المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

إلَّا عَواسِرُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ، … باللَّيْلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ «2» . - لسان العرب - جـ ١٢

[ابن منظور]

الفصل: إلَّا عَواسِرُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ، … باللَّيْلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ «2» .

إلَّا عَواسِرُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ،

باللَّيْلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ «2»

. يَعْنِي أَن هَذَا الْكَلَامَ مِنْ مَوارِد الحيَّات وأَماكِنها؛ ومُعِيدة: تُعاوِد الوِرْد مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِسَوَّارِ بْنِ الْمُضَّرَبِ:

كأَنَّما الخَطْو مِنْ مَلْقَى أَزِمَّتِها

مَسْرَى الأُيُومِ، إِذا لَمْ يُعْفِها ظَلَفُ

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه أَتَى عَلَى أَرض جُرُزٍ مُجْدِبةٍ مَثْلَ الأَيْم

؛ الأَيْمُ والأَيْنُ: الحيَّة اللَّطِيفة؛ شبَّه الأَرض فِي مَلاسَتِها بالحيَّة. وَفِي حَدِيثِ

الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنه أَمَرَ بِقَتْلِ الأَيْمِ.

وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي بَيْتِ أَبِي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ: عَواسِرُ بِالرَّفْعِ، وَهُوَ فَاعِلُ يَشْرب فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ، وَهُوَ:

وَلَقَدْ وَرَدْتُ الْمَاءَ، لَمْ يَشْرَبْ بِهِ،

حَدَّ الرّبيعِ إِلى شُهورِ الصَّيِّفِ

قَالَ: وَكَذَلِكَ مُعِيدة الصوابُ رَفْعُها عَلَى النَّعْت لِعَواسِر، وعَواسِرُ ذِئابٌ عَسَرت بأَذْنابِها أَي شالَتْها كالسِّهام المَمْرُوطَةِ، ومُعِيدة: قَدْ عاوَدت الوُرودَ إِلى الْمَاءِ، والمُتَغَضِّف: المُتَثَنِّي. ابْنُ جِنِّي: عَيْنُ أَيِّمٍ ياءٌ، يدلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ أَيْم، فَظَاهِرُ هَذَا أَن يَكُونَ فَعْلًا والعينُ مِنْهُ ياءٌ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ مُخَفَفًا مِنْ أَيِّم فَلَا يَكُونُ فِيهِ دَلِيلٌ، لأَن القَبِيلين مَعًا يَصيرانِ مَعَ التَّخْفِيفِ إِلى لَفْظِ الْيَاءِ، وَذَلِكَ نَحْوَ لَيْنٍ وهَيْنٍ. والإِيَامُ: الدُّخَان؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ:

فَلمَّا جَلاها بالإِيَامِ تَحَيَّزَتْ

ثُباتٍ، عَلَيْهَا ذُلُّها واكْتِئابُها

وجمعُه أُيُمٌ. وَآمَ الدُّخانُ يَئيم إيَاماً: دخَّن. وَآمَ الرجُلُ إيَاماً إِذا دَخَّن عَلَى النَّحْل لِيَخْرُجَ مِنَ الخَلِيَّة فيأْخُذ مَا فِيهَا مِنَ العَسَل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: آمَ الرجُل مِنَ الْوَاوِ، يقال: آمَ يَؤُومُ، قَالَ: وإيامٌ الْيَاءُ فِيهِ منقلِبة عَنِ الْوَاوِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِيَامُ عُودٌ يجعَل فِي رأْسه نارٌ ثُمَّ يُدَخَّنُ بِهِ عَلَى النَّحْل ليُشْتارَ العَسَلُ. والأُوامُ: الدُّخانُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والآمةُ: الْعَيْبُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: وآمةٌ عَيْب؛ قَالَ:

مَهْلًا، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْلًا،

أَن فِيمَا قلتَ آمَهْ

وَفِي ذَلِكَ آمةٌ عَلَيْنَا أَيْ نَقْص وغَضاضَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وبَنُو إيَامٍ: بَطْن مِنْ هَمْدان. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

يتَقارب الزَّمان ويَكْثُر الهَرْج، قِيلَ: أَيْمَ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: القَتْل

، يُرِيدُ مَا هُوَ؛ وأَصله أَيّ مَا هُوَ أَي أَيُّ شيءٍ هُوَ فَخَفَّفَ الْيَاءَ وَحَذَفَ أَلف مَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

أَن رَجُلًا ساوَمَهُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، طَعَامًا فَجَعَلَ شَيْبَة بْنُ رَبِيعَةَ يَشير إِليه لَا تَبِعْه، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يقولُ أَيْمَ تَقول؟

يَعْنِي أَيّ شيء تقول؟

‌فصل الباء

بالام: النِّهَايَةُ فِي ذِكْرِ أُدْمِ أَهلِ الْجَنَّةِ قَالَ: إدامُهم بالامُ والنونُ، قَالُوا: وَمَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْرٌ ونونٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ

مفسَّراً، أمَّا النونُ فَهُوَ الحُوتُ وَبِهِ سمِّي يُونُسُ،

(2). قوله [إلا عواسر إلخ] تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ فِي مادة عسر ومرط وعود وصيف وغضف وفيه روايات، وقوله: يَعْنِي أَن هَذَا الْكَلَامَ، لعله أَن هذا المكان

ص: 41

عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ذَا النُّون

، وأَما بَالامُ فَقَدْ تَمَحَّلوا لَهَا شَرْحًا غَيْرَ مرضِيّ، ولَعَلَّ اللَّفْظَةَ عِبْرَانِيَّةٌ، قَالَ: وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ لَعَلَّ اليهوديَّ أَراد التَعْمِيَة فَقَطَعَ الهِجاء وقدَّم أحدَ الحَرفَين عَلَى الْآخَرِ، وَهِيَ لَامُ أَلف وَيَاءٌ؛ يُرِيدَ لَأَى بوزْن لَعَا، وَهُوَ الثَّوْر الوحشيُّ، فصحَّف الرَّاوِي الْيَاءَ بِالْبَاءِ، وَقَالَ: هَذَا أَقْرَبُ مَا يقع لي فيه.

ببم: أَبَنْبَمُ ويَبَنْبَمُ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبَنْبَم عَلَى أَفَنْعَل مِنْ أَبْنية الْكِتَابِ؛ قَالَ طُفيل:

أَشاقَتْكَ أَظْعانٌ بِحَفر أَبَنْبَمِ؟

نَعَمْ بُكُراً مِثْلَ الفَسيلِ المُكَمَّمِ

التَّهْذِيبُ: يَبَمْبَمُ ذَكَرَهُ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ فَقَالَ:

إِذا شِئتُ غَنَّتْني بأَجْزاعِ بِيشَةٍ،

أَوِ الجِزْع مِنْ تَثْلِيثَ أو من يَبَمبَما

بتم: البُتْمُ والبُتَّمُ: جَبَلٌ من ناحية فَرْغانَة.

بجم: بَجَم الرجلُ يَبْجِمُ بَجْماً وبُجُوماً: سَكَتَ مِنْ هَيْبَةٍ أَوْ عِيّ. ورأَيت بَجْماً مِنَ النَّاسِ وبَجْداً أَي جَمَاعَةً. والبَجْمُ: الْجَمَاعَةُ الكثيرة.

بجرم: البَجارِمُ: الدواهِي.

بحم: غَدِير بَحْوَمٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ؛ عَنِ الهَجَري؛ وأَنشد:

فصِغارُها مِثْلُ الدَّبَى، وكِبارُها

مِثْل الضَّفادِعِ فِي غَدِيرٍ بَحْوَمِ

بخذم: بَخْذَم: اسمٌ.

بذم: البُذْمُ: الرأْيُ الجَيِّدُ. والبُذْمُ: احتمالُك لِما حُمِّلْت. والبُذْمُ: النَّفْس. والبُذْمُ: القوَّة والطاقةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَنُوءُ بِرِجْلٍ بِهَا بُذْمُها،

وأَعْيَتْ بِهَا أُخْتُها الآخِرَه

أَوِ الغابِرَه. ورجلٌ ذُو بُذْمٍ أَيْ كَثافَةٍ وجلَدَ، وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ. وثوبٌ ذُو بُذْمٍ أَيْ كَثِيرُ الغَزْل. وَرَجُلٌ ذُو بُذْمٍ أَيْ سَمِينٌ، وَيُقَالُ: ذُو رَأْيٍ وحَزْمٍ، وَقَالَ الأُموي: ذُو نَفَس، وَقَالَ الكِسائي: ذُو احْتِمال لِما حُمِّل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي إِذا لَمْ يَكُنْ لِلرَّجُلِ رَأْيٌ قِيلَ: مَا لَهُ بُذْمٌ. والبَذْمُ: مَصْدَرُ البَذِيمِ، وَهُوَ العاقِلُ الغَضَبِ [الغَضَبَ] مِن الرِّجال أَيْ أَنه يَعْلَمُ مَا يأْتيه عِنْدَ الغضَب؛ كَذَا حَكَاهُ أَهل اللُّغَةِ، وَقِيلَ: يَعْلم مَا يَغْضَب لَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

كَرِيمُ عُروقِ النَّبْعَتَينِ مُطَهَّرٌ،

ويَغْضَبُ ممَّا مِنْهُ ذُو البَذْمِ يَغْضَبُ

اللَّيْثُ: رجلٌ بُذْمٌ وبَذِيمٌ إِذا غَضِب ممَّا يَجِبُ أَن يُغْضَب مِنْهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: البَذِيمةُ الَّذِي لَا يَغْضَب فِي غَيْرِ مَوْضِعِ الغضَب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الْمَرَّارِ:

يَا أُمَّ عِمْران وأُخْتَ عَتْمِ،

قَدْ طالَ مَا عِشْتُ بِغَيْرِ بُذْمِ «1»

. أَي بِغَيْرِ مُروءةٍ، وَقَدْ بَذُمَ بَذامةً. ابْنُ الأَعرابي: والبَذيمُ مِنَ الأَفْواه المُتَغَيِّر الرَّائِحَةِ؛ وأَنشد:

شَمِمْتها بشارِبٍ بَذِيمِ

قَدْ خَمَّ، أَوْ قَدْ هَمَّ بالخُمُومِ

وَقَالَ غَيْرُهُ: أَبْذَمَتِ الناقةُ وأَبْلَمَتْ إِذا وَرِمَ حيَاؤُها مِنْ شدّةِ الضَّبَعَة، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي

(1). قوله [يا أم عمران إلخ] هكذا في الأَصل مضبوطاً، وفي شرح القاموس: وأخت عثم، بالثاء

ص: 42

بَكَرات الإِبل؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

إِذا سَمَا فَوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ

مِنْ غَمْطِه الأَثْناءَ ذَاتِ الإِبْذامْ

يَصِف فَحْل إبِل أَراد أَنه يَحْتَقِر الأَثْناءَ ذواتِ البَلمَة، فيَعْلُو الناقةَ الَّتِي لَا تَشُول بذَنَبها، وَهِيَ لاقِح، كأَنها تكتُم لَقاحَها.

برم: البَرَمُ: الَّذِي لَا يَدْخُل مَعَ الْقَوْمِ فِي المَيْسِر، وَالْجَمْعُ أَبْرامٌ؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

إِذا عُقَبُ القُدُور عُدِدْنَ مَالًا،

تَحُتُّ حَلائلَ الأَبْرامِ عِرْسِي

وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ:

وَلَا بَرَماً تُهْدى النساءُ لعِرْسِهِ،

إِذا القَشْعُ مِنْ بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا

وَفِي الْمَثَلِ: أَبَرَماً قَرُوناً أَيْ هُوَ بَرَمٌ ويأْكل مَعَ ذَلِكَ تَمرَتَيْن تَمرتَيْن، وَفِي حَدِيثِ

وفْدِ مَذحِج: كِرامٌ غَيْرُ أَبْرامٍ

؛ الأَبْرامُ: اللِّئامُ، واحِدُهم بَرَمٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَهُوَ فِي الأَصل الَّذِي لَا يَدْخُل مَعَ القومِ فِي المَيْسِر وَلَا يُخْرِج مَعَهُمْ فِيهِ شَيْئًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكْرِبَ: قَالَ لعُمر أَأَبْرامٌ بَنو المُغِيرة؟ قَالَ: ولِمَ؟ قَالَ نزلتُ فِيهِمْ فَمَا قَرَوْني غَيْرَ قَوْس وثَوْرٍ وكَعْب، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَشِبَعاً

؛ القَوْسُ: مَا يَبْقى فِي الجُلَّة مِنَ التَّمْر، والثَّوْرُ: قِطْعَةٌ عَظِيمَةٌ مِنَ الأَقِط، والكَعْبُ: قِطْعة مِنَ السَّمْن؛ وَأَمَّا مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ أُحَيْحة:

إِنْ تُرِدْ حَرْبي، تُلاقِ فَتىً

غيرَ مَمْلوكٍ وَلَا بَرَمَهْ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَإِنَّهُ عَنى بالبَرَمَة البَرَمَ، وَالْهَاءُ مُبَالَغَةٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُؤَنَّثَ عَلَى مَعْنَى العَيْنِ والنَّفْس، قَالَ: وَالتَّفْسِيرُ لَنَا نَحْنُ إِذ لَا يَتَّجِه فِيهِ غَيْرَ ذَلِكَ. والبَرَمةُ: ثَمَرةُ العِضاهِ، وَهِيَ أَوَّل وَهْلة فَتْلةٌ ثُمَّ بَلَّةٌ ثُمَّ بَرَمةٌ، وَالْجَمْعُ البَرَمُ، قَالَ: وَقَدْ أَخطأَ أَبو حَنِيفَةَ فِي قَوْلِهِ: إِن الفَتْلة قَبْل البَرَمَة، وبَرَمُ العِضاهِ كُلُّهُ أَصفر إلَّا بَرَمَة العُرْفُطِ فإِنها بَيْضاء كأَنَّ هَيادِبها قُطْن، وَهِيَ مِثْلُ زِرِّ القَمِيص أَو أَشَفُّ، وبَرَمة السَّلَم أَطيب البَرَمِ رِيحاً، وَهِيَ صَفْراء تؤْكَل، طيِّبة، وَقَدْ تَكُونُ البَرَمَةُ للأَراكِ، وَالْجَمْعُ بَرَمٌ وبِرامٌ. والمُبْرِمُ: مُجْتَني البَرَمِ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مُجْتَني بَرَمَ الأَراك. أَبو عَمْرٍو: البَرَمُ ثَمَر الطَّلْح، وَاحِدَتُهُ بَرَمَة. ابْنُ الأَعرابي: العُلَّفَةُ مِنَ الطَّلْح مَا أَخلفَ بَعْدَ البَرَمَة وَهُوَ شِبْهُ اللُّوبياء، والبَرَمُ ثَمَرُ الأَراك، فَإِذَا أَدْرَك فَهُوَ مَرْدٌ، وإِذا اسْوَدَّ فَهُوَ كَباثٌ وبَريرٌ. وَفِي حَدِيثِ

خُزيمة السِّلْمِيِّ: أَيْنَعَتِ العَنَمَةُ وسَقَطَت البَرَمةُ

؛ هِيَ زَهْرُ الطَّلْح، يَعْنِي أَنها سَقَطَتْ مِنْ أَغْصانها للجَدْب. والبَرَمُ: حَبُّ العِنب إِذا كَانَ فَوْقَ الذَّرِّ، وَقَدْ أَبْرَمَ الكَرْمُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والبَرَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ بَرِمَ بالأَمْرِ، بِالْكَسْرِ، بَرَماً إِذا سَئِمَهُ، فَهُوَ بَرِمٌ ضَجِر. وَقَدْ أَبْرَمَهُ فُلَانٌ إِبْراماً أَيْ أَمَلَّه وأَضْجَره فَبَرِمَ وتَبَرَّم بِهِ تَبَرُّماً. وَيُقَالُ: لَا تُبْرِمْني بكَثرة فُضولك. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ:

السلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً

؛ هُوَ مَصْدَرُ بَرِمَ بِهِ، بِالْكَسْرِ، يَبْرَمُ بَرَماً، بِالْفَتْحِ، إِذا سَئِمَه ومَلَّه. وأَبْرَمَ الأَمرَ وبَرَمَه: أَحْكَمه، والأَصل فِيهِ إِبْرامُ الفَتْل إِذا كَانَ ذَا طاقيْن. وأَبْرَمَ الحَبْلَ:

ص: 43

أَجادَ فَتَلَهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَبْرَمَ الحَبْلَ جَعَلَهُ طاقَيْن ثُمَّ فَتَله. والمُبْرَمُ والبَريمُ: الحَبْل الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ مَفْتُولَيْن فَفُتِلا حَبْلًا وَاحِدًا مِثْلَ مَاءٌ مُسْخَنٌ وسَخِينٌ، وعَسَلٌ مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ، ومِيزانٌ مُتْرَصٌ وتَريصٌ. والمُبْرَمُ مِنَ الثِّياب: المَفْتُول الغَزْل طاقَيْن، وَمِنْهُ سمِّي المُبْرَمُ، وَهُوَ جنسٌ مِنَ الثِّياب. والمَبارِمُ: المَغازِلُ الَّتِي يُبْرَمُ بِهَا. والبَريمُ: خَيْطان مُخْتلفان أَحمرُ وأَصفرُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ لَوْنان مُخْتلِطان، وَقِيلَ: البَريمُ خَيْطان يَكُونَانِ مِنْ لَوْنَيْن. والبَريمُ: ضَوْءُ الشَّمْسِ مَعَ بَقِيَّة سَوادِ اللَّيْلِ. والبَريمُ: الصبْح لِما فِيهِ مِنْ سَوادِ اللَّيْلِ وبَياض النَّهَارِ، وَقِيلَ: بَريمُ الصُّبْحِ خَيْطه المُخْتلط بِلَوْنَيْن، وَكُلُّ شَيْئَيْنِ اختلَطا واجْتمعا بَريمٌ. والبَريمُ: حَبْل فِيهِ لَوْنان مُزَيَّن بجَوْهر تشدُّه المرأَة عَلَى وَسَطها وعَضُدِها؛ قَالَ الكَروّس بْنُ حِصْنٍ «1» .

وقائلةٍ: نِعْمَ الفَتى أَنت مِنْ فَتىً؛

إِذا المُرْضِعُ العَرْجاءُ جالَ بَريمُها

وَفِي رِوَايَةٍ:

مُحَضَّرة لَا يُجْعَل السِّتْر دُونها

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ ذَكَرَهُ أَبو تَمّام لِلْفَرَزْدَقِ فِي بَابِ الْمَدِيحِ مِنَ الْحَمَاسَةِ. أَبُو عَبِيدٍ: البَريمُ خَيْط فِيهِ أَلوانٌ تشدُّه المرأَة عَلَى حَقْوَيْها. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَريمُ خَيْطٌ يُنْظَم فِيهِ خَرَز فتشدُّه المرأَة عَلَى حَقْوَيْها. والبَريمُ: ثَوْبٌ فِيهِ قَزٌّ وكتّانٌ. والبَريمُ: خَيْطٌ يُفْتَل عَلَى طاقَيْن، يُقال: بَرَمْتُه وأَبْرَمْتُه. الْجَوْهَرِيُّ: البَريمُ الحبْل المَفْتول يَكُونُ فِيهِ لَوْنان، وربَّما شدَّتْه المرأَةُ عَلَى وَسَطها وعَضُدها، وَقَدْ يُعلَّق عَلَى الصَّبِيِّ تدفَع بِهِ العَيْن، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجَيْشِ بَريم لأَلْوان شِعار القَبائل فِيهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ:

أَبْدى الصَّباحُ عَنْ بَريمٍ أَخْصفَا

قَالَ: البَريمُ حبْل فِيهِ لَوْنان أَسود وَأَبْيَضُ، وَكَذَلِكَ الأَخْصَفُ والخَصِيفُ، ويشبَّه بِهِ الفَجْر الكاذِبُ أَيضاً، وَهُوَ ذَنَب السِّرْحان؛ قَالَ جامِعُ بْنُ مُرْخِيَة:

لَقَدْ طَرَقَتْ دَهْماء، والبُعْدُ بَيْنَهَا،

ولَيْل، كأثْناء اللِّفاعِ، بَهِيمُ

عَلَى عَجَلٍ، والصبحُ بالٍ كأَنه

بأَدْعَجَ مِنْ لَيْلِ التِّمام بَريمُ

قَالَ: والبَريمُ أَيْضًا الماءُ الَّذِي خالَط غيرَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

حَتَّى إِذا مَا خاضَتِ البَرِيما

والبَريمُ: القَطيع مِنَ الغنَم يَكُونُ فِيهِ ضَرْبان مِنَ الضَّأْن والمَعَز. والبَريمُ: الدَّمْعُ مَعَ الإِثْمِدِ. وبَرِيمُ الْقَوْمِ: لَفِيفُهم. والبَرِيمُ: الجَيْش فِيهِ أَخْلاط مِنَ النَّاسِ. والبَرِيمان: الجَيْشان عرَب وعَجَم؛ قَالَتْ لَيْلى الأَخْيَلِيَّة:

يَا أَيها السَّدِمُ المُلَوِّي رأْسَه

لِيَقُود مِنْ أَهل الحِجاز بَرِيما

أَرادت جَيْشاً ذَا لَوْنَيْن، وكلُّ ذِي لَوْنَيْن بَريمٌ. ويُقال: اشْوِ لَنا مِنْ بَرِيمَيْها أَي مِنَ الكَبِد والسَّنام يُقَدَّان طُولًا ويُلَفَّان بِخَيْط أَوْ غَيْرِهِ، وَيُقَالُ: سمِّيا بِذَلِكَ لبَياض السَّنام وسَوادِ الكَبِد.

(1). قوله [قَالَ الْكَرَوَّسُ بْنُ حِصْنٍ] هكذا في الأَصل، وفي شرح القاموس: الكروس بن زيد، وقد استدرك الشارح هذا الاسم على المجد في مادة كرس

ص: 44

والبُرُمُ: القَومُ السيِّئُو الأَخْلاق. والبَرِيمُ العُوذَة. والبَرَم: قِنانٌ مِنَ الْجِبَالِ، وَاحِدَتُهَا بَرَمَة. والبُرْمَةُ: قِدْر مِنْ حِجَارَةٍ، وَالْجَمْعُ بُرَمٌ وبِرامٌ وبُرْمٌ؛ قال طرَفة:

جاؤوا إِليك بِكُلِّ أَرْمَلَةٍ

شَعْثاءَ تَحْمِل مِنْقَعَ البُرم

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ:

وَالْبَائِعَاتُ بِشَطَّيْ نخْلةَ البُرَمَا

وَفِي حَدِيثِ

بَرِيرَةَ: رَأَى بُرْمةً تَفُورُ

؛ البُرْمة: القِدْرُ مُطْلَقًا، وَهِيَ فِي الأَصل المُتَّخَذَة مِنَ الحَجر الْمَعْرُوفِ بِالْحِجَازِ واليَمن. والمُبْرِمُ: الَّذِي يَقْتَلِعُ حِجارةَ البِرامِ مِنَ الْجَبَلِ ويقطَعُها ويُسَوِّيها ويَنْحَتها. يُقَالُ: فُلَانٌ مُبْرِمٌ للَّذي يقْتَطِعُها مِنْ جَبَلها ويَصْنعَها. وَرَجُلٌ مُبْرِمٌ: ثَقِيلٌ، مِنْهُ، كأَنه يَقْتَطِع مِنْ جُلَسائه شَيْئًا، وَقِيلَ: الغَثُّ الحديثِ مِنَ المُبْرِمِ وَهُوَ المُجْتَني ثَمَر الأَراك. أَبو عُبَيْدَةَ: المُبْرِمُ الغَثُّ الحديثِ الَّذِي يحدِّث الناسَ بالأَحاديث الَّتِي لَا فَائِدَةَ فِيهَا وَلَا مَعْنَى لَهَا، أُخِذَ مِنَ المُبْرِم الَّذِي يَجْني البَرَمَ، وَهُوَ ثَمَرُ الأَراك لَا طَعْم لَهُ وَلَا حَلاوة وَلَا حُمُوضة وَلَا مَعْنَى لَهُ. وَقَالَ الأَصمعي: المُبْرِمُ الَّذِي هُوَ كَلٌّ عَلَى صَاحِبِهِ لَا نَفْعَ عِنْدِهِ وَلَا خَيْر، بِمَنْزِلَةِ البَرَم الَّذِي لَا يدخُل مَعَ القومِ فِي المَيْسِر ويأْكل مَعَهُمْ مِنْ لَحْمِه. والبَيْرَمُ العَتَلَةُ، فارِسيّ معرَّب، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ عَتَلَة النَّجَّار، وَهُوَ بالفارسيَّة بِتَفْخِيمِ الْبَاءِ. والبَرَمُ: الكُحْل؛ وَمِنْهُ الْخَبَرُ الَّذِي جَاءَ:

مَنْ تسمَّع إِلى حَدِيثِ قومٍ صُبَّ فِي أُذنه البَرَمُ

؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُلْتُ للمفضَّل مَا البَرَمُ؟ قَالَ: الكُحْل المُذاب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ صُبَّ فِي أُذنه البَيْرَمُ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَيْرَمُ البِرْطِيلُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: البَيْرَمُ عَتَلَةُ النَّجار، أَوْ قَالَ: العَتَلة بَيْرَمُ النَّجَّارِ. وَرَوَى

ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسُول اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: مَنِ اسْتَمَع إِلى حَدِيثِ قومٍ وَهُمْ لَهُ كارِهُون مَلأَ اللَّهُ سمعَه مِنَ البَيْرَم والآنُكِ

، بِزِيَادَةِ الْيَاءِ. والبُرامُ، بِالضَّمِّ: القُرادُ وَهُوَ القِرْشام؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجُؤَيَّةَ بْنِ عَائِذٍ النَّصْري:

مُقيماً بمَوْماةٍ كأَن بُرَامَها،

إِذا زالَ فِي آلِ السَّراب، ظَليمُ

وَالْجَمْعُ أَبْرِمَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وبِرْمةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كثيِّر عَزَّة:

رَجَعْت بِهَا عَنِّي عَشِيَّة بِرْمةٍ،

شَماتةَ أَعْداءٍ شُهودٍ وغُيَّب

وأَبْرَمُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ نَبْت «2»

؛ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وفسَّره السِّيرَافِيُّ. وبَرامٌ وبِرامٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

أَقْوى فَعُرِّيَ واسطٌ فبِرامُ

مِنْ أَهْلِه، فَصُوَائِقٌ فَخُزامُ

وبُرْمٌ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ:

وَلَوْ أَنَّ مَا حُمِّلْتُ حُمِّلَه

شَعَفَاتُ رَضْوَى، أَو ذُرَى بُرْم

برجم: ابْنُ دُرَيْدٍ: البَرْجَمةُ غِلَظُ الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ

الْحَجَّاجِ: أَمِنْ أَهْل الرَّهْمَسَة والبَرْجَمة أنت؟

(2). قوله [وَأَبْرَمُ مَوْضِعٌ وَقِيلَ نَبْتٌ] ضبط في الأَصل والقاموس والتكملة بفتح الهمزة، وفي ياقوت بكسرها وصوبه شارح القاموس

ص: 45

البَرْجَمة، بِالْفَتْحِ: غِلَظ فِي الْكَلَامِ. الْجَوْهَرِيُّ: البُرْجُمَة، بِالضَّمِّ، وَاحِدَةُ البَراجِمِ وَهِيَ مَفاصِل الأَصابع الَّتِي بَيْنَ الأَشاجِع والرَّواجِب، وهي رؤوس السُّلامَيَات مَنْ ظَهْر الْكَفِّ إِذا قَبَض الْقَابِضُ كفَّه نَشَزَت وَارْتَفَعَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: البُرْجُمةُ المَفْصِل الظَّاهِرُ مِنَ المَفَاصِل، وَقِيلَ: الباطِن، وَقِيلَ: البَراجِمُ مَفاصِل الأَصابع كُلِّهَا، وَقِيلَ: هِيَ ظُهور القَصَب مِنَ الأَصابع. والبُرْجُمةُ: الإِصْبَعُ الوُسْطى مِنْ كُلِّ طَائِرٍ. والبَراجِم: أَحْياءٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، مِنْ ذَلِكَ، وَذَلِكَ أَن أَباهُمْ قبَض أَصابعه وَقَالَ: كُونُوا كَبرَاجِم يَدِي هَذِهِ أَيْ لَا تَفَرَّقُوا، وَذَلِكَ أَعزُّ لَكُمْ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: خَمسة مِنْ أَولادِ حَنْظلة ابن مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُمُ البَراجِم، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَراجِمُ فِي بَنِي تَمِيمٍ: عَمْرٌو وقَيْس وغالِب وكُلْفَة وظُلَيْم، وهو بَنُو حَنْظلة بْنِ زَيْدِ مَناة، تَحالَفوا عَلَى أَن يَكُونُوا كبَراجِم الأَصابع فِي الِاجْتِمَاعِ. وَمِنْ أَمثالهم: إِنَّ الشَّقِيَّ راكِبُ البراجِمِ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ هِنْد لَهُ أخٌ فَقَتَلَهُ نَفَر مِنْ تَمِيمٍ فَآلَى أَنْ يَقْتُل بِهِ مِنْهُمْ مِائَةً فَقَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَكَانَ نَازِلًا فِي دِيَارِ بَنِي تَمِيمٍ، فأَحْرَق القَتْلى بِالنَّارِ، فمرَّ رَجُلٌ مِنَ البَراجِم وراحَ رائحةَ حَرِيق القَتْلى فَحسبه قُتَارَ الشِّواء فَمَالَ إِليه، فلمَّا رَآهُ عَمْرو قَالَ لَهُ: ممَّن أَنْتَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مَنَّ البَراجِم، فَقَالَ حِينَئِذٍ: إِنَّ الشَّقِيَّ راكبُ البراجِم، وأَمَر فقُتِلَ وأُلْقِيَ فِي النَّارِ فَبرَّت بِهِ يَمينه. وَفِي الصِّحَاحِ: إِن الشَّقِيَّ وافِدُ البَراجِم، وَذَلِكَ أَن عَمْرَو بْنَ هِنْد كَانَ حَلَفَ ليُحْرِقَنَّ بأَخيه سعدِ بْنِ المُنْذِر مِائَةً، وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وسمَّت الْعَرَبُ عَمْرَو بْنَ هِنْد مُحَرِّقاً لذلك. التهذيب: الرَّاجِبَةُ البُقْعة المَلْساء بَيْنَ البراجِم. قَالَ: والبراجِمُ المُشَنَّجاتُ فِي مَفاصِل الأَصابع، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ فِي ظُهور الأَصابع، والرَّواجِبُ مَا بَيْنَهَا، وَفِي كُلِّ إِصْبَعٍ ثَلَاثُ بُرْجمات إِلَّا الإِبهام، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَفِي كُلِّ إِصْبَعٍ بُرْجُمَتان. أَبو عُبَيْدٍ: الرَّواجِمُ «1»

والبَراجِمُ مَفاصِل الأَصابع كُلِّها. وَفِي الْحَدِيثِ:

مِنَ الفِطْرة غَسْلُ البَراجِمِ

؛ هِيَ العُقَدُ الَّتِي تَكُونُ فِي ظُهور الأَصابع يَجْتَمع فِيهَا الوَسَخ.

برسم: البِرسامُ: المُومُ. وَيُقَالُ لِهَذِهِ العِلَّة البِرسامُ، وكأَنه معرَّب، وَبِرْ: هُوَ الصَّدْرُ، وسَام: مِنْ أَسماء الْمَوْتِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الِابْنُ، والأَول أَصحُّ لأَن العلَّة إِذا كَانَتْ فِي الرأْس يُقَالُ سِرْسام، وسِرْ هُوَ الرأْس، والمُبَلْسَم والمُبَرْسَم وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: البِرْسامُ علَّة مَعْرُوفَةٌ، وَقَدْ بُرْسِمَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُبَرْسَمٌ. قَالَ: والإِبْرِيسَم مُعَرَّبٌ وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ، وَالْعَرَبُ تَخْلِطُ فِيمَا لَيْسَ مِنْ كَلَامِهَا؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الإِبريسَم، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ وَفَتْحِ السِّينِ، وَقَالَ: لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ «2»

إفْعِيلِل مِثْلَ إهْليلَج وإبْريسَم، وَهُوَ يَنْصَرِفُ، وَكَذَلِكَ إِن سمَّيت بِهِ عَلَى جِهَةِ التَّلْقيب انْصَرَفَ فِي الْمَعْرِفَةِ والنَّكِرة، لأَن الْعَرَبَ أَعْرَبَته فِي نَكِرَته وأَدْخَلَت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ وأَجْرته مجْرى مَا أَصل بنائهِ لَهُمْ، وَكَذَلِكَ الفِرِنْدُ والدِّيباجُ والرَّاقُودُ والشِّهْريز والآجُرُّ والنَّيْرُوزُ والزَّنْجَبِيل، وَلَيْسَ كذلك إسحق وَيَعْقُوبُ وَإِبْرَاهِيمُ، لأَن الْعَرَبَ مَا أَعربتها إِلَّا فِي حال

(1). قوله [الرواجم] هو بالميم في الأَصل، وفي التهذيب بالباء، وفي المصباح نقلًا عن الكفاية: البراجم رؤوس السلاميات والرواجم بطونها وظهورها.

(2)

. قوله [لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إلخ] عبارة الصحاح نقلًا عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ أَيضاً: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ إِفْعِيلِلُ بِالْكَسْرِ وَلَكِنْ إِفْعِيلَلَ مِثْلُ إهلِيلَج إلخ، ففي العبارة سقط ظاهر، وتقدم له في هلج مثل ما في الصحاح

ص: 46

تعْريفها وَلَمْ تنطِق بِهَا إِلَّا مَعارف وَلَمْ تنقُلْها مِنْ تَنْكِير إِلى تَعْريف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَبْرَيْسَم، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ الْهَمْزَةَ وَيَفْتَحُ الرَّاءَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

كأَنَّما اعْتَمَّتْ ذُرَى الأَجْبالِ

بالقَزِّ، والإِبْرَيْسَمِ الهَلْهالِ

برشم: البَرْشَمةُ: تَلْوِينُ النُّقَطِ. وبَرْشَم الرجلُ: أَدامَ النَّظَرَ أَو أَحَدَّه، وَهُوَ البِرْشامُ، والبِرْشامُ: حِدَّةُ النظَر. والمُبَرْشِمُ: الحادُّ النَّظَرِ، وَهِيَ البَرْشَمة والبَرْهَمة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِلْكُمَيْتِ:

أَلُقْطَةَ هُدْهُدٍ وجُنُودَ أُنْثى

مُبَرْشِمَةً، أَلَحْمِي تَأْكلونا؟

وَفِي حَدِيثِ

حُذيفة: كَانَ النَّاسُ يَسأَلون رسولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عن الخَيْر وَكُنْتُ أَسْأَلُه عَنِ الشرِّ فبَرْشَموا لَهُ

أَي حَدَّقوا النَّظَرَ إِليه. والبَرْشَمة: إدامةُ النَّظر. وَرَجُلٌ بُراشِم: حَديدُ النظرَ. وبَرْشَمَ الرَّجُلُ إِذا وَجَمَ وأَظهر الحُزْن. والبُرْشُم: البُرقُعُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وَأَنْشَدَ:

غَداةَ تَجْلُو واضِحاً مُوَشَّما،

عَذْباً لَهَا تُجْري عَلَيْهِ البُرْشُما

والبُرْشومُ: ضرْب مِنَ النَّخْلِ، وَاحِدَتُهُ بُرْشومةٌ، بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ؛ قَالَ ابْنُ دُريد: لَا أَدْري مَا صحَّته؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البُرْشومُ جِنْس مِنَ التَّمْرِ، وَقَالَ مرَّة: البُرْشُومةُ والبَرْشُومةُ، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، أَبْكَرُ النخْل بالبَصرة. ابْنُ الأَعرابي: البُرْشُومُ مِنَ الرُّطَب الشَّقمُ، ورُطَب البُرْشُوم يتقدَّم عِنْدَ أَهل الْبَصْرَةِ عَلَى رُطَب الشِّهْريزِ ويُقْطَع عِذْقُه قَبْلَهُ، والله أعلم.

برصم: البُرْصُوم: عِفاصُ القارُورةِ ونحوِها فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ.

برطم: البِرْطامُ والبُراطِمُ: الرَّجُلُ الضَّخْم الشَّفَة. وشَفةٌ بِرْطامٌ: ضَخْمَةٌ، وَالِاسْمُ البَرْطَمة، والبَرطَمَةُ: عُبوس فِي انتِفاخ وغَيْظ: قَالَ:

مُبَرْطِمٌ بَرْطَمة الغَضْبانِ،

بِشَفةٍ ليستْ عَلَى أَسْنانِ

تَقُولُ مِنْهُ: رأَيتُه مُبَرْطماً، وَمَا أَدْري مَا الَّذِي بَرْطَمهُ. والبَرْطَمةُ: الانتفاخُ مِنَ الغضَب. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: قَدْ بَرْطَم بَرْطَمةً إِذا غضِب، وَمِثْلُهُ اخْرَنْطَم. وَجَاءَ فُلَانٌ مُبْرَنْطِماً إِذا جَاءَ مُتَغَضِّباً. وبَرْطَم الليلُ إِذا اسْوَدَّ. الْكِسَائِيُّ: البَرْطَمَةُ والبَرْهَمةُ كَهَيْئَةِ التَّخاوُص. وتَبَرْطَمَ الرَّجُلُ أَيْ تغضَّب مِنْ كَلَامٍ. وبَرْطَم الرَّجُلُ إِذا أَدْلى شَفَتَيْه مِنَ الغَضب. وَفِي حَدِيثِ

مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل: وَأَنْتُمْ سامِدُونَ، قَالَ: هِيَ البَرْطَمةُ وَهُوَ الانتفاخُ مِنَ الغضَب.

وَرَجُلٌ مُبَرْطِمٌ: مُتَكَبِّر، وَقِيلَ: مُقَطِّب مُتَغَضِّب، والسامِدُ الرَّافِعُ رأْسه تَكَبُّرًا.

برعم: البُرْعُمُ والبُرْعومُ والبُرْعُمةُ والبُرْعُومةُ، كلُّه: كِمُّ ثَمَر الشجَر والنَّوْر، وَقِيلَ: هُوَ زَهْرَةُ الشَّجَرَةِ ونَوْرُ النَّبْتِ قَبْلَ أَن يَتَفَتَّح. وبَرْعَمتِ الشَّجَرَةُ، فَهِيَ مُبَرْعِمةٌ وتَبَرْعَمتْ: أَخرجت بُرْعُمَتَها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

الآكِلين صَريحَ مَحْضِهما،

أَكْلَ الحُبارى بُرْعُمَ الرُّطْبِ

ص: 47

وبَراعِيمُ الجبال: شَماريخها، واحداتها بُرْعُومةٌ. والبَراعِيمُ: أَكْمامُ الشَّجَرِ فِيهَا الثَّمرة، وفسَّر مُؤرّج قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ:

فِيهَا الدِّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيم

فَقَالَ: هِيَ رِمالٌ فِيهَا داراتٌ تُنْبِت البَقل. والبَراعِيمُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

كأَنَّ قُتُودي فَوْقَ جَأْبٍ مُطَرَّدٍ،

يُريدُ نَحُوصاً بالبَراعِيمِ حَائِلَا

برهم: بَرْهَمةُ الشجَر: بُرْعُمَتُهُ، وَهُوَ مُجْتَمَعُ ورَقه وثَمره ونَوْره. وبَرْهَمَ: أَدام النظَر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

بُدَّلْنَ بالنّاصعِ لَوْناً مُسْهَما،

ونَظَراً هَوْنَ الهُوَيْنا بَرْهَما

وَيُرْوَى: دُونَ الهُوَيْنا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

عَذْب اللِّثى تَجْرى عَلَيْهِ البرْهَما

قَالَ: البَرْهَمُ مِنْ قَوْلِهِمْ بَرْهَمَ إِذا أَدام النظرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ. وَهَذَا إِذا تأَمَّلْته وجَدْته غَيْرَ مُقْنِع. الأَصمعي: بَرْهَمَ وبَرْشَم إِذا أَدام النَّظَرَ. غيرهُ: البَرْهَمةُ إدامةُ النظَر وَسُكُونُ الطَّرْف. الْكِسَائِيُّ: البَرْطَمةُ والبَرْهَمَةُ كَهَيْئَةِ التَّخاوُص. وَإِبْرَاهِيمُ: اسْمٌ أَعجمي وَفِيهِ لُغَاتٌ: إبْراهامُ وإبْراهَم وإبْراهِمُ، بِحَذْفِ الْيَاءِ؛ وَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ:

عُذْتُ بِمَا عاذَ بِهِ إبْراهِمُ

مُسْتَقْبِلَ القِبْلةِ، وهْو قائمُ،

إِنِّي لَكَ اللَّهمَّ عانٍ راغِمُ

وتصغيرُ إِبْرَاهِيمَ أُبَيْرِةٌ، وَذَلِكَ لأَن الأَلف مِنَ الأَصل لأَن بعدَها أَربعة أَحرف أُصول، وَالْهَمْزَةُ لَا تُلْحق ببَنات الأَربعة زَائِدَةً فِي أَوَّلها، وَذَلِكَ يُوجِب حَذف آخِرِهِ كَمَا يُحذف مِنْ سَفَرْجَل فَيُقَالُ سُفَيْرج، وَكَذَلِكَ القولُ فِي إِسْمَاعِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، وَهَذَا قولُ الْمُبَرَّدِ، وبعضُهم يتوهَّم أَن الْهَمْزَةَ زَائِدَةٌ إِذا كَانَ الِاسْمُ أعْجميّاً فَلَا يُعْلَم اشتِقاقُه، فيصغِّره عَلَى بُرَيْهِيمٍ وسُمَيْعيلٍ وسُرَيْفيلٍ، وَهَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَهُوَ حَسَنٌ، والأَوَّل قِياسٌ، وَمِنْهُمْ مَن يَقُولُ بُرَيْهٌ بطَرْح الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ. والبَراهِمةُ: قَوْمٌ لَا يُجَوِّزُونَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِعْثةَ الرسل.

بزم: البَزْمُ: شدَّةُ العَضّ بالثَّنايا والرَّباعِيَات، وَقِيلَ: هُوَ العَضُّ بمقدَّمِ الفَمِ، وَهُوَ أَخف العَضِّ؛ وأَنشد:

وَلَا أَظُنُّكَ، إِن عَضَّتْكَ بازِمَةٌ

مِنَ البَوازِمِ، إلَّا سَوْفَ تَدْعوني

بَزَمَ عَلَيْهِ يَبْزِمُ بَزْماً أَي عَضَّ بمقدَّم أَسْنانِه. والمِبْزَمُ: السنُّ لِذَلِكَ، وأَهل اليَمن يُسمون السِّنَّ البَزَمَ. أَبو زَيْدٍ: بَزَمْتُ الشَّيْءَ وَهُوَ العَضُّ بالثَّنايا دُونَ الأَنْياب والرَّباعِيَات، أُخِذ ذَلِكَ مِنْ بَزْمِ الرَّامِي، وَهُوَ أَخْذُه الوَتَر بالإِبْهام والسبَّابة ثُمَّ يُرْسِل السَّهْمَ، والكَدْمُ بالقَوادِم والأَنْيابِ، والبَزْمُ والمَصْرُ الحَلْب بالسبَّابة والإِبْهامِ. وبَزَمَ الناقةَ يَبْزِمُها ويَبْزُمُها بَزْماً: حَلَبها بالسبَّابةِ والإِبْهام فَقَطْ. والبَزْمُ: أَن تأْخُذ الوَتَرَ بالسبَّابة والإِبْهام ثُمَّ تُرْسِله. والبَزْمُ: صَريمة الأَمر. وَهُوَ ذُو مُبازَمة أَيْ ذُو صَريمَةٍ للأَمر. وَفُلَانٌ ذُو بازِمَةٍ أَيْ ذُو صَرِيمةٍ للأَمْر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف فَلاةً أَجْهَضَت الركابُ فِيهَا أَولادَها:

بِهَا مُكَفَّنَةٌ أَكْنافُها قَسَبٌ،

فَكَّتْ خَواتِيمَها عَنْهَا الأَبازِيمُ

ص: 48

بِهَا: بِهَذِهِ الفَلاة أَولادُ إِبلٍ أَجْهَضَتْها فهي مُكَفَّنَة فِي أَغْراسِها، فَكَّتْ خَواتِيمَ رَحِمِها عَنْهَا الأَبازِيم، وَهِيَ أَبازيمُ الأَنْساعِ. والبَزْمةُ: وَزْنُ ثَلَاثِينَ، والأُوقِيَّة أَربعون، والنَّشُّ وَزْنُ عِشْرِينَ. والبَزمةُ: الشدّةُ. والبَوازِمُ: الشَّدائدُ، وَاحِدَتُهَا بازِمةٌ؛ وأَنشد لِعَنْتَرَةَ بْنِ الأَخرس:

خَلُّوا مَراعِي العينِ، إِنَّ سَوامَنَا

تَعَوَّدُ طُولَ الحَبْسِ عندَ البَوازِمِ

وَيُقَالُ: بَزَمَتْه بازِمَةٌ مِنْ بَوازِمِ الدَّهْر أَي أَصابَتْه شِدَّةٌ مِنْ شَدَائِدِهِ. وبَزَمَ بالعِبْءِ: نَهَضَ واستمرَّ بِهِ. وبَزَمَه ثَوْبَه بَزْماً: كَبَزَّه إِيَّاه؛ عَنْ كُرَاعٍ. والبَزِيمُ: الخُوصةُ يشدُّ بِهَا البَقْلُ. اللَّيْثُ: البَزِيمُ وَهُوَ الوَزِيمُ حُزْمةٌ مِنَ البَقْل؛ وقول الشاعر:

وجاؤوا ثائرِين، فلم يؤُوبوا

بأُبْلُمةٍ تُشَدُّ عَلَى بَزِيمِ

قَالَ: فيروَى بِالْبَاءِ وَالرَّاءِ، وَيُقَالُ: هُوَ باقةُ بَقْل، وَيُقَالُ: هُوَ فَضْلة الزادِ، وَيُقَالُ: هُوَ الطَّلْع يُشقُّ ليُلْقَحَ ثُمَّ يُشَدُّ بِخُوصة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ويُروى بِالْوَاوِ: تُشَدُّ عَلَى وَزِيمِ. وَهُوَ يَأْكُلُ البَزْمَة والوَزْمَةَ إِذا كَانَ يأْكل وَجْبَةً أَي مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. والبَزِيمُ: مَا يَبْقَى مِنَ المَرَق فِي أَسفل القِدْر مِنْ غَيْرِ لَحْم، وَقِيلَ: هُوَ الوَزيم. والإِبْزيمُ والإِبْزامُ: الَّذِي فِي رَأْسِ المِنْطَقة وَمَا أَشبهه وَهُوَ ذُو لِسانٍ يُدْخَل فِيهِ الطَرَف الْآخَرُ، وَالْجَمْعُ الأَبازيمُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَلْقة الَّتِي لَهَا لِسان يدخَل فِي الخَرْق فِي أَسفل المِحْمَل ثُمَّ تَعَضُّ عَلَيْهَا حَلْقَتها، والحَلْقة جَمِيعًا إبْزيمٌ، وَهُوَ الجَوامِع تَجْمع الحَوامِلَ، وَهِيَ الأَوازِمُ قَدْ أَزَمْنَ عَلَيْهِ. أَراد بالمِحْمَل حَمائل السَّيْفِ. والبَزيمُ: خَيْط القِلادة «1»

؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

هُمُ مَا هُمُ فِي كُلِّ يَومِ كَريهة،

إِذا الكاعِبُ الحَسْناء طاحَ بَزيمُها

وَقَالَ جَرِيرٌ فِي البَعِيث:

تَركناك لَا تُوفي بِجارٍ أَجَرْتَهُ،

كأَنَّك ذاتُ الوَدْعِ أَوْدى بَزيمُها

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الإِبْزيمُ حديدةٌ تَكُونُ فِي طرَف حِزَامِ السرْج يَسْرَج بِهَا، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ فِي طَرف المِنْطَقة؛ قَالَ مُزاحِم:

تُباري سَديساها، إِذا مَا تَلَمَّجَت،

شَباً مِثل إِبْزيمِ السِّلَاحِ المُوشَّلِ

وَقَالَ الْعَجَّاجُ:

يَدُقُّ إبْزيمَ الحِزام جُشَمُهْ

وَقَالَ آخَرُ:

لَوْلَا الأَبازيمُ، وإنَّ المِنْسَجا

نَاهَى عنِ الذِّئْبَةِ أَن تَفَرَّجا

وَيُقَالُ للإِبْزيمِ أَيضاً زِرْفين وزُرْفين، وَيُقَالُ للقُفْل أَيضاً الإِبْزيم، لأَن الإِبْزِيم هُوَ إِفْعِيل مِنْ بزَم إِذا عضَّ، وَيُقَالُ أَيضاً إِبْزين، بِالنُّونِ؛ قَالَ أَبو دواد:

(1). قوله [والبزيم خيط القلادة إلخ] مثله في الصحاح، وقال في القاموس تبعاً للصاغاني: وقول الجوهري البزيم خيط القلادة تصحيف وصوابه بالراء المكررة في اللغة، وفي البيتين الشاهدين، وقال شارحه: والبريم في البيتين ودع منظوم يكون في أحقي الإِماء، ثم قال: وذات الودع الأَمة لأَن الودع من لباس الإِماء وإنما أراد أَن أمة أمة

ص: 49

من كُلِّ جَرْداء قد طارتْ عَتِيقَتُها،

وكُلِّ أَجْرَد مُسْتَرْخي الأَبازِينِ

وَيُقَالُ: إِنَّ فُلَانًا لإِبْزيمٌ أَي بَخِيل.

بسم: بَسَمَ يَبْسِم بَسْماً وابْتَسَمَ وتَبَسَّم: وَهُوَ أَقلُّ الضَّحِك وأَحَسنُه. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: التَّبَسُّم أكثرُ ضَحِك الأَنبياء، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَسَمَ يَبْسم بَسْماً إِذا فَتَح شَفَتَيه كالمُكاشِر، وامرأَة بَسَّامةٌ وَرَجُلٌ بَسَّامٌ. وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم:

أَنه كَانَ جلُّ ضَحِكهِ التَّبَسُّم.

وابْتَسَمَ السحابُ عَنِ البَرْق: انْكَلَّ عنه.

بسطم: الْجَوْهَرِيُّ: بِسْطامُ لَيْسَ مِنْ أَسماء الْعَرَبِ، وَإِنَّمَا سَمَّى قيسُ بنُ مَسْعُودٍ ابنَه بِسْطاماً بِاسْمِ مَلِكٍ مِنْ مُلوك فارِس، كَمَا سَمَّوا قابُوس ودَخْتَنُوس، فعرَّبوه بِكَسْرِ الْبَاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذا ثبَت أَن بِسْطام اسْمُ رَجُلٍ مَنْقول مِنَ اسْمِ بسْطام الَّذِي هُوَ اسْمُ ملِك مِنْ مُلوك فَارِسٍ فالواجبُ تَرْكُ صَرْفه للعُجْمة والتَّعْريف، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ يَنْبَغِي أَن لَا يُصْرف.

بشم: البَشَم: تُخَمَةٌ عَلَى الدَّسَمِ، وَرُبَّمَا بَشِمَ الفَصِيلُ مِنْ كَثْرَةِ شُرْب اللبَن حَتَّى يَدْقى سَلْحاً فَيَهلِك. يُقَالُ: دَقِيَ إِذا كثُر سَلْحُه. ابْنُ سِيدَهْ: البَشَمُ التُّخَمة، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُكْثِرَ مِنْ الطَّعَامِ حَتَّى يَكْرُبَه. يُقَالُ: بَشِمْت مِنَ الطَّعَامِ، بِالْكَسْرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ: وَأَنْتَ تَتَجَشَّأُ مِنَ الشِّبَع بَشَماً، وأَصله فِي الْبَهَائِمِ، وَقَدْ بَشِم وأَبْشَمه الطَّعامُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِلْحَذْلَمِيِّ:

وَلَمْ يُجَشِّئْ عَنْ طَعام يُبْشِمُهْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَز لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسي؛ وَقَبْلَهُ:

وَلَمْ تَبِتْ حُمَّى بِهِ تُوَصِّمُهْ

وَبَعْدَهُ:

كأنَّ سَفُّودَ حَديدٍ مِعْصَمُه

وَفِي حَدِيثِ

سمُرة بْنِ جُنْدَب: وَقِيلَ لَهُ إِنَّ ابنَك لَمْ يَنَمِ البارِحةَ بَشَماً، قَالَ: لَوْ مَاتَ مَا صلَّيْت عَلَيْهِ

؛ البَشَمُ: التُّخَمة عَنِ الدَّسَم؛ وَرَجُلٌ بَشِمٌ، بِالْكَسْرِ. وبَشِمَ الفَصِيلُ: دَقِيَ مِنَ اللبَن فَكَثُرَ سَلْحُه. وبَشِمْت مِنْهُ بَشماً أَي سَئمْت. والبَشامُ: شَجَرٌ طيِّب الرِّيحِ والطَّعْم يُستاكُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

عُبادة: خيرُ مالِ المُسْلِم شاةٌ تأْكلُ مِنْ ورَق القَتاد والبَشام.

وَفِي حَدِيثِ

عَمرو بْنِ دِينار: لَا بأسَ بنَزْع السِّواك مِنَ البَشامةِ.

وَفِي حَدِيثُ

عُتْبة بْنِ غَزْوان: مَا لَنَا طَعام إِلَّا وَرَقُ البَشام

؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَشام يُدَقُّ ورَقُه ويُخْلَط بالحِنَّاء للتَّسْويد. وَقَالَ مرَّة: البَشام شجَر ذُو ساقٍ وأَفْنانٍ وورَقٍ صِغار أَكْبَرَ مِنْ وَرَقِ الصَّعْتَر وَلَا ثَمَر لَهُ، وإِذا قُطِعت وَرقَتُه أَو قُصِف غُصْنُه هُريقَ لبَناً أَبيض، وَاحِدَتُهُ بَشامة؛ قَالَ جَرِيرٌ:

أَتَذْكُر يومَ تَصْقُل عارِضَيْها

بِفَرعِ بَشامةٍ؛ سُقِيَ البَشامُ

يَعْنِي أَنها أَشارَتْ بسِواكِها، فَكَانَ ذَلِكَ وداعَها وَلَمْ تتكلَّم خِيفة الرُّقَباء؛ وَصَدْرُ هَذَا الْبَيْتِ فِي التَّهْذِيبِ:

أَتَذْكُر إِذ تُوَدِّعُنا سُلَيْمَى

وبَشامةُ: اسْمُ رَجُلٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ.

بصم: رجلٌ ذُو بُصْمٍ: غَلِيظٌ. وثوبٌ لَهُ بُصْمٌ إِذا كَانَ كَثِيفاً كَثِيرَ الغَزْل. والبُصْمُ: فَوْتُ مَا بَيْنَ

ص: 50

طَرَفِ الخِنْصِر إِلى طرَف البِنْصِر؛ عَنْ أَبي مَالِكٍ وَلَمْ يَجِئْ بِهِ غَيْرُهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَا فارَقْتُك شِبْراً وَلَا فِتْراً وَلَا عَتَباً وَلَا رَتَباً وَلَا بُصْماً؛ قَالَ: البُصْم مَا بَيْنَ الخِنْصِر والبِنْصِر، والعَتَب والرَّتَب مَذْكُورَانِ فِي مواضِعهما، وَهُوَ مَا بَيْنَ الوسَط والسَّبابة، وَالْفِتْرُ مَا بَيْنَ السَّبابة والإِبْهام، والشِّبْرُ مَا بَيْنَ الإِبهام والخِنْصِر، والفوْت مَا بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْن طُولًا.

بضم: مَا لَهُ بُضْمٌ أَي نفْس. والبُضُمُ أَيضاً: نَفْس السُّنبلة حِينَ تخرُج مِنَ الحبَّة فَتَعْظُم. وبَضَمَ الحبُّ: اشتدّ قليلًا.

بطم: البُطْمُ: شجَر الحبَّةِ الخَضْراء، وَاحِدَتُهُ بُطمةٌ، وَيُقَالُ بِالتَّشْدِيدِ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ يسمُّونها الضَّرْو. والبُطْمُ: الحبَّة الخَضْراء، عِنْدَ أَهل العالِية. الأَصمعي: البُطُمُ، مثقَّلة، الحبَّة الخَضْراء. والبُطَيْمة: بُقْعة مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقاع:

وعُونٍ يُباكِرْنَ البُطَيْمَة مَوْقِعا،

حَزأْنَ فَمَا يَشْرَبْنَ إِلّا النَّقائِعا

بغم: بُغَامُ الظَّبْيَة: صَوْتُها. بَغَمَتِ الظَّبْيةُ تَبْغَمُ وتَبْغِمُ وتَبْغُمُ بُغاماً وبُغُوماً، وَهِيَ بَغُومٌ: صاحتْ إِلى ولَدها بأَرْخَم مَا يَكُونُ مِنْ صوْتها. وبَغَمْتُ الرجلَ إِذا لَمْ تُفْصِح لَهُ عَنْ مَعْنَى مَا تُحَدِّثه بِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلّا مَا تَخَوَّنَهُ،

داعٍ يُنادِيهِ باسْمِ الْمَاءِ مَبْغُومُ

وَضَع مَفْعولًا مَكَانَ فاعِل. والمَبْغُومُ: الْوَلَدُ، وأُمُّه تَبْغُمُه أَي تَدْعوه، والبَقَرةُ تَبْغُم، وَقَوْلُهُ داعٍ يُناديه حَكَى صوْت الظَّبْية إِذا صَاحَتْ ماءْ ماءْ، وداعٍ هُوَ الصوْتُ، مَبْغُوم يُقَالُ بُغام مَبْغُوم كَقَوْلِكَ قوْلٌ مَقُول، يَقُولُ: لَا يَرْفَع طَرْفه إِلّا إِذا سَمِعَ بُغام أُمِّه. وبُغامُ النَّاقَةِ: صَوْتٌ لَا تُفْصِح بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الخِرَق:

حَسِبْتَ بُغامَ رَاحِلَتي عَناقاً،

وَمَا هِيَ، وَيْبَ غَيْرِك، بالعَناقِ

وباغَمَ فُلَانٌ المرأةَ مُباغَمةً إِذا غازَلها بِكَلَامِهِ؛ قَالَ الأَخطل:

حَثُّوا المَطِيَّ فَوَلَّوْنا مَناكِبَها،

وَفِي الخُدُورِ، إِذا باغَمْتَها، صُوَرُ «2»

. وبَغَمتِ النَّاقَةُ تَبْغِمُ، بِالْكَسْرِ، بُغاماً: قَطَّعَتِ الحَنِينَ وَلَمْ تَمُدَّه وَيَكُونُ ذَلِكَ لِلْبَعِيرِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

بِذِي هِبابٍ دائبٍ بُغامُهُ

وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أُنِيخَتْ، فأَلْقَتْ بَلْدَةً فَوق بَلْدةٍ

قَلِيلٍ بِهَا الأَصْواتُ، إلَّا بُغامُها

وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَتْ إِذا وَضَعَت يَدَها عَلَى سَنامِ بعيرٍ أَو عَجُزه رفَع بُغامَه

؛ البُغامُ: صوْت الإِبل. والمُباغَمةُ: المُحادثةُ بصَوْتٍ رَخِيمٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

يَتَقَنَّصْنَ لِي جآذِرَ كالدّرِّ،

يُباغِمْنَ مِنْ وَراء الحِجاب

وامرأَة بَغُومٌ: رَخِيمةُ الصَّوْت. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا كَانَ مِنَ الخُفِّ خَاصَّةً فَإِنَّهُ يُقَالُ لصَوْته إِذا بَدا البُغامُ، وَذَلِكَ لأَنه يُقَطِّعه وَلَا يَمُدُّه. وبَغَم

(2). وفي رواية أخرى: الصور بدل صور

ص: 51

الثَّيْتَلُ والأَيِّل يَبْغَم: صوَّت، وَرُبَّمَا اسْتُعْمِل البُغامُ فِي البَقَرَة؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ بقرةَ وَحْشٍ:

خَنْساء ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ، فَلَمْ يَرِمْ

عُرْضَ الشَّقائقِ طَرْفُها وبُغامُها «1»

. وتَبَغَّم فِي ذَلِكَ كُلِّهِ: كَبَغَم؛ قَالَ كثيِّر عزَّة:

إِذا رُحِلَتْ مِنْهَا قَلُوصٌ تَبَغَّمَتْ،

تَبَغُّمَ أُمِّ الخِشْفِ تَبْغِي غَزالَها

وبَغَمَ بَغْماً: كَنَغَمَ نَغْماً؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ دُريد: وأَحسَبُهُم قَدْ سَمَّوْا بَغُوماً.

بغثم: بَغْثَمٌ: اسمٌ.

بقم: البُقامةُ: الصُّوفةُ يُغْزَل لُبُّها ويَبْقَى سائرُها، وبُقامةُ النَّادِف: مَا سقَط مِنَ الصُّوفِ لَا يقْدر عَلَى غَزْلِه، وَقِيلَ: البُقامةُ مَا يُطَيِّره النجَّادُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

إِذا اغْتَزَلَتْ مِنْ بُقام الفَرِيرِ،

فَيا حُسْنَ شَمْلَتها شَمْلَتا

وَيَا طِيبَ أَرْواحِها بالضُّحَى

إِذا الشَّمْلَتان لهَا ابتُلَّتَا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ البُقامُ هُنَا جَمْعَ بُقامَة، وأَن يَكُونَ لُغَةً فِي البُقامةِ، قَالَ: وَلَا أَعرفها، وأَن يَكُونَ حَذْفُ الْهَاءِ لِلضَّرُورَةِ؛ وَقَوْلُهُ شَمْلَتا كأَنَّ هَذَا يَقُولُ فِي الوَقْف شَمْلَت ثُمَّ أَجْراها فِي الوَصْل مُجْراها فِي الوَقْف. وَمَا كَانَ فُلان إلَّا بُقامَةً مِنْ قِلَّة عَقْلِه وَضَعْفِهِ شُبِّه بالبُقامة مِنَ الصُّوف. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ: مَا أَنت إِلَّا بُقامةٌ، قَالَ فَلَا أَدري أَعَنَى الضعيفَ فِي عَقْله أَمِ الضعِيفَ فِي جِسْمِهِ. التَّهْذِيبُ: رَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ البُقامةُ مَا تَطاير مِنْ قَوْس الندَّاف مِنَ الصُّوف. والبَقَّمُ: شَجر يُصْبغ بِهِ، دَخِيل معرَّب؛ قَالَ الأَعشى:

بكأسٍ وإبْرِيقٍ كأَنَّ شَرابَها،

إِذا صُبَّ فِي المِسْحاة، خالَطَ بَقَّمَا

الْجَوْهَرِيُّ: البَقَّمُ صِبْغ مَعْرُوفٌ وَهُوَ العَنْدَمُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

بِطَعْنَةٍ نَجْلاءَ فِيهَا أَلَمُهْ،

يَجِيشُ مَا بَيْنَ تَراقِيه دَمُهْ،

كمِرْجَل الصَّبَّاغ جَاشَ بَقَّمُهْ «2»

. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قلتُ لأَبي عليٍّ الفَسَوِيّ أَعربيّ هُوَ؟ فَقَالَ: معرَّب، قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِهِمُ اسْمٌ عَلَى فَعَّل إلَّا خَمْسَةٌ: خَضَّم بْنِ عَمرو بْنِ تَمِيمٍ وَبِالْفِعْلِ سمِّي، وبَقَّم لِهَذَا الصِّبْغ، وشَلَّم مَوْضِعٌ الشام، وَقِيلَ هُوَ بَيْت المَقْدِس وهُما أَعجميان، وبَذَّر اسْمُ مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ العرَب، وعَثَّر مَوْضِعٌ؛ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَا سمِّيا بالفعْل، فثَبَت أَن فَعَّل لَيْسَ فِي أُصول أَسمائهم وَإِنَّمَا يختصُّ بالفِعْل فَإِذَا سمَّيْت بِهِ رَجُلًا لَمْ يَنصرف فِي المَعْرفة لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الفِعْل، وانْصَرَف فِي النَّكِرة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما عَلِمْنا مِنْ بَقَّم أَنه دَخِيل معرَّب لأَنه لَيْسَ لِلْعَرَبِ بِنَاءٌ عَلَى حُكْم فَعَّل، قَالَ: فَلَوْ كَانَتْ بَقَّم عربيَّة لوُجِدَ لَهَا نَظِيرٌ إِلَّا مَا يُقَالُ بَذَّر وخَضَّم، هُمْ بَنو العَنْبر مِنْ عَمرو بْنِ تَمِيمٍ، وَحُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ: كُلُّ فَعَّل لا

(1). قوله [طرفها وبغامها] في المحكم: أطوفها وبغامها. وفي المعلقة: طَوفها وبغامها

(2)

. قوله [بطعنة إلخ] مثله في الصحاح، وقال الصاغاني: الرواية من بين تراقيه، وسقط بين قوله دمه وقوله كمرجل مشطور وهو: تغلي إِذا جاوبها تكلمه

ص: 52

يَنصرف إِلَّا أَن يَكُونَ مُؤَنَّثًا «1»

؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ أَبو مَنْصُورِ بْنُ الجَوالِيقِي فِي المعرَّب: تَوَّج مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ خَوَّد؛ قَالَ جَرِيرٌ:

أَعْطوا البَعِيثَ جَفَّةً ومِنْسَجا،

وافْتَحَلُوه بَقَراً بِتَوَّجَا

وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وأَعْيُن العِينِ بأَعْلى خَوَّدَا

وشمَّر: اسْمُ فَرَسٍ؛ قَالَ:

وجَدِّيَ يَا حَجَّاجُ فارِسُ شَمَّرَا

والبُقْمُ: قَبيلةٌ.

بكم: البَكَمُ: الخرَسُ مَعَ عِيّ وبَلَهٍ، وَقِيلَ: هُوَ الخرَس مَا كَانَ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: البَكَمُ أَنْ يُولَدَ الإِنسانُ لَا يَنْطِق وَلَا يَسْمَع وَلَا يُبْصِر، بَكِمَ بَكَماً وبَكامةً، وَهُوَ أَبْكَمُ وبَكِيمٌ أَي أَخْرَس بَيِّن الخَرَس. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ*

؛ قَالَ أَبو إِسحاق: قِيلَ مَعْنَاهُ أَنهم بِمَنْزِلَةِ مَنْ وُلد أَخْرَس، قَالَ: وَقِيلَ البُكْمُ هُنَا المَسْلُوبُو الأَفئدة. قَالَ الأَزهري: بَيْن الأَخْرسِ والأَبْكَمِ فَرقٌ فِي كَلَامِ العرَب: فالأَخْرسُ الَّذِي خُلِقَ وَلَا نُطْقَ لَهُ كالبَهيمة العَجْماء، والأَبْكَم الَّذِي لِلِسَانِهِ نُطْقٌ وَهُوَ لَا يعْقِل الجوابَ وَلَا يُحْسِن وَجْه الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ

الإِيمان: الصُّمّ البُكْمُ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: البُكُم جَمْعُ الأَبْكَم وَهُوَ الَّذِي خُلِقَ أَخْرَس، وأَراد بِهِمُ الرَّعاعَ والجُهَّالَ لأَنهم لَا يَنْتَفِعُونَ بالسَّمْع وَلَا بالنُّطْق كبيرَ منْفعةٍ فكأَنهم قَدْ سُلِبُوهُما؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

سَتكونُ فِتنةٌ صَمَّاءُ بَكْماءُ عَمْياءُ

؛ أَراد أَنها لَا تَسْمَع وَلَا تُبْصِر وَلَا تَنْطِق فَهِيَ لِذَهَابِ حَواسِّها لَا تُدْرِك شَيْئًا وَلَا تُقلِع وَلَا تَرْتَفِع، وَقِيلَ: شَبَّههَا لاخْتِلاطِها وقَتْل الْبَرِيءِ فِيهَا والسَّقِيم بالأَصَمّ الأَخْرس الأَعمى الَّذِي لَا يَهْتَدِي إِلى شَيْءٍ، فَهُوَ يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْواء. التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي صِفَة الكُفَّار: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ*

؛ وَكَانُوا يَسْمَعون ويَنْطِقُون ويُبْصرون وَلَكِنَّهُمْ لَا يعُون مَا أَنزل اللَّهُ وَلَا يتكلَّمون بِمَا أُمروا بِهِ، فَهُمْ بمنزِلة الصُّمِّ البُكْمِ العُمْي. والبَكِيمُ: الأَبْكَمُ، وَالْجَمْعُ أَبْكامٌ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ:

فَلَيْتَ لِساني كانَ نِصْفَيْنِ: مِنْهُمَا

بَكِيمٌ ونِصفٌ عِنْدِ مَجْرَى الكَواكِب

وبَكُمَ: انقَطع عَنِ الْكَلَامِ جَهْلًا أَو تَعَمُّداً. اللَّيْثُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا امتنَع مِنَ الْكَلَامِ جَهْلًا أَوْ تَعمُّداً: بَكُمَ عَنِ الْكَلَامِ. أَبو زَيْدٍ فِي النَّوَادِرِ: رجلٌ أَبْكَم وَهُوَ العَييُّ المُفْحَم، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الأَبْكَم الأَقْطَع اللِّسَانِ، وَهُوَ العَييُّ بالجَواب الَّذِي لَا يُحسِن وَجْهَ الْكَلَامِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَبْكَمُ الَّذِي لَا يَعْقِل الجَواب، وَجَمْعُ الأَبْكَم بُكْمٌ وبُكْمان، وَجَمْعُ الأَصَمِّ صُمٌّ وصُمَّانٌ.

بلم: البَلَمةُ: بَرَمةُ العِضاه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والبَيلَمُ: القُطْنُ، وَقِيلَ: قُطْن القَصَب، وَقِيلَ: الَّذِي فِي جَوْف القَصَبة، وَقِيلَ: قُطْن البَرْدِيِّ، وَقِيلَ: جَوْزُ القُطْن. وَسَيْفٌ بَيْلَمِيٌّ: أَبْيضُ. والإِبْلِمُ والأَبْلَمُ والأُبْلُمُ والإِبْلِمَةُ والأُبْلُمة، كُلُّ ذَلِكَ: الخُوصةُ. يُقَالُ: المالُ بَيْنَنَا والأَمْرُ بَيْنَنَا شِقّ الإِبْلِمَة، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: شِقَّ الأُبْلُمة، وَهِيَ الخُوصة، وَذَلِكَ لأَنها تُؤْخَذُ فتُشَقُّ طُولًا على

(1). قوله [لَا يَنْصَرِفُ إِلَّا أَن يَكُونَ مُؤَنَّثًا] هكذا في الأَصل والتهذيب

ص: 53

السَّواء. وَفِي حَدِيثِ السقِيفَة:

الأَمْرُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كقَدِّ الأُبْلُمة

؛ الأُبْلُمة، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَاللَّامِ وَفَتْحِهِمَا وَكَسْرِهِمَا، أَي خُوصة المُقْلِ، وَهَمْزَتُهَا زَائِدَةٌ، يَقُولُ: نَحْنُ وإِيَّاكم فِي الحُكْم سَوَاءٌ لَا فَضْل لأَميرٍ عَلَى مَأْمُورٍ كالخُوصة إِذا شُقَّتْ باثْنَتَيْن مُتَساوِيتين. الْجَوْهَرِيُّ: الأَبْلَم خُوصُ المُقْل، وَفِيهِ ثلاثُ لُغات: أَبْلَم وأُبْلُم وإبْلِم، وَالْوَاحِدَةُ بِالْهَاءِ. ونَخْلٌ مُبَلَّم: حَوْلَهُ الأَبْلَمِ؛ قَالَ:

خَوْد تُرِيكَ الجَسَدَ المُنَعَّما،

كَمَا رأَيتَ الكَثَرَ المُبَلَّمَا

قَالَ أَبو زِيَادٍ: الأَبْلَم، بالفَتح، بَقْلة تخْرج لَهَا قُرُونٌ كالباقِلّى وَلَيْسَ لَهَا أَرُومةٌ، وَلَهَا وُرَيْقة مُنْتَشِرة الأَطْراف كأَنها ورَق الجَزَر؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ. والبَلَمُ والبَلَمَةُ: داءٌ يَأْخُذُ النَّاقَةَ فِي رَحِمِها فتَضيق لِذَلِكَ، وأَبْلَمتْ: أَخذها ذَلِكَ. والبَلَمةُ: الضَّبَعةُ، وَقِيلَ: هِيَ ورَمُ الحَياء مِنْ شِدَّةِ الضَّبَعة. الأَصمعي: إِذا وَرِمَ حياءُ النَّاقَةِ مِنَ الضَّبَعةِ قِيلَ: قَدْ أَبْلَمتْ، وَيُقَالُ بِهَا بَلَمَةٌ شَدِيدَةٌ. والمُبْلِمُ والمِبْلامُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَا تَرْغُو مِنْ شِدَّة الضَّبَعَةِ، وخصَّ ثَعْلَبٌ بِهِ البَكْرة مِنَ الإِبل؛ قَالَ أَبو الهَيثم: إِنَّمَا تُبْلِمُ البَكْرات خاصَّة دُونَ غَيْرِهَا؛ قَالَ نَصِيرٌ: البَكْرة الَّتِي لَمْ يَضْرِبْها الْفَحْلُ قطُّ فإِنها إِذا ضَبِعَتْ أَبْلَمَتْ فَيُقَالُ هِيَ مُبْلِمٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَذَلِكَ أَن يَرِمَ حَياؤُها عِنْدَ ذَلِكَ، وَلَا تُبْلِمُ إلَّا بَكْرة، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو زَيْدٍ: المُبْلِمُ البَكْرةُ الَّتِي لَمْ تُنْتَج قطُّ وَلَمْ يَضْرِبها فَحلٌ، فَذَلِكَ الإِبْلامُ، وإِذا ضَرَبَهَا الفحلُ ثُمَّ نَتَجُوها فإِنها تَضْبَع وَلَا تُبْلِمُ. الْجَوْهَرِيُّ: أَبْلَمت النَّاقَةُ إِذا وَرِمَ حَياؤها مِنْ شدَّة الضَّبَعَةِ، وَقِيلَ: لَا تُبْلِم إلَّا البَكْرة مَا لَمْ تُنْتَج. وأَبْلَمَت شَفَته: وَرِمَتْ، والاسمُ البَلَمَةُ. وَرَجُلٌ أَبْلَم أَي غَليظُ الشفتَين، وَكَذَلِكَ بَعِيرٌ أَبْلَم وأَبلَم الرَّجُلُ إِذا وَرِمَتْ شَفَتاه. ورأَيت شَفَتيه مُبْلَمَتَيْن إِذا وَرِمتَا. والتَّبْلِيمُ: التقْبيحُ. يُقَالُ: لَا تُبَلِّم عَلَيْهِ أَمرَه أَي لَا تُقَبِّح أَمْره، مَأْخُوذٌ مَنْ أَبْلَمتِ النَّاقَةُ إِذا وَرِم حَياؤها مِنْ الضَّبَعةِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَمْرٍو يُقَالُ مَا سمِعْت لَهُ أَبْلَمةً أَي حَرَكَةً؛ وأَنشد:

فَمَا سمعْت، بعدَ تِلْكَ النَّأمهْ،

مِنْهَا وَلَا مِنْه هُنَاكَ أَبْلَمَهْ

وَفِي حَدِيثِ

الدَّجَّالِ: رأَيته بَيْلَمانِيّاً أَقْمَر هِجاناً

أَي ضخمٌ مُنتَفِخ، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ. والبَلْماءُ: ليلةُ البَدْر لعِظَم القَمر فِيهَا لأَنه يَكُونُ تَامًّا. التَّهْذِيبُ: أَبو الْهُذَيْلِ الإِبْلِيمُ العَنْبر؛ وأَنشد:

وحُرَّةٍ غَيْرِ مِتْفالٍ لَهَوْتُ بِهَا،

لَوْ كَانَ يَخْلُد ذُو نُعْمى لِتَنْعيمِ

كأَنَّ، فوقَ حَشاياها ومِحْبَسِها،

صَوائرَ المسْك مَكْبُولًا بإِبْلِيمِ

أَي بالعَنْبر؛ قَالَ الأَزهري وَقَالَ غَيْرُهُ: الإِبْلِيمُ العسَل، قَالَ: وَلَا أَحفَظُه لإِمامٍ ثقةٍ، وبَيْلَمُ النجَّارِ: لغَة في البَيْرَم.

بلتم: قَالَ فِي تَرْجَمَةٍ بَلْدَمَ: البَلَنْدَم والبَلْدَم والبِلْدامة الثَّقِيل المَنْظَر البليدُ، والبَلْتَم لُغَةٌ فِي ذَلِكَ أَرى.

بلدم: بَلْدَمُ الفَرس: مَا اضْطَرب مِنْ حُلْقومه، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِ الفَرَس: مَا

ص: 54

اضْطَرَبَ مِنْ حُلْقومه ومَريئه وجِرانِه، قَالَ: وقَرَأْته عَلَى أَبي سَعِيدٍ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ. البَلْدَمُ: مقدَّم الصَّدْرِ، وَقِيلَ: الحُلْقوم وَمَا اتَّصل بِهِ مِنَ المَريء، وَقِيلَ: هِيَ بِالذَّالِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قول الراجز:

ما زالَ ذِئْب الرَّقْمَتَيْنِ كلَّما

دارَتْ بِوَجهٍ دارَ مَعْها أَيْنَما،

حَتَّى اخْتَلى بالنابِ مِنْهَا البَلْذَما

قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: بَلْدَمُ الْفَرَسِ صدْرُه، بِالدَّالِ وَالذَّالِ مَعًا. وبَلْدَمَ الرجلُ بَلْدَمةً إِذا فَرِق فسكَتَ، بِدَالٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ. والبَلَنْدَم والبَلْدَمُ والبِلْدامةُ: الرجلُ الثَّقِيلُ فِي المنظَر الْبَلِيدُ فِي المَخْبَر الْمُضْطَرِبُ الخلْق، وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ:

مَا أَنتَ إِلَّا أَعْفَكٌ بَلَنْدَمُ،

هِرْدَبَّةٌ هَوْهاءَةٌ مُزَرْدَمُ

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَانِ الحَرْفان أَعني هَذَا والبَلْدَم: مقدَّم الصَّدْرِ عِنْدَ الأَئمة الثِّقات، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعل الدالَ والذالَ فِي البَلْدَم لُغَتين. وَسَيْفٌ بَلْدَم: لَا يَقْطَعُ.

بلذم: البَلْذَمُ: مَا اضْطَرَبَ مِنَ المَريء، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الفَرسِ، وَقِيلَ: هُوَ الحُلْقوم. والبَلْذَمُ: البليدُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ بَلْدَمَ، بِالدَّالِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: البَلْذَمُ المَريءُ والحُلْقوم، والأَوْداجُ يُقَالُ لَهَا بَلْذَم. قَالَ: والبَلْذَمُ مِنَ الْفَرَسِ مَا اضْطَرَبَ مِنْ حُلْقومه ومَريئه وجِرانه، قُرِئَ عَلَى أَبي سَعِيدٍ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ، قَالَ: وَالْمَرِّيءُ مَجْرى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، والجِرانُ الجلْد الَّذِي فِي بَاطِنِ الحَلْق متَّصل بالعُنُق، والحْلْقوم مَخْرَج النفَس والصوْت. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: بَلْذَم الْفَرَسِ صدْره، بِالدَّالِ والذال معاً.

بلسم: بَلْسَمَ: سَكَتَ عَنْ فَزَع، وَقِيلَ: سَكَتَ فَقَطْ مِنْ غَيْرِ أَن يقَيَّد بفَرَقٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. الأَصمعي: طَرْسَم الرَّجُلُ طَرْسَمةً وبَلْسَمَ بَلْسَمَة إِذا أَطرق وسكَت وفَرِق. والبِلْسامُ: البِرْسامُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ شَاعِرًا أَفْحَمَه:

فَلَمْ يَزَلْ بالقَوْم والتَّهَكُّمِ

«2» . حَتَّى التَقَيْنا، وَهُوَ مِثْلُ المُفْحَمِ،

واصْفَرَّ حَتَّى آضَ كالمُبَلْسَمِ

قَالَ: المُبَلْسَمُ والمُبَرْسَم وَاحِدٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: البِلْسامُ البِرْسامُ وَهُوَ المُومُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

كأَنَّ بِلْساماً بِهِ أَو مُوما

وَقَدْ بُلْسِمَ وبَلْسَمَ: كَرَّهَ وجهَه.

بلصم: بَلْصَم الرجلُ وَغَيْرُهُ بَلْصَمةً: فَرَّ.

بلطم: بَلْطَمَ الرجلُ: سكَت.

بلعم: البُلْعُم والبُلْعومُ: مَجْرى الطَّعَامِ فِي الحَلْق وَهُوَ المَريءُ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: لَا يَذهَب أَمرُ هَذِهِ الأُمَّة إِلَّا عَلَى رَجُلٍ واسِع السُّرْمِ ضَخْم البُلْعُوم

؛ يُريدُ عَلَى رَجُلٍ شَدِيدٍ عَسُوف أَو مُسْرِف فِي الأَمْوال والدِّماء، فَوَصَفَهُ بسَعة المَدْخَل والمَخْرَج؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبي هُرَيْرَةَ: حَفِظْت مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مَا لَوْ بَثَثْتُه فِيكُمْ لقُطِع هَذَا البُلْعُوم.

وبَلْعَم اللُّقْمة: أَكلها. والبُلْعومُ: الْبَيَاضُ الَّذِي فِي جَحْفَلة الحِمار فِي طرَف

(2). قوله [فلم يزل بالقوم] هكذا في الأَصل بالميم

ص: 55

الْفَمِّ؛ وأَنشد:

بِيض البَلاعِيم أَمثال الخَواتِيم

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البُلْعوم مَسِيل يَكُونُ فِي القُفِّ دَاخِلٌ فِي الأَرض. والبَلْعَمة: الإِبْتِلاعُ. والبَلْعَمُ: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الأَكل الشَّدِيدُ البَلْع لِلطَّعَامِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وبَلْعَم: اسمُ رجلٍ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُريد، قَالَ: ولا أَحسبه عربيّاً.

بلغم: البَلْغَم: خِلْطٌ مِنْ أَخلاط الجسَد، وَهُوَ أَحد الطّبائع الأَرْبَع.

بمم: البَمُّ مِنَ العُود: مَعْرُوفٌ أَعجمي. الْجَوْهَرِيُّ: البَمُّ الوَتَر الْغَلِيظُ مِنْ أَوتار المَزاهِر. التَّهْذِيبُ: بَمُّ العُودِ الَّذِي يُضْرَب بِهِ هُوَ أَحدُ أَوتارِه، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. ابْنُ سِيدَهْ: وبَمُّ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، أَرض مِنْ كِرْمان. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَدِينَةٌ بكِرْمان

، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

أَلَا أَيها اللَّيْلُ الَّذِي طالَ أَصْبِحِ

بِبَمَّ، وَمَا الإِصْباح فِيكَ بأَرْوَحِ

وأَورد الأَزهري للطِّرِمَّاح:

أَلَيْلَتَنا فِي بَمِّ كِرْمانَ أَصْبِحِي

بنم: البَنامُ: لُغَةٌ فِي البنَانِ؛ قَالَ عُمر بْنُ أَبي رَبيعة:

فقالتْ وعَضَّتْ بالبنَام: فَضَحْتَني «1» .

بهم: البَهِيمةُ: كلُّ ذاتِ أَربَعِ قَوائم مِنْ دَوابّ البرِّ وَالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ بَهائم. والبَهْمةُ: الصغيرُ مِنْ أَولاد الغَنَم الضأْن والمَعَز والبَقَر مِنَ الْوَحْشِ وَغَيْرِهَا، الذكَرُ والأُنْثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وقل: هُوَ بَهْمةٌ إِذا شبَّ، وَالْجَمْعُ بَهْمٌ وبَهَمٌ وبِهامٌ، وبِهاماتٌ جَمْعُ الجمعِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المعَز؛ وَبِهِ فسِّر قَوْلُ الشَّاعِرِ:

عَداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمي

عَجايا كلُّها إِلَّا قَلِيلًا

أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لأَوْلاد الغنَم سَاعَةَ تَضَعها مِنَ الضأْن والمَعَز جَمِيعًا، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، سَخْلة، وَجَمْعُهَا سِخال، ثُمَّ هِيَ البَهْمَة الذكَرُ والأُنْثى. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هُم يُبَهِّمون البَهْمَ إِذا حَرَمُوه عَنْ أُمَّهاتِه فَرَعَوْه وحدَه، وإِذا اجتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قُلْتَ لَهَا جَمِيعًا بِهامٌ، قَالَ: وبَهِيمٌ هِيَ الإِبْهامُ للإِصْبَع. قَالَ: وَلَا يُقَالُ البِهامُ، والأَبْهم كالأَعْجم. واسْتُبْهِم عَلَيْهِ: اسْتُعْجِم فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ. وَقَالَ نِفْطَوَيْهِ: البَهْمةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عَنِ الْكَلَامِ أَي مُنْغَلِق ذَلِكَ عَنْهَا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ

؛ وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ

لأَنَّ كلَّ حَيّ لَا يميِّز، فَهُوَ بَهِيمة لأَنه أُبْهِم عَنْ أَن يميِّز. وَيُقَالُ: أُبْهِم عَنِ الْكَلَامِ. وطريقٌ مُبْهَمٌ إِذا كَانَ خَفِيّا لَا يَسْتَبين. وَيُقَالُ: ضرَبه فَوَقَعَ مُبْهَماً أَي مَغْشيّاً عَلَيْهِ لَا يَنْطِق وَلَا يميِّز. وَوَقَعَ فِي بُهْمةٍ لَا يتَّجه لَهَا أَي خُطَّة شَدِيدَةٍ. واستَبْهَم عَلَيْهِمُ الأَمرُ: لَمْ يدْرُوا كَيْفَ يأْتون لَهُ. واسْتَبْهَم عَلَيْهِ الأَمر أَي استَغْلَق، وتَبَهَّم أَيضاً إِذا أُرْتِجَ عَلَيْهِ؛ وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده:

أَعْيَيْتَني كلَّ العَياءِ،

فَلَا أَغَرَّ وَلَا بَهِيم

قَالَ: يُضْرَب مَثَلًا للأَمر إِذا أَشكل لَمْ تَتَّضِحْ جِهَته

(1). في ديوان عمر: وعضت بالبنان بدل البنام

ص: 56

واستقامَتُه ومعرِفته؛ وأَنشد فِي مِثْلِهِ:

تَفَرَّقَتِ المَخاضُ عَلَى يسارٍ،

فَمَا يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيبُ

وأَمرٌ مُبْهَم: لَا مَأْتَى لَهُ. واسْتَبْهَم الأَمْرُ إِذا اسْتَغْلَق، فَهُوَ مُسْتَبْهِم. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: كَانَ إِذا نَزَل بِهِ إحْدى المُبْهَمات كَشَفَها

؛ يُريدُ مَسْأَلَةً مُعضِلةً مُشْكِلة شاقَّة، سمِّيت مُبْهَمة لأَنها أُبْهِمت عَنِ الْبَيَانِ فَلَمْ يُجْعل عَلَيْهَا دَلِيلٌ، وَمِنْهُ قِيلَ لِما لَا يَنْطِق بَهِيمة. وَفِي حَدِيثِ

قُسّ: تَجْلُو دُجُنَّاتِ «1» . الدَّياجي والبُهَم

؛ البُهَم: جَمْعُ بُهْمَة، بِالضَّمِّ، وَهِيَ مُشكلات الأُمور. وَكَلَامٌ مُبْهَم: لَا يعرَف لَهُ وَجْه يُؤْتَى مِنْهُ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ حَائِطٌ مُبْهَم إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ بابٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَبْهَمَ عَلَيَّ الأَمْرَ إِذا لَمْ يَجعل لَهُ وَجْهًا أَعرِفُه. وإبْهامُ الأَمر: أَن يَشْتَبه فَلَا يعرَف وجهُه، وَقَدْ أَبْهَمه. وَحَائِطٌ مُبْهَم: لَا بَابَ فِيهِ. وبابٌ مُبْهَم: مُغلَق لَا يُهْتَدى لفتحِه إِذا أُغْلِق. وأبْهَمْت البابَ: أَغلَقْته وسَدَدْته. وليلٌ بَهيم: لَا ضَوء فِيهِ إِلى الصَّباح. وَرُوِيَ

عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فِي تَوابيت مِنْ حديدٍ مُبْهَمةٍ عَلَيْهِمْ

؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: المُبْهَمة الَّتِي لَا أَقْفالَ عَلَيْهَا. يُقَالُ: أَمرٌ مُبْهَم إِذا كَانَ مُلْتَبِساً لَا يُعْرَف مَعْنَاهُ وَلَا بَابُهُ. غَيْرُهُ: البَهْمُ جَمْعُ بَهْمَةٍ وَهِيَ أَولادُ الضأْن. والبَهْمة: اسْمٌ لِلْمُذَكِّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، والسِّخالُ أَولادُ المَعْزَى، فَإِذَا اجْتَمَعَ البهامُ والسِّخالُ قَلْتَ لَهُمَا جَمِيعًا بِهامٌ وبَهْمٌ أَيضاً؛ وأَنشد الأَصمعي:

لَوْ أَنَّني كنتُ، مِنْ عادٍ ومِن إِرَمٍ،

غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقْماناً وَذَا جَدَنِ

لأَنَّ الغَذِيَّ السَّخلة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ لأَن الغَذِيَّ السَّخْلة وَهَم، قَالَ: وإِنما غَذِيُّ بَهْمٍ أَحدُ أَمْلاك حِمْير كَانَ يُغَذّى بلُحوم البَهْم، قَالَ وَعَلَيْهِ قَوْلُ سَلْمَى بْنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيِّ:

أَهلَك طَسْماً، وبَعْدَهم

غَذِيَّ بَهْمٍ وَذَا جَدَنِ

قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنه عَطَفَ لُقْماناً عَلَى غَذِيَّ بَهْمٍ، وَكَذَلِكَ فِي بَيْتِ سَلْمَى الضَّبِّيِّ، قَالَ: وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنشده الأَصمعي لأَفْنون التَّغْلَبِيِّ؛ وَبَعْدَهُ:

لَمَا وَفَوْا بأَخِيهم مِنْ مُهَوّلةٍ

أَخا السُّكون، وَلَا جَارُوا عَنِ السَّنَنِ

وَقَدْ جَعل لَبيد أَولادَ الْبَقَرِ بِهاماً بِقَوْلِهِ:

والعِينُ ساكنةٌ عَلَى أَطلائِها

عُوذاً، تأَجَّل بالفَضاء بِهامُها

وَيُقَالُ: هُم يُبَهِّمُون البَهْمَ تَبْهِيماً إِذا أَفرَدُوه عَنْ أُمَّهاته فَرَعَوْه وحْدَه. الأَخفش: البُهْمَى لَا تُصْرَف. وكلُّ ذِي أَربع مِنْ دوابِّ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ يسمَّى بَهِيمة. وَفِي حَدِيثِ

الإِيمان والقَدَر: وَتَرَى الحُفاةَ العُراة رِعاءَ الإِبل والبَهْم يَتطاوَلون فِي البُنْيان

؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَراد بِرِعاءِ الإِبِل والبَهْم الأَعْرابَ وأَصحابَ البَوادي الَّذِينَ يَنْتَجِعون مواقعَ الغَيْث وَلَا تَسْتَقِرُّ بِهِمُ الدَّارُ، يَعْنِي أَن الْبِلَادَ تفتَح

(1). قوله [تجلو دجنات] هكذا في الأَصل والنهاية بالتاء، وفي مادة دجن من النهاية: يجلو دجنات بالياء

ص: 57

فَيَسْكُنُونَهَا ويَتطاوَلون فِي البُنْيان، وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ:

رُعاة الإِبل البُهُم،

بِضَمِّ الْبَاءِ وَالْهَاءِ، عَلَى نَعْتِ الرُّعاة وَهُمُ السُّودُ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: البُهُم، بِالضَّمِّ، جَمْعُ البَهِيم وَهُوَ الْمَجْهُولُ الَّذِي لَا يُعْرَف. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ:

أَنَّ بَهْمَةً مَرَّتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يصلِّي

، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ:

أَنه قَالَ لِلرَّاعِي مَا ولَّدت؟ قَالَ: بَهْمة، قَالَ: اذْبَحْ مكانَها شَاةً

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن البَهْمة اسْمٌ للأُنثى لأَنه إِنَّمَا سَأَلَهُ ليعلَم أذَكَراً ولَّد أَمْ أُنْثى، وإلَّا فَقَدْ كَانَ يَعْلم أَنه إِنَّمَا ولَّد أَحدَهما. والمُبْهَم والأَبْهَمُ: المُصْمَت؛ قَالَ:

فَهَزَمتْ ظَهْر السِّلامِ الأَبْهَم

أَي الَّذِي لَا صَدْع فِيهِ؛ وأَما قَوْلُهُ:

لكافرٍ تاهَ ضَلالًا أَبْهَمُه

فَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَبْهَمُه قلبُه، قَالَ: وأَراه أَراد أَنَّ قَلْبَ الْكَافِرِ مُصْمَت لَا يَتَخَلَّله وعْظ وَلَا إنْذار. والبُهْمةُ، بِالضَّمِّ الشُّجَاعُ، وَقِيلَ: هُوَ الْفَارِسُ الَّذِي لَا يُدْرَى مِنْ أَين يُؤتى لَهُ مِنْ شدَّة بأْسِه، وَالْجَمْعُ بُهَم؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا يَدْرِي مُقاتِله مِنْ أَين يَدخل عَلَيْهِ، وَقِيلَ: هُمْ جَمَاعَةُ الفُرْسان، وَيُقَالُ لِلْجَيْشِ بُهْمةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فُلَانٌ فارِس بُهْمةٍ وليثُ غابةٍ؛ قَالَ مُتَمِّم بْنُ نُوَيْرة:

وللِشرْب فابْكِي مالِكاً، ولِبُهْمةٍ

شديدٍ نَواحِيها عَلَى مَن تَشَجَّعا

وهُم الكُماة، قِيلَ لَهُمْ بُهْمةٌ لأَنه لَا يُهْتَدى لِقِتالهم؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: البُهْمةُ السوادُ أَيضاً، وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رَجُلٌ بُهْمَةٌ إِذا كَانَ لَا يُثْنَى عَنْ شَيْءٍ أَراده؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: البُهْمةُ فِي الأَصل مَصْدَرٌ وُصف بِهِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: هُوَ فارسُ بُهْمةٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ، فَجَاءَ عَلَى الأَصل ثُمَّ وَصَفَ بِهِ فَقِيلَ رَجُلٌ عَدْل، وَلَا فِعْل لَهُ، وَلَا يُوصف النساءُ بالبُهْمةِ. والبَهِيمُ: مَا كَانَ لَوناً وَاحِدًا لَا يُخالِطه غَيْرُهُ سَواداً كَانَ أَو بَيَاضًا، وَيُقَالُ للَّيالي الثَّلَاثِ الَّتِي لَا يَطْلُع فِيهَا الْقَمَرُ بُهَمٌ، وَهِيَ جَمْعُ بُهْمةٍ. والمُبْهَم مِنَ المُحرَّمات: مَا لَا يحلُّ بوجْهٍ وَلَا سَبَبٍ كَتَحْرِيمِ الأُمِّ والأُخْت وَمَا أَشبَهه.

وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ قَوْلِهِ عز وجل: وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ، وَلَمْ يُبَيّن أَدَخَل بِهَا الإِبنُ أَمْ لَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَبْهِموا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ

؛ قَالَ الأَزهري: رأَيت كَثِيرًا مِنْ أَهل الْعِلْمِ يذهَبون بِهَذَا إِلى إِبهام الأَمر واستِبهامِه، وَهُوَ إشْكالُه وَهُوَ غلَطٌ. قَالَ: وَكَثِيرٌ مِنْ ذَوي الْمَعْرِفَةِ لَا يميِّزون بَيْنَ المُبْهَم وَغَيْرِ المُبْهَم تَمْيِيزًا مُقْنِعاً، قَالَ: وأَنا أُبيّنه بعَوْن اللَّهِ عز وجل، فَقَوْلُهُ عز وجل: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ، هَذَا كُلُّهُ يُسمَّى التحريمَ المُبْهَم لأَنه لَا يحلُّ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ وَلَا سَبَبٍ مِنَ الأَسباب، كالبَهِيم مِنْ أَلوان الْخَيْلِ الَّذِي لَا شِيَةَ فِيهِ تُخالِف مُعْظم لونِه، قَالَ: ولمَّا

سئل ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَلَمْ يُبيِّن اللَّهُ الدُّخولَ بهنَّ أَجاب فَقَالَ: هَذَا مِنْ مُبْهَم التَّحْرِيمِ الَّذِي لَا وَجْهَ فِيهِ غَيْرُ التَّحْرِيمِ، سَوَاءٌ دَخَلْتم بِالنِّسَاءِ أَو لَمْ تَدْخُلوا بِهِنَّ، فأُمَّهات نِسائكم حُرِّمْنَ عَلَيْكُمْ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ

، وأَما قَوْلُهُ: وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ، فالرَّبائبُ هاهنا لسْنَ مِنَ المُبْهمات لأَنَّ لهنَّ وَجْهَيْنِ مُبيَّنَين أُحْلِلْن فِي أَحدِهما

ص: 58

وحُرِّمْن فِي الْآخَرِ، فَإِذَا دُخِل بأُمَّهات الرَّبائب حَرُمت الرَّبائبُ، وإِن لَمْ يُدخل بأُمَّهات الرَّبَائِبِ لَمْ يَحْرُمن، فَهَذَا تفسيرُ المُبْهَم الَّذِي أَراد ابنُ عَبَّاسٍ، فَافْهَمْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا التَّفْسِيرُ مِنَ الأَزهري إِنَّمَا هُوَ للرَّبائب والأُمَّهات لَا للحَلائل، وَهُوَ فِي أَول الْحَدِيثِ

إِنَّمَا جَعل سُؤَالَ ابنِ عَبَّاسٍ عَنِ الحَلائل لَا عَنِ الرَّبَائِبِ.

ولَونٌ بَهِيمٌ: لَا يُخالطه غيرُه. وَفِي الْحَدِيثِ:

فِي خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ

؛ وَقِيلَ: البَهِيمُ الأَسودُ. والبَهِيمُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا شِيةَ فِيهِ، الذكَر والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَالْجَمْعُ بُهُم مِثْلُ رغِيفٍ ورُغُف. وَيُقَالُ: هَذَا فَرَسٌ جَوَادٌ وبَهِيمٌ وَهَذِهِ فُرْسٌ جَوَادٌ وبَهِيمٌ، بِغَيْرِ هاء، وَهُوَ الَّذِي لَا يُخالط لونَه شَيْءٌ سِوى مُعْظَم لونِه. الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا فَرَسٌ بَهِيمٌ أَي مُصْمَتٌ. وَفِي حديث

عياش ابن أَبي رَبِيعَةَ: والأَسود البَهيمُ كأَنه مِنْ ساسَمٍ كأَنه المُصْمَتُ

«1»

. الَّذِي لَا يُخالِطُ لونَه لَوْنٌ غيرُه. والبَهيمُ مِنَ النِّعاج: السَّوْداءُ الَّتِي لَا بَيَاضَ فِيهَا، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ بُهْمٌ وبُهُمٌ فأَما قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

يُحْشَر الناسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْماً

أَي لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، وَيُقَالُ: أَصِحَّاءَ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو البُهْمُ وَاحِدُهَا بَهيم وَهُوَ الَّذِي لَا يخالِط لَونَه لونٌ سِواه مِنْ سَوادٍ كَانَ أَو غَيْرُهُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَمَعْنَاهُ عِنْدِي أَنه أَراد بِقَوْلِهِ بُهْماً يقولُ: لَيْسَ فِيهِمْ شيءٌ مِنَ الأَعراض وَالْعَاهَاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الدُّنْيَا مِنَ العَمى والعَوَر والعَرَج والجُذام والبَرَص وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صُنوف الأَمراض والبَلاءِ، وَلَكِنَّهَا أَجسادٌ مُبْهَمَة مُصَحَّحَة لِخُلود الأَبد، وَقَالَ غَيْرُهُ: لِخُلود الأَبَدِ فِي الْجَنَّةِ أَو النَّارِ، ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: الَّذِي ذَكَرَهُ الأَزهري وَغَيْرُهُ أَجْسادٌ مُصَحَّحة لخُلود الأَبد، وَقَوْلُ ابْنِ الأَثير فِي الْجَنَّةِ أَو فِي النَّارِ فِيهِ نَظَر، وَذَلِكَ أَن الْخُلُودَ فِي الْجَنَّةِ إِنَّمَا هُوَ للنَّعيم المحْضِ، فصحَّة أَجْسادِهم مِنْ أَجل التَّنَعُّم، وأَما الْخُلُودُ فِي النَّارِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْعَذَابِ والتأسُّف والحَسرة، وزيادةُ عذابِهم بِعَاهَاتِ الأَجسام أَتمُّ فِي عُقوبتهم، نسأَل اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنْ ذَلِكَ بِكَرَمِهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رُوي فِي تَمَامِ الْحَدِيثِ:

قِيلَ وَمَا البُهْم؟ قَالَ: لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ مِنْ أَعراض الدُّنْيَا وَلَا مِنْ متاعِها

، قَالَ: وَهَذَا يُخَالِفُ الأَول مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى. وصَوْتٌ بَهِيم: لَا تَرْجيع فِيهِ. والإِبْهامُ مِنَ الأَصابع: العُظْمى، مَعْرُوفَةٌ مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ تَكُونُ فِي اليَدِ والقدَم، وَحَكَى اللِّحْيَانِي أَنها تذكَّر وتؤنَّثُ؛ قَالَ:

إِذا رأَوْني، أَطال اللَّهُ غَيْظَهُمُ،

عَضُّوا مِنَ الغَيظِ أَطرافَ الأَباهيمِ

وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

فَقَدْ شَهدَت قَيْسٌ فَمَا كَانَ نَصْرُها

قُتَيبةَ، إِلَّا عَضَّها بالأَباهِمِ

فإِنما أَراد الأَباهِيم غَيْرَ أَنه حُذِفَ لأَنَّ القصِيدةَ لَيْسَتْ مُرْدَفَة، وَهِيَ قَصِيدَةٌ مَعْرُوفَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ للإِصْبَع إِبْهامٌ لأَنها تُبْهِم الْكَفَّ أَي تُطْبِقُ عَلَيْهَا. قَالَ: وبَهِيم هِيَ الإِبْهام للإِصبع، قَالَ: وَلَا يُقَالُ البِهامُ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الإِبْهام الإِصْبَع الكُبْرى الَّتِي تَلِي المُسَبِّحةَ، وَالْجَمْعُ الأَباهِيم، وَلَهَا مَفْصِلان. الْجَوْهَرِيُّ: وبُهْمى نَبْت، وَفِي الْمُحْكَمِ: والبُهْمى نَبْت؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ خَيْرُ أَحْرار البُقُولِ رَطْباً وَيَابِسًا وَهِيَ تَنْبُت أَوَّل شَيْءٍ بارِضاً، وَحِينَ تُخْرِجُ مِنَ الأَرض تَنْبت كَمَا يَنْبُت الحَبُّ، ثُمَّ يبلُغ

(1). قوله [كأنه المصمت] الذي في النهاية: أي المصمت

ص: 59

بِهَا النَّبْت إِلى أَن تَصِيرَ مِثْلَ الحَبّ، وَيَخْرُجُ لَهَا إِذا يَبِسَتْ شَوْك مِثْلَ شَوْكِ السُّنْبُل، وإِذا وَقَع فِي أُنوف الغَنَم والإِبل أَنِفَت عَنْهُ حَتَّى يَنْزِعه الناسُ مِنْ أَفواهها وأُنوفِها، فإِذا عَظُمَت البُهْمى ويَبِسَتْ كَانَتْ كَلأً يَرْعاه النَّاسُ حَتَّى يُصِيبه المطَر مِنْ عامٍ مُقْبِل، ويَنْبت مِنْ تحتِه حبُّه الَّذِي سقَط مِنْ سُنْبُله؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: البُهْمى نَبْت تَجِد بِهِ الغنَم وَجْداً شَدِيدًا مَا دَامَ أَخضر، فإِذا يَبِس هَرّ شَوْكُه وامتَنَع، وَيَقُولُونَ لِلْوَاحِدِ بُهْمى، وَالْجَمْعُ بُهْمى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: البُهْمى تَكُونُ وَاحِدَةً وَجَمْعًا وأَلفها لِلتَّأْنِيثِ؛ وَقَالَ قومٌ: أَلفها للإِلْحاق، وَالْوَاحِدَةُ بُهْماةٌ؛ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: هَذَا لَا يُعَرَفُ وَلَا تَكُونُ أَلف فُعْلى، بِالضَّمِّ، لِغَيْرِ التَّأْنِيثِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ:

رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرةً،

وصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: البُهْمى عُقْر الدارِ وعُقارُ الدارِ؛ يُريدون أَنه مِنْ خِيار المَرْتَع فِي جَناب الدَّار؛ وَقَالَ بَعْضُ الرُّواة: البُهْمى ترتفِع نَحْوَ الشِّبْر ونَباتُها أَلْطَف مِنْ نَبات البُرِّ، وَهِيَ أَنْجَعُ المَرْعَى فِي الحافرِ مَا لَمْ تُسْفِ، واحدتُها بُهْماة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قولُ أَهل اللُّغَةِ، وَعِنْدِي أَنّ مَن قَالَ بُهماةٌ فالأَلف مُلْحِقة لَهُ بِجُخْدَب، فإِذا نَزَعَ الْهَاءَ أَحال اعْتِقاده الأَول عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ الأَلف لِلتَّأْنِيثِ فِيمَا بَعْدُ فَيَجْعَلُهَا للإِلْحاق مَعَ تَاءِ التَّأْنِيثِ وَيَجْعَلُهَا لِلتَّأْنِيثِ إِذا فَقَدَ الْهَاءَ. وأَبْهَمَتِ الأَرض، فَهِيَ مبْهِمة: أَنْبَتَت البُهْمَى وكثُر بُهْماها، قَالَ: كَذَلِكَ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَهَذَا عَلَى النَّسَبِ. وبَهَّم فُلَانٌ بِمَوْضِعِ كَذَا إِذا أَقام بِهِ وَلَمْ يَبْرَحْهُ. وَالْبَهَائِمُ: اسْمُ أَرض، وَفِي التَّهْذِيبِ: البَهائم أَجْبُل بالحِمَى عَلَى لَون وَاحِدٍ؛ قَالَ الرَّاعِي:

بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رأَى ذَا مَعارِكٍ

أَتى دُونَهُ، والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم

والأَسماءُ المُبْهَمة عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ: أَسماء الإِشارات نَحْوُ قَوْلِكَ هَذَا وَهَؤُلَاءِ وَذَاكَ وأُولئك، قَالَ الأَزهري: الحُروف المُبْهَمة الَّتِي لَا اشتقاقَ لَهَا وَلَا يُعْرف لَهَا أُصول مِثْلَ الَّذِي وَالَّذِينَ وَمَا ومَن وَعَنْ «2»

. وَمَا أَشبهها، والله أَعلم.

بهرم: بَهْرَمَةُ النَّوْر: زَهْرُه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والبَهْرَمَةُ: عِبادةُ أَهلِ الْهِنْدِ. قَالَ الأَصمعي: الرَّنْفُ بَهْرامَج البرِّ. والبَهْرَم والبَهْرَمان: العُصْفُر، وَقِيلَ: ضرْب مِنَ الْعُصْفُرِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ يَصِفُ نَاقَةً:

كَوْماء مِعْطير كلَوْنِ البَهْرَمِ

وَيْقَالُ للعُصْفر: البَهْرَم والفَغْوُ. وبَهْرَمَ لِحْيَته: حَنَّأَها تحْنِئة مُشْبَعَةً؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

أَصْبَحَ بالحِنَّاء قَدْ تَبَهْرَما

يَعْنِي رَأْسَهُ أَي شاخَ فَخَضَب. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ، رضي الله عنه: أَنه غَطَّى وجهَه بقَطيفَة حَمراء أُرْجُوانٍ وَهُوَ مُحْرم

؛ قَالَ: الأُرْجُوان هُوَ الشَّدِيدُ الحُمْرة، وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِ الحُمْرة أُرْجُوانٌ. والبَهرَمان دُونَهُ بِشَيْءٍ فِي الحُمْرة، والمُفَدَّمُ المُشْبَع حُمرة، والمُضَرَّجُ دُونَ المُشْبَع، ثُمَّ المُوَرَّدُ بَعْدَهُ. وَفِي

(2). قوله [ومن وعن] كذا في الأَصل والتهذيب ونسخة من شرح القاموس غير المطبوع، وفي شرح القاموس المطبوع: ومن نحن

ص: 60