أَن تُجَشِّمَ إِنساناً مَشَقَّةً أَو سُوءًا أَو ظُلْمًا، وَقَالَ شَمِرٌ: سامُوهم أَرادوهم بِهِ، وَقِيلَ: عَرَضُوا عَلَيْهِمْ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَهُوَ بِمَعْنَى قَوْلِ الْعَامَّةِ عَرْضٌ سابِريٌّ؛ قَالَ شَمِرٌ: يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِمَنْ يَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا أَنت عَنْهُ غَنيّ، كَالرَّجُلِ يَعْلَمُ أَنك نَزَلْتَ دَارَ رَجُلٍ ضَيْفًا فَيَعْرِضُ عَلَيْكَ القِرى. وسُمْتُه خَسْفاً أَي أَوليته إِياه وأَردته عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: سُمْتُه حَاجَةً أَي كَلَّفْتُهُ إِياها وجَشَّمْتُه إِياها، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ*

؛ أَي يُجَشِّمونَكم أَشَدَّ الْعَذَابِ. وَفِي حَدِيثِ

فَاطِمَةَ: أَنها أَتت النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، بِبُرْمةٍ فِيهَا سَخِينَةٌ فأَكل وَمَا سَامَنِي غَيْرَهُ، وَمَا أَكل قَطُّ إِلَّا سَامَنِي غَيْرَهُ

؛ هُوَ مِنَ السَّوْمِ التَّكْلِيفِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ عَرَضَ عَليَّ، مِنَ السَّوْمِ وَهُوَ طَلَبُ الشِّرَاءِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: مَن تَرَكَ الجهادَ أَلْبَسَهُ اللَّهُ الذِّلَّةَ وسِيمَ الخَسْف

أَي كُلِّفَ وأُلْزِمَ. والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ: الْعَلَامَةُ. وسَوَّمَ الفرسَ: جَعَلَ عَلَيْهِ السِّيمة. وَقَوْلُهُ عز وجل: حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: رُوِيَ

عَنِ الْحَسَنِ أَنها مُعَلَّمة بِبَيَاضٍ وَحُمْرَةٍ

، وَقَالَ غَيْرُهُ: مُسَوَّمة بِعَلَّامَةٍ يُعْلَمُ بِهَا أَنها لَيْسَتْ مِنْ حِجَارَةِ الدُّنْيَا وَيُعْلَمُ بِسِيمَاهَا أَنها مِمَّا عَذَّبَ اللهُ بِهَا؛ الْجَوْهَرِيُّ: مُسَوَّمة أَي عَلَيْهَا أَمثال الْخَوَاتِيمِ. الْجَوْهَرِيُّ: السُّومة، بِالضَّمِّ، الْعَلَامَةُ تُجْعَلُ عَلَى الشَّاةِ وَفِي الْحَرْبِ أَيضاً، تَقُولُ مِنْهُ: تَسَوَّمَ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ عَلَيْهِ سِيما حَسَنَةٌ مَعْنَاهُ عَلَامَةٌ، وَهِيَ مأُخوذة مِنْ وَسَمْتُ أَسِمُ، قَالَ: والأَصل فِي سِيَمَا وِسْمى فَحُوِّلَتِ الْوَاوُ مِنْ مَوْضِعِ الْفَاءِ فَوُضِعَتْ فِي مَوْضِعِ الْعَيْنِ، كَمَا قَالُوا مَا أَطْيَبَهُ وأَيْطَبَه، فَصَارَ سِوْمى وَجُعِلَتِ الْوَاوُ يَاءً لِسُكُونِهَا وَانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ

. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الْخَيْلُ المُسَوَّمة المُرْسَلة وَعَلَيْهَا رُكْبَانُهَا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: سَوَّمْتُ فُلَانًا إِذا خَلَّيته وسَوْمه أَي وَمَا يُرِيدُ، وَقِيلَ: الْخَيْلُ المُسَوَّمة هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا السِّيما والسُّومةُ وَهِيَ الْعَلَامَةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: السِّيَمُ العلاماتُ عَلَى صُوف الْغَنَمِ. وَقَالَ تَعَالَى: مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ

؛ قرئَ بِفَتْحِ الْوَاوِ، أَراد مُعَلَّمين. والخَيْلُ المُسَوَّمة: المَرْعِيَّة، والمُسَوَّمَةُ: المُعَلَّمةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مُسَوِّمِينَ

، قَالَ الأَخفش: يَكُونُ مُعَلَّمين وَيَكُونُ مُرْسَلِينَ مِنْ قَوْلِكَ سَوَّم فِيهَا الخيلَ أَي أَرسلها؛ وَمِنْهُ السَّائِمَةُ، وإِنما جَاءَ بِالْيَاءِ وَالنُّونِ لأَن الْخَيْلَ سُوِّمَتْ وَعَلَيْهَا رُكْبانُها. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن لِلَّهِ فُرْساناً مِنْ أَهل السَّمَاءِ مُسَوَّمِينَ

أَي مُعَلَّمِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ سَوِّمُوا فإِن الْمَلَائِكَةَ قَدْ سَوَّمَتْ

أَي اعْمَلُوا لَكُمْ عَلَامَةً يَعْرِفُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ:

سِيماهُمُ التَّحْلِيقُ

أَي عَلَامَتُهُمْ، والأَصل فِيهَا الْوَاوُ فَقُلِبَتْ لِكَسْرَةِ السِّينِ وَتُمَدُّ وَتُقْصَرُ، اللَّيْثُ: سَوَّمَ فلانٌ فَرَسَهُ إِذا أَعْلَم عَلَيْهِ بِحَرِيرَةٍ أَو بِشَيْءٍ يُعْرَفُ بِهِ، قَالَ: والسِّيما يَاؤُهَا فِي الأَصل وَاوٌ، وَهِيَ الْعَلَامَةُ يُعْرَفُ بِهَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ

؛ قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى السِّيماء بِالْمَدِّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ يافِعاً،

لَهُ سِيماءُ لا تَشُقُّ على البَصَرْ «1»

. تأْنيث سِيما غيرَ مُجْرىً. الْجَوْهَرِيُّ: السِّيمَا مَقْصُورٌ مِنَ الْوَاوِ، قَالَ تَعَالَى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ

؛ قال:

(1). قوله سيماء؛ هكذا في الأَصل، والوزن مختل، ولعلَّها سيمياء كما سوف يأتي في الصفحة التالية

ص: 312

وَقَدْ يَجِيءُ السِّيما والسِّيميَا مَمْدُودَيْنِ؛ وأَنشد لأُسَيْدِ بْنِ عَنْقاء الفَزارِيِّ يَمْدَحُ عُمَيْلَةَ حِينَ قَاسَمَهُ مالَه:

غُلامٌ رَماه اللَّهُ بالحُسْنِ يَافِعًا،

له سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ عَلَى البَصَرْ

كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِهِ،

وَفِي جِيدِه الشِّعْرَى، وَفِي وَجْهِهِ القَمَر

لَهُ سِيمياء لَا تَشُقُّ عَلَى الْبَصَرِ أَي يَفْرَح بِهِ مَنْ يَنْظُرُ إِليه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ عليُّ بنُ حَمْزَة أَن أَبا رِياشٍ قَالَ: لَا يَرْوي بيتَ ابْنِ عَنْقَاءَ الْفَزَارِيِّ:

غُلَامٌ رَمَاهُ اللَّهُ بِالْحُسْنِ يَافِعًا

إِلا أَعمى الْبَصِيرَةِ لأَن الحُسْنَ مَوْلود، وإِنما هُوَ:

رَمَاهُ اللَّهُ بِالْخَيْرِ يَافِعًا

قَالَ: حَكَاهُ أَبو رِياشٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ. الأَصمعي: السِّيماءُ، مَمْدُودَةٌ، السِّيمِياءُ؛ أَنشد شَمِرٌ فِي بَابِ السِّيما مَقْصُورَةً للجَعْدِي:

ولهُمْ سِيما، إِذا تُبْصِرُهُمْ،

بَيَّنَتْ رِيبةَ مَنْ كانَ سَأَلْ

والسَّامةُ: الحَفْرُ الَّذِي عَلَى الرَّكِيَّة، وَالْجَمْعُ سِيَمٌ، وَقَدْ أَسامَها، والسَّامَةُ: عِرْقٌ فِي الجَبل مُخالف لجِبِلَّتِه إِذا أُخذَ مِنَ المَشْرِقِ إِلى الْمَغْرِبِ لَمْ يُخْلِف أَن يَكُونَ فِيهِ مَعْدِنُ فضَّة، وَالْجَمْعُ سامٌ، وَقِيلَ: السَّامُ عُروق الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فِي الحَجر، وَقِيلَ: السَّامُ عُروق الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَاحِدَتُهُ سامَةٌ، وَبِهِ سُمِّيَ سامَةُ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ؛ قَالَ قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ:

لَوَ انَّكَ تُلْقِي حَنْظَلًا فَوْقَ بَيْضِنا،

تَدَحْرَجَ عَنْ ذِي سامِهِ المُتَقارِبِ

أَي عَلَى ذِي سَامِهِ، وَعَنْ فِيهِ بِمَعْنَى عَلَى، وَالْهَاءُ فِي سَامِهِ تَرْجِعُ إِلى الْبَيْضِ، يَعْنِي البَيْضَ المُمَوَّهَ به أَي الْبَيْضَ الَّذِي لَهُ سامٌ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَنهم تَراصُّوا فِي الْحَرْبِ حَتَّى لَوْ وَقَعَ حَنْظَلٌ على رؤوسهم عَلَى امِّلاسه واسْتِواءِ أَجزائه لَمْ يَنْزِلْ إِلى الأَرض، قال: وقال الأَصمعي وابن الأَعرابي وَغَيْرُهُ: السامُ الذَّهَبُ والفضة؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيانيُّ:

كأَنَّ فَاهَا، إِذا تُوَسَّنُ، مِنْ

طِيبِ رُضابٍ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ

رُكِّبَ فِي السَّامِ والزبيب أَقاحِيُّ

كَثِيبٍ، يَنْدَى مِنَ الرِّهَمِ

قَالَ: فَهَذَا لَا يَكُونُ إِلا فِضَّةً لأَنه إِنما شَبَّهَ أَسنان الثَّغْرِ بِهَا فِي بَيَاضِهَا، والأَعْرَفُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَن السَّامَ الذهبُ دُونَ الْفِضَّةِ. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لِلْفِضَّةِ بِالْفَارِسِيَّةِ سِيمٌ وَبِالْعَرَبِيَّةِ سامٌ. والسامُ: المَوْتُ. وَرُوِيَ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: فِي الحَبَّةِ السَّوداء شفاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ، قِيلَ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: المَوْتُ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَتِ الْيَهُودُ إِذا سَلَّموا عَلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ، ويُظْهرون أَنهم يريدون السلام عَلَيْكُمْ، فَكَانَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، يَرُدُّ عليهم فَيَقُولُ: وَعَلَيْكُمْ

أَي وَعَلَيْكُمْ مثلُ مَا دَعَوْتم. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: أَنها سَمِعَتِ الْيَهُودَ تَقُولُ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبا الْقَاسِمِ، فَقَالَتْ: عَلَيْكُمُ السامُ والذامُ واللعنةُ

، وَلِهَذَا

قَالَ، عليه السلام: إِذا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهل الْكِتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ

، يَعْنِي الَّذِي يَقُولُونَ لَكُمْ رُدُّوه عَلَيْهِمْ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: عَامَّةُ المُحَدِّثِينَ يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ يَقُولُونَ وَعَلَيْكُمْ، بإِثبات وَاوِ الْعَطْفِ، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَرْوِيهِ بِغَيْرِ

ص: 313