الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ الشجاعْ
وثُمَّ: حَرْفُ عَطْفٍ يَدُلُّ على الترتيب والتراخي.
ثمثم: الثَّمْثَمُ: الْكَلْبُ، وَقِيلَ: الثَّمْثَمُ كَلْبُ الصَّيْدِ. الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: العُرْبُجُ والثَّمْثَمُ كَلْبُ الصَّيْدِ. وثَمْثَمَ الرجلُ عَنِ الشَّيْءِ وتَثَمْثَم: تَوَقَّفَ، وَكَذَلِكَ الثورُ والحِمارُ؛ قَالَ الأَعشى:
فَمَرَّ نَضِيُّ السَّهْمِ تَحْتَ لَبانِه،
…
وجالَ عَلَى وَحْشِيِّه لَمْ يُثَمْثِمِ
وَتَكَلَّمَ فَمَا تَثَمْثَمَ وَلَا تَلَعْثَم بِمَعْنًى. وثَمْثَموا الرَّجُلَ: تَعْتَعُوه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وثَمْثَمَ الرَّجُلُ إِذا غَطَّى رأْس إِنائه. وَيُقَالُ: مَثْمِثُوا بِنَا سَاعَةً وثَمْثِموا بِنَا سَاعَةً ولَثْلِثوا سَاعَةً وحَفْحِفوا «1» . سَاعَةً أَي رَوِّحوا بِنَا قَلِيلًا. الثَّمْثام: الَّذِي إِذا أَخذ الشَّيْءَ كسَره. وَيُقَالُ: هَذَا سَيْف لَا يُثَمْثَمُ نَصْله أَي لَا يُثْنَى إِذا ضُرب بِهِ وَلَا يَرْتَدّ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ:
فوَرَّك لَيْناً لَا يُثَمْثَمُ نَصْلُه،
…
إِذا صابَ أَوساطَ العِظامِ صَمِيمُ
صَميمٌ أَي مُصَمِّم فِي العَظْم؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:
مُسْتَرْدِفاً، مِن السَّنام الأَسْنَمِ،
…
حَشاً طَوِيلَ الفَرْع لَمْ يُثَمْثَمِ
أَي لَمْ يكْسَر وَلَمْ يُشْدخ بالحَمْل، يَعْنِي سَنامه، وَلَمْ يُصِبْه عَمَدٌ فَيَنْهَشِم؛ العَمَدُ: أَن يَنْشَدِخ فَيَنْغَمِر. وثَمْثَمَ قِرْنَه إِذا قَهَرَه؛ قَالَ:
فَهُوَ لِحُولانِ القِلاصِ ثَمْثام
ثوم: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثُّومُ هَذِهِ البَقْلة مَعْرُوفٌ، وَهِيَ بِبَلَدِ الْعَرَبِ كَثِيرَةٌ مِنْهَا بَرِّيٌّ وَمِنْهَا رِيفِيٌّ، وَاحِدَتُهُ ثُومةٌ. والثُّومة: قَبِيعةُ السيْفِ عَلَى التَّشْبِيهِ لأَنها عَلَى شَكْلها. والثُّوم: لُغَةٌ فِي الفُوم، وَهِيَ الحِنْطة. وأُمُّ ثُومةَ: امرأَة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي الْجَرَّاحِ نَفْسِهِ:
فَلَوْ أَنَّ عِنْدِي أُمَّ ثُومةَ لَمْ يَكُنْ
…
عليَّ، لِمُسْتَنِّ الرِّياح، طريقُ
وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ أُمُّ ثُومةَ هُنَا السَّيْفَ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَن الثُّومةَ قَبيعةُ السيفِ، وكأَنه يَقُولُ: لَوْ كَانَ سيْفي حَاضِرًا لَمْ أُذَلَّ وَلَمْ أُهَنْ. والثِّوَمُ: شَجَرٌ طيِّب الرِّيحِ عِظَامٌ وَاسِعُ الورَق أَخضر، أَطيب رِيحاً مِنَ الْآسِ، يُبْسط فِي الْمَجَالِسِ كَمَا يُبْسَط الرَّيحان، وَاحِدَتُهُ ثِوَمةٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الخُنْعُبَة والنُّونَةُ والثُّومَةُ والهَزْمةُ والوَهْدَةُ والقَلْدةُ والهَرْتَمَةُ والعَرْتَمَةُ والحِثْرِمةُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الخُنْعُبَةُ مَشقّ مَا بَيْنَ الشارِبين بحِيال الوتَرَةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم.
فصل الجيم
جثم: جثَم الإِنسانُ والطائرُ والنَّعامةُ والخِشْف والأَرْنبُ واليَرْبوعُ يَجْثِم ويَجْثُم جَثْماً وجثُوماً، فَهُوَ جاثِم: لَزِم مَكَانَهُ فَلَمْ يَبْرَح أَي تَلَبَّد بالأَرض، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقَعَ عَلَى صَدْرِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
إِذا الكُماةُ جَثَمُوا على الرُّكَبْ،
…
ثَبَجْتَ، يا عَمْرو، ثُبُوجَ المُحْتَطِبْ
قَالَ: وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ البُرُوك للإِبل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فلزِمها حَتَّى تَجَثَّمَها تَجَثُّمَ الطَّيْرِ أُنْثاه إِذا عَلاها
(1). 1 قوله [حفحفوا] هكذا هو في الأصل هنا وفي مادة لثث
للسِّفاد.
وجَثَم فُلَانٌ بالأَرضَ يَجْثُم جُثوماً: لصِق بِهَا ولَزِمها؛ قَالَ النَّابِغَةُ يصِف رَكَبَ امرأَةٍ:
وإِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَجْثَمَ جَاثِمًا.
…
مُتَحَيِّراً بِمَكَانِهِ مِلْءَ اليَدِ
اللَّيْثُ: الجاثِمُ اللَّازِمُ مَكَانَهُ لَا يَبْرح. اللَّيْثُ: الجاثِمَةُ واللَّبِدُ الَّذِي لَا يَبْرحُ بيتَه؛ يُقَالُ: رَجُلٌ جُثَمةٌ وجَثَّامة للنَّؤوم الَّذِي لَا يسافِر. وَيُقَالُ: إِن العسَل يَجْثُم عَلَى المَعِدة ثُمَّ يَقْذِف بِالدَّاءِ، وَفِي بَعْضِ الْكَلَامِ: إِذا شرِبت العسَل جَثَم عَلَى رأْس المَعِدة ثُمَّ قَذف الدَّاءَ؛ وجمعُ الجاثِمِ جُثوم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ*
؛ أَي أَجساداً مُلْقاةً فِي الأَرض؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَي أَصابهم البلاءُ فبَركوا فِيهَا، والجاثِمُ: البارِك عَلَى رِجْليه كَمَا يَجْثِمُ الطيرُ، أَيْ أَصابهم العذابُ فَمَاتُوا جاثِمين أَيْ بارِكين. الأَصمعي: جَثَمْت وجَثَوْت وَاحِدٌ. والجَثُومُ: الأَرْنَبُ لأَنها تَجْثِمُ، وَمَكَانُهَا مَجْثَمٌ. والجُثامُ والجاثُومُ: الكابُوس يَجْثِمُ عَلَى الإِنسان، وَهُوَ الدَّيَثانيُّ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلَّذِي يقَع عَلَى الإِنسان وَهُوَ نَائِمٌ جاثُوم وجُثَم وجُثَمة ورازِمٌ ورَكَّاب وجَثَّامة؛ قَالَ: وَهُوَ هَذَا النَّجْتُ «1» الَّذِي يقَع عَلَى النَّائِمِ. وجَثَمَ الليلُ جُثوماً: انتصَف؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والجَثَمَةُ والحَثَمة «2» . والجَثوم: الأَكَمَةُ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا:
نَهَضْتُ إِلَيْهَا مِنْ جَثومٍ كأَنَّها
…
عجوزٌ، عَلَيْهَا هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ
والجَثَّامةُ: البَلِيدُ؛ قَالَ الرَّاعِي:
مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَواتٍ لَا تَزالُ لَهُ
…
بَزْلاءُ، يَعْيَا بِهَا الجَثَّامة اللُّبَدُ
وَيُرْوَى اللَّبِدُ، بالكسر، وهي أَجود عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ، والجَثَّامةُ: السَّيِّدُ الْحَلِيمُ: والمُجَثَّمةُ: المَحْبوسةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه نَهى عَنِ المَصْبُورة والمُجَثَّمةِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُجَثَّمة الَّتِي نَهَى عَنْهَا هِيَ المَصْبورة وَهِيَ كُلُّ حَيَوَانٍ يُنْصَب ويُرْمَى ويُقْتَل. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَكِنَّ المُجَثَّمة لَا تَكُونُ إِلَّا مِنَ الطَّيْرِ والأَرانِب وأَشْباهِها مِمَّا يَجْثِمُ بالأَرض أَيْ يَلْزمها، لأَن الطَّيْرَ تَجْثِم بالأَرض إِذا لَزِمَتْها ولَبَدت عَلَيْهَا، فإِنْ حَبَسَها إِنْسَانٌ قِيلَ: قَدْ جُثِّمتْ، فَهِيَ مُجَثَّمة إِذا فُعِل ذَلِكَ بِهَا، وَهِيَ الْمَحْبُوسَةُ، فإِذا فَعَلَتْ هِيَ مِنْ غَيْرِ فِعْل أَحد قِيلَ: جَثَمتْ تَجْثِمُ وتَجْثُمُ جُثُوماً، فَهِيَ جَاثِمَةٌ. شَمِرٌ: المُجَثَّمة هِيَ الشَّاةُ الَّتِي تُرْمى بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُؤْكَلُ، قَالَ: وَالشَّاةُ لَا تَجْثِم إِنما الجُثوم لِلطَّيْرِ وَلَكِنَّهُ استُعِير. وَرُوِيَ
عَنْ عِكْرمة أَنه قَالَ: المُجَثَّمة الشَّاةُ تُرمَى بالنَّبْل حَتَّى تُقْتَل.
وجَثَمَ الطِّين والترابَ والرَّماد: جَمَعها، وَهِيَ الجُثْمة. والجَثْمُ والجَثَم: الزَّرْع إِذا ارْتَفَعَ عَنِ الأَرض شَيْئًا واستقَلّ نَبَاتُهُ، وَقَدْ جَثَم يجثِم. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَثْمُ العِذْقُ إِذَا عَظُم بُسْرُه، وَالْجَمْعُ جُثُومٌ. وجَثَمَت العُذُوق تَجْثُمُ، بِضَمِّ الثَّاءِ، جُثوماً: عَظُم بُسْرُها شَيْئًا، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذَا عظُمت فلزِمتْ مَكَانَهَا. والجُثْمان: الجِسْم؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
(1). 1 قوله [وهو هذا النجت] هكذا في أصل من غير نقط، وفي نسخة سقيمة من التهذيب: وهو هذا النجت
(2)
. 2 قوله [والجثمة إلخ] عبارة التكملة: الجثمة والحثمة، بالتحريك فيهما، والجثوم الأكمة إِلى آخر ما هنا، وضبط الأَخير فيها كصبور ولكن يستفاد من القاموس أَن الأَخير مضموم الأَول
وباتَتْ بِجُثْمانِيَّةِ الماءِ نِيبُها،
…
إِلَى ذاتِ رَحْلٍ كالمآتِمِ حُسَّرا
جُثْمانِيَّة الْمَاءِ: الماءُ نفسُه. وَيُقَالُ: جُثْمانِيَّة الماءِ وسَطُه ومُجْتَمَعُه ومكانُه؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ:
واعْطِفْ عَلَى بازٍ تَراخى مَجْثَمُهْ
أَيْ بَعُدَ وَكْره. التَّهْذِيبُ: الجُثْمان بِمَنْزِلَةِ الجُسْمان جَامِعٌ لِكُلِّ شَيْءٍ تُرِيدُ بِهِ جِسْمه وأَلواحَه. وَيُقَالُ: مَا أَحسن جُثْمان الرَّجُلِ وجُسْمانه أَيْ جَسَدُهُ؛ قَالَ الممزَّق العَبْديّ:
وَقَدْ دعَوْا ليَ أَقْواماً، وَقَدْ غَسَلوا،
…
بالسِّدْر والماءِ، جُثْماني وأَطْباقي
الأَزهري: قَالَ الأَصمعي الجُثْمان الشَّخْصُ، والجُسْمانُ الجِسْم؛ قَالَ بِشْر:
أَمُونٌ كدُكَّان العِباديِّ فَوْقَها
…
سَنامٌ كجُثْمان البَنِيَّةِ أَتْلَعا
يَعْنِي بالبَنِيَّة الْكَعْبَةَ، وَهُوَ شَخْصٌ وَلَيْسَ بجَسد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صوابُ إنْشاده أَمُوناً بِالنَّصْبِ لأَنه مَنْصُوبٌ بِقَوْلِهِ فكَلَّفْت قَبْلَهُ، وَهُوَ:
فكَلَّفْت مَا عِنْدِي، وَإِنْ كنتُ عامِداً
…
مِنَ الوَجْدِ كالثَّكْلان، بَلْ أَنا أَوْجَعُ
وأَتْلَعُ بِالرَّفْعِ لأَنه نَعْتٌ لسَنام، وَالَّذِي فِي شِعْره كجُثْمان البَلِيَّة، وَهِيَ النَّاقَةُ تُجْعَلُ عِنْدَ قَبْرِ الْمَيِّتِ؛ شبَّه سَنام نَاقَتِهِ بجُثْمانِها. وَيُقَالُ: جَاءَنِي بثَريد مِثْلِ جُثْمان القَطاة. والجُثُوم: جَبَلٌ؛ قَالَ:
جَبَل يَزيدُ عَلَى الجِبالِ إِذَا بَدَا،
…
بَيْنَ الرَّبائِع والجُثُومِ مُقِيمُ
جحم: أَجْحَم عَنْهُ: كَفَّ كأَحْجَم. وأَحْجَم الرجلَ: دَنا أَن يُهْلِكَه. والجحيمُ: اسْمٌ مِنْ أَسماء النَّارِ. وكلُّ نارٍ عَظِيمَةٍ فِي مَهْواةٍ فَهِيَ جَحِيمٌ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ
. ابْنُ سِيدَهْ: الجحيمُ النارُ الشديدة التأَجُّج كَمَا أَجَّجوا نارَ إِبْرَاهِيمَ النبيِّ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَهِيَ تَجْحَمُ جُحوماً أَيْ توقَّد توقُّداً، وَكَذَلِكَ الجَحْمةُ والجُحْمةُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
إنْ تأْتِه، فِي نَهار الصَّيْفِ، لَا تَرَهُ
…
إلَا يُجَمِّع مَا يَصْلى مِنَ الجُحَمِ
ورأَيت جُحْمةَ النارِ أَيْ توقُّدَها. وكلُّ نارٍ تُوقد عَلَى نارٍ جَحِيمٌ، وَهِيَ نارٌ جاحِمةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي:
وضالةٌ مثلُ الجحِيمِ المُوقَدِ
شَبَّه النِّصال وحِدَّتها بِالنَّارِ؛ وَنَحْوٌ مِنْهُ قَوْلُ الهذلي:
كأَنّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيجُ
وَيُقَالُ لِلنَّارِ: جاحِمٌ أَي توقُّد والتهابٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ يَتجاحَمُ أَي يتحرَّق حِرْصاً وبُخْلًا، وَهُوَ مِنَ الجحِيم، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْجَحِيمِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسماء جَهَنَّمَ، وأَصله مَا اشْتَدَّ لَهَبُه مِنَ النَّارِ. والجاحِمُ: الْمَكَانُ الشَّدِيدُ الْحَرِّ؛ قَالَ الأَعشى:
يُعِدُّون للهَيْجاء قبلَ لِقائها،
…
غَداةَ احْتِضار البأْس، والموتُ جاحِمُ
وجحَم النارَ: أَوْقَدها. وجَحُمَت نارُكم تَجْحُم جُحوماً: عَظُمت وتأَجَّجَتْ، وجَحِمتْ جَحَماً وجَحْماً وجُحوماً: اضْطَرمَتْ وكثُر جَمْرُها
ولَهَبُها وتَوقُّدها، وَهِيَ جَحيمٌ وجاحِمةٌ. وجَمْرٌ جاحِمٌ: شَدِيدُ الاشتِعال. وجاحِمُ الحَرْب: مُعْظَمُها، وَقِيلَ: شدَّة القَتْل فِي مُعْتَركها؛ وأَنشد:
حَتَّى إِذَا ذَاقَ مِنْهَا جاحِماً بَرَدا
وَقَالَ الْآخَرُ:
والحَرْب لَا يَبْقى
…
لجاحِمِها التخيُّل والمِراح
وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ فُلَانٌ جَحَّامُ وَهُوَ يَتجاحَمُ عَلَيْنَا أَيْ يَتضايَقُ، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ جاحِمِ الحَرْب، وَهُوَ ضِيقُها وشدّتُها. والجُحام: دَاءٌ يُصِيب الإِنسانَ فِي عَيْنِهِ فتَرِم، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يُصيب الْكَلْبَ يُكْوى مِنْهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ لِمَيْمُونةَ كلبٌ يُقَالُ لَهُ مِسْمار فأَخذه دَاءٌ يُقَالُ لَهُ الجُحام، فَقَالَتْ: وارَحْمتا لمِسْمار
تَعْنِي كلبَها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الجُحام دَاءٌ يأْخذ الْكَلْبَ فِي رأْسه فيُكوَى مِنْهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، قَالَ: وَقَدْ يُصيبُ الإِنسان أَيضاً. والجَحْمةُ: العينُ. وجَحْمَتا الإِنسان: عَيْنَاهُ. وجَحْمَتا الأَسدِ: عَيْنَاهُ، بِلُغَةِ حِمْيَرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ خاصَّة: قَالَ:
أَيا جَحْمَتا بَكِّي عَلَى أُمِّ مالك،
…
أَكِيلةِ قِلَّوْبٍ بأَعْلى المَذانِب
القِلَّوْب: الذِّئْبُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بِمَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ:
أُتِيحَ لَهَا القِلَّوْبُ مِنْ أَرض قَرْقَرى،
…
وقد يَجْلُبُ [يَجْلِبُ] الشَّرَّ البَعِيدَ الجَوالِبُ
فَيَا جَحْمَتي بَكِّي عَلَى أُمِّ مالكٍ،
…
أَكِيلةِ قِلِّيبٍ ببعضِ المَذانِب
فَلَمْ يُبْقِ مِنْهَا غيرَ نِصفِ عِجانِها،
…
وشُنْتُرةٍ مِنْهَا، وإحْدى الذَّوائِب
وأَجْحَم العينِ: جاحِمها. قَالَ الأَزهري: جَحْمَتا الأَسدِ عَيْنَاهُ، بِكُلِّ لُغَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجُحامُ مَعْرُوفٌ. والجُحُمُ: القليلُو الْحَيَاءِ. والتَّجْحِيمُ: الاسْتِثبات فِي النَّظَرِ لَا تَطْرِف عَيْنُهُ؛ قَالَ:
كأَنّ عَيْنَيْهِ، إِذَا مَا حَجَّما
…
عَيْنَا أَتان تَبْتَغِي أَنْ تُرْطَما
وعينٌ جاحِمةٌ: شاخِصةٌ. وجَحَم الرجلُ عَيْنَيْهِ كالشاخِص. وجَحَّمني بعينِه تَجْحيماً: أحدَّ إليَّ النَّظَرَ. والأَجْحَمُ: الشديدُ حُمْرةِ الْعَيْنَيْنِ مَعَ سَعَتِهما، والأُنثى جَحْماءُ مِنْ نِسْوةٍ جُحْمٍ وجَحْمى.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والجَوْحَمُ الوَرْد الأَحمر، والأَعْرف تَقْدِيمُ الْحَاءِ. وأجْحَمُ بنُ دِنْدِنَةَ الخُزاعي: أَحَدُ سَادَاتِ الْعَرَبِ، وَهُوَ زَوْجُ خَالِدَةَ بِنْتِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
جحدم: جَحْدَم: اسمٌ. والجَحْدمةُ: الضِّيقُ وسوءُ الخلُق. والجَحْدَمة: السُّرعة في عَدْوٍ.
جحرم: الجَحْرَمة: الضيقُ وسوءُ الخلُق. ورجلٌ جَحْرَمٌ وجُحارِم: سيِءُ الخلُق ضَيِّقُه، وَهِيَ الجَحْرمة.
جحشم: بعيرٌ جَحْشَمٌ: مُنْتَفِخ الجَنْبين؛ قَالَ الفَقْعسيّ:
نِيطَتْ بِجَوْزِ جَحْشَمٍ كُمَاتِرِ
الْجَوْهَرِيُّ: الجَحْشَمُ البعيرُ المُنْتَفِخ الجَنْبَينِ.
جحظم: رَجُلٌ جَحْظَمٌ: عَظِيمُ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الجَحَظِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ الجَحْظَم. الْكِسَائِيُّ: جَحْظَمْت الغلامَ جَحْظَمةً إِذَا شَدَدْت يَدَيْه عَلَى رُكْبَتَيْه ثُمَّ ضَرَبْتَه. ثُمَّ سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ قَوْلِهِ جَحْظَمْتُ فَقَالَ: أَخبرني بِهِ الدُّبَيْرِيّ هَاهُنَا، وأَشار إِلَى دُكان؛ جَحْظَمَه بالحَبْل: أَوثقه كيفما كان.
جحلم: جَحْلمه: صَرَعَه؛ قَالَ:
هُمْ شَهِدُوا يومَ النِّسارِ المَلْحَمَهْ،
…
وغادَرُوا سَراتَكُمْ مُجَحْلَمَهْ
وجَحْلَم الحبلَ: مِثْلُ حَمْلَجَه.
جخدم: الجَخْدَمَةُ: السُّرْعَةُ فِي عَدْوٍ؛ ذَكَرَهُ الأَزهري، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: السرعةُ فِي الْعَمَلِ وَالْمَشْيِ، وَاللَّهُ أَعلم.
جدم: الجَدَمةُ، بِالتَّحْرِيكِ: القصيرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ والغنَم، وَالْجَمْعُ جَدَمٌ؛ قَالَ:
فَمَا لَيلَى مِنَ الهَيْقاتِ طُولًا،
…
وَلَا لَيْلى مِنَ الجَدَمِ القِصارِ
وَالِاسْمُ الجَدَم، عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ؛ هَذِهِ وَحْدَهَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي خَاصَّةً؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ فِي الجَدَمَةِ الْقَصِيرَةِ مِنَ النِّسَاءِ:
لَمَّا تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَهْ،
…
سَمِعْتُ مِنْ فَوْقِ البُيوتِ كَدَمَه
إِذَا الخَرِيعُ العَنْقَفِيرُ الجَدَمَه،
…
يَؤُرُّها فَحْلٌ شَديدُ الضَّمْضَمَهْ
الكَدَمَة: الْحَرَكَةُ، والخَرِيعُ. الماجِنة، والعَنْقَفِيرُ: السَّلِطة، والجَدَمة: القصيرةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى الحُذَمة، بِالْحَاءِ عَلَى مِثَالِ هُمَزة، قَالَ: والأَوّل هُوَ المَشْهور، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَبو عَمْرٍو. وشاةٌ جَدَمَةٌ: رَدِيِئة. والجَدَمُ: الرُّذالُ مِنَ النَّاسِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلَهُ: مِنَ الجَدَمِ القِصارِ. والجَدَمَةُ: مَا لَمْ يَنْدقَّ مِنَ السُّنْبُل وَبَقِيَ أَنصافاً. والجَدَمة أَيْضًا: مَا يُغَرْبَلُ ويُعْزَل ثُمَّ يُدَقّ فَيَخْرُجُ مِنْهُ أَنْصافُ سُنْبُلٍ ثُمَّ يُدَقّ ثَانِيَةً، فالأُولى القَصَرة، وَالثَّانِيَةُ الجَدَمةُ والجُدامةُ، وَقِيلَ للحَبَّة قِشْرَتانِ: فالعُلْيا جَدَمةٌ والسُّفْلى قَصَرة. ابْنُ سِيدَهْ: والجَدَم ضَرْب مِنَ التَّمْرِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الجُدامِيُّ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ بِالْيَمَامَةِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الشُّهْرِيز [الشِّهْرِيز] بِالْبَصْرَةِ والتَّبِّيّ بِالْبَحْرَيْنِ؛ قَالَ مُلَيْح:
بذِي حُبُكٍ مثلِ القُنِيِّ، تَزِينُه
…
جُدامِيَّةٌ مِنْ نَخْل خَيْبرَ دُلَّخِ
التَّهْذِيبُ: والجُدامُ أَصْل السَّعَف. وَنَخْلَةٌ جُدامِيَّة: كَثِيرَةُ السَّعَف. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَجْدَم النخْلُ وزَبَّب إِذَا حَمل شِيصاً. وَنَخْلٌ جادِم وجُدامِيّ: مُوقَرٌ. وإجْدَمْ وهِجْدَم عَلَى البدَل كِلَاهُمَا: مِنْ زَجْر الْخَيْلِ إِذَا زُجِرت لِتَمْضِيَ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إجْدَمْ وأَقْدِمْ إِذَا هِيجَ ليَمْضِيَ. وأَقْدِمْ أَجْودها. وأَجْدَمَ الفرسَ: قَالَ لَهُ إجْدَمْ، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ مستوفى في هجدم.
جذم: الجَذْم: القَطْع. جَذَمه يَجْذِمه جَذْماً: قطَعه، فَهُوَ جذِيم. وجَذَّمه فانْجَذم وتَجَذَّم. وجَذَب فلانٌ حَبْلَ وِصَالِهِ وجَذَمه إِذَا قطَعه؛
قَالَ الْبُعَيْثُ:
أَلَا أَصْبَحَت خَنْساءُ جاذِمةَ الوَصْلِ
والجَذْمُ: سُرْعَةُ القَطْع؛ وَفِي حَدِيثِ
زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّ أَهل الْمَدِينَةِ طَالَ عَلَيْهِمُ الجَذْم والجَذْبُ
أَيِ انْقِطاعُ المِيرة عَنْهُمْ. والجِذْمة: القِطْعة مِنَ الشَّيْءِ يُقْطع طَرَفُه وَيَبْقَى جَذْمُه، وَهُوَ أَصله. والجِذْمة: السَّوْط لأَنه يَتَقَطَّعُ ممَّا يُضْرَب بِهِ. والجِذْمة مِنَ السَّوْط: مَا يُقْطع طرفُه الدَّقِيق وَيَبْقَى أَصله؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة:
يُوشُونَهُنَّ، إِذَا مَا آنَسوا فَزَعاً
…
تَحْتَ السَّنَوَّر، بالأَعْقابِ والجِذَم
ورجلٌ مِجْذامٌ ومِجذامةٌ: قَاطِعٌ للأُمور فَيْصل. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مِجْذامة لِلْحَرْبِ والسَّير والهَوَى أَيْ يَقْطَعُ هَواه ويَدَعُه. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ مِجْذامة أَيْ سَرِيعُ الْقَطْعِ للمَوَدَّة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
وَإِنِّي لبَاقِي الوُدِّ مِجْذامةُ الهَوَى،
…
إِذَا الإِلف أَبْدَى صَفْحه غَيْرَ طَائِلِ
والأَجْذَمُ: الْمَقْطُوعُ اليَد، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ذَهَبَتْ أنامِلُه، جَذِمَتْ يَدُه جَذَماً وجَذَمها وأَجْذَمها، والجَذْمةُ والجَذَمةُ: مَوْضِعُ الجَذْم مِنْهَا. والجِذْمة: القِطعة مِنَ الْحَبْلِ وَغَيْرِهِ. وَحَبْلٌ جِذْمٌ مَجْذومٌ: مَقْطُوعٌ؛ قَالَ:
هَلَّا تُسَلِّي حاجةٌ عَرَضَتْ
…
عَلَقَ القَرينةِ، حَبْلُها جِذْمُ
والجَذَم: مَصْدَرُ الأَجْذَم اليَدِ، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَتْ أَصابعِ كَفَّيْهِ. وَيُقَالُ: مَا الَّذِي جَذَّمَ يدَيه وَمَا الَّذِي أَجْذمه حَتَّى جَذِم. والجُذام مِنَ الدَّاء: مَعْرُوفٌ لتَجَذُّم الأَصابع وتقطُّعها. وَرَجُلٌ أَجْذَمَ ومُجَذَّم: نَزَل بِهِ الجُذام؛ الأَوّل عَنْ كُرَاعٍ؛ غَيْرُهُ: وَقَدْ جُذِم الرَّجُلُ، بِضَمِّ الْجِيمِ، فَهُوَ مَجْذوم. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ أَجْذَمَ. والجاذِمُ: الَّذِي وَلِيَ جَذْمَه. والمُجذَّم: الَّذِي يَنْزِلُ بِهِ ذَلِكَ، وَالِاسْمُ الجُذام. وَفِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَعَلَّم الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيه لَقِيَ اللهَ يومَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَجْذَم.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَجْذَم المَقْطوع الْيَدِ. يُقَالُ: جَذِمَت يدُه تَجْذَمُ جَذَماً إِذَا انْقَطَعَتْ فَذَهَبت، فَإِنْ قَطَعْتها أَنت قُلْتَ: جَذَمْتُها أَجْذِمُها جَذْماً؛ قَالَ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ مَنْ نَكَثَ بَيْعَتَه لَقِي اللَّهَ وَهُوَ أَجْذم لَيْسَتْ لَهُ يَدٌ
، فَهَذَا تَفْسِيرُهُ؛ وَقَالَ المُتَلَمِّسُ.
وَهَلْ كنتُ إلَّا مِثْلَ قاطِعِ كَفِّه
…
بِكَفٍّ لَهُ أُخْرى، فأَصْبَحَ أَجْذَما؟
وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الأَجْذَم فِي هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي ذَهَبَتْ أَعضاؤه كُلُّهَا، قَالَ: وَلَيْسَتْ يَدُ الناسِي لِلْقُرْآنِ أَولى بالجَذْم مِنْ سَائِرِ أَعضائه. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَجْذَمُ ومَجْذوم ومُجَذَّم إِذَا تَهافَتَتْ أَطْرافُه مِنْ دَاءِ الجُذام. قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ الْقُتَيْبِيِّ قَرِيبٌ مِنَ الصَّوَابِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَالَ ابْنُ الأَنباري رَدًّا عَلَى ابْنِ قُتَيْبَةَ: لَوْ كَانَ الْعِقَابُ لَا يقَعُ إلَّا بِالْجَارِحَةِ الَّتِي بَاشَرَتِ الْمَعْصِيَةَ لَما عُوقب الزَّانِي بالجَلْد والرَّجْم فِي الدُّنْيَا، وَفِي الْآخِرَةِ بِالنَّارِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنه لَقِيَ اللهَ وَهُوَ أَجْذَمُ الحُجَّةِ، لَا لِسانَ لَهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَلَا حُجَّةَ فِي يَدِهِ. وَقَوْلُ
عَلِيٍّ: لَيْسَتْ لَهُ يَدٌ
أَي لَا حُجَّة لَهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَقِيَه وَهُوَ مُنْقَطِعُ السَّبَب، يدلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ:
القرآنُ سَبَبٌ بيدِ اللَّهِ وسَبَبٌ بأَيديكم، فَمن نَسِيه فَقَدْ قَطع
سَبَبَه
؛ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَى الْحَدِيثِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ الأَعرابي، وَهُوَ أَنَّ مَنْ نَسِيَ الْقُرْآنَ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى خاليَ الْيَدِ مِنَ الْخَيْرِ، صِفْرَها مِنَ الثَّوَابِ، فَكَنَّى بِالْيَدِ عَمَّا تَحْوِيهِ وَتَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي تَخْصِيصِ حَدِيثِ عَلِيٍّ بذكْر اليَدِ مَعْنَى لَيْسَ فِي حَدِيثِ نِسْيَانِ الْقُرْآنِ، لأَن البَيْعَة تُباشِرُها الْيَدُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الأَعضاء، وَهُوَ أَنْ يَضَع المُبايِعُ يَدَهُ فِي يَدِ الإِمام عِنْدَ عَقْدِ البَيْعة وأَخذِها عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
كُلُّ خُطْبة لَيْسَ فِيهَا شَهادة كَالْيَدِ الجَذْماء
أَيِ الْمَقْطُوعَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ
أَنَّهُ قَالَ لمَجْذُوم فِي وَفْدِ ثَقيفٍ: ارْجِعْ فَقَدْ بايَعْناك
؛ المَجْذومُ: الَّذِي أَصابه الجُذام، كأَنه مِنْ جُذِمَ فَهُوَ مَجْذوم، وَإِنَّمَا ردَّة النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، لِئَلَّا يَنْظُرُ أصحابُه إِلَيْهِ فَيزْدَرُوه ويَرَوْا لأَنفسهم فضْلًا عَلَيْهِ، فيَدْخُلهم العُجْبُ والزَّهْو، أَوْ لِئَلَّا يَحْزَن المَجْذومُ بِرُؤْيَةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَصحابه وَمَا فَضَلوا عَلَيْهِ فيَقِلّ شُكْرُهُ عَلَى بَلاء اللَّهِ، وَقِيلَ: لأَن الجُذام مِنَ الأَمراض المُعْدِية، وَكَانَ الْعَرَبُ تتطيَّرُ مِنْهُ وتَتَجَنَّبُه، فردَّه لِذَلِكَ، أَو لِئَلَّا يَعْرِض لأَحدهم جُذام فيظنَّ أَن ذَلِكَ قَدْ أَعْداه، ويَعْضُد ذَلِكَ حَدِيثُهُ الْآخَرُ:
أَنه أَخذ بِيَدِ مَجْذوم فَوضعها مَعَ يَدِهِ فِي القَصْعة وَقَالَ: كُلْ ثِقَةً بِاللَّهِ وتَوكُّلًا عَلَيْهِ
، وَإِنَّمَا فَعل ذَلِكَ ليُعْلِم الناسَ أَن شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا بِتَقْدِيرِ اللَّهِ عز وجل، ورَدَّ الأَوَّلَ لِئَلَّا يَأْثَم فِيهِ الناسُ، فإنَّ يَقِينهم يَقْصُر عَنْ يَقِينه. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تُدِيمُوا النظَر إِلَى المَجْذومين
، لأَنه إِذَا أَدام النَّظَرَ إِلَيْهِ حَقَرَه، ورأَى لِنَفْسِهِ عَلَيْهِ فَضْلًا، وتأَذَّى بِهِ المَنْظور إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَربعٌ لَا يَجُزْنَ فِي البَيْع وَلَا النِّكَاحِ: المَجْنونةُ والمَجْذومةُ والبَرْصاءُ والعفْلاء
، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ جَذْمى مِثْلُ حَمْقى ونَوْكَى. وجَذِمَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، جَذَماً: صَارَ أَجْذَمَ، وَهُوَ الْمَقْطُوعُ اليَدِ. والجِذْمُ، بِالْكَسْرِ: أَصل الشَّيْءِ، وَقَدْ يُفْتَحُ. وجِذْمُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصلُه، وَالْجَمْعُ أَجْذامٌ وجُذُومٌ. وجِذْمُ الشَّجَرَةِ: أَصلُها، وَكَذَلِكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وجِذْمُ الْقَوْمِ: أَصلُهم. وَفِي حَدِيثِ
حاطِب: لَمْ يَكُنْ رجُل مِنْ قُرَيْش إلَّا لَهُ جِذْمٌ بمكَّة
؛ يُرِيدُ الأَهْلَ والعَشِيرةَ. وجِذْمُ الأَسْنان: مَنابِتُها؛ وقال الحَرِث بْنُ وَعْلة الذُّهْليُّ:
أَلآنَ لمَّا ابيَضَّ مَسْرُبَتي،
…
وعَضِضْتُ منْ نَابِي عَلَى جِذْمِ
أَيْ كَبِرت حَتَّى أَكلْت عَلَى جِذْم نَابِي. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ فِي الأَذان: أَنه رأَى فِي الْمَنَامِ كأَنَّ رجُلًا نزلَ مِنَ السَّمَاءِ فعَلا جِذْمَ حَائِطٍ فأَذَّن
؛ الجِذْمُ: الأَصلُ، أَراد بقيَّة حَائِطٍ أَوْ قِطْعة مِنْ حَائِطٍ. والجَذْمُ والخَذْمُ: القَطْعُ. والانْجِذامُ: الانْقِطاعُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
بانَتْ سُعادُ فأَمسى حَبْلُها انْجَذما،
…
واحْتَلَّتِ الشِّرْعَ فالأَجْراعَ مِنْ إضَما «3»
. وَفِي حَدِيثِ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ
، قَالَ: انْجَذَمَ أَبو سُفْيَانَ بِالْعِيرِ أَيِ انقطَع بِهَا «4» . مِنَ الرَّكْب. وسارَ وأَجْذمَ السيرَ: أَسرع فِيهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
صَائِبُ الجِذْمةِ مِنْ غَيْرِ فَشَلْ
(3). 1 في ديوان النابغة: وأَمسى بدل فأَمسى، والشَّرع بدل الشِّرع، والأَجزاع بدل الأجراع
(4)
. 2 قوله [أي انقطع بها إلخ] عبارة النهاية: أي انقطع عن الجادة نحو البحر
ابْنُ الأَعرابي: الجِذْمة فِي بَيْتِهِ الإِسْراعُ، جَعَلَهُ اسْمًا مِنَ الإِجْذام، وَجَعَلَهُ الأَصمعي بقيَّة السَّوْط وأَصلَه. اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ: الإِجْذامُ السرعةُ فِي السَّيْرِ. وأَجذم البعيرُ فِي سَيْرِهِ أَيْ أَسرع. وَرَجُلٌ مِجْذامُ الرَّكْض فِي الحرْب: سريعُ الرَّكْض فِيهَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَجْذَمَ الفرسُ وَغَيْرُهُ مِمَّا يَعْدُو اشْتَدَّ عَدْوُه. والإِجْذام: الإِقْلاع عَنِ الشَّيْءِ «5» ؛ قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ:
وحَرَّقَ قَيْسٌ عَليَّ البِلادَ،
…
حَتَّى إِذَا اضْطَرَمَتْ أَجْذَما
وَرَجُلٌ مُجَذَّمٌ: مُجَرّب؛ عَنْ كُرَاعٍ. والجَذَمةُ: بَلَحاتٌ يَخْرُجْنَ فِي قَمِع وَاحِدٍ، فَمَجْمُوعُهَا يُقَالُ لَهُ جَذَمةٌ. والجُذامةُ مِنَ الزَّرْعِ: مَا بَقِيَ بَعْدَ الحَصْد. وجُذْمان: نخلٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم:
فَلَا تَقْرَبُوا جُذْمانَ، إِنَّ حَمامَهُ
…
وجَنَّتَه تَأْذى بِكُمْ فَتَحَمَّلُوا
وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:
أَنه أُتِيَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمر اليَمامة فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: الجُذامِيُّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ بارِكْ فِي الجُذامِيّ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ هُوَ تَمْرٌ أَحمرُ اللَّوْن، وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ جَدَمٍ، بِالدَّالِ الْيَابِسَةِ، شَيْئًا مِنْ هَذَا. والجَذْماء: امرأَة مِنْ بَنِي شَيْبان كَانَتْ ضَرَّة للبَرْشاء، وَهِيَ امرأَة أُخرى، فَرَمَت الجَذْماءُ البَرْشاءَ بِنَارٍ فأَحرقتها فسُمِّيَت البَرْشاءَ، ثُمَّ وثَبَتْ عَلَيْهَا البَرْشاءُ فقطعتْ يدَها فسُمِّيت الجَذْماءَ. وَبَنُو جَذيمَة: حَيٌّ مِنْ عَبْد القَيْس، وَمَنَازِلُهُمُ البَيْضاءُ بِنَاحِيَةِ الخَطِّ مِنَ البَحْرين. وجُذامُ: قَبِيلَةٌ مِنَ اليَمن تَنْزِلُ بِجِبَالِ حِسْمَى، وتَزْعُم نُسَّابُ مُضَرَ أَنهم مِنْ مَعَدٍّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذْكُرُ انْتِقَالَهُمْ إِلى اليَمن بنسَبهم:
نَعَاءِ جُذاماً غَيْرَ موتٍ وَلَا قَتْلِ،
…
وَلَكِنْ فِراقاً للدَّعائم والأَصْلِ
ابْنُ سِيدَهْ: جُذامٌ حَيٌّ مِنَ اليَمنِ، قِيلَ: هُمْ مِنْ وَلَدِ أَسَد بْنِ خُزَيمة؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
كأَن ثِقالَ المُزْن بَيْنَ تُضارُعٍ
…
وشابَةَ بَرْكٌ، مِنْ جُذامَ، لَبِيجُ
أَراد بَرْك مِنْ إِبِلِ جُذام؛ وخَصَّهم لأَنهم أَكْثَرُ النَّاسِ إِبِلًا كَقَوْلِ النَّابِغَةِ الجعْديِّ:
فأَصْبَحَتِ الثِّيرانُ غَرْقى، وأَصْبحتْ
…
نِساءُ تَمِيمٍ يَلْتَقِطْنَ الصَّياصِيا
ذَهَبَ إِلى أَن تَمِيماً حاكةٌ، فنِساؤهم يَلْتَقِطْن قُرونَ البَقر المَيْتَة فِي السَّيْل. قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِن قَالُوا وَلَدَ جُذامٌ كَذَا وَكَذَا صَرَفته لأَنك قصدْت قَصْدَ الأَب، قَالَ: وإِن قُلْتَ هَذِهِ جُذامُ فَهِيَ كسَدُوسَ. وجَذِيمةُ: قبيلةٌ؛ وَالنَّسَبُ إِلَيْهَا جُذَمِيٌّ، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ مَعْدول النسَب. وجَذِيمةُ: مَلِك مِنْ مُلُوكِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَذِيمةُ الأَبْرَشُ ملِك الحِيرة صاحبُ الزَّبَّاء، وَهُوَ جَذيمة بنُ مَالِكِ بنِ فَهْم بْنِ دَوْسٍ مِنَ الأَزْدِ. الْجَوْهَرِيُّ: جَذيمة قَبِيلَةٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ ينسَب إِلَيْهِمْ جَذَمِيٌّ، بِالتَّحْرِيكِ، وَكَذَلِكَ إِلى جَذيمةِ أَسَدٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَحَدَّثَنِي بعضُ مَنْ أَثِق بِهِ يَقُولُ فِي بَنِي جَذيمة جُذَميّ،
(5). 1 قوله [والإِجذام الْإِقْلَاعُ عَنِ الشَّيْءِ] ويطلق على العزم على الشيء أيضاً كما في القاموس والتكملة، فهو من الأَضداد
بِضَمِّ الْجِيمِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ حَدَّثَنِي مَنْ أَثق بِهِ فإِنما يَعْنِيني. وَيُقَالُ: مَا سَمِعت لَهُ جُذْمة أَيْ كَلِمَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَتْ بالثَّبَت انتهى.
جذعم: يُقَالُ للجَذَع: جَذْعَمٌ وجَذْعَمَة. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ
عليٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَسْلَم وَاللَّهِ أَبو بَكْرٍ وَأَنَا جَذْعَمة
، وَفِي رِوَايَةٍ:
أَسلمت وَأَنَا جَذْعَمة
؛ أَراد: وَأَنَا جَذَعٌ أَيْ حديثُ السِّنِّ، فَزَادَ فِي آخِرِهِ مِيمًا تَوْكِيدًا، كَمَا قَالُوا زُرْقُمٌ وَغَيْرُهُ «1» انتهى.
جَرَمَ: الجَرْمُ: القَطْعُ. جَرَمَه يَجْرِمُه جَرْماً: قَطَعَهُ. وَشَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ: مَقْطُوعَةٌ. وجَرَمَ النَّخْلَ والتَّمْرَ يَجْرِمه جَرْماً وجِراماً وجَراماً واجْتَرَمه: صَرَمَه: عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ جارمٌ، وَقَوْمٌ جُرَّمٌ وجُرَّام، وَتَمْرٌ جَرِيم: مَجْرُوم. وأَجْرَمَ: حَانَ جِرامُه؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: «2» .
سَادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيع ثمانِياً،
…
يَلْوِي بعَيْقاتِ الْبِحَارِ ويَجْنُبُ
يَقُولُ: قَطَعَ ثَمَانِيَ لَيَالٍ مُقِيمًا فِي الْبَضِيعِ يَشْرَبُ الْمَاءَ؛ والجَرِيم: النَّوَى، وَاحِدَتُهُ جَرِيمة، وَهُوَ الجَرامُ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع للجَرام بِوَاحِدٍ، وَقِيلَ: الجَرِيمُ والجَرامُ، بِالْفَتْحِ، التَّمْرُ الْيَابِسُ؛ قَالَ:
يَرَى مَجْداً ومَكْرُمَةً وعِزّاً،
…
إِذَا عَشَّى الصَّديِقَ جَرِيمَ تمرِ
والجُرامَة: التَّمْرُ المَجْرُوم، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُجْرَمُ مِنْهُ بعد ما يُصْرَمُ يُلْقَطُ مِنَ الكَرَب؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ:
مُفِجُّ الحَوامِي عَنْ نُسُورٍ، كأَنَّها
…
نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عَنْ جَرِيم مُلَجْلَجِ «3»
. أَراد النَّوَى؛ وَقِيلَ: الجَرِيم البُؤْرَةُ الَّتِي يُرْضَحُ فِيهَا النَّوَى. أَبو عَمْرٍو: الجَرام، بِالْفَتْحِ، والجَرِيمُ هُمَا النَّوَى وَهُمَا أَيضاً التَّمْرُ الْيَابِسُ؛ ذَكَرَهُمَا ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فَعِيل وفَعالٍ مِثْلَ شَحاجٍ وشَحيج وكَهامٍ وكَهِيم وعَقامٍ وعَقِيمٍ وبَجَالٍ وبَجِيل وصَحاحِ الأَدِيم وصَحِيح. قَالَ: وأَما الجِرام، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ جَمْعُ جَرِيم مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ. يُقَالُ: جِلَّةٌ جَرِيمٌ أَيْ عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّة: الإِبلُ المَسانُّ. وَرُوِيَ
عَنْ أَوْس بْنِ حارثَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَا وَالَّذِي أَخْرَجَ العِذْقَ مِنَ الجَريمة والنارَ مِنَ الوثِيمةِ
؛ أَراد بِالْجَرِيمَةِ النواةَ أَخرج اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا النَّخْلَةَ. والوَثِيمةُ: الْحِجَارَةُ الْمَكْسُورَةُ. والجَريمُ: التَّمْرُ المَصْرُوم. والجُرامةُ: قِصَدُ البُرِّ وَالشَّعِيرِ، وَهِيَ أَطرافه تُدَقُّ ثُمَّ تُنَقَّى، والأَعرفُ الجُدَامَة، بِالدَّالِ، وَكُلُّهُ مِنَ القَطْع. وجَرَمَ النَّخْلَ جَرْماً واجْتَرَمَه: خَرَصَه وجَرَّه. والجِرْمةُ: القومُ يَجْتَرِمون النخلَ أَيْ يَصْرِمُون؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
عَلَوْنَ بأَنْطاكِيَّةٍ، فَوْقَ عَقْمَةٍ،
…
كجِرْمةِ نَخْلٍ أَوْ كجَنَّة يَثْرِبِ
الجِرْمَةُ: مَا جُرِمَ وصُرِمَ مِنَ البُسْر، شَبَّهَ مَا على
(1). 1 قوله [كَمَا قَالُوا زُرْقُمٌ وَغَيْرُهُ] الذي في النهاية: كما قالوا زرقم وستهم، والتاء للمبالغة
(2)
. 2 قوله [وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ] أي يصف سحاباً كما في ياقوت وقبله: أَفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ كَأَنَّ وَمِيضَهُ غَابٌ تَشَيَّمَهُ ضِرَامٌ مثقب قال الأَزهري: ساد أي مهمل، وقال أَبو عمرو: السادي الذي يبيت حيث يمسي. وتجرم أي قطع ثمانياً في البضيع وهي جزيرة بالبحر. يلوي بماء البحر: أي يحمله ليمطره ببلده
(3)
. 1 قوله [عن نسور] الذي في نسخة التهذيب: من، بالميم
الْهَوْدَجِ مِنْ وَشْيٍ وعِهْنٍ بالبُسْر الأَحمر والأَصفر، أَوْ بِجَنَّةِ يَثْرِبَ لأَنها كَثِيرَةُ النَّخْلِ، والعَقْمةُ: ضَرْبٌ مِنَ الوَشْيِ. الأَصمعي: الجُرامة، بِالضَّمِّ، مَا سَقَطَ مِنَ التَّمْرِ إِذَا جُرِمَ، وَقِيلَ: الجُرامة مَا الْتُقِطَ مِنَ التَّمْرِ بعد ما يُصْرَمُ يُلْقَط مِنَ الكَرَبِ. أَبو عَمْرو: جَرِمَ الرَّجُلُ «1» إِذَا صَارَ يأْكل جُرامة النَّخْلِ بَيْنَ السَّعَفِ. وَيُقَالُ: جَاءَ زمنُ الجِرامِ والجَرام أَيْ صِرامِ النَّخْلِ. والجُرَّامُ: الَّذِينَ يَصْرِمونَ التَّمْرَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تَذْهَبُ مائةُ سنةٍ وَعَلَى الأَرض عَيْنٌ تَطْرِفُ
، يُرِيدُ تَجَرُّم ذَلِكَ القَرْنِ. يُقَالُ: تَجَرَّم ذَلِكَ القَرْنُ أَيِ انْقَضَى وانْصَرَم، وَأَصْلُهُ مِنَ الجَرْم القَطْعِ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الخَرْم، وَهُوَ الْقَطْعُ. وجَرَمْتُ صُوفَ الشَّاةِ أَي جَزَزْته، وَقَدْ جَرَمْتُ مِنْهُ إِذَا أَخذت مِنْهُ مِثْلُ جَلَمْتُ. والجُرْمُ: التَّعدِّي، والجُرْمُ: الذَّنْبُ، وَالْجَمْعُ أَجْرامٌ وجُرُومٌ، وَهُوَ الجَرِيمَةُ، وقد جَرَمَ يَجْرِمُ جَرْماً واجْتَرَمَ وأَجْرَم، فَهُوَ مُجْرِم وجَرِيمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَعظمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْماً مَنْ سأَل عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُجَرَّمْ عَلَيْهِ فَحُرِمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ
؛ الجُرْم: الذَّنْبُ. وقولُه تَعَالَى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ
؛ قَالَ الزجاج: المُجْرِمون هاهنا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، الْكَافِرُونَ لأَن الَّذِي ذُكِرَ مِنْ قِصَّتهم التَّكْذِيبُ بِآيَاتِ اللَّهِ وَالِاسْتِكْبَارُ عَنْهَا. وتَجَرَّم عَليَّ فُلانٌ أَيِ ادَّعَى ذَنْبًا لَمْ أَفْعَلْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَعُدُّ عَليَّ الذَّنْبَ، إِنْ ظَفِرَتْ بِهِ،
…
وإِلَّا تَجِدْ ذَنْباً عَليَّ تَجَرَّم
ابْنُ سِيدَهْ: تَجَرَّم ادَّعَى عَلَيْهِ الجُرْمَ وإِن لَمْ يُجْرِم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
قَدْ يُعْتَزَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّم
وَقَالُوا: اجْتَرَم الذنبَ فَعَدَّوْه؛ قَالَ الشَّاعِرُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
وتَرَى اللبيبَ مُحَسَّداً لَمْ يَجْتَرِمْ
…
عِرْضَ الرجالِ، وعِرْضُه مَشْتُومُ
وجَرَمَ إِلَيْهِمْ وَعَلَيْهِمْ جَرِيمة وأَجْرَم: جَنَى جِناية، وجَرُمَ إِذَا عَظُمَ جُرْمُه أَيْ أَذنب. أَبو الْعَبَّاسِ: فُلَانٌ يَتَجَرَّمُ عَلَيْنَا أَيْ يَتَجَنَّى مَا لَمْ نَجْنه؛ وأَنشد:
أَلَا لَا تُبالي حَرْبَ قَومٍ تَجَرَّمُوا
قَالَ: مَعْنَاهُ تَجَرَّمُوا الذُّنُوبَ عَلَيْنَا. والجَرِمَةُ: الجُرْمُ، وَكَذَلِكَ الجَرِيمَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعَيِّرُني،
…
لَا إحْنَةٌ عِنْدَه وَلَا جَرِمَهْ
وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
وَلَا مَعْشَرٌ شُوسُ العُيون كأَنَّهم
…
إليَّ، وَلَمْ أجْرِمْ بِهِمْ، طالِبُو ذحْلِ
قَالَ: أَراد لَمْ أجْرِم إليهم أَو عَلَيْهِمْ فأَبدل الْبَاءَ مَكَانَ إِلى أَوْ عَلَى. والجُرْم: مَصْدَرُ الجارِم الَّذِي يَجْرِم نَفْسَه وَقَوْمَهُ شَرّاً. وَفُلَانٌ لَهُ جَرِيمةٌ إليَّ أَي جُرْم. والجارمُ: الْجَانِي. والمُجْرِم: الْمُذْنِبُ؛ وَقَالَ:
وَلَا الجَارِمُ الْجَانِي عَلَيْهِمْ بمُسْلَم
(1). 1 قوله [أَبُو عَمْرٍو جَرِمَ الرَّجُلُ إلخ] عبارة الأزهري: عمرو عن أبيه جرم إلخ
قَالَ: وَقَوْلُهُ عز وجل: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ*
، قال الفراء: القُرّاءُ قرؤوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ*
، وقرأَها يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ والأَعْمَشُ
وَلَا يُجْرِمَنَّكم
، مِنْ أَجْرَمْتُ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: وَلَا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قَوْمٍ أَن تَعْتَدُوا، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ يَقُولُونَ فُلَانٌ جَريمَة أَهله أَيْ كَاسِبُهُمْ. وَخَرَجَ يَجْرِمُ أَهْلَه أَيْ يَكْسبهم، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا مُتَقَارِبٌ لَا يَكْسِبَنَّكم بُغْضُ قَوْمٍ أَن تَعْتَدُوا. وجَرَمَ يَجْرِمُ واجْتَرم: كَسَبَ؛ وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ للهَيْرُدانِ السَّعْدِيِّ أَحدِ لُصوص بَنِي سَعْد:
طَريدُ عَشِيرةٍ، ورهينُ جُرْمٍ
…
بِمَا جَرَمَتْ يَدي وجنَى لِساني
وَهُوَ يَجْرِمُ لأَهله ويَجْتَرِمُ: يَتَكَسَّبُ وَيَطْلُبُ ويَحْتالُ. وجَريمةُ الْقَوْمِ: كاسِبُهم. يُقَالُ: فُلَانٌ جارِمُ أَهْلِهِ وجَريمَتُهم أَيْ كَاسِبُهُمْ؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ يَصِفُ عُقاباً تَرْزُق فَرخَها وتَكْسِبُ لَهُ:
جَريمَةُ ناهِضٍ فِي رأْسِ نِيقٍ،
…
تَرى لِعظامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيبا
جَريمَةُ: بِمَعْنَى كَاسِبَةٍ، وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ عَنْ هَذَا الْبَيْتِ: قَالَ يَصِفُ عُقاباً تَصِيدُ فَرْخَها الناهضَ مَا تأْكله مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ أَكَلَتْهُ، وَبَقِيَ عِظَامُهُ يَسِيلُ مِنْهَا الْوَدَكُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ ثَعْلَبٌ أَن الجَريمة النَّواة. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: يُقَالُ: أَجْرَمَني كَذَا وجَرَمَني وجَرَمْتُ وأَجْرَمْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
لَا يُجْرِمنَّكم
: لَا يُدْخِلَنَّكم فِي الجُرم، كَمَا يُقَالُ آثَمْتُه أَيْ أَدخلته فِي الإِثم. الأَخفش فِي قَوْلِهِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ*
أَيْ لَا يُحِقَّنَّ لَكُمْ لأَن قوله: لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ
، إِنما هُوَ حَقٌّ أَن لهم النار؛ وأَنشد:
جَرَمَتْ فَزارةُ بعدَها أَن يَغْضَبوا
يَقُولُ: حَقَّ لَهَا. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَمَّا قَوْلُهُ لَا يُحِقَّنَّ لَكُمْ فإِنما أَحْقَقْتُ الشيءَ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَقّاً فَجَعَلْتُهُ حَقًّا، وإِنما مَعْنَى الْآيَةِ، وَاللَّهُ أَعلم، فِي التَّفْسِيرِ لَا يَحْملَنَّكُم وَلَا يَكْسبَنَّكم، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ وَلَا يَجْرِمَنَّكم قَالَ: لَا يَحْمِلَنَّكم «1» ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ أَبِي أَسماء. والجِرْمُ، بِالْكَسْرِ: الجَسَدُ، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَجرام؛ قَالَ يزيدُ بْنُ الحَكَمِ الثَّقَفيُّ:
وَكَمْ مَوْطِنٍ، لَوْلاي، طِحْتَ كَمَا هَوى
…
بأَجْرامِه مِنْ قُلَّة النِّيقِ مُنْهَوي
وجَمَعَ، كَأَنَّهُ صَيَّر كُلَّ جُزْءٍ مِنْ جِرْمه جِرْماً، وَالْكَثِيرُ جُرُومٌ وجُرُم؛ قَالَ:
مَاذَا تقُولُ لأَشْياخ أُولي جُرُمٍ،
…
سُودِ الوُجوهِ كأمْثالِ المَلاحِيبِ
التَّهْذِيبُ: والجِرْمُ أَلْواحُ الجَسد وجُثْمانه. وأَلقى عَلَيْهِ أَجْرامه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ يُرِيدُ ثَقَلَ جِرْمِه، وَجُمِعَ عَلَى مَا تَقَدَّم فِي بَيْتِ يَزِيدَ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: اتّقُوا الصُّبْحة فَإِنَّهَا مَجْفَرة مَنْتَنَة للجِرْم
؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الجِرْمُ البَدَنُ. وَرَجُلٌ جَريمٌ: عَظِيمُ الجِرْم؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:
وَقَدْ تَزْدَري العينُ الفَتى، وَهُوَ عاقِلٌ،
…
ويُؤفَنُ بَعْضُ القومِ، وَهُوَ جَريمُ
(1). 1 قوله [وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ قَالَ لَا يَحْمِلَنَّكُمْ]، هذا القول ليونس كما نص عليه الأَزهري
وَيُرْوَى: وَهُوَ حَزِيمُ، وَسَنَذْكُرُهُ، والأُنثى جَريمة ذَاتُ جِرْم وجِسْم. وَإِبِلٌ جَريمٌ: عِظامُ الأَجْرام؛ حَكَى يَعْقُوبُ عَنْ أَبي عَمْرٍو: جِلَّةٌ جَريمٌ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: عِظام الأَجْرام يَعْنِي الأَجسام. والجِرْم: الحَلْقُ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوْسٍ:
لأَسْتَلّ مِنْهُ الضِّغْنَ حَتَّى اسْتَلَلْتُه،
…
وَقَدْ كانَ ذَا ضِغْنٍ يَضِيقُ بِهِ الجِرْمُ
يَقُولُ: هُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسِيغُه الحَلْقُ. والجِرْمُ: الصَّوْتُ، وَقِيلَ: جَهارَتُه، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ. وجِرْمُ الصَّوْتِ: جَهارته. وَيُقَالُ: مَا عَرِفْتُهُ إِلا بِجِرْم صَوْتِهِ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَدْ أُولِعَتِ العامَّةُ بِقَوْلِهِمْ فُلَانٌ صَافِي الجِرْم أَيْ الصَّوْتِ أَوِ الحَلْق، وَهُوَ خطأٌ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ:
كَانَ حَسَنَ الجِرْم
؛ قِيلَ: الجِرْم هُنَا الصَّوْتُ، والجِرْمُ البَدَنُ، والجِرْم اللَّوْنُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وجَرِمَ لونُه «1» إِذَا صَفَا. وحَوْلٌ مُجَرَّمٌ: تامٌّ. وَسَنَةٌ مُجَرَّمة: تامَّة، وَقَدْ تَجَرَّم. أَبو زَيْدٍ: العامُ المُجَرَّمُ الْمَاضِي المُكَمَّلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ:
ولكنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْني ثلاثَةً
…
مُجَرَّمةً، ثُمَّ اسْتَمَرَّتْ بِنَا غِبَّا
ابْنُ هَانِئٍ: سَنَةٌ مُجَرَّمةٌ وَشَهْرٌ مُجَرَّمٌ وكَريتٌ فِيهِمَا، وَيَوْمٌ مُجَرَّمٌ وكَريتٌ، وَهُوَ التَّامُّ، اللَّيْثُ: جَرَّمْنا هَذِهِ السنةَ أَيْ خَرَجْنا مِنْهَا، وتَجَرَّمَتِ السنةُ أَيِ انْقَضَتْ، وتَجَرَّمَ الليلُ ذَهَبَ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
دِمَنٌ، تَجَرَّم، بَعدَ عَهْدِ أَنِيسِها،
…
حِجَجٌ خَلَوْنَ: حَلالُها وحَرامُها
أَيْ تَكَمَّل؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ القَطْع كأَنّ السَّنَةَ لَمَّا مَضَتْ صَارَتْ مَقْطُوعَةً مِنَ السَّنَةِ الْمُسْتَقْبَلَةِ. وجَرَّمْنا القومَ: خَرَجْنَا عَنْهُمْ. وَلَا جَرَم أَيْ لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ حَقّاً؛ قَالَ أَبو أسماء بن الضَّريبَةِ:
وَلَقَدْ طَعَنْتُ أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً
…
جَرَمَتْ فَزارةَ، بعدَها، أَن يَغْضَبُوا
أَيْ حَقَّتْ لَهَا الغَضَبَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كسَبَتْها الغَضَبَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ
، فإِن جَرَم عَمِلَتْ لأَنها فعل، ومعناها لَقَدْ حَقَّ أَن لَهُمُ النار، وقول المفسرين: معناها حَقّاً أَن لَهُمُ النارَ يَدُلُّك عَلَى أَنها بِمَنْزِلَةِ هَذَا الْفِعْلِ إِذَا مثَّلْتَ، فَجَرَمَ عَمِلَتْ بعدُ فِي أَنّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا جَرَمَ لآتِيَنَّك، لَا جَرَم لَقَدْ أَحْسَنْتَ، فَتَرَاهَا بِمَنْزِلَةِ الْيَمِينِ، وَكَذَلِكَ فَسَّرَهَا الْمُفَسِّرُونَ حَقّاً أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُون، وَأَصْلُهَا مِنْ جَرَمْتُ أَيْ كَسَبْتُ الذنبَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ إِن جَرَمْتُ كَقَوْلِكَ حُقِقْتُ أَوْ حَقَقْتُ بِشَيْءٍ، وإِنما لَبَّس عَلَيْهِ قولُ الشَّاعِرِ:
جَرَمَتْ فَزارةُ بَعْدَهَا أَن يَغْضَبُوا
فَرَفَعُوا فَزارة وَقَالُوا: نَجْعَلُ الْفِعْلَ لفَزارة كأَنها بِمَنْزِلَةِ حَقَّ لَهَا أَوْ حُقَّ لَهَا أَن تَغْضَبَ، قَالَ: وَفَزَارَةُ مَنْصُوبٌ فِي الْبَيْتِ، الْمَعْنَى جَرَمَتْهُم الطعنةُ الغَضَبَ أَيْ كَسَبَتْهم. وَقَالَ غَيْرُ الْفَرَّاءِ: حَقِيقَةُ مَعْنَى لَا جَرَمَ*
أن لا نَفْيٌ هاهنا لَمَّا ظَنُّوا أَنَّهُ يَنْفَعُهُمْ؛ فرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَقِيلَ: لَا يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ، ثُمَّ ابتدأ فقال:
(1). 1 قوله [وجرم لونه] وكذلك جرم إذا عظم بدنه، وبابهما فرح كما ضبط بالأَصل والتهذيب والتكملة وصوّبه السيد مرتضى على قول المجد: وأَجرم عظم لونه وصفا
جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ
؛ أَيْ كَسَبَ ذَلِكَ العملُ لَهُمُ الخُسْرانَ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ
؛ الْمَعْنَى لَا يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ، ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: جَرَم إفْكُهم وكَذِبُهم لَهُمْ عذابَ النَّارِ أَيْ كَسَبَ بهم عَذابَها. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ أَبْيَن مَا قِيلَ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ لَا جَرَم كلمةٌ كَانَتْ فِي الأَصل بِمَنْزِلَةِ لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ، فَجَرتْ عَلَى ذَلِكَ وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلتْ إِلَى مَعْنَى القَسَم وَصَارَتْ بِمَنْزِلَةِ حَقًّا، فَلِذَلِكَ يُجَابُ عَنْهَا بِاللَّامِ كَمَا يُجَابُ بِهَا عَنِ الْقَسَمِ، أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ لَا جَرَم لَآتِيَنَّكَ؟ قَالَ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ جَرَمْتُ حَقَقْتُ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا لَبَّسَ عَلَيْهِ الشَّاعِرُ أَبو أَسماء بِقَوْلِهِ: جَرَمْتَ فَزارة؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَحَقّت عَلَيْهِمُ الغضَبَ أَيْ أَحَقَّتْ الطعنةُ فَزَارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا، وحَقَّتْ أَيْضًا: مِنْ قَوْلِهِمْ لَا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كَذَا أَيْ حَقّاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْقَوْلُ ردٌّ عَلَى سِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيلِ لأَنهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أَيْ بالغَضَبِ فَأَسْقَطَ الْبَاءَ، قَالَ: وَفِي قَوْلِ الْفَرَّاءِ لَا يَحْتَاجُ إِلَى إِسْقَاطِ حَرْفِ الْجَرِّ فِيهِ لأَن تَقْدِيرَهُ عِنْدَهُ كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ عَلَيْكَ، قَالَ: وَالْبَيْتُ لأَبي أَسماء بْنِ الضَّريبة، وَيُقَالُ لعَطِية بْنِ عَفِيفٍ، وَصَوَابُهُ: ولقد طعنتَ أَبا عُيَيْنة، بِفَتْحِ التَّاءِ، لأَنه يُخَاطِبُ كُرْزاً العُقَيليَّ ويَرْثيه؛ وَقَبْلَ الْبَيْتِ:
يَا كُرْزُ إنَّك قَدْ قُتِلْتَ بفارسٍ
…
بَطَلٍ، إِذَا هابَ الكُماةُ وجَبَّبُوا
وَكَانَ كُرْزٌ قَدْ طَعَنَ أَبَا عُيَيْنَةَ، وَهُوَ حِصْنُ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْر الفَزاريّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ جَرَم إِنَّمَا تَكُونُ جَوَابًا لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الْكَلَامِ، يَقُولُ الرَّجُلُ: كَانَ كَذَا وَكَذَا وَفَعَلُوا كَذَا فَتَقُولُ: لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ سَيَنْدَمُونَ، أَوْ أَنه سَيَكُونُ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ يَقُولَانِ لَا جَرَمَ تَبْرِئةٌ. وَيُقَالُ: لَا جَرَم «2» وَلَا ذَا جَرَم وَلَا أنْ ذَا جَرَم وَلَا عَنْ ذَا جَرَم وَلَا جَرَ، حَذَفُوهُ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ إِيَّاهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لَا ذَا جَرَمَ وَلَا أَنْ ذَا جَرَمَ وَلَا عَنْ ذَا جَرَمَ وَلَا جَرَ، بِلَا مِيمٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَثُرَ فِي الْكَلَامِ فَحُذِفَتِ الْمِيمُ، كَمَا قَالُوا حاشَ للهِ وَهُوَ فِي الأَصل حاشَى، وَكَمَا قَالُوا أَيْشْ وَإِنَّمَا هُوَ أيُّ شَيْءٍ، وَكَمَا قَالُوا سَوْ تَرَى وَإِنَّمَا هُوَ سوفَ تَرَى. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قِيلَ لَا صِلَةَ فِي جَرَم وَالْمَعْنَى كَسَبَ لَهُمْ عَمَلُهم النَّدَم؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:
يَا أُمَّ عَمْرٍو، بَيِّني لَا أَوْ نَعَمْ،
…
إِنْ تَصْرمِي فراحةٌ مِمَّنْ صَرَمْ،
أَوْ تَصِلِي الحَبْلَ فَقَدْ رَثَّ ورَمّ
…
قُلْتُ لَهَا: بِينِي فَقَالَتْ: لَا جَرَمْ
أنَّ الفِراقَ اليومَ، واليومُ ظُلَمْ
ابْنُ الأَعرابي: لَا جَرَ لَقَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا أَيْ حَقًّا، وَلَا ذَا جَرَ وَلَا ذَا جَرَم، وَالْعَرَبُ تَصِلُ كَلَامَهَا بِذِي وَذَا وَذُو فَتَكُونُ حَشْواً وَلَا يُعْتَدُّ بِهَا؛ وأَنشد:
إِنَّ كِلاباً والِدِي لَا ذَا جَرَمْ
وَفِي حَدِيثِ
قَيْس بْنِ عَاصِمٍ: لَا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ كَلِمَةٌ تَرِدُ بِمَعْنَى تَحْقِيقِ الشَّيْءِ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَقْدِيرِهَا فَقِيلَ أَصْلُهَا التَّبْرِئَةُ بِمَعْنَى لَا بُدَّ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَتْ فِي مَعْنَى حقّاً، وقيل:
(2). 1 قوله [ويقال لا جرم إلخ] زاد الصاغاني: لا جرم بضم فسكون، ولا جرم بوزن كرم، ومعنى لَا ذَا جَرَمَ وَلَا أن ذا جرم أستغفر الله، والأجرام: متاع الراعي. والأجرام من السمك: لونان مستدير بلون وأسود له أجنحة
جَرَمَ بِمَعْنَى كَسَب، وَقِيلَ: بِمَعْنَى وَجَبَ وحَقَّ وَلَا رَدٌّ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الْكَلَامِ ثُمَّ يبتدأُ بِهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ
؛ أَيْ لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا قَالُوا، ثُمَّ ابتدأَ وَقَالَ: وَجَبَ لَهُمُ النَّارُ. والجَرْمُ: الحَرُّ، فَارِسِيٌّ معرَّب. وأَرض جَرْمٌ: حَارَّةٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: دَفِيئةٌ، وَالْجَمْعُ جُرُومٌ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَرْضٌ جَرْمٌ تُوصَفُ بالحرِّ، وَهُوَ دَخِيلٌ. اللَّيْثُ: الجَرْمُ نَقِيض الصَّرْد؛ يُقَالُ: هَذِهِ أَرض جَرْمٌ وَهَذِهِ أَرض صَرْدٌ، وَهُمَا دخِيلان «1». فِي الحرِّ وَالْبَرْدِ. الْجَوْهَرِيُّ: والجُروُمُ مِنَ الْبِلَادِ خلافُ الصُّرُودِ. والجَرْمُ: زَورَقٌ مِنْ زوارقِ اليَمَن، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ جُرُومٌ. والمُدّ يُدْعَى بِالْحِجَازِ: جَرِيماً. يُقَالُ: أَعطيته كَذَا وَكَذَا جَرِيماً مِنَ الطَّعَامِ. وجَرْمٌ: بَطْنانِ بطنٌ فِي قُضاعة وَهُوَ جَرْمُ بنُ زَيَّانَ، وَالْآخَرُ فِي طيِء. وَبَنُو جارِمٍ: بطنانِ بطنٌ فِي بَنِي ضَبَّة، وَالْآخَرُ فِي بَنِي سَعْدٍ. اللَّيْثُ: جَرْمٌ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، وبَنُو جارِمٍ: قومٌ مِنَ الْعَرَبِ؛ وَقَالَ:
إِذَا مَا رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ
…
إِلَى رَمْلِها، والجارمِيُّ عَمِيدُها «2»
. عَبُ الشَّمْس: ضَوْءُها، وَقَدْ يُثَقَّلُ، وَهُوَ أَيضاً اسْمُ قبيلة.
جرثم: الجُرْثُومة: الأَصل؛ وجُرْثُومة كُلِّ شَيْءٍ أَصلُه ومُجْتَمَعُه، وَقِيلَ: الجُرْثُومة مَا اجْتَمَعَ مِنَ التُّرَابِ فِي أُصول الشَّجَرِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وجُرثومة النَّمْلِ: قَرْيته. اللَّيْثُ: الجُرْثومة أَصْلُ شَجَرَةٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْهَا التُّرَابُ. والجُرْثُومة: التُّرَابُ الَّذِي تَسْفيه الريحُ، وَهِيَ أَيْضًا مَا يَجْمَعُ النَّمْلُ مِنَ التُّرَابِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ: لَمَّا أَراد أَنْ يَهْدِمَ الْكَعْبَةَ وَيَبْنِيَهَا كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ جَراثيمُ
أَيْ كَانَ فِيهَا أَمَاكِنُ مُرْتَفِعَةٌ عَنِ الأَرض مُجْتَمِعَةٌ مِنْ تُرَابٍ أَوْ طِينٍ؛ أَراد أَن أَرض الْمَسْجِدِ لَمْ تَكُنْ مُسْتَوِيَةً. والاجْرِنْثامُ: الاجتماعُ واللزومُ لِلْمَوْضِعِ. واجْرَنْثَمَ القومُ إِذَا اجْتَمَعُوا وَلَزِمُوا مَوْضِعًا. وَفِي حَدِيثِ
خُزَيْمَةَ: وعادَ لَهَا النِّقادُ مُجْرَنْثِماً
أَيْ مُجْتَمِعًا مُتَقَبضاً، والنِّقادُ صِغَارُ الْغَنَمِ، وَإِنَّمَا اجْتَمَعَتْ مِنَ الجَدْب لأَنها لَمْ تَجِدْ مَرْعىً تَنْتَشِرُ فِيهِ، وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ مُجْرَنْثِمةً لأَن لَفْظَ النِّقادِ لَفْظُ الِاسْمِ الْوَاحِدِ كالحِذَارِ والخِمارِ، وَيُرْوَى مُتَجَرْثِماً، وَهُوَ مُتَفَعْلِلٌ مِنْهُ، وَالنُّونُ وَالتَّاءُ فِيهِمَا زَائِدَتَانِ، وَقَدِ اجْرَنْثَمَ وتَجَرْثَم؛ قَالَ نُصَيْبٌ:
يَعلُّ بَنِيهِ المَحْض مِنْ بَكَراتِها،
…
وَلَمْ يُحْتلَبْ زِمْزيرُها المُتَجَرْثِمُ
وتَجَرْثَم الرجلُ: اجْتَمَعَ. وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ:
الأَسْدُ جُرْثُومةُ العربِ فَمَنْ أَضَلَّ نَسَبه فليأْتهم
؛ هُمْ، بِسُكُونِ السِّينِ، الأَزْدُ فأَبدلوا الزَّايَ سِينًا، وتَجَرْثَمَ الشيءُ واجْرَنْثَم إِذَا اجْتَمَعَ؛ قَالَ خُلَيْدٌ اليَشْكُريُّ:
وكَعْثَباً مُرَكَّناً مُجْرَنْثِما
وَفِي الْحَدِيثِ:
تَمِيم بُرْثُمَتُها وجُرْثُمَتُها
؛ الجُرثُمة هِيَ الجُرْثُومة، وَجَمْعُهَا جَرَاثِيمُ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: مَن سَرَّه أَنْ يَتَقَحَّمَ جَراثِيمَ جَهَنَّمَ فلْيَقْضِ فِي الجَدِّ.
والجُرْثُومة: الغَلْصَمَةُ. واجْرَنْثَم الرجلُ وتَجَرْثَمَ إِذَا سَقَطَ مِنْ عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ.
(1). 1 قوله [وهما دخيلان إلخ] عبارة التهذيب: دخيلان مستعملان
(2)
. 2 قوله [إذا ما إلخ] تقدم في عمد: شمساً بدل حرباً والجلهمي بدل الجارميّ، والذي هناك هو ما في المحكم
وتَجَرْثمَ الشيءَ: أخَذ مُعْظَمَه؛ عَنْ نُصَيْرٍ. وجُرْثُمُ: مَوْضِعٌ.
جرجم: جَرْجَمَ الطعامَ: أَكله، عَلَى البَدَل مِنْ جَرجَبَ. وجَرْجَمَ الشرابَ: شَرِبه. وجَرْجَمَ البيتَ: هَدَمَه أَوْ قَوَّضَه. وتَهَدّم الحائطُ وتَجَرْجَمَ هُوَ: سَقَطَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ جِبْرِيلَ، عليه السلام، أخَذ بعُرْوتها الوُسطَى، يَعْنِي مَدَائِنَ قَوم لُوطٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ أَلْوَى بِهَا فِي جَوِّ السَّمَاءِ حَتَّى سَمِعَتِ الملائكةُ ضَواغِيَ كِلَابِهَا، ثُمَّ جَرْجَمَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ
أَيْ أَسقط. والمُجَرْجَمُ: المَصْرُوعُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
كأَنهم مِنْ فائِظٍ مُجَرْجَمِ
وجَرْجَمَ الرجلَ: صَرَعه. وتَجَرْجَمَ الوَحْشِيُّ وَغَيْرُهُ فِي وَجَارِهِ: تَقَبَّض وَسَكَنَ، وَقَدْ جَرْجَمه الخوفُ. وَفِي حَدِيثِ
وَهْبٍ قَالَ: قَالَ طالوتُ لِدَاوُدَ، عليه السلام: أَنْتَ رَجُلٌ جَرِيءٌ وَفِي جِبَالِنَا هَذِهِ جَراجِمةٌ يَحْتَرِبُون الناسَ
أَيْ لُصُوصٌ يَسْتَلِبون الناسَ ويَنْتَهبونهم. والجَراجِمَة: قَوْمٌ مِنَ الْعَجَمِ بِالْجَزِيرَةِ. وَيُقَالُ: الجَراجِمة نَبَطُ الشَّام؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي وَجْزة:
لَوْ أَنَّ جَمْعَ الرُّومِ والجَراجِمَا
جردم: الجَرْدَمَة فِي الطَّعَامِ: مِثْلُ الجَرْدَبَة. ابْنُ سِيدَهْ: جَرْدَمَ عَلَى الطَّعَامِ وَفِي الطَّعَامِ لُغَةٌ فِي جَرْدَب، وَهُوَ أَنْ يَسْتُرَ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الطَّعَامِ بِشِمَالِهِ لِئَلَّا يَتَنَاوَلَهُ غَيْرُهُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: مِيمُهُ بَدَلٌ مِنْ بَاءِ جَرْدَبَ؛ وأَنشد:
هَذَا غُلامٌ لَهِمٌ مُجَرْدِمُ،
…
لزادِ مَنْ رافَقَه مُزَرْدِمُ
وَرَجُلٌ جَرْدَمٌ: كَثِيرُ الْكَلَامِ. وجَرْدَمَ السِّتِّين: جاوَزَها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وجَرْدَمَ مَا فِي الجَفْنة: أَتَى عَلَيْهِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وجَرْدَمَ الخُبْزَ: أَكَلَهُ كلَّه. شَمِرٌ: هُوَ يُجَرْدِمُ مَا فِي الإِناء أَيْ يأْكله ويُفْنيه. وجَرْدَم إِذَا أَكْثَرَ الْكَلَامَ. والجَرْدَمَةُ: الإِسراعُ؛ عن كراع.
جرذم: الجَرْذَمة: السُّرْعة فِي المَشْي والعَمَل.
جرزم: الجَرْزَم والجِرْزِم «1» ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ: الخُبْزُ القَفارُ اليابس.
جرسم: الجُرْسُم: السَّمُّ «2» ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ ذُكِرَ بِالْحَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: رَأَيْتُهُ مُقَيَّدًا بِخَطِّ اللِّحْيَانِيِّ الجُرْسُم، بِالْجِيمِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ. والجِرْسامُ: البِرسامُ. ابْنُ دُرَيْدٍ: جِرْسامٌ وجِلْسامٌ الَّذِي تُسميه الْعَامَّةُ بِرْساماً، والله أَعلم.
جرشم: جَرْشَمَ الرجلُ: لُغَةٌ فِي جَرْشَبَ. اللَّيْثُ: جَرْشَم الرجلُ وجَرْشَبَ بِمَعْنًى أَيِ انْدَمل بَعْدَ الْمَرَضِ والهُزال. وجَرْشَم: مِثْلُ بَرْشَم أَيْ أَحَدَّ النَّظَرَ. وجَرْشَمَ: كَرَّهَ وَجْهَه. غَيْرُهُ: جَرْشَم الرجلُ إِذَا كَانَ مَهْزُولًا أَوْ مَرِيضًا ثُمَّ انْدَمَلَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جَرْشَبَ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِابْنِ الرِّقاع:
مُجْرَنْشِماً لعَماياتٍ تُضِيءُ بِهِ،
…
مِنْهُ الرِّضابُ وَمِنْهُ المُسْبِلُ الهَطِلُ
قَالَ: مُجْرَنْشِمٌ مُجْتَمِعٌ مُتَقَبِّضٌ، بِالْجِيمِ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْخَاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ، وَقَدْ وَرَدَتْ حُرُوفٌ تَعاقب فِيهَا الْخَاءُ وَالْجِيمُ كالزَّلَخَانِ والزَّلَجانِ،
(1). 1 قوله [الجرزم والجرزم] كجعفر وزبرج. قاموس
(2)
. 2 قوله [الجرسم السم] عبارة التكملة: الجرسم والجرسام السم انتهى وضبط الأَول كقنفذ والثاني بكسر الجيم كسروال، ولما رأى السيد مرتضى اقتصار اللسان على الأَول كتب على قول المجد: والجرسام بالكسر السم، الصواب فيه كقنفذ
وانْتَجَبْتُ الشَّيْءَ وانْتَخَبْتُه إِذَا اخْتَرْتَه. والجَرْشَمُ مِنَ الحيَّات: الخَشِنُ الجِلْد.
جرضم: نَاقَةٌ جِرْضِمٌ: ضَخْمة. اللَّيْثُ: الجُرْضُمُ والجُراضِمُ مِنَ الغنمِ الأَكُول الْوَاسِعُ الْبَطْنِ، وَهُوَ الأَكُول جِدّاً، ذَا جِسْم كَانَ أَوْ نَحِيفًا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
فَلَمَّا تَصافنَّا الإِداوَةَ أَجْهَشَتْ
…
إليَّ غُضُونُ العَنْبَرِيِّ الجُراضِمِ
ابْنُ دُرَيْدٍ: جُراضِمٌ وجُرافِضٌ وَهُوَ الثَّقِيلُ الوَخِمُ. والجِرْضَمُّ مِنَ الْغَنَمِ «1» : الْكَبِيرَةُ السَّمِينَةُ، وَمِنَ الإِبل الضَّخْمة.
جَرْهَمَ: جُرْهُم: حَيٌّ مِنَ اليَمن نَزَلُوا مَكَّةَ وَتَزَوَّجَ فِيهِمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عليهما السلام، وَهُمْ أَصهاره ثُمَّ أَلْحَدُوا فِي الحرَم فأَبادَهم اللَّهُ تَعَالَى. وَرَجُلٌ جِرْهامٌ ومُجْرَهِمٌّ: جادٌّ «2» . فِي أَمْره، وَبِهِ سُمِّيَ جُرْهُمٌ. وجِرْهامٌ: مِنْ صِفَاتِ الأَسد. التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ الجُرْهُمُ الجَرِيءُ فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا. وَجَمَلٌ جُرَاهِمٌ: عَظِيمٌ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة يَصِفُ ضَبُعاً:
تَرَاهَا الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْساً
…
جُراهِمَةً، لها حِرَةٌ وثِيلُ
عَنَى بالجُراهِمَةِ الضخمةَ الثقيلةَ، وَقَوْلُهُ: لَهَا حِرَةٌ وثِيل، مَعْنَاهُ أَنَّ كُلَّ ضَبُع خُنْثَى فِيمَا زَعَمُوا، وَاسْتَعَارَ الثِّيلَ لَهَا وَإِنَّمَا هُوَ لِلْبَعِيرِ، يُقَالُ: بَعِيرٌ عُرَاهِنٌ وعُراهِمٌ وجُراهِمٌ عَظِيمٌ؛ وَقَالَ عَمْرٌو الهُذَلي:
فَلَا تَتَمَنَّنِي وتَمنَّ جِلْفاً
…
جُراهِمَةً هِجَفّاً، كالخَيالِ
جُراهِمَة: ضَخْمًا، هِجَفّاً: ثَقِيلًا طَوِيلًا، كَالْخَيَالِ: لَا غَناءَ عِنْدَهُ. وجمَل جُراهِمٌ وَنَاقَةٌ جُراهِمَةٌ أَي ضَخمة.
جَزَمَ: الجَزْمُ: الْقَطْعُ. جَزَمْتُ الشَّيْءَ أَجْزِمُهُ جَزْماً: قَطَعْتُهُ. وجَزَمْتُ الْيَمِينَ جَزْماً: أَمضيتها، وَحَلَفَ يَمِينًا حَتْماً جَزْماً. وَكُلُّ أَمْرٍ قَطَعْتَهُ قَطْعًا لَا عَوْدَةَ فِيهِ، فَقَدْ جَزَمْتَه. وجَزَمْتُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَيْ قَطَعْتُهُ؛ وَمِنْهُ جَزْمُ الحَرْفِ، وَهُوَ فِي الإِعراب كَالسُّكُونِ فِي الْبِنَاءِ، تَقُولُ جَزَمْتُ الْحَرْفَ فانْجَزم. اللَّيْثُ: الجَزْمُ عَزِيمةٌ فِي النَّحْوِ فِي الْفِعْلِ فالحرفُ المَجْزُومُ آخرهُ لَا إِعْرَابَ لَهُ. وَمِنَ الْقِرَاءَةِ أَن تَجْزِمَ الْكَلَامَ جَزْماً بِوَضْعِ الحروف مواضعها في بيانٍ ومَهَلٍ. والجَزْمُ: الْحَرْفُ إِذَا سَكَنَ آخِرُهُ. المُبرّد: إِنَّمَا سُمِّيَ الجَزْمُ فِي النَّحْوِ جَزْماً لأَن الجَزْم فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْقَطْعُ. يُقَالُ: افْعَلْ ذَلِكَ جَزْماً فكأَنه قُطِعَ الإِعرابُ عَنِ الْحَرْفِ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَزْمُ إِسْكَانُ الْحَرْفِ عَنْ حَرَكَتِهِ مِنَ الإِعراب مِنْ ذَلِكَ، لِقُصُورِهِ عَنْ حَظِّه مِنْهُ وَانْقِطَاعِهِ عَنِ الْحَرَكَةِ ومَدِّ الصَّوْتِ بِهَا للإِعراب، فَإِنْ كَانَ السُّكُونُ فِي مَوْضُوعِ الْكَلِمَةِ وأَوَّلِيَّتها لَمْ يُسَمَّ جَزْماً، لأَنه لَمْ يَكُنْ لَهَا حَظٌّ فقَصُرَتْ عَنْهُ. وَفِي حديث
النخعي: التكبير جَزْمٌ وَالتَّسْلِيمُ جَزْمٌ
؛ أَرَادَ أَنَّهُمَا لَا يُمَدَّان وَلَا يُعْرَبُ آخِرُ حُرُوفِهِمَا، وَلَكِنْ يُسَكَّنُ فَيُقَالُ: اللَّهُ أكْبَرْ، إِذَا وَقَفَ عَلَيْهِ، وَلَا يُقَالُ اللَّهُ أَكْبَرُ فِي الْوَقْفِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْعَرَبُ تسمِّي خَطَّنا هَذَا جَزْماً. ابْنُ سِيدَهْ: والجَزْمُ هَذَا الخطُّ المؤَلَّف مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سُمِّيَ جَزْماً
(1). 1 قوله [والجرضم من الغنم إلخ] وكذلك الشيخ الساقط هزالًا وضبط في التكملة كقرشبّ وفي القاموس كجعفر
(2)
. 2 قوله [مجرهم جادّ] كذا ضبط مجرهم كمقشعرّ بالأصل والمحكم لكن ضبط في القاموس كالتكملة بوزن مدحرج
لأَنه جُزِمَ عَنِ المُسْنَدِ، وَهُوَ خَطُّ حِمْيَر فِي أَيام مُلْكهم، أَيْ قُطِعَ. وجَزَمَ عَلَى الأَمر وجَزَّمَ: سَكَتَ. وجَزَّم عَنِ الشَّيْءِ: عَجَزَ «1» . وجَبُنَ. وجَزَّمَ القومُ إِذَا عَجَزُوا وبَقِيتُ مُجَزِّماً: مُنْقَطِعًا؛ قَالَ:
ولكنِّي مَضَيْتُ وَلَمْ أُجَزِّمْ،
…
وَكَانَ الصَّبْرُ عادَةَ أَوَّلِينا
والجَزْمُ مِنَ الخَطِّ: تسويةُ الْحَرْفِ. وقَلَمٌ جَزْمٌ: لَا حَرْفَ لَهُ. وجَزَمَ القراءةَ جَزْماً: وَضَعَ الحروف مواضعها في بيان ومَهَلٍ. وجَزَمْت القِربةَ: ملأْتها، والتّجْزيمُ مِثْلُهُ. وسِقاء جازِمٌ ومِجْزَمٌ: مُمْتَلِئٌ؛ قَالَ:
جَذْلانَ يَسَّر جُلَّةً مَكْنوزةً،
…
دَسْماءَ بَحْوَنَةً ووَطْباً مِجْزَما
وَقَدْ جَزَمَهُ جَزْماً: قَالَ صَخْرُ الغَيّ:
فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهَا قِرْبَتي،
…
تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَوْ خَلِيفا
والخَلِيفُ: طَرِيقٌ بَيْنَ جَبَلَيْنِ. وجَزَّمَهُ: كَجَزَمَهُ. وَيُقَالُ للسِّقاء مِجْزَمٌ، وَجَمْعُهُ مَجازِمُ. والجَزْمَةُ: الأَكْلَة الْوَاحِدَةُ. وجَزَمَ يَجْزِمُ جَزْماً: أَكَلَ أَكْلَةً تَمَّلأَ عَنْهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: جَزَمَ إِذَا أَكَلَ أَكْلَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. وجَزَم النخلَ يَجْزِمُه جَزْماً واجْتَزمَه: خَرَصَه وحَزَرَه؛ وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ الأَعشى:
هُوَ الواهِبُ المائةِ المُصْطَفاةِ،
…
كالنَّخْلِ طافَ بِهَا المُجْتَزِم
بِالزَّايِ، مَكَانَ الْمُجْتَرِمِ، بِالرَّاءِ؛ قَالَ الطُّوسي: قُلْتُ لأَبي عَمْرٍو لِمَ قَالَ طَافَ بِهَا المُجْتَرِم؟ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: أَراد أَنَّهُ يَهَبُها عِشاراً فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا قَدْ بَلَغَتْ أَنْ تُنتَج كَالنَّخْلِ الَّتِي بَلَغَتْ أَنْ تُجتَرَمَ أَيْ تُصْرَمَ، فَالْجَارِمُ يَطُوفُ بِهَا لصَرْمِها. وَيُقَالُ: اجْتَزَمْتُ النَّخلةَ اشْتَرَيْتُ تَمْرَهَا فَقَطْ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الاجْتِزامُ شِرَاءُ النَّخْلِ إِذَا أَرْطَبَ. واجْتَزَمَ فلانٌ حَظِيرةَ فُلَانٍ إِذا اشْتَرَاهَا، قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْيَمَامَةِ. واجْتَزَمَ فُلَانٌ نَخْل فلانٍ فأَجْزَمه إِذا ابْتَاعَهُ مِنْهُ فَبَاعَهُ. وجَزَم مِنْ نَخْلِهِ جِزْماً أَي نَصِيبًا. ابْنُ الأَعرابي: إِذا بَاعَ الثَّمَرَةَ فِي أَكمامها بِالدَّرَاهِمِ فَذَلِكَ الجَزْمُ. والجَزْم: شَيْءٌ يُدْخَلُ فِي حَياء النَّاقَةِ لتَحْسِبَهُ ولدَها فتَرْأَمَه كالدُّرْجَة. وجَزَّمَ بسَلْحه: أَخرج بَعْضَهُ وَبَقِيَ بَعْضُهُ، وَقِيلَ: جَزَّم بِسَلْحِهِ «2» . خَذَفَ. وتَجَزَّمَتِ الْعَصَا: تَشَقَّقَتْ كَتَهَزَّمَتْ. والجَزْمُ مِنَ الأُمور: الَّذِي يأْتي قَبْلَ حِينِهِ «3» ، والوَزْمُ الَّذِي يأْتي فِي حِينِهِ. والجِزْمةُ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الْمَاشِيَةِ: المائةُ فَمَا زَادَتْ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الأَربعين، وَقِيلَ: الجِزْمَةُ مِنَ الإِبل خَاصَّةً نَحْوَ الصِّرْمَة. الْجَوْهَرِيُّ: الجِزْمَةُ، بِالْكَسْرِ، الصِّرْمةُ مِنَ الإِبل، والفِرْقةُ مِنَ الضأْن. وَيُقَالُ: جَزَّم البعيرُ فَمَا يَبْرَحُ، وانْجَزَمَ العظمُ إِذا انْكَسَرَ. الْفَرَّاءُ: جَزَمَتِ الإِبلُ إذا رَوِيَتْ
(1). 1 قوله [وَجَزَّمَ عَنِ الشَّيْءِ عَجَزَ] وكذلك جزم بالتخفيف كما في القاموس والتهذيب
(2)
. 1 قوله [وجزم بسلحه] كذا ضبط بالتثقيل بالأصل والمحكم والتكملة، ومقتضى صنيع القاموس أَنه بالتخفيف
(3)
. 2 قوله [الَّذِي يَأْتِي قَبْلَ حِينِهِ إلخ] ومنه قول شبيل بالتصغير ابن عذرة بفتح فسكون: إلى أجل يوقت ثم يأتي بجزم أو بوزم باكتمال انتهى. التكملة. وزاد الجوازم: وطاب اللبن المملوءة، والجزم، بالفتح، إيجاب الشيء؛ يقال: جزم على فلان كذا وكذا أوجبه، واجتزمت جزمة من المال، بالكسر، أي أَخذت بعضه وأَبقيت بعضه
مِنَ الْمَاءِ، وَبَعِيرٌ جازمٌ وإِبل جَوازِمُ.
جَسَمَ: الجِسْمُ: جَمَاعَةُ البَدَنِ أَو الأَعضاء مِنَ النَّاسِ والإِبل وَالدَّوَابِّ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الأَنواع الْعَظِيمَةِ الخَلْق، وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الْخُطَبَاءِ للأَعراض فَقَالَ يَذْكُرُ عِلْم القَوافي: لَا مَا يَتَعَاطَاهُ الْآنَ أَكثر النَّاسِ مِنَ التَّحَلي بِاسْمِهِ، دُونَ مُبَاشَرَةِ جَوْهَره وجِسْمه، وكأَنه إِنما كَنى بِذَلِكَ عَنِ الْحَقِيقَةِ لأَن جِسْم الشَّيْءِ حقيقةٌ واسْمه لَيْسَ بِحَقِيقَةٍ، أَلَا تَرَى أَنَّ العَرَض لَيْسَ بِذِي جِسْمٍ وَلَا جَوْهَرٍ إِنما ذَلِكَ كُلُّهُ اسْتِعَارَةٌ ومَثَلٌ؟ وَالْجَمْعُ أَجْسامٌ وجُسومٌ. والجُسْمانُ: جَمَاعَةُ الجِسْمِ. والجُسْمانُ: جِسْمُ الرَّجُلِ. وَيُقَالُ: إِنه لنَحيفُ الجُسْمان، وجُسمانُ الرجلُ وجُثْمانُه وَاحِدٌ. ورجُل جُسْمانيٌّ وجُثْمانيٌّ إِذا كَانَ ضَخْم الجُثَّة. أَبو زَيْدٍ: الجِسْمُ الجَسَدُ، وَكَذَلِكَ الجُسْمانُ، والجُثْمانُ الشَّخْصُ. وَقَدْ جَسُمَ الشيءُ أَي عَظُمَ، فَهُوَ جَسِيمٌ وجُسام، بِالضَّمِّ. والجِسامُ، بِالْكَسْرِ: جَمْعُ جَسيمٍ. وجَسُمَ الرجلُ وَغَيْرُهُ يَجْسُمُ جَسامةً، فَهُوَ جَسِيمٌ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ؛ وأَنشد شَاهِدًا عَلَى جُسامٍ:
أَنْعَتُ عَيْراً سَهُوَقاً جُساما
أَبو عُبَيْدٍ: تجَسَّمْتُ فُلَانًا مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ أَي اخْتَرْتُهُ كأَنك قَصَدْتَ جِسْمَه، كَمَا تَقُولُ تأَيَّيْتُه أَي قَصَدْتُ آيَتَه وَشَخْصَهُ. وتَجَسَّمْها نَاقَةً مِنَ الإِبل فانْحَرْها أَي اخْتَرْها؛ وأَنشد:
تَجَسَّمَه مِنْ بَينِهِنَّ بمُرْهَفٍ،
…
لَهُ جالِبٌ، فَوْقَ الرِّصاف، عَلِيلُ
ابْنُ السِّكِّيتِ: تَجَسَّمْتُ الأَمْرَ إِذا رَكِبْتَ أَجْسَمَه وجَسِيمَه ومُعْظَمه. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: المُرْهَفُ النَّصْلُ الرَّقِيقِ، وَالْجَالِبُ الَّذِي عَلَيْهِ كالجُلْبَةِ مِنَ الدَّمِ، عَليلٌ عُلَّ بِالدَّمِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وتَجَسَّمْتُ الرملَ وَالْجَبَلَ أَي رَكِبْتُ أَعظمه. وتَجَسَّمْتُ الأَرضَ إِذا أَخذتَ نحوَها تُرِيدُهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
يُلِجْنَ مِنْ أَصواتِ حادٍ شَيْظَمِ،
…
صُلْبٍ عَصاهُ للمَطيّ مِنْهَمِ،
لَيْسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّم
أَي لَيْسَ يَنْتَظر. وتَجَسَّمَ: مِنَ الجِسْم. والتَّجَسُّمُ: رُكُوبُ أَجْسمِ الأَمرِ ومُعْظَمِه. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سمِعت أَبَا مِحْجَنٍ وغيرَه يَقُولُ: تَجَسَّمْتُ الأَمر وتَجشَّمْتُهُ إِذا حَمَلْت نَفْسَكَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَبَلٍ:
تَجَسَّمَ القُرْقُور مَوْجَ الْآذِيِّ
والجُسُم: الأُمور الْعِظَامُ. والجُسُمُ: الرِّجَالُ العُقلاء. والجَسِيمُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض وَعَلَاهُ الْمَاءُ؛ وَقَالَ الأَخْطَلُ:
فَمَا زَالَ يَسْقي بَطْنَ خَبْتٍ وعَرْعَرٍ
…
وأَرْضَهُما، حَتَّى اطْمأَنَّ جَسِيمُها
والأَجْسَمُ: الأَضْخَمُ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ:
لَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ مِنْ عامرٍ
…
بأَنَّ لَنَا الذِّرْوَةَ الأَجْسَما «1»
. وَبَنُو جَوْسَم: حَيٌّ قَدِيمٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَكَذَلِكَ بَنُو جاسِمٍ. وجاسِمٌ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعَديّ بْنِ الرِّقاعِ:
(1). 1 قَوْلُهُ [لَقَدْ عَلِمَ الْحَيُّ إلخ] تبع فيه الجوهري، قال الصاغاني: الرواية ذروة الأَجسم والقافية مجرورة وبعده: وأَنا الْمَصَالِيتُ يَوْمَ الْوَغَى إِذا ما العواوير لم تقدم
لَوْلَا الحَياءُ، وأَنّ رأْسِيَ قَدْ عَفا
…
فِيهِ المَشِيبُ، لزُرْتُ أُمَّ القاسِمِ
فكأَنَّها، بَيْنَ النِّساءِ، أَعَارَهَا
…
عَيْنَيْهِ أَحْوَرُ مِنْ جآذِرِ جاسِمِ
ويروى عاسِم.
جَشِمَ: جَشِمَ الأَمْرَ، بِالْكَسْرِ، يَجْشَمُه جَشْماً وجَشامةً وتَجَشَّمَه: تَكَلَّفَه عَلَى مَشَقَّةٍ. وأَجْشَمَني فلانٌ أَمْراً وجَشَّمَنِيه أَيْ كَلَّفَني؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعْشى:
فَمَا أَجْشَمْتُ مِنْ إِتْيانِ قَومٍ،
…
هُمُ الأَعْداءُ والأَكْبادُ سُودُ
وجَشَّمْتُه الأَمرَ تَجْشِيماً؛ وَفِي حَدِيثِ
زَيْدِ بْنِ عمرو ابن نُفَيْلٍ:
مَهْما تُجَشِّمْني فإِنِّي جاشِمُ
أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا مِحْجَنٍ وباهِليّاً تَجَشَّمْتُ الأَمر وتَجَسَّمْتُه إِذا حَمَلْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَميل «1» :
تَجَشَّم القُرْقُورُ مَوْجَ الْآذِيِّ
ابْنُ السِّكِّيتِ: تَجَشَّمْتُ الأَمْرَ إِذَا رَكِبْتَ أَجْسَمه، وتَجَشَّمْتُه إِذَا تَكَلَّفْتَهُ، وتَجَشَّمْتُ الأَرضَ إِذَا أخذتَ نحوَها تُرِيدُهَا، وتَجَشَّمْت الرملَ رَكِبْتَ أَعْظَمَه. أَبو النَّضْرِ: تَجَشَّمْتُ فُلَانًا مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ أَيْ قَصَدْتُ قَصْدَه؛ وأَنشد:
وبَلَدٍ ناءٍ تَجَشَّمْنا بِهِ
…
عَلَى جَفاهُ، وَعَلَى أَنقابه
أَبُو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: قَدْ تَجَشَّمْتُ كَذَا وَكَذَا أَي فَعَلْتُهُ عَلَى كُرْه وَمَشَقَّةٍ، والجُشَمُ: الِاسْمُ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ؛ قَالَ المرَّارُ:
يَمْشِينَ هَوْناً، وَبَعْدَ الهَوْنِ مِنْ جُشَمٍ،
…
ومِنْ جَناءِ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتُورِ «2»
. والجُشَمُ: الجَوْف، وَقِيلَ: الصَّدْرُ وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الضُّلوع. وجُشَمُ البعيرِ: صَدْرُه وَمَا غَشِي بِهِ القِرْنَ مِنْ صَدره وَسَائِرِ خَلْقه. وَيُقَالُ: غَتَّه بجُشَمِه إِذَا أَلقى صَدْرَهُ عَلَيْهِ. وَرَمَى عَلَيْهِ جَشَمَه وجُشمه أَيْ ثِقْلَه. والجَشِمُ: الْغَلِيظُ «3» ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجُشُمُ السِّمانُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَشَمُ السِّمَنُ. ابْنُ خَالَوَيْهِ: الجُشْمُ دَرَاهِمُ رَدِيئَةٌ، وَجَمْعُهَا جُشُومٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
بَدَا ضَربُ الكِرامِ وضَرْبُ تَيْمٍ،
…
كضَرْبِ الدُّنْبُلِيَّة والجُشُوم
أَبو زَيْدٍ: مَا جَشِمْتُ الْيَوْمَ ظِلْفاً «4» ؛ يَقُولُهُ القانِصُ إِذَا لَمْ يَصِدْ وَرَجَعَ خَائِبًا. وَيُقَالُ: مَا جَشَمْتُ الْيَوْمَ طَعَامًا أَيْ مَا أَكلت؛ قَالَ: وَيُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ خَيْبَةِ كُلِّ طَالِبٍ فَيُقَالُ: مَا جَشَمْتُ اليومَ شَيْئًا. أَبو عُبَيْدٍ: تَجَشَّمْتُ فُلَانًا مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ أَيِ اخْتَرْتُهُ؛ وأَنشد:
تَجَشَّمْتُه مِنْ بَيْنِهِنَّ بمُرْهَفٍ،
…
لَهُ جالِبٌ، فوقَ الرِّصافِ، عَلِيلُ
(1). 1 قوله [وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَمِيلٍ] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي تقدم في جسم: عمرو بن جبل
(2)
. 1 قوله [ومن جناء غضيض] كذا بالأَصل جناء بالأَلف، وفي شرح القاموس: جنى
(3)
. 2 قوله [والجشم الغليظ إلخ] كذا بالأَصل كالمحكم مضبوطاً بوزن كتف، والذي في القاموس: وكأمير الغليظ انتهى. قال شارحه: والذي في كتاب كراع ككتف
(4)
. 3 قوله [مَا جَشِمْتُ الْيَوْمَ ظِلْفًا] وقوله [مَا جَشَمْتُ الْيَوْمَ طَعَامًا] ضبط في الأَصل ونسخة من التهذيب بفتح الجيم والشين ولم نجد هذه العبارة لغير التهذيب حتى نستأنس لهذا الضبط
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَكثر ذَلِكَ فِي جَسَمَ. ابْنُ الأَعرابي: الجُشُمُ الطِّوالُ الأَعْفارُ. والأَعْفارُ مِنْ قَوْلِكَ رَجُلٌ عِفْرٌ: داهٍ خبيثٌ. أَبو عَمْرٍو: الجَشْمُ الْهَلَاكُ. وجُشَمُ بْنُ بَكْرٍ: حيٌّ مِنْ مُضَرَ. وجُشَمُ بْنُ هَمْدانَ: حَيّ مِنَ اليمَن. وَبَنُو جَوْشَم: حَيّ مِنْ جُرْهُم دَرَجُوا. وجُشَمُ: حَيّ مِنَ الأَنصار، وَهُوَ جُشَمُ بْنُ خَزْرَج؛ وَقَالَ الأَغْلَبُ العِجْليّ:
إِنْ سَرَّكَ العزُّ فَجَخْجِخْ بجُشَم
وجُشَمُ: فِي ثَقِيف، وَهُوَ جُشَمُ بْنُ ثَقِيفٍ. وجُشَمُ: حَيٌّ مَنْ تَغْلِبَ وَهُمُ الأَراقِمُ. التَّهْذِيبُ: وجُشَمُ حَيّ مِنْ تَغْلِب، وجُشَمُ فِي هَوَازِنَ، وَهُوَ جُشَمُ بْنُ مُعاوية بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوازن.
جَعَمَ: الجَعْماءُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي أُنْكِرَ عَقْلُها هَرَماً، وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ أَجْعَمُ. والجَعْماء: النَّاقَةُ المُسِنَّة، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي غَابَتْ أَسنانُها فِي اللِّثَاتِ، وَالذَّكَرُ أَجْعَمُ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَجْعَمُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ دَابَّةٍ ذَهَبَتْ أَسنانها كُلُّهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الجَمْعاءُ والجَعْماءُ. والجَعْماءُ مِنَ النِّسَاءِ: الهَوْجاء البَلْهاءُ. وجَعِمَ الرجلُ لِكَذَا أَيْ خَفَّ لَهُ. وَقَدْ جَعِمْتُ جَعَماً وأَجْعَمَتِ الأَرضُ: كَثُرَ الحَنَكُ عَلَى نَبَاتِهَا فَأَكَلَهُ وألجأَه إِلَى أُصوله. وأُجْعِمَ الشَّجَرُ: أُكل وَرَقُه فَآلَ إِلَى أُصوله؛ قَالَ:
عَنْسِيَّة لَمْ تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَمَا
وجَعِمَ إِلى اللَّحْمِ جَعَماً، فَهُوَ جَعِمٌ: قَرِمَ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ أَكُولٌ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:
نُوفي لَهُمْ كَيْلَ الإِناءِ الأَعْظَمِ،
…
إِذ جَعِمَ الذُّهْلانِ كلَّ مَجْعَمِ
وَيُقَالُ: جَعامَةً فِي الْمَصْدَرِ أَيضاً؛ عَنِ ابْنِ بَرِّيٍّ، والذُّهْلانِ: ذُهْلُ بْنُ ثَعْلَبَة وهو الأَكبر، وذُهْلُ ابن شَيْبان بْنِ ثَعْلَبة، أَي حَرَّضَ الذُّهْلان عَلَى قِتَالِنَا وقَرِمُوا إِلى الشَّرِّ كَمَا يُقْرَمُ إِلَى اللَّحْمِ. وجَعِمَتِ الإِبلُ تَجْعَمُ جَعَماً إِذا لَمْ تَجِدْ حَمْضاً وَلَا عِضاهاً فَتَقْرَمُ إِليها، فتَقْضَمُ العظامَ وخُرْءَ الْكِلَابِ لِشبْه قَرَم يُصِيبُهَا؛ وَيُقَالُ: إِن دَاءَ الجُعامِ أَكثرُ مَا يُصيبها مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ جَيْعَمٌ: لَا يَرَى شَيْئًا إِلَّا اشْتَهَاهُ. وجَعِمَ جَعَماً وجَعَمَ: لَمْ يَشْتَهِ الطعامَ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وجَعِمَ جَعَماً، فَهُوَ جَعِمٌ، وتَجَعَّمَ: طَمعَ. والجَعَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: الطَّمَعُ. والجَعُوم: الطَّمُوع فِي غَيْرِ مَطْمَعٍ. والجَعَمُ: غِلَظُ الْكَلَامِ فِي سَعَةِ حَلْقٍ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، والصِّفَة كَالصِّفَةِ. وجَعَمَ البَعِيرَ: جَعَلَ عَلَى فِيهِ مَا يَمْنَعُهُ مِنَ الأَكل والعضِّ. والجِعْمِيُّ: الْحَرِيصُ، وَقِيلَ: الْحَرِيصُ مَعَ شَهْوَةٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جَعِمَ إِلى الْفَاكِهَةِ، وَلَيْسَ الجَعَمُ القَرَمَ مُطْلَقًا، وَيُقَالُ: جَعِمَ الرجلُ وجَعَمَ إِذا اشتدَّ حرْصه. وأَجْعَمَتِ الأَرضُ: أُكل نباتُها. وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَن الهَجَرِيّ قَالَ فِي نَوَادِرِهِ: الجُعامُ دَاءٌ يُصِيبُ الإِبل مِنَ النَّدَى بأَرض الشَّامِ، يأْخذها لَيٌّ فِي بُطُونِهَا ثُمَّ يُصيبها لَهُ سُلاحٌ. وَقَدْ أَجْعَمَ القومُ إِذا أَصاب إِبلَهُم الجُعامُ. والجَعُومُ: المرأَة الْجَائِعَةُ. وَيُقَالُ للدُّبر: الجَعْماءُ والوَجْعاءُ والجَهْوةُ والصُّمارَى.
والجِعْمُ: الجُوعُ «1» ، وَيُقَالُ: يَا ابْنَ الجَعْماء. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَيْعَمُ الجائع.
جَعْثَمَ: الجُعْثُوم: الغُرْمُولُ الضَّخْمُ. والجُعْثُمَةُ: اسْمٌ. والتَّجَعْثُمُ: انْقِبَاضُ الشَّيْءِ وَدُخُولُ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. وَبَنُو جُعْثُمَة: حَيّ مِنَ اليَمَن؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
كأَنَّ ارْتِجازَ الجُعْثُمِيَّاتِ، وَسْطَهُم،
…
نَوائِحُ يَشْفَعْنَ البُكا بالأَزامِلِ
يَعْنِي بالجُعْثُمِيَّاتِ قِسِيّاً مَنْسُوبَةً إِلى هَذَا الْحَيِّ. الأَزهري: جُعْثُمةُ حَيّ مِنْ أَزدِ السَّراةِ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: جُعْثُمَةُ مِنْ هُذَيْلٍ. الأَزهري: الجِعْثِمُ والجِعْثِن أُصول الصِّلِّيان.
جَعْشَمَ: الجُعْشُمُ: الصَّغِيرُ «2» . البَدَن الْقَلِيلُ لَحْمِ الْجَسَدِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ الغليظُهما، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ مَعَ شِدَّةٍ، وَيُقَالُ لَهُ جُعْشُمٌ وكُنْدُرٌ؛ وأَنشد:
لَيْسَ بجُعْشُوشٍ وَلَا بجُعْشُمِ
وجُعْشُمٌ: اسْمٌ، وَهُوَ جَدُّ سُراقَةَ بْنِ مَالِكٍ المُدْلِجِيّ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
يُهْدي ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نَحْوَهُمُ،
…
لَا مُنْتَأَى عَنْ حِياض المَوْتِ والحُمَم
والجَعْشَمُ: الوَسَطُ؛ قَالَ:
وكلّ نَأْآجٍ عُراضٍ جَعْشَمُه
قَالَ الْفَرَّاءُ: فَتْحُ الْجِيمِ وَالشِّينِ فِيهِ أَفصح.
جَلَمَ: جَلَمَ الشيءَ يَجْلِمُه جَلْماً: قَطَعَهُ. والجَلَمانِ: المِقْراضانِ، وَاحِدُهُمَا جَلَمٌ لِلَّذِي يُجَزُّ بِهِ؛ قَالَ سَالِمُ بْنُ وابِصَةَ:
داوَيْتُ صَدْراً طَوِيلًا غِمْرُه حَقِداً
…
مِنْهُ، وقَلَّمْتُ أَظفاراً بِلَا جَلَمِ
والجَلَمُ: اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الجَلَمَيْنِ كَمَا يُقَالُ المِقْراضُ والمِقْراضان والقَلَمُ والقَلَمانِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
وَلَوْلَا أَيادٍ مِنْ يَزيدَ تَتابَعَتْ،
…
لَصَبَّحَ فِي حافاتِها الجَلَمانِ
وَقَوْلُهُ: فأَخذت مِنْهُ بالجَلَمَيْنِ؛ الجَلَمُ: الَّذِي يُجَزُّ بِهِ الشعرُ والصوفُ، والجَلَمان شَفْرَتاه، وَهَكَذَا يُقَالُ مُثَنّىً كالمِقَصِّ والمِقَصَّيْنِ. والجَلْمُ: مَصْدَرُ جَلَمَ الجَزُور يَجْلِمُها جَلْماً واجْتَلَمها إِذا أَخذ مَا عَلَى عِظَامِهَا مِنَ اللَّحْمِ. والجَلَمُ: مِنْ سِمات الإِبل «3» شَبِيهٌ بالجَلَم فِي الخَدّ؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ؛ وأَنشد:
هُوَ الفَزارِيُّ الَّذِي فِيهِ عَسَمْ،
…
فِي يَدِهِ نَعْلٌ وأُخْرى بالقَدَمْ
يَسُوقُ أَشْباهاً عَلَيهِنَّ الجَلَمْ
والجَلَمُ: الهِلالُ لَيْلَةَ يُهِلُّ «4» ؛ شُبِّه بالجَلَمِ. التَّهْذِيبُ: والجَلَمُ الْقَمَرُ. وجَلْمَة الجَزُورِ وجَلَمَتُها: لَحْمُهَا أَجْمَعُ، يُقَالُ: خُذْ جُلْمَة الجَزورِ أَي لَحْمَهَا أَجْمَعَ. والجَلَمَةُ:
(1). 1 قوله [والجعم الجوع] ضبط في الأَصل بالكسر وصرح به شارح القاموس، وضبط في نسخة من التهذيب بفتح فسكون لكن مقتضى تفسيره بالمصدر أَنه الجعم محرّكاً
(2)
. 2 قوله [الجعشم الصغير إلخ] بضم الشين وفتحها كما في القاموس، وفي التكملة: والجعشم الطويل مع عظم الجسم
(3)
. 1 قوله [وَالْجَلَمُ مِنْ سِمَاتِ الإِبل إلخ] كذا في المحكم أَيضاً، والذي في التكملة: والجلم أَي محرّكاً سمة لبني فزارة في الفخذ.
(4)
. 2 قوله [ليلة يهل] زاد في التكملة: الجيلم كصقيل القمر ليلة البدر
الشَّاةُ الْمَسْلُوخَةُ إِذا ذَهَبَتْ عَنْهَا أَكارعُها وفُضُولُها. الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذِهِ جَلَمَةُ الجَزُور «1» ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي لَحْمُهَا أَجْمَعُ. وجَلَمَةُ الشَّاةِ: مَسْلوخَتُها بِلَا حَشْوٍ وَلَا قَوَائِمَ. وجَلَمَ الشَّعَرَ وَصُوفَ الشَّاةِ بالجَلَمِ يَجْلِمُه جَلْماً: جَزَّه كَمَا تَقُولُ قَلَمْتُ الظُّفْر بالقَلَم؛ وأَنشد:
لَمَّا أَتَيْتُم وَلَمْ تَنْجُوا بمَظْلِمَةٍ،
…
قِيسَ القُلامَةِ مِمَّا جَزَّه الجَلَمُ
والقَلَمُ، كلٌّ يُرْوى. وَيُقَالُ للمِقْراضِ المِقْلامُ والقَلَمانُ والجَلَمانُ، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ الْكِسَائِيُّ، بِضَمِّ النُّونِ، كأَنه جَعَلَهُ نَعْتًا عَلَى فَعَلانَ مِنَ القَلْمِ والجَلْم، وَجَعَلَهُ اسْمًا وَاحِدًا، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ شحَذَانٌ وأَبَيانٌ. والجَلَمُ: الَّذِي يُجَزُّ بِهِ. والجُلامَةُ: مَا جُزّ. أَبو مَالِكٍ: جَلْمَةٌ مِثْلُ حَلْقَة، وَهُوَ أَن يُجْتَلَمَ مَا عَلَى الظَّهْر مِنَ الشَّحْمِ وَاللَّحْمِ. والجُلَّامُ: التُّيُوس المَحْلوقَةُ. وهَنٌ مَجْلومٌ: مَحْلُوقٌ؛ قَالَ الفَرَزْدَقُ:
أَتَتْه بمَجْلُوم كأَنّ جبِينَه
…
صَلايةُ وَرْسٍ، وسْطُها قَدْ تَفَلَّقا
وأَخذ الشيءَ بجُلْمَتِهِ وجَلْمَتِه أَي جَمَاعَتِهُ. والجَلَم: الجَدْيُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَجَمْعُهُ جِلامٌ؛ قَالَ الأَعشى:
سَواهِمُ جُذْعانُها كالجِلامِ
…
قَدْ أَقْرَحَ القَوْدُ مِنْهَا النُّسُورا
وَيُرْوَى:
قَدْ اقْرَحَ مِنْهَا القِيادُ النُّسورا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده بِالنَّصْبِ؛ وَقَبْلَهُ:
وجَأْواءَ تُتْعِبُ أَبْطالَها،
…
كَمَا أَتْعَبَ السابقُون الكَسِيرا
وَقِيلَ: الجِلامُ غَنَمٌ مِنْ غَنَمِ الطَّائِفِ صِغَارٌ؛ قَالَ:
قُدْنا إِلى هَمْدانَ، مِنْ أَرْضِنا،
…
شُعْثَ النَّواصي شُزَّباً كالجِلام
أَبو عُبَيْدٍ: الجِلامُ شاءُ أَهلِ مَكَّةَ، وَاحِدَتُهَا جَلَمَةٌ؛ وأَنشد:
شَواسِفٌ مثْلُ الجِلام قُبّ
جلثم: جَلْثَمٌ: اسم.
جَلْحَمَ: اجْلَحَمَّ القومُ: اجْتَمَعُوا، وَيُقَالُ: اسْتَكْبَرُوا، قَالَ:
نَضْرِبُ جَمْعَيْهِم إِذا اجْلَحَمُّوا
جَلْخَمَ: اجْلَخَمَّ الرجلُ: اسْتَكْبَرَ، واجْلَخَمَّ القومُ: اسْتَكْبَرُوا؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ:
نَضْرِبُ جَمْعَيْهِمْ إِذا اجْلَخَمُّوا،
…
خَوادِباً أَهْوَنُهُنَّ الأَمُ
أَي ضَرَبات خَوادِب، والخَدْبُ: الضربُ الَّذِي لَا يَتمالك، وَيُرْوَى: إِذا اجْلَحَمُّوا، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ، وأَنشده بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. واجْلَخَمَّ الْقَوْمُ اجْلِخْماماً: لُغَةٌ فِي اجْلَحَمُّوا؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْحَاءُ الْمُهْمَلَةُ أَعلى.
جَلْسَمَ: الجِلْسام: البِرْسام كالجِرْسام، وقد تقدم.
(1). 1 قوله [جلمة الجزور إلخ] بفتح أَو ضم فسكون وبالتحريك كما في القاموس
جَلْعَمَ: الأَزهري: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الهَرِمَة قِضْعِمٌ وجَلْعَمٌ. ابْنُ الأَعرابي: الجَلْعَمُ القليلُ الْحَيَاءِ.
جَلْهَمَ: جُلْهُمَتا الْوَادِي: نَاحِيَتَاهُ، وَقِيلَ: حَافَّتَاهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي سُفْيان: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أَخَّرَ أَبا سُفْيانَ فِي الإِذْنِ وأَدْخَلَ غيرَه مِنَ النَّاسِ قَبْلَهُ، فَقَالَ: مَا كِدْتَ تَأْذَنُ لِي حَتَّى تَأْذَنَ لِحِجَارَةِ الجُلْهُمَتَيْنِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد جانبَي الْوَادِي، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ الجَلْهَتان؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمع بالجُلْهُمةِ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا جَاءَتْ إِلا وَلَهَا أَصل؛ وَقَالَ شِمْرٌ: لَمْ أَسمع الجُلْهُمَة إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَحَرْفًا آخَرَ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هَذَا جُلْهُمٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرْوَى
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ أَنْتَ كَمَا قِيل: كُلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْف الفَرا
؛ أَراد، صلى الله عليه وسلم، أَن يَتأَلَّفَه بِهَذَا الْكَلَامِ وَكَانَ مِنَ المؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَهُوَ أَبو سُفْيَانَ بن الحرث بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَكَانَ هَجَا النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، هِجَاءً قَبِيحًا؛ قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَتَيْنِ الجَلْهَمَتَيْنِ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، قَالَ: وَلَمْ يَرْوِ أَحدٌ الجُلْهُمَتَيْن، بِضَمِّ الْجِيمِ، إِلا شِمْرٌ وَابْنُ خَالَوَيْهِ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه مَفْتُوحٌ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ: إِنه أَراد الجَلْهَتَيْنِ فَزَادَ الْمِيمَ، قَالَ: وَلَوْ كَانَتِ الْجِيمُ مَضْمُومَةً لَمْ تَكُنِ الْمِيمُ زَائِدَةً. وَقَالَ أَبو هَفَّانَ المِهْزَمِيُّ: جُلْهُمَةُ اسْمُ رَجُلٍ، بِالضَّمِّ، مَنْقُولٌ مِنَ الجُلْهمة لطَرَفِ الْوَادِي، قَالَ: وَالْمُحَدِّثُونَ يُخْطئُون وَيَقُولُونَ الجَلْهَمَتَيْن، قَالَ: والجَلْهَةُ نَاحِيَةُ الْوَادِي؛ وأَنشد:
كأَنَّها وَقَدْ بَدا عُوارِضُ،
…
واللَّيْلُ بَيْنَ قَنَوَيْنِ رَابِضُ،
بِجَلْهَةِ الوادِي قَطاً نواهِضُ
وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: الجُلْهُمَةُ فَمُ الْوَادِي، وَقِيلَ: جَانِبُهُ، زِيدَتْ فِيهَا الْمِيمَ كَمَا زِيدَتْ فِي زُرْقُمٍ وسُتْهُمٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْعَرَبُ زَادَتِ الْمِيمَ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، مِنْهَا قَوْلُهُمْ قَصْمَل الشيءَ إِذا كَسَرَهُ وأَصله قَصَلَ، وجَلْمَطَ شَعْرَهُ إِذا حَلقه والأَصل جَلَطَ، وفَرْصَمَ الشَّيْءَ إِذا قَطَعَهُ والأَصل فَرَصَ، وَاللَّهُ أَعلم. وجُلْهُمَة، بِالضَّمِّ: اسْمُ رَجُلٍ. وجُلْهُمُ: اسْمُ امرأَة؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ للأَسود بْنِ يَعْفُرَ:
أَوْدَى ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بصِرْمَتِهِ؛
…
إِنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسَى حَيَّةَ الْوَادِي
أَراد المرأَة وَلِذَلِكَ لَمْ يَصْرِفْ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْعَرَبُ يُسَمُّونَ الرَّجُلَ جُلْهُمَةَ والمرأَة جُلْهُمَ. والجُلْهُمُ: القارَةُ الضَّخْمَةُ «2» ، وحَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ يُقَالُ لهم الجَلاهِمُ.
جمم: الجَمُّ والجَمَمُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَمَالٌ جَمٌّ: كَثِيرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا
، أَي كَثِيرًا، وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ أَبو عُبَيْدَةَ؛ وَقَالَ أَبو خِراشٍ الهُذَليّ:
إِنْ تَغْفِرِ، اللَّهُمَّ، تَغْفِرْ جَمّا،
…
وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟
وَقِيلَ: الجَمُّ الْكَثِيرُ الْمُجْتَمِعُ، جَمّ يَجِمُّ ويَجُمُّ، وَالضَّمُّ أَعلى، جُمُوماً،
قَالَ أَنس: تُوُفِّيَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، والوَحْيُ أَجَمُّ مَا كَانَ لَمْ يَفْتُرْ بعدُ
؛ قَالَ شَمِرٌ: أَجَمُّ مَا كَانَ أَكثرُ مَا كَانَ وجَمَّ المالُ وَغَيْرُهُ إِذا كَثُرَ. وجَمُّ الظَّهِيرة: مُعْظَمُهَا؛ قَالَ أَبو كَبير الْهُذَلِيُّ:
(2). 1 قوله [القارة الضخمة] كذا بالقاف في الأصل والتهذيب والتكملة، وتحرّفت في نسخ القاموس بالفأرة
ولقَد رَبَأْتُ، إِذا الصِّحابُ تَواكَلُوا،
…
جَمَّ الظَّهِيرَةِ فِي اليَفَاعِ الأَطْوَلِ
جَمَّ الشيءُ واسْتَجَمَّ، كِلَاهُمَا: كَثُرَ. وجَمُّ الماءِ: مُعْظَمُه إِذا ثَابَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
إِذا نَزَحْنا جَمَّها عادَتْ بجَمّ
وَكَذَلِكَ جُمَّتُه، وَجَمْعُهَا جِمامٌ وجُمُومٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
فَلَمَّا وَرَدْنا الْمَاءَ زُرْقاً جِمامُه،
…
وَضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية:
فَلَمَّا دَنا الإِفْرادُ حَطَّ بشَوْرِه
…
إِلى فَضَلاتٍ مُسْتَحيرٍ جُمُومُها
وجَمَّةُ المَرْكَبِ الْبَحْرِيِّ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ الرَّاشِحُ مِنْ حُزوزه، عَرَبِيَّةٌ صَحِيحَةٌ. وماءٌ جَمٌّ: كَثِيرٌ: وَجَمْعُهُ جِمَام. والجَمُوم: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ. وَبِئْرٌ جَمَّة وجَمُوم: كَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ:
كتَمْتُكَ لَيلًا بالجَمُومَيْنِ ساهِرا
يَجُوزُ أَن يَعْني رَكِيَّتَيْنِ قَدْ غَلَبَتْ هَذِهِ الصِّفَةُ عَلَيْهِمَا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَا مَوْضِعَيْنِ. وجَمَّتْ تَجِمُّ وتَجُمُّ، وَالضَّمُّ أَكثر: تَرَاجَعَ مَاؤُهَا. وأَجَمَّ الماءَ وجَمَّه: تَرَكَهُ يَجْتَمِعُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مِنَ الغُلْبِ مِنْ عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ
…
لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُها
والجُمَّة: الْمَاءُ نَفْسُهُ. واسْتُجِمَّتْ جُمَّةُ الْمَاءِ: شُرِبَتْ واسْتَقَاها الناسُ. والمَجَمُّ: مُسْتَقَرُّ الْمَاءِ. وأَجَمَّه: أَعطاه جُمَّة الرِّكِيَّة. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ مِنَّا مَنْ يُجيرُ ويُجِمُّ، فَلَمْ يُفَسَّرْ يُجِمُّ إِلَّا أَن يَكُونَ مِنَ قَوْلِكَ أَجَمَّه أَعطاه جُمَّة الْمَاءِ. الأَصمعي: جَمَّتِ البئرُ، فَهِيَ تَجُمُّ وتَجِمُّ جُمُوماً إِذا كَثُر مَاؤُهَا وَاجْتَمَعَ؛ يُقَالُ: جِئْتُهَا وَقَدِ اجْتَمَعَتْ جُمَّتُها وجَمُّها أَي مَا جَمَّ مِنْهَا وَارْتَفَعَ. التَّهْذِيبُ: جَمَّ الشيءُ يَجُمُّ ويَجِمُّ جُموماً، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْمَاءِ والسَّير؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
يَجِمُّ عَلَى السَّاقَيْنِ، بَعْدَ كَلاله،
…
جُمومَ عُيونِ الحِسْيِ بعدَ المُحَيَّضِ
أَبو عَمْرٍو: يَجِمُّ ويَجُمُّ أَي يَكْثُرُ. ومَجَمُّ الْبِئْرِ: حَيْثُ يَبْلُغ الماءُ وَيَنْتَهِي إِليه. والجَمُّ: مَا اجْتَمَعَ مِنْ مَاءِ الْبِئْرِ؛ قَالَ صَخْرٌ الْهُذَلِيُّ:
فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّه،
…
خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصُّفْنُ مِثْلُ الرُّكْوةِ، والمُدابِرُ صاحبُ الدَّابِرِ مِنَ السِّهَامِ، وَهُوَ ضِدُّ الفائِز، وعَطوفاً الَّذِي تَكَرَّرَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. والجَمَّةُ: الْمَكَانُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ مَاؤُهُ، وَالْجَمْعُ الجِمامُ، والجُمُومُ، بِالضَّمِّ، المصدرُ. وَيُقَالُ: جَمَّ الماءُ يَجُمُّ ويَجِمُّ جُموماً إِذا كَثُرَ فِي الْبِئْرِ وَاجْتَمَعَ بعد ما اسْتُقِيَ مَا فِيهَا؛ قَالَ:
فَصَبَّحَتْ قَلَيْذَماً هَمُومَا،
…
يَزيدُها مَخْجُ الدِّلا جُمُومَا
قَلَيْذَماً: بِئْرًا غَزِيرَةً، هَمُوماً: كَثِيرَةَ الْمَاءِ، ومَخْجُ الدَّلْوِ: أَن تَهُزَّها فِي الْمَاءِ حَتَّى تَمْتَلئ. والجَمام، بِالْفَتْحِ: الرَّاحَةُ. وجَمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ جَمّاً وجَماماً. وأَجَمَّ: تُرِكَ فَلَمْ يُرْكَبْ
فعَفَا مِنْ تَعَبه وَذَهَبَ إِعياؤه، وأَجَمَّه هُوَ. وجَمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ جَماماً: تَرَكَ الضِّراب فتَجَمَّع مَاؤُهُ. وجِمامُ الْفَرَسِ وجُمامُه: مَا اجْتَمَعَ مِنْ مَائِهِ. وأُجِمَّ الفرسُ إِذا تُرِك أَنْ يُرْكَب، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وجُمَّ وَفَرَسٌ جَمُومٌ إِذا ذَهَبَ مِنْهُ إِحْضارٌ جَاءَهُ إِحْضار، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَولَب:
جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابَى،
…
تَخالُ بَياضَ غُرَّتِها سِراجَا
قَوْلُهُ شَائِلَةَ الذُّنابى يَعْنِي أَنها تَرْفَعُ ذَنَبها فِي العَدْو. واسْتَجَمَّ الفرسُ وَالْبِئْرُ أَي جَمَّ. وَيُقَالُ: أَجِمَّ نَفْسَك يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ أَي أَرِحْها؛ وَفِي الصَّحَّاحِ: أَجْمِمْ نَفْسَك. وَيُقَالُ: إِني لأَسْتَجِمُّ قَلْبِيَ بِشَيْءٍ مِنَ اللَّهو لأَقْوَى بِهِ عَلَى الْحَقِّ. وَفِي حَدِيثِ
طَلْحَةَ: رَمَى إِليَّ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، بسَفَرْجلة وَقَالَ دُونَكَهَا فإِنها تُجِمُّ الفُؤادَ
أَي تُريحه، وَقِيلَ: تَجْمَعه وتُكَمِّلُ صَلاحَه ونَشاطَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَائِشَةَ فِي التَّلْبِينَةِ: فإِنها تُجِمُّ فؤادَ الْمَرِيضِ
، وحديثُها الْآخَرُ:
فإِنها مَجَمَّة
أَي مَظِنَّة الِاسْتِرَاحَةِ. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبية:
وإِلَّا فَقَدْ جَمُّوا
أَي اسْتَرَاحُوا وَكَثُرُوا. وَفِي حَدِيثِ
أَبي قَتَادَةَ: فأَتى الناسُ الماءَ جامِّينَ رِواءً
أَي مُسْتريحين قَدْ رَوُوا مِنَ الْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: لأَصْبَحْنا غَداً حِينَ نَدْخُل عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمامةٌ
أَي رَاحَةٌ وشِبَعٌ ورِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: بَلَغها أَن الأَحْنف قَالَ شِعْرًا يَلُومُهَا فِيهِ فَقَالَتْ: سبحانَ اللَّهِ لَقَدِ اسْتَفْرَغَ حِلْمَ الأَحْنف هِجاؤُه إِياي، أَليَ كَانَ يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهه؟
أَرادت أَنه كَانَ حَلِيمًا عَنِ النَّاسِ فَلَمَّا صَارَ إِليها سَفِه، فكأَنه كَانَ يُجِمُّ سَفَهه لَهَا أَي يُريحُه ويَجْمعه. وَمِنْهُ حَدِيثُ
مُعَاوِيَةَ: مَنْ أَحَبَّ أَن يَسْتَجِمَّ لَهُ الناسُ قِياماً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه مِنَ النَّارِ
أَي يَجْتَمِعون لَهُ فِي الْقِيَامِ عِنْدَهُ ويَحْبِسون أَنفسَهم عَلَيْهِ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَسَنَذْكُرُهُ. والمَجَمُّ: الصَّدْر لأَنه مُجْتَمَع لِمَا وَعَاهُ مِنْ عِلْمٍ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ:
رَحْبُ المَجَمِّ إِذا مَا الأَمر بَيَّته،
…
كالسَّيْفِ لَيْسَ بِهِ فَلٌّ وَلَا طَبَعُ
ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ واسعُ المَجَمِّ إِذا كَانَ واسعَ الصَّدْرِ رَحْبَ الذِّرَاعِ؛ وأَنشد:
رُبَّ ابْنِ عَمٍّ، لَيْسَ بِابْنِ عَمِّ،
…
بَادِي الضَّغِين ضَيِّقِ المَجَمِ
وَيُقَالُ: إِنه لَضَيِّقُ المَجَمِّ إِذا كَانَ ضَيِّقَ الصَّدْرِ بالأُمور؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وَمَا كُنْتُ أَخْشى أَنَّ فِي الحَدِّ رِيبةً،
…
وإِنْ كانَ مَرْدُودُ السَّلام يَضِيرُ
وقَفْنا فَقُلْنَاهَا السَّلامُ عليكمُ،
…
فأَنْكَرها ضَيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ
أَي ضَيِّقُ الصَّدْر. ورجُل رَحْبُ الجَمَمِ: وَاسِعُ الصَّدْرِ. وأَجَمَّ العِنَبَ: قَطَعَ كلَّ مَا فَوْقَ الأَرض مِنْ أَغصانه؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والجَمامُ والجِمامُ والجُمامُ والجَمَمُ: الكَيْلُ إِلى رأْس الْمِكْيَالِ، وَقِيلَ: جُمامه طَفافُه [طِفافُه] وإِناء جَمَّامٌ: بَلَغَ الكيلُ جُمامَه، وَيُقَالُ: أَجْمَمْتُ الإِناء «1» . وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فِي الإِناء جَمامُه وجَمُّه.
(1). 1 قوله [ويقال أجممت الإناء] وكذلك جمّمته وجممته مثقلًا ومخففاً كما في القاموس
أَبو الْعَبَّاسِ فِي الْفَصِيحِ: عِنْدَهُ جِمام القَدَح وجُمام المَكُّوكِ، بِالرَّفْعِ، دَقيقاً. وجَمَمْتُ المكيالَ جَمّاً. الْجَوْهَرِيُّ: جِمامُ المَكُّوك وجُمامُه وجَمامُه وجَمَمُه، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ مَا عَلَا رأْسَه فوق طَفافه [طِفافه]. وجَمَمْتُ المكيالَ وأَجْمَمْتُه، فَهُوَ جَمّان إِذا بَلَغَ الكيلُ جُمامَه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: عِنْدِي جِمامُ القَدَحِ مَاءً، بِالْكَسْرِ، أَي مِلْؤُه. وجُمامُ المَكُّوك دَقيقاً، بِالضَّمِّ؛ وجَمامُ الْفَرَسِ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرَ، وَلَا يُقَالُ جُمام بِالضَّمِّ إِلا فِي الدَّقِيقِ وأَشباهه، وهو ما علا رأْسَه بَعْدَ الِامْتِلَاءِ. يُقَالُ: أَعْطِني جُمامَ المَكُّوك إِذا حَطَّ مَا يَحْمله رأْسُه فأَعطاه، وجُمْجُمَةٌ جَمَّاءُ، وَقَدْ جَمَّ الإِناءَ وأَجَمَّه. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ أَعْطِه جُمامَ المَكُّوك أَي مَكُّوكاً بِغَيْرِ رأْس، واشْتُقَّ ذَلِكَ مِنَ الشَّاةِ الجَمّاء، هَكَذَا رأَيت فِي الأَصل، ورأَيت حَاشِيَةَ صَوَابِهِ: مَا حَمَله رأْسُ المَكُّوكِ. وجَمٌّ: مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ الأَوَّلِين. والجَمِيمُ: النَّبْتُ الْكَثِيرُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ أَن يَنْهَضَ ويَنْتَشِرَ، وَقَدْ جَمَّم وتَجَمَّمَ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ وَذَكَرَ وَحْشًا:
يَقْرِمَنْ سَعْدانَ الأَباهِرِ فِي النَّدى،
…
وعِذْقَ الخُزامى والنَّصِيَّ المُجَمَّما
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده أَبو حَنِيفَةَ عَلَى الخَرْم، لأَنَّ قَوْلَهُ يَقْرِمْ فَعْلُن وَحُكْمُهُ فَعْوَلْنَ، وَقِيلَ: إِذا ارْتَفَعَتِ البُهْمى عَنِ البارِضِ قَلِيلًا فَهُوَ جَميم؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حِمَارًا: «1» :
رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرَةً،
…
وصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها
وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَجِمَّاءُ. والجَمِيمَةُ: النَّصِيَّةُ إِذا بَلَغَتْ نِصْفَ شَهْرٍ فملأَت الْفَمَ. واسْتَجَمَّتِ الأَرضُ: خَرَجَ نَبْتُهَا. والجَمِيمُ: النَّبْتُ الَّذِي طَالَ بَعض الطُّول وَلَمْ يَتِمَّ؛ وَيُقَالُ: فِي الأَرض جَمِيمٌ حَسنُ النَّبْتِ قَدْ غَطَّى الأَرضَ وَلَمْ يَتِمَّ بَعْدُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: جَمَّمَتِ الأَرضُ تَجْميماً إِذا وَفَى جَمِيمُها، وجَمَّمَ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ إِذا صَارَ لَهُمَا جُمَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ
خُزيمة: اجْتاحَت جَمِيمَ اليَبِيس
؛ الجَمِيمُ: نَبْتٌ يَطُولُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ جُمَّة الشَّعْرِ. والجُمَّةُ، بِالضَّمِّ: مُجْتَمَعُ شَعْرِ الرأْس وَهِيَ أَكثر مِنَ الوَفْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، جُمَّةٌ جَعْدَةٌ
؛ الجُمَّة مِنْ شَعْرِ الرأْس: مَا سَقَط عَلَى المَنْكِبَيْن؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها، حيث بَنى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: وَقَدْ وَفتْ لِي جُمَيْمَةٌ
أَي كَثُرت؛ والجُمَيْمَةُ: تَصْغِيرُ الجُمَّة. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ زِمْلٍ: كأَنما جُمِّمَ شَعَرُه
أَي جُعل جُمَّةً، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَعَنَ اللَّهُ المُجَمِّماتِ مِنَ النِّسَاءِ
؛ هنَّ اللَّوَاتِي يَتَّخِذْن شعورَهن جُمَّةً تَشَبُّهًا بِالرِّجَالِ. ابْنُ سِيدَهْ: الجُمَّةُ الشَّعْرُ، وَقِيلَ: الْجُمَّةُ مِنَ الشَّعْرِ أَكثر مِنَ اللِّمَّةِ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الشَّعْرُ الْكَثِيرُ، وَالْجَمْعُ جُمَمٌ وجِمامٌ. وَغُلَامٌ مُجَمَّمٌ: ذُو جُمَّة. قَالَ سِيبَوَيْهِ: رَجُلٌ جُمَّانيّ، بِالنُّونِ، عَظِيمُ الجُمَّة طَوِيلُهَا، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ النَّسَبِ، قَالَ: فإِن سَمَّيْتَ بِجُمَّةٍ ثُمَّ أَضفت إِليها لَمْ تَقُلْ إِلَّا جُمِّيٌّ. والجُمَّةُ: الْقَوْمُ يسأَلون فِي الحَمالة
(1). 1 قوله [يصف حماراً] المراد الجنس لقوله رعت وآنفتها، وأورد المؤلف كالجوهري هذا البيت كذلك في غير موضع، رواه الجوهري في هذه المادة: رعى وآنفته، قال الصاغاني: الرواية رعت وآنفتها، وقبل البيت:
طوال الهوادي وَالْحَوَادِي كَأَنَّهَا
…
سَمَاحِيجُ قُبٍّ طار عنها نسالها
والدِّياتِ؛ قَالَ:
لَقَدْ كانَ فِي لَيْلى عَطاءٌ لجُمَّةٍ،
…
أَناخَتْ بِكُمْ تَبْغي الفضائلَ والرِّفْدا
ابْنُ الأَعرابي: هُمُ الجُمَّةُ والبُرْكَةُ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ:
وجُمَّةٍ تَسْأَلني أَعْطَيْتُ،
…
وسائِلٍ عَنْ خَبَرٍ لَوَيْتُ،
فقُلْتُ: لَا أَدْري، وَقَدْ دَرَيْتُ
وَيُقَالُ: جاءَ فُلَانٌ فِي جُمَّةٍ عظيمةٍ وجَمَّةٍ عظيمةٍ أَي فِي جَمَاعَةٍ يسأَلون الدِّيَة، وَقِيلَ: فِي جَمَّةٍ غَلِيظَةٍ أَي فِي جَمَاعَةٍ يسأَلون فِي حَمالةٍ. وَفِي حَدِيثِ
أُم زَرْعٍ: مالُ أَبي زَرْعٍ عَلَى الجُمَمِ محبوسٌ
؛ الجُمَمُ: جَمْعُ جُمَّةٍ وَهُمُ الْقَوْمُ يسأَلون فِي الدِّيَةِ. يُقَالُ: أَجَمَّ يُجِمُّ إِذا أَعْطى الجُمَّةَ. والجَمَمُ: مصدرُ؛ الشَّاةُ الأَجَمِّ: هُوَ الَّذِي لَا قَرْنَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أُمِرْنا أَن نَبْنيَ المَدائن شُرَفاً والمساجدَ جُمّاً
، يَعْنِي الَّتِي لَا شُرَفَ لَهَا، وجُمٌّ: جَمْعُ أَجَمَّ، شبَّه الشُّرَفَ بالقُرون. وَشَاةٌ جَمَّاءُ إِذا لَمْ تَكُنْ ذَاتَ قَرْن بَيِّنَةُ الجَمَمِ. وَكَبْشٌ أَجَمُّ: لَا قَرْنَيْ لَهُ، وَقَدْ جَمَّ جَمَماً، وَمِثْلُهُ فِي البَقر الجَلَحُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَدِيَنَّ الجَمَّاءَ مِنْ ذَاتِ القَرْنِ
، والجَمَّاء: الَّتِي لَا قَرنَيْ لَهَا، ويَدِيَنَّ أَي يَجْزي. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَما أَبو بَكْرِ بنُ حَزْم فَلَوْ كَتَبْتُ إِليه اذْبَحْ لأَهل الْمَدِينَةِ شَاةً لَرَاجَعَنِي فِيهَا: أَقَرْناء أَم جَمَّاء؟
وبُنْيانٌ أَجَمُّ: لَا شُرَف لَهُ. والأَجَمُّ: القَصْر الَّذِي لَا شُرَفَ لَهُ. وامرأَة جَمَّاء المَرافِقِ. وَرَجُلٌ أَجَمُّ: لَا رُمْحَ مَعَهُ فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ أَوس:
وَيْلُمِّهِمْ مَعْشَراً جُمّاً بُيُوتُهُمُ
…
مِنَ الرِّماح، وَفِي المَعْروفِ تَنْكِيرُ
وَقَالَ الأَعشى:
متى تَدْعُهُم لِقِراع الكُماةِ،
…
تأْتِك خَيْلٌ لَهُمْ غيرُ جُمّ
وَقَالَ عَنْتَرَةُ:
أَلمْ تَعْلَمْ، لَحاكَ اللَّهُ أَني
…
أَجَمُّ إِذا لَقِيتُ ذَوِي الرِّماح
والجَمَمُ: أَن تُسَكِّنَ اللامَ مِنْ مُفاعَلَتُنْ فَيَصِيرَ مَفاعِيلُنْ، ثُمَّ تُسْقِطَ الْيَاءَ فَيَبْقَى مَفاعِلُنْ، ثُمَّ تَخْرِمَه فَيَبْقَى فاعِلُنْ؛ وَبَيْتُهُ:
أَنْتَ خَيْرُ مَنْ رَكِبَ المَطايا،
…
وأَكْرَمُهُمْ أَخاً وأَباً وأُمّا
والأَجَمُّ: قُبُلُ المرأَة؛ قَالَ:
جارِيَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها،
…
«2» . بائِنةُ الرِّجْلِ فَمَا تَضُمُّها،
فَهْيَ تَمَنَّى عَزَباً يَشُمُّها
ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَجَمُّ زَرَدانُ القَرَنْبَى أَي فرجُها. وجَمَّ العظمُ، فَهُوَ أَجَمُّ: كَثُرَ لَحْمُهُ. ومَرَةٌ جَمَّاءُ العِظام: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ عَلَيْهَا؛ قَالَ:
يَطُفْنَ بِجَمَّاءِ المَرافِقِ مِكْسالِ
التَّهْذِيبُ: جُمَّ إِذا مُلِئَ، وجَمَّ إِذا عَلا.
(2). 1 قوله [جارية أعظمها إلخ] سقط بعد الشطر الأَول:
قَدْ سَمَّنَتْهَا بِالسَّوِيقِ أُمُّهَا
وبعد الثاني:
تبيت وسنى والنكاح همها
هكذا نص التكملة
قَالَ: والجِمُّ الشيطانُ. والجِمُّ: الغَوْغاء والسِّفَل. والجَمَّاء الغَفِيرُ: جماعة الناس. وجاؤوا جَمّاً غَفِيراً، وجَمَّاء الغَفِير، والجَمَّاءَ الغَفِيرَ أَي بِجَمَاعَتِهِمْ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الجَمَّاءُ الغَفِيرُ مِنَ الأَسماء الَّتِي وُضِعَتْ مَوْضِعَ الْحَالِ وَدَخَلَتْهَا الأِلف وَاللَّامُ كَمَا دَخَلَتْ فِي العِراكِ مِنْ قَوْلِهِمْ: أَرْسَلَها العِراكَ، وقيل: جاؤوا بجَمَّاء الْغَفِيرِ أَيضاً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَمَّاءُ الغفِيرُ الْجَمَاعَةُ، وَقَالَ: الجَمَّاءُ بَيْضَةُ الرأْس، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها جَمَّاء أَي مَلْساءُ، وَوُصِفَتْ بِالْغَفِيرِ لأَنها تَغْفِر أَي تُغَطِّي الرأْسَ؛ قَالَ: وَلَا أَعرف الجَمَّاءَ فِي بَيضة السِّلَاحِ عَنْ غَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الرُّسُلُ؟ قَالَ: ثُلْثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمَّ الغَفِير
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَتِ الرِّوَايَةُ، قَالُوا: وَالصَّوَابُ جَمّاً غَفِيراً؛ يُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ جَمّاً غَفِيراً، والجَمَّاءَ الغَفِيرَ، وجَمَّاءَ غَفِيرًا أَي مُجْتَمِعِينَ كَثِيرِينَ؛ قَالَ: وَالَّذِي أُنْكِرَ مِنَ الرِّوَايَةِ صَحِيحٌ، فإِنه يقال جاؤوا الجَمَّ الغفيَر ثُمَّ حَذَفَ الأَلف وَاللَّامَ وأَضاف مِنْ بَابِ صَلَاةِ الأُولى وَمَسْجِدِ الْجَامِعِ، قَالَ: وأَصل الْكَلِمَةِ مِنَ الجُمُومِ والجَمَّةِ، وَهُوَ الِاجْتِمَاعُ وَالْكَثْرَةُ، والغَفِيرُ مِنَ الغَفْر وَهُوَ التَّغْطِيَةُ والسَّتْر، فَجُعِلَتِ الْكَلِمَتَانِ فِي مَوْضِعِ الشُّمُولِ والإِحاطة، وَلَمْ تَقُلِ الْعَرَبُ الجَمَّاء إِلَّا مَوْصُوفًا، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ كطُرّاً وَقَاطِبَةً فَإِنَّهَا أَسماء وُضِعَتْ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. وأَجَمَّ الأَمرُ والفِراقُ: دَنَا وَحَضَرَ، لُغَةٌ فِي أَحَمَّ؛ قَالَ الأَصمعي: مَا كَانَ مَعْنَاهُ قَدْ حانَ وقوعُه فَقَدْ أَجَمَّ، بِالْجِيمِ، وَلَمْ يُعْرَفْ أَحَمَّ، بِالْحَاءِ؛ قَالَ:
حَيِّيَا ذَلِكَ الغَزالَ الأَحَمَّا،
…
إِن يَكُنْ ذَاكُمَا الفِراقُ أَجَمَّا
وقال عَدِيّ بْنُ الْعَذِيرِ:
فإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلِكٌ مَنْ أَطاعَها،
…
تنافسُ دُنْيا قَدْ أَجَمَّ انْصِرامُها
وَمِثْلُهُ لساعِدَةَ:
وَلَا يُغْني امْرَأً وَلَدٌ أَجمَّتْ
…
مَنِيَّتُه، وَلَا مالٌ أَثِيلُ
وَمِثْلُهُ لزُهَيرٍ:
وكنتُ إِذا مَا جِئتُ يَوْمًا لحاجةٍ،
…
مَضَتْ وأَجَمَّتْ حاجةُ الغَدِ لَا تَخْلُو
يُقَالُ: أَجَمَّتِ الحاجةُ إِذا دَنَتْ وَحَانَتْ تُجِمُّ إِجْماماً. وجَمَّ قُدُوم فُلانٍ جُمُوماً أَي دَنَا وَحَانَ. والجُمُّ: ضَرْبٌ مِنْ صَدَف الْبَحْرِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَعلم حَقِيقَتَهَا. والجُمَّى، مَقْصور: الباقِلَّى؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والجَمَّاء، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ: مَوْضِعٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ تكرَّر ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ. والجَمْجَمةُ: أَن لَا يُبَيِّنَ كلامَه مِنْ غَيْرِ عِيٍّ، وَفِي التهذيب: أَن لا تُبين كَلَامَكَ مِنْ عِيٍّ؛ وأَنشد اللَّيْثُ:
لعَمْرِي لَقَدْ طالَ مَا جَمْجَمُوا،
…
فَمَا أَخَّروه وَمَا قَدَّموا
وَقِيلَ: هُوَ الْكَلَامُ الَّذِي لَا يُبَيَّنُ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيَّدَ بِعِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ، والتَّجَمْجُمُ مِثْلُهُ. وجَمْجَمَ فِي صَدْرِهِ شَيْئًا: أَخفاه وَلَمْ يُبْدِه؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ:
إِلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لَا يَتَجَمْجَمِ «1» .
(1). 1 قوله [إلى مطمئن إلخ] صدره كما في معلقة زهير:
ومن يوف لم يذمم ومن يهد قلبه
يَقُولُ: مَنْ أَفضى قلبُه إِلى الإِحسان الْمُطَمْئِنِ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ لَمْ يَتَجَمْجَمْ لَمْ يَشْتَبِهْ عَلَيْهِ أَمره فَيَتَرَدَّدَ فِيهِ، والبِرُّ: ضِدَّ الفُجور. وجَمْجَمَ الرَّجُلُ وتَجَمْجَمَ إِذا لَمْ يُبَيِّنْ كلامَه. والجُمْجُمَةُ: عَظْمُ الرأْس المشتملُ عَلَى الدِّمَاغِ. ابْنُ سِيدَهْ: والجُمْجُمة القِحْفُ، وَقِيلَ: العظْم الَّذِي فِيهِ الدِّمَاغُ، وَجَمْعُهُ جُمْجُمٌ. ابْنُ الأَعرابي: عِظَامُ الرأْس كُلُّهَا جُمْجُمة وأَعلاها الهامةُ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الْهَامَةُ هِيَ الجُمْجُمة جَمْعًا، وَقِيلَ: القِحْفُ القِطْعة مِنَ الجُمْجُمة، وَشَحْمَةُ الأُذن خَرْقُ القُرْط أَسْفلَ الأُذن أَجمعَ، وَهُوَ مَا لانَ مِنْ سُفْله. ابْنُ بَرِّيٍّ: والجُمْجُمة رُؤَسَاءُ الْقَوْمِ. وجَماجِمُ الْقَوْمِ: سَادَاتُهُمْ، وَقِيلَ: جَماجِمُهم القبائلُ الَّتِي تَجْمَع البطونَ ويُنسب إِليها دُونَهُمْ نَحْوَ كلْب بْنِ وَبْرة، إِذا قُلْتَ كَلْبِيٌّ اسْتَغْنَيْتَ أَن تَنْسُب إِلى شَيْءٍ مِنْ بُطُونِهِ، سُمُّوا بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بِذَلِكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وجَماجم الْعَرَبِ رُؤَسَاؤُهُمْ، وكلُّ بَني أَبٍ لَهُمْ عِزٌّ وشَرَف فَهُمْ جُمْجُمة. والجُمْجُمة: أَربعُ قَبائل، بَيْنَ كُلِّ قَبِيلَتَيْنِ شأْنٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والجُمْجُمة سِتُّونَ مِنِ الإِبل؛ عَنِ ابْنِ فَارِسٍ. والجُمْجُمة: ضَرْبٌ مِنَ الْمَكَايِيلِ. وَفِي حَدِيثِ
عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ أَو عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: اسْتَسْقَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فأَتَيْتُه بجُمْجُمة فِيهَا مَاءٌ وَفِيهَا شَعْرة فَرَفَعْتُهَا وَنَاوَلْتُهُ، فَنَظَرَ إِليَّ وَقَالَ: اللَّهُمَّ جَمِّلْه
؛ قَالَ القُتَيْبيُّ: الجُمْجُمَة قَدَح مِنْ خَشَب، وَالْجَمْعُ الجَماجِمُ. ودَيْرُ الجَماجِمِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سَمَّى دَيْر الجَماجم مِنْهُ لأَنه يُعْمَلُ فِيهَا الأَقداح مِنْ خَشَبٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: تُسَوَّى مِنَ الزُّجاج فَيُقَالُ قِحْفٌ وجُمْجمة؛ وبدَيْرِ الجَماجم كَانَتْ وَقْعَةُ ابْنِ الأَشعث مَعَ الحَجاج بِالْعِرَاقِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ دَيْرَ الجَماجم لأَنه بُني مِنْ جَماجم القَتْلى لِكَثْرَةِ مَنْ قُتِلَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ
طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّف: رأَى رَجُلًا يَضْحَكُ فَقَالَ: إِن هَذَا لَمْ يَشْهَدِ الجَماجِمَ
؛ يُرِيدُ وَقْعَةَ دَير الجَماجم أَي أَنه لَوْ رأَى كَثْرَةَ مَنْ قُتِلَ بِهِ مِنْ قُرَّاء الْمُسْلِمِينَ وَسَادَاتِهِمْ لَمْ يَضْحَكْ، وَيُقَالُ لِلسَّادَاتِ جَماجم. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: إِيتِ الْكُوفَةَ فإِن بِهَا جُمْجُمةَ الْعَرَبِ
أَي سَادَاتِهَا لأَن الجُمْجُمة الرأْس وَهُوَ أَشرف الأَعضاء. والجَماجم: مَوْضِعٌ بَيْنَ الدَهْناء ومُتالِع فِي دِيَارِ تَمِيمٍ. وَيَوْمُ الجَماجمِ: يَوْمٌ مِنْ وَقَائِعِ الْعَرَبِ فِي الإِسلام مَعْرُوفٌ. وَفِي حَدِيثِ
يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنه لَمْ يَزَلْ يَرَى الناسَ يَجْعَلُونَ الجَماجم فِي الحَرْث
، هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي رأْسها سِكَّةُ الْحَرْثِ. والجُمْجُمَة: الْبِئْرُ تُحْفَر فِي السَّبَخَة. والجَمْجَمَة: الإِهْلاك؛ عَنْ كُرَاعٍ. وجَمْجَمه أَهلكه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
كَمْ مِنْ عِدىً جَمْجَمَهم وجَحْجَبا
جنم: ابْنُ الأَعرابي: الجَنْمة جَمَاعَةُ الشَّيْءِ؛ قَالَ الأَزهري: أَصله الجَلْمة فَقُلِبَتِ اللَّامُ نُونًا، يُقَالُ: أَخذت الشَّيْءَ بجَلْمَته إِذا أَخذته كُلَّه.
جهم: الجَهْمُ والجَهِيمُ «1» . مِنَ الْوُجُوهِ: الْغَلِيظُ الْمُجْتَمِعُ فِي سَماجة، وَقَدْ جَهُم جُهُومةً وجَهامةً. وجَهَمَه يَجْهَمُه: اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهٍ كَرِيهٍ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ الفَضْفاض الجُهَنيُّ:
وَلَا تَجْهَمِينا، أُمَّ عَمْرٍو، فإِنما
…
بِنَا داءُ ظَبْيٍ لَمْ تَخُنه عَوامِلُه «2» .
(1). قوله [والجهيم] كذا بالأصل والمحكم بوزن أمير، وفي القاموس الجهم وككتف
(2)
. قوله [ولا تجهمينا] كذا بالأصل بالواو، والذي في الصحاح: فلا بالفاء، والذي في المحكم والتهذيب: لا تجهمينا بالخرم، زاد في التكملة: الاجتهام الدخول في مآخير الليل، ومثله في التهذيب
داءُ ظَبْيٍ: أَنه إِذا أَراد أَن يَثِب مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ وَثَب، وَقِيلَ: أَراد أَنه لَيْسَ بِنَا دَاءٌ كَمَا أَن الظَّبْيَ لَيْسَ بِهِ دَاءٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا أَحَبُّ إِليَّ. وتَجَهَّمَه وتَجَهَّم لَهُ: كَجَهِمَه إِذا اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهٍ كَرِيهٍ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ:
إِلى مَنْ تَكِلُني إِلى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُني
أَي يَلْقَانِي بالغِلْظة وَالْوَجْهِ الْكَرِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فتَجَهَّمَني القومُ.
وَرَجُلٌ جَهْمُ الْوَجْهِ أَي كالِحُ الْوَجْهِ، تَقُولُ مِنْهُ: جَهَمْتُ الرجلَ وتَجَهَّمْتُه إِذا كلَحْتَ فِي وَجْهِهِ. وَقَدْ جَهُم، بِالضَّمِّ، جُهُومةً إِذا صَارَ باسِرَ الْوَجْهِ. وَرَجُلٌ جَهْمُ الوَجْه وجَهِمُهُ: غليظُه، وَفِيهِ جُهُومة. وَيُقَالُ للأَسد: جَهْمُ الوَجْهِ. وجَهُمَ الرَّكَبُ: غَلُظ. وَرَجُلٌ جَهْم وجَهِمٌ وجَهُوم: عَاجِزٌ ضَعِيفٌ؛ قَالَ:
وبَلْدةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما،
…
زَجَرْتُ فِيهَا عَيْهلًا رَسُوما
تَجَهَّمُ الجَهُوما أَي تَسْتَقْبِلُهُ بِمَا يَكْرَهُ. والجَهْمَةُ والجُهْمَة: أَوّلُ مَآخِيرِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: هِيَ بقيةُ سَوادٍ مِنْ آخِرِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: جَهْمَةُ اللَّيْلِ وجُهْمَته، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، وَهُوَ أَوَّلُ مآخِير اللَّيْلِ، وَذَلِكَ مَا بَيْنَ اللَّيْلِ إِلى قَرِيبٍ مِنْ وَقْتِ السَّحَر؛ وأَنشد:
قَدْ أَغْتَدي لِفِتْيَةٍ أَنْجابِ،
…
وجُهْمَةُ الليلِ إِلى ذَهابِ
وَقَالَ الأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُر
وقَهْوَةٍ صَهْباءَ باكَرْتُها
…
بجُهْمةٍ، والدِّيكُ لَمْ يَنْعَب
أَبو عُبَيْدٍ: مَضى مِنَ اللَّيْلِ جُهْمةٌ وجَهْمة. والجَهْمَة: القِدْر الضَّخْمة؛ قَالَ الأَفْوَهُ:
ومَذانِبٌ مَا تُسْتَعارُ، وجَهْمةٌ
…
سَوداءُ، عِنْدَ نَشِيجِها، لَا تُرْفَعُ
والجَهامُ، بِالْفَتْحِ: السَّحَابُ «1» . الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ، وَقِيلَ: الَّذِي قَدْ هَراقَ ماءَه مَعَ الرِّيحِ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: ونَسْتَحيلُ الجَهامَ؛ الجَهامُ: السَّحَابُ الَّذِي فَرَغَ مَاؤُهُ، وَمَنْ رَوَى نَسْتَخِيلُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، أَراد نَتَخَيَّلُ فِي السَّحَابِ خَالًا أَي الْمَطَرُ، وإِن كَانَ جَهاماً لِشِدَّةِ حَاجَتِنَا إِليه، وَمَنْ رَوَاهُ بِالْحَاءِ أَراد لَا نَنْظُرُ مِنَ السَّحَابِ فِي حَالٍ إِلا إِلى جَهام مِنْ قِلَّةِ الْمَطَرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ أَسَدٍ لُحيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ: جِئتَني بجَهام أَي الَّذِي تَعْرِضُه عَليَّ مِنَ الدِّينِ لَا خَيْرَ فِيهِ كالجَهامِ الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ. وأَبو جَهْمَة اللَّيثيّ: مَعْرُوفٌ: حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. وجُهَيْمٌ وجَيْهَمٌ: اسْمَانِ. وجُهَيْمة: امرأَة؛ قَالَ:
فَيَا رَبّ عَمِّرْ لِي جُهَيْمَةَ أَعْصُراً
…
فمالِكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني
وَبَنُو جاهِمَة: بَطْنٌ مِنْهُمْ. وجَيْهَمٌ: مَوْضِعٌ بالغَوْرِ كَثِيرُ الْجِنِّ؛ وأَنشد:
أَحاديثُ جِنٍّ زُرْنَ جِنّاً بجَيهما
جهرم: الجَهْرَمِيَّة: ثيابٌ مَنْسُوبَةٌ مِنْ نَحْوِ البُسُط وَمَا يُشْبهها، يُقَالُ هِيَ مِنْ كَتَّانٍ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:
بَلْ بَلدٍ مِلْء الفِجاجِ قَتَمُه،
…
لَا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه
جَعَلَهُ اسْمًا بإِخراج يَاءِ النِّسْبَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَهْرَم
(1). قوله [والجهام بالفتح السحاب] في التكملة بعد هذا: يقال أجهمت السماء
قَرْيَةٌ مِنْ قُرى فارِسَ تُنْسَبُ إِليها الثيابُ والبُسُطُ؛ قَالَ الزِّيَادِيُّ: وَقَدْ يُقَالُ للبِساطِ نَفْسِه جَهْرَم.
جهضم: الجَهْضَمُ: الضَّخْمُ الْجَنْبَيْنِ، وَقِيلَ: الضَّخْم الْهَامَةِ المستديرُها، وَفِي الصِّحَاحِ: الضَّخْم الهامةِ المُسْتَدِيرُ الْوَجْهِ، وَقِيلَ: هُوَ المُنْتَفِخ الجَنْبين الغليظُ الوَسَطِ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الجَهْضَمُ الجَبان. فُلَانٌ جَهْضَمٌ ماهُ القَلْبِ: نهايةٌ فِي الجُبْنِ، وتَجَهْضَمَ الفحلُ عَلَى أَقرانه: عَلَاهُمْ بكَلْكَله. وَبَعِيرٌ جَهْضَمُ الجَنْبَيْنِ: ضَخْمٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: رَحْبُ الجَنْبَيْنِ. والجَهْضَم: الأَسد. والتَّجَهْضُم: كالتَّعَظُّمِ والتَّغَطْرُسِ.
جهنم: الجِهنّامُ: القَعْرُ الْبَعِيدُ. وَبِئْرٌ جَهَنَّمٌ وجِهِنَّامٌ، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالْهَاءِ: بَعِيدَةُ القَعْر، وَبِهِ سُمِّيَتْ جَهَنَّم لبُعْدِ قَعْرِها، ولم يقولوا حِهِنَّام فِيهَا؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جِهِنَّام اسْمٌ أَعجمي، وجُهُنّام اسْمُ رَجُلٍ، وجُهُنَّام لَقَبُ عَمْرِو بْنِ قَطَنٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ يُهاجِي الأَعشى، وَيُقَالُ هُوَ اسْمُ تَابِعَتِهِ؛ وَقَالَ فِيهِ الأَعشى:
دَعَوْتُ خَلِيلي مِسْحَلًا، ودَعَوْا لَهُ
…
جُهُنَّامَ جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ
وتَرْكُه إِجراءَ جهُنَّام يَدُلُّ عَلَى أَنه أَعجمي، وَقِيلَ: هُوَ أَخو هُرَيْرَة الَّتِي يَتَغَزّل بِهَا فِي شِعْرِهِ: وَدِّعْ هُرَيْرَةَ. الجَوْهري: جَهَنَّم مِنْ أَسماء النَّارِ الَّتِي يُعَذِّبُ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا؛ هَذِهِ عِبَارَةُ الْجَوْهَرِيِّ وَلَوْ قَالَ: يُعَذِّبُ بِهَا مَنِ اسْتَحَقَّ الْعَذَابَ مِنْ عَبِيدِهِ كَانَ أَجْوَدَ، قَالَ: وَهُوَ مُلْحَق بِالْخُمَاسِيِّ، بِتَشْدِيدِ الْحَرْفِ الثَّالِثِ مِنْهُ، وَلَا يُجْرَى لِلْمَعْرِفَةِ والتأْنيث: وَيُقَالُ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ الأَزهري: فِي جَهَنَّم قَوْلَانِ: قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ وأَكثر النَّحْوِيِّينَ: جَهَنَّمُ اسْمُ النَّارِ الَّتِي يُعَذِّبُ اللَّهُ بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَهِيَ أَعجمية لَا تُجْرَى لِلتَّعْرِيفِ والعُجْمة، وَقَالَ آخَرُونَ: جَهَنَّم عَرَبِيٌّ سُمِّيَتْ نَارُ الْآخِرَةِ بِهَا لبُعْد قَعْرِها، وإِنما لَمْ تُجْرَ لِثقَلِ التَّعْرِيفِ وثِقَل التأْنيث، وَقِيلَ: هُوَ تَعْرِيبٌ كِهِنَّام بالعِبْرانية؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ جَعَلَ جهنَّم عَرَبِيًّا احْتَجَّ بِقَوْلِهِمْ بِئْرٌ جِهِنَّام وَيَكُونُ امْتِنَاعُ صَرْفِهَا للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ، وَمَنْ جَعَلَ جَهَنَّمَ اسْمًا أَعجميّاً احْتَجَّ بِقَوْلِ الأَعشى:
ودَعَوْا لَهُ جُهُنَّامَ
فَلَمْ يُصْرَفْ، فَتَكُونُ جَهَنَّمَ عَلَى هَذَا لَا تَنْصَرِفُ لِلتَّعْرِيفِ وَالْعُجْمَةِ والتأْنيث أَيضاً، وَمَنْ جَعَلَ جُهُنَّام اسْمًا لِتَابِعَةِ الشَّاعِرِ المُقاوِم للأَعشى لَمْ تَكُنْ فِيهِ حُجَّةٌ لأَنه يَكُونُ امْتِنَاعُ صَرْفِهِ للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ لَا لِلْعُجْمَةِ. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ عَنِ يُونُسَ: أَن جَهَنَّمَ اسْمٌ عَجَمِيٌّ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَيُقَوِّيهِ امْتِنَاعُ صَرْفِ جُهُنَّام فِي بَيْتِ الأَعشى. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: بِئْرٌ جِهِنَّامٌ لِلْبَعِيدَةِ الْقَعْرِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ جَهَنَّمُ، قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ أَنها عَرَبِيَّةٌ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ أَيضاً: جُهُنَّامُ، بِالضَّمِّ، لِلشَّاعِرِ الَّذِي يُهاجِي الأَعشى، وَاسْمُ البئر جِهِنَّام، بالكسر.
جوم: الجَوْمُ: الرِّعاءُ يَكُونُ أَمرهم وَاحِدًا. اللَّيْثُ: الجَوْمُ كأَنها فَارِسِيَّةٌ، وَهُمُ الرُّعاةُ أَمرهم وَكَلَامُهُمْ وَمَجْلِسُهُمْ وَاحِدٌ. والجَامُ: إِناء مِنْ فِضَّةٍ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَنَّ أَلفها وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ. ابْنُ الأَعرابي: الجَامُ الفَاثُور مِنَ اللُّجَيْن ويُجْمَع عَلَى أَجْؤُمٍ. قَالَ: وجامَ يَجُومُ مِثْلُ حامَ يَحُوم حَوْماً إِذا طَلَبَ شَيْئًا خَيْرًا أَو شَرًّا. ابْنُ الأَعرابي: جمعُ الجَامِ جَامَاتٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ جُومٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الجَامُ