المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الغين المعجمة - لسان العرب - جـ ١٢

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الغين المعجمة

أَنَّثْتَ الْمَصْدَرَ فخَفِّفْ، وَإِذَا حَذَفت الْهَاءَ فثَقِّل نَحْوَ الحَيْرة والحَيَر، والرَّغْبة والرَّغَب، والرَّهبة والرَّهَب، وَكَذَلِكَ مَا أَشبهه مِنْ ذَوَاتِهِ. وَفِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان:

مَا لَهُ آمَ وعامَ

؛ فَمَعْنَى آمَ هَلَكَت امرأَتُه، وعامَ هَلَكتْ ماشيتُه فَاشْتَاقَ إِلَى اللَّبَنِ. وعامَ القومُ إِذَا قَلَّ لَبَنُهم. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عامَ فقَدَ اللبنَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. وَرَجُلٌ عَيمانُ أَيمانُ: ذَهَبَتْ إبلُه وَمَاتَتِ امْرَأَتُهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ أَبو زَيْدٍ عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ يَزِيدَ امرأةٌ عَيْمى أَيْمَى، وَهَذَا يَقْضِي بأَن الْمَرْأَةَ الَّتِي مَاتَ زَوْجُهَا وَلَا مَالَ لَهَا عَيْمَى أَيمى. وامرأَة عَيْمى وجمعها عِيامٌ وعَيامى كَعَطْشَانَ وَعِطَاشِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْجَعْدِيِّ:

كَذَلِكَ يُضرَبُ الثَّوْرُ المُعَنَّى

ليَشْرَبَ وارِدُ البَقَر العِيام

وأَعامَ القومُ: هَلَكتْ إبلُهم فَلَمْ يَجِدُوا لَبناً. وَرُوِيَ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه كَانَ يتعوَّذ مِنَ العَيْمة والغَيْمة والأَيمة

؛ العَيْمةُ: شِدَّةُ الشَّهوة لِلَّبن حَتَّى لَا يُصْبَر عَنْهُ، والأَيمة: طُولُ العُزْبة، والعَيْمُ والغَيْمُ: العَطش؛ وَقَالَ أَبو الْمُثَلَّمِ الْهُذَلِيُّ:

تَقول: أَرى أُبَيْنِيك اشْرَهَفُّوا،

فَهُم شُعْثٌ رُؤُوسُهُم عِيامُ

قَالَ الأَزهري: أَراد أَنهم عِيامٌ إِلَى شُرْبِ اللَّبَنِ شَدِيدَةٌ شهوتُهم لَهُ. والعَيْمةُ أَيضاً: شِدَّةُ الْعَطَشِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمي:

تُشْفى بِهَا العَيْمةُ مِنْ سَقامِها

والعِيمةُ مِنَ المَتاع: خِيرَتُه. قَالَ الأَزهري: عِيمةُ كلِّ شَيْءٍ، بِالْكَسْرِ، خِيارُه، وَجَمْعُهَا عِيَمٌ. وَقَدِ اعْتامَ يَعْتامُ اعْتِياماً واعْتانَ يَعْتانُ اعْتِياناً إِذَا اخْتَارَ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ يَمْدَحُ رَجُلًا وَصَفَهُ بِالْجُودِ:

مَبْسوطة يَسْتَنُّ أَوراقُها

عَلى مَوَالِيهَا ومُعْتامِها

واعْتَامَ الرَّجلُ: أَخَذَ العِيمةَ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: إِذَا وقَفَ الرجلُ عَلَيك غَنَمَهُ فَلَا تَعْتَمْه

أَي لَا تَخْتَر غَنَمَهُ وَلَا تأْخذ مِنْهُ خِيارَها. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صَدَقَةِ الْغَنَمِ:

يَعْتَامُها صاحِبُها شَاةً شَاةً

أَي يَخْتَارُهَا، وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَلِيٍّ: بَلَغني أَنك تُنْفِق مالَ اللَّهِ فِيمَنْ تَعْتَامُ مِنْ عَشِيرَتِكَ

، وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ:

رَسُولُهُ المُجْتَبَى مِنْ خَلَائِقِهِ والمُعْتَامُ لِشَرْع حَقَائِقِهِ

، وَالتَّاءُ فِي هَذِهِ الأَحاديث كُلِّهَا تَاءُ الِافْتِعَالِ. واعْتَامَ الشيءَ: اخْتَارَهُ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرامَ، ويَصْطَفِي

عَقِيلَةَ مالِ الفاحشِ المُتَشَدِّدِ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَعامَهُ اللهُ تَرَكَه بِغَيْرِ لَبَنٍ. وأَعامنا بَنُو فُلَانَ أَي أَخذوا حَلائِبَنا حَتَّى بَقِينَا عَيَامَى نَشْتَهِي اللَّبَنَ، وأَصابتنا سَنةٌ أَعامَتْنَا، وَمِنْهُ قَالُوا: عامٌ مُعِيمٌ شَدِيدُ العَيْمةِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:

بِعامٍ يَقُولُ لَهُ المُؤْلِفُون:

هَذا المُعِيمُ لَنَا المُرْجِلُ

وَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ اللَّبَنَ قِيلَ: قَدِ اشْتَهَى فُلَانٌ اللَّبَنَ، فَإِذَا أَفْرَطَتْ شهوتُه جِدًّا قِيلَ: قَدْ عَامَ إِلَى اللَّبَنِ، وَكَذَلِكَ القَرَمُ إِلَى اللَّحْم، والوَحَمُ. قَالَ الأَزهري: وَرُوِيَ عَنِ الْمُؤَرِّجِ أَنه قَالَ طَابَ العَيَامُ أَي طَابَ النهارُ، وَطَابَ الشَّرْق أَي الشَّمْسُ، وَطَابَ الهَوِيمُ أَي الليل.

عيثم: عَيْثَمٌ: اسم.

‌فصل الغين المعجمة

غتم: الغُتْمةُ: عُجْمة فِي الْمَنْطِقِ. ورَجلٌ أَغْتَمُ وغَتْمِيٌّ: لَا يُفْصِح شَيْئًا. وامرأَة غَتْماء وقومٌ

ص: 433

غُتْمٌ وأَغْتام. ولبنٌ غُتْمِيٌّ: ثَخِينٌ لَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ إِذَا صُبَّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الغُتْمُ: قِطَعُ اللَّبَنِ الثِّخانُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلثَّقِيلِ الرُّوحِ: غُتْمِيٌّ. والغَتْمُ: شِدَّةُ الحَرِّ والأَخذِ بالنَّفس؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ،

وغَتْمُ نَجْمٍ غَيْرِ مُسْتَقِلِ

أَي غَيْرُ مُرْتَفِعٍ لِثَبات الحَرِّ الْمَنْسُوبِ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا يَشْتَدُّ الْحَرُّ عِنْدَ طُلُوعِ الشِّعْرَى الَّتِي فِي الجَوْزاء، وَيُقَالُ لِلَّذِي يَجِدُ الحَرَّ وَهُوَ جَائِعٌ: مَغْتُومٌ. وأَغْتَمَ فُلَانٌ الزِّيَارَةَ: أَكْثَرَها حَتَّى يُمَلَّ. وَقَالُوا: كَانَ العَجَّاجُ يُغْتِمُ الشِّعْر أَي يُكْثر إغْبابَه. وغَتَمَ الطعامُ: تَجَمَّع؛ عَنِ الهَجَري. وَوَقَعَ فُلَانٌ فِي أَحواض غُتَيْم أَي وَقَعَ فِي الْمَوْتِ، لُغَةٌ فِي غُثَيْمٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَحُكِيَ اللِّحْيَانِيُّ: وَرَدَ حَوْضَ غُتَيمٍ أَي مَاتَ، قَالَ: والغُتَيْمُ الْمَوْتُ فأَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرفها عَنْ غَيْرِهِ، والله أَعلم.

غثم: الغَثَمُ والغُثْمة: شَبِيهٌ بالوُرْقة. والأَغْثَمُ: الأَوْرَقُ. والغُثْمة: أَن يَغْلِب بياضُ الشَّعَر سوادَه، غَثِمَ غَثَماً وَهُوَ أَغْثمُ؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ فَزَارَةَ:

إِمَّا تَرَيْ شَيْباً عَلاني أَغْثَمُه،

لَهْزَمَ خَدَّيَّ بِهِ مُلَهْزِمُه

وغَثَمَ لَهُ مِنَ الْمَالِ غَثْمةً إِذَا دفَع لَهُ دُفْعة، وَمِثْلُهُ قَثَمَ وغَذَمَ. وغَثَمَ لَهُ مِنَ العَطِيَّة: أَعطاه مِنَ الْمَالِ قِطْعَةً جَيِّدة، وَزَعَمَ قَوْمٌ أَن ثَاءَهُ بَدَلٌ مِنْ ذَالِ غَذَم. الْفَرَّاءُ: هِيَ الغَثِمَةُ والْقِبَةُ والفَحِثُ. ابْنُ الأَعرابي: الغُثْمُ القِبَاتُ الَّتِي تُؤْكَلُ. أَبو مَالِكٍ: إنَّه لَنَبْتٌ مَغْثُومٌ ومُغَثْمَرٌ أَي مُخَلَّطٌ لَيْسَ بجَيِّد. وَقَدْ غَثَمْتُه وغَثْمَرْتُه إِذَا خَلَطْتَ كُلَّ شَيْءٍ. والغَثِيمةُ: طَعَامٌ يُطْبَخُ ويُجْعل فِيهِ جرادٌ، وَهِيَ الغَبِيثَةُ. وَوَقع فِي أَحواض غُثَيْمٍ أَي فِي الْمَوْتِ، لُغَةٌ فِي غُتَيْم، وَقَدْ تَقَدَّمَ. قَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا مَاتَ وَرَدَ حيَاضَ غُثَيْمٍ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: غُتَيْم، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُتَيْم. وغَثِيمٌ وغُثَيْمٌ: اسمان.

غذم: الغَذْمُ: أَكل الرَّطْب اللَّيِّن. والغَذْمُ أَيضاً: الأَكل السَّهْلُ. والغَذْمُ: الأَكل بِجَفَاءٍ وَشِدَّةِ نَهَمٍ. وَقَدْ غَذِمَه، بِالْكَسْرِ، وغَذِمَ وغَذَمَ يَغْذُمُ غَذْماً واغْتَذم: أَكَلَ بنَهْمةٍ، وَقِيلَ: أَكل بِجفاء. وَفِي حَدِيثِ

أَبي ذَرٍّ: أَنه قَالَ عَلَيْكُمْ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ بِدُنْياكُمْ فاغْذَمُوها

؛ هُوَ شِدَّةُ الأَكل بِجَفاء وشدة نَهَمٍ. وَرَجُلٌ غُذَمٌ: كَثِيرُ الأَكل. وبِئْرٌ غُذَمةٌ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وذاتُ غَذِيمةٍ مِثْلُهُ. وتَغَذَّمَ الشيءَ: مَضَغَه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ السَّحَابَ:

تَغَذَّمْنَ في جانِبَيْهِ الخَبيرَ

لَمَّا وَهَى مُزْنُهُ واسْتُبيحا

وَهُوَ يَتَغَذَّمُ كُلَّ شَيْءٍ إِذَا كَانَ كَثِيرَ الأَكل. واغْتَذَمَ الفصيلُ مَا فِي ضَرْع أُمه أَي شَرِبَ جميعَ مَا فِيهِ. وَيُقَالُ للحُوَارِ إِذَا امْتَكَّ مَا فِي الضَّرْع: قَدْ غَذمه واغْتَذَمَه. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ رَجُلٌ يُرَائِي فَلَا يَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا غَذَموه

أَي أَخذوه بأَلسنتهم، هَكَذَا ذَكَرَهُ بَعْضُ المتأَخرين بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَالصَّحِيحُ أَنه بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وأَصله العَضُّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَاتَّفَقَ عَلَيْهِ أَرباب اللُّغَةِ، وَالْغَرِيبِ وَلَا شَكَّ أَنه وَهَمٌ مِنْهُ. وأَصابوا مِنْ مَعْرُوفِهِ غُذَماً: وَهُوَ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ. والغُذْمَةُ: الجُرْعة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وغَذَم لَهُ مِنْ

ص: 434

مَالِهِ شَيْئًا: أَعطاه مِنْهُ شَيْئًا كَثِيرًا مِثْلَ غَثَمَ؛ قَالَ شُقْران مَوْلَى سَلامان مِنْ قُضَاعة:

ثِقَال الجِفَانِ والحُلُوم، رَحَاهُمُ

رَحَى الْمَاءِ، يكْتالُونَ كَيلًا غَذَمْذما

يَعْنِي جُزَافاً، وَتَكْرِيرُهُ يَدُلُّ عَلَى التَّكْثِيرِ. الأَصمعي: إِذَا أَكْثَرَ مِنَ الْعَطِيَّةِ قِيلَ غَذَمَ لَهُ وغَثَمَ لَهُ وقَذَمَ لَهُ. والغُذَم: الْكَثِيرُ مِنَ اللَّبَنِ، وَاحِدَتُهُ غُذْمةٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو الْفَقْعَسِيُّ:

قَدْ تَرَكَتْ فَصِيلَها مُكَرَّما

ممَّا غَذَتْهُ غُذَماً فَغُذَما

الْجَوْهَرِيُّ: والغُذَامةُ، بِالضَّمِّ، شَيْءٌ مِنَ اللَّبَنِ. وَوَقَعُوا فِي غُذْمةٍ مِنَ الأَرض وغَذِيمَةٍ أَيْ فِي وَاقِعَةٍ مُنْكَرَة مِنَ الْبَقْلِ والعُشْب. وغَذَموا بِهَا غُذْمةً وغَذيمةً: أَصابوها. وكُلُّ مَا أَمْكَن مِنَ المَرْتَع فَهُوَ غَذِيمةٌ؛ وأَنشد:

وَجَعَلَتْ لَا تَجِدُ الْغَذَائما

إِلَّا لَوِيّاً وَدَوِيلًا قاشِمَا

قَالَ النَّضْرُ: هُوَ سَيِّدٌ مُتَغَذِّمٌ لَا يُمْنَع مِنْ كُلِّ مَا أَراد وَلَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ. والغَذائمُ: الْبُحُورُ، الْوَاحِدَةُ غَذِيمةٌ. والغذِيمة: أَوَّل سِمَنِ الإِبل فِي المَرْعَى. وأَلْقِ فِي غَذِيمةِ فُلَانٍ مَا شِئْتَ أَي فِي رُحْب صَدْرِهِ. وَمَا سَمِعَ لَهُ غَذْمةً أَيْ كَلِمَةً. وتَغَذَّم البعيرُ بزَبَده: تَلَمَّظَ بِهِ وأَلقاه مِنْ فِيهِ. والغَذِيمةُ: كُلُّ كَلإٍ وَكُلُّ شَيْءٍ يَرْكَبُ بعضُه بَعْضًا؛ وَيُقَالُ: هِيَ بَقْلة تَنْبُتُ بَعْدَ سَيْرِ النَّاسِ مِنَ الدَّارِ. قَالَ أَبو مَالِكٍ: الغَذَائم كُلُّ متراكِبٍ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. والغَذَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: نَبْت، وَاحِدَتُهُ غَذَمةٌ؛ قَالَ الْقَطَّامِيِّ:

كأَنَّها بَيْضَةٌ غَرَّاءُ خُدَّ لَها

فِي عَثعَثٍ يُنْبتُ الحَوْذانَ والغَذَما

والغَذِيمةُ: الأَرض تُنْبِتُ الغَذَمَ. يُقَالُ: حَلُّوا فِي غَذيمةٍ مُنْكَرَة. والغُذَّامُ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض، وَاحِدَتُهُ غُذَّامة. ابْنُ بَرِّيٍّ: الغُذَّامُ لُغَةٌ فِي الغَذَمِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

مِنْ زَغَف الغُذَّامِ والهَشِيما

والغُذَّامُ أَشهر مِنَ الغَذَم.

غذرم: تَغَذْرَم الشيءَ: أَكله. وتَغَذْرَمها: حَلَفَ بِهَا، يَعْنِي الْيَمِينَ فأَضمرها لِمَكَانِ الْعِلْمِ بِهَا. وَيُقَالُ: تَغَذْرَمَ فلانٌ يَمِيناً إِذَا حَلَفَ بِهَا وَلَمْ يَتَتَعْتَعْ؛ وأَنشد:

تَغَذْرَمَها فِي ثَأْوَةٍ مِنْ شِياهِهِ،

فَلا بُورِكَتْ تِلْكَ الشِّياهُ القلائِلُ

والثَّأْوَةُ: الْمَهْزُولَةُ مِنَ الْغَنَمِ. وغَذْرَمْتُ الشيءَ وغَذْمَرْتُه إِذَا بِعْتَهُ جِزافاً. وماءٌ غُذارِمٌ: كَثِيرٌ. والغَذْرَمَةُ: كيلٌ فِيهِ زِيَادَةٌ عَلَى الْوَفَاءِ. وَكَيْلٌ غُذارِمٌ أَي جُزافٌ؛ قَالَ أَبو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ:

فَلَهْفَ ابْنَةِ المَجْنُونِ أَنْ لَا تُصِيبَهُ،

فَتُوفِيَهُ بالصَّاعِ كَيْلًا غُذارِما

والغُذارِمُ: الْكَثِيرُ مِنَ الْمَاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَراد فَيَا لَهْفَ، وَالْهَاءُ فِي تُصِيبَهُ وَتُوفِيَهُ تَعُودُ عَلَى مَذْكُورٍ قَبْلَ الْبَيْتِ، وَهُوَ:

فَرَّ زُهَيْرٌ خِيفَةً مِنْ عِقابِنا،

فَلَيْتَكَ لَمْ تَغْدِرْ فَتُصْبِحَ نادِما

والغُذارِمُ: الْكَثِيرُ مِنَ الْمَاءِ مِثْلَ الغُذامِر. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن عَلِيًّا، رضي الله عنه، لَمَّا طَلَبَ إِلَيْهِ أَهل الطَّائِفِ أَن يَكْتُبَ لَهُمُ الأَمان عَلَى تَحْلِيلِ الرِّبَا وَالْخَمْرِ فَامْتَنَعَ قَامُوا ولَهُمْ تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ «1»

؛ وَقَالَ الرَّاعِي:

تَبصَّرْتُهُمْ، حَتَّى إِذَا حالَ بَيْنَهُمْ

رُكامٌ وَحادٍ ذُو غَذامِيرَ صَيْدَحُ

(1). التَّغَذْمُرُ: الْغَضَبُ وَسُوءُ اللَّفْظِ والتخليط بالكلام وكذلك البربرة (النهاية)

ص: 435

وأَجاز بَعْضُ الْعَرَبِ غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بِمَعْنَى غَذْرَمَ إِذَا كَالَ فأَكثر. أَبو زَيْدٍ: إِنَّهُ لَنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ ومُغَذْرَمٌ ومَغْثُومٌ أَي مُخَلَّط لَيْسَ بجيد.

غرم: غَرِمَ يَغرَمُ غُرْماً وغَرامةً، وأغرَمَه وغَرَّمَه. والغُرْمُ: الدَّيْنُ. ورَجُلٌ غارمٌ: عَلَيْهِ دَيْنٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تَحِلُّ المسأَلة إلَّا لِذِي غُرمٍ مُفْظِعٍ

أَي ذِي حَاجَةٍ لَازِمَةٍ مِنْ غَرامة مُثْقِلة. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَم والمَغْرَمِ

، وَهُوَ مَصْدَرٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الِاسْمِ، وَيُرِيدُ بِهِ مَغْرَمَ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي، وَقِيلَ: المَغْرَم كالغُرْم، وَهُوَ الدَّيْن، وَيُرِيدُ بِهِ مَا اسْتُدِين فِيمَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ أَو فِيمَا يَجُوزُ ثُمَّ عَجَزَ عَنْ أَدائه، فأَما دَيْنٌ احْتَاجَ إِلَيْهِ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَدائه فَلَا يُسْتَعَاذُ مِنْهُ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْغَارِمُونَ هُمُ الَّذِينَ لَزِمَهم الدَّيْنُ فِي الحَمالة، وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ لَزِمَهُمُ الدَّيْنُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ. والغَرامةُ: مَا يَلْزَمُ أَداؤه، وَكَذَلِكَ المَغْرَمُ والغُرْمُ، وَقَدْ غَرِمَ الدِّيةَ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الغَرامة لِلشَّاعِرِ:

دَارَ ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَها،

تَقْضي بِهَا عَنْكَ الغَرامه

والغَرِيم: الَّذِي لَهُ الدَّيْن وَالَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ جَمِيعًا، وَالْجَمْعُ غُرَماء؛ قَالَ كُثَيِّرٌ:

قَضى كلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَه،

وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنّىً غرِيمُها

والغَرِيمان: سَواءٌ، المُغْرِمُ والغارِمُ. وَيُقَالُ: خُذْ مِنْ غَرِيمِ السُّوء مَا سَنَحَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

الدَّيْنُ مَقْضيٌّ والزَّعِيمُ غارِمٌ لأَنه لَازِمٌ لِمَا زَعَم

أَي كَفَل أَو الْكَفِيلُ لَازِمٌ لأَداء مَا كَفَّله مُغْرِمُه. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

الزَّعِيم غارِمٌ

؛ الزَّعِيم الْكَفِيلُ، والغارِم الَّذِي يَلْتَزِمُ مَا ضَمِنه وتكَفَّل بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الثَّمر المُعَلَّق:

فَمَنْ خَرَجَ بِشَيْءٍ مِنْهُ فَعَلَيْهِ غَرامةُ مِثْلَيْه وَالْعُقُوبَةُ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ كَانَ هَذَا فِي صَدْرِ الإِسلام ثُمَّ نُسخ، فَإِنَّهُ لَا وَاجِبَ عَلَى مُتْلِف الشَّيْءِ أَكثر مِنْ مِثْلِهِ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى سَبِيلِ الْوَعِيدِ لِيُنْتَهَى عَنْهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

فِي ضالَّةِ الإِبل الْمَكْتُومَةِ غَرامَتُها ومِثْلُها مَعَهَا.

وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ:

وَالزَّكَاةُ مَغْرَماً

أَيْ يَرَى رَبُّ الْمَالِ أَنَّ إِخْرَاجَ زَكَاتِهِ غَرامةٌ يَغرَمُها. وأَما

مَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ فِي خَبَرٍ مِنْ أَنه لَمَّا قَعَدَ بَعْضُ قُرَيْشٍ لِقَضَاءِ دَيْنِهِ أَتاه الغُرَّامُ فَقَضَاهُمْ دَيْنَه

؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَالظَّاهِرُ أَنه جَمْعُ غَرِيمٍ، وَهَذَا عَزِيزٌ لِأَنَّ فَعِيلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فُعَّال، إِنَّمَا فُعَّال جَمْعُ فَاعِلٍ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّ غُرَّاماً جَمْعُ مُغَرِّم عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، كأَنه جَمْعُ فَاعِلٍ مِنْ قَوْلِكَ غَرَمَه أَي غَرَّمَه، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مَقُولًا، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ غارمٌ عَلَى النَّسَبِ أَيْ ذُو إِغْرَامٍ أَوْ تَغْريم، فَيَكُونُ غُرَّامٌ جَمْعًا لَهُ، قَالَ: وَلَمْ يَقُلْ ثَعْلَبٌ فِي ذَلِكَ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: فاشْتَدَّ عَلَيْهِ بَعْضُ غُرَّامِه فِي التَّقاضي

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: جَمْعُ غَرِيم كالغُرَماء وَهُمْ أَصْحَابُ الدَّيْنِ، قَالَ: وَهُوَ جَمْعٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا وَتَصْرِيفًا. وغُرِّمَ السحابُ: أَمطَرَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحَابًا:

وَهَى خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبابُ

مِنْهُ، وغُرِّمَ مَاءً صَرِيحا

والغَرامُ: اللَّازِمُ مِنَ الْعَذَابِ والشرُّ الدَّائِمُ والبَلاءُ والحُبُّ وَالْعِشْقُ وَمَا لَا يُسْتَطَاعُ أَن يُتَفَصَّى مِنْهُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ أَشدُّ الْعَذَابِ فِي اللُّغَةِ، قَالَ اللَّهُ، عز وجل: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً

؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:

ص: 436

وَيَوْمُ النِّسارِ وَيَوْمُ الجِفارِ

كَانَا عَذاباً، وَكَانَا غَراما

وَقَوْلُهُ عز وجل: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً

؛ أَيْ مُلِحّاً دَائِمًا مُلَازِمًا؛ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ هَلَاكًا ولِزاماً لَهُمْ، قَالَ: وَمِنْهُ رَجُلٌ مُعْرَمٌ، مِنَ الغُرْم أَو الدَّيْن. والغَرام: الوَلُوعُ. وَقَدْ أُغْرِم بِالشَّيْءِ أَيْ أُولِع بِهِ؛ وَقَالَ الأَعشى:

إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَراماً، وإن يُعْطِ

جَزِيلًا فإنَّه لَا يُبالي

وَفِي حَدِيثِ

مُعَاذٍ: ضَرَبَهُمُ اللَّهُ بِذُلٍّ مُغْرَمٍ

أَيْ لَازِمٍ دَائِمٍ. يُقَالُ: فُلَانٌ مُغْرَمٌ بِكَذَا أَيْ لَازِمٌ لَهُ مُولَعٌ بِهِ. اللَّيْثُ: الغُرْمُ أَداء شَيْءٍ يَلْزَمُ مِثْلَ كَفَالَةٍ يَغْرَمها، والغَرِيمُ: المُلْزَم ذَلِكَ. وأَغْرَمْتُه وغَرَّمْته بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ مُغْرَمٌ: مُولَعٌ بِعِشْقِ النِّسَاءِ وَغَيْرِهِنَّ. وَفُلَانٌ مُغْرَمٌ بِكَذَا أَيْ مُبتَلىً بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: فَمَنِ اللَّهِجُ باللذَّة السَّلِسُ القِياد لِلشَّهْوَةِ أَو المُغْرَمُ بالجَمْع والادِّخار؟

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ فُلَانًا لمُغْرَمٌ بِالنِّسَاءِ إِذَا كَانَ مُولَعاً بهنَّ. وَإِنِّي بِكَ لَمُغْرَمٌ إِذَا لَمْ يَصْبِرْ عَنْهُ. قَالَ: ونُرَى أَنَّ الغَرِيم إِنَّمَا سُمِّيَ غَرِيماً لأَنه يَطْلُبُ حَقَّه ويُلِحُّ حَتَّى يَقْبِضَهُ. وَيُقَالُ لِلَّذِي لَهُ الْمَالُ يَطْلُبُهُ مِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِ الْمَالُ: غَرِيمٌ، وَلِلَّذِي عَلَيْهِ الْمَالُ: غَرِيمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

الرَّهْنُ لِمَنْ رَهَنَه لَهُ غُنْمُه وَعَلَيْهِ غُرْمُه

أَيْ عَلَيْهِ أَداء مَا رَهَنَ بِهِ وفَكاكُه. ابْنُ الأَعرابي: الغَرْمى المرأَة المُغاضِبة. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: غَرْمى كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ فِي مَعْنَى الْيَمِينِ. يُقَالُ: غَرْمى وجَدِّك كَمَا يُقَالُ أَما وجَدّك؛ وأَنشد:

غَرْمى وجَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ بِهِمْ،

كَعَداوَةٍ يَجِدُونها بَعْدِي

غرطم: الغُرْطُمانيُّ: الفتيُّ الحَسَنُ، وأَصله في الخيل.

غرقم: أَبُو عَمْرٍو: الغَرْقَمُ الحَشَفَةُ؛ وأَنشد:

بِعَيْنَيْكَ وَغْفٌ، إِذْ رَأَيتَ ابنَ مَرْثَدٍ

يُقَسْبِرُها بِغَرْقَمٍ تَتَزَبَّدُ

إِذَا انْتَشَرَتْ حَسِبتَها ذاتَ هَضْبَةٍ،

تَرَمَّزُ فِي أَلْغادِها وتَرَدَّدُ

غسم: الغَسَمُ: السَّوَادُ كالغَسَف؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ النَّضِرُ: الغَسَمُ اخْتِلَاطُ الظُّلْمة؛ وأَنشد لِسَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:

فظَلَّ يَرْقُبُه، حَتَّى إِذَا دَمَسَتْ

ذَاتُ العِشاء بأَسْدَافٍ مِنَ الغَسَمِ

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

مُخْتَلِطاً غُبارُه وغَسَمُه

وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ بَيْتَ الْهُذَلِيِّ «2» .

فَظَلَّ يَرْقُبه، حَتَّى إِذَا دَمَسَتْ

ذاتُ الأَصِيلِ بأَثْناءٍ مِنَ الغَسَمِ

قَالَ: يَعْنِي ظُلْمة اللَّيْلِ. وَلَيْلٌ غاسِمٌ: مُظْلِم؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ أَيضاً:

عَنْ أَيِّدٍ مِنْ عِزِّكم لَا يَغْسِمُه

والغَسَم والطَّسَم عِنْدَ الإِمساء، وَفِي السَّمَاءِ غُسَمٌ مِنْ سَحَابٍ وأَغْسامٌ، وَمِثْلُهُ أَطْسامٌ مِنْ سَحَابٍ ودُسَمٌ وأَدْسام، وطُلَسٌ مِنْ سَحَابٍ، وَقَدْ أَغْسَمْنا فِي آخِرِ العَشِيِّ.

غشم: الْغَشْمُ: الظُّلْم والغَصْبُ، غَشَمَهُم يَغْشِمُهم غَشْماً. وَرَجُلٌ غاشِمٌ وغَشَّامٌ وغَشُومٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قال:

(2). قوله [وأنشد ابن سيدة] كذا في الأَصل وليس في المحكم شيء من هذا البيت، بل الذي أنشده كذلك هو الأَزهري وإنشاده الأَول للجوهري

ص: 437

لَلَوْلا قَاسِمٌ ويَدَا بَسِيلٍ

لَقَدْ جَرَّتْ عَلَيْكَ يَدٌ غَشُومُ

والحَرْبُ غَشُومٌ لأَنها تَنال غَيْرَ الْجَانِي. والغَشَمْشَمُ: الْجَرِيءُ الْمَاضِي، وَقِيلَ: الغَشَمْشَمُ والمِغْشَمُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَرْكَبُ رأْسَه لَا يَثْنيه شَيْءٌ عَمَّا يُرِيدُ ويَهْوَى مِنْ شَجَاعَتِهِ؛ قَالَ أَبُو كَبِيرٍ:

وَلَقَدْ سَرَيْتُ عَلَى الظَّلام بِمِغْشَمٍ

جَلْدٍ مِنَ الفِتْيانِ، غَيْرِ مُثَقَّل

وَإِنَّهُ لَذُو غَشَمْشَمَة. ووِرْدٌ غَشَمْشَمٌ إذا ركِبت رؤُوسَها فَلَمْ تُثْنَ عَنْ وَجْهِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر فِي ذَلِكَ:

هُبارِيَّةٍ هَوْجاءَ مَوْعِدُها الضُّحى،

إِذَا أَرْزَمَتْ جَاءَتْ بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ

قَالَ: مَوْعِدُهَا الضُّحَى لأَن هُبُوبَ الرِّيحِ يَبْتَدِئُ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ. والغَشُوم: الَّذِي يَخْبِطُ النَّاسَ ويأْخذ كُلَّ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ، والأَصل فِيهِ مِنْ غَشْمِ الْحَاطِبِ، وَهُوَ أَنْ يَحْتَطِبَ لَيْلًا فَيَقْطَعَ كُلَّ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ بِلَا نَظَرٍ وَلَا فِكْرٍ؛ وأَنشد:

وقُلْتُ: تَجَهَّزْ فاغْشِمِ النَّاسَ سائلَا،

كَمَا يَغْشِمُ الشَّجْراءَ باللَّيْلِ حاطِبُ

وَيُقَالُ: ضَرْبٌ غَشَمْشَمٌ؛ قَالَ القُحَيف بْنُ عُمَيْرٍ:

لَقَدْ لَقِيَتْ أَفْتاءُ بَكْرِ بنِ وائِلٍ،

وَهِزَّانُ بالبَطْحاءِ ضَرْباً غَشَمْشَما

إِذَا مَا غَضِبْنا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً،

هَتَكْنا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرَتْ دَمَا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتَ الأَخير سَرَقَهُ بَشَّار، وَكَذَلِكَ الغَشُوم؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

قَتَلْنا ناجِياً بِقَتيلِ عَمْرٍو،

وجَرَّ الطالب التِّرَةَ الغَشُومُ

بِنَصْبِ التِّرَة، وَكَذَلِكَ أَنشده ابْنُ جِنِّي. وَنَاقَةٌ غَشَمْشَمَةٌ: عَزِيزة النَّفْس؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْرٍ:

جَهُول، وَكَانَ الجَهْلُ مِنْها سَجِيَّةً،

غَشَمْشَمَة لِلْقائِدِينَ زَهُوق

يَقُولُ: تُزْهِقُ قائدَها أَيْ تَسْبقه مِنْ نَشَاطِهَا، فَعُولٌ بِمَعْنَى مُفْعِل، وَهُوَ نَادِرٌ. والأَغْشَمُ: الْيَابِسُ الْقَدِيمُ مِنَ النَّبْت؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إِذَا خَما،

صَوْتُ أَفَاعٍ فِي خَشِيٍّ أَغْشَما

وَيُرْوَى أَعشما، وَهُوَ الْبَالِغُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. وغاشِمٌ وغُشَيْمٌ وغَيْشَمٌ وغَشَّامٌ: أَسماء.

غشرم: تَغَشْرَمَ البِيدَ: رَكِبَها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

يُصافِحُ البِيدَ عَلَى التَّغَشْرُمِ

وغُشارِمٌ: جرِيءٌ ماضٍ كَعُشارِم، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ.

غضرم: الغَضْرَمُ [الغَضْرِمُ الغِضْرَمُ الغِضْرِمُ]: مَا تَشَقَّق مِنْ قُلاعِ الطِّينِ الأَحمر الحُرِّ. ومكانٌ غَضْرَمٌ وغُضارِمٌ: كَثِيرُ النَّبْت وَالْمَاءِ. والغَضْرَم: الْمَكَانُ الْكَثِيرُ التُّرَابِ اللَّيِّن اللَّزِجُ الغليظُ. والغَضْرَمُ: المكانُ كالكَذَّانِ الرِّخْوِ والجَصِّ؛ وأَنشد:

يَقْعَفْنَ قَاعًا كَفَرَاشِ الغَضْرَم

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

مِنَّا إِذَا اصْطَكَّ تَشَظَّى غَضْرَمُه

قَالَ: فَإِذَا يَبِسَ الغَضْرَمُ فَهُوَ القِلْفِع.

ص: 438

غطم: الغِطَمُّ: الْبَحْرُ الْعَظِيمُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ. ورَجُلٌ غِطَمٌّ: وَاسِعُ الخُلُق. وجَمْعٌ غِطَمٌّ وبَحْر غِطَمٌّ مِثَالُ هِجَفّ. وغَطَمْطَمٌ غُطامِطٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ كَثِيرُ الِالْتِطَامِ إِذَا تَلَاطَمَتْ أَمواجه. والغَطْمَطَةُ: الْتِطامُ الأَمواج، وَجَمْعُهُ غَطامِطُ. وغَطامِطُه كثيرةٌ: أَصواتُ أَمواجه إِذَا تَلَاطَمَتْ، وَذَلِكَ أَنك تَسْمَعُ نَغْمَةً شِبْه غَطْ ونَغْمَةً شِبْهَ مَطْ، وَلَمْ يَبْلُغْ أَن يَكُونَ بَيّناً فصحياً كَذَلِكَ، غَيْرَ أَنَّهُ أَشبه بِهِ مِنْهُ بِغَيْرِهِ، فَلَوْ ضاعَفْتَ وَاحِدَةً مِنَ النَّغْمَتَيْنِ قُلْتَ غَطْغَطَ أَو قُلْتَ مَطْمَطَ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى حِكَايَةِ الصَّوْتَيْنِ، فَلَمَّا أَلَّفْتَ بَيْنَهُمَا فَقُلْتَ غَطْمَط اسْتَوْعَبَ الْمَعْنَى فَصَارَ بِمَعْنَى الْمُضَاعَفِ فَتَمَّ وَحَسُنَ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:

سَالَتْ نَواحِيهِ إِلَى الأَوْساطِ

سَيْلًا، كَسَيْلِ الزَّبَد الغَطْماطِ

وأَنشد الْفَرَّاءُ:

عَنَطْنَطٌ تَعْدُو بهِ عَنَطْنَطَه،

لِلْماءِ فَوْقَ مَتْنَتَيْهِ غَطْمَطَه

ابْنُ شُمَيْلٍ: غُطَامِطُ البحرِ لُجُّه حِينَ يَزْخَرُ، وَهُوَ مُعْظَمُه: وعَدَدٌ غِطْيَمٌّ: كَثِيرٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وَسَطُّ مِنْ حَنْظَلَةَ الأُسْطُمَّا،

والعَدَدَ الغُطامِطَ الغِطْيَمَّا «1»

. والغَطْمَطِيطُ: الصَّوْتُ؛ وأَنشد:

بَطِيءٌ ضِفَنٌّ، إِذَا مَا مَشَى

سَمِعْتَ لأَعْفَاجِه غَطْمَطِيطا

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الهَزَجُ والتَّغَطْمُطُ الصوت.

غلم: الغُلْمةُ، بِالضَّمِّ: شَهْوَةُ الضِّرَاب. غَلِمَ الرجلُ وغيرهُ، بالكسر، يَغْلِمُ [يَغْلَمُ] غلْماً واغْتَلَمَ اغْتِلاماً إِذَا هاجَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِذَا غُلبَ شَهْوَةً، وَكَذَلِكَ الْجَارِيَةُ. والغِلِّيمُ، بِالتَّشْدِيدِ: الشَّدِيدُ الغُلْمة، وَرَجُلٌ غَلِمٌ وغِلِّيمٌ ومِغْلِيمٌ، والأُنثى غَلِمة ومِغْلِيمةٌ ومِغْلِيمٌ وغِلِّيمةٌ وغِلِّيمٌ؛ قَالَ:

يَا عَمْرُو لَوْ كُنتَ فَتًى كَريما،

أَو كُنْتَ ممَّنْ يَمْنَعُ الحَرِيما،

أَوْ كَانَ رُمْحُ اسْتِكَ مُسْتَقِيما

نِكْتَ بِهِ جَارِيَةً هَضِيما،

نَيْكَ أَخيها أُخْتَكَ الغِلِّيما

وَفِي الْحَدِيثِ:

خَيْرُ النِّسَاءِ الغَلِمةُ عَلَى زَوْجِهَا

؛ الغُلْمةُ: هَيَجان شَهْوَةِ النِّكَاحِ مِنَ المرأَة وَالرَّجُلِ وَغَيْرِهِمَا. يُقَالُ: غَلِمَ غُلْمةً واغْتَلَمَ اغْتِلَامًا، وبَعِيرٌ غِلِّيمٌ كَذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: والمِغْلِيمُ سَوَاءٌ فِيهِ الذَّكَرُ والأُنثى، وَقَدْ أَغْلَمهُ الشيءُ. وَقَالُوا: أَغْلَمُ الأَلبان لَبَنُ الخَلِفةِ؛ يُرِيدُونَ أَغْلم الأَلبان لِمَنْ شَرِبَهُ. وَقَالُوا: شُرْبُ لَبَنِ الإِيَّل مَغلَمةٌ أَيْ أَنه تشتدُّ عَنْهُ الغُلْمة؛ قَالَ جَرِيرٍ:

أَجِعْثِنُ قَدْ لاقَيْتِ عِمرانَ شارِباً،

عَلى الحَبَّةِ الخَضْراءِ، أَلْبانَ إيَّلِ

وَفِي حَدِيثِ تَمِيمٍ والجَسَّاسة:

فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَم

أَيْ هَاجٍ وَاضْطَرَبَتْ أَمواجه. والاغْتِلام: مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ. وَفِي نُسْخَةِ الْمُحْكَمِ: والاغْتِلامُ مُجَاوَزَةُ الإِنسان حَدَّ ما أُمر بِهِ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، وَهُوَ مِنْ هَذَا، لأَن الِاغْتِلَامَ فِي الشَّهْوَةِ مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: قَالَ تَجَهَّزوا لِقِتَالِ المارِقِين المُغْتَلمين.

وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الاغْتلام أَنْ يَتَجَاوَزَ الإِنسان حَدَّ مَا أُمر بِهِ من الخير والمباح،

(1). قوله [وسط] كذا في الأَصل هنا كالتهذيب، وتقدم في مادة وسط بلفظ وسطت، وفي مادة سطم وصلت

ص: 439

أَيِ الَّذِينَ جَاوَزُوا الْحَدَّ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: تَجَهَّزوا لِقِتَالِ الْمَارِقِينَ المُغْتَلمين

أَيِّ الَّذِينَ تَجَاوَزُوا حَدَّ مَا أُمروا بِهِ مِنْ الدِّينِ وَطَاعَةِ الإِمام وبَغَوْا عَلَيْهِ وطَغَوْا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ

عُمَرَ، رضي الله عنه: إِذَا اغْتَلَمَتْ عَلَيْكُمْ هَذِهِ الأَشربة فاكْسِروها بِالْمَاءِ.

قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: يَقُولُ إِذَا جَاوَزَتْ حَدَّها الَّذِي لَا يُسْكِرُ إِلَى حَدِّهَا الَّذِي يُسْكِرُ، وَكَذَلِكَ الْمُغْتَلِمُونَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ. ابْنُ الأَعرابي: الغُلُمُ الْمَحْبُوسُونَ، قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ غُلامُ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ كَهْلًا، كَقَوْلِكَ فُلَانٌ فَتى العَسْكَر وَإِنْ كَانَ شَيْخًا؛ وأَنشد:

سَيْراً تَرَى مِنْهُ غُلامَ النَّاسِ

مُقَنَّعاً، وَمَا بهِ مِنْ بَاسِ،

إِلَّا بَقايا هَوْجَلِ النُّعاس

والغُلامُ مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الغُلامُ الطَّارُّ الشَّارِبُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ حِينِ يُولَدُ إِلَى أَن يَشِيبَ، وَالْجَمْعُ أَغْلِمَةٌ وغِلْمَةٌ وغِلْمانٌ، وَمِنْهُمْ مَنِ اسْتَغْنَى بِغِلْمَةٍ عَنْ أَغْلِمَةٍ، وَتَصْغِيرُ الغِلْمة أُغَيْلِمَةٌ عَلَى غير مُكَبَّره كأنهم صَغَّرُوا أَغْلِمَة، وَإِنْ لَمْ يَقُولُوهُ، كَمَا قَالُوا أُصَيْبِيَة فِي تَصْغِيرِ صِبْيَة، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ غُلَيْمة عَلَى الْقِيَاسُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ صُبَيَّة أَيضاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

صُبَيَّة عَلَى الدُّخانِ رُمْكا

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: بَعثَنا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أُغَيْلِمَة بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ جَمْعٍ بلَيْلٍ

؛ هُوَ تَصْغِيرٌ أَغْلِمة جَمْعُ غُلام فِي الْقِيَاسُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَمْ يَرِدْ فِي جَمْعِهِ أَغْلِمة، وَإِنَّمَا قَالُوا غِلْمَة، وَمِثْلُهُ أُصَيْبِيَة تَصْغِيرُ صِبْيَة، وَيُرِيدُ بالأُغَيْلمة الصِّبْيان، وَلِذَلِكَ صَغَّرَهُمْ، والأُنثى غُلامةٌ؛ قَالَ أَوس بْنُ غَلْفاء الهُجَيمي يَصِفُ فَرَسًا:

أَعانَ عَلَى مِراس الحَرْب زَغْفٌ،

مُضاعَفَةٌ لَهَا حَلَقٌ تُؤَامُ

ومُطَّرِدُ الكُعوب ومَشْرَفِيٌّ

مِنَ الأُولى، مَضَارِبُه حُسامُ

ومُركضَةٌ صَرِيحِيٌّ أَبُوها،

يُهانُ لَهَا الغُلامةُ والغُلامُ

وَهُوَ بَيِّنُ الغُلُومة والغُلُوميَّة والغُلامِيَّة، وَتَصْغِيرُهُ غُلَيِّم، وَالْعَرَبُ يَقُولُونَ لِلْكَهْلِ غُلامٌ نَجيبٌ، وَهُوَ فاشٍ فِي كَلَامِهِمْ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

تَنَحَّ، يَا عَسيفُ، عَنْ مَقامِها

وطَرِّحِ الدَّلْوَ إِلَى غُلامِها

قَالَ: غُلامُها صاحِبُها. والغَيْلَمُ: المرأَة الحَسْناء، وَقِيلَ: الغَيْلَمُ الْجَارِيَةُ المُغْتَلِمَة؛ قَالَ عِيَاضُ الْهُذَلِيُّ:

مَعِي صاحِبٌ مِثلُ حَدِّ السِّنان،

شَدِيدٌ عَلى قِرْنِهِ مِحْطَمُ

وَقَالَ الشَّاعِرُ:

مِنَ المُدَّعِينَ إِذَا نُوكِرُوا،

تُنِيفُ إِلَى صَوْتِهِ الغَيلَمُ

اللَّيْثُ: الغَيلَمُ والغَيْلَمِيُّ الشابُّ الْعَظِيمُ المَفْرِق الْكَثِيرُ الشَّعْرِ. الْمُحْكَمُ: والغَيْلَمُ والغَيلَمِيُّ الشَّابُّ الْكَثِيرُ الشَّعْرِ الْعَرِيضُ مَفْرِقِ الرأْس. والغَيْلَمُ: السُّلَحْفاة، وَقِيلَ: ذكَرُها. والغَيْلَمُ أَيضاً: الضِّفْدَع. والغَيْلَمُ: مَنْبَعُ الْمَاءِ فِي الْبِئْرِ. والغَيْلَمُ: المِدْرى؛ قَالَ:

يُشَذِّبُ بالسَّيْفِ أَقْرانَهُ،

كَمَا فَرَّقَ اللِّمَّةَ الغَيْلَمُ

قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ الغَيْلم المِدْرى لَيْسَ بِصَحِيحٍ، وَدَلَّ اسْتِشْهَادُهُ بِالْبَيْتِ عَلَى تَصْحِيفِهِ. قَالَ: وأَنشدني غَيْرُ

ص: 440

وَاحِدٍ بَيْتَ الْهُذَلِيُّ:

ويَحْمِي المُضافَ إِذَا مَا دَعا،

إِذَا فَرَّ ذُو اللِّمِّةِ الغَيْلَمُ

قَالَ: هَكَذَا أَنْشَدَنِيهِ الإِيادي عَنْ شَمِرٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ وَقَالَ: الغَيْلَمُ الْعَظِيمُ، قَالَ: وأَنشدنيه غَيْرُهُ:

كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ

بِالْفَاءِ، قَالَ: وَهَكَذَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي فِي رِوَايَةِ أَبي الْعَبَّاسِ عَنْهُ، قَالَ: والفَيْلَمُ المُشْط، والغَيْلَمُ: موضعٌ فِي شِعْرِ عَنترة؛ قَالَ:

كيْفَ المَزارُ، وَقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُها

بعُنَيْزَتَيْنِ، وأَهْلُنا بالغَيْلَم؟

غلصم: الغَلْصَمَةُ: رأْس الحُلْقوم بِشَوَارِبِهِ وحَرْقدته، وَهُوَ الْمَوْضِعُ النَّاتِئُ فِي الحَلْق، وَالْجَمْعُ الغَلاصِمُ، وَقِيلَ: الغَلْصَمةُ اللَّحم الَّذِي بَيْنَ الرأْس والعُنُق، وَقِيلَ: مُتَّصَلُ الْحُلْقُومِ بِالْحَلْقِ إِذَا ازْدَرَدَ الآكلُ لُقْمَته فَزَلَّتْ عَنِ الْحُلْقُومِ، وَقِيلَ: هِيَ العُجرةُ الَّتِي عَلَى مُلْتَقَى اللَّهاةِ والمَرِيءِ. وغَلْصَمَه أَيْ قَطَع غَلْصَمَتَه. وَيُقَالُ: غَلْصَمْتُ فُلَانًا إِذَا أَخَذْتَ بحَلْقِه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

فالأُسْدُ مِنْ مُغَلْصَمٍ وخُرْسِ

وَاسْتَعَارَ أَبُو نُخَيْلة الغَلاصِمَ للنَّخْل فَقَالَ، أَنشده أَبو حَنِيفَةَ:

صَفَا بُسْرُها، واخْضَرَّتِ العُشْبُ بَعْدَ ما

عَلاها اغْبِرارٌ لانْضِمامِ الغَلاصِمِ

أدامَ لهَا العَصْرَيْنِ رِيّاً، وَلَمْ يَكُنْ

كَمَنْ ضَنَّ عَن عُمْرانِها بالدَّراهِمِ

والغَلْصَمَةُ: الجماعةُ، وَهُمْ أَيضاً السادةُ؛ قال:

وهِنْدٌ غادةٌ غَيْداءُ

فِي غَلْصَمةٍ غُلْبِ

يَجُوزُ أَنْ يَعْنِيَ بِهِ الْجَمَاعَةَ وَأَنْ يَعْنِي بِهِ السَّادَةَ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

فَمَا أنتَ مِنْ قَيْسٍ فَتَنْبَح دُونَها،

وَلَا مِنْ تَمِيمٍ فِي اللَّها والغلاصِم

عَنَى أَعاليَهم وجِلَّتَهم. ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنَّهُ لَفِي غَلْصَمَةٍ مِنْ قَوْمِهِ أَيْ فِي شَرَفٍ وعَدَدٍ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

أَبي لُجَيْمٌ، واسْمُهُ ملءُ الفَمِ،

فِي غَلْصَمِ الهامِ وهامِ الغَلْصَمِ

وَقَالَ الأَصمعي: أَرَادَ أَنه فِي مُعْظَم قَوْمِهِ وشرَفِهم، والغَلْصَمةُ: أَصلُ اللِّسَانِ، أَخْبَرَ أَنه فِي قَومٍ عِظام الهامِ، وَهَذَا مِمَّا يُوصَفُ بِهِ الرجلُ الشديدُ الشريفُ؛ وَذَكَرَ المُنذري أَن أَبا الْهَيْثَمِ أَنشده للأَغلب:

كانَتْ تَمِيمُ مَعْشَراً ذَوِي كَرَم،

غَلْصَمةً مِنَ الغَلاصِمِ العُظَم

قَالَ: غَلْصَمَةً جَمَاعَةً لأَن الغَلْصمة مُجْتَمِعَةٌ بِمَا حَوْلَهَا؛ وَقَالَ

غَداةَ عَهِدْتُهُنَّ مُغَلْصَماتٍ،

لَهُنَّ بِكُلِّ مَحْنِيَة نَحِيمُ

مُغَلْصَماتٍ: مَشْدُودَاتِ الأَعناق.

غمم: الغمُّ: وَاحِدُ الغُمُومِ. والغَمُّ والغُمَّةُ: الكَرْبُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

بَلْ لَوْ شَهِدْتِ النَّاس إِذْ تُكُمُّوا

بغُمَّةٍ، لوْ لمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا

تُكُمُّوا أَيْ غُطُّوا بالغَمِّ؛ وَقَالَ الْآخَرُ:

لَا تَحْسَبَنْ أَنَّ يَدِي فِي غُمَّه،

فِي قَعْرِ نِحْيّ أَسْتَثِيرُ حَمَّه

ص: 441

والغَمَّاءُ: كالغَمِّ. وَقَدْ غَمَّه الأَمرُ يَغُمُّه غَمّاً فاغْتَمَّ وانْغَمَّ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ بَعْدَ اغْتَمَّ، قَالَ: وَهِيَ عَرَبِيَّةٌ. وَيُقَالُ: مَا أَغَمَّك إليَّ وَمَا أَغَمَّكَ لِي وَمَا أَغَمَّك عليَّ. وَإِنَّهُ لَفِي غُمَّةٍ مِنْ أَمْرِهِ أَيْ لَبْسٍ وَلَمْ يَهْتَدِ لَهُ. وأَمْرُهُ عَلَيْهِ غُمَّةٌ أَيْ لَبْسٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَجَازُهَا ظُلْمة وضيقٌ وهَمٌّ، وَقِيلَ: أَيْ مُغَطّىً مَسْتُورًا. والغُمَّى: الشَّدِيدَةُ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

خَروج مِنَ الغُمَّى إِذَا صُكَّ صَكَّةً

بَدا، والعُيُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ

وأمْرٌ غُمَّةٌ أَيْ مُبْهَمٌ مُلْتَبِسٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

لَعَمْري وَمَا أَمْرِي عليَّ بِغُمَّةٍ

نَهارِي، وَمَا لَيْلي عليَّ بِسَرْمَدِ

وَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَفِي غُمَّى مِنْ أَمْرِهِمْ إِذَا كَانُوا فِي أَمْرٍ مُلْتَبِسٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وأَضْرِبُ فِي الغُمَّى إِذَا كَثُرَ الوَغَى،

وأَهْضِمُ إنْ أَضْحى المَراضِيعُ جُوَّعا

قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: إِذَا قَصَرْتَ الغُمَّى ضَمَمْتَ أَولها، وَإِذَا فتحْت أَولها مَدَدْتَ، قَالَ: والأَكثر عَلَى أَنه يَجُوزُ الْقَصْرُ وَالْمَدُّ فِي الأَوَّل «2» قَالَ مُغَلِّسٌ:

حُبِسْتُ بِغَمَّى غَمْرةٍ فَتَركْتُها،

وَقَدْ أَتْرُك الغَمّى إِذَا ضَاقَ بابُها

والغُمَّةُ: قَعْرُ النِّحْي وَغَيْرِهِ. وغُمَّ عَلَيْهِ الخَبَرُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، أَيِ اسْتَعجم مِثَالُ أُغْمِيَ. وغُمَّ الهِلال عَلَى النَّاسِ غَمّاً: سَترَه الغَيمُ وَغَيْرُهُ فَلَمْ يُرَ. وليلةُ غَمَّاءَ: آخِرُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنه غُمَّ عَلَيْهِمْ أمرُها أَيْ سُتِرَ فَلَمْ يُدْرَ أَمِن الْمُقْبِلِ هِيَ أَمْ مِنَ الماضي؛ قَالَ:

ليلةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها،

«3» أَوْغَلتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها

وَهِيَ ليلةُ الغُمَّى. وصُمْنا للغُمَّى وللغَمَّى، بالفتح والضم، إذ غُمَّ عَلَيْهِمِ الْهِلَالُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي يَرَوْنَ أَنَّ فِيهَا اسْتِهْلَالَهُ. وصُمْنا للغَمَّاء، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وصُمْنا للغُمِّيَّة وللغُمَّة كُلُّ ذَلِكَ إِذَا صَامُوا عَلَى غَيْرِ رُؤْيَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّهُ قَالَ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفطروا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فأَكملوا الْعِدَّةَ

؛ قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ غُمَّ عَلَيْنَا الْهِلَالُ غَمّاً فَهُوَ مَغْموم إِذَا حَالَ دُونَ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ غَيْمٌ رَقِيق، مِنْ غَمَمْت الشَّيْءَ إِذَا غَطَّيته، وَفِي غُمَّ ضَمِيرُ الْهِلَالِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ غُمَّ مُسْنَدًا إِلَى الظَّرْفِ أَيْ فَإِنْ كُنْتُمْ مَغْموماً عَلَيْكُمْ فأَكملوا، وَتَرَكَ ذِكْرَ الْهِلَالِ لِلِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ

وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: وَلَا غُمَّةَ فِي فَرَائِضِ اللَّهِ

أَيْ لَا تُسْتَرُ وَلَا تُخفَى فَرَائِضُهُ، وَإِنَّمَا تُظْهَر وتُعْلن ويُجْهَر بِهَا؛ وَقَالَ أَبو دُوَادَ:

وَلَهَا قُرْحَةٌ تَلأْلأ كالشِّعْرَى،

أَضاءَتْ وغُمَّ عَنْهَا النُّجومُ

يَقُولُ: غَطَّى السحابُ غيرَها مِنَ النُّجُومِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ:

إِذَا نَجْمٌ تعَقَّبَ لاحَ نَجْمٌ،

ولَيْسَتْ بالمُحاقِ وَلَا الغُمومِ

قَالَ: والغُمُومُ مِنَ النُّجُومِ صِغَارُهَا الْخَفِيَّةُ. قَالَ الأَزهري: وَرُوِيَ هَذَا الحديث

فإن غُمِّيَ عليكم

(2). قوله [في الأَول] كذا في الأصل، ولعله في الثاني إذ هو الَّذِي يَجُوزُ فِيهِ الْقَصْرُ والمد

(3)

. قوله [ليلة غمى إلخ] أَوْرَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى ما بعده وهو المناسب

ص: 442

وأُغْمِيَ عَلَيْكُمْ

، وَسَنَذْكُرُهُمَا فِي الْمُعْتَلِّ. أَبو عُبَيْدٍ: ليلةٌ غَمَّى، بِالْفَتْحِ مِثَالُ كَسْلى، وليلةٌ غَمَّةٌ إِذَا كَانَ عَلَى السَّمَاءِ غَمْيٌ مِثَالُ رَمْيٍ وغَمٌّ وَهُوَ أَنْ يُغَمَّ عَلَيْهِمِ الْهِلَالُ. قَالَ الأَزهري: فَمَعْنَى غُمَّ وأُغْمِيَ وغُمِّيَ وَاحِدٌ، والغَمُّ والغَمْيُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصةً عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغتَمَّ كَشَفَهَا

أَيْ إِذَا احْتَبَسَ نَفَسُه عَنِ الْخُرُوجِ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الغَمِّ التَّغْطِيَةِ وَالسَّتْرِ. وغَمَّ القمرُ النُّجُومَ: بَهَرَها وَكَادَ يَسْتُرُ ضوءَها. وغَمَّ يومُنا، بِالْفَتْحِ، يَغُمُّ غَمّاً وغُموماً مِنَ الغَمِّ. ويومٌ غامٌّ وغَمٌّ ومِغَمٌّ: ذُو غَمّ؛ قَالَ:

فِي أُخْرَياتِ الغَبَشِ المِغَمِ

وَقِيلَ: هُوَ إِذَا كَانَ يأْخذ بالنَّفَس مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ. وأَغَمَّ يومُنا مِثْلُهُ. وَلَيْلَةٌ غَمَّة وَلَيْلٌ غَمٌّ أَيْ غامَّةٌ، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ كَمَا تَقُولُ ماءٌ غَوْرٌ وأَمرٌ غامٌّ. وَرَجُلٌ مَغْموم: مُغْتَمٌّ مِنْ قَوْلِهِمْ غُمَّ عَلَيْنَا الهلالُ، فَهُوَ مَغْموم إِذَا الْتَبَسَ. والغِمامةُ، بِالْكَسْرِ: خَريطةٌ يُجْعَلُ فِيهَا فَمُ الْبَعِيرِ يُمْنَعُ بِهَا الطَّعَامُ، غَمَّهُ يَغُمُّه غَمّاً، وَالْجَمْعُ الغَمائم. والغِمامة: مَا تُشَدُّ بِهِ عَيْنَا النَّاقَةِ أَوْ خَطْمُها. أَبو عُبَيْدٍ: الغِمامة ثَوْبٌ يُشَدُّ بِهِ أَنف النَّاقَةِ إِذَا ظُئِرَتْ عَلَى حُوار غَيْرِهَا، وَجَمْعُهَا غَمائم؛ قَالَ الْقَطَّامِيُّ:

إِذَا رَأْسٌ رأَيْتُ بِهِ طِماحاً،

شَدَدْتُ لَهُ الغَمائِمَ والصِّقاعا

اللَّيْثُ: الغِمامةُ شِبْه فِدامٍ أَوْ كِعامٍ. وَيُقَالُ: غَمَمْتُ الْحِمَارَ والدَّابة غَمّاً، فَهُوَ مَغْمُومٌ إِذَا أَلقَمْتَ فَاهُ وَمُنْخَرَيْهِ؛ الغِمامة، بِالْكَسْرِ: وَهِيَ كالكِعام، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِذَا أَلقمت فَاهُ مِخْلاةً أَوْ مَا أَشْبَهَهَا يَمْنَعُهُ مِنَ الِاعْتِلَافِ، وَاسْمُ مَا يُغَمُّ بِهِ غِمامة. التَّهْذِيبُ: شَمِرٌ الغِمَّةُ، بِكَسْرِ الْغَيْنِ، اللِّبْسة؛ تَقُولُ: اللِّباسُ والزِّيُّ والقِشْرة والهَيْئة والغِمَّة وَاحِدٌ. والغِمامةُ: القُلْفة، عَلَى التَّشْبِيهِ. ورُطَبٌ مَغْمومٌ: جُعِلَ فِي الجَرَّة وسُتِر ثُمَّ غُطِّي حَتَّى أَرْطَب. وغَمَّ الشيءَ يَغُمُّه: عَلَاهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ:

أُنُفٌ يَغُمٌّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها

وبحرٌ مُغَمِّمٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ الرَّكِيَّة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الَّتِي تَمْلأُ كلَّ شَيْءٍ وتُغَرِّقه؛ وأَنشد:

قَرِيحةُ حِسيٍ مِنْ شُرَيْح مُغَمِّم

وغَمَمْتُه: غَطَّيته فانغَمَّ؛ قَالَ أَوس يَرْثِي ابْنَهُ شُرَيْحًا:

وقدْ رامَ بَحْري قَبْلَ ذَلِكَ طامِياً،

مِنَ الشُّعَراءِ، كُلُّ عَوْدٍ ومُفْحِمِ

عَلَى حِينَ أَنْ جَدَّ الذَّكاءُ وأَدْرَكتْ

قَريحةُ حِسْيٍ مِن شُرَيْحٍ مُغَمَّم

يُرِيدُ: رَامَ الشُّعَرَاءُ بحري بعد ما ذَكِيتُ، والذَّكاء انْتِهَاءُ السِّنِّ وَاسْتِحْكَامُهُ، وَقَوْلُهُ قَريحةُ حِسْيٍ مِنْ شُرَيْحٍ يُرِيدُ أَن ابْنَهُ شُرَيْحًا قَدْ قَالَ الشِّعْرَ، وقَريحةُ الْمَاءِ: أَول خُرُوجِهِ مِنَ الْبِئْرِ، وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ مُغَمِّمٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، يُرِيدُ الْغَامِرَ الْمُغَطِّي؛ شَبَّهَ شِعْرَ ابْنِهِ شُرَيْحٍ بِمَاءٍ غَامِرٍ لَا يَنْقَطِعُ، وَلَمْ يَرْث ابْنَهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ كَمَا ذَكَرَ، وَإِنَّمَا افْتَخَرَ بِنَفْسِهِ وَبِوَلَدِهِ وَنُصْرَةِ قَوْمِهِ فِي يَوْمِ السُّوبان. وغَيم مُغَمِّم: كَثِيرُ الْمَاءِ. والغَمامة، بِالْفَتْحِ: السَّحَابَةُ، وَالْجَمْعُ غَمام وغَمائم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْحُطَيْئَةِ يَمْدَحُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ:

إِذَا غِبْتَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبيعُنا،

ونُسْقى الغَمامَ الغُرَّ حِينَ تَؤُوبُ

ص: 443

فَوَصَفَ الْغَمَامَ بالغُرّ وَهُوَ جَمْعُ غَرّاء. وَقَدْ أَغَمَّتِ السماءُ أَيْ تَغَيَّرَتْ. وحَبُّ الغَمام: البَرَد. وَسَحَابٌ أَغَمُّ: لَا فُرْجة فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ

؛ الغَمام الغَيْم الأَبيض وَإِنَّمَا سُمِّيَ غَمَامًا لأَنه يَغُمُّ السَّمَاءَ أَيْ يَسْتُرُهَا، وَسُمِّيَ الغَمّ غَمّاً لِاشْتِمَالِهِ عَلَى الْقَلْبِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ

؛ أَراد غَمًّا مُتَّصِلًا، فَالْغَمُّ الأَول الجِراح وَالْقَتْلُ، وَالثَّانِي مَا أُلقي إِلَيْهِمْ مِنْ قَبْلَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فأَنساهم الْغَمَّ الأَول. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ:

عَتَبُوا عَلَى عُثْمَانَ مَوْضِعَ الغَمامة المُحْماة

؛ هِيَ السَّحَابَةُ وَجَمْعُهَا الغَمام، وَأَرَادَتْ بِهَا العُشب والكَلأَ الَّذِي حَمَاهُ، فَسَمَّتْهُ بِالْغَمَامَةِ كَمَا يُسَمَّى بِالسَّمَاءِ، أَرَادَتْ أَنه حَمى الكَلأَ وَهُوَ حَقُّ جَمِيعِ النَّاسِ. والغَمَمُ: أَن يَسيل الشَّعر حَتَّى يَضِيقَ الْوَجْهُ وَالْقَفَا، وَرَجُلٌ أَغَمّ وَجَبْهَةٌ غَمّاء؛ قَالَ هُدْبَةُ بْنُ الْخَشْرَمِ:

فَلَا تَنْكِحي، إنْ فَرَّقَ الدهرُ بَيْنَنَا،

أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ، لَيْسَ بأَنْزَعا

وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَغَمّ الْوَجْهِ وأَغَمّ الْقَفَا. وَفِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ فِي رِوَايَةِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرض غُمَّة «1»

؛ الغُمّةُ: الضَّيِّقَةُ. والغَمّاء مِنَ النَّوَاصِي: كالفاشِغة، وَتُكْرَهُ الغَمّاء مِنْ نَوَاصِي الْخَيْلِ وَهِيَ المُفرطة فِي كَثْرَةِ الشعَر. والغَمِيم: النَّبَاتُ الأَخضر تَحْتَ الْيَابِسِ. وَفِي الصِّحَاحِ: الغَمِيم الغَمِيس وَهُوَ الكلأُ تَحْتَ اليَبِيس. وَفِي النَّوَادِرِ: اعتَمَّ الكلأُ واغْتَمَّ. وأَرض مُعِمّة ومُغِمّة ومُعْلَوْلِية ومُغْلَوْلِيَة، وأَرض عَمْياء وكَمْهاءُ كُلُّ هَذَا فِي كَثْرَةِ النَّبَاتِ وَالْتِفَافِهِ. والغُمام: الزُّكام. وَرَجُلٌ مَغْموم: مَزْكوم. والغَمِيمُ: اللَّبَنُ يُسَخَّنُ حَتَّى يَغْلُظَ. والغَمِيم: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ، وَمِنْهُ كُراع الغَمِيم وبُرَق الغَميم؛ قَالَ:

حَوَّزَها مِن بُرَق الغَمِيمِ،

أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيةَ الظَّلِيمِ

والغَمْغَمةُ والتَّغَمْغُم: الْكَلَامُ الَّذِي الَّذِي لَا يُبَين، وَقِيلَ هُمَا أَصوات الثِّيرَانِ عِنْدَ الذُّعْر وأَصوات الأَبطال فِي الوَغى عِنْدَ الْقِتَالِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وظَلَّ لِثيرانِ الصَّرِيم غَماغِمٌ،

يُداعِسُها بالسَّمْهَريِّ المُعَلَّب

وَأَوْرَدَ الأَزهري هُنَا بَيْتًا نَسَبَهُ لِعَلْقَمَةَ وَهُوَ:

وظلَّ لثيرانِ الصَّريمِ غماغِمٌ،

إِذَا دَعَسُوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّب

وَقَالَ الرَّاعِي:

يَفْلِقْن كلَّ ساعِد وجُمْجُمه

ضَرباً، فَلَا تَسمع إِلَّا غَمْغَمَه

وَفِي صِفَةِ قُرَيْشٍ:

لَيْسَ فِيهِمْ غَمْغمةُ قُضاعة

؛ الغَمغمة والتَّغَمْغم: كَلَامٌ غَيْرُ بيِّن؛ قَالَهُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِمُعَاوِيَةَ، قَالَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: قَوْمُكَ مِنْ قُرَيْشٍ؛ وَجَعَلَهُ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ الْهُذَلِيُّ للقِسِيّ فَقَالَ:

وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغمةٌ،

حِسَّ الجَنُوبِ تَسوقُ الْمَاءَ والبَرَدا

وَقَالَ عَنْتَرَةُ:

فِي حَوْمةِ المَوْتِ الَّتِي لَا تَشْتَكي

غَمَراتِها الأَبْطالُ، غيرَ تَغَمْغُمِ

وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

إِذَا المُرْضِعاتُ، بَعْدَ أَوّل هَجْعةٍ،

سَمِعْتَ عَلَى ثُدِيِّهنّ غَماغِما

فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ أَن أَلبانهن قَلِيلَةٌ، فالرَّضيع يُغَمْغِم

(1). قوله [في أرض غمة] ضبطت الغمة بضم الغين وشد الميم كما ترى في غير نسخة من النهاية

ص: 444

وَيَبْكِي عَلَى الثَّدي إِذَا رَضِعه طَلَبًا لِلَّبَنِ، فَإِمَّا أَن تَكُونَ الْغَمْغَمَةُ فِي بُكَاءِ الأَطفال وتَصويتهم أَصلًا، وَإِمَّا أَن تَكُونَ اسْتِعَارَةً. وتَغَمْغَمَ الغريقُ تَحْتَ الْمَاءِ: صوَّت، وَفِي التَّهْذِيبِ إِذَا تداكَأَت فَوْقَهُ الأَمواج؛ وأَنشد:

مَنْ خَرَّ فِي قَمْقامِنا تَقَمْقَما،

كَمَا هَوَى فِرعونُ، إذْ تَغَمْغَما

تحتَ ظِلال المَوْجِ، إذْ تَدَأّما

أَيْ صَارَ فِي دَأْماء الْبَحْرِ.

غنم: الغَنَم: الشَّاءُ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَقَدْ ثَنَّوْه فَقَالُوا غنَمانِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ، وإنَّما

يَسُودانِنا إِنْ يَسَّرَتْ غَنماهُما

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنهم ثَنَّوْهُ عَلَى إِرَادَةِ القَطِيعين أَوِ السِّرْبين؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: تَرُوح عَلَى فُلَانٍ غَنمانِ أَيْ قَطِيعَانِ لِكُلِّ قَطِيع رَاعٍ عَلَى حِدَةٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عُمَرَ: أَعْطُوا مِنَ الصَّدقة مَنْ أَبْقت لَهُ السَّنَةُ غَنماً وَلَا تُعطوها مَنْ أَبقت لَهُ غَنمَيْنِ

أَيْ مَنْ أَبقت لَهُ قِطعةً وَاحِدَةً لَا يُقَطَّعُ مِثْلُهَا فَتَكُونُ قِطْعتين لِقِلَّتِهَا، فَلَا تُعطوا مَنْ لَهُ قِطْعَتَانِ مِنْهَا، وأَراد بالسَّنة الجَدْب؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ تَرُوحُ عَلَى فُلَانٍ إِبِلَانِ: إِبِلٌ هَاهُنَا وَإِبِلٌ هَاهُنَا، وَالْجَمْعُ أَغْنام وغُنوم، وكسَّره أَبو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ أَخو خِراش عَلَى أَغانِم فَقَالَ مِنْ قَصِيدَةٍ يَذْكُرُ فِيهَا فِرار زُهير بْنَ الأَغرّ اللِّحْيَانِيَّ:

فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا،

فَلَيْتَكَ لَمْ تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما

مِنْهَا:

إِلَى صُلْحِ الفَيْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ،

أُجَمِّعُ مِنْهُمْ جامِلًا وأَغانِما

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد وأَغانيم فَاضْطَرَّ فَحَذَفَ كَمَا قَالَ:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

وغَنَم مُغْنَمةٌ ومُغَنَّمَة: كَثِيرَةٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ عَنِ الْكِسَائِيِّ: غَنَمٌ مُغَنِّمة ومُغَنَّمَة أَيْ مُجتمعة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: غَنَمٌ مُغَنَّمة وَإِبِلٌ مُؤبَّلة إِذَا أُفرد لِكُلٍّ مِنْهَا رَاعٍ، وَهُوَ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مَوْضُوعٌ لِلْجِنْسِ، يَقَعُ عَلَى الذُّكُورِ وَعَلَى الإِناث وَعَلَيْهِمَا جَمِيعًا، فَإِذَا صَغَّرْتَهَا أَدخلتها الْهَاءَ قُلْتَ غُنَيْمة، لأَن أَسماء الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذَا كَانَتْ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ فالتأْنيث لَهَا لَازِمٌ، يُقَالُ: لَهُ خَمْسٌ مِنَ الْغَنَمِ ذُكُورٌ فَيُؤَنَّثُ الْعَدَدُ وَإِنْ عَنَيْتَ الكِباش إِذَا كَانَ يَلِيهِ مِنَ الْغَنَمِ لأَن الْعَدَدَ يَجْرِي فِي تَذْكِيرِهِ وتأْنيثه عَلَى اللَّفْظِ لَا عَلَى الْمَعْنَى، والإِبل كَالْغَنَمِ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَا، وَتَقُولُ: هَذِهِ غَنَمٌ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ، فَإِذَا أَفردت الْوَاحِدَةَ قُلْتَ شَاةً. وتَغَنَّم غَنَماً: اتَّخَذَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

السَّكِينةُ فِي أَهل الغَنَم

؛ قِيلَ: أَرَادَ بِهِمْ أَهل الْيَمَنِ لأَن أَكثرهم أَهل غَنَمٍ بِخِلَافِ مُضر ورَبيعة لأَنهم أَصحاب إِبِلٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا آتِيكَ غَنَمَ الفِزْرِ أَي حَتَّى يَجْتَمِعَ غَنَمُ الْفِزْرِ، فأَقاموا الْغَنَمَ مَقَامَ الدَّهْرِ وَنَصَبُوهُ هُوَ عَلَى الظَّرْفِ، وَهَذَا اتِّسَاعٌ. والغُنْم: الفَوْز بِالشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ. والاغتِنام: انْتِهَازُ الغُنم. والغُنم والغَنِيمة والمَغْنم: الْفَيْءُ. يُقَالُ: غَنِمَ القَوم غُنْماً، بِالضَّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ:

الرَّهْن لِمَنْ رَهَنه لَهُ غُنْمه وَعَلَيْهِ غُرْمه

؛ غُنْمه: زِيَادَتُهُ ونَماؤه وَفَاضِلُ قِيمَتِهِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤية:

وأَلزمَهَا مِنْ مَعْشَرٍ يُبْغِضُونها،

نَوافِلُ تأْتيها بِهِ وغُنومُ

يَجُوزُ أَن يَكُونَ كسَّر غُنْماً عَلَى غُنوم. وغَنِم الشيءَ غُنْماً: فَازَ بِهِ. وتَغَنَّمه واغْتَنَمه: عَدَّهُ غَنِيمة، وَفِي

ص: 445

الْمُحْكَمِ: انْتَهَزَ غُنْمه. وأَغْنَمه الشيءَ: جَعَلَهُ لَهُ غَنِيمة. وغَنَّمته تَغْنِيماً إِذَا نفَّلته. قَالَ الأَزهري: الغَنِيمة مَا أَوجَف عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ بِخَيْلِهِمْ وَرِكَابِهِمْ مِنْ أَموال الْمُشْرِكِينَ، وَيَجِبُ الْخُمُسُ لِمَنْ قَسَمه اللَّهُ لَهُ، ويُقسَم أَربعةُ أَخْمَاسِهَا بَيْنَ المُوجِفين: لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسهم وَلِلرَّاجِلِ سَهْمٌ وَاحِدٌ، وأَما الفَيء فَهُوَ مَا أَفاء اللَّهُ مِنْ أَموال الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِلَا حَرْبٍ وَلَا إِيجَافٍ عليه، مثل جِزية الرؤوس وَمَا صُولحوا عَلَيْهِ فَيَجِبُ فِيهِ الْخُمُسُ أَيضاً لِمَنْ قَسَمَهُ اللَّهُ، وَالْبَاقِي يُصْرَفُ فِيمَا يَسُد الثُّغُورَ مِنْ خَيْلٍ وَسِلَاحٍ وعُدّة وَفِي أَرزاق أَهل الْفَيْءِ وأَرزاق الْقُضَاةِ وَمَنْ غَيْرَهُمْ وَمَنْ يَجْرِي مَجراهم، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْغَنِيمَةِ والمَغنم وَالْغَنَائِمِ، وَهُوَ مَا أُصيب مِنْ أَموال أَهْلِ الْحَرْبِ وأَوجَف عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ الْخَيْلَ وَالرِّكَابَ. يُقَالُ: غَنِمت أَغْنَم غُنماً وغَنيمة، وَالْغَنَائِمُ جَمْعُهَا. والمَغانم: جَمْعُ مَغْنم، وَالْغُنْمُ، بِالضَّمِّ، الِاسْمُ، وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ. وَيُقَالُ فُلَانٌ يَتَغَنَّمُ الأَمر أَيْ يَحرِص عَلَيْهِ كَمَا يَحْرِصُ عَلَى الْغَنِيمَةِ. وَالْغَانِمُ: آخِذُ الْغَنِيمَةِ، وَالْجَمْعُ الْغَانِمُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ

الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ

؛ سَمَّاهُ غَنِيمَةً لِمَا فِيهِ مِنَ الأَجر وَالثَّوَابِ. وغُناماك وغُنْمك أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ قُصاراك ومَبْلَغ جُهدك وَالَّذِي تَتَغَنَّمُهُ كَمَا يُقَالُ حُماداك، وَمَعْنَاهُ كُلُّهُ غَايَتُكَ وَآخِرُ أَمرك. وَبَنُو غَنْم: قَبِيلَةٌ مِنْ تَغْلِب وَهُوَ غَنم بْنُ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ. ويَغْنَم: أَبُو بَطْنٍ. وَغَنَّامٌ وَغَانِمٌ وغُنَيم: أَسماءٌ. وغَنَّامة: اسْمُ امرأَة. وغَنّام: اسْمُ بَعِيرٍ؛ وَقَالَ:

يَا صَاحِ، مَا أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام

خَشِيتُ أَن تَظْهَرَ فِيهِ أَوْرام

مِن عَوْلَكَيْنِ غَلَبا بالإِبْلام

غهم: الغَيْهَمُ: كالغَيْهَب؛ عَنِ اللحياني.

غيم: الغَيْم: السَّحَابُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا تَرَى شَمْسًا مِنْ شِدَّةِ الدَّجْن، وَجَمْعُهُ غُيوم وغِيام؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:

يَلُوحُ بِهَا المُذَلَّقُ مِذْرَياه،

خُروجَ النجمِ مِنْ صَلَعِ الغِيام

وَقَدْ غامَت السَّمَاءُ وأَغامَت وأَغْيَمت وتَغَيَّمَت وغَيَّمت، كُلُّهُ بِمَعْنًى. وأَغيَم القومُ إِذَا أَصَابَهُمْ غَيْم. وَيَوْمٌ غَيُوم: ذُو غَيم، حُكي عَنْ ثَعْلَبٍ. والغَيم: الْعَطَشُ وَحَرُّ الْجَوْفِ؛ وأَنشد:

مَا زالتِ الدَّلْوُ لَهَا تَعُودُ،

حَتَّى أَفاقَ غَيْمُها المَجْهُودُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْهَاءُ فِي قَوْلِهِ لَهَا تَعُودُ عَلَى بِئْرٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَعُودَ عَلَى الإِبل أَي مَا زَالَتْ تَعُودُ فِي الْبِئْرِ لأَجلها. أَبو عُبَيْدٍ: والغَيْمة الْعَطَشُ، وَهُوَ الغَيْم. أَبو عَمْرٍو: الْغَيْمُ والغَيْن الْعَطَشُ، وَقَدْ غَامَ يَغِيم وَغَانَ يَغِين. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ العَيْمة والغَيْمة والأَيْمة

؛ فالعَيْمة: شِدَّةُ الشَّهْوَةِ لِلَّبَنِ، والغَيمة شِدَّةُ الْعَطَشِ، والأَيمة العُزْبة. وَقَدْ غَامَ إِلَى الْمَاءِ يَغِيم غَيْمة وغَيَماناً ومَغِيماً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، فَهُوَ غَيْمان، والمرأَة غَيْمَى؛ وَقَالَ رَبيعة بْنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيُّ يَصِفُ أُتُناً:

فَظَلَّتْ صَوافِنَ، خُزْرَ العُيون

إِلَى الشَّمْسِ مِن رَهْبةٍ أَن تَغِيما

وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: فَظَلَّتْ صَواديَ أَي عِطَاشًا. وَشَجَرٌ غَيْم: أَشِبٌ مُلتفّ كغَين. وغَيَّمَ الطائرُ إِذَا رَفْرَفَ عَلَى رأْسك وَلَمْ يُبعد؛ عَنْ ثعلب، بالغين وَالْيَاءِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والغِيام: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

ص: 446