الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْ لِطَغامِ الأَزْدِ: لَا تَبْطَرُوا
…
بالشِّيمِ والجِرِّيثِ. والكَنْعَدِ
والمَشِيمةُ: الغِرْسُ، وَأَصْلُهُ مَفْعِلةٌ فَسَكَنَتِ الْيَاءُ، وَالْجَمْعُ مَشايِمُ مثلُ مَعايشَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُجْمَعُ أَيْضًا مَشِيماً؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ جَرِيرٍ:
خَبِيثَاتُ الْمَثَابِرِ وَالْمَشِيمِ
وَقَوْمٌ شُيُومٌ: آمِنُونَ، حَبَشِيَّةٌ. وَمِنْ كَلَامِ النَّجَاشِيِّ لِقُرَيْشٍ: اذْهَبُوا فأَنتم شُيُومٌ بأَرْضِي. وبَنُو أَشْيَمَ: قَبِيلَةٌ. والأَشْيَمُ وشَيْمانُ: اسْمَانِ. ومَطَرُ بْنُ أَشْيَمَ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ. وصِلةُ بْنُ أشْيَمَ: رجلٌ مِنَ التَّابِعِينَ؛ وَقَوْلُ بِلَالٍ مُؤَذِّنُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:
إِلَّا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً
…
بوادٍ، وحَوْلي إذْخِرٌ وجَليلُ؟
وهَلْ أرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ؟
…
وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامَةٌ وطَفِيلُ؟
هُمَا جَبَلَانِ مُشْرِفانِ، وَقِيلَ: عَيْنَانِ، والأَول أَكْثَرُ. ومَجَنَّةُ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ كَانَتْ تُقام بِهِ سُوقٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ شَابَّةٌ بِالْبَاءِ «1» ، وَهُوَ جَبَلٌ حِجَازِيٌّ. والأَشْيَمان: موضعان.
فصل الصاد المهملة
فصل الصاد المهملة
صأم: صَئِمَ مِنَ الشَّرَابِ صأْماً «2» . كصَئِبَ إِذَا أكثرَ شُرْبَهُ، وَكَذَلِكَ قَئِبَ وذَئِجَ. أَبو عَمْرٍو: فَأَمْتُ وصَأَبْتُ إِذَا رَوِيتَ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ أَبو السَّمَيْدَع: فأَمْتُ فِي الشَّراب وصَأَمْتُ إِذَا كَرَعْتَ فِيهِ نَفَساً.
صتم: الصَّتْمُ، بِالتَّسْكِينِ، والصَّتَمُ، بِالْفَتْحِ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا عَظُمَ وَاشْتَدَّ. والأُنثى صَتْمَة وصَتَمةٌ. وَرَجُلٌ صَتْمٌ وَجَمَلٌ صَتْمٌ: ضَخْمٌ شَدِيدٌ، وَنَاقَةٌ صَتَمة كَذَلِكَ. وَعَبْدٌ صَتْمٌ، بِالتَّسْكِينِ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَالْجَمْعُ صُتْمٌ، بِالضَّمِّ. وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ: عَبْدٌ صَتَمٌ، بِالتَّحْرِيكِ، أَيْ غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَجَمَلٌ صَتَمٌ أَيضاً وَنَاقَةٌ صَتَمةٌ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْهُ ثَعْلَبٌ إلَّا بِالتَّسْكِينِ؛ قَالَ: وأَنشدنا ابْنُ الأَعرابي:
ومُنْتَظري صَتْماً فَقَالَ: رَأَيْتُه نَحِيفاً،
…
وَقَدْ أَجْرى عَنِ الرَّجُلِ الصَّتْمِ
وصَتَّمَ الشيءَ: أَحْكَمَه وأَتَمَّهُ. أَبُو عَمْرٍو: صَتَّمْتُ الشيءَ فَهُوَ مُصَتَّمُ وصَتْمٌ أَيْ مُحْكَمٌ تامٌّ. وَشَيْءٌ صَتْمٌ أَيْ مُحْكَمٌ تَامٌّ. والتَّصْتِيمُ: التَّكْمِيلُ. وأَلْف مُصَتَّم: مُتَمَّمٌ. وأَلْف صَتْمٌ أَيْ تامٌّ. وَمَالٌ صَتْمٌ: تَامٌّ، وَأَمْوَالٌ صُتْمٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ صَيَّادٍ: أَنَّهُ وَزَنَ تِسْعِينَ فَقَالَ صَتْماً فَإِذَا هِيَ مِائَةٌ
؛ الصَّتْمُ: التَّامُّ، يُقَالُ أَعْطَيْتُهُ أَلْفًا صَتْماً أَيْ تَامًّا كَامِلًا. وعَبْد صَتْمٌ أَيْ غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَجَمَلٌ صَتْمٌ وَنَاقَةٌ صَتْمَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّتْمُ مِنْ كل شيء
(1). قوله [وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ شَابَّةٌ بالباء] هو الذي صوّبه في التكملة وزاد فيها: أول ما تخرج الخضرة في اليبيس هو التشيم، ويقال تشيمه الشيب واشتام فيه أي دخل، وشم ما بين كذا إلى كذا أي قدّره، والشام الفرق من الناس انتهى. ومثله في القاموس
(2)
. قوله [صَئِمَ مِنَ الشَّرَابِ صَأْمًا] ضبط المصدر في الأَصل بسكون الهمزة، وفي المحكم بفتحها وهو الموافق لقوله كصئب لأنه من باب فرح كما في القاموس وغيره ولاحتمال أن الميم مبدلة من الباء، وأما قول المجد صئم كعلم فليس نصاً في سكون همزة المصدر
مَا عَظُمَ وَاشْتَدَّ، وَجَمَلٌ صَتْمٌ وَبَيْتٌ صَتْمٌ، وَأَعْطَيْتُهُ أَلفاً صَتْماً ومُصَتَّماً؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
صَحِيحَاتُ أَلفٍ بَعْدَ ألفٍ مُصَتَّمِ «1»
. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَسَنَّ وَلَمْ يَنْقُصْ: فلانٌ وَاللَّهِ بَشَرٌ مِنَ الرِّجَالِ، وَفُلَانٌ صَتْمٌ مِنَ الرِّجَالِ، وَفُلَانٌ صُمُلٌّ مِنَ الرِّجَالِ قَدْ بَلَغَ أَقْصَى الْكُهُولَةِ. والصَّتْمُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي شَخَصَتْ مَحاني ضُلُوعِهِ حتى تَسَاوَتْ بمَنْكِبِه وعَرُضَتْ صَهْوَتُه. وَالْحُرُوفُ الصُّتْمُ: الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلِذَلِكَ مَعْنًى لَيْسَ مِنْ غَرَضِ هَذَا الْكِتَابِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْحُرُوفُ الصُّتْمُ مَا عَدَا الذُّلْقَ. والصَّتِيمةُ: الصَّخْرَةُ الصُّلْبة. والأُصْتُمُّةُ: مُعْظَمُ الشَّيْءِ، تَمِيمِيَّةٌ، التَّاءُ فِيهَا بَدَلٌ مِنَ الطَّاءِ. وفلانٌ فِي أُصْتُمَّةِ قومِه: مِثْلَ أُصْطُمَّتهم. التَّهْذِيبِ: والأَصاتِمُ جَمْعُ الأُصْطُمَّة بِلُغَةِ تَمِيمٍ، جَمَعُوهَا بِالتَّاءِ كَرَاهَةَ تَفْخِيمِ أصاطِمَ فَرَدُّوا الطَّاءَ إِلَى التاء «2» .
صحم: الأَصْحَمُ والصُّحْمَةُ: سَوَادٌ إِلَى الصُّفْرة، وَقِيلَ: هِيَ لَوْنٌ مِنَ الغُبْرة إِلَى سَوَادٍ قَلِيلٍ، وَقِيلَ: هِيَ حُمْرَةٌ وبياضٌ، وَقِيلَ: صُفْرَةٌ فِي بَيَاضٍ، الذَّكَر أَصْحَمُ والأُنثى عَلَى الْقِيَاسِ، وَبَلْدَةٌ صَحْماءُ: ذَاتُ اغْبِرارٍ؛ وأَنشد يصف حماراً:
أوَ اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه،
…
حَزابِيَةٍ حَيَدى بالدِّحالْ «3»
. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَوْ اصْحَم فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَهُوَ:
كأَني ورَحْلي، إِذَا زُعْتُها،
…
عَلَى جَمَزى جازِئٍ بالرِّمالْ
وَقَالَ: قَالَ الأَصمعي لَمْ أَسمع فَعَلى فِي مُذَكَّرٍ إلَّا فِي هَذَا الْحَرْفِ فَقَطْ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي حَرْفَيْنِ آخَرَيْنِ وَهُمَا: حَيَدى، فِي الْبَيْتِ الْآخَرِ، ودَلَظى لِلشَّدِيدِ الدَّفْع؛ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي نَعْتِ الْحَمِيرِ:
وصُحْمٍ صِيامٍ بَيْنَ صَمْدٍ ورِجْلَةٍ
وَقَالَ شَمِرٌ فِي بَابِ الفَيافي: الغَبْراءُ والصَّحْماءُ فِي أَلْوَانِهَا بَيْنَ الغُبْرةِ والصُّحْمة؛ وَقَالَ الطَّرِمَّاحُ يَصِفُ فَلاةً:
وصَحْماءَ أَشْباهِ الحَزابيِّ، مَا يُرى
…
بِهَا سارِبٌ غيرُ القَطا المُتَراطِنِ
أَبُو عَمْرٍو: الأَصْحَمُ الأَسْوَدُ الحالِكُ، وَإِذَا أَخَذَتِ البَقْلَةُ رِيَّها واشْتَدَّتْ خُضْرَتُها قِيلَ اصْحامّتْ. فَهِيَ مُصْحامَّة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اصْحامَّتِ البَقلَةُ اصْفارَّتْ، واصْحامَّ النَّبتُ اشْتَدَّتْ خُضْرته؛ وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: اصْحامَّ النبتُ خالَطَ سَوادَ خُضْرته صُفْرَةٌ، واصْحامَّتِ الأَرض تَغَيَّرَ نَبْتُهَا وأَدْبَرَ مَطرُها، وَكَذَلِكَ الزَّرْعُ إِذَا تَغَيَّرَ لَوْنُهُ فِي أَوَّل التَّيَبُّسِ أَوْ ضَرَبه شيءٌ مِنَ القُرِّ. واصْحامَّت الأَرضُ: تَغَيَّرَ لَوْنُ زَرْعِهَا لِلْحَصَادِ، واصْحامَّ الحَبُّ كَذَلِكَ. وحَنَأَتِ الأَرضُ تَحْنَأُ وَهِيَ حانِئَةٌ إِذَا اخْضَرَّتْ والْتَفَّ نَبْتُها، قَالَ: وَإِذَا أَدبر الْمَطَرُ وَتَغَيَّرَ نَبْتُهَا قِيلَ اصْحامَّت، فَهِيَ مُصْحامَّة. والصَّحْماءُ: بِقِلَّةٍ لَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الْخُضْرَةِ. وأَصْحَمَةُ: اسم رجل.
(1). في رواية أخرى: عُلالةُ ألف؛ وفي رواية الديوان:
صحيحات مالٍ طالعات بمُخرمِ
(2)
. زاد في التكملة: وهامة صتام بالضم، قال رؤبة:
وبريها عن هامة صتام
…
في جانبيها الشيب كالثغام
والصتمة أي بفتح فسكون كالصتيمة، وتصتم إِذَا عَدَا عَدْوًا شَدِيدًا
(3)
. قوله [أو أصحم] كذا بالأَصل بأو، وأنشده في الصحاح مرة بأو ومرة بالواو
صدم: الصَّدْمُ: ضَرْبُ الشَّيْءِ الصُّلْب بِشَيْءٍ مِثْلِهِ. وصَدَمَه صَدْماً: ضَرَبه بِجَسَدِهِ. وصادَمَهُ فتَصادَما واصطَدَما، وصَدَمَه يَصدِمُه صَدْماً، وصَدَمَهُم أَمْرٌ: أَصابهم. والتَّصادُمُ: التَّزاحُمُ. والرَّجُلانِ يَعْدُوانِ فيَتَصادَمانِ أَي يَصْدِمُ هَذَا ذَاكَ وَذَاكَ هَذَا، والجَيْشانِ يَتَصادَمان. قَالَ الأَزهري: واصطِدامُ السَّفِينَتَيْنِ إِذا ضربتْ كلُّ وَاحِدَةٍ صاحِبَتَها إِذَا مَرَّتا فَوْقَ الْمَاءِ بحَمْوَتِهما، وَالسَّفِينَتَانِ فِي الْبَحْرِ تتَصادَمانِ وتَصْطَدِمان إِذَا ضَرَبَ بعضُهما بَعْضًا، وَالْفَارِسَانِ يَتَصادمان أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ:
الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمةِ الأُولى
أَيْ عِنْدَ فَوْرة المصِيبة وحَمْوَتِها؛ قَالَ شَمِرٌ: يَقُولُ مَنْ صَبَرَ تِلْكَ السَّاعَةَ وتَلَقَّاها بالرِّضا فَلَهُ الأَجر؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَن كُلَّ ذِي مَرْزِئةٍ قُصاراه الصبرُ وَلَكِنَّهُ إِنَّمَا يُحْمَدُ عِنْدَ حِدَّتِها. وَرَجُلٌ مِصْدَمٌ: مِحْرَبٌ. والصَّدِمَتان، بِكَسْرِ الدَّالِ: جَانِبَا الجَبِينَينِ. والصَّدمَةُ: النَّزَعةُ. وَرَجُلٌ أَصْدَمُ إِذَا كَانَ أَنْزَع. أَبُو زَيْدٍ: فِي الرأْس الصَّدِمَتان، بِكَسْرِ الدَّالِ، وَهُمَا الْجَبِينَانِ. وَفِي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلَى بَدْرٍ:
حَتَّى أَفْتَقَ مِنَ الصَّدِمَتَيْنِ
، يَعْنِي مِنْ جَانِبَيِ الْوَادِي، سمِّيتا بِذَلِكَ كأَنهما لِتُقَابُلِهِمَا تَتَصادَمانِ، أَوْ لأَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَصْدِمُ مَنْ يَمُرُّ بِهَا ويُقابلها. والصُّدامُ: داء يأْخذ في رؤوس الدَّوَابِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الصِّدامُ، بالكسر، داء يأْخذ رؤوسَ الدَّوَابِّ، قَالَ: والعامَّة تَضُمُّهُ، قَالَ: وَهُوَ الْقِيَاسُ، قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الصُّدامُ دَاءٌ يأْخذ الإِبل فتَخْمَصُ بُطُونُها وتَدَعُ الْمَاءَ وَهِيَ عِطاشٌ أَياماً حَتَّى تَبْرأَ أَوْ تَمُوتَ، يُقَالُ مِنْهُ: جَمَلٌ مَصْدُوم وَإِبِلٌ مُصَدَّمَةٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: الصُّدامُ ثِقَلٌ يَأْخُذُ الإِنسان فِي رأْسه، وَهُوَ الخُشامُ. أَبُو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الصَّدْمُ الدَّفْعُ، وَيُقَالُ: لَا أَفْعَلُ الأَمرين صَدْمَةً وَاحِدَةً أَيْ دَفْعَةً وَاحِدَةً.
وَقَالَ عبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ وَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ: إِنِّي وَلَّيْتُكَ الْعِرَاقَيْنِ صَدْمةً وَاحِدَةً أَيْ دَفْعَةَ وَاحِدَةً.
وصِدامٌ: اسْمُ فَرَسِ لَقِيط بْنِ زُرارَةَ. وصِدامٌ: فَرَسٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد الهَرَويُّ فِي فَصْلٍ نَقَصَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
وما اتَّخَدْتُ صِداماً للمُكوثِ بِهَا،
…
وَمَا انْتَقَشْناكَ إلَّا للوَصَرَّاتِ
وَقَالَ الأَزهري: لَا أَدري صِدامٌ أَوْ صِرامٌ. وصِدامٌ ومِصْدَمٌ: اسمان.
صذم: التَّهْذِيبِ: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ يُقَالُ هَذَا قَضاءُ صَذُومَ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَا يقال سَدُوم.
صرم: الصَّرْمُ: القَطْعُ البائنُ، وَعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْقَطْعُ أيَّ نَوْعٍ كَانَ، صَرَمَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً فانْصَرَم، وَقَدْ قَالُوا صَرَمَ الحبلُ نَفْسُه؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:
وكنتُ إِذَا مَا الحَبْلُ مِنْ خُلَّةٍ صَرَمْ
قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا للصارِمِ صَرِيم كَمَا قَالُوا ضَرِيبُ قِداحٍ لِلضَّارِبِ، وصَرَّمَه فَتَصَرَّم، وَقِيلَ: الصَّرم الْمَصْدَرُ، والصُّرْمُ الِاسْمُ. وصَرَمَه صَرْماً: قَطَعَ كَلَامَهُ. التَّهْذِيبِ: الصَّرْمُ الهِجْرانُ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصارِمَ مُسْلِماً فوقَ ثلاثٍ
أَيْ يَهْجُرَه وَيَقْطَعَ مُكالمتَه. اللَّيْثُ: الصَّرْمُ دَخِيلٌ، والصَّرْمُ القَطْع الْبَائِنُ لِلْحَبْلِ والعِذْقِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ الصِّرامُ، وَقَدْ صَرَمَ العِذْقَ عَنِ النَّخْلَةِ.
والصُّرْمُ: اسْمٌ لِلْقَطِيعَةِ، وفِعْلُه الصَّرْمُ، والمُصارمةُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: والانْصِرامُ الِانْقِطَاعُ، والتصارُمُ التَّقَاطُعُ، والتَّصَرُّم التَّقَطُّعُ. وتَصَرَّمَ أَيْ تَجَلّد. وتَصْرِيمُ الْحِبَالِ: تَقْطِيعُهَا شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: صَرَمْتُ الشيءَ صَرْماً قَطَعْتَهُ. يُقَالُ: صَرَمْتُ أُذُنَه وصَلَمْتُ بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ الجُشَمِيِّ: فتَجْدَعُها وَتَقُولُ هَذِهِ صُرُمٌ؛ هِيَ جَمْعُ صَرِيمٍ، وَهُوَ الَّذِي صُرِمَتْ أُذُنُه أَيْ قُطِعَتْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ بصَرْمٍ
«4» أَيْ بِانْقِطَاعٍ وَانْقِضَاءٍ. وسيفٌ صارِمٌ وصَرُومٌ بَيِّنُ الصَّرامَةِ والصُّرُومَةِ: قَاطِعٌ لَا يَنْثَنِي. والصارمُ: السَّيْفُ الْقَاطِعُ. وأَمر صَريمٌ: مُعْتَزَمٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
مَا زالَ فِي الحُوَلاءِ شَزْراً رَائِغًا،
…
عِنْدَ الصَّرِيمِ، كرَوْغَةٍ مِنْ ثعْلَبِ
وصَرَمَ وَصْلَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً عَلَى المَثَل، وَرَجُلٌ صارِمٌ وصَرَّامٌ وصَرُومٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فاقْطَعْ لُبانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه،
…
ولَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها
وَيُرْوَى: ولَشَرٌّ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي:
صرمْتَ وَلَمْ تَصْرِمْ، وأنتَ صَرُومُ،
…
وكيفَ تَصابي مَنْ يُقالُ حَلِيمُ؟
يَعْنِي أَنَّكَ صَرُومٌ وَلَمْ تَصْرِمْ إلا بعد ما صُرِمْتَ؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ غَيْرُهُ: قَوْلُهُ ولم تَصْرِمْ وأَنت صَرُومُ أَي وأَنت قَوِيٌّ عَلَى الصَّرْمِ. والصَّرِيمَةُ: الْعَزِيمَةُ عَلَى الشَّيْءِ وقَطْعُ الأَمر. والصَّريمةُ: إِحْكامُك أَمْراً وعَزْمُكَ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ
؛ أَيْ عَازِمِينَ عَلَى صَرْم النَّخْلِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَاضِي الصَّريمة والعَزِيمة؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الصَّرِيمَةُ وَالْعَزِيمَةُ وَاحِدٌ، وَهِيَ الْحَاجَةُ الَّتِي عَزَمْتَ عَلَيْهَا؛ وأَنشد:
وطَوَى الفُؤادَ عَلَى قَضاءِ صَرِيمةٍ
…
حَذَّاءَ، واتَّخَذَ الزَّماعَ خَلِيلا
وقَضاءُ الشَّيْءِ: إِحكامه والفَراغُ مِنْهُ. وقَضَيْتُ الصَّلَاةَ إِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا. وَيُقَالُ: طَوى فلانٌ فُؤَاده عَلَى عَزيمةٍ، وطَوى كَشْحَه عَلَى عَداوة أَيْ لَمْ يُظْهِرْهَا. وَرَجُلٌ صارِمٌ أَيْ ماضٍ فِي كُلِّ أَمْرٍ. الْمُحْكَمُ وَغَيْرُهُ: رَجُلٌ صارِمٌ جَلْدٌ ماضٍ شُجاعٌ، وَقَدْ صَرُمَ بِالضَّمِّ، صَرامَةً. والصَّرامَةُ: المُسْتَبِدُّ برأْيه المُنْقَطِعُ عَنِ المُشاورة. وصَرامِ: مِنْ أَسماء الْحَرْبِ «5» ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
جَرَّدَ السَّيْفَ تارَتَيْنِ من الدَّهْرِ،
…
عَلَى حِينِ دَرَّةٍ مِنْ صَرامِ
وَقَالَ الجَعْدِيُّ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو لَيْلَى:
أَلا أَبْلِغْ بَنِي شَيْبانَ عَنِّي:
…
فَقَدْ حَلَبَتْ صُرامُ لَكُمْ صَراها
وَفِي الأَلفاظ لِابْنِ السِّكِّيتِ: صُرامُ داهيةٌ، وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتِ:
عَلَى حِينِ دَرَّةٍ من صُرامِ
(4). قوله [وقد أَدبرت بصرم] هكذا في الأَصل، والذي في النهاية: قد آذنت بصرم
(5)
. قوله [وَصَرَامِ مِنْ أَسماء الْحَرْبِ] قال في القاموس: وكغراب الحرب كصرام كقطام انتهى. ولذلك تركنا صراح في البيت الأَول بالفتح وفي الثاني بالضم تبعاً للأَصل
والصَّيْرَمُ: الرأْي المحكمُ. والصَّرامُ والصِّرامُ: جَدادُ النَّخْلِ. وصَرَمَ النخلَ والشجرَ وَالزَّرْعَ يَصْرِمُه صَرْماً واصْطَرَمه: جَزَّه. واصْطِرامُ النَّخْلِ: اجْتِرامُه؛ قَالَ طَرَفَةُ:
أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ بِهِ،
…
فَإِذَا مَا جَزَّ نَصْطَرِمُهْ
والصَّريمُ: الكُدْسُ المَصْروُم مِنَ الزَّرْع. ونَخْلٌ صَريمٌ: مَصْروُمٌ. وصِرامُ النَّخْلِ وصَرامُه: أوانُ إِدراكه. وأَصْرَمَ النخلُ: حَانَ وقتُ صِرامِه. والصُّرامَةُ: مَا صُرِمَ مِنَ النَّخْلِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا كَانَ حِينُ يُصْرَمُ النخلُ بَعثَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عبدَ اللَّهِ بْنُ رَواحة إِلَى خَيْبَر
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ فَتْحُ الرَّاءِ أَيْ حِينُ يُقْطَعُ ثَمَرُ النَّخْلِ ويُجَذُّ. والصِّرامُ: قَطْعُ الثَّمَرَةِ وَاجْتِنَاؤُهَا مِنَ النَّخْلَةِ؛ يُقَالُ: هذا وقتُ الصِّرامِ والجَذاذِ، قَالَ: وَيُرْوَى حينُ يُصْرِمُ النخلُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ أَصْرَمَ النخلُ إِذَا جَاءَ وقتُ صِرامه. قَالَ: وَقَدْ يُطْلَقُ الصِّرامُ عَلَى النَّخْلِ نَفْسِهِ لأَنه يُصْرَمُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:
لَنَا مِنْ دِفْئِهم وصِرامِهم
أَيْ نَخْلِهِمْ. والصَّريمُ والصَّريمةُ: القِطعة الْمُنْقَطِعَةُ مِنْ مُعْظَمِ الرَّمْلِ، يُقَالُ: أَفْعى صَريمةٍ. وصَريمةٌ مِنْ غَضىً وسَلَمٍ أَيْ جماعةٌ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: بالصَّرائِمِ اعْفُرْ، يُضْرَبُ مَثَلًا عِنْدَ ذِكْرِ رَجُلٍ بَلَغَكَ أَنَّهُ وَقَعَ فِي شَرّ لَا أَخْطَأَه. الْمُحْكَمُ: وصَريمةٌ مِنْ غَضىً وسَلَمٍ وأَرْطىً ونخلٍ أَيْ قطعةٌ وَجَمَاعَةٌ مِنْهُ، وصِرْمَةٌ مِنْ أَرْطىً وسَمُرٍ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: كَانَ فِي وَصِيَّتِه إنْ تُوُفِّيتُ وَفِي يَدِي صِرْمةُ ابنِ الأَكْوَعِ فَسُنَّتُها سُنَّةُ ثَمْغَ
؛ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: الصِّرْمةُ هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّخْلِ خَفِيفَةٌ، وَيُقَالُ لِلْقِطْعَةِ مِنَ الإِبل صِرْمةٌ إِذَا كَانَتْ خَفِيفَةً، وَصَاحِبُهَا مُصْرِمٌ، وثَمْغٌ: مالٌ لِعُمَرَ، رضي الله عنه، وَقَفَهُ، أَي سبيلُها سبيلُ تِلْكَ. والصَّريمَةُ: الأَرضُ المحصودُ زرعُها. والصَّريمُ: الصبحُ لِانْقِطَاعِهِ عَنِ اللَّيْلِ. والصَّريم: الليلُ لِانْقِطَاعِهِ عَنِ النَّهَارِ، وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ صَريمٌ وصَريمةٌ؛ الأُولى عَنْ ثَعْلَبٍ. قَالَ تَعَالَى: فأَصْبَحَتْ كالصَّريمِ؛ أَيِ احْتَرَقَتْ فصارتْ سوداءَ مثلَ اللَّيْلِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ كَاللَّيْلِ المُسْوَدِّ، وَيُقَالُ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ
أَيْ كَالشَّيْءِ الْمَصْرُومِ الَّذِي ذَهَبَ مَا فِيهِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ
، قَالَ: كأَنها صُرِمَتْ، وَقِيلَ: الصَّرِيمُ أرضٌ سَوْدَاءُ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّرِيمُ المَجْذُوذُ الْمَقْطُوعُ، وأَصبحت كالصَّريمِ أَيِ احْتَرقت واسْوادَّتْ، وَقِيلَ: الصَّريمُ هُنَا الشَّيْءُ المَصْرومُ الَّذِي لَا شَيْءَ فِيهِ، وَقِيلَ: الأَرضُ الْمَحْصُودَةُ، وَيُقَالُ لِلَّيْلِ وَالنَّهَارِ الأَصْرَمانِ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَنْصَرِمُ عَنْ صَاحِبِهِ. والصَّريم: اللَّيْلُ. والصَّرِيمُ: النهارُ يَنْصَرِمُ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ والنهارُ مِنَ اللَّيْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّريمُ اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
أَوْ تَزْجُروا مُكْفَهِرّاً لَا كِفاءَ لَهُ،
…
كالليلِ يَخْلِطُ أصْراماً بأَصْرامِ
قَوْلُهُ تَزْجُرُوا فِعْلٌ مَنْصُوبٌ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ؛ وَهُوَ:
إِنِّي لأَخْشى عَلَيْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ،
…
مِنْ أجْلِ بَغْضائكم، يومٌ كأَيَّامِ
والمُكْفَهِرّ: الْجَيْشُ الْعَظِيمُ، لَا كِفاء لَهُ أَيْ لَا
نَظِيرَ لَهُ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ يَخْلِطُ أَصْرَامًا بأَصرام أَيْ يَخْلِطُ كُلَّ حَيّ بِقَبِيلَتِهِ خَوْفًا مِنَ الإِغارة عَلَيْهِ، فَيَخْلِطُ، عَلَى هَذَا، مِنْ صِفَةِ الْجَيْشِ دُونَ اللَّيْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ زُهَيْرٍ:
غَدَوْتُ عَلَيْهِ، غَدْوَة، فتركتُه
…
قُعُوداً، لَدَيْهِ بالصَّريم، عَواذِلُهْ «1»
. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَراد بالصَّريم اللَّيْلَ. وَالصَّرِيمُ: الصُّبْحُ وَهُوَ مِنَ الأَضداد. والأَصْرَمانِ: الليلُ وَالنَّهَارُ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا انْصَرَمَ عَنْ صَاحِبِهِ؛ وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ فِي الصَّرِيمِ بِمَعْنَى الصُّبْحِ يَصِفُ ثَوْرًا:
فَبَاتَ يقولُ: أَصْبِحْ، ليلُ، حَتَّى
…
تَكَشَّفَ عَنْ صَريمتِه الظَّلامُ
قَالَ الأَصمعي وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعرابي: تَكَشَّفَ عَنْ صَرِيمَتِهِ أَيْ عَنْ رَمْلَتِهِ الَّتِي هُوَ فِيهَا يَعْنِي الثَّوْرَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
تَطاوَلَ لَيْلُكَ الجَوْنُ البَهِيمُ،
…
فَمَا يَنْجابُ، عَنْ ليلٍ، صَريمُ
وَيُرْوَى بَيْتُ بِشْرٍ:
تَكَشَّفَ عَنْ صَريمَيْهِ
قَالَ: وصَريماه أَوَّلُه وَآخِرُهُ. وَقَالَ الأَصمعي: الصَّريمةُ مِنَ الرَّمْلِ قِطْعَةٌ ضَخْمةٌ تَنْصَرِمُ عَنْ سَائِرِ الرِّمَالِ، وتُجْمَعُ الصَّرائمَ. وَيُقَالُ: جَاءَ فلانٌ صَريمَ سَحْرٍ إِذَا جَاءَ يَائِسًا خَائِبًا؛ وَقَالَ الشاعر:
أَيَدْهَبُ مَا جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ
…
طَليفاً؟ إنَّ ذَا لَهُوَ العَجِيبُ
أَيْ أيَذْهَبُ مَا جمعتُ وَأَنَا يَائِسٌ مِنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الصُّرامُ، بِالضَّمِّ، آخِرَ اللَّبَنِ بَعْدَ التَّغْزير إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ الرجلُ حَلَبَه ضَرُورَةً؛ وَقَالَ بِشْرٌ:
ألَا أَبْلِغْ بَنِي سَعْدٍ، رَسُولًا،
…
ومَوْلاهُمْ، فَقَدْ حُلِبَتْ صُرامُ
يَقُولُ: بلَغ العُذْرُ آخرَه، وَهُوَ مَثَلٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي الصُّرامُ اسْمٌ مِنْ أَسماء الْحَرْبِ وَالدَّاهِيَةِ؛ وَأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ لِلْكُمَيْتِ:
مآشيرُ مَا كَانَ الرَّخاءُ، حُسافَةٌ
…
إِذَا الْحَرْبُ سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ
وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ بِشْرٍ:
فَقَدْ حُلِبَتْ صُرامُ
يُرِيدُ النَّاقَةَ الصَّرِمَةَ الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا، قَالَ: وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ وجعَل الاسمَ مَعْرِفَةً يُرِيدُ الدَّاهِيَةَ؛ قَالَ: وَيُقَوِّي قولَ الأَصمعي قولُ الْكُمَيْتِ:
إِذَا الْحَرْبُ سمَّاها صرامَ الْمُلَقَّبُ
وَتَفْسِيرُ بَيْتِ الْكُمَيْتِ قَالَ: يَقُولُ هُمْ مَآشِيرُ مَا كَانُوا فِي رَخَاءٍ وخِصْبٍ، وَهُمْ حُسافةٌ مَا كَانُوا فِي حَرْبٍ، وَالْحُسَافَةُ مَا تَنَاثَرَ مِنَ التَّمْرِ الْفَاسِدِ. والصَّريمةُ: القِطْعة مِنَ النَّخْلِ وَمِنَ الإِبل أَيْضًا. والصِّرْمَةُ: القِطْعة مِنَ السَّحَابِ. والصِّرْمَة: الْقِطْعَةُ مِنَ الإِبل، قِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الْعِشْرِينَ إِلَى الثَّلَاثِينَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلَى الْخَمْسِينَ والأَربعين، فَإِذَا بَلَغَتِ السِّتِّينَ فَهِيَ الصِّدْعَة، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الأَربعين، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ عَشَرَةٍ إِلَى بِضْع عَشْرةَ. وَفِي كِتَابِهِ لِعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ:
فِي التَّبِعَةِ والصُّرَيْمةِ شَاتَانِ إِنِ اجْتَمَعَتَا، وَإِنْ تَفرّقتا فشاةٌ
(1). رواية ديوان زهير:
بَكَرتُ عليه، غُدوةً، فرأَيتُه
شاةٌ
؛ الصُّرَيْمة تَصْغِيرُ الصِّرْمَةِ وَهِيَ الْقَطِيعُ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ، قِيلَ: هِيَ مِنَ الْعِشْرِينَ إِلَى الثَّلَاثِينَ والأَربعين كَأَنَّهَا إِذَا بَلَغَتْ هَذَا الْقَدْرَ تَسْتَقِلُّ بِنَفْسِهَا فيَقْطَعُها صاحبُها عَنْ مُعظَمِ إِبِلِهِ وَغَنَمِهِ، وَالْمُرَادُ بِهَا فِي الْحَدِيثِ مِنْ مِائَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ شَاةً إِلَى الْمِائَتَيْنِ إِذَا اجْتَمَعَتْ فَفِيهَا شَاتَانِ، فَإِنْ كَانَتْ لِرَجُلَيْنِ وفُرِّق بَيْنَهُمَا فَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شاةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ، رضي الله عنه: قَالَ لِمَوْلَاهُ أَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ والغُنَيْمة
، يَعْنِي فِي الحِمى والمَرْعى، يُرِيدُ صَاحِبَ الإِبل الْقَلِيلَةِ وَالْغَنَمِ الْقَلِيلَةِ. والصِّرْمَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ السَّحَابِ، وَالْجَمْعُ صِرَمٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
وهَبَّتِ الريحُ، مِنْ تلْقاءِ ذِي أُرْكٍ،
…
تُزْجي مَعَ الليلِ، مِنْ صُرَّادِها، صِرَما «1»
. والصُّرَّادُ: غَيْمٌ رَقِيقٌ لَا مَاءَ فِيهِ، جَمْعُ صارِدٍ. وأَصْرَمَ الرجلُ: افْتَقَرَ. وَرَجُلٌ مُصْرِمٌ: قَلِيلُ الْمَالِ مِنْ ذَلِكَ. والأَصْرَمُ: كالمُصْرِم؛ قَالَ:
وَلَقَدْ مَرَرْتُ عَلَى قَطيعٍ هالكٍ
…
مِنْ مالِ أصْرَمَ ذِي عِيالٍ مُصْرِمِ
يَعْنِي بِالْقَطِيعِ هُنَا السَّوْطَ؛ أَلَا تُرَاهُ يَقُولُ بَعْدَ هَذَا:
مِنْ بَعْدِ مَا اعْتَلَّتْ عليَّ مَطِيَّتي،
…
فأَزَحْتُ عِلَّتَها، فظَلَّتْ تَرْتَمِي
يَقُولُ: أَزَحْتُ عِلَّتَهَا بِضَرْبِي لَهَا. وَيُقَالُ: أَصْرَمَ الرجلُ إصْراماً فَهُوَ مصْرِمٌ إِذَا سَاءَتْ حَالُهُ وَفِيهِ تَماسُك، والأَصل فِيهِ: أَنَّهُ بَقِيَتْ لَهُ صِرْمة مِنَ الْمَالِ أَيْ قِطْعَةٌ؛ وَقَوْلُ أَبِي سَهْمٍ الهُذَلي:
أَبوكَ الَّذِي لَمْ يُدْعَ مِنْ وُلْدِ غيرِه،
…
وأنتَ بِهِ مِنْ سائرِ النَّاسِ مُصْرِمُ
مُصْرِمٌ، يَقُولُ: لَيْسَ لَكَ أَبٌ غَيْرُهُ وَلَمْ يَدْعُ هُوَ غيركَ؛ يَمْدَحُهُ ويُذَكِّره بالبِرِّ. وَيُقَالُ: كَلأٌ تَيْجَعُ مِنْهُ كَبِدُ المُصْرِمِ أَيْ أَنَّهُ كَثِيرٌ فَإِذَا رَآهُ القليلُ الْمَالِ تأَسف أَنْ لَا تَكُونَ لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَةٌ يُرْعِيها فِيهِ. والمِصْرَمُ، بِالْكَسْرِ: مِنْجَلُ المَغازِليّ. والصِّرْمُ، بِالْكَسْرِ: الأَبياتُ المُجْتَمِعةُ الْمُنْقَطِعَةُ مِنَ النَّاسِ، والصِّرْم أَيضاً: الْجَمَاعَةُ مِنْ ذَلِكَ. والصِّرْمُ: الفِرْقة مِنَ النَّاسِ لَيْسُوا بِالْكَثِيرِ، وَالْجَمْعُ أَصْرامٌ وأَصاريمُ وصُرْمانٌ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ الطَّرِمَّاحُ:
يَا دارُ أَقْوَتْ بَعْدَ أَصرامِها
…
عَامًا، وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ عامِها
وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِهِ أَصارِمَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَصاريم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
وانْعَدَلَتْ عَنْهُ الأَصاريمُ
وَفِي حَدِيثِ
أَبِي ذَرٍّ: وَكَانَ يُغِيرُ عَلَى الصِّرمِ فِي عَماية الصُّبْحِ
؛ الصِّرْمُ: الجماعةُ يَنْزِلُونَ بِإِبِلِهِمْ نَاحِيَةً عَلَى مَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ المرأَة صاحبةِ الْمَاءِ:
أَنَّهُمْ كَانُوا يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ حَوْلَهم وَلَا يُغِيرُون عَلَى الصِّرْمِ الَّذِي هِيَ فِيهِ.
وَنَاقَةٌ مُصَرَّمةٌ: مَقْطُوعَةُ الطُّبْيَيْنِ، وصَرْماءُ: قَلِيلَةُ اللَّبَنِ لأَن غُزْرَها انْقَطَعَ. التَّهْذِيبِ: وَنَاقَةٌ مُصَرَّمةٌ وَذَلِكَ أَنْ يُصَرَّمَ طُبْيُها فيُقْرَحَ عَمْداً حَتَّى يَفْسُدَ الإِحْليلُ فَلَا يَخْرُجُ اللَّبَنُ فَيَيْبَس وَذَلِكَ أَقْوَى لَهَا، وَقِيلَ: نَاقَةٌ مُصَرَّمةٌ وَهِيَ الَّتِي صَرَمَها الصِّرارُ فوَقَّذَها، وَرُبَّمَا صُرِمَتْ عَمْداً لتَسْمَنَ فتُكْوى؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
لُعِنتْ بمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ «2» .
(1). في ديوان النابغة: ذي أُرُل بدل ذي أُرُك
(2)
. صدر البيت:
هَلْ تُبلِغَنِّي دارَها شدنيَّةٌ
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ وَقَدْ تكونُ المُصَرَّمةُ الأَطْباءِ مِنِ انْقِطَاعِ اللَّبَنِ، وَذَلِكَ أَنْ يُصِيبَ الضَّرْعَ شيءٌ فيُكْوَى بِالنَّارِ فَلَا يَخْرُجُ مِنْهُ لَبَنٌ أَبَدًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا تَجُوزُ المُصَرَّمةُ الأَطباء
؛ يَعْنِي الْمَقْطُوعَةَ الضُّروع. والصَّرْماءُ: الْفَلَاةُ مِنَ الأَرض. الْجَوْهَرِيُّ: والصَّرْماء الْمَفَازَةُ الَّتِي لَا مَاءَ فِيهَا. وفَلاة صَرْمَاءُ: لَا مَاءَ بِهَا، قَالَ: وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ «1» . والأَصْرمانِ: الذِّئْبِ والغُرابُ لانْصِرامِهِما وَانْقِطَاعِهِمَا عَنِ النَّاسِ؛ قَالَ المَرَّارُ:
عَلَى صَرْماءَ فِيهَا أصْرَماها،
…
وحِرِّيتُ الفَلاةِ بِهَا مَلِيلُ أَيْ هُوَ مَليل،
قَالَ: كأَنه عَلَى مَلَّةٍ مِنَ القَلَق، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَلِيلٌ مَلَّتْه الشَّمْسُ أَيْ أَحرقته؛ وَمِنْهُ خُبْزةٌ مَلِيلٌ. وَتَرَكْتُهُ بوَحْشِ الأَصْرَمَيْنِ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيِّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ يَعْنِي الْفَلَاةَ. والصِّرْمُ: الخُفُّ المُنَعَّلُ. والصَّريمُ: العُودُ يُعَرَّضُ عَلَى فَمِ الجَدْي أَوِ الفَصِيل ثُمَّ يُشَدُّ إِلَى رأْسه لِئَلَّا يَرْضَعَ. والصَّيْرَمُ: الوَجْبَةُ. وأكلَ الصَّيْرَمَ أَيِ الوَجْبَةَ، وَهِيَ الأَكْلَةُ الواحِدةُ فِي الْيَوْمِ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يأْكل الصَّيْرَمَ إِذَا كَانَ يأْكل الوَجْبة فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ أَكْلَة عِنْدَ الضُّحَى إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الغَدِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ الصَّيْلَمُ أيضاً وهي الحَرْزَمُ «2» ؛ وَأَنْشَدَ:
وإنْ تُصِبْكَ صَيْلَمُ الصيَّالمِ،
…
لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، فعَيشُ ناعِمِ
وَفِي الْحَدِيثِ:
فِي هَذِهِ الأُمة خَمْسُ فِتَنٍ قَدْ مَضَتْ أَرْبَعٌ وَبَقِيَتْ واحدةٌ وَهِيَ الصَّيْرَمُ
؛ وكأَنها بِمَنْزِلَةِ الصَّيْلَم، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ الَّتِي تستأْصل كُلَّ شَيْءٍ كأَنها فِتْنَةٌ قَطَّاعة، وَهِيَ مِنَ الصَّرْمِ القَطْعِ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. والصَّرُومُ: الناقةُ الَّتِي لَا تَرِدُّ النَّضِيحَ حَتَّى يَخْلُوَ لَهَا، تَنْصَرِمُ عَنِ الإِبل، وَيُقَالُ لَهَا القَذُورُ والكَنُوفُ والعَضادُ والصَّدُوفُ والآزِيَةُ، بِالزَّايِ. المُفَضَّلُ عَنْ أَبِيهِ: وصَرَمَ شَهْراً بِمَعْنَى مَكَثَ. والصَّرْمُ: الجِلْدُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَبَنُو صُرَيْمٍ: حَيٌّ. وصِرْمَةُ وصُرَيْم وأَصْرَمُ: أَسْمَاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّهُ غَيَّر اسْمَ أصْرَمَ فَجَعَلَهُ زُرْعةَ
، كَرِهَهُ لِمَا فِيهِ مِنَ مَعْنَى الْقَطْعِ، وَسَمَّاهُ زُرْعةَ لأَنه مِنَ الزَّرْع النباتِ.
صطم: الأُصْطُمَّةُ والأُصْطُمُّ: لُغَةٌ فِي الأُسْطُمَّة والأُسْطُمِّ فِي جَمِيعِ مَا تَصَرَّفَ مِنْهُ.
صطخم: المُصْطَخِمُ: المُنْتَصِبُ الْقَائِمُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المُصْلَخِمُّ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، قَالَ: والمُصْطَخِمُ فِي مَعْنَاهُ غَيْرَ أَنَّهَا مُخَفَّفَةُ الْمِيمِ. واصْطَخَمْتُ فأَنا مُصْطَخِمٌ إِذَا انْتَصَبْتَ قَائِمًا. الأَزهري: المُصْطَخِمُ مُفْتَعِلٌ من ضَخَم وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ، قَالَ: وَلَمْ أَجِدْ لِصَخَمَ ذِكْرًا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَكَانَ فِي الأَصل مُصْتَخِم فَقُلِبَتِ التَّاءُ طَاءً كالمُصْطَخِبِ مِنَ الصَّخَبِ، وَذَكَرَهُ الأَزهري أَيْضًا فِي الرُّبَاعِيِّ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ:
يَوْمًا يَظَلُّ بِهِ الحِرْباءُ مُصْطَخِماً،
…
كأَنَّ ضاحِيَهُ بالنارِ مَمْلُولُ
قَالَ: مُصْطَخِمٌ سَاكِتٌ قَائِمٌ كأَنه غَضْبَانُ.
(1). قوله [قَالَ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ] ليس من قول الجوهري كما يتوهم، بل هو من كلام ابْنُ سِيدَهْ فِي الْمُحْكَمِ، وأول عبارته: وفلاة صرماء إلخ
(2)
. قوله [وهي الحرزم] كذا بهذا الضبط في التهذيب ولم نجده بهذا المعنى فيما بأيدينا من الكتب
صطكم: الأُصْطُكْمةُ: خُبْزة المَلَّةِ.
صقم: أَهْمَلَهُ اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّيْقَمُ المُنْتِنُ الرَّائِحَةِ.
صكم: صَكَمَه صَكْماً: ضَرَبَهُ وَدَفَعَهُ. وصَكَمَهُ صَكْمَةً: صَدَمه. اللَّيْثُ: الصَّكْمَةُ صَدْمة شَدِيدَةٌ بِحَجَرٍ أَوْ نَحْوِ حَجَرٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: صَكَمَتْه صَواكِمُ الدَّهْر، وصواكِمُ الدَّهْرِ: مَا يُصِيبُ مِنْ نَوَائِبِهِ. وصَكَمَ الفرسُ يَصْكُمُ: عَضَّ عَلَى اللِّجَامِ ثُمَّ مَدَّ رأْسَه كأَنه يُرِيدُ أَنْ يُغَالِبَهُ. الأَصمعي: صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كُلُّهُ إِذَا دَفَعْتَه.
صلم: صَلَمَ الشيءَ صَلْماً: قَطَعَهُ مِنْ أَصْلِهِ، وَقِيلَ: الصَّلْمُ قَطْعُ الأُذن والأَنف مِنْ أَصلهما. صَلَمهما يَصْلِمُهما صَلْماً وصَلَّمَهُما إِذَا اسْتَأْصَلَهما، وأُذُنٌ صَلْماء لِرِقَّةِ شَحْمتها. وَعَبْدٌ مُصَلَّم وأَصْلَمُ: مقطوعُ الأُذن. وَرَجُلٌ أَصْلَمُ إِذَا كَانَ مُسْتَأْصَل الأُذنين. وَرَجُلٌ مُصَلَّم الأُذنين إِذَا اقْتُطِعَتا مِنْ أُصولهما. وَيُقَالُ للظَّليم مُصَلَّمُ الأُذنين كأَنه مْسْتَأْصَلُ الأُذنين خِلْقةً. والظَّلِيمُ مُصَلَّم، وُصِفَ بِذَلِكَ لِصِغَرِ أُذنيه وقِصَرِهِما؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أجْنَى،
…
لَهُ، بالسِّيِّ، تَنُّومٌ وآءُ «1»
. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ لما قُتل أَخُوهُ مُصْعَبٌ: أَسْلَمَه النَّعامُ المُصَلَّمُ الآذانِ أَهلُ العراقِ
؛ يُقَالُ لِلنَّعَامِ مُصَلَّمٌ لأَنها لَا آذانَ لَهَا ظَاهِرَةً. والصَّلْمُ: القَطْعُ المُسْتَأْصِلُ؛ فَإِذَا أُطلق عَلَى النَّاسِ فَإِنَّمَا يُرَادُ بِهِ الذليلُ المُهانُ كَقَوْلِهِ:
فإنْ أَنْتُمُ لَمْ تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُمُ،
…
فَمَشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُصَلَّمِ
والأَصْلَمُ مِنَ الشِّعْر: ضَرْبٌ مِنَ الْمَدِيدِ وَالسَّرِيعِ عَلَى التَّشْبِيهِ. التَّهْذِيبُ: والأَصْلَم المُصَلَّمُ مِنَ الشِّعْر وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّرِيعِ يَجُوزُ فِي قَافِيَّتِهِ فَعْلُن فَعْلُن كَقَوْلِهِ:
لَيْسَ عَلَى طُولِ الحياةِ نَدَمْ،
…
ومِنْ وَراءِ الموتِ مَا يُعْلَمْ
والصَّيْلَمُ: الدَّاهِيَةُ لأَنها تَصْطَلِمُ، ويُسَمَّى السيفُ صَيْلَماً؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ:
غَضِبَتْ تَميمٌ أَنْ تَقَتَّلَ عامِرٌ،
…
يَوْمَ النِّسارِ، فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى فأُعْقِبُوا بالصَّيْلَم أَيْ كَانَتْ عاقبتُهم الصَّيْلَمَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وشاهدُ الصَّيْلَمِ الداهيةِ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
دَسُّوا فَلِيقاً ثُمَّ دَسُّوا الصَّيْلَما
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: فَيَكُونُ الصَّيْلَمُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ
أَيِ الْقَطِيعَةُ المُنْكَرة. والصَّيْلَمُ: الدَّاهِيَةُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَمْرٍو: اخرُجُوا يَا أَهلَ مَكَّةَ قَبْلَ الصَّيْلَمِ كأَنِّي بِهِ أُفَيْحِجَ أُفَيْدِعَ يَهْدِمُ الكَعْبةَ.
التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ صَنَمَ قَالَ: والصَّنَمَة الدَّاهِيَةُ، قَالَ الأَزهري: أَصْلُهَا صَلَمة. وَأَمْرٌ صَيْلَم: شَدِيدٌ مُستأْصِل، وَهُوَ الصَّيْلَميَّة. والصَّيْلَم: الأَمر المُسْتأْصِلُ، وَوَقْعَةٌ صَيْلَمَة مِنْ ذَلِكَ. والاصْطِلامُ: الاسْتِئْصالُ. واصْطُلِمَ الْقَوْمُ: أُبيدوا. والاصْطِلامُ إِذَا أُبيد قَومٌ مِنْ أَصلهم قِيلَ اصْطُلِمُوا. وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ:
وتُصْطَلَمُون فِي الثَّالِثَةِ
؛ الاصْطِلامُ افْتِعالٌ مِنَ الصَّلْمِ الْقَطْعُ.
(1). في ديوان زهير: أصَكّ، وهو المتقارب العرقوبين، بدل أسَكّ وهو القصير الأذن الصغيرها
وَفِي حَدِيثِ الهَدْيِ وَالضَّحَايَا:
وَلَا المُصْطَلَمَةُ أَطْباؤُها.
وَحَدِيثُ
عَاتِكَةَ: لَئِنْ عدْتُم ليَصْطَلِمَنَّكم.
والصَّيْلَمُ: الأَكْلَةُ الْوَاحِدَةُ كُلَّ يَوْمٍ. وَهُوَ يأْكل الصَّيْلَم: وَهِيَ أَكْلَةٌ فِي الضُّحَى، كَمَا تَقُولُ: هُوَ يأْكل الصَّيْرَمَ؛ حَكَاهُمَا جَمِيعًا يَعْقُوبُ. والصَّلامَةُ والصِّلامَةُ والصُّلامةُ: الفِرْقةُ مِنَ النَّاسِ. والصُّلاماتُ والصِّلاماتُ: الْجَمَاعَاتُ والفِرَقُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: وذَكَرَ فِتَناً فَقَالَ يَكُونُ الناسُ صُلاماتٍ [صِلاماتٍ] يَضْربُ بعضُهم رقابَ بَعْضٍ
؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ صُلامات [صِلامات] يَعْنِي الفِرَق مِنَ النَّاسِ يَكُونُونَ طوائفَ فتجْتَمع كلُّ فِرْقَةٍ عَلَى حِيالها تُقاتل أُخرى، وكلُّ جَمَاعَةٍ فَهِيَ صُلامَةٌ وصِلامَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: صَلامَةٌ بِفَتْحِ الصادِ؛ وأَنشد أَبُو الجَرَّاح:
صَلامَةٌ كحُمُرِ الأَبَكِّ،
…
لَا ضَرَعٌ فِيهَا وَلَا مُذَكِّي
والصَّلامَةُ: الْقَوْمُ المُسْتَوُون فِي السِّنِّ والشجاعةِ والسَّخاء. والصَّلَّام والصُّلَّامُ: لُبُّ نَوَى النَّبِقِ. التَّهْذِيبُ: الصُّلَّامُ الَّذِي فِي دَاخِلِ نَواةِ النَّبِقَةِ يُؤْكَلُ، وهو الأُلْبُوبُ.
صلخم: بَعِيرٌ صِلَّخْم صِلَّخْدٌ وصَلْخَمٌ مِثْلُ سَلْهَبٍ ومُصْلَخِمٌّ، كُلُّ ذَلِكَ: جَسِيمٌ شديدٌ ماضٍ؛ وأَنشد:
وأَتْلَعَ صِلَّخْمٍ صِلَخْدٍ صَلَخْدَمِ
وَقَالَ آخَرُ:
إِنْ تسْأَلِيني: كيفَ أَنْتَ؟ فإنَّنِي
…
صَبُورٌ عَلَى الأَعداءِ جَلْدٌ صَلَخْدَم
والصَّلَخْدَمُ: خُمَاسِيٌّ أَصله مِنَ الصَّلْخم والصَّلْخد، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ كَلِمَةٌ خُمَاسِيَّةٌ أَصْلِيَّةٌ فَاشْتَبَهَتِ الْحُرُوفُ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ؛ قَالَ الفرَّاء: وَمِنْ نَادِرِ كَلَامِهِمْ:
مُسْتَرْعِلات لِصِلَّلْخم سَامِي
يُرِيدُ لِصِلَّخْم فَزَادَ لَامًا؛ وَقَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ:
لِبَلْخَ مَخْشيّ الشَّذَا مُصْلَخْمِمِ
فَضَاعَفَ الْمِيمَ كَمَا تَرَى. أَبُو عَمْرٍو: المُصلَخِمُّ والمُصْلَخِدُّ المُنْتَصِبُ الْقَائِمُ، والمُصْطَخِمُ خَفِيفُ الْمِيمِ فِي مَعْنَاهُمَا؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:
إِذَا اصْلَخَمَّ لَمْ يُرَمْ مُصْلَخْمَمُهْ
أَيْ غَضَبٍ، قَالَهُ شَمِرٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: انْتَصَبَ. وَجَبَلٌ صِلَّخْمٌ ومُصْلَخِمٌّ: صُلْبٌ مُمْتَنِعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
عَنْ صائلٍ عاسٍ إِذَا مَا اصْلَخْمَما
وَفِي الْحَدِيثِ:
عُرِضَتِ الأَمانةُ عَلَى الْجِبَالِ الصُّمِّ الصَّلاخِمِ
أَيِ الصِّلابِ المانعةِ، الواحدُ صَلْخَمٌ؛ قَالَ:
ورَأْس عِزّ راسِياً صِلَّخْمَا
والمُصْلَخِمُّ: الغَضْبان. واصْلَخَمَّ اصْلِخْماماً إِذَا انْتَصَبَ قَائِمًا. وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: المُصْلَخِمُّ المُسْتَكبر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حَمِيرًا:
فظَلَّتْ بمَلْقَى واجِفٍ جَزِع المَعَى
…
قِياماً، تُفالي مُصْلَخِمّاً أمِيرَها
أَيْ مُسْتَكْبِرًا لَا يُحَرِّكُهَا وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا. وَقَالَ: المُصْلَخِمُّ والمُطْلَخِمُّ والمُطْرَخِمُّ واحد.
صلخدم: الصَّلَخْدَمُ: الْجَمَلُ الْمَاضِي الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الْمِيمُ زَائِدَةٌ. والصَّلَخْدمُ: الصُّلْبُ القَوِيُّ؛ وأَنشد الأَزهري فِي الخُماسِيّ:
إِنْ تسْأَلِيني: كَيْفَ أَنْتَ؟ فإنَّني
…
صَبُورٌ عَلَى الأَعداء جَلْدٌ صَلَخْدَم
قَالَ: والصَّلَخْدَمُ خُمَاسِيٌّ أَصله مِنَ الصَّلْخَمِ والصَّلْخَدِ، قَالَ: وَيُقَالُ بَلْ هُوَ كَلِمَةٌ خُماسية أَصلية فاشْتَبَهتِ الحروفُ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.
صلدم: الصِّلْدِمُ والصُّلادِمُ: الشَّدِيدُ الحافرِ، وَقِيلَ الصِّلْدِم الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ مِنَ الْحَافِرِ، والأُنثى صِلْدِمَة وصُلادِمَةٌ، وعمَّ بِهِ بَعْضَهُمْ وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ الْخَلِيلِ، وَجَمْعُهُ صَلادِمُ. الْجَوْهَرِيُّ: فَرَسٌ صِلْدِمٌ، بِالْكَسْرِ، صُلْبٌ شَدِيدٌ، والأُنثى صِلْدِمَة. ورأْسٌ صِلْدِمٌ وصُلادِمٌ، بِالضَّمِّ: صُلب؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ:
مِنْ كلِّ كَوْماءِ السَّنامِ فاطمِ،
…
تَشْحَى، بمُسْتَنِّ الذَّنوبِ الرَّاذِمِ،
شِدْقَيْنِ فِي رأْسٍ لَهَا صُلادِمِ
وَالْجَمْعُ صَلادِمُ، بِالْفَتْحِ. والصِّلْدامُ: الشَّدِيدُ كالصِّلْدِمِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
فَلَوْ مالَ مَيْلٌ مِنْ تَمِيمٍ عَلَيْكُمُ،
…
لأَمَّكَ صِلْدامٌ مِنَ العِيسِ قارِحُ
صلقم: الصَّلْقَمَةُ: تصادُمُ الأَنْيابِ؛ وَأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
أَصْلَقَه العِزِّ بنابٍ فاصْلَقمْ
وَيُقَالُ: الْمِيمُ زَائِدَةٌ. والصَّلْقَمُ: الَّذِي يَقرعُ بعضَها بِبَعْضٍ. وصَلْقَمَ: قَرَعَ بَعْضَ أَنيابه بِبَعْضٍ؛ قَالَ كُراع: الأَصل الصَّلْق، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ رُبَاعِيٌّ. والصَّلْقَمُ والصِّلْقِمُ: الضَّخْمُ مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: هُوَ الْبَعِيرُ الشَّدِيدُ العضِّ والفَكِّ، وَالْجَمْعُ صَلاقِمُ وصَلاقِمةٌ، الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمَاعَةِ؛ قَالَ طَرَفَةُ:
جَمادٌ بِهَا البَسْباسُ، يُرْهِصُ مُعْزُها
…
بَناتِ المَخاضِ والصَّلاقِمةَ الحُمْرا
التَّهْذِيبُ: والصِّلْقامُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل؛ وأَنشد:
يَعْلُو صَلاقيمَ العِظامِ صِلْقِمُه
أَيْ جِسْمُه الْعَظِيمُ. والصَّلْقَمُ: الشَّدِيدُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمُصْلَقِمُّ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الشَّدِيدُ الأَكْلِ. والمُصْلَقِمُّ أَيضاً: المرأَة الْكَبِيرَةُ، أَزالوا الْهَاءَ كَمَا أَزالوها مِنْ مُتْئِمٍ وَنَحْوِهَا. أَبو عَمْرٍو: الصِّلْقِمُ الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ؛ وأَنشد لخُلَيْدٍ اليَشْكُرِيّ:
فَتِلْكَ لَا تُشْبِه أُخْرى صِلْقِما،
…
صَهْصَلِقَ الصَّوْتِ دَرُوجاً كِرْزِما
صلهم: الصِّلْهامُ: مِنْ صِفَاتِ الأَسد «1» . واصْلَهَمَّ الشيءُ: صَلُبَ واشْتَدَّ.
صمم: الصَّمَمُ: انْسِدادُ الأُذن وثِقَلُ السَّمْعِ. صَمَّ يَصَمُّ وصَمِمَ، بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ نادرٌ، صَمّاً وصمَماً وأَصَمَّ وأَصَمَّهُ اللهُ فصَمَّ وأَصَمَّ أَيْضًا بِمَعْنَى صَمَّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
أَشَيْخاً، كالوَليدِ، برَسْمِ دارٍ
…
تُسائِلُ مَا أَصَمَّ عَنِ السُّؤالِ؟
يَقُولُ تُسائِلُ شَيْئًا قَدْ أَصَمَّ عَنِ السُّؤَالِ، وَيُرْوَى: أَأَشْيَبَ كَالْوَلِيدِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: نَصَبَ أَشْيَبَ عَلَى الْحَالِ أَيْ أَشائباً تُسائِلُ رَسْمَ دارٍ كَمَا يفعل الوليدُ،
(1). قوله [من صفات الأَسد] ويقال رجل صلهام بكسر الصاد أيضاً جريء كما في التكملة
وَقِيلَ: إنَّ مَا صِلَةٌ أَراد تُسائل أَصَمَّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا لِابْنِ أَحمر:
أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى
…
بآخِرِنا، وتَنْسى أَوَّلِينا
يَدْعُو عَلَيْهَا أَيْ لَا جَعْلَهَا اللَّهُ تَدْعُو إلَّا أصَمَّ. يُقَالُ: نَادَيْتُ فُلَانًا فأَصْمَمْتُه أَيْ أَصَبْتُه أَصَمَّ، وَقَوْلُهُ تَحَجَّى بآخِرنا: تَسْبقُ إِلَيْهِمْ باللَّوْمِ وتَدَعُ الأَوَّلينَ وأَصْمَمْتُه: وَجَدْتُه أَصَمَّ. وَرَجُلٌ أَصَمُّ، وَالْجَمْعُ صُمٌّ وصُمَّانٌ؛ قَالَ الجُلَيْحُ:
يَدْعُو بِهَا القَوْمُ دُعاءَ الصُّمَّانْ
وأَصَمَّه الداءُ وتَصامَّ عَنْهُ وتَصامَّه: أَراه أَنه أَصَمُّ وَلَيْسَ بِهِ. وتَصامَّ عَنِ الْحَدِيثِ وتَصامَّه: أَرى صاحِبَه الصَّمَمَ عَنْهُ؛ قَالَ:
تَصامَمْتُه حَتَّى أَتاني نَعِيُّهُ،
…
وأُفْزِعَ مِنْهُ مُخْطئٌ ومُصيبُ
وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
ومَنْهَلٍ أَعْوَرِ إحْدى العَيْنَيْن،
…
بَصيرِ أُخْرى وأَصَمَّ الأُذُنَيْن
قد تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي تَرْجَمَةِ عَوَرَ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمانِ:
الصُّمَّ البُكْمَ «1» رُؤوسَ الناسِ
، جَمْعُ الأَصَمِّ وَهُوَ الَّذِي لَا يَسْمَعُ، وأَراد بِهِ الَّذِي لَا يَهْتَدي وَلَا يَقْبَلُ الحَقَّ مِنْ صَمَمِ العَقل لَا صَمَمِ الأُذن؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ أَيْضًا:
قُلْ مَا بَدا لَكَ مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبٍ
…
حِلْمي أَصَمُّ وأُذْني غَيرُ صَمَّاءِ
اسْتَعَارَ الصَّمَم لِلْحِلْمِ وَلَيْسَ بِحَقِيقَةٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ هُوَ أَيْضًا:
أجَلْ لَا، ولكنْ أنتَ أَلأَمُ مَنْ مَشى،
…
وأَسْأَلُ مِنْ صَمَّاءَ ذاتِ صَليلِ
فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَعْنِي الأَرض، وصَلِيلُها صَوْتُ دُخولِ الْمَاءِ فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَسْأَلُ مِنْ صَمَّاءَ، يَعْنِي الأَرضَ. والصَّمَّاءُ مِنَ الأَرض: الغليظةُ. وأَصَمَّه: وَجَدَه أَصَمَّ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثعلبٌ قولَ ابْنِ أَحمر:
أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى
…
بآخِرِنا، وتَنْسى أَوَّلِينا
أراد وافَقَ قَوماً صُمّاً لَا يَسْمَعون عذْلَها عَلَى وَجْهِ الدُّعاء. وَيُقَالُ: نَادَيْتُهُ فأَصْمَمْتُه أَيْ صادَفْتُه أَصَمَّ. وَفِي حَدِيثِ
جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، بكلمةٍ أصَمَّنِيها الناسُ
أَيْ شغَلوني عَنْ سَمَاعِهَا فكأَنهم جَعَلُونِي أَصَمَّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
الفِتْنةُ الصَّمَّاءُ العَمْياء
؛ هِيَ الَّتِي لَا سَبِيلَ إِلَى تَسْكِينِهَا لِتَنَاهِيهَا فِي ذَهَابِهَا لأَن الأَصَمَّ لَا يَسْمَعُ الِاسْتِغَاثَةَ وَلَا يُقْلِعُ عَمَّا يَفْعَلُه، وَقِيلَ: هِيَ كَالْحَيَّةِ الصَّمَّاء الَّتِي لَا تَقْبَلُ الرُّقى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
والفاجِرُ كالأَرْزَةِ صَمَّاءَ
أَيْ مُكْتَنزةً لَا تَخَلْخُلَ فِيهَا. اللَّيْثُ: الصَّمَمُ فِي الأُذُنِ ذهابُ سَمْعِها، في القَناة اكْتِنازُ جَوفِها، وَفِي الْحَجَرِ صَلابَتُه، وَفِي الأَمر شدَّتُه. وَيُقَالُ: أُذُنٌ صَمَّاءُ وقَناة صَمَّاءُ وحَجَرٌ أَصَمُّ وفِتْنَةٌ صَمَّاءُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْكَافِرِينَ: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ
؛ التَّهْذِيبُ: يَقُولُ القائلُ كَيْفَ جعلَهم اللَّهُ صُمّاً وَهُمْ يَسْمَعُونَ، وبُكْماً وَهُمْ نَاطِقُونَ، وعُمْياً وَهُمْ يُبْصِرون؟ وَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ أَنَّ سَمْعَهُم لَمَّا لَمْ يَنْفَعْهم لأَنهم
(1). قوله [الصم البكم] بالنصب مفعول بالفعل قبله، وهو كما في النهاية: وأن ترى الحفاة العراة الصم إلخ
لَمْ يَعُوا بِهِ مَا سَمِعوا، وبَصَرَهُم لَمَّا لَمْ يُجْدِ عَلَيْهِمْ لأَنهم لَمْ يَعْتَبِروا بِمَا عايَنُوه مِنْ قُدْرة اللَّهِ وخَلْقِه الدالِّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ، ونُطْقَهم لَمَّا لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ شَيْئًا إِذْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ إِيمَانًا يَنْفَعهم، كَانُوا بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَا يَسْمَع وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يَعي؛ ونَحْوٌ منه قَوْلِ الشَّاعِرِ:
أصَمُّ عَمَّا ساءَه سَمِيعُ
يَقُولُ: يَتَصامَمُ عما يَسُوءُه وإن سَمِعَه فَكَانَ كأَنه لَمْ يَسْمَعْ، فَهُوَ سَمِيعٌ ذُو سَمْعٍ أَصَمُّ فِي تَغَابِيهِ عَمَّا أُريد بِهِ. وصَوْتٌ مُصِمٌّ: يُصِمُّ الصِّماخَ. وَيُقَالُ لصِمامِ القارُورة: صِمَّةٌ. وصَمَّ رأْسَ القارورةَ يَصُمُّه صَمّاً وأَصَمَّه: سَدَّه وشَدَّه، وصِمامُها: سِدادُها وشِدادُها. والصِّمامُ: مَا أُدْخِلَ فِي فَمِ الْقَارُورَةِ، والعِفاصُ مَا شُدَّ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ صِمامَتُها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وصَمَمْتُها أَصُمُّها صَمّاً إِذا شَدَدْتَ رَأْسَها. الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ صَمَمْتُ الْقَارُورَةَ أَي سَدَدْتُها. وأَصْمَمْتُ الْقَارُورَةَ أَي جَعَلْتُ لَهَا صِماماً. وَفِي حَدِيثِ الْوَطْءِ:
فِي صِمامٍ وَاحِدٍ
أَي فِي مَسْلَكٍ واحدٍ؛ الصِّمامُ: مَا تُسَدُّ بِهِ الفُرْجةُ فَسُمِّيَ بِهِ الفَرْجُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي موضعِ صِمامٍ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، وَيُرْوَى بِالسِّينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ويقال: صَمَّه بالعصا يَصُمُّه صَمّاً إِذا ضَرَبه بِهَا وَقَدْ صَمَّه بِحَجَرٍ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: صُمَّ إِذا ضُرِب ضَرْباً شَدِيدًا. وصَمَّ الجُرْحَ يَصُمُّه صَمّاً: سَدَّةُ وضَمَّدَه بِالدَّوَاءِ والأَكُولِ. وداهيةٌ صَمَّاءُ: مُنْسَدَّة شَدِيدَةٌ. وَيُقَالُ لِلدَّاهِيَةِ الشديدةِ: صَمَّاءُ وصَمامِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
صَمَّاءُ لَا يُبْرِئُها مِنَ الصَّمَمْ
…
حَوادثُ الدَّهْرِ، وَلَا طُولُ القِدَمْ
وَيُقَالُ لِلنَّذِيرِ إِذا أَنْذَر قَوْمًا مِنْ بَعِيدٍ وأَلْمَعَ لَهُمْ بِثَوْبِهِ: لَمَع بهم لَمْعَ الأَصَمّ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا كَثُر إِلماعُه بِثَوْبِهِ كَانَ كأَنه لَا يَسْمَعُ الجوابَ فَهُوَ يُدِيمُ اللَّمْعَ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قولُ بِشْر:
أَشارَ بِهِمْ لَمْعَ الأَصَمّ، فأَقْبَلُوا
…
عَرانِينَ لَا يَأْتِيه لِلنَّصْرِ مُجْلِبُ
أَي لَا يأْتيه مُعِينٌ مِنْ غَيْرِ قَوْمِهِ، وإِذا كَانَ المُعينُ مِنْ قَوْمِهِ لَمْ يَكُنْ مُجْلِباً. والصَّمَّاءُ: الداهيةُ. وفتنةٌ صَمَّاءُ: شَدِيدَةٌ، وَرَجُلٌ أَصَمُّ بَيّنُ الصَّمَمِ فِيهِنَّ، وقولُهم للقطاةِ صَمَّاءُ لِسَكَكِ أُذنيها، وَقِيلَ: لَصَمَمِها إِذا عَطِشَت؛ قَالَ:
رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا،
…
كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبها بردُ الْمَا
والأَصَمُّ: رَجَبٌ لِعَدَمِ سَمَاعِ السِّلَاحِ فِيهِ، وَكَانَ أَهلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ رَجَباً شَهْرَ اللَّهِ الأَصَمَّ؛ قَالَ الْخَلِيلُ: إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ لَا يُسْمَع فِيهِ صوتُ مستغيثٍ وَلَا حركةُ قتالٍ وَلَا قَعْقَعةُ سِلَاحٍ، لأَنه مِنَ الأَشهر الحُرُم، فَلَمْ يَكُنْ يُسْمع فِيهِ يَا لَفُلانٍ وَلَا يَا صَبَاحاه؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
شَهْرُ اللهِ الأَصَمُّ رَجَبٌ
؛ سُمِّيَ أَصَمَّ لأَنه كَانَ لَا يُسمع فِيهِ صَوْتُ السِّلَاحِ لِكَوْنِهِ شَهْرًا حَرَامًا، قَالَ: وَوُصِفَ بالأَصم مَجَازًا وَالْمُرَادُ بِهِ الإِنسان الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ، كَمَا قِيلَ ليلٌ نائمٌ، وَإِنَّمَا النَّائِمُ مَنْ فِي اللَّيْلِ، فكأَنَّ الإِنسانَ فِي شَهْرِ رجَبٍ أَصَمَّ عَنْ صَوْتِ السِّلَاحِ، وَكَذَلِكَ مُنْصِلُ الأَلِّ؛ قَالَ:
يا رُبَّ ذِي خالٍ وَذِي عَمّ عَمَمْ
…
قَدْ ذاقَ كَأْسَ الحَتْفِ فِي الشَّهْرِ الأَصَمْ
والأَصَمُّ مِنَ الحياتِ: مَا لَا يَقْبَلُ الرُّقْيَةَ كأَنه
قَدْ صَمَّ عَنْ سَماعِها، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الْعَقْرَبِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
قَرَّطَكِ اللهُ، عَلَى الأُذْنَيْنِ،
…
عَقارباً صُمّاً وأَرْقَمَيْنِ
وَرَجُلٌ أَصَمُّ: لَا يُطْمَعُ فِيهِ وَلَا يُرَدُّ عن هَواه كأَنه يُنادَى فَلَا يَسْمَعُ. وصَمَّ صَداه أَيْ هَلَك. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَصَمَّ اللهُ صَدَى فلانٍ أَيْ أَهلكه، والصَّدَى: الصَّوْتُ الَّذِي يَرُدُّه الجبلُ إِذَا رَفَع فِيهِ الإِنسانُ صَوْتَه؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ:
صَمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها،
…
واسْتَعْجَمَتْ عَنْ مَنْطِق السائِلِ
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: صَمِّي ابْنَةَ الجَبَل مَهْمَا يُقَلْ تَقُلْ؛ يُرِيدُونَ بابْنةِ الْجَبَلِ الصَّدَى. وَمِنْ أَمثالهم: أَصَمُّ عَلَى جَمُوحٍ «2» ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ الَّذِي هَذِهِ الصِّفَةُ صِفَتُهُ؛ قَالَ:
فأَبْلِغْ بَني أَسَدٍ آيَةً،
…
إِذَا جئتَ سَيِّدَهم والمَسُودَا
فأُوصِيكمُ بطِعانِ الكُماةِ،
…
فَقَدْ تَعْلَمُونَ بأَنْ لَا خُلُودَا
وضَرْبِ الجَماجِمِ ضَرْبَ الأَصَمِّ
…
حَنْظَلَ شابَةَ، يَجْني هَبِيدَا
وَيُقَالُ: ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ إِذَا تابَعَ الضرْبَ وبالَغَ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الأَصَمَّ إِذَا بالَغَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُقَصِّرٌ فَلَا يُقْلِعُ. وَيُقَالُ: دَعاه دَعْوةَ الأَصَمِّ إِذَا بَالَغَ بِهِ فِي النِّدَاءِ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ فَلاةً:
يُدْعَى بها القومُ دُعاءَ الصَّمَّانْ
ودَهْرٌ أَصَمُّ: كأَنَّه يُشْكى إِلَيْهِ فَلَا يَسْمَع. وقولُهم: صَمِّي صَمامِ؛ يُضْرَب لِلرَّجُلِ يأْتي الداهِيةَ أَيِ اخْرَسي يَا صَمامِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ لِلدَّاهِيَةِ: صَمِّي صَمامِ، مِثْلُ قَطامِ، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ أَيْ زِيدي؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ للأَسْود بْنِ يَعْفُر:
فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانُها،
…
صَمِّي، لِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ، صَمَامِ
وَيُقَالُ: صَمِّي ابنةَ الْجَبَلِ، يَعْنِي الصَّدَى؛ يُضْرَبُ أَيضاً مَثَلًا لِلدَّاهِيَةِ الشَّدِيدَةِ كأَنه قيل له اخْرَسِي يَا دَاهِيَةُ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للحيَّةِ الَّتِي لَا تُجِيبُ الرَّاقِيَ صَمّاءُ، لأَن الرُّقى لَا تَنْفَعُهَا؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْحَرْبِ إِذَا اشتدَّت وسُفِك فِيهَا الدِّماءُ الكثيرةُ: صَمَّتْ حَصاةٌ بِدَم؛ يُرِيدُونَ أَن الدِّمَاءَ لَمَّا سُفِكت وَكَثُرَتِ اسْتَنْقَعَتْ فِي المَعْرَكة، فَلَوْ وَقَعَتْ حصاةٌ عَلَى الأَرض لَمْ يُسمع لَهَا صَوْتٌ لأَنها لَا تَقَعُ إِلَّا فِي نَجِيعٍ، وَهَذَا الْمَعْنَى أَراد إِمرؤ الْقَيْسِ بِقَوْلِهِ صَمِّي ابنةَ الجبلِ، وَيُقَالُ: أَراد الصَّدَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ حَصاةٌ بدمٍ يَنبغي أَنْ يَكُونَ حَصَاةً بِدَمِي، بِالْيَاءِ؛ وبيتُ إِمرئ الْقَيْسِ بِكَمَالِهِ هُوَ:
بُدِّلْتُ مِنْ وائلٍ وكِنْدةَ عَدْوانَ
…
وفَهْماً، صَمِّي ابنةَ الجَبَلِ
قَوْمٌ يُحاجُون بالبِهامِ وطنِسوان
…
قِصار، كهَيْئةِ الحَجَلِ
الْمُحْكَمِ: صَمَّتْ حَصاةٌ بدمٍ أَيْ أَنَّ الدَّمَ كَثُرَ حَتَّى أُلْقيت فِيهِ الحَصاةُ فَلَمْ يُسْمَع لَهَا صَوْتٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لسَدُوسَ بِنْتِ ضباب:
(2). قوله [وَمِنْ أَمثالهم أَصم عَلَى جموح إلخ] المناسب أن يذكر بعد قوله: كَأَنَّهُ يُنَادَى فَلَا يَسْمَعُ كما هي عبارة المحكم
إنِّي إِلَى كلِّ أَيْسارٍ ونادِبةٍ
…
أَدْعُو حُبَيْشاً، كَمَا تُدْعى ابْنَةُ الجَبلِ
أَيْ أُنَوِّهُ كَمَا يُنَوَّهُ بابنةِ الْجَبَلِ، وَهِيَ الحيَّة، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ الْعَظِيمَةُ. يُقَالُ: صَمِّي صَمامِ، وصَمِّي ابْنةَ الْجَبَلِ. والصَّمَّاءُ: الداهيةُ؛ وَقَالَ:
صَمَّاءُ لَا يُبْرِئُها طُولُ الصَّمَمْ
أَيْ داهيةٌ عارُها باقٍ لَا تُبْرِئها الحوادثُ. وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِهِ فِي الأَمثال قَالَ: صَمِّي ابنةَ الْجَبَلِ، يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ الأَمر يُسْتَفْظَعُ. وَيُقَالُ: صَمَّ يَصَمُّ صَمَماً؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِابْنَةِ الْجَبَلِ الصَّدَى؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
إِذَا لَقِيَ السَّفِيرَ بِهَا، وَقَالَا
…
لَهَا: صَمِّي ابْنَةَ الجبلِ، السّفِيرُ
يَقُولُ: إِذَا لَقِي السفِيرُ السَّفِيرَ وَقَالَا لِهَذِهِ الدَّاهِيَةِ صَمِّي ابنةَ الْجَبَلِ، قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّهَا صَخْرَةٌ، قَالَ: وَيُقَالُ صَمِّي صَمامِ؛ وَهَذَا مَثَلٌ إِذَا أَتَى بداهيةٍ. وَيُقَالُ: صَمَامِ صَمَامِ، وَذَلِكَ يُحْمَل عَلَى مَعْنَيَيْنِ: عَلَى مَعْنَى تَصامُّوا واسْكُتوا، وَعَلَى مَعْنَى احْمِلُوا عَلَى العدُوّ، والأَصَمُّ صفة غالبة؛ قال:
جَاؤُوا بِزُورَيْهمْ وجئْنا بالأَصَمْ
وَكَانُوا جاؤوا بِبعيرين فعَقَلوهما وَقَالُوا: لَا نَفِرُّ حَتَّى يَفِرَّ هَذَانِ. والأَصَمُّ أَيْضًا: عبدُ اللَّهِ بنُ رِبْعِيٍّ الدُّبَيْريّ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَعرابي. والصَّمَمُ فِي الحَجَر: الشِّدَّةُ، وَفِي القَناةِ الاكتِنازُ. وحَجرٌ أَصَمُّ: صُلْبٌ مُصْمَتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّهُ نَهَى عَنِ اشْتِمال الصّمَّاءِ
؛ قَالَ: هُوَ أَنْ يَتجلَّلَ الرجلُ بثوبْهِ وَلَا يرفعَ مِنْهُ جَانِبًا، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا صَمَّاء لأَنه إِذَا اشْتَمل بِهَا سَدَّ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ المَنافذَ كلَّها، كأَنَّها لَا تَصِل إِلَى شَيْءٍ وَلَا يَصِل إِلَيْهَا شيءٌ كَالصَّخْرَةِ الصَّمّاء الَّتِي لَيْسَ فِيهَا خَرْقٌ وَلَا صَدْع؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: اشْتِمال الصَّمَّاءِ أَنْ تُجلِّلَ جَسَدَك بتوبِك نَحْوَ شِمْلةِ الأَعْراب بأَكْسيَتِهم، وَهُوَ أَنْ يرُدَّ الكِساءَ مِنْ قِبَلِ يمينِه عَلَى يدهِ الْيُسْرَى وعاتِقِه الأَيسر، ثُمَّ يَرُدَّه ثَانِيَةً مِنْ خلفِه عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى وعاتِقِه الأَيمن فيُغَطِّيَهما جَمِيعًا، وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ أَن الفُقهاء يَقُولُونَ: هُوَ أَنْ يَشْتَمِلَ بثوبٍ واحدٍ ويَتغَطَّى بِهِ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، ثُمَّ يَرْفَعُهُ مِنْ أَحَدِ جَانِبَيْهِ فيَضَعَه عَلَى مَنْكِبَيْهِ فيَبْدُوَ مِنْهُ فَرْجُه، فَإِذَا قُلْتَ اشْتَمل فلانٌ الصَّمَّاءَ كأَنك قُلْتَ اشْتَملَ الشِّمْلةَ الَّتِي تُعْرَف بِهَذَا الِاسْمِ، لأَن الصَّمَّاءَ ضَرْبٌ مِنَ الِاشْتِمَالِ. والصَّمَّانُ والصَّمَّانةُ: أرضٌ صُلْبة ذَاتُ حِجَارَةٍ إِلَى جَنْب رَمْل، وَقِيلَ: الصّمَّان موضعٌ إِلَى جَنْبِ رملِ عالِجٍ. والصَّمّانُ: موضعٌ بِعالِجٍ مِنْهُ، وَقِيلَ: الصَّمَّانُ أرضٌ غَلِيظَةٌ دُونَ الْجَبَلِ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ شَتَوْتُ الصَّمّانَ شَتْوَتَيْن، وَهِيَ أَرْضٌ فِيهَا غِلَظٌ وارْتفاعٌ، وَفِيهَا قِيعانٌ واسعةٌ وخَبَارَى تُنْبِت السِّدْر، عَذِيَةٌ ورِياضٌ مُعْشِبةٌ، وَإِذَا أَخصبت الصَّمَّانُ رَتَعَتِ العربُ جميعُها، وَكَانَتِ الصَّمَّانُ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لِبَنِي حَنْظَلَةَ، والحَزْنُ لِبَنِي يَرْبُوع، والدَّهْناءُ لجَماعتهم، والصَّمَّانُ مُتَاخِمُ الدَّهْناء. وصَمَّه بِالْعَصَا: ضَرَبَه بِهَا. وصَمَّه بحجرٍ وصَمَّ رأْسَه بِالْعَصَا وَالْحَجَرِ وَنَحْوَهُ صَمّاً: ضَرَبَهُ. والصِّمَّةُ: الشجاعُ، وجَمْعُه صِمَمٌ. وَرَجُلٌ صِمَّةٌ: شُجَاعٌ. والصِّمُّ والصِّمَّةُ، بِالْكَسْرِ: مِنْ أَسماء الأَسد لِشَجَاعَتِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الصِّمُّ، بِالْكَسْرِ، مِنْ أَسْمَاءِ الأَسدِ والداهيةِ. والصِّمَّةُ: الرجلُ الشُّجَاعُ، والذكرُ مِنَ الْحَيَّاتِ، وَجَمْعُهُ صِمَمٌ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ
دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة؛ وَقَوْلُ جَرِيرٌ:
سَعَرْتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلي قُدُورُها،
…
فهَلَّا غَداةَ الصِّمَّتَيْن تُدِيمُها «1»
. أَراد بالصِّمَّتين أَبا دُرَيْدٍ وعَمَّه مالِكاً. وصَمَّمَ أَي عَضَّ ونَيَّب فَلَمْ يُرْسِلْ مَا عَضّ. وصَمَّمَ الحَيّةُ فِي عَضَّتِه: نَيَّبَ؛ قَالَ المُتَلمِّس:
فأَطْرَقَ إِطْراقَ الشُّجاعِ، وَلَوْ رَأَى
…
مَساغاً لِنابَيْه الشُّجاعُ لَصَمَّما
وأَنشده بَعْضُ المتأَخرين مِنَ النَّحْوِيِّينَ: لِناباه؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَنشده الْفَرَّاءُ لِنَابَاهُ عَلَى اللُّغَةِ الْقَدِيمَةِ لِبَعْضِ الْعَرَبِ «2» . والصَّمِيمُ: العَظْمُ الَّذِي بِهِ قِوامُ العُضْو كصَميم الوَظِيف وصَميمِ الرأْس؛ وَبِهِ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: هُوَ مِنْ صَمِيم قَوْمِهِ إِذَا كَانَ مِنْ خالِصِهم، وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي ضِدِّه وَشِيظٌ لأَن الوَشِيظَ أَصغرُ مِنْهُ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ:
بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ، يَوْمَ تأَلَّبَتْ
…
عَلَيْنَا تَميمٌ مِنْ شَظىً وصَمِيمِ
وصَمِيمُ كلِّ شَيْءٍ: بُنْكه وخالِصهُ. يُقَالُ: هُوَ فِي صَميم قَوْمِه. وصَميمُ الحرِّ وَالْبَرْدِ: شدّتُه. وصَميمُ القيظِ: أَشدُّه حَرًّا. وصَميمُ الشِّتَاءِ: أَشدُّه برْداً؛ قَالَ خُفَاف بْنُ نُدْبَةَ:
وإنْ تَكُ خَيْلي قَدْ أُصِيبَ صَمِيمُها،
…
فعَمْداً عَلَى عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مَالِكًا
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَانَ صَميمَ خيلهِ يَوْمَئِذٍ مُعَاوِيَةُ أَخُو خَنْساء، قَتَلَهُ دُرَيْدٌ وَهَاشِمٌ ابْنا حرملةَ المُرِّيانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده: إِنْ تكُ خَيْلِي، بِغَيْرِ وَاوٍ عَلَى الْخُرْمِ لأَنه أَول الْقَصِيدَةِ. وَرَجُلٌ صَمِيمٌ: مَحْضٌ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ والمؤنتُ. والتَّصْميمُ: المُضِيُّ فِي الأَمر. أَبو بَكْرٍ: صَمَّمَ فلانٌ عَلَى كَذَا أَي مَضَى عَلَى رأْيه بَعْدَ إِرادته. وصَمَّمَ فِي السَّيْرِ وَغَيْرِهِ أَيْ مَضَى؛ قَالَ حُمَيد بْنُ ثَوْر:
وحَصْحَصَ فِي صُمِّ القَنَا ثَفِناتِهِ،
…
وناءَ بِسَلْمَى نَوْءةً ثُمَّ صَمَّما
وَيُقَالُ لِلضَّارِبِ بِالسَّيْفِ إِذَا أَصابَ الْعَظْمَ فأَنْفذ الضَّرِيبَةَ: قَدْ صَمَّمَ، فَهُوَ مُصَمِّم، فَإِذَا أَصاب المَفْصِل، فَهُوَ مُطَبِّقٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ
أَراد أَنه يَضْرِب مرَّةً صَمِيمَ الْعَظْمِ ومَرَّةً يُصِيب المَفْصِل. والمُصَمِّمُ مِنَ السُّيوف: الَّذِي يَمُرُّ فِي العِظام، وَقَدْ صَمَّمَ وصَمْصَمَ. وصَمَّمَ السيفُ إِذَا مَضَى فِي الْعَظْمِ وقطَعَه، وَأَمَّا إِذَا أَصاب المَفْصِلَ وَقَطَعَهُ فَيُقَالُ طَبَّقَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَيْفًا:
يُصَمِّم أَحْياناً وَحِينًا يُطَبِّق
وسيفٌ صَمْصامٌ وصَمْصامةٌ: صارِمٌ لَا يَنْثَني؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
صَمْصامَةٌ ذَكَّرَهُ مُذَكِّرُهْ
إِنَّمَا ذَكَّرَه عَلَى مَعْنَى الصَّمْصامِ أَو السَّيْفِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: لَوْ وَضَعْتم الصَّمْصامةَ عَلَى رَقبَتي
؛ هِيَ السَّيْفُ الْقَاطِعُ، وَالْجَمْعُ صَماصِم. وَفِي حَدِيثِ
قُسّ: تَرَدَّوْا بالصَّماصِم
أَي جعلوها لهم بمنزلة
(1). قوله [سعرت عليك إلخ] قال الصاغاني في التكملة: الرواية سعرنا
(2)
. أي أَنه منصوب بالفتحة المقدرة على الأَلف للتعذر
الأَرْدِية لحَمْلِهم لَهَا وحَمْلِ حَمائِلها عَلَى عَواتِقهم. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّمْصامَةُ اسمٌ للسيفِ الْقَاطِعِ والليلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّمْصامُ والصَّمْصامةُ السيفُ الصارِمُ الَّذِي لَا يَنْثني؛ والصَّمْصامةُ: اسمُ سيفِ عَمْرو بن معديكرب، سَمَّاه بِذَلِكَ وَقَالَ حِينَ وَهَبَه:
خَليلٌ لمْ أَخُنْهُ وَلَمْ يَخُنِّي،
…
عَلَى الصَّمْصامةِ السَّيْفِ السَّلامُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده:
عَلَى الصَّمْصامةِ أَم سَيْفي سَلامِي «1»
. وَبَعْدَهُ:
خَليلٌ لَمْ أَهَبْهُ مِنْ قِلاهُ،
…
ولكنَّ المَواهِبَ فِي الكِرامِ
«2» . حَبَوْتُ بِهِ كَريماً مِنْ قُرَيْشٍ،
…
فَسُرَّ بِهِ وصِينَ عَنِ اللِّئامِ
يَقُولُ عَمْرٌو هَذِهِ الأَبياتَ لَمَّا أَهْدَى صَمْصامتَه لسَعِيد ابن الْعَاصِ؛ قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ صَمْصامة غيرَ مُنوّن مَعْرِفَةً للسَّيْف فَلَا يَصْرِفه إِذَا سَمَّى بِهِ سيْفاً بِعَيْنِهِ كَقَوْلِ الْقَائِلِ:
تَصْميمَ صَمْصامةَ حينَ صَمَّما
ورجلٌ صَمَمٌ وصِمْصِمٌ وصَمْصامٌ وصَمْصامةٌ وصُمَصِمٌ وصُماصِمٌ: مُصَمِّمٌ، وَكَذَلِكَ الفَرَسُ، الذكرُ والأُنثى فِيهِ سواءٌ، وَقِيلَ: هُوَ الشديدُ الصُّلْبُ، وَقِيلَ: هُوَ المجتمعُ الخَلْق. أَبو عُبَيْدٍ: الصِّمْصِمُ، بِالْكَسْرِ، الغليظُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وقولُ عَبْد مَناف بْنِ رِبْع الهُذَليّ:
وَلَقَدْ أَتاكم مَا يَصُوبُ سُيوفَنا،
…
بَعدَ الهَوادةِ، كلُّ أَحْمَرَ صِمْصِم
قَالَ: صِمْصِم غَلِيظٌ شَدِيدٌ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّمْصَمُ البخيلُ النهايةُ فِي البُخْل. والصِّمْصِمُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ، وَيُقَالُ: هُوَ الجريءُ الماضي. والصِّمْصِةُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ كالزِّمْزِمةِ؛ قَالَ:
وحالَ دُوني مِنَ الأَنْبارِ صِمْصِمةٌ،
…
كَانُوا الأُنُوفَ وَكَانُوا الأَكرمِينَ أَبا
وَيُرْوَى: زِمْزِمة، قَالَ: وَلَيْسَ أَحدُ الْحَرْفَيْنِ بَدَلًا مِنْ صَاحِبِهِ لأَن الأَصمعي قَدْ أَثبتهما جَمِيعًا وَلَمْ يَجْعَلْ لأَحدِهما مَزِيَّةً عَلَى صاحبِه، وَالْجَمْعُ صِمْصِمٌ. النَّضْرُ: الصِّمْصِمةُ الأَكمَةُ الْغَلِيظَةُ الَّتِي كَادَتْ حِجَارَتُهَا أَن تكونُ مُنْتَصِبة. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ صِفات الْخَيْلِ الصَّمَمُ، والأُنثى صَمَمةٌ، وَهُوَ الشديدُ الأَسْرِ المعْصُوبُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
وغارةٍ، تَقْطَعُ الفَيافيَ، قَد
…
حارَبْتُ فِيهَا بِصلْدِمٍ صَمَمِ
أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: والمُصَمِّمُ الجملُ الشديدُ؛ وأَنشد:
حَمَّلْتُ أَثْقالي مُصَمِّماتِها
والصَّمّاءُ مِنَ النُّوقِ: اللَّاقِحُ، وإبِلٌ صُمٌّ؛ قَالَ المَعْلُوطُ القُرَيْعيُّ:
وكانَ أَوابِيها وصُمُّ مَخاضِها،
…
وشافِعةٌ أُمُّ الفِصالِ رَفُودُ
والصُّمَيْماءُ: نباتٌ شِبْه الغَرَزِ يَنْبت بنَجْدٍ في القِيعان.
(1). قوله [أَم سيفي] كذا بالأَصل والتكملة بياء بعد الفاء
(2)
. قوله [من قلاه] الذي في التكملة: عن قلاه. وقوله [في الكرام] الذي فيها: للكرام
صنم: الصَّنَمُ: معروفٌ واحدُ الأَصْنامِ، يقال: إِنَّهُ معرَّب شَمَنْ، وَهُوَ الوَثَن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ يُنْحَتُ مِنْ خَشَبٍ ويُصَاغُ مِنْ فِضَّةٍ ونُحاسٍ، وَالْجَمْعُ أَصنام، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ الصَّنَمِ والأَصنام، وَهُوَ مَا اتُّخِذَ إِلهاً مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا كَانَ لَهُ جسمٌ أَو صُورَةٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ جِسْمٌ أَو صُورَةٌ فَهُوَ وَثَن. وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الصَّنَمةُ والنَّصَمةُ الصُّورةُ الَّتِي تُعْبَد. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ
؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: مَا تَخِذُوهُ مِنْ آلهةٍ فَكَانَ غيرَ صُورةٍ فَهُوَ وَثَنٌ، فَإِذَا كَانَ لَهُ صُورَةٌ فَهُوَ صَنَمٌ، وَقِيلَ: الْفَرْقُ بَيْنَ الوَثَن والصنمِ أَن الوَثَنَ مَا كَانَ لَهُ جُثَّة مِنْ خَشَبٍ أَو حَجَرٍ أَو فِضَّةٍ يُنْحَت ويُعْبَد، وَالصَّنَمُ الصُّورَةُ بِلَا جُثَّةٍ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ جَعَلَ الوَثَنَ المنصوبَ صَنَمًا،
وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنه قَالَ: لَمْ يَكُنْ حيٌّ مِنْ أَحْياءِ الْعَرَبِ إِلَّا وَلَهَا صنمٌ يَعْبُدُونَهَا يُسَمُّونَهَا أُنثى بَنِي فُلَانٍ
«1» ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً؛ والإِناث كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ مِثْلُ الخَشبة وَالْحِجَارَةِ، قَالَ: والصَّنَمةُ الداهيةُ؛ قَالَ الأَزهري: أَصلها صَلَمة. وَبَنُو صُنَيْم: بطنٌ.
صهم: الصَّيْهَمُ: الشديدُ؛ قَالَ:
فغَدَا عَلَى الرُّكْبانِ، غَيرَ مُهَلِّلٍ
…
بِهِراوةٍ، شَكِسُ الخَلِيقةِ صَيْهَمُ
والصِّهْمِيمُ: السيدُ الشَّرِيفُ مِنَ النَّاسِ، وَمِنَ الإِبلِ الكريمُ. والصِّهْميمُ: الخالصُ فِي الخيرِ والشَّرِّ مثلُ الصَّمِيم؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْهَاءُ عِنْدِي زَائِدَةٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ للمُخَيِّس:
إنَّ تَمِيماً خُلِقَتْ مَلْموما
…
مثلَ الصَّفا، لَا تَشْتَكي الكُلومَا
قَوْماً تَرى واحِدَهم صِهْمِيما،
…
لَا راحِمَ الناسِ وَلَا مَرْحوما
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ للمُخَيِّس الأَعرجيِّ، قَالَ: كَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِ الْمَجَازِ فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ عِنْدَ قَوْلِهِ عز وجل: وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً؛ فالسعيرُ مُذَكَّر ثُمَّ أَنَّثه فَقَالَ: إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ:
إِنَّ تَمِيمًا خُلِقَتْ مَلْموما
فجمعَ وَهُوَ يُرِيدُ أَبا الْحَيِّ؛ ثُمَّ قَالَ فِي الْآخَرِ:
لَا راحِمَ الناسِ وَلَا مَرْحُوما
قَالَ: وَهَذَا الرَّجَزُ فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ الْمَشْهُورُ. الْجَوْهَرِيُّ: والصِّهْميمُ السَّيِءُ الخُلُقِ مِنَ الإِبل. والصِّهْميم: مِنْ نَعْت الإِبل فِي سُوء الخُلُقِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وخَبْط صِهْميمِ اليَدَيْنِ عَيْدَه
والصِّيَهْمُ: الجملُ الضخمُ. والصِّيَهْمُ: الَّذِي يَرْفع رأْسَه، وَقِيلَ: هُوَ العظيمُ الغليظُ، وَقِيلَ: هُوَ الجَيِّدُ البَضْعةِ، وَقِيلَ: هُوَ القصيرُ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الصِّيَهْمُ الشديدُ مِنَ الإِبل، وكلُّ صُلْبٍ شديدٍ فَهُوَ صِيَهْمٌ وصِيَمٌّ وكأَنَّ الصِّهْميمَ مِنْهُ؛ وَقَالَ مُزاحِم:
حَتَّى اتَّقَيْتَ صِيَهْماً لَا تُوَرِّعُه،
…
مِثْلَ اتِّقاءِ القَعُودِ القَرْمَ بالذَّنَبِ
(1). قوله: ولها صنم يعبدونها: لعلَّه أنث الضمير العائد إلى الحيّ لأَنه في معنى القبيلة. وأنث الضمير العائد إلى الصنم لأَنه في معنى الصورة
والصِّهْميمُ مِنَ الرِّجَالِ: الشجاعُ الَّذِي يَرْكَبُ رأْسَه لَا يَثْنِيه شَيْءٌ عمَّا يُريد ويَهْوَى. والصِّهْمِيمُ مِنَ الإِبل: الشديدُ النَّفْس الممتنعُ السيِءُ الخُلقِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَرْغُو، وسئلَ رَجُلٌ مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ عَنِ الصِّهْميمِ فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَزُمُّ بأَنْفِه ويَخْبِطُ بيدَيْه ويَرْكُض بِرِجْلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ مُقبِل:
وقَرَّبوا كلَّ صِهْميمٍ مَناكِبهُ،
…
إِذَا تَدَاكأَ مِنْهُ دَفْعُه شَنَفا
قَالَ يَعْقُوبُ: مَناكِبُه نَوَاحِيهِ، وتَداكأ تَدَافَعَ، وتَدافعُهُ سَيْرُه. وَرَجُلٌ صِيَهْمٌ وامرأَة صِيَهْمةٌ: وَهُوَ الضَّخْمُ والضخمةُ. ورجلٌ صِيَهْمٌ: ضخمٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
ومَلَّ صِيَهْمٌ ذُو كَرادِيس لَمْ يَكُنْ
…
أَلُوفاً، وَلَا صَبّاً خِلافَ الرَّكائِبِ
ابْنُ الأَعرابي: إِذَا أَعطيت الكاهنَ أُجْرتَه فهو الحُلْوان والصِّهْميمُ.
صهتم: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ السِّكِّيتِ رَجُلٌ صَهْتمٌ شديدٌ عسِرٌ لَا يرتَدُّ وجْهُه، وَهُوَ مِثْلُ الصِّهْميم؛ وأَنشد غَيْرُهُ:
فعَدا عَلَى الرُّكْبانِ، غيرَ مُهَلِّلٍ
…
بِهراوةٍ، سَلِسِ الخَلِيقةِ، صَهْتَمُ «2»
. كَذَا وَجَدْتُهُ مَضْبُوطًا فِي التَّهْذِيبِ.
صوم: الصَّوْمُ: تَرْكُ الطعامِ والشَّرابِ والنِّكاحِ والكلامِ، صامَ يَصُوم صَوْماً وصِياماً واصْطامَ، وَرَجُلٌ صائمٌ وصَوْمٌ مِنْ قومٍ صُوَّامٍ وصُيّامٍ وصُوَّمٍ، بِالتَّشْدِيدِ، وصُيَّم، قَلَبُوا الْوَاوَ لِقُرْبِهَا مِنَ الطَّرَفِ؛ وصِيَّمٍ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، كَسَرُوا لِمَكَانِ الْيَاءِ، وصِيَامٍ وصَيَامى، الأَخير نَادِرٌ، وصَوْمٍ وَهُوَ اسمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: هُوَ جمعُ صائمٍ. وَقَوْلُهُ عز وجل: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً
؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ صَمْتاً، ويُقوِّيه قولهُ تَعَالَى: فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا. وَفِي الْحَدِيثِ:
قَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ اللهُ تَعَالَى كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ إِلَّا الصَّومَ فَإِنَّهُ لِي
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنَّمَا خَصَّ اللَّهُ تبارك وتعالى الصَّومَ بأَنه لَهُ وَهُوَ يَجْزِي بِهِ، وإنْ كَانَتْ أَعمالُ البِرِّ كلُّها لَهُ وَهُوَ يَجْزِي بِهَا، لأَن الصَّوْمَ لَيْسَ يَظْهَرُ مِنِ ابنِ آدمَ بلسانٍ وَلَا فِعْلٍ فتَكْتُبه الحَفَظَةُ، إِنَّمَا هُوَ نِيَّةٌ فِي الْقَلْبِ وإمْساكٌ عَنْ حَرَكَةِ المَطْعَم والمَشْرَب، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: فَأَنَا أَتوَلَّى جَزَاءَهُ عَلَى مَا أُحِبُّ مِنَ التَّضْعِيفِ وَلَيْسَ عَلَى كتابٍ كُتِبَ لَهُ، وَلِهَذَا
قَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ فِي الصَّوْمِ رِياءٌ
، قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنة: الصَّوْمُ هُو الصَّبْرُ، يَصْبِرُ الإِنسانُ عَلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالنِّكَاحِ، ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:
صَوْمُكُمْ يومَ تَصُومون
أَي أَن الخَطأَ مَوْضُوعٌ عَنِ النَّاسِ فِيمَا كَانَ سبيلُه الاجتهادَ، فَلو أنَّ قَوْمًا اجتهدُوا فَلَمْ يَرَوا الهِلال إِلَّا بعدَ الثَّلَاثِينَ وَلَمْ يُفْطِروا حَتَّى اسْتَوْفَوا العددَ، ثُمَّ ثَبَت أَن الشهرَ كَانَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ فَإِنَّ صَوْمَهم وفطْرهم ماضٍ وَلَا شَيْءَ عَلَيْهِمْ مِنْ إثْم أَو قضاءٍ، وَكَذَلِكَ فِي الْحَجِّ إذا أَخطؤُوا يومَ عَرفة وَالْعِيدِ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه سُئِلَ عمَّنْ يَصُومُ الدهرَ فَقَالَ: لَا صامَ وَلَا أَفْطَرَ
أَي لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى؛ وهو
(2). قوله [فعدا على الركبان إلخ] أنشده في المادة التي قبل هذه: فغدا بالغين المعجمة وشكس بالشين المعجمة والكاف تبعاً للمحكم، وأنشده الأَزهري هنا فعدا بالعين المهملة وسلس بسين مهملة فلام، ثم قال: أراد غير مهلل سلس انتهى. وأنشده الصاغاني في التكملة كالتهذيب لكن على أن صهتماً اسم رجل
إحْباطٌ لأَجْرِه عَلَى صَوْمِه حَيْثُ خَالَفَ السنَّةَ، وَقِيلَ: هُوَ دُعاءٌ عَلَيْهِ كراهِيةً لصنيعهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فإنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أَو شاتَمه فَلْيَقُلْ إِنِّي صائمٌ
؛ مَعْنَاهُ أَنْ يَرُدَّه بِذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ ليَنْكَفَّ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقُولَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ ويُذَكِّرَها بِهِ فَلَا يَخُوضَ مَعَهُ وَلَا يُكافِئَه عَلَى شَتْمِه فَيُفْسِدَ صَوْمَه ويُحْبِطَ أَجْرَه. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذَا دُعِيَ أَحدُكم إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صائمٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ
؛ يُعَرِّفُهم بِذَلِكَ لِئَلَّا يُكْرِهُوه عَلَى الأَكل أَو لِئَلَّا تَضِيقَ صدورُهم بِامْتِنَاعِهِ مِنَ الأَكل. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ مَاتَ وَهُوَ صائمٌ فلْيَصُمْ عَنْهُ وَليُّه.
قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ بظاهرِه قومٌ مِنْ أَصحاب الْحَدِيثِ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ، وحَمَلَه أَكثرُ الفقهاء على الكفَّارة وعَبَّر عنها بالصوم إذ كَانَتْ تُلازِمُه. وَيُقَالُ: رجلٌ صَوْمٌ ورجُلانِ صَوْمٌ وَقَوْمٌ صَوْمٌ وامرأَة صَوْمٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لأَنه نَعْتٌ بِالْمَصْدَرِ، وَتَلْخِيصُهُ رجلٌ ذُو صَوْمٍ وقوْم ذُو صَوْمٍ وامرأَة ذاتُ صَوْمٍ. وَرَجُلٌ صَوَّامٌ قَوَّامٌ إِذَا كَانَ يَصُوم النهارَ ويقومُ الليلَ، ورجالٌ ونِساءٌ صُوَّمٌ وصُيَّمٌ وصُوَّامٌ وصُيَّامٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَقمتُ بِالْبَصْرَةِ صَوْمَينِ أَيْ رَمضانينِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ صَوْمانُ أَيْ صائمٌ. وصامَ الفرسُ صَوْماً أَيْ قَامَ عَلَى غَيْرِ اعْتلافٍ. الْمُحْكَمُ: وصامَ الفرَسُ عَلَى آرِيِّه صَوْماً وصِياماً إِذَا لَمْ يَعْتَلِفْ، وَقِيلَ: الصائمُ مِنَ الْخَيْلِ القائمُ الساكنُ الَّذِي لَا يَطْعَم شَيْئًا؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبياني:
خَيْلٌ صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ،
…
تحتَ العَجاجِ، وأُخرى تَعْلُكُ اللُّجُما
الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَوَنَ: الصائِنُ مِنَ الْخَيْلِ القائمُ عَلَى طرَفِ حافِره مِنَ الحَفاء، وَأَمَّا الصائمُ فَهُوَ القائمُ عَلَى قَوَائِمِهِ الأَربع مِنْ غَيْرِ حَفاء. التَّهْذِيبُ: الصَّوْمُ فِي اللُّغَةِ الإِمساكُ عَنِ الشَّيْءِ والتَّرْكُ لَهُ، وَقِيلَ لِلصَّائِمِ صائمٌ لإِمْساكِه عَنِ المَطْعَم والمَشْرَب والمَنْكَح، وَقِيلَ لِلصَّامِتِ صَائِمٌ لإِمساكه عَنِ الْكَلَامِ، وَقِيلَ لِلْفَرَسِ صَائِمٌ لإِمساكه عَنِ العَلَفِ مَعَ قيامِه. والصَّوْمُ: تَرْكُ الأَكل. قَالَ الْخَلِيلُ: والصَّوْمُ قيامٌ بِلَا عَمَلٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كلُّ مُمْسكٍ عَنْ طعامٍ أَو كلامٍ أَو سيرٍ فَهُوَ صائمٌ. والصَّوْمُ: البِيعةُ. ومَصامُ الفرسِ ومَصامَتُه: مَقامُه ومَوْقِفُه؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
كأنَّ الثُّرَيّا عُلِّقَتْ فِي مَصامِها،
…
بأمْراسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْدَلِ
ومَصَامُ النَّجْمِ: مُعَلَّقُه. وصامَتِ الريحُ: رَكَدَتْ. والصَّوْمُ: رُكُودُ الريحِ. وصامَ النهارُ صَوماً إِذَا اعْتَدَلَ وقامَ قائمُ الظَّهِيرَةِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ.
فدَعْها، وسَلِّ الهَمَّ عنْكَ بِجَسْرةٍ
…
ذَمُولٍ، إِذَا صامَ النهارُ، وهَجَّرا
وصامَت الشمسُ: اسْتَوَتْ. التَّهْذِيبُ: وصامَت الشمسُ عِنْدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ إِذَا قَامَتْ وَلَمْ تَبْرَحْ مكانَها. وبَكْرةٌ صائمةٌ إِذَا قَامَتْ فَلَمْ تَدُرْ؛ قَالَ الرَّاجِزِ:
شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ،
…
والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمهْ
يَعْنِي الَّتِي لَا تَدُورُ. وصامَ النَّعامُ إِذَا رَمَى بِذَرْقِه وَهُوَ صَوْمُه. الْمُحْكَمُ: صامَ النعامُ صَوْماً أَلْقَى مَا فِي بَطْنِهِ. والصَّوْمُ: عُرَّةُ النَّعامِ، وَهُوَ مَا يَرْمي بِهِ مِنَ دُبُرِه. وصامَ الرجلُ إِذَا تَظَلَّلَ بالصَّوْمِ، وَهُوَ شجرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والصَّوْمُ: شجرٌ عَلَى