المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ستر العورة - مجموعة الحديث على أبواب الفقه - ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب - جـ ١

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌باب ستر العورة

‌باب ستر العورة

532 -

عن أبي هريرة مرفوعاً: (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه 1 منه شيء) .

أخرجاه 2.

533 -

ولمسلم 3 على عاتقيه.

1 في المخطوطة: "عاتقة" والتصويب من الصحيحين.

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 471) وصحيح مسلم (1: 368) واللفظ له.

3 قوله "ولمسلم"، اللفظ موجود في البخاري -كما مر- بالتثنية كما هو في مسلم ولفظ البخاري، تحت باب إذا صلى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه، "لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه شيء" فهو من المتفق عليه أيضا، والحديث رواه أيضا أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم، والحديث -عند أحمد باللفظين- كما ذكره المجد في المنتقى.

ص: 276

534 -

وعنه مرفوعاً: (من صلى في ثوب واحد فليخالف بين طرفيه)1.

رواه البخاري وأبو داود 2 - وزاد - على عاتقيه.

535 -

وعن عمر بن أبي سلمة قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد مشتملا 3 به في بيت أم سلمة، واضعاً طرفيه على عاتقيه)4.

536 -

وقالت أم هانئ: (الْتَحَفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بثوبٍ، وخالف بين طرفيه (على عاتقيه) (5.

رواهما البخاري.

1 في المخطوطة: أطرفيه.

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 471)، وسنن أبي داود (1: 169) والزيادة التي أشار إليها المصنف هي أيضا عند أحمد، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (1: 471) ولم يشر إلى سنن أبي داود) .

3 في المخطوطة: "سبل" وهو خطأ من الناسخ.

4 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 468 ، 469) وفيه لفظه. والحديث موجود في صحيح مسلم (1: 368) بلفظه أيضا. فالحديث متفق عليه، والحديث رواه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد وابن خزيمة وغيرهم.

5 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 468) تعليقا. ورواه البخاري موصولا لكن ليس فيه (وخالف بين طرفيه) وذلك في كتاب الصلاة (1: 469) ورواه مسلم من وجه آخر (1: 498) وهو عند أحمد أيضا (6: 342 ، 343) ورواه مختصرا (6: 425) .

ص: 277

537 -

وروى 1 أيضا عن أبي هريرة مرفوعاً: (قام رجل (إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله 2 عن الصلاة في الثوب الواحد؟ فقال: " أوكلكم يجد ثوبين؟ " ثم سأل 3 رجلٌ عُمَرَ فقال: إذا وسَّع الله عليكم 4 فأوْسِعوا، جَمَعَ رجلٌ عليه ثيابَهُ، صلّى رجلٌ في إزارٍ ورداء، في إزارٍ وقميصٍ، في إزارٍ وقباء، في سراويلَ وَرِدَا (ء) ، في سراويلَ وقميصٍ، في سَراويلَ وقبَا (ء) ، (في تُبَّان وقباء) في تُبَّان وقميص، (قال) : وأحسبه قال -: في تُبّان وردا (ء) (5.

538 -

وروى أيضا عن أبي سعيد: (نهى رسول الله صلى الله عليه

1 أي البخاري.

2 في المخطوطة: "فسئله".

3 في المخطوطة "سئل".

4 هذه اللفظة ليست في البخاري بشرح الفتح.

5 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 475) والسراويل: قال ابن سيده (4: 83) فارسي معرب، يذكر ويؤنث، ولم يعرف أبو حاتم السجستاني التذكير، والأشهر عدم صرفه، والتبان: بضم المثناة وتشديد الموحدة، وهو على هيئة السراويل إلا أنه ليست له رجلان، وقد يتخذ من جلد، وقال في النهاية التبان: سراويل صغيرة تستر العورة المغلظة فقط، ويكثر لبسه الملاحون (1: 181) .

والقباء: بالقصر والمد، قيل هو فارسي معرب، وقيل عربي مشتق قبوت الشيء إذا ضممت أصابعك عليه، سمي بذلك لانضمام أطرافه، وانظر الفتح (1: 475) .

ص: 278

وسلم

عَن اشتمالِ الصّمّا (ء) ، وأن يَحْتَبِيَ الرجل في ثوبٍ واحد، ليسَ على عاتِقهِ 1 منه شيء (2.

539 -

(وأمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن لا يطوف بالبيت عريان (3.

540 -

وروى أيضا عن (ابن) المنكدر قال: (دخلت على جابر، وهو يصلِّي في ثوبٍ مُلْتَحِفاً به، ورداؤه 4 موضوع، فلما انصرف

1 لفظ البخاري في جميع الكتب (ليس على فرجه منه شيء) .

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 476- 477) وفي كتاب الصوم مختصرا (4: 239) وفي كتاب اللباس (10: 279) بلفظه، وبمعناه (10: 278) وفي كتاب الاستئذان (11: 79) . والحديث رواه البخاري من حديث أبي هريرة (الفتح 10: 278 ، 279) ومسلم من حديث جابر (3: 1661) ورواه أبو داود من حديث أبي هريرة وجابر (4: 55) ورواه الترمذي أن حديث أبي هريرة (4: 235) وقال: وفي الباب عن علي وابن عمر، وعائشة، وأبي سعيد، وجابر، وأبي أمامة. ورواه كذلك من وجوه: النسائي وابن ماجه وأحمد في المسند من حديث أبي سعيد بلفظ البخاري (3: 6، 13 ، 46 ، 66 ، 96) .

3 رواه البخاري تعليقا في كتاب الصلاة (1: 465) وذكره ضمن حديث أبي هريرة من غير ذكر الأمر في كتاب الصلاة (1: 477) وأخرجه البخاري أيضا في مواضع من حديث أبي هريرة، وذكره أحمد في مسنده من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه بإسناد حسن. وانظر الفتح (1: 466) .

4 في المخطوطة: ورواه.

ص: 279

قلنا: يا أبا عَبدِ الله تُصلي ورِداؤُك 1 موضوع؟ قال: نعم أحببت أن يرانيَ الجُهال مثْلُكُم، رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصلي هكذا (2.

541 -

وفي رواية له 3 (صلى جابر في إزار قد عقده من قبل قفاه، وأثيابه موضوعة (على المشجب) .

542 -

وفي لفظ لأحمد 4 من حديث أبي هريرة: (نهى عن لبستين: أن 5 يَحْتَبِيَ أحدُكم في الثوبِ الواحدِ ليسَ على فَرْجِهِ منِه شيء، وأن 6 يشتمل في إزاره إذا ما صلى، إلا أن يخالف (بين) طرفيه على عاتقيه) .

543 -

ولهما عنه 7 (وأن يشتمل الصماء في الثوب الواحد ليس

1 في المخطوطة: ورداءك.

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 478) وذكره بلفظ قريب (1: 467) وأخرجه مسلم بمعناه (1: 369) .

3 أي للبخاري في كتاب الصلاة (1: 467) وفيه زيادة: قال له قائل: تصلي في إزار واحد؟ فقال: إنما صنعت ذلك ليراني أحمق مثلك، وأينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ ".

4 مسند أحمد (2: 319) وانظر (2: 432 ، 464 ، 475 ، 477- 478 ، 491 ، 503 ، 510 ، 529) أيضا.

5 في المخطوطة "وأن" بزيادة الواو.

6 في المخطوطة: "ولا".

7 لم أجد هذا الحديث في الصحيحين بهذا اللفظ، فانظر البخاري في كتاب الصلاة (1: 477) وكتاب المواقيت (2: 58) وكتاب البيوع (4: 358) وكتاب اللباس (10: 278 ، 279) وصحيح مسلم (1: 368) .

ص: 280

على أحد شقيه منه شيء) .

544 -

وعن البرا (ء) : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعاً، بعيدَ ما بين المنكبين، له شَعر يبلغ شَحْمةَ أُذنيه، (رأيته) في حُلَّةٍ حَمْرا (ء) لم أر 1 شيئاً قط أحسنَ منه) .

أخرجاه 2.

545 -

وعن أنس (قال) : (كان أحبَّ الثيابِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلبسها الحِبْرَةُ)3.

أخرجاه 4.

546 -

وفي حديث أبي جحيفة: (خرج في حلة حمراء، ثم ركزت له عنزة) .

1 في المخطوطة: "أرى" وهو خطأ من الناسخ.

2 صحيح البخاري كتاب المناقب (6: 565) واللفظ له، ورواه مختصرا في كتاب للباس (10: 305 ، 356) وصحيح مسلم (4: 1818) ورواه أيضا بمعناه أبو داود (4: 81) والترمذي (4: 219) وسنن النسائي (8: 183) .

3 في المخطوطة: "الحمرة" وهو خطأ من الناسخ.

4 صحيح البخاري: كتاب اللباس (10: 267) واللفظ له، وصحيح مسلم عدا قوله "أن يلبسها" (3: 1648) وسنن أبي داود (4: 51) باللفظ الآخر مختصرا. وسنن الترمذي بلفظه (4: 249) وسنن النسائي (8: 203) ومسند أحمد (3: 291) بلفظه، وانظر (3: 134 ، 184 ، 251) بمعناه.

ص: 281

أخرجاه 1.

547 -

ولهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن 2.

548 -

ولأبي داود 3 عن عمران بن 4 حصين مرفوعاً: (لا أركب (الأرجوان) 5 ولا ألبس المعصفر) .

549 -

ولهما 6 عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَلْبسوا الحريرَ، فإنّه من لبسه في الدنيا، لم يَلْبَسه في الآخرة) .

1 حديث أبي جحيفة طويل ذكر المصنف هنا جزءا منه، فانظره في صحيح البخاري كتاب الصلاة (1: 485) وصحيح مسلم (1: 360) والحديث رواه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد في المسند.

2 كذا في الأصل، ولم يذكر متن الحديث، ولعله يريد -والله أعلم- نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل. ولفظ مسلم "نهى عن التزعفر للرجال"، وهو مما اتفق عليه الشيخان، وأخرجه أصحاب السنن أيضا من حديث أنس بن مالك، فانظر صحيح البخاري: كتاب اللباس (10: 304) وصحيح مسلم (3: 1662) .

3 سنن أبي داود (4: 48) .

4 في المخطوطة: "ابن" بزيادة ألف.

5 في المخطوطة: بياض، وكأن الناسخ لم يعرف معناها فلم يكتبها. والحديث أطول من هذا في أبي داود.

6 صحيح البخاري بمعناه: كتاب اللباس (10: 284) وصحيح مسلم واللفظ له (3: 1642) والحديث رواه أصحاب السنن وأحمد أيضا.

ص: 282

550 -

ولهما 1 عن عمر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لَبُوس الحرير - إلا هكذا - ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إصبعيه الوسطى والسبابة، وضمهما) ".

551 – ولمسلم: (إلا موضع إصبعين2، أو ثلاث، أو أربع (3 وزاد فيه أحمد وأبو داود: (وأشار بكفه (.

552 -

وعن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في (لبس) الحرير لحكة كانت بهما) .

أخرجاه 4.

1 صحيح البخاري: كتاب اللباس (10: 284) وصحيح مسلم (3: 1642) واللفظ له.

2 ما بين القوسين سقط من الأصل وكتب في الهامش بخط مغاير، وهو من الحديث.

3 صحيح مسلم (3: 1643- 1644) لكن في الأصل: "ثلاثة أو أربعة" وما في الأصل هو موجود في سنن أبي داود (4: 47) . والحديث رواه أصحاب السنن وأحمد أيضا.

4 صحيح البخاري: كتاب الجهاد (6: 100) وكتاب اللباس (10: 295) وصحيح مسلم (3: 1346) وليس اللفظ لهما أو لواحد منهما. وأخرجه أبو داود (4: 50) وأخرجه أحمد واللفظ له. فانظر المسند (3: 127 ، 180 ، 215 ، 255 ، 273) وهو موجود في بقية السنن.

ص: 283

553 -

وللترمذي 1: (وشكوا إليه القمل، فرخص لهما في قميص الحرير (في غزاة لهما)2.

554 -

وعن عقبة بن 3 عامر قال: (أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فَرُّوج حَريرٍ فلبسه، ثم صلى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعاً (عنيفاً) 4 شديداً كالكارِهِ له، ثم قال: لا يَنْبغي هذا للمتقين) .

أخرجاه 5.

1 قوله: للترمذي: ليس هذا لفظ الترمذي وإنما هو لأحمد أيضا، فانظره في المسند (3: 252) ومعناه (3: 122 ، 192) وأما لفظ الترمذي (4: 218) أن عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام شكيا القمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة لهما، فرخص لهما في قمص الحرير، قال: ورأيته عليهما، والحديث رواه كذلك البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم.

2 في المخطوطة: "غنا لهما" وهو خطأ من الناسخ.

3 في المخطوطة "ابن" بزيادة الألف.

4 ما بين القوسين ليس في الصحيحين، وإنما هو عند أحمد.

5 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 484- 485) وكتاب اللباس (10: 269) واللفظ له وصحيح مسلم (3: 1646) والحديث رواه النسائي (2: 72) بلفظ البخاري، ومسند أحمد (4: 149) واللفظ له بالزيادة، ورواه أيضا (4: 150) وبين فيه أن الصلاة التي كان قد صلاها عليه الصلاة والسلام وهو لابس الفروج كانت المغرب.

ص: 284

555 -

وعن عائشة (أنها نصبت سترةً فيها تصاوير، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فنزعه وقطعه وسادتين، فكا (ن) يستند عليهما) .

أخرجاه 1.

556 -

ولأحمد 2: (فقد 3 رأيته متكئاً على إحداهما وفيها صورة) .

557 -

وعن ابن عمر مرفوعا: ((إنّ) الذين يَصْنعون هذه الصُّوَرَ يُعذَّبون يوم القيامة، يقال لهم: أَحْيُوا ما خلقتم) .

أخرجاه 4.

558 -

وللبخاري عن عائشة مرفوعا 5

1 قلت: هذا اللفظ لم أجده في الصحيحين، وإن كان هو أقرب إلى لفظ مسلم، فانظر صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 122) وكتاب اللباس (10: 386- 387) وصحيح مسلم (3: 1668- 1669) .

2 مسند أحمد (6: 247) .

3 في المخطوطة: "فلقد" بزيادة لام.

4 صحيح البخاري: باب اللباس: (10: 382- 383) واللفظ له، وصحيح مسلم (3: 1670) .

5 في المخطوطة: لم يذكر لفظ الحديث. ولعله يريد حديثها عنده ولفظه: "أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله " أخرجه في كتاب اللباس (10: 386- 387) أو لفظها عنده " إن أصحاب هذه الصور يعذَّبون يوم القيامة يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتا فيها الصورة" أخرجه في كتاب اللباس (10: 389) والله أعلم.

ص: 285

559 -

ولأبي داود وغيره: ثوب فيه تصاوير.

560 -

وعن ابن عباس: (وجاءه رجل فقال: إني صورت هذه التصاوير فأفتني. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صوَّرَها نفْسًا يعذَّبُ بها في نار جهنم. فإن كنت (لا بد فاعلا فاجعل الشَّجَرَ وما لا نَفْسَ لَه.

أخرجاه 1.

561 -

وعن أبي هريرة 2 مرفوعاً: (لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس)3.

1 البخاري: كتاب البيوع (4: 416) وكتاب التعبير (12: 427) بمعناه فيهما. وصحيح مسلم (3: 1670- 1671) بلفظ قريب، وأخرجه النسائي (8: 190) وأحمد (1: 308) بلفظه إلا قوله "يعذب بها في نار جهنم" فعند أحمد وكذا عند مسلم "تعذبه في جهنم ".

2 في المخطوطة: "أبي طلحة" وهو خطأ من الناسخ أو سبق قلم، وإنما الحديث من رواية أبي هريرة وليس -فيما أعلم- لأبي طلحة في هذا الباب شيء. والله أعلم.

3 الحديث من رواية أبي هريرة في صحيح مسلم (3: 1672) وسنن أبي داود (3: 25) وسنن الترمذي (4: 207) وقال الترمذي: وفي الباب: عن عمر وعائشة وأم حبيبة وأم سلمة، وهذا حديث حسن صحيح. أخرجه أيضا أحمد في المسند (2: 262 - 263 ، 311 ، 343 ، 444 ، 476 ، 537) ورواه مختصرا من غير ذكر "الكلب" (2: 327 ، 385 ، 392 ، 414) وسنن الدارمي (2: 199) . وانظر الفتح الكبير (3: 327) فلم يذكر أيضا سوى أبي هريرة فيه. والله أعلم.

ص: 286

562 -

وعن أُسامة بن 1 زيد قال: (كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم (قبطية كثيفة) 2 كانت مما أهداها 3 له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي. (فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك لم تلبس القبطية؟ قلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرها فَلْتَجْعَلْ) 4 تحتها (غلالة) 5 فإني أخاف أن تصف (حجم عظامها)6.

رواه أحمد 7.

563 -

وفي البخاري 8: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن

1 في المخطوطة: "ابن" بزيادة ألف.

2 في المخطوطة: بياض، واستكملت النص من المسند.

3 في المخطوطة: أهدى، والتصويب من المسند.

4 في المخطوطة: "قال: ثم بياض.. أن تجعل"، واستكملت النقص من المسند.

5 في المخطوطة: بياض، واستكملت النقص من المسند.

6 في المخطوطة: بياض، واستكملت النقص من المسند.

7 مسند أحمد (5: 205) من طريقين: الأول قال فيه عن ابن أسامة بن زيد أن أباه أسامة قال:.. والثاني ذكر اسم ابنه فقال: عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه.

8 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وسيأتي برقم (603) والحديث أخرجه البخاري بلفظ "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين

" الحديث. في كتاب اللباس (10: 332، 333) وكذا في كتاب الحدود (12: 159) بلفظ لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء. والحديث أخرجه أبو داود (4: 60) والترمذي (5: 105- 106) وابن ماجه (1: 614) وأحمد في المسند (1: 354 ، 330) .

ص: 287

المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات بالرجال (.

564 -

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (لا يمشي أحدكم في نعلٍ واحد (ة) .

أخرجاه 1.

565 -

ولمسلم 2: (إذا انقطع شِسْعُ أحدكم 3 فلا يَمْشِ 4 في الأخرى، حتى يُصلحها) .

566 -

وله 5 من حديث جابر: (ولا (يَمْشِ في خُف) واحدٍ) .

567 -

ولمسلم 6 عن جابر مرفوعاً: (استكثروا لبس النعال، فإن أحدكم لا يزال راكبا ما انتعل) .

1 صحيح البخاري: كتاب اللباس (10: 309) وفيه زيادة: "ليحفهما أو لينعلهما جميعا" وصحيح مسلم (3: 1660) وفيه الزيادة. والحديث رواه أيضا أبو داود والترمذي وابن ماجه.

2 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (3: 1660) والحديث رواه البخاري في الأدب المفرد والنسائي أيضا.

3 في المخطوطة: "نعل أحدكم" فكلمة "نعل" ليست في مسلم وإنما هي في غيره.

4 في المخطوطة: "يمشي" بزيادة الياء في آخره.

5 صحيح مسلم (3: 1661) .

6 قلت: هذا اللفظ ليس لمسلم ولا لأحمد ولا لأبي داود، فانظر صحيح مسلم (3: 1660) ولفظه: قال جابر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في غزوة غزوناها: استكثروا من النعال، فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل. ومثله عند أبي داود (4: 69) ومسند أحمد (3: 337 ، 360) وأخرجه النسائي كذلك كما في تحفة الأشراف (2: 346) .

ص: 288

568 -

ولأبي داود عن فضالة بن 1 عبيد مرفوعاً: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحيانا)2.

569 -

وسئل أنس: ((أ) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه؟ قال: نعم) .

رواه البخاري 3.

570 -

وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: (قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: " احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك "، (قال) قلت: (يا رسول الله) فإذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: " إن استطعت أن لا يراها أحد

1 في المخطوطة "ابن".

2 لفظ أبي داود (4: 75) كان النبي صلى الله عليه وسلم.. والحديث عند أحمد أيضا (6: 22) وهو جزء من حديث طويل فيه رحلة صحابي من أجل حديث واحد والنهي عن كثرة الإرفة، فلينظره من أحب فيهما.

3 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 494) وكتاب اللباس (10: 308) وصحيح مسلم (1: 391) . والحديث موجود في سنن الترمذي (2: 249) وسنن النسائي (2: 74) وسنن الدارمي (1: 260) وأخرجه أحمد في المسند (3: 100 ، 166 ، 189) . فالحديث متفق عليه.

ص: 289

فلا يَرَيَنْهَا "، 1 قلت: فإذا كان أحدنا خالياً؟ قال: " فالله تبارك وتعالى أحق أن يستحيا منه".

رواه الخمسة 2 إلا النسائي، وحسنه الترمذي.

571 -

ولهما 3 عن أبي هريرة مرفوعاً: (لا ينظر الله (يومَ القيامةَ) إلى من جَرّ إزَارَهُ بَطَرًا) .

572 -

وللبخاري 4: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي 5 النار) .

573 -

وعن ابن عمر مرفوعاً: (من جرَّ ثوبه خيلا (ء) لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبو بكر: (يا رسول الله) : إن إحدى (شِقّيِ)

1 في المطبوعة: "ترينها".

2 سنن أبي داود (4: 40- 41) وسنن الترمذي (5: 97- 98 ، 110) وسنن ابن ماجه (1: 618) ومسند أحمد (5: 3- 4) واللفظ له. وقال الترمذي في الموضعين: هذا حديث حسن. واسم جد بهز بن حكيم: معاوية بن حيدة القشيري.

3 صحيح البخاري: كتاب اللباس (10: 257- 258) واللفظ له، وصحيح مسلم (3: 1653) والحديث في الموطأ (2: 914) وابن ماجه (1: 1182) . والحديث مروي من طريق ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد وغيرهم رضي الله عنهم في الصحيحين وغيرهما.

4 صحيح البخاري: كتاب اللباس (10: 256) والحديث في سنن النسائي (8: 207) ومسند أحمد (2: 287 بمعناه و 410، 461 ، 498. بلفظه و 504) بمعناه.

5 في المخطوطة: "في".

6 وفي المخطوطة: "إحدى إزاري".

ص: 290

إزاري يسترخي 1 إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال (النبي صلى الله عليه وسلم : إنك لست ممن يَصْنَعُه خيلا (ء)2.

رواه البخاري 3.

574 -

وعنه مرفوعاً: (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر (منها) شيئاً خيلا (ء) لم ينظر الله إليه يوم القيامة (.

رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح 4.

575 -

وعن ابن عمر مرفوعاً: (من لبس ثوب شُهْرَةٍ في الدنيا ألْبَسَه الله ثوبَ مَذَلّةٍ يوم القيامة) .

إسناده جيد، رواه أحمد وأبو داود 5.

1 في المخطوطة: "يترخى".

2 في المخطوطة: "ممن يفعل ذلك خيلاء".

3 صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة (7: 19) وكتاب اللباس (10: 254) وهنا لفظه، وأخرجه البخاري مختصرا كذا في كتاب الأدب (10: 478) . والحديث أخرجه أيضا أبو داود (4: 56- 57) والنسائي (8: 208) ومسند أحمد (2: 104 ، 136 ، 147) .

4 سنن أبي داود (4: 60) وسنن النسائي (8: 208) وسنن ابن ماجة (2: 1184) وقال عقيبه: قال أبو بكر (بن أبي شيبة) : ما أغربه. قلت: في إسناده عبد العزيز بن أبي رواد فيه مقال.

5 سنن أبي داود (4: 43- 44) وسنن ابن ماجه (2: 1192 - 1193) واللفظ له، ومسند أحمد (2: 92 ، 139) .

قلت: في الإسناد المهاجر بن عمرو النبال الشامي الراوي عن ابن عمر رضي الله عنهما. وقد ذكره ابن حبان في الثقات.

ص: 291

576 -

وعن ابن مسعود مرفوعاً: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل 1 يحب أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسنةً 2 قال: إن الله جميلٌ يُحب الجمال. الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ الناس) .

رواه مسلم 3.

577 -

وعن عبد الله بن عمر (و) 4 مرفوعاً: (كلوا واشربوا (والبسوا) وتصدقوا من غير إسراف ولا مخيلة) .

رواه البخاري 5.

1 في المخطوطة: "فقال له رجل: إن أحدنا"، والتصويب من مسلم.

2 في المخطوطة: "حسنا".

3 صحيح مسلم (1: 93) .

4 في المخطوطة "ابن عمر" وهو خطأ، والصواب ما ذكرناه. فعند أحمد عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فانظره (2: 181) بزيادة " والبسوا". وانظر سبل السلام (4: 318) بتعليقنا.

5 رواه البخاري تعليقا من غير ذكر اسم الراوي بل قال: "وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا واشربوا...." وذلك في كتاب اللباس (10: 252) ولم يصله البخاري في مكان آخر وقد وصله أبو داود الطيالسي والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما. وانظر الفتح (10: 253) .

ص: 292

578 -

وزاد أحمد 1: (إن الله يحب أن ترى نعمته 2 على عبده)3.

579 -

روى الترمذي 4 هذه الزيادة، وحسنها، وقال:(أثر نِعْمَتِه)5.

580 -

وفي حديث أبي رجا (ء) العطاردي: (خرج علينا عمران بن حصين، وعليه مطرف من خز لم نره 6 عليه قبل ذلك ولا بعده، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنعم الله عز وجل عليه نعمة، فإن الله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه) .

رواه أحمد 7 بإسناد جيد.

1 مسند أحمد (2: 182) .

2 في المخطوطة: "تر أثر نعمته".

3 في المخطوطة: "عبيده".

4 سنن الترمذي (5: 123- 124) وحسنه.

5 في المخطوطة: "نعمه". والحديث نسبه في الفتح الكبير: للحاكم أيضا.

6 في المخطوطة "أره".

7 مسند أحمد (4: 438) .

قلت: في إسناده "فضيل بن فضالة" وثقة ابن معين، وقال ابن شاهين في الثقات: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه شعبة، وانظر التهذيب (7: 298) .

ص: 293

581 -

(و) عن سهل (بن) معاذ الجهني 1 عن أبيه مرفوعاً: (من ترك أن يلبس صالح الثياب - وهو يقدر عليه - تواضعاً لله تبارك وتعالى ، دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره في حُلَلِ الإيمان أيَّتَهُنَّ شاء) .

في إسناده ضعف وحسنه الترمذي 2.

1 في المخطوطة: "رواه أحمد بإسناد جيد عن سهل، وعن معاذ الجهني عن أبيه

" والحديث رواه أحمد في المسند من طريق روح ثنا شعبة عن الفضيل بن فضالة-رجل من قيس- ثنا أبو رجاء العطاردي قال: خرج علينا عمران.." الحديث بينما الراوي عن معاذ الجهني رضي الله عنه هو ابنه سهل، وأيضا الصحابي الراوي لهذا الحديث هو معاذ بن أنس الجهني وليس أبوه، وسأذكر شيئا عن سهل عند قوله في آخر الحديث إسناده ضعيف. والله أعلم.

2 مسند أحمد (3: 438) وهو جزء من حديث.

وقوله: في إسناده ضعف.. لأنه من طريق ابن لهيعة عن زبان عن سهل والرواية عن هذا الطريق ساقطة فزبان بن فائد منكر الحديث، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج به، وقال الحافظ ابن حجر: لا يعتبر حديثه (سهل) ما كان من رواية زبان بن فائد عنه، وقال ابن حبان في الضعفاء عن سهل: منكر الحديث جدا فلست أدري أوقع التخليط في حديثه منه أو من زبان، فإن كان من أحدهما فالأخبار التي رواها أحدهما ساقطة، وإنما اشتبه هذا، لأن راويها عن سهل زبان إلا الشيء بعد الشيء، وزبان ليس بشيء، والله أعلم، قلت: وأخرج أحمد من هذا الطريق كثيرا منها في المجلد الثالث. وانظر ترجمتهما: التهذيب (4: 258)(3: 308) والمجروحين لابن حبان (1: 313 ، 347) والميزان (2: 65 ، 241) والمغني في الضعفاء (1: 236 ، 288) .

فالحديث ضعيف من هذا السند لكن رواه الترمذي (4: 650) بلفظ قريب من طريق عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ عن أبيه، وقال: هذا حديث حسن.

ص: 294

582 -

ورواه أحمد عن أبي أمامة مرفوعاً: (البذاذة من الإيمان) . ورجاله ثقات 1.

قال أحمد: هو التواضع في اللباس.

583 -

وعن أبي رمثة قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بردان أخضران) .

رواه الخمسة إلا ابن ماجه 2.

1 سنن أبي داود (4: 75- 76) وسنن ابن ماجه (2: 1379) وفيه: قال: البذادة القشافة يعني التقشف. قلت: عزاه في الفتح الكبير لأحمد والحاكم أيضا عن أبي أمامة الحارثي، وقد فتشت فهارس المسند فلم أعثر فيها على أبي أمامة الحارثي، وقرأت مسند أبي أمامة الباهلي -مع طوله- في المسند فلم أعثر على رواية لأبي أمامة الحارثي فيه سوى واحدة وليس فيها هذا الحديث، والله أعلم.

2 سنن أبي داود (4: 52 ، 86) وسنن الترمذي (5: 119) وحسنه. وسنن النسائي (8: 204) ومسند أحمد (2: 226 ، 227 ،228) .

واسم أبي رمثة: حبيب بن حيان، ويقال: اسمه رفاعة بن يثربي. كذا قال الترمذي. ويقال التميمي، والتيمي، والله أعلم.

ص: 295

584 -

ولمسلم 1 عن عائشة (قالت) : (خرج النبي 2 صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليه مِرْط 3 مُرَحَّل 4 من شَعَر أسْوَدَ) .

585 -

وعن أم خالد قالت: (أُتِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خَميصة سوداء، فقال: من ترون نكسوها 5 هذه الخميصة؟

1 صحيح مسلم (3: 1649) والحديث في سنن أبي داود (4: 44) وسنن الترمذي (5: 119) ومسند أحمد (6: 162) .

2 في المخطوطة: "خرج علينا رسول الله"، وما أثبتناه هو الموجود في المصادر الأصلية التي ذكرتها قبل.

3 في المخطوطة "برد".

4 في المخطوطة تبعا للمسند "مرجل" بالجيم المعجمة. وما أثبتناه هو الموجود في مسلم وغيره. وهو رأي الجمهور. قال النووي: أما المرط: فبكسر الميم وإسكان الراء، وهو كساء يكون تارة من صوف وتارة من شعر أو كتان أو خزّ، قال الخطابي: هو كساء يؤتزر به، وقال النضر: لا يكون المرط إلا درعا ولا يلبسه إلا النساء ولا يكون إلا أخضر، وهذا الحديث يرد عليه.

وأما قوله "مرحل" فهو بفتح الراء وفتح الحاء المهملة هذا هو الصواب الذي رواه الجمهور وضبطه المتقنون وحكى القاضي أن بعضهم رواه بالجيم أي عليه صور الرجال، والصواب الأول. ومعناه عليه صورة رحال الإبل، ولا بأس بهذه الصور وإنما يحرم تصوير الحيوان، وقال الخطابي:"المرحل" الذي فيه خطوط. اهـ. شرح صحيح مسلم (14: 57- 58) والله أعلم.

5 في المخطوطة "تكسون".

ص: 296

فَأسْكِتَ 1 القوم، قال 2 ائتوني بأم خالد، فأتيَ بيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فألبَسنيها بيدِه وقال:(أ) بْلي و (أ) خْلِقي 3 مرتين، وجعل ينظر إلى علم الخميصة ويُشير بيده إليَّ ويقول: يا أُمَّ خالد هذا سَنا يا أُم خالد والسنا بلسان الحبشة الحسن) .

رواه البخاري 4.

586 -

وعن عبد الله بن عمر (و) 5 قال: (رأى 6 رسول الله

1 في المخطوطة: "فسكت".

2 في المخطوطة: "فقال".

3 وقع في المخطوطة: "بلي وخلفي" وهو خطأ من الناسخ- وقوله "أبلي" بفتح الهمزة وسكون الموحدة وكسر اللام: أمر بالإبلاء. وكذا قوله "أخلقي" بالمعجمة والقاف، أمر بالإخلاق وهما بمعنى، والعرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق. وانظر الفتح (10: 280) .

4 رواه البخاري في كتاب اللباس (10: 279، 303) ورواه مختصرا في كتاب الجهاد (6: 183) وكتاب مناقب الأنصار (7: 188) وكتاب الأدب (10: 425) .

5 في المخطوطة: "ابن عمر" وهو خطأ أو سبق قلم، ففي صحيح مسلم: أن عبد الله بن عمرو بن العاص.

6 في المخطوطة: "رأيت".

ص: 297

صلى الله عليه وسلم علي 1 ثوبَيْن مُعَصْفَرَيْن فقال: إن هذه 2 من ثياب الكفار فلا تَلْبَسْها) .

رواه مسلم 3.

587 -

وعن حذيفة قال: (نهانا النبي 4 صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة، وأن نأكل فيها، وأن نلبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه.

رواه البخاري 5.

1 في المخطوطة: "وعلى".

2 في المخطوطة: "هذا".

3 صحيح مسلم (3: 1647) والحديث في مسند أحمد بلفظه بقريب كذلك (2: 162 ، 164 ، 193 ، 207 ، 211) وكذا في سنن النسائي (8: 203) والمستدرك (4: 190) .

4 في المخطوطة: "نهى رسول الله".

5 صحيح البخاري: كتاب اللباس (10: 291) والحديث عنده كذلك في كتاب الأطعمة (9: 554) وكتاب الأشربة (10: 94 ، 96)، والحديث أخرجه مسلم كذلك بلفظ قريب (3: 1637 ، 1638) . والحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد. فانظر مسند أحمد (5: 385 ، 390 ، 396 ، 397 ، 398 ، 400 ، 404 ، 408) وسنن أبي داود (4: 337) وسنن الترمذي (4: 299) بألفاظ متقاربة.

ص: 298

588 -

وفيه 1: (إنه استسقى فسقاه مجوسي في إناء من فضة، فرما (هـ) به فقال: إني قد أمرته أن لا يسقيني فيه) .

589 -

وعن علي قال: (نهاني 2 رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن جلوسٍِ 3 على المياثر

والمياثر: " فشيء كانت (تجعله) النساء " 4 لبعولتهن على الرحْل كالقطائف من الأر (جوان) .

رواه مسلم 5.

590 -

وفي البخاري 6

1 الحديث أيضا في الصحيحين بألفاظ قريبة، ولم أجد هذا النص بلفظه فيهما.

فانظر ما سبق ذكره أن العزو، وكذا صحيح البخاري: كتاب اللباس (10: 284) وصحيح مسلم (3: 1637، 1638)، ومسند أحمد (5: 396 ، 397، 398، 400 ، 408) وكذا السنن.

2 في المخطوطة: "نهى".

3 في المخطوطة: "الجلوس"، والتصويب من صحيح مسلم.

4 في المخطوطة: "المياثر (بياض) كانت النساء تصنعه".

5 صحيح مسلم (3: 1659)، والحديث رواه البخاري تعليقا في كتاب اللباس (10: 292) مختصرا، وهو عند النسائي كذلك.

والمياثر: أصلها من الوثارة أو الوثرة -بكسر الواو وسكون المثلثة- والوثير: أو الفراش الوطيء، وامرأة وثيرة كثيرة اللحم، وفيه معان أخرى انظرها في الفتح (10: 293) .

6 صحيح البخاري: كتاب الأشربة (10: 51) والحديث رواه أيضا- كما ذكر الحافظ في الفتح-: الطبراني في الكبير، ومسند الشاميين، والإسماعيلي وأبو نعيم في مستخرجيهما، وأبو داود في السنن بلفظ قريب.

ص: 299

عن أبي مالك الأشعري 1 مرفوعاً: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحرّ 2

1 في المخطوطة وكذا في المنتقى (1: 294) الأشجعي وهذا وهم من المصنفين فأبو مالك الأشجعي هو سعد بن طارق ابن أشيم بينما أبو مالك الأشعري هو ثلاثة: أبو مالك: الحارث بن الحارث الأشعري الشامي تفرد بالرواية عنه أبو سلاّم، وهو من رجال مسلم والترمذي والنسائي.

والثاني: أبو مالك كعب بن عاصم الأشعري صحابي نزل الشام أيضا ومصر، وله حديثان وهو من رجال النسائي وابن ماجه.

والثالث: أبو مالك الأشعري اسمه عبيد، وقيل: عبد الله، وقيل: عمرو، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث صحابي مات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وهو من رجال البخاري تعليقا ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجه. والمراد بأبي مالك هذا الحديث: هو الأخير.

والحديث يرويه البخاري من طريق أبي عامر- أو أبي مالك الأشعري -، وقال الحافظ: هكذا رواه أكثر الحفاظ عن هشام بن عمار "بالشك" وكذا وقع عند الإسماعيلي من رواية بشر بن بكر، لكن وقع عند أبي داود من رواية بشر بن بكر "حدثني أبو مالك" بغير شك، ووقع عند ابن حبان بهذا السند إلى عبد الرحمن بن غنم "أنه سمع أبا عامر وأبا مالك الأشعريين يقولان"

وقد أخرجه البخاري في التاريخ بالشك وقال: إنما يعرف هذا عن أبي مالك الأشعري. اهـ. وقد أخرجه أحمد وابن أبي شيبة والبخاري في "التاريخ" عن أبي مالك الأشعري. على أن التردد في اسم الصحابي لا يضر كما تقرر في علوم الحديث، ولذا قال الحافظ: وقد ترجح أنه عن أبي مالك الأشعري وهو صحابي مشهور. وانظر فتح الباري (10: 54- 55) .

2 في المخطوطة: "الخز" بالمعجمتين، وهو الموافق لرواية أبي داود -أما رواية البخاري فبالمهملتين- كما أثبتناه وهو الموجود في معظم الروايات من صحيح البخاري، وهو ما ذهب إليه كثير من الأئمة. فانظر الفتح (10: 55) وتعليقنا على سبل السلام. (2: 152) .

ص: 300

والحرير والخمر والمعازِف) .

- 591 - ولمسلم 1 عن عائشة (قالت: (إنما) كان فراشُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أَدَما حشوُهُ ليفٌ) .

592 -

وله 2 عن جابر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له) 3: (فراشٌ للرَّجُلِ، وفراشٌ لامرأته، والثالث 4 للضيف، والرابع للشيطان) .

1 صحيح مسلم (3: 1650) واللفظ له، والحديث موجود من روايتهما أيضا في صحيح البخاري: كتاب الرقاق (11: 282) فهو متفق عليه. وهو في سنن الترمذي (4: 237) .

2 صحيح مسلم (3: 1651) واللفظ له. والحديث موجود في سنن أبي داود (4: 70- 71) وسنن النسائي بلفظ مسلم (6: 135) ومسند أحمد بلفظ مسلم (3: 293) وبلفظ أبي داود (3: 324) .

3 ما بين القوسين ليس في المخطوطة، وإنما أضيفت من مسلم.

4 في المخطوطة: "وفراش" وهو موافق لرواية أبي داود وما أثبتناه هو رواية مسلم.

ص: 301

593 -

عن 1 ابن عباس قال: (إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب المصمت من قَز (.

قال ابن عباس: أما السُدي 2 والعلم فلا نرى 3 به بأساً.

رواه أحمد وأبو داود بإسناد حسن 4.

1 في المخطوطة: " وله عن ابن عباس " وهذه العبارة تشعر بأن الحديث في مسلم لأنه معطوف على سابقيه، والحديث ليس في مسلم وإنما هو في مسند أحمد وسنن أبي داود.

2 في المخطوطة: " السدو".

3 في المخطوطة: " يرى " بالياء.

4 مسند أحمد (1: 218، 313، 321) واللفظ له في الأولى. وسنن أبي داود (4: 49- 50)

قلت: قوله بإسناد حسن. غير سليم، فالحديث إسناده صحيح، فقد رواه أحمد عن روح عن ابن جريج أخبرني خصيف عن سعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس عنه. ورواه عن محمد بكر عن ابن جريج عن عكرمة بن خالد عن ابن جبير عن ابن عباس.

ورواه عن مروان عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس ورواية ابن جريج عن عكرمة بن خالد عن ابن جريج كلهم ثقات والسند صحيح. ولهذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 76) بعد أن ذكر روايته عن أحمد والطبراني في الأوسط: ورجالهما رجال الصحيح. اهـ. وأيضا في بقية الأسانيد خصيف بن عبد الرحمن الجزيري وثقه ابن معين - في رواية- وقال ابن عدي: ولخصيف نسخ وأحاديث كثيرة، وإذا حدث عن خصيف ثقة فلا بأس بحديثه ورواياته، ووثقه ابن سعد والبخاري

وطعن فيه آخرون، وعلى أي حال فحديثه عاضد بحديث عكرمة بن خالد. والله أعلم. وانظر المسند (4: 308، 309، ،343) ، ت أحمد شاكر، وانظر كتب التراجم بشأن خصيف وعكرمة. والله المستعان.

ص: 302

594 -

وصح لبسه عن غير واحد من الصحابة 1.

595 -

وعن أبي موسى مرفوعا (حُرِّم لِباسُ 2 الحريرِ والذهبِ على ذكورِ أُمتي، وأُحِلَّ لإناثهم) .

صححه الترمذي 3.

596 -

ولمسلم عن بسر 4 بن 5 سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة (قال) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الملائكة

1 قال أبو داود (4: 46) وعشرون نفسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أكثر لبسوا الخز: منهم أنس والبراء بن عازب.

2 في المخطوطة: لبس.

3 سنن الترمذي (4: 217) وقال: حديث أبي موسى حسن صحيح.

قلت: والحديث مروي بمعناه من حديث عمر، وعلي وعقبة بن عامر، وأنس، وحذيفة، وأم هانئ وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعمران بن حصين، وعبد الله بن الزبير، وجابر، وأبي ريحان، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وواثلة بن الأسقع، والله أعلم.

4 في المخطوطة: " جشر " وهو خطأ من الناسخ أو سبق قلم.

5 في المخطوط: " ابن ".

ص: 303

لا تدخل بيتاً فيه صورة ((قال بسر) : ثم اشتكى زيد فعدناه، فإذا على بابه سترٌ فيه صورةٌ، فقلت لعبيد الله 1 الخولاني:(ألم) يخبرنا زيد عن الصور يو (م) الأول؟ (فـ) قال (عبيد الله) : ألم تسمعه (حين) قال: إلا رقماً في ثوب، قلت: لا، قال: بلى قد ذكر ذلك (2.

597 -

وله عن عائشة سئلت هل سمعت 3 رسولَ الله صلى

1 في المخطوطة: " عبد الله "، وهو خطأ من الناسخ أو سبق قلم.

قلت: في الصحيحين زيادة: " ربيب مَيْمُونَة زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم " وليس هو ابن زوجها، وإنما ربته فهو من مواليها.

2 هذا الحديث متفق عليه أيضا، فانظر في صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق (6: 312) وكتاب اللباس (10: 389) بلفظه وصحيح مسلم (3: 1665- 1666) . وقوله "قلت: لا، قال: بلى قد ذكر ذلك" فقد رواه مسلم من طريق آخر. فتنبه، والحديث رواه أيضا: أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد في المسند والدارمي وغيرهم.

3 في المخطوطة: "سمعتي" وهو خطأ، وأصل الحديث عند مسلم:.. عن سعيد بن يسار أبي الحباب، مولى بنى النجار، عن زيد بن خالد، عن أبي طلحة الأنصارى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لاتدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل " قال: فأتيت عائشة، فقلت: إن هذا يخبرني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لاتدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل " فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك؟

" الحديث.

ص: 304

الله عليه وسلم

(ذكر ذلك؟) فقالت: لا، ولكن سأحدثكم 1 ما رأيته، فقل (رأيته خرج) في غزاته 2 فأخذتُ نَمَطاً فَسَتَرْتُهُ على الباب، فلما قدم فرأى النمط، 3 عَرَفْتُ الكراهية (في وجهه) ، 4 فجذبه حتى هتكه، وقال: إن الله عز وجل لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين. (قالت) : فقطعنا 5 منه وسادتين وحشوتهما (ليفا) ، فلم يعب ذلك علي) 6.

598 -

وله 7 عنهما (قالت) : (كان لنا سِتْرٌ فيه تمثال طائر، 8 وكان الداخل إذا دخل استقبله، فقال (لي) رسول الله صلى الله عليه وسلم: حولى هذا، فإني كلما دخلت فرأيته 9 ذكرت الدنيا، (قالت)

1 في المخطوطة: " سأحدثك ".

2 في المخطوطة: " ما رأيته فعل في غزواته ".

3 في المخطوطة: "رءى النمطة ".

4 في المخطوطة: " فعرفت الكراهة فجذبه ".

5 في المخطوطة " فقطعت ".

6 في المخطوطة: " ولم يعب علي ذلك ". والحديث رواه مسلم (3: 1666) والحديث أخرجه أبو داود (4: 73) .

7 صحيح مسلم (3: 1666) وقد أخرجه أيضا النسائي في السنن (8: 213) وأحمد في المسند (6: 49، 53، ،241) .

8 في المخطوطة: " طير ".

9 في المخطوطة "فرءيته ".

قال النووي رحمه الله: هذا محمول على أنه كان قبل تحريم اتخاذ ما فيه صورة فلهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل ويراه ولا ينكره قبل هذه المرة الأخيرة. النووي على مسلم (14: 87) .

ص: 305

وكانت لنا قطيفة، كنَّا نقول علمها حرير فكنا نَلْبَسُها) .

599 -

وله 1 عنها (قالت) : (قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترتُ على بابي (دُرْنُوكًا) 2 فيه الخيلُ ذواتُ الأجنحةِ فأمرني فنزعته) .

600 -

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتُك الليلة، فلم يمنعني أن أدخل (عليك) البيت الذي أنتَ فيه إلا (أنه كان في البيت) 3 تمثالُ رَجُلٍ، وكان في البيت قرامُ 4 سِتْرٍ فيه تماثيل، 5 وكان في البيت كلب 6 فمُرْ برأس 7 التمثال يقطع فيصير 8 كهيئة الشجرة، ومُرْ بالستر (يقطع) فيجعل 9 وسادتين منتبذتين يوطآن 10

1 صحيح مسلم (3: 1667) .

2 الدرنوك: بضم الدال وفتحها، حكاهما القاضي وآخرون، والمشهور. ضمها، ويقال فيه: درموك، بالميم بدل النون، وهو ستر له خمل، وجمعه درانك. وانظر النهاية في غريب الحديث (2: 115) .

3 في المخطوطة: " أن فيه ".

4 في المخطوطة: " قراما ".

5 في المخطوطة: " تمثال ".

6 في المخطوطة " كلبا "، وهذه الجملة لم أجدها في المسند.

7 في المخطوطة: " في رأس ".

8 في المخطوطة: " فقطع فصير ".

9 في المخطوطة: " فامر بالستر " فجعل.

10 في المخطوطة: " يوطيان" ولفظ المسند " فيجعل منه وسادتان توطآن".

ص: 306

وَمُرْ 1 بالكلب فيخرج، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الكلب جروٌ كان 2 للحسن والحسين تحت (نَضْدٍ) 3 لهم (.

صححه الترمدي 4.

601 -

وعن علي مرفوعاً: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب ولا جنب) .

إسناده حسن، رواه أبو داود 5 وصححه ابن حبان.

1 في المخطوطة: " وامر ".

2 في المخطوطة: " وإذا بالكلب كان جروا".

3 في الأصل بياض.

4 مسند أحمد (2: 305) واللفظ له ، وسنن أبي داود (4: 74- 75) وسنن الترمذي (5: 115) . والنضد: قال أبو داود في السنن: والنضد شيء توضع عليه الثياب شبه السرير.

5 سنن أبي داود (4: 72-73) و (1: 58) وسنن النسائي (1: 141) وسنن الدارمي (2: 196) ومسند أحمد (1: 80 ، 83، 107، 139، 150) وفيه قصة، وفي السند عند الجميع: عبد الله بن نجي عن أبيه. وفيهما كلام، وقد وثق عبد الله- النسائي وذكره ابن حبان في الثقات.

قلت: وقع في المستدرك: عبد الله بن يحيى، وقال الحاكم بعد إخراجه: هذا حديث صحيح، فإن عبد الله بن يحيى من ثقات الكوفيين، ولم يخرجا فيه ذكر الجنب ، وقال الذهبي في تلخيصه: صحيح وعبد الله ثقة (المستدرك 1: 171)

ص: 307

...................................................................................................................................

هكذا وقع " عبد الله بن يحيى " وقول الذهبي " عبد الله ثقة " والحديث يرويه عبد الله عن أبيه عند الحاكم أيضا. فكيف يقر الذهبي تصحيح هذا الحديث وقد اختلف كلامه كثيرا في " نجي ".

قال في المغني (2: 695) نجي الحضرمي عن علي. لا يعرف. وقال في الميزان (4: 248) نجي الحضرمي عن علي بحديث " لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب " رواه شعبة عن علي بن مدرك عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه وهو نفس سند المستدرك الذي صححه، ولا يدري من هو.

وقال في الكاشف (3: 199) نجي الحضرمي عن علي، وعنه ابنه عبد الله، لين.

وقال عن عبد الله في الميزان (2: 514) عبد الله بن نجي الحضرمي عن علي، روى آدم عن البخاري، قال: فيه نظر.

قلت " الذهبي " روى عنه جابر الجعفي، فالنكارة من جابر وروى عنه الحارث العكلي، وقال النسائي: ثقة.

أما في الكاشف فقد سقطت من الكتاب ترجمتان وقسم ثالث من ترجمة. سقطت تكملة ترجمة " عبد الله بن أبي نجيح " وترجمة عبد الله ابن نجيد بكاملها، والقسم الاول من ترجمة " عبد الله بن نجي"، وبقي منها:"وعنه أبو زرعة البجلي والحارث العكلي في الكاشف العكالي وهو خطأ " وثقة س وقال في: فيه نظر. اهـ. واختلط الأمر على المحقق فلم ينبه عليه مع أن ابن أبي نجيح من رجال الستة بينما ابن نجي من رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه. وقد وقع في الخلاصة (183) عبد الله بن نجبي بضم أوله وإسكان الجيم وفتح الموحدة آخره تحتانية. اهـ. وهذا من التصحيف العجيب. فقد ضبطه الحافظ في التقريب نجي. بنون وجيم ".

وقال ابن حبان في الثقات (1: 272-273) نجي الحضرمي والد عبد الله بن يحيى (كذا في الأصل) وأظنه خطأ يروي عن علي لايعجبني الاحتجاج به وبخبره إذا انفرد، روى عنه أبو زرعة بن عمرو بن جرير. اهـ.

قلت: لكن الرواية جاءت عن أبي زرعة عن عبد الله ابنه لا عن نجي. وقد وثقه العجلي وقال ابن سعد في الطبقات عنه (6: 233) وكان قليل الحديث، قلت: والحديث يرويه أبو زرعة عن عبد الله عن أبيه عن علي وهو الموجود عند عامة من ذكرت إلا الدارمي ورواية عن أحمد. فعندهما يرويه أبو زرعة عن عبد الله عن علي، مباشرة من غير وجود " نجي " بين ابنه وعلي.

وقد قال ابن سعد في الطبقات في ترجمة عبد الله (6: 234) روى عن علي بن أبي طالب أيضا، وكذا قال ابن حبان والبزار بأنه يروي عن علي أيضا كما في التهذيب (6: 55) بينما ينفي السماع الدارقطني وابن معين. فإن صح السماع فالحديث صحيح وإلا فالحديث حسن، وقولنا صحيح لأنه يكون عندنا طريقان للحديث يعضدان بعضهما. وإلا فتصحيح الحاكم وإقرار الذهبي له فيه نظر. والله أعلم.

ص: 308

602 -

وعن أُم سلمة مرفوعاً: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه (جُلْجُلٌ ولا) جَرَسٌ، ولا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس) .

رواه النسائي 1.

1 سنن النسائي (8: 180) والحديث مروي من طريق عدد من الصحابة منهم أم حبيبة وأبو هريرة وغيرهما. فانظره إن شئت في صحيح مسلم وأبي داود والترمذي وأحمد والدارمي.

ص: 309

603 -

وفي البخاري 1 (أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال) .

604 -

(ولعن أيضا الرجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ المرأة والمرأة 2 تلبس لِبْسَةَ 3 الرجل) .

رواه أبو داود 4 عن أبي هريرة وإسناده صحيح.

605 -

وعن أبي هريرة (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صنفان من أهل النار لا أراهما 5 بعد: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رءوسهن أمثال أسنمة البُخت المائلة، لا يرين الجنة، ولا يجدن ريحها، ورجال معهم أسياط 6 كأذناب البقر يضربون بها الناس) .

رواه مسلم. 7

1 هذا الحديث سبق ذكره برقم (563) وذكر هناك من خرجه وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

2 في المخطوطة: "يلبس لبس المرءة والمرءة".

3 في المخطوطة: "يلبس".

4 سنن أبي داود (4: 60) ولفظه " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلي يلبس

" الحديث. والحديث رواه أحمد أيضا.

5 في المخطوطة: " لم أراهما "، وهو لفظ مسلم.

6 في المخطوطة: " إساط ".

7 مسند الإمام أحمد (2: 356 ، 440) واللفظ له وصحيح مسلم (3: 1680) و (4: 2192-2193) بلفظ قريب جدا ، وقد روى مالك القسم الأول منه موقوفا وهو عند أغلب رواة الموطأ موقوفا إلا عبد الله بن نافع فقد رفعه، وانظر الموطأ (2: 913) .

ص: 310

606 -

ولمسلم عن أبي عثمان النهدي: (كتب إلينا عمر (ونحن بأذربيجان) : يا عتبةُ بن فَرْقَدٍ: إنه ليس من كدِّكَ ولا (من) كدِّ أبيك ولا (من) كدِّ أمك، فاشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك، وإياك والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير) 1.

607 -

وله 2 عن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا انتعل أحدكم فليبدأ3 باليمين 4 وإذا خلع فليبدأ بالشمال) .

608 -

ولهما 5 عن عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله وطهوره وترجله وتنعله) .

1 صحيح مسلم (3: 1642) وللحديث تتمة قد حذفت من المخطوطة وهو الحديث المرفوع" فإن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن لبوس الحرير، قال: إلا هكذا، ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه الوسطى والسبابة وضمهما ".

والحديث ذكره أحمد في المسند مختصرا (1: 16 ، 43) . وسيأتي برقم (612) .

2 أي لمسلم (3: 1660) والحديث موجود في البخاري بلفظه سوى كلمة خلع فعنده " انتزع"، كتاب اللباس (10: 311) فهو من المتفق عليه، وهو كذلك عند أبي داود والترمذي ومالك.

3 في المخطوطة في الموضعين: (فليبدء) .

4 لفظ مسلم " باليمنى "، والموجود هنا هو لفظ البخاري.

5 صحيح البخاري: كتاب الطهارة (1: 269) كتاب الصلاة (1: 523) ومختصرا في كتاب اللباس (10:309 ، 368) وصحيح مسلم (1: 226) . والحديث في سنن أبي داود (4: 70) وسنن الترمذي بلفظ قريب (2: 506) وسنن النسائي (1: 78 ،205) و (8: 133 مختصرا و 185) وسنن ابن ماجه (1: 141) ومسند أحمد (6: 94، 130، 147، 187- 188 ،202 ،210) وصحيح ابن خزيمة (1: 91) قلت: وحديث الباب لم أجده بلفظه في الكتب المذكورة، وأقربه إلى لفظ البخاري: ولفظه " كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله " والله أعلم.

ص: 311

609 -

وعن ابن عمر مرفوعا: (من تشبه بقوم فهو منهم) .

رواه أحمد وإسناده صحيح 1.

610 -

ولأبي داود بسند صحيح عن عائشة2: (كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لِطَهُورِهِ وطعامه، وكانت يدُه اليسرى لخَلَائِه وما كان من أذى) .

1 مسند أحمد (2: 50) من طريقين وهو جزء حديث، أوله عنده: بعثت بالسيف - وفي رواية بعثت بين يدي الساعة بالسيف - حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه

" الحديث، ورواه أبو داود مقتصرا على حديث الباب فقط في سننه (4: 44) .

قلت: في الإسناد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وثقه ابن حبان وأبو حاتم، وفيه كلام.

2 سنن أبي داود (1: 9) والحديث في مسند أحمد (6: 265 ، 165 ، 170) .

ص: 312

611 -

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا لبستم و (إذا) توضأتم فابدؤوا بأيَامِنِكُم) 1.

حديث حسن رواه أبو داود عنه 2 وصححه ابن خزيمة.

612 -

وروى 3 أحمد عن يزيد بن 4 هرون، عن عاصم الأحول 5 عن أبي عثمان عن عمر أنه قال:(اتزروا 6 (وارتدوا) وانتعلوا وألقوا

1 في المخطوطة: " بميامنكم ".

2 سنن أبي داود (4: 70) وسنن ابن ماجه مختصرا (1: 141) وصحيح ابن خزيمة (1: 91) والحديث في مسند أحمد (2: 354) والفتح الرباني (2: 5) .

قلت: وقوله " حديث حسن"، الحديث يرويه أبو داود عن النفيلي عن زهير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. ويرويه أحمد عن الحسن وأحمد بن عبد الملك عن زهير به. ويرويه ابن ماجه عن محمد بن يحيى عن النفيلي به ويرويه ابن خزيمة من طريق عمرو بن خالد الحراني عن زهير به، وهؤلاء كلهم ثقات. فالحديث صحيح، لا كما قال المصنف " حديث حسن " وخاصّة سند أحمد وأبي داود، والله أعلم.

3 في المخطوطة " ورواه "، والصواب ما أثبتناه لأن هذا الحديث هو رواية ثانية لحديث رقم (606) .

4 في المخطوطة: " ابن ".

5 في المخطوطة: " الأحوص " ، وهو عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصرى، ثقة.

6 في المخطوطة: " التزروا ".

ص: 313

الخفاف والسراويلات1 والقوا الركب وانزوا نزواً، وعليكم بالمعدية، وارموا الأغراض، وذروا التنعم وزي العجم، وإياكم والحرير (.

حديث صحيح 2.

613 -

وعن أبي عوانة فيه: (وعليكم بالشمس، فإنها حمام العرب) .

614 -

وعن أبي سعيد: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد 3 ثوبا سماه باسمه: عمامةً أو قميصاً أو رداء، ثم يقول: اللهم لك الحمد (أنت) كسوتنيه، أسألك 4 خيرَه وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شرِّه وشرِّ ما صنع له) .

1 في المخطوطة: "والسراويل".

وقوله: "اتزروا": من الإزار.

وقوله: "وارتدوا" من الرداء.

وقوله: "وانتعلوا" من النعل، أي البسوا النعال.

وقوله: "وانزوا" من نزا أي وثب.

وقوله " وعليكم بالمعدية ".

2 مسند أحمد (1: 43) وتتمته فيه: "فإن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه وقال: لا تلبسوا من الحرير إلا ما كان هكذا، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعيه" وانظر تخريج الحديث رقم (606) .

3 في المخطوطة: "اتجد".

4 في المخطوطة: "اسئلك ".

ص: 314

حسنه الترمذي 1.

615 -

وعن سهل (بن معاذ بن أنس) 2 عن أبيه مرفوعاً: (من لبس ثوباً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه (وما تأخر) .

رواه أبو داود 3 وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري 4.

1 سنن الترمذي (4: 239) لكنه خلاف ما ذكر المصنف هنا، فالموجود في سنن الترمذي: وهذا حديث حسن غريب صحيح، والحديث في سنن أبي داود (4: 41) ومسند أحمد (3: 30 ، 50) .

2 في المخطوطة: " أنس بن سهل عن أبيه ". والصواب ما ذكرناه. وانظر سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه وذخائر المواريث ومسند أحمد.

3 سنن أبي داود (4: 42) والمستدرك (4: 192-193) .

4 قلت: الموجود في المستدرك (4: 193) : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. فتنبه.

وأيضا: ساق الحاكم هذا الحديث وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد من طريق أبي مرحوم وهو: عبد الرحيم بن ميمون المدني نزيل مصر. - وقال الترمذي: عبد الرحمن بن ميمون وأظنه تصحيف أو خطأ مطبعي. - وقال الذهبي في تلخيصه للمستدرك (4: 193) أبو مرحوم ضعيف وهو عبد الرحيم بن ميمون. قلت: ذكره ابن حبان في الثقات. وانظر ترجمته في التهذيب والتقريب والخلاصة والكاشف

ص: 315

616 -

وعند أحمد، والترمذي وقال: حسن غريب 1: من أكل طعاماً فقال: الحمد لله الذي أطعمني 2 هذا - وذكره.

1 مسند أحمد (3: 439) وسنن الترمذي (5: 508) وسنن ابن ماجه (2: 1093) وهو موجود كذلك في سنن أبي داود (4: 42) ومستدرك الحاكم (4: 192) . وبنفس السند السابق.

2 في المخطوطة: " أطمعنا "، والتصويب من السنن.

ص: 316

‌باب اجتناب النجاسات

باب اجتناب النجاسة

617 -

عن ميمونة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الخُمْرَة) .

أخرجاه 1.

618 -

ولمسلم 2 عن أبي سعيد: (فرأيته (يصلي) على حصير يسجد عليه) .

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 491 واللفظ له، وكذا 488) وكتاب الحيض (1: 430) وصحيح مسلم (1: 458) . والحديث عند أبي داود والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد، وأخرجه الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظه (2: 151- 152) .

ومعنى الخمرة هي شبيهة بالسجادة الصغيرة، وتعمل- غالبا- من سعف النخل وتنسج بالخيوط، وسميت خمرة لأنها تخمر وجه الأرض، وانظر معالم السنن (1: 183) والنهاية في غريب الحديث (2: 77-78) .

2 صحيح مسلم (1: 369 ، 458)، والحديث في سنن الترمذي (2: 153) وسنن ابن ماجه (1: 328) .

ص: 317

619 -

وعن المغيرة مرفوعا: (يصلي على (الحصير) والغروة المدبوغة) .

رواه أحمد وأبو داود 1.

620 -

وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أُمتي أدركته الصلاة، فليصل حيث أدركته) .

أخرجاه 2.

621 -

ولهما 3 عن أبي ذر (قال) : (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ مسجدٍ وُضع (أوَّلُ؟) قال: " المسجد الحرام "(قلت) : ثم أيُّ؟ قال: " المسجد الأقصى "، قلت: كم بينهما؟ قال: " أربعون سنة ". قلت: ثم أي؟ قال: " ثم حيث رجل أدركته الصلاة، فصلى، فكلها مسجد".

622 -

وعن أبي سعيد مرفوعاً: (الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام) .

1 سنن أبي داود (1: 177) ومسند أحمد (4: 254) من غير ذكر " الحصير ".

2 صحيح البخاري: كتاب التيمم (1: 436) وكتاب الصلاة (1: 533) وصحيح مسلم (1: 371) بلفظ قريب. والحديث رواه أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد وغيرهم.

3 صحيح البخاري: كتاب الأنبياء (6: 407 ، 458) وصحيح مسلم (1: 370) ومسند أحمد (5: 150، 156، 157، 160، 166) والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة.

ص: 318

رواه الخمسة إلا النسائي 1.

623 -

وعن أبي مرثد الغنوي مرفوعاً: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها) .

رواه مسلم 2.

- وحكى ابن المنذر الإجماع على إباحة الصلاة في مرابض 3

1 سنن أبي داود (1: 132-133) وسنن الترمذي (2: 131) بلفظه، وابن ماجه (1: 246) ومسند أحمد (3: 83 ، 96) وسنن الدارمي (1: 263- 264) وفي آخره، قيل لأبي محمد: تجزئ الصلاة في المقبرة؟ قال: إذا لم تكن على القبر فنعم، فإن الحديث أكثرهم أرسلوه. اهـ.

وقال الترمذي: وهذا حديث فيه اضطراب. اهـ. قلت: والحديث روي موصولا ومرسلا، لذا حكم الترمذي عليه بالاضطراب، ورجح البيهقي إرساله. وانظر المستدرك (1: 251) والسنن الكبرى (2: 434-435) والمحلى لابن حزم (4: 27- 28) والأم (1: 79) وبدائع المنن (1: 62-63) وصحيح ابن خزيمة (2: 7) . قلت: لكن الموصول في بعض طرقه من غير طريق المرسل فيكون المرسل عاضدا للموصول، ولهذا قال الحاكم بعد إخراجه من ثلاثة طرق قال: هذه الأسانيد كلها صحيحة على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه. اهـ. وأقره الذهبي على التصحيح، والمتابعة كذلك، والله أعلم.

2 صحيح مسلم (2: 668) . والحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد عنه.

3 في المخطوطة: " مرابظ ".

ص: 319

الغنم، إلا الشافعي قال: أكره ذلك إلا أن تسلم من بعارها 1.

624 -

وعن ابن عمر قال: (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت هو وأسامة بن زيد (وبلال وعثمان بن طلحة 2 فأغلقوا عليهم، فلما فتحوا كنت أول من ولج، فلقيت بلالاً 3 فسألته: هل صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، بين العمودَيْنِ اليَمَانِيَّين) .

أخرجاه 4.

625 -

وعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب.. فإذا ركع 5 وضعها، وإذا قام حملها) .

أخرجاه 6.

1 نقل ابن قدامة في المغني قول ابن المنذر (2: 88) ولفظه: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على إباحة الصلاة في مرابض الغنم إلا الشافعي فإنه اشترط أن تكون سليمة من أبعارها وأبوالها....

2 في المخطوطة: " ابن ".

3 ما بين القوسين سقط من الأصل واستدركته من الصحيحين وغيرهما.

4 صحيح البخاري: كتاب الحج (3: 463) وصحيح مسلم (2: 967) وسنن النسائي (2: 33- 34) ومسند أحمد (2: 120) .

5 لفظ البخاري "سجد " وعند مسلم في رواية وكذا النسائي وأحمد وابن حبان " ركع ".

6 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 590) وصحيح مسلم (1: 385 ، 386) وسنن أبي داود (1: 563) وسنن النسائي (3: 10) وموطأ مالك (1: 170) وبدائع المنن (1: 96) وترتيب مسند الشافعي (1: 116 ، 117) ومسند أحمد (5: 295 ، 303 ، 310 ، 311) وصحيح ابن خزيمة (1: 383) .

ص: 320

626 -

وعن عائشة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل (وأنا إلى جنبه) وأنا حائض، وعليَّ مرط، وعليه بعضه (إلى جنبه) .

رواه مسلم 1.

627 -

وعنها (قالت) : (كان (رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي (في شُعْرِنا) (2.

رواه أحمد وصححه الترمذي 3 ولفظه: (لا يصلي في لحف نسائه (.

628 -

وعن ابن عمر قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على حمار - وهو مُوَجِّهٌ 4 إلى خيبر-) .

رواه مسلم 5 قال الدارقطني: هو غلط 6 من عمرو بن يحيى.

1 صحيح مسلم (1: 367) . والحديث أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي.

2 في المخطوط: " كان لا يصلي " واستدركت الباقي في المسند بالقرائن مع رواية الترمذي وأبي داود.

3 مسند أحمد (6: 101) وسنن أبي داود (1: 174) وفيه بالشك (لا يصلي في شعرنا أو لحفنا) بينما رواية المسند والترمذي من غير شك، وسنن الترمذي (2: 496) وقال: حسن صحيح. والحديث رواه النسائي وابن ماجه.

4 في المخطوطة: " متوجه ".

5 صحيح مسلم (1: 487)، والحديث عند أحمد (2: 7 ، 49 ، 57 ، 83 ، 128) وسنن أبي داود (2: 9) وسنن النسائي (2: 60) .

6 سقط من الأول من قوله صلى الله عليه وسلم من حديث رقم (515) حتى هنا وكتب في الهامش وبخط مغاير: فاقتضي التنبيه.

ص: 321

629 -

وروى النسائي أيضا: (صلاته على الحمار في التوجه إلى خيبر (من حديث أنس 1.

1 سنن النسائي (2: 60) . قال النسائي عقيب حديث أنس: لا نعلم أحدا تابع عمرو بن يحيى على قوله " يصلي على حمار " وحديث يحيى بن سعيد عن أنس. الصواب موقوف، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وقال النووي: شرح مسلم (5: 211- 212) : قال الدارقطني وغيره: هذا غلط من عمرو بن يحيى المازني ، قالوا: وإنما المعروف في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته، أو على البعير، والصواب أن الصلاة على الحمار من فعل أنس كما ذكره مسلم بعد هذا، ولهذا لم يذكر البخاري حديث عمرو، هذا كلام الدارقطني ومتابعيه، وفي الحكم بتغليط رواية عمرو نظر، لأنه ثقة، نقل شيئا محتملا، فلعله كان الحمار مرة والبعير مرة أو مرات ،لكن قد يقال: إنه شاذ، فإنه مخالف لرواية الجمهور في البعير والراحلة، والشاذ مردود، وهو المخالف للجماعة، والله أعلم.

قلت: يريد بقوله: إن الصلاة على الحمار من فعل أنس ، ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما- واللفظ للبخاري- عن أنس بن سيرين قال: استقبلنا أنسا حين قدم من الشام، فلقيناه بعين التمر، فرأيته يصلي على حمار ووجهه من ذا الجانب - يعنى يسار القبلة- فقلت: رأيتك تصلي لغير القبلة فقال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله لم أفعله.

فقوله: " رأيتك تصلي لغير القبلة " فيه إشعار- كما قال الحافظ - بأنه لم ينكر الصلاة على الحمار، ولا غير ذلك من هيئة أنس في ذلك وإنما أنكر عدم استقبال القبلة فقط (الفتح 2: 576) . وقول النسائي: لا نعلم أحدا تابع عمرو بن يحيى على قوله " يصلى على حمار" فيما يبدو غير سليم فقد ذكر هو من طريق يحيى بن سعيد ذلك وإن كان رجح وقفه ، لكن روى السراج من طريق يحيى بن سعيد عن أنس أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على حمار وهو ذاهب إلى خيبر. قال الحافظ: إسناده حسن ، وله شاهد من حديث عمرو بن يحيى المازني عن سعيد بن يسار عن ابن عمر. ثم ذكر حديث الباب، ولهذا عقد البخاري على حديث أنس المار ذكره في الصحيحين ، باب صلاة التطوع على الحمار.

وقال الحافظ بعد ذكره لرواية ابن عمر وأنها شاهد لرواية أنس من طريق السراج: فهذا يرجح الاحتمال الذي أشار إليه البخاري. وأيضا حديث أنس عند الشيخين. وقوله " لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله لم أفعله" يحتمل أنه يريد الأمرين معا وهو الصلاة على الحمار والصلاة لغير جهة القبلة، ويحتمل واحدا منهما. وتغليط ألفاظ الثقات مسألة فيها نظر، والله أعلم.

ص: 322

630 -

وعن معاوية1 (قال) : قلت لأم حبيبة: (هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامع فيه؟ قالت: 2 نعم إذا لم يكن فيه أذى) .

رواه الخمسة إلا الترمذي 3.

1 هو ابن أبي سفيان رضي الله عنهما ، وأم حبيبة هي أخته وزوج النبي صلى الله عليه وسلم.

2 في المخطوطة: " قال ".

3 سنن أبي داود (1: 10) وسنن النسائي (1: 155) وسنن ابن ماجه (1: 179- 180) وسنن الدارمي (1: 260) ومسند أحمد (6: 325 ، 426- 427) وصحيح ابن خزيمة (1: 380- 381) .

قلت: وقول الأعظمي في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (1: 380) : إسناده حسن، غير سليم، فالحديث صحيح ورواته كلهم ثقات، والحديث يرويه جميع من ذكرت من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج بالتصغير، وقد وقع في ابن خزيمة خديج- بالخاء المعجمة، وهو خطأ- وهو صحابي صغير وقيل: تابعي ، عن معاوية بن أبي سفيان. وهم كلهم ثقات والحمد لله، وانظر تراجمهم.

ص: 323

631 -

وعن جابر بن سمرة قال: (سمعت رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصلي في الثوب الذي آتي فيه أهلي؟

قال: نعم إلا أن ترى 1 فيه شيئا 2 فتغسله) .

رواه أحمد 3 وإسناده ثقات.

632 -

وعن جابر بن سمرة: (أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم:

أصلي 4 في مرابض الغنم؟ قال: نعم. قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا) .

1 في المخطوطة: " ترا ".

2 في المخطوطة: " شياء ".

3 مسند أحمد (5: 89 ، 97) الأول من مسند أحمد، والثاني من زيادات ابنه عبد الله، لكن قال عبد الله بالنسبة لحديث أبيه، قال أبي: هذا الحديث لا يرفع عن عبد الملك بن عمير. قلت: والحديث أخرجه ابن ماجه (1: 180) .

4 في المخطوطة: " أنصلي "، وليس هذا لفظ مسلم.

ص: 324

رواه مسلم 1.

633 -

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل) .

صححه الترمذي وغيره 2.

634 -

وعن أُسَيدٍْ بن حُضَيْر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في مبارك الإبل)3.

1 صحيح مسلم (1: 275) وهو جزء حديث ، وقد أخرج ابن ماجه الوضوء ولم يخرج الصلاة، فانظره (1: 166) . وأخرجه ابن خزيمة مطولا كلفظ مسلم (1: ا2) وقال: لم نر خلافا بين علماء الحديث أن هذا الخبر صحيح من جهة النقل.

2 سنن الترمذي (2: 180- 181) وقال: حديث حسن صحيح ، وأخرجه ابن ماجه بسند صحيح أيضا، فقد قال في الزوائد: إسناده صحيح. وانظر سنن ابن ماجه (1: 252-253) . والحديث أخرجه أحمد في المسند (2: 451 ، 491 ، 509)، وأخرجه ابن خزيمة (2: 8) والدارمي (1: 264) واللفظ لأحمد.

3 مسند أحمد (4: 352) ورواه ابن ماجه (1: 166) ولم يذكر الصلاة وإنما ذكر الوضوء، لكن رواه حرب بن إسماعيل بسنده بلفظ كامل، وانظر كلام الحافظين المزي وابن حجر رحمهما الله على هذا الحديث في تحفة الأشراف (1: 73- 74) و (2: 27- 28) والحديث من رواية الحجاج بن أرطاة وقد رواه بالعنعنة، ورواه غيره عن ابن أبي ليلى عن البراء بن عازب. وقد قال الترمذي مشيرا إلى هذا الحديث وسند أحمد: وروى حماد بن سلمة هذا الحديث عن الحجاج بن أرطاة فأخطأ فيه وقال فيه: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أبيه عن أسيد بن حضير. والصحيح عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب. اهـ. (1: 124) وكذا رجح أبو حاتم كل ما رجحه الترمذي. وانظر العلل لابن أبي حاتم (1: 25) فالحجاج ضعيف ومدلس ، وقد خولف بمن هو أوثق منه وهو الأعمش، والله أعلم.

ص: 325

635 -

وعن زيد بن جَبيرة عن داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى في سبعة مواطن: في المزبلة، والمجزرة، والمَقْبَرَة، وقارِعة الطريق، وفي الحمّام، وفي معاطنِ 1 الإبل، وفوق ظهرِ بيت الله) .

رواه الترمذي، وقال: ليس إسناده بذاك القوي. وقد تكلم في زيد (ابن جَبيرة) من قبل حفظه.

636 -

وقد روى الليث بن سعد هذا الحديث عن عبد الله بن عمر العُمَرِيِّ عن نافع بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. قال 2 وحديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم

1 في المخطوطة: " مبارك "، وقد كتب في الهامش " معاطن " وكتب فوقها"خ".

2 أي الترمذي.

ص: 326

أشبه وأصح 1.

1 عبارة الترمذي: وحديث داود عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أشبه وأصح من حديث الليث بن سعد. اهـ.

تنبيهات: الأول: وقع في المنتقى - بطبعتيه مفردا ومع النبل - وقد روى الليث بن سعد هذا الحديث عن عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر عمر، وهذا خطأ ومما يدل على هذا الخطأ ما ذكر الشوكاني واعتمده كما سأذكره في التنبيه الثاني.

الثاني: قال الشوكاني في نيل الأوطار (2: 144) : قوله: أشبه وأصح من حديث الليث بن سعد، قيل: إن قوله من حديث الليث صفة لحديث ابن عمر، بأنه من رواية الليث الذي هو أصح من حديث ابن جبيرة.

وفيه ملاحظتان: الأولى: قوله من حديث الليث صفة لحديث ابن عمر، والصواب من حديث ابن عمر عن عمر. فالحديث من رواية عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره الترمذي (2: 179) وابن ماجه (1: 246) -.

والملاحظة الثانية: قوله: بأنه من رواية الليث الذي هو أصح من حديث ابن جبيرة، وهذا غير سليم وغير مراد الترمذي، بل عبارة الترمذي التي نقلتها تدل على أن مراده أن حديث ابن جبيرة - مع ضعفه - هو أشبه وأصح من حديث الليث بن سعد عن العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر.

الثالث: حكم الترمذي على تقديم حديث ابن جبيرة- مع ضعفه- على حديث الليث، مع أن في حديث الليث علتان: الأولى بالنسبة للترمذي: الانقطاع بينه وبين الليث، وهذا تعليق، والثانية: العمري، وبالنسبه لابن ماجه العمري، وعبد الله بن صالح - كاتب الليث-. ولهذا قال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه: هما جميعا- يعني الحديثيين- واهيان (1: 148) . ومع هذا، فالعمري وعبد الله بن صالح- كاتب الليث - هم أفضل من ابن جبيرة، فكيف يقدم الترمذي حديثه على حديث العمري. وانظر ترجمة الثلاثة في الميزان والمغني وغيرهما والتلخيص الحبير (1: 215) .

ص: 327

وقد تقدم ذكر ابن المنذر الإجماع على إباحة الصلاة في مرابض الغنم، إلا ما ذكر عن الشافعي 1.

637 -

وعن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يصلَى حيث أدركته الصلاةُ، ويصلّي في مرابض الغنم، فأمر ببناء المسجد، فأرسل إلى مَلَاء من بني النجار فقال:" يا بني النجار ثَامِنُوني بحائِطِكم هذا " قالوا: لا والله لا نطلبُ ثمنَه إلا إلى الله، فقال أنس: فكان فيه ما أقول لكم، قبورُ المشركين، وفيه خَرِب، وفيه نخل، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، ثم بالخِرب فسُوِّيت وبالنخل فقطِع، فصَفُّوا النخلَ في قِبْلة المسجد، وجعلوا عِضَادَتَيْه الحجارةَ، وجعلوا ينقُلون الصخر وهم يرتجزون، والنبي صلى الله عليه وسلم معهم، ويقول:

1 انظر صفحة رقم (144) التعليق رقم (4) .

ص: 328

اللهم لا خير إلا خيرُ 1 الآخرة فاغفِر للأنصار والمهاجرة) .

مختصر من حديث متفق عليه 2.

638 -

وعن عائشة أن أم حبيبة وأُم سلمة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رَأَيْنَهَا بأرض الحبشة وما فيها من الصور، 3 فقال:(إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجداً، وصَوَّروا فيه تلك الصور، فأولئك شرارُ الخلق عند الله يوم القيامة) .

رواه البخاري 4.

1 في المخطوطة: " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة "، وقد كتب في الهامش "لاخير إلا خير " وهو الموافق لما في الصحيح.

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 524) بلفظه، وصحيح مسلم (1: 373- 374) والحديث كذلك عند أبي داود والنسائي وابن ماجه وأحمد.

3 لفظ البخاري في كتاب الصلاة: " فيها تصاوير " وهناك ألفاظ أخرى عنده ليس فيها هذا.

4 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 523- 524 ، 531) وكتاب الجنائز (3: 208) وكتاب مناقب الأنصار (7: 187- 188) والحديث عند مسلم (1: 375- 376) فالحديث متفق عليه، والحديث عند النسائي أيضا.

ص: 329

639 -

وقال1: قال (النبي صلى الله عليه وسلم : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)2.

640 -

وقال3: (رأى عمر أنس بن مالك يصلي عند قبر فقال: القبرَ، القبرَ، ولم يأمره بالإعادة) .

1 أي البخاري، لكن هذا ليس كعادته. إذ عادة يذكر راوي الحديث. نعم، يفعل هذا في المعلقات، وهذا الحديث رواه البخاري تعليقا لكن بأخصر:" لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، بينما رواه البخاري موصولا كما سأذكره في تخريجه.

2 صحيح البخاري: كتاب الجنائز (3: 200 ، 255) وكتاب المغازي (8: 140) من حديث عائشة رضي الله عنها، ورواه مسلم أيضا من طريقها (1: 376) ، فهو من المتفق عليه أيضا. واللفظ لهما. ورواه مسلم بلفظه أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه البخاري كذلك عن عائشة وابن عباس في كتاب الصلاة (532) وفي كتاب أحاديث الأنبياء (6: 494 - 495) وكتاب المغازي (8: 140) وكتاب اللباس (1: 277) . والحديث أخرجه أيضا أبو داود والنسائي والدارمي وأحمد وغيرهم.

3 أي البخاري، وذلك في كتاب الصلاة (1: 523) ذكره تعليقا. والخبر كما يقول الحافظ في الفتح (1: 524) : رويناه موصولا عن عمر في كتاب الصلاة لأبي نعيم شيخ البخاري - ثم ذكر لفظه - ثم قال: وله طرق أخرى بينها في تعليق التعليق.

ص: 330

641 -

وقال البخاري: وقال عمر: (إنا لا نَدْخُلُ كنائسهم 1 من أجل التماثيل التي فيها الصور) .

642 -

قال 2: (وكان ابن عباس يصلي في البِيعَة، إلا بِيعة فيها تماثيل) .

643 -

وعن جابر مرفوعاً: (من أكل الثوم والبصل والكراث، فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) .

أخرجاه 3.

1 كذا في رواية الأصيلي. أما باقي الروايات في البخاري "كنائسكم ".

2 أي البخاري، وقد أخرج الأثرين البخاري تعليقا في كتاب الصلاة (1: 531) وأثر عمر رضي الله عنه قد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1: 411) وبين فيه سبب قول عمر رضي الله عنه، وأما أثر ابن عباس فقد وصله البغوي في الجعديات كما قال الحافظ في الفتح (1: 532) .

3 الحديث أخرجه البخاري وليس فيه ذكر الكراث ولا الجملة الأخيرة، ولفظ الكراث عند مسلم والترمذي والنسائي وأحمد وابن ماجه.

فقد رواه البخاري مختصرا في كتاب الأذان (2: 339) وكتاب الأطعمة (9: 575) وكتاب الاعتصام (13: 330) وصحيح مسلم (1: 395) . والحديث بلفظ مختصر عند الترمذي (4: 261) والنسائي (2: 43) والحديث عند ابن ماجه بلفظ قريب (2: 1116) ومسند أحمد (3: 374) ومختصرا (3: 400) .

ص: 331

644 -

وقال ابن عباس: (لا تتخذوا المسجد مبيتاً ومقيلا) .

645 -

(ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إيطان كإيطان البعير) .

أخرجاه.

646 -

وعن أنس مرفوعاً: (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد) .

رواه الخمسة إلا الترمذي 1.

647 -

وفي البخاري 2 قال أبو سعيد: (كان سقف المسجد من جريد النخل. وأمر عمر ببناء المسجد، وقال: أُكِنُّ الناس من المطر، وإياك أن تُحَمِّرَ أو تُصَفِّرَ، فتُفتن الناس) .

647 -

وقال أنس: (يَتباهون بها، ثم لا يعمرُونها إلا قليلا) .

1 سنن أبي داود (1: 123) وسنن النسائي (2: 32) من أشراط الساعة، وسنن ابن ماجه (1: 244) بلفظ النسائي، ومسند أحمد (3: 134 ، 145 ، 152 ، 230 ، 283) وأخرجه الدارمي (1: 268) وابن حبان (3: 104) .

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 539) وهو طرف من قصة تجديد المسجد النبوي.

ص: 332

648 -

وقال 1 ابن عباس: (لتُزَخرفُنّها كما زخرفت اليهود والنصارى) .

649 -

ثم روى بإسناده عن ابن عمر قال: (كان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنياً باللَّبِن، وسقفُه الجريدُ، وعمَدُهُ خشبُ النخل. فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً، وزاد فيه عمر، وبناه على بُنْيانه في 2 عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللَّبِن والجريد، وأعادَ عمَدَه خشباً، ثم غيّره عثمانُ فَزاد فيه زيادةٌ كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشةِ والقَصَّةِ، وجعل عُمُدَه من حجارة منقوشة،

1 في المخطوطة: " وذكر "، وأثبتنا الموجود في البخاري.

وقول أنس أخرجه مرفوعا أبو يعلى وابن خزيمة ، وهو موافق لرواية أنس السابقة.

وقول ابن عباس رواه أبو داود (1: 122) وابن حبان (3: 104) موقوفا بعد لفظ مرفوع من طريقه، ولفظه عندهما: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أمرت بتشييد المساجد ". قال ابن عباس لتُزَخرفُنّها كما زخرفت اليهود والنصارى. اهـ.

ورواه ابن ماجه مرفوعا من طريق ابن عباس بلفظ قريب (1: 244) قال في الزوائد: إسناده ضعيف فيه: جبارة بن المغلس، وهو كذاب.

2 في المخطوطة: " على ".

ص: 333

وسَقَفَهُ بالساجِ (1.

650 -

ثم رَوَى عن عثمان أنه قال - عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم أكثرتم وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم (يقول) : من بنى مسجداً - (قال بكير: حسبت أنه قال: - يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة)2.

651 -

وعن ابن عباس مرفوعاً [من بنى لله مسجداً] 3 ولو كمفحص قَطاة لبيضها، بنى الله له بيتاً في الجنة) .

رواه أحمد 4.

652 -

وعن عائشة (قالت) : (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب) .

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 540)، والحديث في سنن أبي داود (1: 123) ومسند أحمد (2: 130) والقصة قال أبو داود القصة: الجص..اهـ. وهي بلغة أهل الحجاز. وقال الخطابي: تشبه الجص وليست به. كذا في الفتح (1: 540) .

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 544)، والحديث في صحيح مسلم (1: 378) وسنن الترمذي (2: 134) وسنن ابن ماجه (1: 243) والدارمي (1: 264) وأحمد في المسند (1: 61 ، 70) .

3 ما بين المعكوفين سقط من الأصل، وكتب في الهامش وكتب عليه صح.

4 مسند أحمد (1: 241) وانظر فتح الباري (1: 545) .

ص: 334

رواه الخمسة 1 إلا النسائي. وسنده حسن.

653 -

ولأحمد 2 وغيره من حديث سمرة نحوه، صححه الترمذي ولم يذكر الطيب.

654 -

وعن سهل أن رجلاً قال: (يا رسول الله أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله، فتلاعنا في المَسجد وأنا شاهد) .

أخرجاه 3.

655 -

وفيهما 4 قصة عمر وحسان، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(اللهم أيده بروح القدس) .

1 سنن أبي داود (1: 124) بلفظه ، وسنن الترمذي (2: 489 - 490) وسنن ابن ماجه (1: 250) ومسند أحمد (6: 279) وابن خزيمة (2: 270) وشرح السنة (2: 399) ونسب المنذري في الترغيب (1: 165) التصحيح للترمذي بأخصر وليس في سنن الترمذي ما يشير إلى ذلك بل فيه ما يدل على خلافه لأنه من رواية عامر بن صالح الزبيري، والله أعلم.

2 مسند أحمد (5: 17) وسنن أبي داود (1: 125) .

3 صحيح البخاري: كتاب الطلاق (9: 452- 453) مطولا، وقصة اللعان أخرجها البخاري في كتاب الطلاق والاعتصام والأحكام وفي التفسير. وأخرجه مسلم (2: 1130) والحديث أخرجه أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجه ومالك وأحمد وغيرهم.

4 صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق (6: 304) وأخرجه في كتاب الصلاة (1: 548) وكتاب الأدب (10: 546) وصحيح مسلم (4: 1932- 1933) . والحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد والطيالسي.

ص: 335

656 -

وفيهما 1: (أنه ضرب على سعد خيمة في المسجد ليعودَه من قريب.

657 -

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (من سمع رجلاً ينشدُ ضَالَّةً في (المسجدَ) 2 فليقل: لا ردَّها اللهُ عليك، فإن المساجد لم تَبن لهذا) .

رواه مسلم 3.

658 -

ولمسلم4 عن بريدة قال:

(فقال) : النبي صلى الله عليه وسلم: (لا وجَدْتَ، إنما بنيت المساجد لما بنيت له.

659 -

وله 5 في حديث الأعرابي: (إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة) وقراءة القرآن) .

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 556) وكتاب المغازي (7: 411) وصحيح مسلم (3: 1389) . والحديث في سنن أبي داود والنسائي ومسند أحمد.

2 ما بين القوسين سقط من الأصل، وكتب في الهامش وكتب عليه صح.

3 صحيح مسلم (1: 397) والحديث في سنن أبي داود (1: 128) وسنن ابن ماجه (1: 252) والدارمي بأخصر (1: 266) ومسند أحمد (2: 349 ، 420) .

4 صحيح مسلم (1: 397) . والحديث في سنن ابن ماجه (1: 252) وفي عمل اليوم والليلة، للنسائي - كما في تحفة الأشراف-.

5 الحديث أخرجه مسلم من حديث أنس بن مالك مطولا (1: 236- 237) وأخرجه البخاري من غير هذه الزيادة في كتاب الوضوء (1: 322 ، 324) وكتاب الأدب (10: 449) .

ص: 336

660 -

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرا [ء] والبيع في المسجد، وأن تنشد [فيه الأشعار] وأن تنشد فيه الضالة، وعن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة) .

رواه الخمسة 1 وليس للنسائي إنشاد الضالة. حسنه الترمذي.

1 مسند أحمد (2: 179) وهذا لفظه، ورواه مختصرا (2: 212) وسنن أبي داود (1: 248) وسنن الترمذي (2: 139) وسنن النسائي (2: 48) وسنن ابن ماجه (1: 247) .

تنبيه: قوله: وليس للنسائي إنشاد الضالة، كذلك لايوجد في سنن الترمذي إنشاد الضالة. ولعله في نسخة أخرى، والله أعلم.

تنبيه آخر: قوله: وحسنه الترمذي: سبب تحسين الترمذي لهذا الحديث لأنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهو: عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص. وقد اختلف المحدثون في عود الضمير في جده، وكذلك في سماع شعيب من عبد الله بن عمرو - جده- فقد ذهب البخاري وأحمد وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد وغيرهم إلى الاحتجاج بهذا السند، وقال البخاري- كا نقله الترمذي-: وقد سمع شعيب بن محمد من جده عبد الله بن عمرو.

لكن ذكر الترمذي علة أخرى وهي أن من ضعفه إنما ضعفه لأنه يروي عن صحيفة جده، كأنهم رأوا أنه لم يسمع هذه الأحاديث من جده.

لكن ثبت من أكثر من طريق أن شعيبا سمع جده عبد الله بن عمرو، وأنه كان قد تربى في حجره ولهذا قال إسحاق: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده- ثقة- فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر. اهـ. والله أعلم، وانظر التهذيب (8: 48- وما بعد) والميزان (3: 263) ونصب الراية (1: 58- 59) .

ص: 337

661 -

وفي حديث أبي واقد: (فأما أحدهما فر [أ] ى فُرْجَة في الحَلقة فجلس فيها)1.

662 -

وفي البخاري 2: قول عمر للرجلين: (لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

663 -

ثم ذكر 3 حديث كعب، وابن أبي حدرد وفيه:(فارتفعت أصواتُهما حتى سمعها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته) .

664 -

وعن جابر بن سمرة قال: (شهدت 4 النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكثر من مائة مرة يتذاكرون الشعر وأشياء من أمر 5 الجاهلية، فربما تبسم معهم) .

1 صحيح البخاري: كتاب العلم (1: 156) وكتاب الصلاة (1: 562) وصحيح مسلم (4: 1713) . والحديث في سنن الترمذي (5: 73) وموطأ مالك (2: 960) ومسند أحمد (5: 219) .

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 560) وهو من طريق السائب بن يزيد، قال الحافظ عند قوله " لأوجعكتما ": زاد الإسماعيلي " جلدا "، ومن هذه الجهة يتبين كون هذا الحديث له حكم الرفع لأن عمر لا يتوعدهما بالجلد إلا على مخالفة أمر توفيقي. اهـ.

3 أي البخاري: وذلك في كتاب الصلاة (1: 551 ، 561) .

4 في المخطوطة: " شهدة ".

5 في المخطوطة: " أمور ".

ص: 338

رواه أحمد 1.

665 -

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (من دخل مسجدنا هذا ليعلم خيرا أو ليعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله، ومن دخل لغير ذلك كان كالناظر إلى ما لَيس له) .

رواه أحمد 2.

666 -

وعن حكيم بن حزام مرفوعاً: (لا تقام الحدود في المسجد، ولا يستقاد فيها) .

رواه أحمد وأبو داود 3.

1 مسند أحمد (5: 91) ولفظه " شهدت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة في المسجد وأصحابه.. " وأخرجه بألفاظ قريبة في (5: 105 و 86 ، 88) وسنن الترمذي (5: 140) وقال: هذا حديث حسن صحيح. والطيالسي (2: 121) من منحة المعبود بلفظ قريب.

2 سنن ابن ماجه (1: 82- 83) ونسبه الهيثمي في مجمع الزوائد للطبراني في الكبير، من حديث سهل بن سعد. وانظر مجمع الزوائد (1: 123) ، وقال في زوائد ابن ماجه: إسناده صحيح على شرط مسلم. ونسبه السيوطي في الفتح الكبير (3: 172- 173) لابن ماجه والحاكم ولم يذكره لأحمد. والله أعلم.

3 مسند أحمد (3: 434) واللفظ له، وسنن أبي داود (4: 167) وزاد الحافظ في التلخيص (4: 77- 78) : والحاكم وابن السكن والدارقطني والبيهقي وقال: ولا بأس بإسناده، قلت: وأخرجه الترمذي وابن ماجه والدارمي من حديث ابن عباس أيضا، وإسناده لا بأس به كما قال الحافظ في بلوغ المرام أيضا. والله أعلم.

ص: 339

667 -

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا رأيتم من يبيعُ أو يَبْتَاع في المسجد، فقولوا: لا أرْبحَ اللهُ تجارتَك، وإذا رأيتم من ينشدُ فيه ضالةً، فقولوا لا رد 1 الله عليك) .

رواه الترمذى وحسنه 2.

668 -

ولمسلم 3 عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يستلقين 4 أحدكم ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى) .

669 -

وفي البخاري 5 عن عباد بن تميم عن عمه أنه (رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقياً في المسجد، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى) .

1 في المخطوطة: " لا ردها ".

2 سنن الترمذي (3: 610- 611) وقال: حديث حسن غريب. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم

والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (2: 56) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي في التلخيص.

3 صحيح مسلم (3: 1662) .

4 في المخطوطة: "لا يتلقين".

5 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 563) وكتاب اللباس (10: 399) وكتاب الاستئذان (11: 80) والحديث أيضا عند مسلم (3: 1662) . فهو متفق عليه، وهو أيضا عند أبي داود والترمذي والنسائي والدارمي ومالك وأحمد وغيرهم.

والمراد بقوله عن عمه هو: عبد الله بن زيد بن عاصم المازني رضي الله عنه.

ص: 340

670 -

وكان عمر وعثمان يفعلان ذلك 1.

671 -

وفيه 2: (عن ابن عمر أنه كان ينام - وهو شاب [أ] عزب لا أهل له - في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

672 -

وفيه 3 قدم رهط من عُكُل، وكانوا [في] الصفة 4.

1 قوله: " وكان عمر

" ذكره البخاري من غير طريق عباد بن تميم، وإنما من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، وليس هو معلقا وإنما هو معطوف على السند السابق، وقد بينه أبو داود في روايته عن القعنبي عن مالك عن أبيه شهاب عن سعيد (4: 267) وكذا هو عند مالك أيضا (1: 173) وكلاهما ذكره بعد الحديث السابق - عباد عن عمه.

2 أي البخاري: في كتاب الصلاة (1: 535) وأخرجه ضمن حديث في كتاب التهجد (3: 6) وكتاب فضائل الصحابة (7: 89) وكتاب التعبير (12: 419) والحديث أخرجه مسلم (4: 1927 ، 1928) في جزء حديث. فهو متفق عليه والحديث أخرجه أيضا النسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد.

3 أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الصلاة (1: 535) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد أخرجه موصولا وهو جزء من حديث العرنيين. والذي أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد والشافعي....

4 ما بين القوسين سقط من الأصل، وكتب في الهامش وكتب عليه " صح ".

ص: 341

وفيه 1 حديث الوليدة صاحبة الوشاح وكان لها خباء في المسجد.

674-

وفيه 2 عن عائشة: (اعتكفتْ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه، فكانت تر [ى] [الحمرة] والصفرة 3 والطست تحتها، وهي تصلي) .

675-

وفيه 4 قوله لعلي: (قم أبا تراب) .

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 533- 534) وفي كتاب مناقب الأنصار (7: 148) . والوشاح: بكسر الواو ويجوز ضمها ويجوز إبدالها أيضا: خيطان من لؤلؤ يخالف بينهما وتتوشح به المرأة، وقيل: ينسج من أديم عريضا ويرصع باللؤلؤ وتشده المرأة بين عاتقها وكشحها، وعن الفارسي: لا يسمى وشاحا حتى يكون منظوما بلؤلؤ وودع، اهـ. من الفتح.

2 صحيح البخاري: كتاب الحيض (1: 411) وكتاب الاعتكاف (4: 281) والحديث أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد.

3 كان في الأصل " ترى الصفرة والكدرة" والتصويب من البخاري وأحمد.

4 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 535) وقد أخرجه كذا بأرقام (3703، 6204 ، 6280) في الفضائل، والأدب والاستئذان، وأخرجه أيضا مسلم (4: 1874- 1875) فهو متفق عليه، والحديث أخرجه كذلك أحمد في المسند (4: 263) وزخرفة الشىء عن طريق سهل بن سعد رضي الله عنه. وأما أحمد فقد ذكره ضمن حديث لعمار بن ياسر رضي الله عنه.

ص: 342

676-

وفيه 1 قول عائشة: (والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم) .

677 وفي لفظ 2 يلعبون بحرابهم.

678-

وفيه 3 قوله في العفريت: (وأردت أن أربطه في سارية من سواري المسجد) .

679-

وفيه 4 من قصة ثمامة: فربطوه في سارية من سواري المسجد.

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 549) وفي كتاب العيدين (2: 474) . والحديث أخرجه مسلم (2: 608 ، 609) فهو متفق عليه. والحديث أخرجه أيضا النسائي وأحمد والطيالسي.

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 549) وصحيح مسلم (2: 609) فهو متفق عليه.

3 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 554) وأخرجه كذلك في كتاب العمل في الصلاة (3: 80) وبأرقام (3284 ، 3423 ، 4808) والحديث في مسلم (1: 384) فهو متفق عليه، وهو أيضا عند أحمد (2: 298) والحديث مروي أيضا عن أبي الدرداء عند مسلم، وعن جابر بن سمرة عند أحمد (5: 104 ، 105) .

4 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 555 ، 560) وانظر أرقام (2422 ، 2423 ، 4372) من كتابي الخصومات والمغازي، وصحيح مسلم (3: 1386) وفيه قصة أسره وإسلامه. فهو متفق عليه، والحديث عند أبي داود والنسائي وأحمد، وهو من حديث أبي هريرة.

ص: 343

680-

وفيه 1: (طاف النبي صلى الله عليه وسلم على بعيره) .

681 وقوله 2 لأم سلمة: (طوفي [من وراء الناس] وأنت راكبة) .

682-

وفيه 3 مرفوعا: (من مر [في] 4 شيء من مساجدنا أو أسواقنا بنبل، فليأخذ على نصالها، لا يعقر بكفه 5 مسلما) .

683-

وفيه 6 قول [ا] بن عمر في المسابقة إلى مسجد بني زريق

1 أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الصلاة (1: 557) من حديث ابن عباس وأخرجه موصولا في كتاب الحج (3: 472- 473 ، 476 ، 490) . وفي كتاب الطلاق (9: 436) والحديث أخرجه مسلم (2: 926) فهو متفق عليه. ورواه أبو داود والترمذي، والنسائي وابن ماجه وغيرهم.

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 557)، وأخرجه في كتاب الحج (3: 480 ، 486 ، 490) وفي كتاب التفسير (8: 603) ، والحديث أخرجه مسلم (2: 927) فهو أيضا متفق عليه، ورواه أيضا: أبو داود والنسائي وابن ماجه ومالك وأحمد وغيرهم.

3 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 547) من حديث أبي موسى الأشعري، وفي كتاب الفتن (13: 24) . والحديث أخرجه مسلم (4: 2019) ، فهو متفق عليه، ورواه أيضا أبو داود وأحمد.

4 في المخطوطة: " بشيء ".

5 في المخطوطة " بكفه لا يعقر ".

6 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 515) وفي كتاب الجهاد (6: 71) وكتاب الاعتصام (13: 305) . والحديث في صحيح مسلم (3: 1491) فهو متفق عليه، ورواه أيضا أبو داود والنسائي ومالك والدارمي.

ص: 344

684-

وفيه 1 في مال البحرينِ قوله: (انثروه في المسجد) .

685-

(وكان [ا] بن عمر يبدأ برِجله اليمنى، فإذا خرج بدأ باليسرى)2.

686-

وفيه 3 قوله: (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين، إلا أن تكونوا باكين) .

687-

ويذكر عن علي أنه (كره الصلاة بخسف بابل (4.

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 516) تعليقا عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد رواه معلقا أيضا في كتاب الجهاد (6: 167-168) وفي كتاب الجزية (6: 268) لكن وصله الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في المستخرج. كذا قال الحافظ في الفتح (1: 516) .

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 523) فقد رواه تعليقا، وقال الحافظ: لم أره موصولا عنه، ثم أشار إلى رواية المستدرك من حديث أنس " من السنة إذا دخلت المسجد.. " المستدرك (1: 218) .

3 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 530) وأخرجه بلفظ قريب في كتاب الأنبياء (6: 378- 379) وبلفظه في كتاب المغازي (8: 125) وأخرجه مسلم (4: 2285- 2286) ورواه باللفظ الآخر "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا

" (4: 2286) ، فهو متفق عليه، ورواه النسائي (في الكبرى) كما يذكر المزي في الأطراف، ورواه أيضا أحمد وكلهم عن ابن عمر رضي الله عنهما.

4 أخرجه البخاري في كتاب الصلاة (1: 530) تعليقا بلفظ: ويذكر أن عليا

وقد كان في المخطوطة" بأرض". وقال الحافظ رواه ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن أبي المحلي - بضم الميم وكسر المهملة وتشديد اللام-. قال: كنا مع علي فمر بنا على الخسف الذي ببابل، فلم يصل حتى أجازه

وقد رواه أبو داود مرفوعا من وجه آخر عن علي، وفي إسناده ضعف ".

ص: 345

688-

وقوله 1: (سدوا عني كل خَوْخَة في هذا المسجد غير 2 خَوْخَة أبي بكر) .

689-

وقول 3 [ا] بن أبي مليكة: لو رأيت مساجد [ا] بن عباس وأبوابها.

690-

وفيه (4) : ثم بدا لأبي (بكر) فابتنى 5 مسجدا بفنا [ء] داره.

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 558) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وأخرجه أيضا فيه (1: 558) وفي كتاب مناقب الأنصار (7: 227) ومسلم (4: 1854- 1855) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، فهو متفق عليه من حديثه، وأخرجه أحمد (1: 270) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وأخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

2 في المخطوطة: "إلا ".

3 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 559) .

4 صحيح البخاري: كتاب مناقب الأنصار (7: 230- 231) وهو جزء من حديث الهجرة الطويل عن عائشة رضي الله عنهما، وذكره في كتاب الصلاة، مختصرا (1: 563- 564) وبأرقام 2138، 2263، 2297، 4905، 5807، 6079) .

5 في المخطوطة: " فبنا ".

ص: 346

691-

وفيه1 في حديث أبي هريرة: وفيه: (وشبك بين أصابعه) .

692-

وفيه 2: (أن رجلاً أسود أو امرأة سوداء كان يَقُمَّ المسجد (فمات) 3 فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه 4 فقالوا: مات. فقال: أفلا كنتم آذنتموني به؟ دلوني على قبره - أو (قال) : قبرها - فأتى قبره، فصلى عليه) 5.

693-

وعن أنس مرفوعاً: (عُرِضت عليَّ أجور أمتي حتى القذاةَ يُخرجها الرجل من المسجد، وعُرضت عليَّ ذنوبُ أمتي، فلم أر ذنباً

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 565- 566) .

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 552-553) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وكذا في كتاب الجنائز (3: 204) ورواه مختصرا في كتاب الصلاة (1: 554) . والحديث رواه مسلم (2: 659) فهو متفق عليه. ورواه أيضا أبو داود (3: 211) وابن ماجه (1: 489) وأحمد في المسند (2: 353 ، 388) وقد روي من غير طريق أبي هريرة رضي الله عنه.

3 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش وكتب عليه صح.

4 كان في المخطوطة" فسئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم ".

5 في المخطوطة: "عليها".

ص: 347

أعْظَمَ من سُورة من القرآن أو آيةٍ أُوتيها رجلٌ ثم نَسيها) .

رواه أبو داود 1.

694-

وفي البخاري 2 عن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم

1 سنن أبي داود (1: 126) وأخرجه الترمذي (5: 178-179) .

وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال: وذاكرت به محمد بن إسماعيل (البخاري) فلم يعرفه واستغربه، قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قال: وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول:

لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس. اهـ. وقال الحافظ في النكت الظرف بأسفل تحفة الأشراف (1: 407) : وغفل ابن خزيمة عن علته، فأخرجه في المساجد من صحيحه عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق به، وانظر قول المزي في الاختلاف عنه في التحفة (1: 407- 408) . قلت: وذكره الحافظ في بلوغ المرام (48-49) وقال: وصححه ابن خزيمة.

قوله: " حتى القذاة"، قال ملا القارىء في المرقاة (2: 206) : بالرفع أو الجر، وهي بفتح القاف، قال الطيبي: القذاة هي ما يقع في العين من تراب أو تبن أو وسخ، ولا بد في الكلام من تقدير مضاف: أي أجور أعمال أمتي ، وأجر القذاة، أي أجر إخراج القذاة. إما بالجر وحتى بمعنى إلى، والتقدير إلى إخراج القذاة، وعلى هذا ويخرجها الرجل من المسجد، جملة مستأنفة للبيان، وإما بالرفع عطفا على أجور، فالقذاة مبتدأ ويخرجها خبره.

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 507- 508 ، 513) وكتاب المواقيت (2: 14) وكتاب العمل في الصلاة (3: 84) ورواه مسلم مختصرا (1: 39) .

ص: 348

ر [أ] ى نخامة في القبلة فشقَّ ذلك عليه، حتى رئي ذلك في وجهه، فقام فحكه بيده، فقال:" إن أحدكم إذا قام في صلاته 1 فإنه يناجي ربه، -[أ] وإنَّ ربّه بينه وبين القبلة - فلا يبزقنَّ أحدُكم قِبَلَ وجهه - أي قبلته - 2 ولكن عن يساره أو تحت قدمه " ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه، ثم رد بعضه على بعض، فقال: أو 3 يفعل هكذا.

695-

وفيه 4 في حديث أبي هريرة: (ر [أ] ى نخامة في جدار المسجد فتناول حصاة 5 فحكها.

696-

وفيه 6: أو تحت قدمه اليسرى.

1 في المخطوطة: "الصلاة".

2 في هذا جمع بين روايتين: الأولى " قيل قبلته " والثانية: " قبل وجهه "، وهي من رواية أبي هريرة وأبي سعيد.

3 في المخطوطة: " أن".

4 هذا الحديث من رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري معا، فقد رواه البخاري في كتاب الصلاة (1: 509) . الحديث رواه مسلم (1: 389) فهو متفق عليه. والحديث رواه غيرهما.

5 في المخطوطة"حصات" بالتاء المفتوحة.

6 رواه البخاري من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري في كتاب الصلاة (1: 509 ، 510) ومن حديث أبي سعيد في كتاب الصلاة (1: 511) وأخرجه مسلم من حديث أبي سعيد وأبي هريرة (1: 389) فهو متفق عليه.

ص: 349

697-

وفيه 1 عن أنس مرفوعاً: (البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها) .

698-

وفي حديث أبي هريرة 2: (أو تحت قدمه اليسرى فليدفنها) .

699-

ولأبي داود 3 بإسناد جيد عن حذيفة مرفوعاً: (من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله 4 بين عينيه) .

700-

وروى النسائي 5 عن أنس مرفوعاً: (ر [أ] ى6 النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد فغضب حتى احمر [وجهه] ، فقامت 7 امرأة من الأنصار فحكتها، وجعلت مكانها خلوقاً، فقال: [رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ما أحسن هذا) .

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 511) وصحيح مسلم (1: 390) والدارمي.

2 في صحيح البخاري: الصلاة (1: 512) بلفظ: وليبصق عن يساره أو تحت قدمه فيدفنها، ورواه أحمد بلفظ قريب كذلك.

3 سنن أبي داود (3: 360- 361) في كتاب الأطعمة، وفيه زيادة.

4 في المخطوطة: "وتفلته"، ونسبه السيوطي في الفتح الكبير (3: 180) لابن حبان.

5 سنن النسائي (2: 52- 53) .

6 في المخطوطة: " رى ".

7 في المخطوطة: " فجاءت ".

ص: 350

701-

وروى مسلم 1 عن أبي هريرة مرفوعاً: (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) .

702-

وفي حديث عند أبي داود 2 فقال أبو بكر: (دخلت المسجد فإذا بسائل يسأل، فوجدت كسرة بين يدي عبد الرحمن فأخذتها 3 فدفعتها إليه) .

703-

وعن [ا] بن سيرين قال: (كان أبو بكر وعمر والخلفا [ء] يتوضؤون في المسجد) .

704-

وعن أبي هريرة 4 مرفوعاً: (من قام من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به) .

رواه مسلم 5.

1 صحيح مسلم (1: 464) .

2 سنن أبي داود (2: 127) من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.

3)) ما بين القوسين سقط من الأصل واستدرك في الهامش وعليه " صح ".

4 في المخطوطة: " أبي أيوب ".

5 صحيح مسلم (4: 1715) . والحديث في سنن أبي داود (4: 264) وسنن ابن ماجه (2: 1224) ومسند أحمد (2: 263 ، 342 ، 383 ، 389 ، 447، 483، 527، ، ورواه مختصرا (2: 446) .

ص: 351

705-

وفي حديث آخر: (وإن خرج لحاجته ثم عاد 1 فهو أحق بمجلسه) .

صححه الترمذي 2.

706-

وفي البخاري 3 وقال عمر: (المصلون أحق بالسواري من المتحدثين إليها) .

707-

(ور [أ] ى [ا] بن عمر رجلاً 4 يصلي بين أسطوانتين، فأدناه إلى سارية، (فقال: صل إليها) (5.

1 في المخطوطة: " رجع ".

2 أخرجه الترمذي (5: 89) من حديث وهب بن حذيفة، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. وأخرجه أحمد في المسند (3: 422) من طريقين.

3 أخرجه تعليقا في كتاب الصلاة (1: 577) قال الحافظ في الفتح (1: 577) : هذا التعليق وصله ابن أبي شيبة والحميدي.

4 في المخطوطة: " رجل ".

5 ما بين القوسين سقط من الأصل واستدرك في الهامش وعليه صح. وهذا الأثر رواه البخاري تعليقا في كتاب الصلاة (1: 577) وقد اختلف فيه، ففي رواية أبي ذر والأصيلي وغيرهما "وابن عمر" وعند بعض الرواة " عمر " بحذف ابن، قال الحافظ: وهو الأشبه بالصواب ، فقد رواه ابن أبي شيبة....

ص: 352

708-

وفيه 1: (أن سلمة بن الأكوع يصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف، فسئل

فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها) .

709-

وفيه 2 في حديث أبي هريرة: (الملائكة) 3 تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث) .

710-

وفيه 4 مرفوعاً: (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس) .

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 577) والحديث أخرجه مسلم (1: 264)(264- 265) فهو متفق عليه، ورواه أيضا ابن ماجه (1: 459) وأحمد في المسند (4: 48 ، 54) بلفظ قريب. وهذا الحديث هو أحد ثلاثيات البخاري.

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 142) وكذا في كتاب الصلاة (1: 538) وبأوسع في الأذان (2: 131) . والحديث أخرجه أبو داود ومالك والدارمي وأحمد.

3 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش وكتب عليه صح ، لكن المستدرك أشار إلى أن موضعه بعد كلمة تصلي.

4 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 537) وفي كتاب التهجد (3: 48) من حديث أبي قتادة بن ربعي السلمي- بفتحتين - الأنصاري، والحديث أخرجه مسلم (1: 495) ، فهو متفق عليه. ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومالك وأحمد.

ص: 353

711-

وبه فيه 1: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فصلى فيه ؤ.

712-

(ووضع تمر الصدقة في المسجد. وبات عنده أبو هريرة)2.

713-

والخبر في الصحيح: (ونثر المال في المسجد)3.

714-

وقول عبد الله بن الحارث: (كنا نأكل في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبز واللحم) .

1 أخرجه البخاري تعليقا عن كعب بن مالك في كتاب الصلاة (1: 537) وهو طرف من حديثه الطويل في قصة تخلفه عن غزوة تبوك وتوبته، وقد ذكره البخاري في كتاب المغازي مطولا وفيه- ما ذكره هنا- (8: 113- 116) وفي كتاب التفسير (8: 342) . وأخرجه مسلم بطوله كذلك وفيه- ما هنا- (4: 2120- 2128) ، فهو متفق عليه. والحديث أخرجه أيضا أبو داود، والترمذي والنسائي وأحمد وابن سعد في الطبقات

2 حديث حراسة أبي هريرة لمال الصدقة وسرقة الشيطان منه أخرجه البخاري في ثلاثة كتب معلقا: كتاب الوكالة (4: 487) وكتاب بدء الخلق (6: 335) وكتاب فضائل القرآن (9: 55) بلفظ " وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان"، وقال الحافظ: وصله النسائي والإسماعيلي وأبو نعيم. اهـ. وعند النسائي " أنه كان على تمر الصدقة ".

3 رواه البخاري من حديث أنس في كتاب الصلاة (1: 516) . وقد سبق تخريجه برقم (684) ص 345.

ص: 354

رواه ابن ماجه بسند جيد 1.

715-

وعن عثمان بن طلحة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه بعد دخوله الكعبة، فقال: إني رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما (فخمرهما) ؛ فإنه لا ينبغي أن يكون في قبلة البيت شيء يلهي المصلي) .

رواه أحمد وأبو داود 2.

716-

وفي المسند3: (أن حابس بن سعد الطائي: دخل المسجد سحراً فرأى الناس يصلون في مقدم المسجد فقال: مراؤون ورب الكعبة، أرعبوهم، فمن أرعبهم فقد أطاع الله ورسوله، فأتاهم الناس فأخرجوهم (قال) : فقال: إن الملائكة تصلي من السحر - في مقدم المسجد) .

1 ر واه ابن ماجه (2: 1097) بلفظ: كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد

قال في الزوائد: إسناده حسن، رجاله ثقات ، ويعقوب مختلف فيه. وهو من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه.

2 سنن أبي داود (2: 215) بلفظ قريب، ومسند أحمد (4: 68) و (5: 380) واللفظ له. وفيه: قال سفيان: لم يزل قرنا الكبش في البيت حتى احترق البيت، فاحترقا، والمراد بالقرنين: قرنا الكبش الذي فدى الله تعالى به إسماعيل عليه السلام عن أعين الناس. كذا في عون المعبود (6: 9) ونقله هو عن فتح الورود، والله أعلم. والحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى.

3 مسند أحمد (4: 105 ، 109) .

ص: 355

717-

وفيه 1 عن أبي مسلم 2 عن أبي أمامة (أنه أتاه وهو يتفلى في المسجد) .

1 مسند أحمد (5: 263) بلفظ: دخلت على أبي أمامة وهو يتفلى في المسجد، ويدفن القمل في الحصى

2 في المخطوطة: "عن شهر"، وما أثبتناه هو الموجود في المسند، فقد ساق أحمد السند فقال: ثنا أبو أحمد الزبيرى ثنا أبان - يعنى ابن عبد الله - ثنا أبو مسلم قال: دخلت على أبي أمامة.. وأصل الحديث: فقلت له يا أبا أمامة إن رجلا حدثني عنك أنك قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ فأسبغ الوضوء

الحديث. وشهر بن حوشب ليست كنيته أبا مسلم وإنما هو أبو سعيد وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو عبد الله، ويقال: أبو الجعد. وانظر التهذيب (4: 369) وأما أبو مسلم، فهو الثعلبي. قال الحافظ في تعجيل المنفعة (340) : أبو مسلم الثعلبي ، عن أبي أمامة، وعنه أبان بن عبد الله، قلت: ذكره أبو أحمد الحاكم في من لايعرف اسمه، وروى عنه أبو حازم، ونقل ذلك عن البخاري. اهـ. وهو من رجال أحمد فقط. والله أعلم.

ص: 356

‌باب استقبال القِبلة

718-

عن ابن عمر قال: (بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم 1 آت، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة2، فاستقبلوها، وكانت وجوهُهم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة (.

أخرجاه 3.

1 في المخطوطة: "أتاهم".

2 في المخطوطة: "القبلة".

3 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1: 506) وأخرجه في كتاب التفسير (8: 173 ، 174 ، 175) وكتاب أخبار الآحاد (13: 232) وصحيح مسلم (1: 375) وسنن الترمذي (2: 170) و (5: 208) ومختصرا فيهما. والدارمي (1: 225) والموطأ (1: 195) ومسند أحمد (2: 15- 16 ، 26 ، 105 ، 113) والشافعي في الرسالة (123- 124) وبدائع المنن (1: 64) وابن خزيمة (1: 225) .

ص: 357

719-

وفي البخاري1: (

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه أن تكون قبلتُه قِبَلَ البيت. وإنه صلى أولَ صلاةٍ صلاها صلاةَ العصر، (وصلى معه قوم) ، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل (مسجد) 2 وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مكة، فاستداروا - كما هم - قِبَلَ البيت) .

720-

وعن ابن عمر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسبح على ظهر راحلته، حيث كان وجهه، يومئ برأسه، وكان ابن عمر يفعله) .

أخرجاه 3.

1 من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، وقد أخرجه في كتاب الإيمان (1: 95) واللفظ له. وفي كتاب الصلاة (1: 502) وفي كتاب التفسير (8: 171 ، ومختصرا: 174) وفي كتاب أخبار الآحاد (13: 232) وأخرجه مسلم (1: 374) وأخرجه الترمذي (2: 169) و (5: 207- 208) وابن ماجه (1: 322- 323) ومسند أحمد (4: 283 ، 304) ورواه مختصرا (4: 288) .

2 ما بين القوسين سقط من الأصل واستدرك في الهامش، لكن كتب "المسجد".

3 صحيح البخاري: كتاب تقصير الصلاة (2: 578) وصحيح مسلم (1: 487)، فهو متفق عليه. والحديث أخرجه أبو داود (2: 9) والترمذي (2: 183) وأخرجه النسائي والدارمي وأحمد والشافعي وغيرهم.

ص: 358

721-

وللبخاري 1 إلا الفرائض.

722-

ولمسلم 2 عن ابن عمر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على دابته وهو مقبل من مكة إلى المدينة حيثما توجهت به، وفيه نزلت {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (3.

723-

وفي حديث أبي أيوب 4: (ولكن شرقوا أو غربوا) .

724-

وعَن أبي هريرة مَرفوعاً: (ما بين المشرق والمغرب قبلة) .

صححه الترمذي 5.

1 لفظ البخاري: في كتاب تقصير الصلاة (2: 575)، ومثله في مسلم (1: 487) كلاهما من حديث ابن عمر: " غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة ".

2 صحيح مسلم (1: 486) . والحديث أخرجه الترمذي (5: 205) والنسائي في الكبرى كما أفاد الحافظ المزي، وكذا في الصغرى (1: 244) وأحمد في المسند (2: 20) ، وهذا اللفظ لم أجده في مسلم ولا في الكتب التي عزوت إليها. والله أعلم.

3 سورة البقرة: آية 115.

4 صحيح البخاري" كتاب الوضوء (1: 245) وفي كتاب الصلاة (1: 498) وصحيح مسلم (1: 224) . والحديث رواه أصحاب السنن الأربعة.

5 رواه الترمذي من ثلاثة طرق: اثنان من طريق أبي معشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، والثالث من طريق عبد الله بن جعفرالمخرمي عن عثمان بن محمد الأخنسي عن المقبري عنه به وهي التي قال عنها: هذا حديث حسن صحيح ، أما الروايتان السابقتان فقد قال هو: وقد تكلم بعض أهل العلم في أبي معشر من قبل حفظه، واسمه " نجيح " مولى بني هاشم، قال محمد (البخاري) : لا أدري أروي عنه شيئا، وقد روى عنه الناس. ثم نقل ترجيح وتصحيح حديث عبد الله بن جعفر على حديث أبي معشر، من قبل البخاري (2: 171-173) . والحديث رواه ابن ماجه (1: 323) وقد نسبه في القتح الكبير للحاكم عن أبي هريرة (3: 87) لكني رأيته في المستدرك (1: 205- 206) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، والله أعلم. تنبيه في هامش المخطوطة: حديث أبي هريرة قواه البخاري وضعفه أحمد، لكن عن عمر صحيح. اهـ. قلت: لعله يريد"ابن عمر" فسقطت كلمة " ابن " وهو الذي أخرجه الحاكم كما أشرت، أما رواية عمر الموقوفة فقد أخرجها مالك في الموطأ (1: 196) .

ص: 359

725-

وعن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر، ثم صلى حيث وجَّهَه 1 ركابه) .

رواه أبو داود 2، وهو حديث حسن.

726-

وعن جابر قال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم

1 في المخطوطة: " كانت وجهت ".

2 سنن أبي داود (2: 9) بلفظه. وأخرجه أحمد في المسند (3: 203) .

ص: 360

في حاجةٍ، 1 فجئت وهو يصلي (على راحلته) نحو المشرق، والسجود أخفض من الركوع) .

صححه الترمذي 2.

1 في المخطوطة: " حاجته ".

2 سنن الترمذي (2: 182)، وقال: حديث جابر حديث حسن صحيح. وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن جابر، والعمل على هذا عند عامة أهل العلم، لا نعلم بينهم اختلافا

والحديث رواه بلفظه أبو داود (2: 9) وأحمد في المسند (3: 332) وبألفاظ أخرى (3: 304، 305، 312) وفيه أنه في غزوة بني المصطلق (334 ، 350- 351، 351، 363، 379، 388، 389) .

ص: 361

‌بابُ النِّية

727-

عن جابر: (صلى معاذ بقومه، فقرأ سورة البقرة، فتأخر رجل فصلى وحده، فقيل له: نافقت، فقال: ما نافقت، ولكن لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: أفتَّان أنت يا معاذ؟ أفتَّان أنت يا معاذ؟ (أخرجاه 1.

728-

وفي البخاري 2: (وقد سلم النبي صلى الله عليه وسلم في ركعتي الظهر، وأقبل على الناس بوجهه، ثم أتم ما بقيَ من الصلاة.

1 هذا اللفظ لم أجده في الصحيحين ولا في مسند أحمد، فانظر صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 192، 200) وكتاب الأدب (10: 515) وصحيح مسلم (1: 339) وسنن أبي داود (1: 210) وكذا (1: 163) وسنن النسائي (2: 98 ،102-103، 168، 172- 173) وسنن ابن ماجه (1: 315) ومسند أحمد (3: 299 ،300، 308 ، 369) .

2 أخرجه البخاري في كتاب الصلاة (1: 504) ، وهو طرف من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة ذي اليدين ، وهو موصول في الصحيحين وغيرهما غير قوله " وأقبل على الناس " فليس في الصحيحين. وقوله " من الصلاة " لم أجدها في البخاري في المكان المذكور. وانظر صحيح البخاري: كتاب السهو (3: 96 ، 98 ، 99) وصحيح مسلم (1: 403 ، 404) والموطأ (1: 94) وسنن أبي داود (1: 264- 265) والحديث في سنن النسائي وابن ماجه وأحمد....

ص: 362

729-

وفي حديث ابن عباس1: (فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فقمت عن يساره) .

730-

وفي البخاري2: (أنّ عمر لما طُعن أخذ بيد عبد الرحمن بن عوف، فقدمه فأتم بهم الصلاة) .

731-

وعن سهل بن سعد: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصلاة

فصلى أبو بكر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في

1 الحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد وغيرهم، وهو طرف من حديث ابن عباس عندما نام عند خالته ميمونة- وفيه وصف قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل. فانظر أرقامه في البخاري (117، 138، 183، 697، 698، 699، 726، 728، 859، 992، 1198، 4569، 4570، 4571، 4572، 5919، 6215، 6316، 7452)، وصحيح مسلم (1: 525- 531) .

2 أخرجه البخاري مطولا وفيه قصة وفاة عمر رضي الله عنه بعد طعنه وقصة البيعة، وذلك في كتاب فضائل الصحابة (7: 59- 62) .

ص: 363

الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف

فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى، ثم انصرفَ

) 1.

732-

وعن علي بن طلق مرفوعاً: (إذا فسا أحدكم في الصلاة، فلينصرف وليتوضأ وليعد الصلاة) .

رواه أبو داود 2، وإسناده جيد.

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 167) مطولا. وانظر الأرقام التالية منه (1201 ، 1204 ، 1218 ، 1234 ، 2690 ، 2693 ، 7190) وصحيح مسلم (1: 316) واللفظ له، ورواه البخاري بلفظه إلا قوله " فلما انصرف". والحديث رواه النسائي وأبو داود ومالك.

2 سنن أبي داود (1: 53) وكذا (1: 263- 264) بلفظه وسنده، ورواه الترمذي (3: 468 ، 469) وقال: حديث علي بن طلق حديث حسن. وسمعت محمدا يقول: لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد، اهـ. قلت: وليس في لفظ الترمذي " وليعد الصلاة".

ص: 364

‌باب صفة الصَّلاة

733-

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا) .

أخرجاه 1.

734-

وفي حديث أبي هريرة: (لم يخط خطوة إلا رفع 2 له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة) .

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 117) واللفظ له، ورواه بلفظ قريب في كتاب الجمعة (2: 390) ورواه مسلم بمعناه (1: 420- 422) . والحديث رواه أبو داود (1: 156) والترمذي (2: 148- 149) وسنن النسائي (2: 114- 115) بلفظ " فاقضوا "، والدارمي (1: 236) ومالك (1: 68- 69) ورواه الشافعي وأحمد وابن الجارود....

2 في المخطوطة: " ارتفعت ".

ص: 365

735-

ولمسلم عن أبي قتادة مرفوعاً: (إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني، وعليكم بالسكينة (1. أخرجاه 2.

736-

ولمسلم: (قد خرجت)3.

737-

وعن كعب بن عجرة مرفوعاً: (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامداً إلى المسجد، فلا يُشَبِّكَنَّ 4 بين أصابعه؛ فإنه في صلاة) . رواه أبو داود 5.

1 صحيح مسلم (1: 459) . والحديث في جميع البخاري في كتاب الصلاة (1: 564) وفي كتاب الأذان (2: 131) فهو متفق عليه. والحديث رواه أيضا أصحاب السنن والدارمي وأحمد وغيرهم.

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 116 ، 119 ، 120) وفي كتاب الجمعة (2: 390) من غير الجملة الأخيرة. ورواه مسلم (1: 422) . والحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي والدارمي وأحمد.

3 صحيح مسلم (1: 422) .

4 في المخطوط: " يشبك ".

5 سنن أبي داود (1: 154) وسنن الدارمي (1: 267) ومسند أحمد (4: 241) كلهم من طريق أبي ثمامة الحفاظ، ورواه الدارمي (1: 267) وأحمد وابن ماجه (1: 310) من طريق المقبري. ورواه الترمذي (2: 228) من طريق رجل لم يسم عن كعب، ورواه أحمد من طريق المقبري عن بعض بني كعب (4: 242) .

ص: 366

738-

وعن أنس قال: (أقيمت الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يناجي رجلا في جانب المسجد، فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم (.

739-

وقال: (أُقيمت الصلاة فعرض للنبي صلى الله عليه وسلم 1 رجل، فحبسه بعد ما أُقيمت الصلاة (.

رواهما البخاري 2.

قال أحمد: أذهب إلى حديث أبي هريرة.

740-

(خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقمنا الصفوف (.

إسناده جيد إلى الزهري عن أبي سلمة عنه.

741-

ولمسلم عنه: (أن الصلاة كانت 3 تقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيأخذ الناسُ مصافهم قبل أن يقوم (النبي صلى الله عليه وسلم مقامه (4.

742-

وعن أنس قال: (أُقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم، وتراصوا،

1 في المخطوطة: " له ".

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 124)، والحديث بروايته في صحيح مسلم (1: 284) والرواية الأولى عند النسائي والثانية عند أبي داود أيضا.

3 في المخطوطة: " كانت الصلاة ".

4 صحيح مسلم (1: 423) .

ص: 367

فإني أراكم من وراء ظهري (1.

743-

وفي لفظ آخر 2: (فإن تسوية الصف من إقامة الصلاة) .

رواهما البخاري 3.

744-

ولهما 4 عن النعمان بن بشير مرفوعاً: (لتَسوُّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم) .

745-

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها)5.

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 208) ورواه مختصرا (2: 207 ، 211) . أخرجه مسلم بلفظ قريب (1: 320) فهو متفق عليه، ورواه النسائي (2: 92 ، 105) وأحمد (3: 103، 182 ، 263) .

2 عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

3 الرواية الثانية أخرجها البخاري في كتاب الأذان (2: 209) وأخرجه مسلم بلفظ " تمام"(1: 324) . والحديث أخرجه أبو داود وابن ماجه والطيالسي.

4 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 207-209) وصحيح مسلم (1: 324) بلفظه أيضا. ورواه أبو داود والترمذي والنسائي.

5 الحديث أخرجه مسلم (1: 326) وأبو داود (1: 181) والترمذي (1: 435- 436) والنسائي (2: 93) وابن ماجه (1: 319) وأحمد في المسند (2: 247، 336، 340، 354، 485) والدارمي (1: 233) وابن الجارود (117) . والحديث ليس في البخاري ولا هو متفق عليه- كما سأنبه عليه إن شاء الله.

ص: 368

746-

وعن أنس (قال) : (قمت أنا واليتيم وراءه، والعجوز خلفنا) .

متفق عليهما 1.

748-

وعن جابر بن سمرة مرفوعاً: (ألا تصفون 2 كما تصف الملائكة عند ربها؟ فقلنا: يا رسول الله (و) كيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصف الأول، ويتراصون في الصف) .

رواه مسلم 3.

وتقدم حديث النعمان بن بشير 4 وقال بعده 5.

1 هذا الحديث: رواه البخاري في كتاب الصلاة (1: 488) وهو جزء من قصة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عند جدة أنس، وقد أخرجه في كتاب الأذان (2: 212، 345، 351، 352) وأخرجه مسلم (1: 457) وأخرجه أبو داود (1: 166) والترمذي (1: 456) والنسائي (2: 85- 86) والدارمي (1: 238) ومالك في الموطأ (1: 153) وأحمد في المسند (3: 164) وليس هذا اللفظ في واحد منها- حسب ما رأيت - والله أعلم.

2 في المخطوطة: " تصفوا".

3 صحيح مسلم (1: 322) . والحديث رواه أبو داود (1: 177-178) والنسائي (2: 92) وابن ماجه (1: 317) وأحمد في المسند (5: 101) .

4 تقدم برقم (744) .

5 يريد- والله أعلم- صاحب المنتقى لأنه ذكر رواية أحمد وأبي داود عقب رواية الصحيحين، فقال: ولأحمد وأبي داود في رواية (

) .

ص: 369

749-

ولأحمد وأبي داود 1 (قال) : (فرأيت 2 الرجل يلزق كعبه بكعب صاحبه، وركبته بركبته، ومنكبه بمنكبه) .

750-

ولأحمد 3 في حديث عن أبي أمامة مرفوعاً: (سدوا خلل الصفوف؛ 4 فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف) - يعني أولاد الضأن الصغار.

751-

وعن أنس مرفوعاً: (أتموا الصف الأول، ثم الذي يليه، فإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر)5.

رواه أحمد وأبو داود 6.

752-

وعن أبي سعيد: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

1 مسند أحمد (4: 276) وسنن أبي داود (1: 178) بتقديم وتأخير.

2 في المخطوطة " فلقد رأيت ".

3 مسند أحمد (5: 262)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2: 91) : رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال أحمد موثقون.

4 لفظ أحمد في المسند " سدوا الخلل فإن الشيطان

".

5 في المخطوطة: " المؤخر من الصفوف " وليست هي في رواية الثلاثة".

6 مسند أحمد (3: 132 ، 215 ، 233) وسنن أبي داود (1: 180) وسنن النسائي (2: 93) بلفظه، وقد ورد " الصف المقدم " عند أحمد وأبي داود.

ص: 370

رأى في أصحابه تأخراً فقال (لهم) : تقدموا فَأْتَمُّوا بي، ولْيأْتَمَّ بكم مَن بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل (.

رواه مسلم 12.

753-

وعن أبي مسعود الأنصاري قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم، ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) رواه مسلم 3.

754-

وفي لفظ آخر 4 له بعد ما ذكر: (وإياكم وهيشات الأسواق) .

1 صحيح مسلم (1: 325) . والحديث في سنن أبي داود (1: 181- 182) وسنن النسائي (2: 83) وسنن ابن ماجه (1: 313) ومسند أحمد (3: 19 ، 34 ، 54) .

2 هذا الحديث سقط من الأصل وكتب في الهامش.

3 صحيح مسلم (1: 323) وسنن أبي داود (1: 180) مختصرا، وسنن النسائي (2: 90) وسنن ابن ماجه (1: 312- 313) ومسند أحمد (4: 122) وسنن الدارمي (1: 233) .

4 من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقد أخرجه مسلم (1: 323) والحديث في سنن أبي داود (1: 180- 181) وسنن الترمذي (1: 440-441) وسنن الدارمي (1: 233) ومسند أحمد (1: 457) . ولفظ أحمد والدارمي (هوشات) قال الدارمي: الهوشات: الاجتماع. اهـ. وقال الخطابي: هيشات الأسواق. ما يكون فيها من الجلبة وارتفاع الأصوات وما يحدث فيها من الفتن، وأصله من الهوش، وهو الاختلاط.....

ص: 371

755-

وعن أنس (قال) : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه) . رواه أحمد 1.

756-

ولأحمد والنسائي 2: (أن أبيا نحى قيس بن عباد 3 وقام

1 مسند أحمد (3: 100 ، 205 ، 263) وسنن ابن ماجه (1: 313)، ورواه الترمذي تعليقا (1: 442) وإسناده صحيح- كما في زوائد ابن ماجه، وقد كان في المخطوطة:" كان النبي صلى الله عليه وسلم "، والتصحيح من المسند وابن ماجه واللفظ لهما.

2 مسند أحمد (5: 140) . والحديث أخرجه النسائي بلفظ قريب (2: 88) والطيالسي (1: 135) من منحة المعبود.. بلفظه وعزاه السيوطي لابن حبان والحاتم أيضا.

3 في المخطوطة: " قيس بن سعد بن عبادة "، وهناك فرق كبير بين الاثنين، فقيس بن سعد بن عبادة صحابي جليل خزرجي أنصاري، بينما قيس بن عباد ضبعي بصري تابعي مخضرم. وأيضا في الحديث ما يرد ما في المخطوطة، وذلك قوله " وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك "، وأبي بن كعب خزرجي أنصاري كقيس بن سعد الأنصاري الخزرجي فكيف لا يعرفه؟؟. وأصل هذا الحديث كما في مسند أحمد " عن إياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد قال: أتيت المدينة للقي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحب إلى من أبيّ - فأقيمت الصلاة، وخرج عمر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت في الصف الأول، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني وقام في مكاني، فما عقلت صلاتي، فلما صلى قال: يا بني:.. وفي آخره: وإذا هو أبي.

ص: 372

مكانه، فلما صلى قال: يا بني لا يسوؤك الله، فإني لم آتك الذي أتيت بجهالة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: كونوا في الصف الذي يليني، وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك) .

إسناده جيد.

757-

وعن عائشة مرفوعاً: (إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف)1.

رواه أبو داود 2.

758-

وفي المسند (من حديث البراء) 3: (إن الله وملائكته يصلون

1 في المخطوطة: " يصلون على الذين يصلون في ميامن " وهذه الجملة " الذين يصلون في " ليست في سنن أبي داود ولا في سنن ابن ماجه، والمنتقى المتن المطبوع بمفرده، والترغيب والترهيب، والفتح الكبير، وعون المعبود، وجامع الأصول، نعم ورد ذلك في المنتقى بشرح نيل الأوطار. وهذه الجملة إما أن تكون سبق قلم في النيل، أو من نسخة أخرى غير النسخة التي توجد بين أيدينا، وعنها نقل ابن الأثير وغيره، وشرحها صاحب عون المعبود. فانظر جامع الأصول (6: 398) وعون المعبود (2: 372) والمنتقى (1: 653) والترغيب والترهيب (1: 249) والفتح الكبير (1: 349) ونيل الأوطار (3: 232) .

2 سنن أبي داود (1: 181) وسنن ابن ماجه (1: 321) بلفظه، ونسبه السيوطي أيضا لابن حبان.

3 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش وكتب عليه "صح ".

ص: 373

على الصف الأول أو الصفوف الأول) 1.

759-

وعن ابن عمر (قال) : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى تكونا بِحذو منكبيه، ثم يكبر، فإذا 2 أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا، وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد) .

أخرجاه 3.

1 مسند أحمد (4: 285 ، 297 ، 304) . وانظر (4: 284 ، 296 ، 298- 299 ، 299) والحديث كذلك في سنن أبي داود (1: 178) وسنن النسائي (2: 13 ،90) بلفظ الصفوف المتقدمة، الصف المقدم، وابن ماجه (1: 318- 319) وفي الزوائد: إسناده صحيح ورواته ثقات، وسنن الدارمي (1: 232) بلفظ المسفر، ومنحة المعبود (1: 136) بلفظه كذلك، وقد روي هذا الحديث مستقلا وروي ضمن حديث آخر، ولعله كان يرويه مرة هكذا ومرة هكذا، والله أعلم، ونسبه السيوطي للحاكم أيضا.

2 في المخطوطة: " حتى إذا "، وما ذكرناه هو الموجود في المسند وصحيح مسلم.

3 لم أجد هذا اللفظ في الصحيحين ولا في مسند أحمد- مع كثرة الروايات فيه- وقد أخرج الحديث البخاري في كتاب الأذان (2: 218 ، 219 ، 221 ، 222) . وصحيح مسلم (1: 292) ومسند أحمد مطولا ومختصرا (2: 8 ، 18 ، 44 ، 45 ، 47 ، 61 ، 62 ، 100 ،106 ،132 ، 133- 134 ، 145 ، 147) وسنن أبي داود (1: 192) وسنن الترمذي (2: 35) وأخرجه ابن ماجه (1: 279) وسنن النسائي (2: 121 ، 122 ، 194- 195 ، 195) وموطأ مالك (1: 75) وسنن الدارمي (1: 229 ، 242) وابن خزيمة (1: 294) . قلت: وحديث الرفع في الصلاة حديث متواتر: قال الحافظ العراقي: واعلم أنه قد روي رفع اليدين من حديث خمسين من الصحابة منهم العشرة، انظر طرح التثريب (2: 254) . وقال السيوطي: إن حديث الرفع متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الشيخان عن ابن عمر، ومالك بن الحويرث، ومسلم عن وائل بن حجر، والأربعة عن علي، وأبو داود عن سهل بن سعد، وابن الزبير، وابن عباس، ومحمد بن مسلمة، وأبي أسيد، وأبي قتادة، وأبي هريرة، وابن ماجه عن أنس، وجابر، وعمير الليثي ، وأحمد عن الحكم بن عمير، والبيهقي عن أبي بكر، والبراء، والدارقطني عن عمر: وأبي موسى والطبراني عن عقبة بن عامر، ومعاذ بن جبل. وانظر الأخبار المتواترة وفتح الباري (2: 307) وسنن الترمذي (2: 36- 37) وتحفة الأحوذي (2: 99) .

ص: 374

760-

وللبخاري 1: (ولا يفعلُ ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع رأسه من السجود) .

761-

ولمسلم 2: (ولا يرفعهما بين السجدتين) .

762-

وللبخاري 3: (إذا قام من الركعتين رفع يديه (ورفع

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 221) .

2 صحيح مسلم (1: 292) . وانظر مسند أحمد (2: 8) .

3 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 222) ومسند أبي داود (1: 197- 198) . وانظر قول أبي داود- في رفع الحديث ووقفه- وتحرير الحافل في الفتح لذلك ومن وافق نافعا وابن عمر على رفع الحديث (الفتح 2: 222) .

ص: 375

ذلك ابن عمر إلى النبي 1 صلى الله عليه وسلم.

763-

وفي حديث أبي حميد 2: (حتى يحاذي بهما منكبيه) .

764-

وكذلك حديث علي3.

765-

وفي حديث مالك بن الحويرث 4: (حتى يحاذي بهما أذنيه) .

766-

وعن وائل بن حجر: (أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة وكبر ثم التَحفَ بثوبه ثم وضع (يده) اليمنى على اليُسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه (من الثوب) ثم

1 كذا في قول عامة الرواة عن البخاري. وعند أبي ذر في روايته - كما يذكر الحافظ في الفتح (2: 222) - " إلى نبي الله ".

2 حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه رواه البخاري تعليقا في كتاب الأذان (2: 221) ومطولا في الأذان أيضا (2: 205) . والحديث رواه الخمسة إلا النسائي. وانظر أيضا الدارمي (1: 242) وابن ماجه (1: 280) وسنن أبي داود (1: 194- 196) وابن خزيمة (1: 297) .

3 حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخرجه أبو داود (1: 198) وابن ماجه (1: 280- 281) وأحمد، وصححه ابن خزيمة (1: 294- 295) .

4 أخرجه مسلم (1: 293)، والحديث عند البخاري بدون هذا اللفظ (2: 219) ، والحديث عند النسائي (2: 123 ، 182 ، 194) وابن ماجه (1: 279) .

ص: 376

رفعهما، ثم كبر، فركع فلما قال: سمع الله لمن حمده، رفع يديه، فلما سجد سجد بين كفيه) .

رواه مسلم 1.

767-

ولأبي داود 2 عن وائل: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في الشتاء فرأيت أصحابه يرفعون أيديهم في ثيابهم في الصلاة.

768-

وفي رواية 3: فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم.

769-

ولأحمد وأبي داود 4: (ثم وضع يده اليمنى على (ظهر) كفه اليسرى والرسغ والساعد.

770-

وللبخاري 5 عن أبي حازم عن سهل (قال) : (كان الناس يُؤْمَرُون أن يضعَ الرجل اليد اليمنى على ذراعه الأيسر في الصلاة.

1 صحيح مسلم (1: 301) وأخرجه أبو داود أيضا (1: 192) ومسند أحمد (4: 317 ، 318) .

2 سنن أبي داود (1: 194)، ومسند أحمد (4: 316) .

3 لأبي داود عن وائل بن حجر (1: 193-194) ، وهو ضمن حديث.

4 سنن أبي داود (1: 193) ومسند أحمد (4: 318) . والحديث رواه النسائي (2: 126) وابن خزيمة (1: 243) .

5 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 224) .

ص: 377

قال أبو حازم: لا أعلمه إلا يَنْمي 1 ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

771-

وعن ابن مسعود أنه (كان يصلي، فوضع يده اليسرى على اليمنى، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على اليسرى) .

رواه أبو داود والنسائي 2.

772-

وعن علي (قال) : (إن من السنة وضع الأكف على الأكف في الصلاة، تحت السرة) .

رواه عبد الله بن أحمد 3.

1 قوله " ينمي " بفتح أوله وسكون النون وكسر الميم، قال أهل اللغة: نميت الحديث إلى غيري رفعته وأسندته، وصرح بذلك معن بن عيسى وابن يوسف عند الاسماعيلي والدارقطني. وزاد ابن وهب: ثلاثتهم عن مالك بلفظ " يرفع ذلك "، ومن اصطلاح أهل الحديث، إذا قال الراوي " ينميه " فمراده يرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولو لم يقيده. اهـ. من الفتح (2: 225) . وانظر القاموس المحيط (4: 397) ومختار الصحاح (681) .

2 سنن أبي داود (1: 200 - 201) واللفظ له، وسنن النسائي (2: 126) وابن ماجه (1: 266) وسنن الدارقطني (1: 287) و (286- 287) .

3 الحديث ليس بهذا اللفظ في المسند وإنما لفظه "أن من السنة في الصلاة

" المسند (1: 110) . والحديث رواه أبو داود (1: 201)، وأخرجه الدارقطني (1: 286) من طريقين، والبيهقي في السنن الكبرى (2: 31) ورزين كما في جمع الفوائد (1: 194) لكن جميع هذه

ص: 378

...............................................................................

= الروايات من طريق عبد الرحمن بن إسحاق وكلها أيضا- خلا رواية للدارقطني- من طريق زياد بن زيد السوائي أيضا. وعبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث أبو شيبة الواسطي الكوفي، قال فيه أحمد: ليس بشيء، منكر الحديث، وقال ابن معين: ضعيف ليس بشيء، وقد ضعفه ابن سعد وأبو داود والنسائي وابن حبان وأبو حاتم. وقال ابن خزيمة: لايحتج بحديثه، وقال البخاري: فيه نظر، وقال البيهقي في المعرفة: لا يثبت إسناده، تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو متروك ، وقال النووي في الخلاصة وفي شرح مسلم: هو حديث متفق على تضعيفه، فإن عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف بالاتفاق. وانظر التاريخ الكبير (5: 259) والتهذيب (6: 136) والكاشف (2: 155) والمجروحين لابن حبان (2: 54) والمغني (2: 375) والميزان (2: 548) والتاريخ الصغير (156) ونصب الراية (1: 314) . وانظر تعليقات شيخنا الشيخ محمد يوسف البنوري عليه. وأما زياد بن زيد السوائي- وفي الميزان والخلاصة والتهذيب والكاشف - الأعسم، وهو خلاف ما هو مذكور في نصب الراية. وهو مجهول ، لا يعرف ، وانظر ترجمته في الكاشف (1: 331) والميزان (2: 89) والخلاصة (106) والتهذيب (2: 369) والتقريب (1: 268) ونصب الراية (1: 314) . قلت: وقد رواه أبو داود من حديث أبي هريرة (1: 201) لكن من طريق عبد الرحمن بن إسحاق. وقد ورد بالنسبة لوضع اليدين في الصلاة روايات مختلفة لكن الثابت - كما في الصحيحين وغيرهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع اليد اليمنى على اليسرى ، وأما فوق السرة تحت الصدر- أو على الصدر- أو تحت السرة، فليس فيها حديث ثابت قطعيا فحديث علي- تحت السرة - رأيت فيه ما رأيت، وأما فوق الصدر ففيه رواية من حديث وائل بن حجر - عند ابن خزيمة- فكل الروايات عن وائل ليس فيها ذكر الصدر، وإنما هي في رواية مؤمل بن إسماعيل وهو سيء الحفظ، قال عنه أبو حاتم: صدوق شديد في السنة كثير الخطأ، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: في حديثه خطأ كثير (الميزان 4: 228) . ومثل هذا تراه في الكاشف والتهذيب. وسبب كثرة خطئه: أنه دفن كتبه فكان يحدث من حفظه فكثر خطؤه- كما أنه انفرد من بين أصحاب الثوري بهذه الزيادة- مع أن أصحاب الثوري الذين رووا هذا الحديث لم يذكروا فيه هذه الزيادة، وإنما ذكروا وضع اليمين على اليسار ولم يتطرقوا إلى موضعهما. فانظر مسند أحمد (4: 319، 318 - 319) وانظر مواطن ملك الروايات في هامش نصب الراية (1: 316) وروايات عن عاصم في ابن خزيمة (1: 242- 243) . كما ورد مرسل طاوس عند أبي داود (1: 201) فهو مرسل وكذلك هو من رواية سليمان بن موسى. وكذلك ورد عند أحمد حديث هُلب وسنده عنده: يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني سماك عن قبيصة بن هلب عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم

، المسند (51: 226) . قلت: روى أحمد حديث هلب الطائي من ستة طرق كلها من طريق سماك عن قبيصة عن أبيه، وخمسة منها ليس فيها هذا الحرف " على صدره " مع أنه قد روي الحديث من طريق سفيان (5: 226) وعنه وكيع وعن وكيع ابن أبي شيبة وليس فيه هذه الزيادة، وأيضا في ذلك الأسانيد الستة المذكورة - بما فيها الزيادة من رواية يحيى عن سفيان- فيها سماك بن حرب عن قبيصة بن هلب. وقبيصة قال عنه ابن المديني والنسائي: مجهول. وقال مسلم وابن المديني: تفرد عنه سماك. وقد كره أحمد وضعهما على الصدر- كما في مسائل الإمام أحمد (31) -. وقد ورد "فوق السرة " روايات كذلك وأخبار، فالأمر موسع، والله أعلم. ولا يتخذ سبيلا لتفريق المسلمين وتضليلهم، وتشتيت شمل كلمتهم. وانظر المغني (1: 472- 473) . والله أعلم. تنبيه: وقع في الهامش: حديث علي رواه عبد الله بن أحمد والدارقطني من رواية عبد الرحمن بن إسحاق، قال فيه أحمد ليس بشيء، وقال يحيى في رواية: متروك.

ص: 379

773-

وعن أبي هريرة كان النبي صلى الله عليه وسلم (إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا) .

ص: 380

رواه الخمسة إلا ابن ماجة 1 وإسناده حسن.

774-

وعن ابن سيرين: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقلب بصره في السماء فنَزلت (هذه الآية) 2 {الَّذِينَ هُمْ فِي

1 سنن أبي داود (1: 200) وسنن الترمذي (2: 6) بلفظه، وسنن النسائي (2: 124) ومسند أحمد (3: 166) من الفتح الرباني. ورواه ابن خزيمة مختصرا (1: 234) وسنن الدارمي (1: 225) وقال الترمذي: وهذا أصح من رواية يحيى بن اليمان، وأخطأ يحيى بن اليمان في هذا الحديث " يريد نشر الأصابع ". ثم نقل الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن (شيخه في هذا الحديث) : وهذا أصح من حديث يحيى بن اليمان، وحديث يحيى بن اليمان خطأ. اهـ. وقد ذكر الترمذي الحديث من رواية يحيى قبل هذه، ومثل ما قال عبد الله بن عبد الرحمن والترمذي قال أبو حاتم، كما في العلل لابن أبي حاتم (1: 161- 162) .

2 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش وكتب عليه صح.

ص: 381

صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} 1.

فطأطأ رأسه) .

رواه أحمد في الناسخ والمنسوخ، وسعيد وزاد:

775-

وكانوا يستحبون للرجل أن لا يجاوز بصره مصلاه 2.

776-

وفي حديث ابن الزبير 3: (ولم يجاوز بصرُه إشارَتَه) .

وإلصاق الحنك بالصدر يروى عن الحسن أن العلماء من الصحابة كرهته.

1 سورة المؤمنون: 2.

2 قال الحافظ في الفتح (2: 233- 234) : وأخرجه ابن أبي شيبة من رواية هشام بن حسان عن محمد بن سيرين " كانوا يلتفتون في صلاتهم حتى نزلت {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} فأقبلوا على صلاتهم ونظروا أمامهم، وكانوا يستحبون أن لا يجاوز بصر أحدهم موضع سجوده، ووصله الحاكم بذكر أبي هريرة فيه ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال في أخره: "فطأطأ رأسه ". قلت: ووصله الطبراني في الأوسط كذلك من حديث أبي هريرة، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2: 80) : رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به حبرة بن نجم الإسكندراني، قلت: ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات. اهـ. وانظر السنن الكبرى فقد أخرجه من طريق ابن سيرين (2: 283) .

3 سنن أبي داود (1: 260) وسنن النسائي (3: 39) وأصل الحديث عند مسلم (1: 408) ومسند أحمد (4: 3) ويريد بذلك أنه إذا جلس للتشهد ورفع إصبعه للتشهد ينظر إلى إصبعه ولا يتجاوز عنه. والله أعلم.

ص: 382

777-

وعن أبي هريرة (قال) : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبّر في الصلاة سكت هنية قبل أنْ يقرأ، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد) أخرجاه. 1.

778-

وعن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان 2 إذا قام إلى الصَلاة قال: (وجّهْتُ وجهيَ للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت المَلِكُ، لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمتُ نفسي، واعترفتُ بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنِّي سيئها، لا يصرفُ عني سيِّئَها إلا أنت، لبّيْكَ وسعدَيك، والخيرُ كلُّه في

1 صحيح البخاري بلفظ قريب: كتاب الأذان (2: 227) وصحيح مسلم (1: 419) واللفظ له، وسنن أبي داود (1: 207) وسنن النسائي (1: 50- 51)(2: 128- 129) وسنن ابن ماجه (1: 264- 265) ومسند أحمد (2: 494) وسنن الدارمي (1: 227- 228) وصحيح ابن خزيمة (1: 237) .

2 في المخطوطة: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام

".

ص: 383

يديكَ، والشرُّ ليس إليك 1 أنَا بِكَ وإليكَ، تباركتَ وتعاليتَ، أستغفرُك وأتوبُ إليك، وإذا ركع قال:" اللهم لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي وبصري ومُخِّي وعظمي وعصبي ".

وإذا رفع 2 قال: " اللهم ربّنا لك الحمدُ ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد ".

وإذا سجد قال: " اللهم (لك) سجدتُ، وبك آمنت، ولك

1 قال النووي في شرحه لصحيح مسلم (6: 59) : وأما قوله "والشر ليس إليك" فمما يجب تأويله، لأن مذهب أهل الحق أن كل المحدثات فعل الله تعالى وخلقه سواء خيرها وشرها، وحينئذ يجب تأويله، وفيه خمسة أقوال: أحدها: معناه لا يتقرب به إليك، قاله الخليل بن أحمد والنضر بن شميل وإسحاق بن راهويه

وغيرهم. والثاني: حكاه الشيخ أبو حامد عن المزني، وقاله غيره أيضا، معناه: لا يضاف إليك على انفراده، لا يقال: يا خالق القردة والخنازير، ويا رب الشر، ونحو هذا، وإن كان خالق كل شيء، ورب كل شيء، وحينئذ يدخل الشر في العموم. والثالث: معناه: والشر لا يصعد إليك، إنما يصعد إليك الكلم الطيب والعمل الصالح، والرابع: معناه: والشر ليس شرا بالنسبة إليك- فإنك خلقته بحكمة بالغة- وإنما هو بالنسبة للمخلوقين، والخامس: حكاه الخطابي، أنه كقولك: فلان إلى بني فلان إذا كان عداده فيهم، أو صفوه إليهم.

2 في المخطوطة: " رفع رأسه ".

ص: 384

أسلمت، سجد وجهي للذي خلقَه وصَوَّره وشقَّ سمعَه وبصرَه، تبارك الله أحسَنُ الخالقين ". ثم يقول من آخر ما يقول بين التشهدِ والتسليمِ: " اللهم اغفر لي ما قدَّمْتُ، وما أخّرتُ، وما أسررتُ، وما أعلنْتُ، وما أسرفْتُ، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدِّم، وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت (رواه مسلم 1. قال أحمد في هذا: بعضهم يقول في صلاة الليل.

1 صحيح مسلم (1: 534- 536) . والحديث في سنن أبي داود (1: 201 - 202) وفي سنن الترمذي بلفظه (5: 485- 486)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد (1: 94- 95، 102) وابن خزيمة مختصرا (1: 235) وسنن الدارقطني (1: 296- 297) . وقع في تعليق الشيخ الفقي على المنتقى (1: 363) : ورواه الترمذي في باب ما يقول إذا قام من الليل إلى الصلاة، بينما الترمذي أخرجه في "ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل". تحت رقم باب منه (32) ، والحديث رقم (3421) وانظره بأرقام (3422) ، (3423) . فقد ذكر فيه بعضا منه، كما قال الشيخ الفقي، وقال بعد سياقه: وقد روي من غير وجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ. فيه مؤاخذات: الأولى: إن الترمذي رحمه الله لم يذكر شيئا عقب هذا الحديث (حديث علي) وإنما ذكره عقب حديث ابن عباس (34218) ضمن باب ما يقول إذا قام من الليل إلى الصلاة. ثانيا: قول الترمذي- كما في المطبوع من نسخة (إبراهيم عطوة عوض) -: وقد روي من غير وجه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم. قلت: والحديث رواه مختصرا النسائي وابن ماجه والدارقطني والبيهقي. وقد ورد عند الترمذي (5: 487) وهي الرواية الثالثة رقم (3423) أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة

ويقول حين يفتتح الصلاة بعد التكبير: وجهت

وقال في آخره: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند الشافعي وأصحابنا. قال أبو عيسى: وأحمد لا يراه....اهـ. وكذا عند الدارقطني (1: 297) بلفظ " كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال: وجهت وجهي..) .

ص: 385

779-

وعن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك) .

(رواه أبو داود) 1 2.

1 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش وكتب عليه صح.

2 سنن أبي داود (1: 206) وسنن الترمذي (2: 11) وسنن ابن رواحة (1: 265)، وابن خزيمة (1: 239) . وقال أبو داود: وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة، لم يذكروا فيه شيئا من هذا. اهـ. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه. اهـ. قلت: وهذا القول غير سليم لأن أبا داود رواه من طريق طلق بن غنام عن عبد السلام بن حرب عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة، فهو غير سند الترمذي. ورواه ابن خزيمة من طريق حارثة بن أبي الرجال ، لكن اختلفت أسانيده إليه عما هو عند الترمذي. ورواه الدارقطني (1: 299) بسند أبي داود ثم قال: قال أبو داود: لم يروه عن عبد السلام غير طلق بن غنام، وليس هذا الحديث بالقوي. اهـ. وقال الترمذي: وحارثة قد تكلم فيه من قبل حفظه. اهـ. وقال الحافظ عنه في التقريب (1: 145) : ضعيف. وقال ابن خزيمة (1: 240) : ليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه. وأما بالنسبة لسند أبي داود والدارقطني، فرجاله ثقات، إلا أن أبا الجوزاء (أوس بن عبد الله الربعي) يرسل كثيرا وقيل إنه لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، ولهذا قال البخاري رحمه الله: في إسناده نظر. قال الحافظ ابن حجر معلقا على قول البخاري - المذكور-: يريد أنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما لا أنه ضعيف. ونقل عن ابن عبد البر في التمهيد أنه لم يسمع من عائشة. وانظر التهذيب (1: 383-384) ففيه زيادة بحث في إمكان لقيه.

ص: 386

780-

(وكان عمر يجهر به) .

ذكره مسلم في الصحيح 1.

781-

وعن أبي سعيد: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا

1 صحيح مسلم (1: 299) ولفظه فيه: عن عبدة أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: " سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك " لكنه منقطع. وأخرجه ابن خزيمة (1: 240) من غير إسناد والدارقطني (1: 299 ،300 ، 301) موصولا.. قلت: لكنه منقطع، فعبدة الراوي عن عمر هو عبدة بن أبي لبابة الأسدى يرسل عن عمر، وإنما روايته عن ابني عمر وعمرو ومن بعدهم.

ص: 387

قام إلى الصلاة استفتح ثم يقول: أعوذ بالله (السميع العليم) 1 من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه) 2.

قال الترمذي هذا أشهر حديث في الباب 3.

1 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش وعليه كتب صح.

2 معنى قوله: همزه: الموتة. نفخه: الكبر. نفثه: الشعر. وسوف أذكر مصادر ذلك بعد تخريج الحديث إن شاء الله تعالى.

3 الحديث أخرجه الترمذي (2: 9- 10) وأبو داود (1: 206) وابن ماجه (1: 264) ومسند أحمد (3: 50) وابن خزيمة (1: 238) وكلها أطول مما هو هنا. تنبيه: في هامش المخطوطة هذا التعليق: وهو من رواية علي بن علي الرفاعي، وقد وثقه أبو زرعة وابن معين وغيرهما ، وقال الترمذي: كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي (الرفاعي) وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث، وتكلم فيه أبو داود ، وله مثله من حديث عائشة بإسناد حسن. قال الحافظ الضياء: لا أعلم فيه مجروحا، وروى ابن ماجه والترمذي حديث عائشة بإسناد ضعيف. اهـ. قلت: قال أبو داود عقب هذا الحديث: وهذا الحديث يقولون هو عن علي بن علي بن الحسن مرسلا الوهم من جعفر. قال ابن خزيمة: أما ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم " سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك " فلا نعلم في هذا خبرا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل المعرفة بالحديث، وأحسن إسناد نعلمه روي في هذا خبر أبي المتوكل عن أبي سعيد. ثم ذكر حديث أبي سعيد وعائشة وأشار إلى حديث جبير. ثم قال: وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب أنه كان يستفتح الصلاة مثل حديث حارثة- يريد من رواية عائشة - لا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولست أكره الافتتاح بقوله "سبحانك الله وبحمدك" على ما يثبت عن الفاروق رضي الله عنه أنه كان يستفتح الصلاة. غير أن الافتتاح بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر على بن أبي طالب وأبي هريرة وغيرهما بنقل العدل عن العدل موصولا إليه صلى الله عليه وسلم أحب إلي وأولى بالاستعمال، إذ اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وخير من غيرها. اهـ. (1: 238- 240) .

ص: 388

782-

وفي بعض الطرق 1 وهمزه الموتة 2 ونفخه الكبر، ونفثه (الشعر) .

783-

وقال ابن عباس: (همزات الشياطين نزغاتهم ودسائسهم) .

وقال مجاهد: همزهم نفخهم ونفثهم.

784-

وعن أنس قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) .

1 انظر سنن ابن ماجه (1: 265) من حديث جبير والقائل فيه هو عمرو بن مرة، و (1: 266) من حديث ابن مسعود، وانظر صحيح ابن خزيمة (1: 240) أيضا من حديث ابن مسعود، وسنن أبي داود (1: 203) من حديث جبير بن مطعم أيضا. وصدر هذا القول عندهم بلفظ قال- إلا رواية ابن ماجه- والظاهر أنه أحد الرواة، وقد وهم من ظن هذا التفكير من الحديث.

2 في هامش المخطوطة: " الموته: خنق يشبه الجنون ".

ص: 389

رواه مسلم. 1.

785-

وفي رواية لأحمد 2 وغيره بسند صحيح: (وكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم) .

786-

ولمسلم 3: (كانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قرا (ء) ة ولا في آخرها) .

787-

وفي لفظ عن قتادة (عن أنس) 4: (فلم يكونوا يستفتحون القراءة 5 ببسم الله الرحمن الرحيم) .

قال شعبة 6: قلت لقتادة: أنت سمعته من أنس؟

قال: نعم، نحن سألناه عنه.

1 صحيح مسلم (1: 229) وسنن النسائي (2: 135) ومسند أحمد (3: 173، 176- 177) وصحيح ابن حبان (3: 217) .

2 مسند أحمد (3: 179، 264، 275) وصحيح ابن حبان (3: 219) .

3 صحيح مسلم (1: 299) ومسند أحمد (3: 223) .

4 أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند (3: 278) ورواه بلفظ قريب أحمد في المسند لكن من طريق عبد الله بن مغفل رضي الله عنه (5: 55) .

5 في المخطوطة: " القرآن ".

6 سؤال شعبة أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (3: 278) ومسلم في صحيحه (1: 299) وورد في المسند سؤال قتادة لأنس (3: 177 ، 273) لكن قال: "إنك لتسألني عن شيء ما سألني عنه أحد ".

ص: 390

788-

وعن ابن عبد الله بن مغفل 1 قال: (سمعني أبي وأنا أقول: بسم الله الرحمن الرحيم فقال: يا بني إياك والحدث - قال: ولم أر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً أبغض إليه حدثا في الإسلام منه-، فإني قد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقولها، فلا تقلها، إذا أنت قرأت فقل: الحمد لله رب العالمين) .

رواه الخمسة 2 إلا أبا داود، وحسنه الترمذي.

789-

وعن قتادة قال: (سئل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم) .

رواه البخاري. 3.

790-

ولأحمد وأبي داود 4 عن أم سلمة قالت: (كان يقطع

1 في المخطوطة: " المغفل ".

2 هذا الحديث لم أجده بلفظه لواحد من الخمسة، وهو بلفظ قريب لأحمد والترمذي. وانظر سنن الترمذي (2: 12- 13) وسنن النسائي (2: 135) وسنن ابن ماجه (1: 267- 268) ومسند أحمد (4: 85) و (5: 55 ، 54) وقال الترمذي: حسن. وانظر قول النووي في تضعيفه هذا الحديث (نصب الراية 1: 332) .

3 صحيح البخاري: كتاب فضائل القرآن (9 ، 91) .

4 مسند أحمد (6: 302) بلفظه، ورواه مختصرا (6: 294 ، 300) وكذلك أبو داود (2: 73- 74) والترمذي (5: 185) والنسائي (2: 181)، (3: 214) وصحيح ابن خزيمة (1: 248- 249) وسنن الدارقطني (1: 312- 313)، وزاد: إسناده صحيح وكلهم ثقات. قلت: وقراءة البسملة في أول سورة الفاتحة وفي بقية السور والجهر بها في الصلاة اختلف العلماء فيها قديما اختلافا كبيرا، واختلافهم يعود هل هي آية من كل سورة أو آية مستقلة أو ليست آية إلا من سورة النمل، وذهب الجماهير إلا ما ثبت عن مالك وبعض الحنفية إلى قراءتها- مع اختلافهم في الوجوب والاستحباب، لكن اختلفوا هل يجهر بها في الجهرية- كما هو مذهب الشافعي وموافقة- ورواية عن أحمد- وطائفة من أهل الحديث، أم لا يسن الجهر بها كما هو رأي أهل الرأي وكثير من أهل الحديث والرواية الأخرى عن أحمد، أو يخير بين الجهر والإسرار كقول إسحاق بن راهويه وابن حزم. وقد ألف العلماء قديما فيها كتبا وأفردوها بالتصنيف كابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والبيهقي وابن عبد البر في آخرين، ومنهم ذكرها بتوسع كالزيلعي في نصب الراية وغيره، ولكل من الفريقين أدلة مستوفاة والمخير جمع بينهما. والله أعلم. وانظر الفتح ونصب الراية وما كتبه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي.

ص: 391

قراءته آية آية {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .

791-

وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) .

أخرجاه. 1.

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 236- 237) وصحيح مسلم (1: 295) . والحديث رواه أصحاب السنن الأربعة وأحمد وغيرهم.

ص: 392

792-

وعن نُعَيْم المُجَمِّر قال: (صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن

ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه النسائي 1.

793-

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خِداج) .

794-

وفي لفظ: (فهي خداج غير تمام، يقولها ثلاثاً. فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام. فقال: اقرأ بها في نفسك. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله (تعالى) : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال (العبد) :{الحمد لله رب العالمين} قال الله (تعالى) حمدني عبدي، فإذا قال {الرحمن الرحيم} (قال) تعالى:(أثنى) عليَّ عبدي. وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال: مجدني عبدي، وقال: مرة.. فَوض إليَّ عبدي - وإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قالَ: هذا بيني وبين عبدي 2 ولعبدي ما سأل، فإذا قال:

1 سنن النسائي (2: 134) بأطول. والحديث رواه ابن خزيمة (1: 251) وابن حبان (3: 218) وسنن الدارقطني (1: 305- 306) وقال في آخره: هذا صحيح ورواته كلهم ثقات. قال أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي في التعليق المغني بأسفل سنن الدارقطني: "قوله هذا صحيح، ورواته كلهم ثقات " ورواه النسائي

والحاكم في مستدركه وقال: إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والبيهقي في سننه وقال: إسناد صحيح، وله شواهد، وقال في الخلافيات: رواته كلهم ثقات، مجمع على عدالتهم محتج بهم في الصحيح. اهـ.

2 في المخطوطة زيادة " نصفين " وهي غير ثابتة في مسلم.

ص: 393

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل) .

رواه مسلم. 1.

795-

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (إنما جعل الإمام ليئتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا) .

رواه الخمسة إلا الترمذي 2. وصححه مسلم.

1 صحيح مسلم (1: 296) والحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد وابن خزيمة.. فانظر سنن أبي داود (1: 216- 217) والنسائي (2: 135- 136) وابن خزيمة (1: 247) مختصرا، وسنن الترمذي (2: 21) والموطأ (1: 84- 85) .

2 سنن أبي داود (1: 165) وسنن ابن ماجه (1: 276) وسنن النسائي (2: 141- 142)، ومسند أحمد (2: 376 ،420) . قال أبو داود: وهذه الزيادة " وإذا قرأ فأنصتوا " ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد. اهـ. وقال عند ذكره لهذه الزيادة من حديث أبي موسى (1: 256) : ليس بمحفوظ، لم يجىء به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث. اهـ. قلت: أبو خالد وهو سليمان بن حيان الأزدي الأحمر الكوفي، عن رجال الستة قال عنه وكيع- وقد سئل عنه-: وأبو خالد ممن يسأل عنه، وثقة يحيى وابن المديني، وقال أبو هشام الرفاعي: ثنا أبو خالد الثقة الأمين. ووثقه ابن سعد وابن حبان والعجيلي.. وانظر التهذيب (4: 182) .

ص: 394

.........................................................................

وأما سليمان التيمي فهو سليمان بن بلال التيمي القرشي مولاهم، من رجال الستة، وثقة أحمد وابن معين وابن سعد وابن حبان والخليلي، وأثنى عليه مالك ووثقه عدي ، وانظر التهذيب (4: 175- 176) . قلت: وهذه الزيادة أخرجها مسلم من حديث أبي موسى (1: 304) وأشار إلى هذه الزيادة وصححها من حديث أبي هريرة، قال - بعد ذكره لرواية أبي موسى-: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا أبو غسان المسمعي حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن سليمان التيمي كل هؤلاء عن قتادة، في هذا الإسناد بمثله وفي حديث جرير عن سليمان عن قتادة من الزيادة " وإذا قرأ فأنصتوا "، قلت: وهذه الزيادة أخرجها أبو داود (1: 256) ، وذكر المنذري في تهذيب السنن أنه أخرجها مسلم والنسائي وابن ماجه.

وأما تصحيح مسلم لرواية أبي هريرة، فقد ورد- فيه- قال أبو إسحاق (إبراهيم بن سفيان صاحب مسلم والراوي كتابه عنه) قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر في هذا الحديث (يعني يطعن فيه) فقال مسلم: تريد أحفظ من سليمان (يعني أنه كامل الحفظ والضبط) فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة؟ فقال: هو صحيح ، يعني " وإذا قرأ فأنصتوا". فقال هو: عندي صحيح، فقال: لم لم تضعه هاهنا؟ قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته هاهنا، إنما وضعت هاهنا ما أجمعوا عليه. اهـ.

وهذه الزيادة: نقل البيهقي تضعيفها عن يحيى وأبي حاتم والدارقطني والحافظ أبي علي النيسابوري شيخ الحاكم، ثم قال: واجتماع هؤلاء الحفاظ على تضعيفها مقدم على تصحيح مسلم لها، لا سيما لم يروها مسندة في صحيحه والله أعلم. اهـ.

قلت: إن الإمام مسلما أسند الزيادة من طريق أبي موسى ، ولم يسندها من طريق أبي هريرة، وأما قول أبي داود " هذه الزيادة ليست بمحفوظة " غير سليم، فقد أخرجها النسائي من طريق محمد بن سعد الأنصاري عن ابن عجلان

وقال في آخر الحديث: كان المخرمي يقول: هو ثقة يعني محمد بن سعد الأنصاري (2: 142) . وكذلك أخرجها أحمد في المسند (2: 376) من طريق محمد بن ميسر الصاغاني عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة. لكن: الصاغاني ضعيف رمي بالإرجاء.

وكذلك بالنسبة لرواية أبي موسى: فقد نقل الحافظ عن البزار قوله لا نعلم أحدا قال فيه " وإذا قرأ فأنصتوا " إلا سليمان التيمي. لكن حدثنا القطعي عن سالم بن نوح عن عمر بن عامر عن قتادة مثله، وأخرجه ابن عدي من طريق عمر بن عامر وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة، وقال: هذه الزيادة أشهر بسليمان التيمي منها. وانظر الدراية (1: 164- 165) .

وقد ذكر الحافظ في الدراية عدد كل من الروايات ويبين ضعفها. ونقل البيهقي حمله لها على كل ما عدا الفاتحة. واستدل بحديث عبادة- وهو عند أبي داود- ورجاله ثقات (1: 217، 218)، فقال: كنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر فلما فرغ قال: " لعلكم تقرؤون خلف إمامكم؟ " قلنا: نعم هذا يا رسول الله. قال: " لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها ". وأخرجه أبو داود من وجه آخر عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وفيه " فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرت إلا بأم القرآن ". فعلى هذا: لا يقرأ المأموم- إذا جهر الإمام- إلا سورة الفاتحة، والله أعلم.

ص: 395

796-

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (انصرف من صلاة (جهر فيها بالقراءة) 1 فقال: " هل قرأ معي أحد منكم

1 في المخطوطة "من صلاته ".

ص: 396

(آنفاً) ؟ فقال رجل: نعم، يا رسول الله. قال:(إني أقول) : ما لي أنازع القرآن؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه (رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلوات) حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رواه مالك في الموطأ. وحسنه الترمذي. 1.

797-

وعن عبد الله بن شداد (عن جابر قال) : قال رسول الله 2 صلى الله عليه وسلم: (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) .

1 أخرجه مالك في الموطأ (1: 86- 87) واللفظ ليس له. والحديث في سنن أبي داود (1: 218 ، 219) وسنن الترمذي- واللفظ له- (2: 118- 119) وسنن النسائي (2: 140- 141) وسنن ابن ماجه (1: 276) مختصرا، ومسند أحمد (2: 240، 284، 285، 301- 302، 487) . والحديث رواه الشافعي وابن حبان

وانظر التلخيص الحبير (1: 231) لبيان المدرج في هذا الحديث. تنبيه: هذا الحديث- من أوله- حتى قوله " رواه مالك في الموطأ" كتب في الهامش من صفحة (56) من المخطوطة. وكتب في (57) من المخطوطة في السطر الاول والسطر الثاني ما لفظه "وعن أبي هريرة مرفوعا: ما لي أنازع القرآن، فانتهى الناس أن يقرؤوا فيما جهر فيه النبي صلى الله عليه وسلم" رواه مالك وحسنه الترمذي". اهـ. فهو مختصر لحديث أبي هريرة الموجود في الموطأ والترمذي وغيرهما، لذا آثرنا كتابة الحديث كاملا واكتفينا بالتنبيه للمختصر هنا، والله المعين.

2 في المخطوطة: " عبد الله بن شداد أن النبي ".

ص: 397

رواه الدارقطني 1 وقال: روي مسندا من طرق كلها ضعاف والصحيح أنه مرسل.

1 أخرجه الدارقطني (1: 323- 325) من طرق، وقال في آخرها: وروى هذا الحديث سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل بن يونس ، وشريك وأبو خالد الدالاني، وأبو الأحوص ، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب فقوله "وقال" ليست في سنن الدارقطني، ووقع في المنتقى "وقد روى

" وهو الصواب.

وقال: بعد أول رواية: لم يسند عن موسى بن أبي عائشة غير أبي حنيفة والحسن بن عمارة، وهما ضعيفان. اهـ.

قلت: أما الحسن بن عمارة " في الأصل: الحسين وهو خطأ " فهو متروك، وقد وافق الدارقطني في ذلك، وأما بالنسبة لأبي حنيفة رحمه الله فهو غير مسلم له في ذلك. فهو إمام الأئمة وشيخ هذه الأمة رحمه الله تعالى. وما حمل إليه إلا جهالة أو حسد، وقد وثقه الأئمة الكبار. وانظر تعليقنا على كتاب " مسألة الاحتجاج بالشافعي فيما أسند إليه والرد على الطاعنين بعظم جهلهم عليه " للخطيب البغدادي، وكيف رددنا ما ساقه الخطيب رحمه الله فيه، وبينا عوار ذلك وعدم صحته، ثم ذكرنا من أثنى على الإمام أبي حنيفة وتوسعنا في ذلك بما فيه الكفاية والمزيد. وانظر التعليق المغني على الدارقطني لأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي، بأسفل سنن الدارقطني (1: 323- 325) . والحديث رواه ابن ماجه (1: 277) وفيه جابر الجعفي وهو كذاب، كذا في الزوائد، وهو ضعيف بالاتفاق، وأخرجه أحمد في المسند كذلك (3: 339) من طريق أسود بن عامر عن الحسن بن صالح عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا. والله أعلم.

ص: 398

798-

(وفي الموطأ عن جابر) 1: (من لم يقرأ بفاتحة الكتاب في كل ركعة لم يصل، إلا خلف الإمام)2.

799-

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا أمَّن الإمام فأمّنوا؛ فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكةِ، غُفر له ما تقدم من ذنبه) .

- وقال ابن شهاب: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: آمين) .

أخرجاه 3.

1 ما بين القوسين من الأصل، واستدرك بالهامش وكتب عليه "صح".

2 رواه في الموطأ موقوفا على جابر (1: 84) وبلفظ مغاير. ولفظه فيه: " من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل ، إلا وراء الإمام ".

3 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 262)، ورواه بلفظ (القارىء) ومن غير قول ابن شهاب في كتاب الدعوات (11: 200) ورواه مسلم بلفظه كذلك (1: 307) . والحديث رواه كذلك أصحاب السنن وأحمد والشافعي وغيرهم. وفي بعضها لا يوجد قول الزهري رحمه الله.

ص: 399

800-

ولأحمد والنسائي 1: (إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} . فقولوا: آمين، (فإن الملائكة تقول: آمين)، 2 وإن الإمام يقول: آمين، فمن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة، غفر له) .

801-

لفظ أحمد: "ما تقدم من ذنبه ".

802-

وعن أبي هريرة قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: " آمين " حتى يسمع من يليه من الصف الأول) .

رواه أبو داود. 3.

1 من حديث أبي هريرة، ورواه أحمد في المسند (2: 233 ، 270) وسنن النسائي (2: 144) بلفظه والحديث رواه بألفاظ متقاربة وبعضها مختصرة البخاري في كتاب الأذان (2: 266) ومسلم (1: 307) ومالك (1: 87) وأبو داود (1: 246) والدارمي (1: 228) بلفظه وابن حبان بلفظه (3: 219- 220) .

2 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك بالهامش وكتب عليه "صح ".

3 سنن أبي داود (1: 246) والحديث يرويه ابن ماجه بلفظ قريب (1: 278) ، وفي الحديث بشر بن رافع وأبو عبد الله ابن عم أبي هريرة- الراوي عنه- وبشر ضعف، وأما ابن عم أبي هريرة فقد قال الحافظ عنه في التلخيص: لا يعرف، وقد وثقه ابن حبان. وقال عنه في التقريب: مقبول.

ص: 400

803-

وعن وائل بن حجر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فقال: " آمين " (يمد بها صوته)1.

رواه أحمد وأبو داود، والترمذي 2 وحسنه.

804-

وعن أبي هريرة قال: (مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبيّ بن كعب وهو قائم يصلي، فصاح به فقال: تعال يا أبي. فعجل في الصلاة، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟ أليس الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} ؟ فقال أبي: يا رسول الله، لا جرم، لا تدعني إلا أجبتك وإن كنت مصليا. فقال: أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها؟ فقال أبي: نعم يا رسول الله؟ فقال: لا تخرج من باب المسجد حتى تعلمها، والنبي صلى الله عليه وسلم يمشي، يريد أن يخرج من المسجد،

1 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك بالهامش بقلم رصاص محدث. وهو من أصل الحديث، لذا أضفناه.

2 مسند أحمد (4: 316) وسنن أبي داود (1: 246) والترمذي (2: 27) وحسنه، واللفظ له. والحديث عند الدارمي (1: 228) وابن ماجه (1: 278) بلفظ قريب. وهو عند الدارقطني وابن حبان، وقال الحافظ عنه في التلخيص (1: 236) : وسنده صحيح، وصححه الدارقطني. وانظر تعقيبه على ابن القطان لإعلاله هذا الحديث وكذا رده على شعبة رحم الله الجميع.

ص: 401

فلما بلغ الباب ليخرج قال له أبي: السورة يا رسول الله؟ فوقف، قال: نعم، كيف تقرأ في صلاتك؟ فقرأ أبي أم القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور، ولا في الفرقان أعظم مثلها، وإنها لهي السبع المثاني التي أتاني الله عز وجل (وقال:) أي آية من كتاب الله أعظم؟ قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم) .

رواه مسلم 1.

1 لم أعثر في صحيح مسلم على هذا الحديث - بعد البحث والتفتيش - والحديث موجود في الموطأ من حديث أبي (1: 83) وفي سنن الترمذي (5: 155- 156) ومسند أحمد (2: 412- 413) وابن خزيمة (1: 252) وأخرجه أحمد في مسند أبي (5: 114) . أخرجه الحاكم (2: 257- 258) وقال على شرط مسلم.

قلت: والحديث رواه البخاري من طريق أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه وأنها وقفت معه هو أيضا في كتاب التفسير (8: 156) وفي مواطن أخرى منه (بأرقام 4647 ، 4703 ، 5006) . وأخرجه أحمد من طريق عقبة بن عامر رضي الله عنه (4: 158) مختصرا وأنها وقعت كذلك.

وقال الحافظ في الفتح (8: 157) مشيرا إلى روايات هذا الحديث: روى الواقدي هذا الحديث عن محمد بن معاذ بن خبيب بن عبد الرحمن بهذا الإسناد، فزاد في إسناده عن أبي سعيد بن المعلى عن أبي بن كعب: والذي في الصحيح أصح. والواقدي شديد الضعف إذا انفرد فكيف إذا خالف، وشيخه مجهول، وأظن الواقدي دخل عليه حديث في حديث، فإن مالكا أخرج نحو الحديث المذكور من وجه آخر فيه ذكر أبي بن كعب، فقال: عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي سعيد مولى عامر "أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب". ومن الرواة عن مالك من قال: "عن أبي سعيد عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم ناداه" وكذلك أخرجه الحاكم، وقد اختلف فيه على العلاء: أخرجه الترمذي من طريق الدراوردي، والنسائي من طريق روح بن القاسم، وأحمد من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، وابن خزيمة من طريق حفص بن ميسرة، كلهم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب" فذكر الحديث. وأخرجه الترمذي وابن خزيمة من طريق عبد الحميد بن جعفر، والحاكم من طريق شعبة، كلاهما عن العلاء مثله، لكن قال:"وعن أبي هريرة رضي الله عنه" ورجح الترمذي كونه من مسند أبي هريرة، وقد أخرجه الحاكم أيضا من طريق الأعرج عن أبي هريرة "أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب" وهو مما يقوي ما رجحه الترمذي، وجمع البيهقي بأن القصة وقعت لأبي ابن كعب ولأبي سعيد بن المعلى ويتعين المصير إلى ذلك لاختلاف مخرج= الحديثين واختلاف سياقهما. اهـ. قلت: فلو كان الحديث في مسلم لما أغفله، بل لبينه لحرصه على ما في الصحيح. قلت: وأما القسم الأخير من الحديث "أي أية من كتاب الله أعظم"، فقد أخرجه مسلم (1: 556) وأبو داود والحاكم.

ص: 402

805-

وعن رفاعة 1 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم رجلا الصلاة فقال: (إن كان معك قرآنا فاقرأ (به) ، وإلا فاحمد الله

1 في المخطوطة: "رافع" والحديث من رواية "رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان أبي معاذ الزرقي الأنصاري رضي الله عنه".

ص: 403

وكبره وهلله (1 رواه أبو داود 2.

806-

وعن عبد الله بن أبي أوفى قال رجل: (إني لا أستطيع (أخذ شيء من) 3 القرآن، (فعلمني ما يجزئني منه، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم 4: قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله)

رواه أحمد وأبو داود 5 وقالا: هذا (لله عز وجل فما لي؟ قال:) قل: اللهم ارحمني واغفر لي وارزقني وعافني واهدني) 6.

1 في المخطوطة زيادة "ثم اركع"، وهي ليست في أبي داود وإنما هي في غيره، كما ضرب عليها بقلم رصاص حديث.

2 سنن أبي داود (1: 228) والحديث كذلك في سنن الترمذي بالزيادة (2: 100- 102) . وقال عنه: حسن. وصحيح ابن خزيمة (1: 274) والحديث له طرق كثيرة لأن هذه اللفظة لم أجدها إلا عند هؤلاء. والله أعلم.

3 غير واضح في المخطوطة لأنه في الهامش وقد قص.

4 مما بين القوسين ليس في سنن أبي داود والمسند.

5 مسند أحمد (4: 353، 356، 382) وسنن أبي داود (1: 220) وصحيح ابن خزيمة (1: 273) وصحيح ابن حبان (3: 222، 223، 223- 224) وسنن الدارقطني (1: 313، 314) والمستدرك (1: 241) وقال على شرط البخاري.

6 من أول حديث رقم (805) وهو حديث رفاعة بن رافع إلى هذا كتب في الهامش.

ص: 404

807-

وروى أيوب عن نافع عن ابن عمر (أنه كان إذا صلى جهر ببسم الله الرحمن الرحيم وإذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: بسم الله الرحمن الرحيم) .

قال ابن شهاب: يريد بذلك أنها آية من القرآن، وأن الله أنزلها، وكان أهل الفقه يفعلون ذلك فيما مضى من الزمان.

808-

وعن أبي قتادة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي (الركعتين) الأخريين بأم الكتاب، ويُسمعنا الآية أحيانا، 1 ويطول في (الركعة) الأولى ما لا يطيل في (الركعة) الثانية، وهكذا في العصر، وهكذا في الصبح) .

أخرجاه. 2.

809-

ولأبي داود 3: (فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى) .

1 هذه اللفظة ليست في البخاري في هذه الرواية، وإنما هي عنده في رواية أخرى من هذا الحديث.

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 244، 246، 260، 261) واللفظ له، وصحيح مسلم (1: 333) والحديث أخرجه أبو داود (1: 212) والنسائي (2: 164، 165) وابن خزيمة (1: 254، 455) .

3 سنن أبي داود (1: 212) .

ص: 405

810-

ولهما 1 عن سعد: أما أنا فأمد في الأوليين، وأحذف في الأخريين، ولا آلو ما اقتديتُ به من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عمر: صدقت ذاك الظن بك) .

811-

وعن جُبَيْر بن مُطْعِم (قال:) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقرأ في المغرب بالطور (. أخرجاه 2.

812-

وعن ابن عباس: (أن أم الفضل سمعته وهو يقرأ {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً} 3 فقالت: يا بني لقد ذكرتني بقرا (ء) تك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب) .

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 251) واللفظ له، وكذا (2: 236 ، 237) مطولا ومختصرا، والحديث رواه من طريق جابر بن سمرة رضي الله عنه، وأخرجه مسلم (1: 335) بلفظه سوى قوله "صدقت" فغير موجودة، والحديث رواه أبو داود (1: 213) بلفظ مسلم وسنن النسائي (2: 174) بلفظه، وأحمد في المسند (1: 175 ، 176 ، 179) ومعنى قوله: أمد في الأوليين وأحذف في الأخريين، أي أطول في الركعتين الأوليين وأخفف -أحذف التطويل- في الركعتين الأخريين.

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 246) وكتاب الجهاد (6: 168) وكتاب المغازي (7: 322) وكتاب التفسير (8: 603) وصحيح مسلم (1: 338) . والحديث يرويه كذلك أبو داود والنسائي وابن ماجه ومالك والشافعي وأحمد

3 سورة المرسلات آية: 1.

ص: 406

أخرجاه 1.

813-

ولهما 2: (أفتان أنت، أفتان أنت، فلولا صليت بسبح اسم ربك الأعلى، وبالليل إذا يغشى، وبالشمس وضحاها)

814-

وقال زيد بن ثابت لمروان: (ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل 3؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بطولى 4 الطوليين) .

رواه البخاري 5.

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 246) وكتاب المغازي (8: 130) بلفظ قريب. وأخرجه مسلم (1: 338) بلفظه. والحديث أخرجه أصحاب السنن الأربعة ومالك والشافعي وأحمد وابن حبان وابن خزيمة

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 200) بتقديم وتأخير ولفظه: والشمس وضحاها، والليل إذا يغشي (وكذا قوله) أفتان أنت - أو أفاتن- (ثلاث مرار) . وأخرجه مسلم كذلك (1: 339- 340) والحديث رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي مختصرا

3 كلمة "المفصل" هي في رواية الكشميهني.

4 معنى "بطولى الطوليين" أي بأطول السورتين الطويلتين. وطولى: تأنيث أطول. لكن وقر في رواية كريمة -كما يقول الحافظ- "بطول" أما رواية الأكثر فكما أثبتناه.

5 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 246) . والحديث رواه أبو داود والنسائي والطبراني والبيهقي....

ص: 407

815-

وله 1 عن البراء: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون، فلم أسمع أحدا أحسن صوتا منه (2) .

816-

وله 3 عن أبي رافع قال: (صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ فسجد، فقلت: ما هذه4؟ قال: سجدت بها 5 خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه) .

817-

وله6 في حديث أبي برزة7 (

يصلي الصبح

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 250 ، 251) وبأرقام (4952 ، 7546) . والحديث رواه مسلم (1: 339) ، فهو متفق عليه. والحديث رواه كذلك أصحاب السنن الأربعة وغيرهم.

2 قول البراء بن عازب رضي الله عنه متفق عليه أيضا، ورواه أصحاب السنن أيضا. وانظر البخاري: كتاب الأذان (2: 251) وصحيح مسلم (1: 339) .

3 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 250 ، 250- 251) وكتاب سجود القرآن (2: 556 ، 559) .

4 في المخطوطة: "ماهنا".

5 في المخطوطة: "فيها"، وقد ذكر الحافظ ابن حجر بالنسبة للثانية أنه في رواية الكشميهني "فيها"، وكذا في رواية السجود (2: 559) فيها.

6 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 251) . والحديث رواه مسلم (1: 447) فهو متفق عليه. والحديث رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه

7 في المخطوطة: "أبي هريرة" ولعله سبق قلم.

ص: 408

فينصرف الرجل، فيعرف جليسه، كان يقرأ في الركعتين - أو إحداهما - ما بين الستين إلى المائة) .

818-

وله 1 عن أم سلمة (قالت) : (طفت وراء الناس والنبي صلى الله عليه وسلم (يصلي و) يقرأ بالطور) .

819-

ولمسلم 2 عن أبي سعيد: (لقد كانت (صلاة) الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع، فيقضي حاجته ثم يتوضأ، ثم يأتي ورسول الله 3 صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى) .

820-

وعن أبي سعيد: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين قدر خمس عشر (ة) 4 آية- أو قال نصف5 ذلك -، وفي العصر في (الركعتين) الأوليين (في كل ركعة) قدر قراءة خمس عشرة6 آية، وفي الأخريين قدر نصف ذلك (رواه 7 مسلم. 8.

1 رواه البخاري تعليقا في كتاب الأذان (2: 253)، وكذا مختصرا (251) ورواه البخاري موصولا في كتاب الحج (3: 480) وأخرجه مسلم (2: 927) . والحديث رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه....

2 صحيح مسلم (1: 335) . والحديث في سنن النسائي (2: 164) وأحمد في المسند (3: 35) .

3 في المخطوطة: "ثم يدرك النبي".

4 في المخطوطة: "خمسة عشر" في الموضعين.

5 في المخطوطة: " منتصف".

6 في المخطوطة: "خمسة عشر" في الموضعين.

7 في المخطوطة: "رواهما".

8 صحيح مسلم (1: 334) .

ص: 409

821-

وعن جابر بن سمرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بِق والقرآن المجيد1، وكان2 صلاته بعد تخفيفا (3.

822-

وفي رواية 4: (كان (النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر بالليل إذا يغشى، وفي العصر نحو ذلك، وفي الصبح أطوَل5 من ذلك) .

رواه مسلم. 6.

823-

ولأبي داود 7: (الصلوات كلها كذلك إلا الصبح، فإنه (كان) يطيلها) .

824-

وفي حديث أبي سعيد - عند أبي داود 8 (فحزرنا 9

1 في المخطوطة زيادة "ونحوها"، وهي في الرواية الثانية عند مسلم وليست في هذه الرواية، فانظرها عنده برقم) 69) من كتاب الصلاة.

2 في المخطوطة: "وكانت".

3 في المخطوطة: "إلى التخفيف". والحديث رواه مسلم (1: 337) .

4 عن جابر بن سمرة رضي الله عنه.

5 في المخطوطة: "أكثر من ذلك".

6 وصحيح مسلم (1: 337) .

7 سنن أبي داود (1: 213) من غير لفظ "كلها".

8 سنن أبي داود (1: 213) . والحديث في صحيح مسلم (1: 334)، وكذلك أخرجه النسائي (1: 237) وأحمد (31: 2) وابن خزيمة (1: 256- 257) .

9 في المخطوطة: "وحزرنا" بالواو.

ص: 410

قيامة في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ثلاثين آية، قدر (الم تنزيل) السجدة. وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك

.

825 -

وله 1 عن جابر (بن سمرة) : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر (والسماء ذات البروج)(والسماء والطارق) ، وشبههما) 2.

826-

وله 3 عن رجل: (سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ في الركعتين كلتيهما.

827-

وعن ابن سيرين: (لا أعلمهم يختلفون بأنه كان يقرأ في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة، وفي الأخريين بفاتحة الكتاب) .

828-

وعن حذيفة قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركعُ عند المائة. ثم مضى، فقلت: يصلي

1 سنن أبي داود (1: 213) واللفظ ليس له. والحديث في سنن الترمذي واللفظ له (2: 110- 111) وسنن النسائي) 2: 166) . وقد اختلف حكم الترمذي حسب النقل، فقد ذكر المزي أنه حسنه، وكذا الحافظ المنذري، والموجود في النسخة التي حققها أحمد شاكر رحمه الله: حسن صحيح. وذكر أن زيادة التصحيح نقله من نسخة -وكتب عليها علامة أنها نسخة، وعلى أي حال فرجاله ثقات الإ سماك بن حرب، وهو صدوق، وقد أثنى عليه كثير، والله أعلم.

2 في المخطوطة: "وأشباههما"، وليست في أبي داود ولا الترمذي.

3 سنن أبي داود (1: 215- 216) . والحديث يرويه أبو داود عن معاذ بن عبد الله الجهيني، أن رجلا من جهينه أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم....

ص: 411

بها في ركعة1، فمضى2، فقلت: يركع بها3. ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها (يقرأ مترسلاً) 4، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: " سبحان ربي العظيم ". فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال:" سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ". ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال:" سبحان ربي الأعلى "، فكان سجودُه قريباً من قيامه " (رواه مسلم. 5.

829-

قال البخاري: 6 ويذكر عن عبد الله بن السائب: (قرأ

1 في المخطوطة: "الركعة".

2 في المخطوطة: "ثم قضى".

3 في المخطوطة زيادة "فمضى".

4 في المخطوطة: "فقرأها مرسل".

5 صحيح مسلم (1: 536- 537) . والحديث أخرجه أبو داود (1: 230) مختصرا، وسنن الترمذي (2: 480) مختصرا، والنسائي (2: 224) و (3: 225، 226) بلفظ قريب جدا، وابن ماجه (1: 429 مختصرا، ومسند أحمد (5: 384، 397) بلفظه.

6 أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الأذان (2: 255) . قلت: وأخرجه مسلم عنه موصولا (1: 336) . والحديث رواه أبو داود موصولا (1: 175) والنسائي (2: 176) وابن ماجه (1: 269) ومسند أحمد (3: 411) من أربع طرق.

ص: 412

النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون في الصبح، حتى جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر عيسى - 1 أخذته سعلة فركع) .

830-

قال 2: (وقرأ عمر في الركعة الأولى بمائة وعشرين آية من البقرة، وفي الثانية بسورة من المثاني) .

831-

(قال) 3: (وقرأ الأحنف بالكهف في الأولى، وفي الثانية بيوسف أو يونس. 4 وذكر أنه صلى مع عمر رضي الله عنه الصبح بهما) .

832-

وعن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أنه قال: (ما رأيت (رجلاً) أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان لإمام 5

1 الشك من محمد بن عباد بن جعفر - أو اختلفوا عليه - كذا في مسلم وأحمد

وكانت الصلاة في مكة. كما هو مصرح به عندهم أيضا.

2 هو البخاري في كتاب الأذان -تعليقا- (2: 255) . قال الحافظ في الفتح (2: 256) : وصله ابن أبي شيبة من طريق أبي رافع. والمثاني: قيل: ما لم يبلغ مائة آية. وقيل: ما عدا السبع الطوال إلى المفصل. قيل: سميت مثاني لأنها ثنت السبع.

3 هو صحيح البخاري في كتاب الأذان -تعليقا- (2: 255) . قال الحافظ ابن حجر: (2: 257) وصله جعفر الغرياني في "كتاب الصلاة" له من طريق عبد الله بن شفيق، وقال:"في الثانية يونس" ولم يشك. ثم قال: ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في المستخرج.

4 في المخطوطة: "بيونس أو يوسف".

5 في المخطوطة: "الإمام".

ص: 413

كان بالمدينة (قال سليمان بن يسار: فصليت خلفه. (كان يطيل الأوليين من الظهر، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في الأوليين من المغرب1 بقصار المفصل، ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل، ويقرأ في الغداة بطوال المفصل) .

رواه أحمد والنسائي 2 ورواته ثقات.

833-

وقال أبو هريرة: (في كل صلاة يُقرأ، فما أسْمَعَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخْفَى عنا أخفينا عنكم، وإن لَمْ تَزِدْ على أُمِّ القرآن أجزأت، وإن زدت فهو خير) . رواه البخاري. 3.

1 في المخطوطة: "المغرب في الأوليين".

2 مسند أحمد (2: 330) واللفظ له و (300) بلفظ قريب، وسنن النسائي (2: 167 ، 167- 168) وسنن ابن ماجه مختصرا (1: 270) . قلت: وهذا الإمام هو عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه. وذلك كما في رواية أحمد (2: 330) وفي آخرها. قال الضحاك (هو ابن عثمان أحد رواة الحديث عنده) : وحدثني من سمع أنس بن مالك يقول: ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى -يعني عمر بن عبد العزيز- قال الضحاك: فصليت خلف عمر بن عبد العزيز، وكان يصنع مثل ما قال سليمان بن يسار. اهـ.

3 صحيح البخاري: باب الأذان (2: 251) وقد أخرجه مسلم (1: 297) ، فهو متفق عليه. وأخرجه كذلك أبو داود والنسائي وأحمد

تنبيه: قوله "وإن لم تزد على أم القرآن" هذا من قول أبي هريرة رضي الله عنه، قال جوابا. وهذا واضح من رواية مسلم -الأولى- رقم (43) . فقال له رجل: إن لم أزد على أم القرآن؟ فقال: إن زدت عليها فهو خير

ص: 414

834-

وعن أنس قال: (كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء: وكان كلما استفتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح بقُل هو الله أحد، حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة

فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: يا فلان ما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ قال: إني أحبها. قال: حبك إياها أدخلك الجنة) .

رواه الترمذي، والبخاري تعليقاً. 1.

835-

وعن ابن عباس: (أن رسول الله 2 صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر: في الأولى منهما {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} 3 الآية التي في سورة البقرة، وفي الآخرة 4 منهما {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (5.

836-

وفي رواية: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} 6.

رواه مسلم. 7.

1 أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الأذان (2: 255) واللفظ له. وأخرجه الترمذي موصولا (5: 169- 170) . والحديث رواه البزار والبيهقي - كما قال الحافظ-.

2 في المخطوطة: "النبي".

3 سورة البقرة آية: 136.

4 في المخطوطة: "وفي الأخرى".

5 سورة آل عمران آية: 52.

6 سورة آل عمران آية: 64.

7 صحيح مسلم (1: 502) بروايتيه. والحديث رواه أبو داود والنسائي وغيرهما.

ص: 415

837-

وعن أنس قال: (قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيّ (بن كعب) : إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} .

838-

وفي رواية (أقرأ عليك القرآن 1. قال: وسماني لك؟ قال: نعم قال: فبكى) .

أخرجاه. 2.

839-

وعن ابن عَمْرو مرفوعاً: (خذوا القرآن من أربعة: من ابن أُم عبد- فبدأ به- ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة) .

رواه البخاري. 3.

840-

ولأحمد عن أبي هريرة مرفوعاً: (من أحب أن يقرأ

1 هذه الرواية هي لفظ البخاري. أما رواية مسلم فليس فيها ذكر القرآن. وإنما "أقرأ عليك"

2 صحيح البخاري في كتاب مناقب الأنصار (7: 127) وكتاب التفسير (8: 725) وصحيح مسلم (1: 550) واللفظ له. والحديث رواه أحمد والترمذي وابن سعد في الطبقات..

3 أخرجه البخاري في مواطن من صحيحه. فقد أخرجه في كتاب فضائل الصحابة وكتاب مناقب الأنصار (7: 101 ، 102 ، 125 ، 126) وفي كتاب فضائل القرآن (9: 46) وصحيح مسلم (1: 1913 رقم 116) وهذا اللفظ له. فهو متفق عليه.

ص: 416

القرآن غضا 1 كما أنزل فليقرأه (على قراة) ابن أم عبد (2.

841 -

وعن سمرة: (أنه حفظ عن3 رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين: سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءة {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} (4.

1 في المسند "غريضا"، وهو من رواية أبي هريرة، أما رواية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فهي "غضا".

2 مسند أحمد (2: 446) وفي إسناده جرير بن أيوب البجلي. قال في مجمع الزوائد (9: 288) : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه: جرير بن عبد الله البجلي (كذا قال) وهو متروك. اهـ. قلت: قوله "جرير بن عبد الله" غير صحيح، فجرير بن عبد الله صحابي جليل. وإنما هذا هو جرير بن أيوب البجلي الكوفي وهو متروك. وانظر ترجمته في الميزان واللسان والمغني. قلت: وأما هذا الحديث فقد ثبت من طرق صحيحه عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في ابن ماجه (1: 49) ومسند أحمد (1: 7 ، 26 ، 38 ، 445 ، 454) .

3 في المخطوطة: "من".

4 سنن أبي داود (1: 207) بلفظه، ومسند أحمد (5 ، 7 ، 15 ، 20 ، 21) بألفاظ متقاربة. والحديث رواه البخاري في جزء القراءة (59) والترمذي (2: 30- 31) بلفظ آخر، وقال نقلا عن قتادة: وكان يعجبه إذا فرغ من القراءة أن يسكت حتى يتراد إليه نفسه. وروى ابن ماجه (1: 275- 276) وذكر ما ذكر الترمذي أيضا. وقال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن. اهـ. قلت: وتحسين الترمذي له لأنه من رواية الحسن البصري عنه، وقد اختلفوا في سماعه وقد ذكر ابن المديني والبخاري والترمذي وغيرهم سماعه، والله أعلم.

ص: 417

842-

وفي رواية 1: (إذا استفتح، وإذا فرغ من القراءة كلها) .

وقال أحمد 2: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسكت إذا فرغ من القراءة قبل أن يركع حتى يتنفس.

843-

وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم (فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام ، فقال: (ارجع فصل فإنك لم تصل، فصلى3 ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ارجع فصل فإنك لم تصلِ. ثلاثاً، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره 4، فعلمني. قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها.

1 هذه الرواية عند أبي داود (1: 207) . وانظرها في المسند بلفظ قريب.

2 راجع ما نقلته عن قتادة عند الترمذي وابن ماجه قبل قليل.

3 كذا في الأصل، ووقع في الهامش زيادة كلمة "فرجع"، وهي ليست في البخاري. وإنما هي في مسلم، لكن الزيادة عند مسلم أطول "فرجع الرجل فصلى كما كان صلى".

4 في المخطوطة: "غيرها" وعند مسلم "غير هذا"، والذي أثبتناه لفظ البخاري.

ص: 418

أخرجاه. 1 وليس لمسلم ذكر السجدة الثانية.

844-

وله 2: (إذا قُمْتَ إلى الصلاة فَأَسْبِغِ الوضوءَ، ثم استقبل القبلة، فكبر) .

845-

وروى أبو داود عن علي بن يحيى بن خلاد 3 عن عمه

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 276- 277) واللفظ له. وصحيح مسلم (1: 298) . وانظر سنن أبي داود (1: 226) .

2 أي ولمسلم: فانظر النص (1: 298) .

3 هو: علي بن يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي الأنصاري. وعمه هو رفاعة بن رافع وهو عم أبيه، والملاحظ أنه لم يقل هنا عن أبيه. وهو يروي عن رفاعة. وقال المنذري: المحفوظ في هذا: علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع. قلت: وهو الموجود في الرواية الأخرى عند أبي داود. لكن وقع في النسخة التي علق عليها -محمد محيي الدين عبد الحميد -رقم 859- عن أبيه، بينما في عون المعبود ومثله عند المزي في تحفة الأشراف (3: 169) ليس فيها ذكر لأبيه، بل قال المزي رحمه الله بهذه القصة ولم يقل "عن أبيه"، وحديث رفاعة له روايات كثيرة تتبعها الحافظ، جمع طرقها وطرق حديث أبي هريرة. وانظر طرق حديث رفاعة في سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه والشافعي وأحمد والدارمي وابن الجارود والحاكم في المستدرك وقد أطال، والبيهقي في السنن الكبرى وقد طول، ثم ذكر اختلاف الأسانيد وبين ما ترجح عنده، وعلى أي فما دام هو يروي عن عم أبيه رفاعة وعن يحيى أبيه عن رفاعة فمرة يرويه عاليا وأخرى نازلا.

ص: 419

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتم صلاةٌ لأحد من الناس حتى يتوضأ) إلى قوله (ثم يكبر

ثم يركع حتى تطمئن مفاصله، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حتى يستوي قائما، ثم يقول: الله أكبر، ثم يسجد حتى يطمئن ساجداً، ثم يقول: الله أكبر، ويرفع رأسه حتى يستوي قاعدا، ثم يقول: الله أكبر، ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله، ثم يرفع رأسه، فيكبر. فإذا فعل ذلك فقد تمت صلاته) 1.

846-

وعن حذيفة أنه رأى رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته قال له: (ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر عليها محمداً صلى الله عليه وسلم .

أخرجاه2.

1 سنن أبي داود (1: 226- 227) . والحديث يروى بألفاظ متقاربة وله طرق كثيرة.

2 قلت: هذا الحديث لم أجده في مسلم وإنما أخرجه البخاري، ومن أهل السنن النسائي أيضا، ولقد رجعت إلى أحاديث حذيفة في الأطراف والذخائر، بل في صحيح مسلم وهي ثمانية وعشرون من غير المكرر، وأربعة وأربعون بالمكرر. وأيضا لم ينسبه صاحب المنتقى إلا للبخاري وأحمد فقط. وقد أخرجه في ثلاثة مواطن: كتاب الصلاة (1: 495) ومثله ولفظه في كتاب الأذان (2: 295) ولفظه: "ولو مت مت على غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم"، وفي كتاب الأذان (2: 274- 275) ولفظه: "ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا صلى الله عليه وسلم" زاد الكشمهيني "عليها".

ص: 420

847-

وعن ابن عباس قال: (أَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَسجُدَ على سبعةِ أعظم، ولا يكف شَعراً ولا ثوباً، الجبهة، واليدين، والركبتين، والرجلين) أخرجاه 1.

848-

وفي لفظ 2: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أُمِرْتُ أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة- وأشار بيده على أنفه- واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين ".

849-

ولمسلم 3: (أُمِرْتُ أن أسجدَ على سبع- ولا أكفِتَ الشّعْرَ، ولا الثياب 4: الجبهة والأنف واليدين والركبتين والقدمين) .

850-

ولهما 5 عن أنس قال: (كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 295) واللفظ له، وصحيح مسلم بلفظ قريب (1: 354) . والحديث رواه أصحاب السنن الأربعة وغيرهم.

2 وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضا. وهو عند البخاري: كتاب الأذان (2: 297) واللفظ له، ومسلم (1: 354) . وقد أخرجه أيضا النسائي وابن ماجه.

3 صحيح مسلم (1: 355) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضا.

4 في المخطوطة: "ولا أكف ثوبا ولا شعر".

5 صحيح البخاري: كتاب العمل في الصلاة (3: 80) بلفظ "وجهه"، ورواه كذلك في كتاب الصلاة (3: 1: 492) وكتاب مواقيت الصلاة (2: 22- 23) بلفظ آخر، وصحيح مسلم (1: 433) واللفظ له. والحديث رواه أصحاب السنن الأربعة وغيرهم.

ص: 421

وسلم في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه وسجد عليه.

قال الحسن: (كان القوم يسجدون على العمامة والقَلَنْسُوة ويداه في كمه) .

رواه البخاري. 1.

851-

ولمسلم 2 3 عن خباب قال: (شكونا إلى رسول الله صلى الله

1 أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الصلاة (1: 492) . وقال الحافظ في الفتح (1: 493) : وصله

عبد الرزاق

وهكذا رواه ابن أبي شيبة. والمراد بالقوم: أي الصحابة للفظ عبد الرزاق عن الحسن أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسجدون وأيديهم في ثيابهم

(1: 493) والقلنسوة: غطاء للرأس.

2 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك بالهامش بقلم جديد.

3 لم أجد هذا الحديث في مسلم ولا في بقية السنن بهذا اللفظ، فقد أخرجه مسلم من طريقين الأول ولفظه:"شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة في الرمضاء، فلم يشكنا". والثاني: " أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه حر الرمضاء فلم يشكنا". قال زهير: قلت لأبي إسحاق: أفي الظهر؟ قال: نعم قلت: أفي تعجيلها؟ قال نعم". وانظر الحديثين عنده (1: 433) وبأرقام (189)، (190) وشرح النووي (5: 120- 121) . نعم ذكر الحافظ ابن حجر في التلخيص (1: 182) هذا اللفظ بالزيادة وعزاه لمسلم. حيث قال: (تنبيه) : يعارض حديث الإبراد ما رواه مسلم عن خباب شكونا

" فقوله (في جباهنا وأكفنا) لم أجدها في مسلم علما أني رجعت إلى جميع أحاديث خباب عند مسلم، فإما أن يكون ذكرها الحافظ وهي ليست في الحديث، أو أن تكون نسخة أخرى لم أطلع عليها، علما بأن النووي لم ينبه على ذلك- والله أعلم-. والحديث رواه بالاختصار كذلك النسائي (1: 247) وابن ماجه (1: 222) وأحمد في المسند (5: 108 ، 110) والطبراني في الكبير- ورجاله موثقون - والطبراني في الصغير والأوسط من حديث جابر. وانظرهما في مجمع الزوائد (1: 306) .

ص: 422

عليه وسلم حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا، فلم يشكنا) .

852-

(وكان ابن عمر يكره السجود على كور العمامة)1.

853-

وعن ابن عباس قال: (لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مطير، وهو يتقي الطين، إذا سجد بكساء عليه يجعله دون يديه إلى الأرض إذا سجد) . رواه أحمد 2.

854-

وعن أبي حميد الساعدي أنه قال - وهو في عشرةٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة بن ربعي

1 ذكره صاحب المغني (1: 518) ونقله عن إسحاق. وانظر كذلك في (1: 517) .

2 مسند أحمد (1: 265) .

ص: 423

يقول: (أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: ما كنت أقدَمَنا له صحبةً، ولا أكثرنا له إتيانا، قال: بلى، قالوا: فاعرضْ علينا، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائماً، ورفع يديه حتى يحاذي بهما مَنْكَبَيْه، (فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه)، ثم قال: الله أكبر، وركع، ثم اعتدل، فلم يَصُبَّ 1 رأسه ولم يقْنِعْ2، ووضع يديه على ركبتيه) .

855-

وفي لفظ: (كأنه قابض عليهما ووتَّر يديه فنحاهما 3 عن جنبيه. 4 ثم قال: سمع الله لمن حمده، ورفع يديه واعتدل5، حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا، ثم هوى إلى الأرض ساجداً، (ثم قال: الله أكبر، ثم جافى عضديه عن إبطيه، وفتح أصابع رجليه)6.

1 في بعض النسخ من الترمذي: "يصوب" وهما بمعنى. والمراد لم يمل رأسه إلى أسفل، فلم ينكسه إلى أسفل، بل يبقى معتدلا في ركوعه.

2 أي لم يرفع رأسه حتى يكون أعلى من ظهره.

3 في سنن أبي داود "فتجافي".

4 هذه الرواية ليست عند الترمذي، وإنما هي في رواية أبي داود، فانظرها (1: 196) رقم (734) .

5 وفي الهامش كتب هذه العبارة "وفي لفظ بعد الرفع والتحميد، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلا".

6 في المخطوطة النص كذا "ثم هوا إلى الأرض ساجدا ويفتح رجليه -وكتب في الهامش "أصابع"- إذا سجد ثم قال: الله أكبر، ثم ثنى رجله

".

ص: 424

ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها، ثم اعتدل. حتى يرجع كل عظم عضو في موضعه (معتدلاً ثم هوى ساجداً، ثم قال: الله أكبر، ثم ثنى رجله وقعد، واعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه) ، ثم نهض، (ثم صنع) في الركعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذى بهما منكبيه، كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع ذلك، حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها صلاته، أخَرّج رجله اليسرى، وقعد على شقه متوركاً ثم سلم. قالوا: صدقت هكذا صلى النبي 1 صلى الله عليه وسلم (صححه الترمذي. ورواه البخاري مختصرا. 2.

856-

(وقال سهل: (كان الناس يصلون) مع النبي صلى الله عليه وسلم (وهم عاقدوا أزرهم من الصغر على رقابهم)3.

1 ما بين القوسين: ذكره الترمذي في رواية ثانية (2: 109- 110) .

2 سنن الترمذي (2: 105- 107) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والحديث رواه أبو داود (1: 194- 196 ، 252- 253) وابن ماجه (1: 280 ، 337) وأحمد (5: 424) والبخاري مختصرا في كتاب الأذان (2: 305) وصحيح ابن خزيمة (1: 297 ، 298) وستأتي رواية البخاري برقم (861) .

3 هذا الحديث قد كتب بهامش ص 60 من المخطوطة، ولم يشر إلى مكانه الذي سقط منه. والحديث رواه البخاري في كتاب الأذان (2: 298) وكتاب العمل في الصلاة (3: 86) وكتاب الصلاة (1: 473) وتعليقا: (467) واللفظ للبخاري، ورواه مسلم (1: 326) بلفظ قريب. ورواه كذلك أبو داود والنسائي وأحمد

كما في هامش ص 61. وفي لفظ.

ص: 425

857-

وله 1 عن عكرمة قال: (صليت خلف شيخ مكة، فكبر اثنتين وعشرين تكبيرة، فقلت لابن عباس: إنه أحمق، فقال: ثكلتك أُمك، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم .

858-

وله 2 عن مصعب بن سعد قال: (صليت إلى جنب أبي، فطبَّقْتُ بين كفَّيَّ، ثم وضعتُهما بين فَخِذَيَّ، فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنُهينا عنه، وأُمِرْنا أن نضع أيديِنا على الركب) .

859-

وعن أبي موسى قال:

(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبيّن لنا سُنّتَنا، وعلمنا صلاتنا، فقال: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمّكم أحدُكم، فإذا كبر فكبروا، 3 وإذا قال:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين. يُحبكم الله، وإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم،

1 أي للبخاري: وقد أخرجه في كتاب الأذان (2: 271، 272) قال الحافظ في الفتح: في رواية الإسماعيلي

وأنه سماه في بعض الطرق أبا هريرة.

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 273) وصحيح مسلم (1: 380) . والحديث أخرجه أصحاب السنن الأربعة وغيرهم. والراوي هو مصعب بن سعد ابن أبي وقاص الزهري، رحمهما الله ورضي.

3 في المخطوطة زيادة "وإذا قرأ فانصتوا" وهي صحيحة وموجودة عند مسلم لكن في الرواية الثانية لهذا الحديث.

ص: 426

" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك، وإذا كان عند القعدة فليكن من (أول) 1 قول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) .

رواه مسلم. 2.

860-

وبعضهم: (وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

861-

وللبخاري: 3 عن أبي حُمَيد (قال:) رأيته إذا كبر

1 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش بقلم جديد محدث لكنها من الأصل.

2 صحيح مسلم (1: 303- 304) . والحديث رواه أبو داود (1: 255- 256) والنسائي (2: 96- 97 ، 197 ، 241- 242) وابن ماجه (1: 291- 292) مختصرا. ورواه كذلك الدارمي وأحمد..

3 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 305) ، وقد سبق أن أشار إلى هذه الرواية عندما ذكر حديث أبي حميد من رواية الترمذي -رقم- صفحة، (426- 430) حيث قال هناك: ورواه البخاري مختصرا.

ص: 427

جعل يديه حذو منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر 1 ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كلُّ فَقارٍ مكانَه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترشٍ ولا قابضهما، واستقل بأطراف (أصابع) 2 رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين، جلس على رجله اليسرى، ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدَّم رجله اليسرى ونصب اليمنى وقعد على مقعدته) .

862-

ولمسلم 3 عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح 4 الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين. وكان إذا ركع لم يُشْخِصْ 5 رأسه ولم يُصَوِّبْهُ، ولكن بين ذلك. وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً، و (كان) إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي جالساً، وكان يقول في كل ركعتين: التحيات. وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى، وكان ينهى عن عقبة الشيطان. وكان ينهى أن يفترش

1 هصر: أي ثناه في استواء من غير تقويس، ذكره الخطابي. وقال ابن الأثير: أي ثناه إلى الأرض. وأصل الهصر: أن تأخذ برأس العود فتثنيه إليك وتعطفه. النهاية (5: 264) .

2 ما بين القوسين قد كتب بين السطرين، وهو من أصل الحديث.

3 صحيح مسلم (1: 357- 358) . والحديث في سنن أبي داود (1: 208) ومسند أحمد (6: 31) ورواه الدارمي مختصرا.

4 في المخطوطة: "يفتح".

5 في المخطوطة: "لم يرفع".

ص: 428

الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم 1) .

863-

ولأحمد وغيره: 2 عن وائل بن حجر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع مرفقه الأيمن على فخذه الأيمن، ثم عقد من أصابعه: الخنصر والبنصر - وهي التي تليها - وحلق حلقة بأصبعه الوسطى على الإبهام، ورفع السبابة يشير بها) .

864-

ولمسلم: 3 عن ابن عمر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثة وخمسين4، وأشار بالسبابة) .

865-

ولأبي داود 5 عن ابن الزبير مرفوعاً

: (كان يشير بإصبعه (إذا دعا) ولا يحركها) .

1 قوله "لم يشخص رأسه ولم يصوبه" أي لا يرفع رأسه ولا يخفضه خفضا بليغا، بل يعدل فيه بين الأشخاص والتصويب. وقوله "عقبة الشيطان" فسره أبو عبيدة وغيره بالإقعاء المنهي عنه.

2 لم أجد هذا اللفظ عند أحمد- حتى ولا في السنن-. وانظر مسند أحمد (4: 316- 319) وسنن أبي داود (1: 193 ، 251) والنسائي (2: 127)، (3: 37) والدارمي (1: 255) وابن خزيمة (1: 353 ، 354) وصحيح ابن حبان (3: 308- 309) .

3 صحيح مسلم (1: 408) . والحديث في مسند أحمد (2: 131) .

4 في المخطوطة: "ثلاثا وخمسين" وهو لفظ أحمد.

5 سنن أبي داود (1: 260) . والحديث أخرجه النسائي كذلك (3: 37- 38) . وانظر التلخيص الحبير.

ص: 429

866-

وفي لفظ: 1 (إذا قعد يدعو: وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، و (يده) اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بإصبعه (السبابة) .

867-

وفي لفظ 2: (

وقبض أصابعه كلها، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى) . رواه مسلم. 3.

868-

وفي لفظ: 4 (ويده اليسرى على ركبته (اليسرى) باسِطُها عليها) .

869-

وللنسائي عن 5 سعد (قال:) مَرَّ عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو بأصابعي، فقال:(أحِّد أحِّد وأشار بالسبابة) .

870-

ولهما 6 عن عائشة (قالت:) (كان النبي صلى الله عليه

1 لمسلم من حديث ابن الزبير (1: 408) . والحديث عند أبي داود (1: 259- 260) والنسائي (3: 39) .

2 من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

3 صحيح مسلم (1: 408 - 409) .

4 لمسلم من حديث ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (1: 408) .

5 سنن النسائي (3: 38) . والحديث في سنن أبي داود (2: 80) .

6 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 281، 299) وكتاب التفسير (8: 733) وصحيح مسلم (1: 350) . والحديث عند أحمد وأبي داود والنسائي....

ص: 430

وسلم يُكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يَتَأوَّلُ القرآن) .

871-

ولمسلم 1 عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس، رب الملائكة والروح) .

872-

وعن عقبة بن عامر: لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} 2 قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (اجعلوها في ركوعكم (فلما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} 3) قال: 4 (اجعلوها في سجودكم) .

رواه أحمد وأبو داود. 5.

873-

وفي حديث حذيفة..: ((يقول) في ركوعه سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى (6.

874-

ولهما 7 في حديث أبي هريرة ")

ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول - وهو قائم-: ربنا ولك الحمد) .

875-

وفي رواية: 8 ((و) لك الحمد) .

1 صحيح مسلم (1: 353) ، وهو عند أبي داود والنسائي وأحمد.

2 سورة الواقعة آية: 74.

3 سورة الأعلى آية: 1.

4 في المخطوطة زيادة "قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".

5 سنن أبي داود (1: 230) ومسند أحمد (4: 155) .

6 سنن أبي داود (1: 230) والنسائي (2: 190) . وانظر حديث حذيفة المطول وقد مر برقم (854 ، 855) .

7 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 272) وصحيح مسلم (1: 293- 294) وهو عند النسائي أيضا، وهذا لفظ البخاري.

8 هذه الرواية هي لفظ مسلم. (1: 293- 294) .

ص: 431

876-

ولهما عن أنس1 مرفوعاً: (إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد) .

877-

ولمسلم 2 عن ابن عباس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان) إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهم ربّنا لك الحمدُ، ملءُ السموات وملءُ الأرض، (وما بينهما) ، وملءُ ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناء والمجدِ، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجَدُّ) .

878-

ولأبي داود 3 عن أبي سعيد مرفوعاً: (ربنا لك الحمد، ملءُ السموات وملء الأرض) إلخ.

1 كذا في المخطوطة "عن أنس"، لكن هذا الحديث ليس هو لفظ أنس وإنما هو لفظ حديث أبي هريرة. ففي حديث أبي هريرة التصريح بلفظ "الإمام"، لكن في آخره عندهما "اللهم ربنا لك الحمد"، أما حديث أنس فلفظه كما هو لفظ أبي هريرة "

وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد". وانظر حديث أبي هريرة عند البخاري: كتاب الأذان (2: 209، 282، 283) وعند مسلم (1: 306) وحديث أنس عند البخاري: كتاب الأذان (2: 216) وعند مسلم1: 308) ، علما بأن هذا اللفظ مروي عن غير طريقهما أيضا. والحديث موجود من طريقهما وغيرهما في مختلف كتب الحديث. والله أعلم.

2 صحيح مسلم (1: 347) . والحديث في سنن النسائي (2: 198) .

3 سنن أبي داود (1: 224) . قلت: وهذا الحديث في صحيح مسلم (1: 347) ، وقد أورده قبل حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وهو أطول من حديث ابن عباس، والحديث كذلك في سنن النسائي أيضا (2: 198- 199) .

ص: 432

879-

ولمسلم 1 مرفوعاً: (اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب (والخطايا) كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ) 2 3.

880-

وعن ابن عباس قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة، والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال:) أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات4 النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو ترى له، (ألا) وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، (فـ) أما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يستجاب لكم) .

رواه مسلم. 5.

1 صحيح مسلم (1: 346- 347) وهو من رواية ابن أبي أوفى رضي الله عنه. وقد أخرجه أيضا النسائي (1: 198) .

2 في المخطوطة: "الدنس"، وهذه رواية النسائي، أما لفظ مسلم فروايتان:"الوسخ" ثم ساقه بإسناد آخر، وفيه "الدرن" وهما بمعنى واحد.

3 سقط من الأصل الحديثان رقم (878 ، 879) وقد وضعتهما بين معكوفتين، لكن لم يشر الناسخ إلى مكان السقط في المخطوطة، فوضعتهما في هذا الموضع.

4 في المخطوطة: "اشرات".

5 صحيح مسلم (1: 348) . والحديث عند أبي داود والنسائي وابن ماجه.

ص: 433

881-

وللبخاري1 عن ثابت (قال:)(كان أنس ينعت لنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يصلي، وإذا 2 رفع رأسه من الركوع قام حتى نقول قد نَسِيَ) .

882-

[وعن أنس (قال: ? (

وكان رسول الله 3 صلى الله عليه وسلم إذا قال: سمع الله لمن حمده قام، حتى نقول: قد أوهم، ثم يسجد، ويقعد (بين السجدتين)، حتى نقول: قد أوهم.

رواه مسلم. 4 5.

883-

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: (اللهم) ربنا لك 6 الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له (ما تقدم من ذنبه) .

رواه البخاري. 7.

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 287 ، 301) .

2 في المخطوطة: "فإذا".

3 في المخطوطة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم".

4 صحيح مسلم (1: 344) .

5 ما بين القوسين (هذا الحديث) استدرك بالهامش - فاحتاج التنبيه.

6 في المخطوطة: "ولك".

7 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 283) وكتاب بدء الخلق (6: 312) والحديث رواه مسلم (1: 306) رقم (71) ، وكذلك رواه مالك وأبو داود والترمذي والنسائي.

ص: 434

884-

ولمسلم 1: (عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دِقّه وجله، وأوله وآخرَه، وعلانيته وسرَّه) .

885-

وعن البراء رضي الله عنه قال:) (كان (ركوع) 2 النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده، وبين السجدتين، وإذا رفع من الركوع - ما خلا 3 القيام والقعود - قريبا من السواء) .

رواه البخاري. 4.

886-

وفي رواية لهما (

فجَلْسَتَه بين السجدتين (فسجدته) فجَلْسَته 5 (ما) بين التسليم (والانصراف) 6 قريباً من السواء) .

887-

وللبخاري 7 عن أبي هريرة (قال:) (لأقرِّبنّ صلاة

1 صحيح مسلم (1: 350)، وسيأتي كذلك رقم (904) . والحديث رواه أبو داود (1: 232) .

2 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك بالهامش بنفس القلم.

3 في المخطوطة: "وإذا رفع رأسه من الركوع مما خلى".

4 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 276 ، 288 ، 300- 301) . وأخرجه مسلم (1: 343 ، 344) بلفظ قريب، فهو متفق عليه. ورواه كذلك أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم.

5 في المخطوطة: "وجلسته".

6 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش بخط جديد.

7 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 284) . والحديث في صحيح مسلم (1: 468) فهو متفق عليه.

ص: 435

النبي صلى الله عليه وسلم. فكان أبو هريرة رضي الله عنه يقنت في الركعة الأخرى 1 من صلاة الظهر، وصلاة العشاء، 2 وصلاة الصبح، بعدما يقول سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار) .

888-

له 3 عنه: (وكان رسول 4 الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، يدعو لرجال، فيسميهم بأسمائهم فيقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف (وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون 5 له.

889-

وله 6 عن أنس (قال) : (كان القنوت في المغرب والفجر) .

1 في المخطوطة: "الأخيرة"، وما أثبتناه هو نسخة الفتح، وذكر الحافظ أن رواية الكشميهني "الآخرة".

2 في المخطوطة: "صلاة العصر"، وليس هذا في لفظ الصحيحين، وإنما هي عند أحمد في المسند.

3 أي للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه. فقد أخرج هذا الحدث في عدة كتب من صحيحه: في كتاب الأذان (2: 290) وانظر الأرقام التالية: (1006، 2932، 3386، 4560، 6200، 6393، 6940) . والحديث رواه مسلم كذلك في صحيحه (1: 466- 467) .

4 في المخطوطة: "كان صلاة رسول الله".

5 في المخطوطة: "مخالفين".

6 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 284) وفي كتاب الوتر (2: 490) .

ص: 436

890-

وله 1 عن رفاعه بن رافع (الزرقي قال:)(كنا يوما نصلي وراء 2 النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة3 قال: سمع الله لمن حمده، فقال رجل (وراءه) ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً مباركاً فيه. فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة 4 وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيهم يكتبها أوَّل) .

891-

وعن عبد الله (بن مالك) بن بُحَيْنَةَ: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى فَرَّج بين يديه، حتى يبدو5 بياض إبطيه) .

892-

وفي لفظ: 6 (إذا سجد) .

رواه البخاري. 7.

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 284) . والحديث أخرجه مالك (1: 100، 212) وسنن أبي داود (1: 204) وسنن النسائي (2: 196) .

2 في المخطوطة: "مع".

3 في المخطوطة: "الركوع"، وهو لفظ النسائي.

4 في المخطوطة: "بضعا".

5 في المخطوطة: "يرى"، وهي عند مسلم وليس عند البخاري.

6 هذا اللفظ لمسلم (1: 356) وكذا لأحمد (5: 345) .

7 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 294) . والحديث رواه مسلم (1: 356) فهو متفق عليه. ورواه كذلك النسائي وأحمد (5: 345) .

ص: 437

893-

ولهما 1 عن أنس (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:)(اعتدلوا في السجود، ولا يبسُط أحدُكم ذراعَيه انبساطَ الكلب) .

894-

وفي البخاري: 2 (وكان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه) .

895-

وعن جابر مرفوعاً: (إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب) .

صححه الترمذي. 3.

896-

وله 4 معناه عن أنس.

897-

وعن وائل بن حجر قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه) .

رواه الخمسة إلا أحمد وحسنه الترمذي. 5 وقال الحاكم على شرط مسلم.

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 301) وصحيح مسلم (1: 355) . والحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

2 صحيح البخاري تعليقا في كتاب الأذان (2: 290) .

3 سنن الترمذي (2: 65- 66) وقال: حديث جابر حديث حسن صحيح. قلت: والحديث رواه أحمد وابن خزيمة كذلك. انظر الفتح الرباني (3: 278) وسنن ابن ماجه (1: 288) وصحيح ابن خزيمة (1: 325) .

4 حديث أنس رواه الترمذي (2: 66) .

5 سنن أبي داود (1: 222) وسنن الترمذي (2: 56- 57) وسنن النسائي (3: 206- 207) وسنن ابن ماجه (1: 286) . والحديث رواه ابن خزيمة (1: 318) وابن حبان (3: 291) والحاكم في المستدرك (1: 226) والدارقطني (1: 344) . وقال الحاكم في المستدرك: قد احتج مسلم بشريك وعاصم بن كليب. وقال الذهبي: على شرط مسلم. وأخرجه الدارمي (1: 245) وقال عقب حديث أبي هريرة: أهل الكوفة يختارون الأول -يريد حديث وائل- وأخرجه البيهقي (2: 98) .

ص: 438

898-

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا سجد أحدكم فلا يَبْرُكْ كما يبرك 1 الجمل، وليضع يديه ثم ركبتيه) .

رواه أحمد وأبو داود والنسائي 2.

وقال الخطابي: 3 حديث وائل أثبت من هذا.

1 في المخطوطة: "بروك".

2 مسند أحمد (2: 381) واللفظ له، وسنن أبي داود (1: 222) وسنن النسائي (2: 207) . والحديث كذلك عند الترمذي مختصرا (2: 58)، وقال: حديث أبي هريرة غريب، لا نعرفه من حديث أبي الزناد إلا من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن سعيد المقبري ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره. اهـ. وسوف أذكر ما في هذا الحديث من علل بعد قليل - إن شاء الله تعالى-. وأخرجه الدارمي (1: 245) ونقل عن أهل الكوفة ترجيح حديث وائل.

(3)

معالم السنن (1: 208) .

ص: 439

899-

وروى الأثرم 1 حديث أبي هريرة: (إذا سجد أحدكم، فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يبرك بروك الفحل) .

1 ذكره ابن قدامة في المغني (1: 515) وذكره الحافظ في الفتح (2: 291) وقال: لكن إسناده ضعيف. ورواه كذلك البيهقي (2: 100) لكن في إسناده عبد الله بن سعيد المقبري. وقال -هو- عنه: ضعيف. قلت: تعارض حديث وائل وحديث أبي هريرة. فذهب إلى حديث وائل أكثر العلماء، كما قال الترمذي: والعمل عليه عند أكثر أهل العلم: يرون أن يضع الرجل ركبتيه قبل يديه. وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه. اهـ. وذهب إلى حديث أبي هريرة: مالك والأوزاعي. لذا سنوضح في السطور القادمة ما يظهر لنا إن شاء الله تعالى فنقول: أما بالنسبة لحديث أبي هريرة فقد روي بأربعة طرق وبعبارات مختلفة متعارضة. فقد رواه أبو داود وغيره: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه، وهذا عند الجميع من رواية محمد ابن عبد الله بن حسن عن أبي الزناد، وقد طعن فيه البخاري بقوله: محمد بن عبد الله بن الحسن لا يثاب عليه. وكذا قوله: ولا أدري أسمع من أبي الزناد أم لا، وكذلك انفرد به الداروردي عن محمد. وروي من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، وعبد الله ضعيف. واللفظ الثاني، هو ما رواه الأثرم والبيهقي وغيرهما: فقد رواه البيهقي من طريق الحاكم عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده المقبري عن أبي هريرة: بلفظ حديث وائل وفيه: "فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الجمل". ثم قال: وكذلك رواه أبو بكر ابن أبي شيبة عن محمد بن فضيل. إلا أن عبد الله بن سعيد المقبري، ضعيف. =

ص: 440

.................................................................

= واللفظ الثالث: هو ما رواه أبو داود وغيره من غير ذكر وضع الركبتين واليدين، ولفظه "يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل"، وقد أشار إليه البيهقي. اللفظ الرابع: هو ما أخرجه البيهقي من طريق سعيد بن منصور عن عبد العزيز عن محمد بن عبد الله عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.. ولفظه "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك الجمل وليضع يديه على ركبتيه". ثم قال البيهقي: كذا قال على ركبتيه، فإن كان محفوظا كان دليلا على أنه يضع يديه على ركبتيه عند الإهواء إلى السجود. أما حديث وائل، فلم يرو إلا بلفظ واحد -في حد علمي- لكن قال الدارقطني: تفرد به يزيد (أي ابن هارون) عن شريك، ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به، والله أعلم. وقال الشيخ ناصر الدين الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (1: 318) : إسناده ضعيف، شريك بن عبد الله ضعيف لسوء حفظه، وقد تفرد به كما قال الدارقطني وغيره. قلت لم ينفرد شريك بالرواية عن عاصم. أما شريك، فقد قال عنه أحمد -في رواية صالح-: وشريك في أبي إسحاق أثبت من زهير وإسرائيل وزكريا. وقال يحيى بن معين: شريك ثقة، وهو أحب إلي من أبي الأحوص وجرير، وهو يروي عن قوم لم يرو عنهم سفيان الثوري. وقال في رواية أخرى: لم يكن شريك عند يحيى يعني القطان بشيء، وهو ثقة ثقة. وقال ابن معين في رواية أخرى: شريك صدوق ثقة، إلا أنه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه قال معاوية وسمعت أحمد بن حنبل يقول شبيها بذلك. وقال العجلي: كوفي ثقة، وكان حسن الحديث. وقال وكيع: لم يكن أحد أروى عن الكوفيين من شريك. وقال عيسى =

ص: 441

.................................................................

= بن يونس: ما رأيت أحدا قط أورع في علمه من شريك. وقال ابن المبارك: شريك أعلم بحديث الكوفيين من الثوري، وقال ابن المديني: شريك أعلم من إسرائيل وإسرائيل، أقل خطأ منه. وقال يعقوب بن شيبة: شريك صدوق ثقة سيء الحفظ جدا. وقال ابن عدي: في بعض ما لم أتكلم عليه من حديثه مما أمليت بعض الأفكار والغالب على حديثه الصحة والاستواء

وقال النسائي: ليس به بأس. وقال: ابن سعد: كان ثقة مأمونا كثير الحديث، وكان يغلط. وقال أبو داود: ثقة يخطئ على الأعمش، زهير فوقه، وإسرائيل أصح حديثا منه، وأبو بكر ابن عياش بعده. وقال ابن حبان في الثقات: ولي القضاء بواسط سنة 155 ثم ولي الكوفة بعد، ومات سنة (7) أو (88) ، وكان في آخر أمره يخطئ فيما روى، تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين منه ليس فيه تخليط، وسماع المتأخرين منه بالكوفة فيه أوهام كثيرة. وقال العجلي بعد ما ذكر أنه ثقة إلخ: وكان صحيح القضاء، ومن سمع منه قديما فحديثه صحيح، ومن سمع منه بعد ما ولي القضاء ففي سماعه بعض الاختلاط. وقال إبراهيم الجري: كان ثقة. وقال صالح جزرة: صدوق، ولما ولي القضاء اضطرب حفظه. وانظر التهذيب (4: 333- 337) . ومما نقلته من توثيق الأئمة له أنه كان ثقة واضطرب بعد توليه القضاء في الكوفة -كما قال ابن حبان وابن حجر- وأما من سمع منه قبل توليه القضاء فسماعه صحيح وحديثه صحيح، وهذا كما رأيت من قول ابن حبان والعجلي وصالح جزرة. وسماع يزيد بن هارون لم يكن في الكوفة فحسب، فهو واسطي وشريك ولد في بخارى، ثم قدم الكوفة، ومثله يزيد، وقد بدأ السماع مبكرا، حيث قال: طلبت العلم وحصين حي وقد نسي وربما ابتدأ في الجريري بالحديث، وكان قد أنكر. (التهذيب 11:=

ص: 442

.................................................................

= 368) . وحصين بن عبد الرحمن السلمي توفي سنة 136 ، بينما وفاة شريك 177 ، فسواء بواسط أو بالكوفة كان سماعه قديما قبل اختلاطه في حفظه. والله أعلم. وانظر ترجمة شريك في التهذيب (4: 333- 337) والميزان (2: 270، 274) وتذكرة الحفاظ (1: 232) وقد أثنى عليه، والكاشف (2: 10) وتاريخ بغداد (9: 279) ووفيات الأعيان (1: 225) والبداية والنهاية (10: 171) والخلاصة (140) والتاريخ الكبير والصغير (196) والجرح والتعديل، والتقريب (1: 351) والطبقات الكبرى (6: 378) . وأما دعوى تفرده، فقد قال الترمذي: وروى همام عن عاصم هذا مرسلا، ولم يذكر فيه وائل بن حجر. اهـ. لكن أخرجه البيهقي من طريق همام عن شقيق ثنا عاصم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل هذا. وساقه من طريق آخر من عفان ثنا همام ثنا شقيق أبو الليث قال حدثني عاصم بن كليب عن أبيه -مرسلا- (2: 99) ، وأخرجه أبو داود والبيهقي كذلك من طريق آخر غير طريق عاصم، فقالا عن همام ثنا محمد ابن جحادة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره. اهـ. قلت: لكن قال الحافظ في التلخيص (1: 254) أن عبد الجبار لم يسمع من أبيه. وله شاهد من وجه آخر. اهـ. قلت: لعله عنى ما أخرجه البيهقي من طريق محمد بن حجر ثنا سعيد بن عبد الجبار عن عبد الجبار بن وائل عن أمه عن وائل بن حجر.. فذكره. ثم لحديث وائل شاهد آخر من حديث أنس أخرجه الدارقطني والحاكم في المستدرك (1: 226) من طريق العلاء بن إسماعيل. وصححه وأقره، وأقره الذهبي، وقال الحاكم فيه: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة ولم يخرجاه. ورواه كذلك البيهقي، وقال فيه: تفرد =

ص: 443

.................................................................

به العلاء بن -إسماعيل والله تعالى أعلم- وروينا عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود في وضع الركبتين قبل اليدين فعلهما. فحديث أبي هريرة -مع اختلاف ألفاظه وتعارضها- أعله بعضهم بالاضطراب، مع ما فيه من علة الانقطاع، ثم فيه علة أخرى كما يرى ابن القيم في زاد المعاد (1: 56) ومثله في المرقاة (2: 325) وهي أن يكون الحديث انقلب آخره على بعض الرواة، كما أن هذا الحديث يتعارض مع النهي عن التشبه في الحيوانات. فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن بروك كبروك البعير، والتفات كالتفات الثعلب، وافتراش كافتراش السبع، وإقعاء كإقعاء الكلب، ونقرة كنقرة الغراب، ورفع الأيدي حال السلام كأذناب الخيل الشمس -بضم الشين-. فالجمل حينما يبرك يضع يديه أولا، وتبقى رجلاه قائمتين، وأما دعوى أن أهل اللغة يقولون بأن الركبة من ذوات الأربع في الأيدي فهو غير سليم. فقد قال صاحب القاموس (1: 76) : والركبة: توصيل ما بين أسافل أطرف الفخذ وأعالي الساق، أو موضع الوظيف والذرا، أو مرفق الذراع من كل شىء. اهـ. كما ورد ما يدل على أن هذا الحديث -حديث أبي هريرة- منسوخ وأنه كان أول الأمر، وإليه ذهب ابن خزيمة وابن قدامة أشار إليه وابن تيمية في الفتاوي (23: 449) حيث قال عقبه: وقد روي ضد ذلك وقيل: أنه منسوخ، وذكره البغوي في المشكاة (2: 325) بأعلى المرقاة، وذلك من حديث مصعب بن سعد عن أبيه، لكن في إسناده إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه، وهما ضعيفان. وعلى هذا يمكنني أن أجمل ما في حديث أبي هريرة.

1-

أن حديث وائل أثبت منه كما قال الخطابي وغيره.

2-

حديث أبي هريرة مضطرب المتن.

3-

تعليل البخاري والدارقطني وغيرهما له.

4-

ادعاء النسخ فيه.

5-

الموافق لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن بروك كبروك الجمل في الصلاة.

6-

ليس له شواهد بخلاف حديث وائل.

7-

حديث وائل يوافق ما نقل عن بعض الصحابة كعمر وابن مسعود وأنس.. ولم ينقل ما يوافق حديث أبي هريرة إلا فعل ابن عمر رضي الله عنهما على اختلاف.

8-

حديث وائل هو قول أكثر أهل العلم.

9-

حديث وائل فيه قصة محكية سبقت بحكاية فعله صلى الله عليه وسلم فهو أولى أن يكون محفوظا لأن الحديث إذا كان فيه قصة محكية دل على أنه حفظ.

10-

الأفعال المحكية في حديث وائل كلها ثابتة صحيحة من رواية غيره، فهي أفعال معروفة صحيحة وهذا واحد منها، فله حكمها، ومعارضه ليس مقاوما له. فيتعين ترجيحه. قلت: ولهذا صححه ابن خزيمة وابن حبان وابن السكن، وحسنه الترمذي والبغوي في شرح السنة وكذا الحاكم في المستدرك، بينما حكم الترمذي على حديث أبي هريرة بالغرابة ولم يحسنه. والله سبحانه وتعالى أعلم. وانظر زاد المعاد (1: 56- 59) والمرقاة (2: 324- 326) .

ص: 444

900-

وعن أبي حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا سجد

ص: 445

أَمْكَنَ أنفَه وجَبْهَتَهُ من الأرض، ونحَّى 1 يديه عن جَنْبَيْه، ووَضع يديه حَذْوَ 2 منْكَبَيْه) صححه الترمذي. 3.

901-

ولأبي داود 4 عنه: إذا سجد فَرّجَ بين فخذيْه غيرَ حاملٍ بطنَه على شيء من فخديه (.

902-

وفي البخاري:5 (يستقبل بأطراف 6 رجليه القبلة (- قاله أبو حُمَيْد (الساعدي) عن النبي صلى الله عليه وسلم.

903-

وروى أبو داود 7 (عن ميمونة) : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بَيْنَ يديه، حتى لو أن بَهْمَةً أرادت أن تمر تحت يديه مرت) .

1 في المخطوطة: "نحا".

2 في المخطوطة: "حذوا".

3 سنن الترمذي (2: 59- 60) .

4 سنن أبي داود (1: 196) .

5 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 295) تعليقا، ورواه موصولا في كتاب الأذان (2: 305) وقد سبق ذكره رقم (861) صفحة (433) .

6 في المخطوطة: "يستقل بأطراف أصابع رجليه"، وهو في اللفظ الموصول لا في هذه الرواية. وانظر الموصول فيما سبق التنبيه عليه رقم (861) .

7 كان في المخطوطة: "وروى أبو داود (بياض) أنه كان إذا سجد ولو مرة بهيمة لنفذت"، ولم أجد هذا في سنن أبي داود، وإنما الموجود هو الذي ذكرته. وهو من رواية ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها. والحديث في سنن أبي داود (1: 236) وهو في صحيح مسلم (1: 357) وسنن النسائي (2: 213) وسنن ابن ماجه (1: 285) ومسند أحمد (6: 331) وسنن الدارمي (1: 248) .

ص: 446

904-

ولمسلم 1 عن أبي هريرة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كله: دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره.

905-

وعن حذيفة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم

(و) كان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي، رب اغفر لي) .

رواه النسائي، 2 واحتج به أحمد.

1 صحيح مسلم (1/350) ، وكذلك رواه أبو داود، وسبق تخريجه رقم (884) .

2 سنن النسائي (2: 199- 200 ، 231)، وهو جزء من حديث طويل عنده. وعند أبي داود بطوله (1: 231) ، وأخرجه الترمذي في الشمائل في باب ما جاء في عبادة النبي صلى الله عليه وسلم (2: 75-77) من جمع الوسائل في شرح الشمائل لملا علي القارئ، وأحمد (5: 398) ، لكن في سندهم جميعا (عن أبي حمزة عن رجل من عبس عن حذيفة) . وذكر المزي في التحفة (3/58) : قال النسائي: أبو حمزة عندنا طلحة بن يزيد، وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة. اهـ. يريد: صلة بن زفر العبس أبو العلاء الكوفي. ونقل ملا علي القاري في شرح الشمائل عن الترمذي مثله قول النسائي في يقين أبي حمزة. ونص ملا علي القارى في الشرح أن الرجل هو صلة بن (زفر) العبس الكوفي، احتج به الشيخان. ورواه ابن ماجه من طريق المستورد عن صلة بن زفر عن حذيفة (1/289) ، ورواه الدارمي والحاكم من طريق طلحة بن يزيد عن حذيفة مباشرة من غير ذكر صلة. وقال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي.

ص: 447

906-

وعن ابن عباس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني 1 وارزقني) رواه أبو داود، 2 وابن ماجه وقال: في صلاة الليل.

907-

وفي بعض طرق حديث حذيفة: 3 (أن النبي صلى الله عليه

1 في المخطوطة: "وارحمني واهدني وعافني ورزقني".

2 سنن أبي داود (1: 224) وسنن الترمذي (2: 76) وسنن ابن ماجه (1: 290) . وأخرجه أحمد في المسند (1: 315) ورواه (1: 371) عن حبيب عن ابن عباس، بينما عند الآخرين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. ورواه الحاكم عن حبيب عن سعيد عن ابن عباس (1: 262 ، 271) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. قلت: لكن في إسناده حبيب بن أبي ثابت، وهو مع جلالته وثقته وإمامته، إلا أنه كان كثير الإرسال والتدليس، وقد رواه عندهم جميعا بالعنعنة، ولعله مثبت من طريق آخر التصريح بالسماع. والله أعلم.

3 هذا اللفظ للدراقطني في سننه (1: 341) من رواية حذيفة رضي الله عنه، لكن من طريق محمد بن أبي ليلى، وهو ضعيف. وهذه الزيادة مروية من حديث عقبة بن عامر عند أبي داود، ومن حديث ابن مسعود عند الدارقطني، لكن فيه السري بن إسماعيل، ومن حديث أبي مالك الأشعري عند أحمد والطبراني، وعند الحاكم من طريق أبي جحيفة وذلك في التاريخ، وإسناده ضعيف. وقد روى هذا الحديث من غير هذه الزيادة أحمد في المسند ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم. وانظر التلخيص (1: 242- 243) والتعليق المغني (1: 341) بأسفل الدارقطني.

ص: 448

وسلم كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وبحمده (ثلاثاً)، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده (ثلاثاً) .

قال أحمد: 1 (جاء) هذا و (جاء) هذا، وما أدفع منه شيئاً.

908-

وعن سعيد بن جبير عن أنس قال: (ما صليت ورا (ء) أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز - قال: فحرزنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات) .

1 قال ابن قدامة في المغني (1: 502) : وإن قال: سبحان ربي العظيم وبحمده، فلا بأس، فإن أحمد بن نصر روى عن أحمد أنه سئل عن تسبيح الركوع والسجود: سبحان ربي العظيم أعجب إليك أو سبحان ربي العظيم وبحمده؟ فقال: قد جاء هذا وجاء هذا، وما أدفع منه شيئا. وقال أيضا: إن قال: "وبحمده" في الركوع والسجود أرجو أن لا يكون به بأس، وذلك لأن حذيفة روى في بعض طرق حديثه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده ، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده" وهذه زيادة يتعين الأخذ بها. وروي عن أحمد أنه قال: أما أنا فلا أقول "وبحمده". اهـ. قلت: روى أحمد هذا الحديث عن حذيفة في سبعة مواطن من مسنده، فانظرها (5: 382 ، 384 ، 389 ، 394 ، 397 ، 398 ، 400) وكلها ليس فيها هذه الزيادة، ولكنها وردت من طرق كثيرة لا تخلو من مقال، إلا أنها تتقوى بكثرتها ويدل على أن لها أصلا. وهي ترد بمجموعها على ابن الصلاح حيث أنكرها رحمه الله تعالى. والله أعلم.

ص: 449

رواه أحمد وأبو داود 1 2.

وقال أحمد في رسالته: جا (ء) الحديث عن الحسن البصري أنه قال: (التسبيح التام: سبع، والوسط: خمس، وأدناه ثلاث)3.

909-

عن عبد الله 4 بن عبد الله أنه (كان يرى (عبد الله) بن

1 مسند أحمد (3: 162- 163) وسنن أبي داود (1: 234- 235) والحديث في سنن النسائي (2: 224- 225) .

2 في المخطوطة زيادة: "عون لم يدرك عبد الله"، وهذه الجملة ذكرها صاحب المنتقى عقب حديث ابن مسعود رضي الله عنه، ولفظه عنده قال: وعن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ركع أحدكم، فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم -ثلاث مرات- فقد تم ركوعه، وذلك أدناه. وإذا سجد فقال في سجوده: سبحان ربي الأعلى -ثلاث مرات- فقد تم سجوده، وذلك أدناه" رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه، وهو مرسل، عون لم يلق ابن مسعود. اهـ. أما حديث أنس رضي الله عنه فليس في إسناده عون، فقد رواه أبو داود قال: حدثنا أحمد بن صالح وابن رافع، قالا: ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، حدثني أبي، عن وهب بن مأنوس قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت أنس بن مالك يقول به.. فذكره، والله أعلم.

3 ذكره ابن قدامة في المغني (1: 501) .

4 في المخطوطة: "عبيد الله"، وهو خطأ. والصواب ما ذكرناه وهو عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو تابعي، ثقة سمي باسم أبيه وكني بكنيته.

ص: 450

عمر رضي الله عنهما يتربع في الصلاة إذا جلس، ففعلته - وأنا (يومئذ) حديث السن - فنهاني (عبد الله بن عمر) وقال: 1 إنما سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى، وتثني رجلك اليسرى. فقلت: إنك تفعل ذلك؟ فقال: إن رجليَّ 2 لا تحملاني (رواه البخاري. 3.

910-

وكانت أُمُّ الدَّرْداءِ تجلسُ في صلاتها جِلْسَة الرجل - وكانت فقيهة.4.

1 في المخطوطة: "فقال"، بالفاء.

2 في المخطوطة: "رجلاتي" وهو خطأ. وقد ذكر الحافظ في الفتح إن "رجلي" للأكثر، وفي رواية حكاها ابن التين "أن رجلاي" ولها وجه في العربية.

3 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 305) . والحديث رواه أيضا أبو داود والنسائي، كما ذكره المزني في التحفة.

4 أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الأذان (2: 305)، وقد قال الحافظ في الفتح: وصله المصنف (أي البخاري) في التاريخ الصغير من طريق مكحول باللفظ المذكور، وأخرجه ابن أبي شيبة من هذا الوجه، لكن لم يقع عنده قول مكحول في آخره "وكانت فقيهة". اهـ. فقوله "وكانت فقيهة" هو قول مكحول. والمراد "بأم الدرداء" الصغرى التابعية لا الكبرى الصحابية، لأن مكحولا أدرك الصغرى ولم يدرك الكبرى. وإنما أورده البخاري للتقوية لا للاحتجاج. وانظر الفتح (2: 306) .

ص: 451

911-

وفيه 1 (أن النبي صلى الله عليه وسلم

قام من الركعتين فلم يرجع) . ويأتي.

912-

وفي مراسيل أبي داود:2 (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأتين:3 إذا سجدتما فضما بعض اللحم إلى الأرض 4، فإن المرأة (ليست) في ذلك كالرجل) .

913-

وعن مالك بن الحويرث (الليثي) : (أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا كان (في وتر من صلاته) 5 لم ينهض حتى يستوي قاعدا) .

رواه البخاري. 6.

1 الحديث في صحيح البخاري تعليقا (2: 309)، وموصولا من رواية عبد الله بن بحينة رضي الله عنه كتاب الأذان (2: 309- 310) وفي مواطن أخرى بأرقام (830 ، 1224 ، 1225 1230 ، 6670) وكذلك في صحيح مسلم، فهو متفق عليه. ورواه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم وهو في قصة السهو في صلاة الظهر وسجود السهو بعد الصلاة.

2 المراسيل لأبي داود (12) ولفظه عنده: عن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على امرأتين تصليان فقال:

3 في المخطوطة: "سجدتا".

4 في المخطوطة: "بعض" والتصويب من المراسيل.

5 في المخطوطة: "فإذا كان من كل صلاة".

6 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 305) ورواه أبو داود (1: 223) والترمذي (2: 79- 80) والنسائي (2: 234) وغيرهم.

ص: 452

914-

وعن وائل بن حجر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سجد وقعت ركبتاه على الأرض قبل أن تقع كفاه، [فلما سجد رفع جبهته بين كفيه وجافى 1 عن بطنه. 2 وإذا نهض نهض على ركبتيه واعتمد على فخذيه] .

رواه أبو داود. 3.

915-

وللنسائي عنه 4 مرفوعا: (أنه لما رفع رأسه من السجدة5 الثانية (في أول الركعة) استوى قاعدا ثم (قام) فاعتمد على الأرض (6.

916-

(وفي) حديث (أبي هريرة قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهض (في الصلاة) على صدور قدميه) .

1 في المخطوطة: "وجافا"، وهو خطأ من الناسخ.

2 ما بين المعكوفتين لم أجده في سنن أبي داود مع أن صاحب المنتقى ذكر الحديث بتمامه بما فيه هذه الزيادة ونسبها لأبي داود - والله أعلم.

3 الحديث مختصرا في سنن أبي داود (1: 222)، وهو في سنن النسائي (2: 234) وابن ماجه (1: 286) ، وقد سبق تخريج هذا الحديث والكلام عليه برقم (891) .

4 كذا في المخطوطة وهو خطأ. لأن الحديث من رواية مالك بن الحويرث، وليس من رواية وائل بن حجر.

5 في المخطوطة: "الرّكعة".

6 سنن النسائي (2: 234) . وانظر رواية مالك السابقة رقم (913) .

ص: 453

فيه متروك. 1. 917- ولأبي داود 2 عن ابن عمر (قال) : (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة.

918-

وعن علي (أن من السنة في الصلاة المكتوبة إذا نهض الرجل في الركعتين الأوليين 3 أن لا يعتمد على الأرض إلا أن يكون شيخاً كبيراً، لا يستطيع) .

رواه الأثرم. 4.

919-

وعن أبي هريرة (يقول: (كان) 5 (رسول الله صلى الله عليه

1 كتب في هامش المخطوطة متن الحديث وذكر أنه رواه الترمذي وفيه خالد بن إلياس. قال أحمد: ترك الناس حديثه. اهـ. قلت الحديث رواه الترمذي (2: 80)، وقال: حديث أبي هريرة عليه العمل عند أهل العلم يختارون أن ينهض الرجل في الصلاة على صدور قدميه. وخالد بن إلياس هو ضعيف عند أهل الحديث. اهـ. ونسبه الزيلعي لابن عدي في الكامل أيضا. وأعله بخالد. وانظر المغني (1: 530) لقول أحمد.

2 سنن أبي داود (1: 260- 261) .

3 في المخطوطة: "الأولتين".

4 ذكره ابن قدامة في المغني (1: 530) .

5 في المخطوطة: "أن".

ص: 454

وسلم: إذا نهض 1 من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ (الحمد لله رب العالمين) ، (ولم يسكت) 2 رواه مسلم. 3.

920-

وعن رفاعة بن رافع مرفوعاً: (إذا (أنت) قمت في صلاتك 4 فكبر (الله تعالى) ثم اقرأ ما تيسر عليك 5 من القرآن. فإذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن، وافترش فخذك اليسرى، ثم تشهد (". رواه أبو داود 6.

921-

ولمسلم 7 عن ابن الزبير (قال:) (كان رسول الله

1 في المخطوطة: "في"، ومثله في المنتقى. والذى أثبتناه هو الموجود في مسلم.

2 ما بين المعكوفتين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش بخط مغاير.

3 صحيح مسلم (1: 419) . والحديث عند النسائي وأبي داود وابن ماجه وغيرهم من وجه آخر.

4 في المخطوطة: "الصلاة".

5 في المخطوطة: "معك".

6 سنن أبي داود (1: 227- 228) ، وقد سبق ذكر حديث رفاعة رضي الله عنه.

7 صحيح مسلم (1: 408) . والحديث رواه أبو داود (1: 259- 260) .

ص: 455

صلى الله عليه وسلم (إذا قعد في الصلاة، جعل قَدَمَه اليسرى بين فخذه وساقِهِ، وفَرَش 1 قدمه اليمنى) .

922-

ولأبي داود 2 في حديث أبي حميد " (

فإذا كانت 3 الرابعة، أفضى بوركه اليسرى إلى الأرض، وأخرج قدميه 4 من ناحية واحدة) .

923-

وعن ابن مسعود: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان 5 في الركعتين الأوليين كأنه على الرَّضَف. 6 (قال: قلت: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم) . رواه أبو داود 7.

1 في المخطوطة: "وافترش".

2 سنن أبي داود (1: 253) ، وهو جزء من حديث أبي حميد الساعدي السابق رضي الله عنه.

3 في المخطوطة: "كان في الركعة الرابعة".

4 في المخطوطة: "قدمه".

5 في المخطوطة زيادة "كان يجلس".

6 جمع رضفة وهي الحجارة المحماة على النار، والمراد به هنا -والله أعلم- تخفيف التشهد الأول وسرعة القيام.

7 سنن أبي داود (1: 261) ، وذكر المنذري أن الحديث رواه الترمذي والنسائي أيضا، وقد حسنه الترمذي إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، أي ابن عبد الله بن مسعود -الراوي عنه هذا الحديث عندهم- لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود- والله أعلم. وقوله "قال: قلت: حتى يقوم ا. هـ. القائل هو شعبة، والقائل الآخر قال حتى يقوم، هو سعد ابن إبراهيم الراوي عن أبي عبيدة. وانظر عون المعبود (3: 286- 287) .

ص: 456

924-

وفي البخاري: 1 عن أبي قتادة قال: قال رسول الله 2 صلى الله عليه وسلم: (إني لأقوم إلى الصلاة، وأنا أريد أن أطوِّل فيها، فأسمعُ بكاءُ الصبي: فأتجوزُ في صلاتي كراهيةَ أن أَشُقَّ على أمه) .

925-

وعن أبي قتادة قال: قال رسول الله 3 صلى الله عليه وسلم: (أسوأ 4 الناس (سرقة) الذي يسرق من صلاته 5. قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها - أو قال -: لا يقيم صلبه في الركوع والسجود) .

رواه أحمد 6.

1 أخرجه البخاري في كتاب الأذان (2: 349) و (201) . والحديث رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه.

2 في المخطوطة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ".

3 في المخطوطة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ".

4 في المخطوطة: "أسيء".

5 في المخطوطة: "الصلاة".

6 مسند أحمد (5: 310) ورواه كذلك الدارمي باللفظ الأول من غير شك (1: 247) ومالك في الموطأ مرسلا (1: 167)، ورواه كذلك أحمد من حديث أبي سعيد (3: 56) . وقال ابن عبد البر في معرض تعليقه على مرسل مالك:

وهو حديث صحيح مسند من وجوه من حديث أبي هريرة وأبي سعيد، وقال المنذري في الترغيب (1: 260) : ورواه أحمد والطبراني وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

ص: 457

926-

وله 1 عن أبي هريرة مرفوعاً: (لا ينظر الله إلى (صلاة) رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده) 2.

927-

وله 3 عن علي بن شيبان 4 مرفوعاً: (لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع 5 والسجود) .

928-

عن أبي مسعود 6 (الأنصاري البدري) مرفوعا: (لا تجزئ صلاة لا يقيم فيها الرجل صلبه (- يعني - صلبه) في 7 الركوع.

صححه الترمذي. 8

1 مسند أحمد (2: 524) .

2 في المخطوطة: "الركوع والسجود".

3 مسند أحمد (4: 23) . ورواه كذلك ابن ماجه بلفظه (1: 282) ، والحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان، ورجاله ثقات كما في زوائد ابن ماجه، وبلفظ قريب عند أحمد (4: 22) .

4 في المخطوطة: "سنان".

5 في المخطوطة: "بين الركوع

".

6 في المخطوطة: "عن أبي سعيد"، والحديث من رواية أبي مسعود البدري عقبة بن عمرو، لا من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، وانظر تخريجه في الفقرة التالية بعد هذه.

7 في المخطوطة: "لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه بين الركوع والسجود"، وتصحيحه من الترمذي وغيره.

8 سنن الترمذي (2: 51- 52) . والحديث في أبي داود (1: 226) والنسائي (2: 183 ، 214) وابن ماجه (1: 282) والدارمي (1: 247) ورواه أحمد (4: 119 ، 122) بلفظ "ظهره".

ص: 458

929-

وعن ابن مسعود قال: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد - وكفي بين كفيه كما يعلمنا السورة من القرآن: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) أخرجاه 1.

930-

وفي لفظ لهما: 2 (فإنكم إنْ فعلتم ذلك 3 (فقد) سلمتم على كل عبدٍ (لله) صالح في السماء والأرض) .

931-

وفي آخره: 4 (ثم يَتَخَيّرُ من المسألة ما شاء) .

932-

وفي لفظ: 5 (إذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل:

?) .

1 صحيح البخاري: كتاب الاستئذان (11: 56) ، ورواه من غير قول ابن مسعود علمني

(بأرقام 831، 835، 1202، 6230، 6265 ، 6328، 7381) ورواه مسلم (1: 302) وقد فصله. والحديث رواه أصحاب السنن.

2 صحيح البخاري: كتاب العمل في الصلاة (3: 76) واللفظ له. ورواه هو ومسلم بلفظ "أصابت كل عبد

"..

3 في المخطوطة: "إذا قلتم ذلك سلمتم".

4 صحيح مسلم واللفظ له (1: 302) وصحيح البخاري بمعناه: كتاب الأذان (2: 320) .

5 صحيح البخاري واللفظ له: كتاب الدعوات (11: 131) وصحيح مسلم (1: 301) ورواه البخاري بلفظ "إذا جلس أحدكم" في كتاب الاستئذان (11: 13) .

ص: 459

933-

وعن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد، كما يعلمنا السورة من القرآن، (فكان) يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول 1 الله) .

رواه مسلم. 2.

934-

ورواه الترمذي: مُنكِّر السلام، وصححه. 3.

935-

ورواه أحمد 4 بالتنكير، وفي لفظ: 5 (و) أن محمداً.

936-

(وتشهد عمر: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات 6 الصلوات لله،

? (وسائره كابن مسعود.

رواه مالك في الموطأ. 7.

1 في المخطوطة: "محمدا عبده ورسوله"، وهو خلاف ما في مسلم.

2 صحيح مسلم (1: 302- 303) . والحديث رواه أصحاب السنن الأربعة وأحمد.

3 سنن الترمذي (2: 83) .

4 مسند أحمد (1: 292) .

5 مسند أحمد (1: 292) .

6 في المخطوطة زيادة "لله" بعد قوله "الطيبات"، وليست هذه الزيادة في الرواية عند مالك ولا الشافعي، وانظر الموطأ (1: 90- 91) والاستذكار (2: 306) وتنوير الحوالك (1: 113) والرسالة (268 ف 738) وبدائع المنن (1: 90) وترتيب المسند (1: 96- 97) .

7 انظر الفقرة السابقة فقد ذكرت تخريجه.

ص: 460

937-

وروى النسائي 1 التشهد عن جابر وفي أوله: (بسم الله (وبالله) .

938-

وكذا في الموطأ 2 عن ابن عمر.

939-

وعن أبي مسعودٍ 3 (الأنصاري) قال: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمَرَنا الله أن نصلِّي (عليك) 4 (يا رسول الله) فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا: اللهم صلِّ على محمد (وعلى آل محمد) ، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك

1 سنن النسائي (2: 243)، (3: 43) . والحديث في سنن ابن ماجه (1: 292)، وأخرجه الحاكم من طريقين (1: 266-267 ، 267) ، وقال في آخره: أيمن بن نابل ثقة، قد احتج به البخاري، ثم نقل عن يحيى بن معين توثيقه، وأقره الذهبي. لكن قال النسائي عقب ذكره له (3: 43) : لا نعلم أحدا تابع أيمن بن نابل على هذه الرواية، وأيمن عندنا لا بأس به، والحديث خطأ، وبالله التوفيق. اهـ. قلت: لكن الحاكم رواه من طريقين عن أيمن: الأولى من طريق بكر بن بكار. والثانية من طريق أبي عاصم، فقول النسائي "لا نعلم أحدا تابع أيمن" غير سليم. والله أعلم. وقد أشار الترمذي إلى هذه الرواية وحكم عليها بأنها غير محفوظة أيضا. وانظر سنن الترمذي (2: 83) .

2 موطأ مالك (1: 91) .

3 في المخطوطة: "وعن ابن مسعود".

4 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش بخط مغاير لكنه في مسلم.

ص: 461

على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين) إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم) .

رواه مسلم 1.

940-

ولأحمد: 2 كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا؟.

941-

وعن كعب بن عجرة

: (قلنا: يا رسول الله، قد علمنا - أو عرفنا (كيف) السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد (وعلى آل محمد) كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) أخرجاه 3.

942-

وفي حديث أبي حميد: (اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد و (على) أزواجه،

1 صحيح مسلم (1: 305) . والحديث رواه أبو داود (1: 258) وسنن الترمذي (5: 359) وسنن النسائي (3: 45 ، 47) . وسنن الدارمي (1: 251- 252) وأحمد في المسند (5: 273- 274) و (4: 118 ، 119) .

2 مسند أحمد (4: 119) من حديث أبي مسعود الأنصاري أيضا.

3 انظره في مسند أحمد (4:241) ،وكذا (243)، وصحيح البخاري: كتاب الأنبياء (6:408) وكتاب التفسير (8: 532) . وكتاب الدعوات (11: 152)، وبلفظه عند مسلم (1: 305) والحديث عند أبي داود (1: 257) والترمذي (2: 352-353)"بلفظ على إبراهيم" وسنن النسائي (3: 47) والدارمي (1: 251) وغيرهم.

ص: 462

وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد (. أخرجاه 1.

943-

وعن فضالة بن عبيد قال: (سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته، فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عجل هذا ثم دعاه، فقال له ولغيره: 2 إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم لِيُصَلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم لِيَدْعُ بَعْدُ بما شاء) صححه الترمذي 3.

944-

ولأبي داود 4 عن ابن مسعود (قال:)(من السنة أن يخفَى التشهد) . حسنه الترمذي.

945-

ولأبي داود 5 عن أبي هريرة مرفوعاً: (من سرَّه أن يكتال

1 صحيح البخاري: كتاب الأنبياء (6: 457)، وأخرجه أيضا برقم (6360) وصحيح مسلم (1: 306) واللفظ له. والحديث أخرجه أبو داود بلفظ البخاري (1: 257- 258) وابن ماجه (1: 293) .

2 في المخطوطة: "أو لغيره".

3 سنن الترمذي (5: 517)، وقال: حسن صحيح. والحديث أخرجه أبو داود (2: 77) وأحمد في المسند (6: 18)، وأخرجه النسائي من وجه آخر (3: 44- 45) .

4 سنن أبي داود (1: 259) وسنن الترمذي (2: 84- 85)، وقال: حديث حسن غريب، والعمل عليه عند أهل العلم. ورواه كذلك الحاكم في المستدرك (1: 230 ، 267- 268) والبغوي في شرح السنة (3: 188) .

5 سنن أبي داود (1: 258) .

ص: 463

بالمكيال الأوفى (إذا) صلى علينا أهل البيت. فليقُلْ: اللهم صلِّ على محمد النبي وأزواجه أُمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) .

946-

وعن ابن مسعود قال: كنا نقول قبل أن يفرض التشهد: 1 السلام على الله، السلام على جبريل وميكائيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تقولوا هكذا، (فإن الله هو السلام)، ولكن قولوا: التحيات لله) .

ذكره الدارقطني 2 وقال: إسناده صحيح.

947-

ولأبي داود عنه (قال:) (وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن. قال: وعلمنا أن نقول: 3.

1 في المخطوطة: "كنا قبل أن يفرض علينا التشهد نقول".

2 سنن الدارقطني (1: 350) . والحديث رواه النسائي (3: 40) : وقال الحافظ في التلخيص (1: 262) : الدارقطني والبيهقي من حديثه بتمامه، وصححاه، وأصله في الصحيحين وغيرهما دون قوله "قبل أن يفرض علينا"، واستدل به على فرضية التشهد الأخير".

3 كذا في المخطوطة، ولم أجد هذا في سنن أبي داود، وإنما الموجود "كنا لا ندري ما نقول إذا جلسنا في الصلاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم، فذكر نحوه. قال شريك: وحدثنا جامع - يعني ابن شداد عن أبي وائل عن عبد الله بمثله. قال: وكان يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد: اللهم ألف بين قلوبنا....

ص: 464

اللهم (أَلِّفْ بين قلوبنا) ، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا 1 من الظلمات إلى النور، وجنبا 2 الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، (وأبصارنا) 3 وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مُثْنِينَ بها4 قابليها، وأَتِمَّها علينا (5.

948-

ولمسلم: 6 (إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر 7 فليتعوذ من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر 8 المسيح الدجال.

1 في المخطوطة: "وأخرجنا".

2 في المخطوطة: "واصرف عنا".

3 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش بنفس الخط.

4 في المخطوطة زيادة "عليك".

5 سنن أبي داود (1: 254)، وسكت عنه المنذري في تخريج السنن (1: 450) .

6 هذا الحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث عند مسلم (1: 412) ، ورواه أصحاب السنن الأربعة وأحمد وغيرهم.

7 في المخطوطة: "الأخير".

8 في المخطوطة: "فتنة".

ص: 465

949-

ولهما 1 عن عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة

فذكر الأربع إلا عذاب جهنم وفيه: اللهم إني أعوذ بك من الْمَأْثَمِ والْمَغْرَمِ.

950-

وعن عمار (بن ياسر) أنه صلى صلاة أخَفّها فكأنهم أنكروها 2 فقال: أَلَمْ أُتِمَّ الركوع والسجود؟ قالوا: بلى، قال: أمّا إني دعوت فيها بدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: اللهم بِعِلْمِكَ الغيب، وقدرتك على الخلق، أحْيني ما علمتَ الحياةَ خيراً لي، وتوفني إذا علمتَ الوفاة خيراً لي، (و) أسألك خشيتَك في الغيب والشهادةِ، وكلمةَ الإخلاص في الرضَى والغضب 3، (وأسألك القصد

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 317) وبأرقام: (2397، 6368، 6375، 6377، 7129) ، بعضها مطول وبعضها مختصر، وصحيح مسلم (1: 412) . ورواه كذلك أبو داود والترمذي والنسائي. ومعنى المغرم أي الدين وقيل: ما يستدان فيما لا يجوز وفيما يجوز، ثم يعجز عن أدائه. والمأثم: الذي يأثم به الإنسان أو هو الإثم نفسه.

2 في المخطوطة: "أنه صلى صلاة أوجر فيها فأنكروا ذلك".

3 في المخطوطة: "وكلمة الحق في الغضب والرضا" وهي في الرواية الأولى وليست في هذه.

ص: 466

في الفقر والغنى) 1 (وأسألك نعيماً لا يَنْفَد، وقرةَ عين لا تنقطع، وأسألك الرضاءَ بالقضاء، وبردَ العيش بعد الموت) ، ولذة النظر إلى وجهك، والشوقَ إلى لقائك، وأعوذ بك من ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وفتنةٍ 2 مُضِلَّةٍ، اللهم زَيِّنَّا بِزِينةِ الإيمان، واجعلنا هُداةً مهتدين.

رواه النسائي 3 وغيره.

951-

عن عتبان 4 قال: (صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسلمنا حين سلم) .

رواه البخاري. 5.

952-

قال: 6 (وكان ابن عمر رضي الله عنهما يستحب إذا سلم الإمام أن يسلم من خلفه) .

1 ما بين القوسين ليس في هذه الرواية، وإنما هي في الرواية الأولى عنده في هذا الحديث.

2 في المخطوطة: "ومن فتنة".

3 سنن النسائي (3: 55 ، 54) من رواية أخرى أطول. ورواه أحمد وقوله "وغيره" مضافة بخط جديد مغاير..

4 في المخطوطة: "غسان"، وهو عتبان بن مالك، وقد أورد البخاري حديثه مطولا في أوائل كتاب الصلاة. وأورده هنا مختصرا وأتم منه بعد حديث.

5 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 323) وأصل حديثه متفق عليه.

6 أي البخاري: في كتاب الأذان (2: 323) .

ص: 467

953-

وله 1 في حديث أُم سلمة: (كان (رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث 2 يسيرا قبل أن يقوم (قال 3 (ابن شهاب) : فأرى - والله أعلم، أن مكثه 4 لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم. 5.

954-

(6 وعن عمرو بن سعد قال: سمعت عبد الله يقول: (إذا جلس أحدكم في صلاته - ذكر التشهد - ثم ليقل: اللهم إني أسألك من الخير كله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبادك الصالحون7، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبادك الصالحون8، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، (وقنا عذاب النار) ، ربنا اغفر لنا ذنوبا وكفر عنا سيئاتنا " وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 322) ورواه من طرق أخرى (2: 334) ، والحديث رواه كذلك أبو داود والنسائي وابن ماجه.

2 في المخطوطة: "وهو يمكث في مكانه".

3 في المخطوطة: "قالت: فنرى".

4 في المخطوطة: "أن ذلك".

5 في المخطوطة: "قبل أن يدركهن الرجال".

6 هذا الحديث قد سقط من الأصل، وكتب بالهامش بخط دقيق لكن الكاتب هو نفس كاتب الأصل. لذا وضعناه هنا.

7 في المخطوطة في الموضعين: "الصالحين".

8 في المخطوطة في الموضعين: "الصالحين".

ص: 468

على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة 1 إنك لا تخلف الميعاد) .

رواه الأثرم 2.

955-

ولمسلم 3 عن جابر (بن) 4 سمرة (قال) : (كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام عليكم ورحمة الله، (السلام عليكم ورحمة الله، و) أشار بيده إلى الجانبين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شُمْس؟ إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه، ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله) .

956-

وفي رواية للنسائي: 5 (ثم يقول: السلام عليكم السلام عليكم) .

1 في المخطوطة اختصر النص فقال: عقب قوله "سيئاتنا" إلى قوله "إنك لا تخلف الميعاد".

2 ذكره ابن قدامة في المغني (1: 547) .

3 صحيح مسلم (1: 322) . والحديث رواه كذلك أبو داود (1: 262) بلفظ قريب، والنسائي (3: 4- 5، 61- 62، 64) بألفاظ، ومسند أحمد (5: 86، 88 ، 102 ، 107) بألفاظ متقاربة كذلك.

4 ما بين القوسين كتب بين السطرين بخط محدث مغاير لكنه من الأصل.

5 سنن النسائي (3: 4- 5) .

ص: 469

957-

(وعن ابن مسعود (قال:) (لا يجعل أحدكم للشيطان شيئاً 1 من صلاته، يرى أن حقاً عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه، لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ينصرف عن يساره.

أخرجاه. 2.

958-

ولمسلم: 3 (أكثر ما رأيت (رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه.

959-

وفي لفظ: إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه، ولا يومئ بيده (4.

1 في المخطوطة: "حظا" وليست في أحد الصحيحين، وعند مسلم "جزءا".

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 337) واللفظ له، وصحيح مسلم (1: 492) بلفظ قريب.

3 صحيح مسلم (1: 492) لكن هذا من حديث أنس بن مالك وليس من حديث ابن مسعود، فتنبه. وقد كان في المخطوطة:"أكثر ما رأيته ينصرف عن يمينه". وعند مسلم روايتان عن أنس: الأولى التى أثبتها. والثانية: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينصرف عن يمينه". وانظر الجمع بين روايتي ابن مسعود وأنس، شرح الكرماني (5: 199) والنووي (5: 220) والفتح (2: 338) .

4 هذه الروايات الثلاث قد كتبت في الهامش وبنفس الخط، لذا أثبتناها في الأصل. والله أعلم.

ص: 470

960-

وعن ابن مسعود: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، حتى يُرَى بياضُ خده) صححه الترمذي 1.

961-

عن 2 سعد: (كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وشماله، حتى أرى بياض خده)3.

1 سنن الترمذي (2: 89- 90) إلا قوله "حتى يرى بياض خده"، فليست في المطبوع من سنن الترمذي. والحديث عند أبي داود (1: 261- 262) ، وسنن النسائي بلفظه (2: 230) ، (3: 62 ، 63 ، 64) وسنن ابن ماجه بتقديم وتأخير (1: 296) ومسند أحمد واللفظ له (1: 390) . وانظر (1: 394 ، 406 ، 408 ، 409 ، 414 ، 427 ، 448) .

2 في المخطوطة: "ولأبي داود عن سعد".

3 الحديث رواه مسلم (1: 409) واللفظ له. ورواه كذلك النسائي (3: 61) وابن ماجه (1: 296) وابن خزيمة (1: 359) وابن حبان (3: 341) وأحمد في المسند (1: 172 ، 181) والدارقطني (1: 356) . ونسبه الحافظ في التلخيص (1: 271) أيضا للبزار وقال: وقال البزار: روي عن سعد من غير وجه. قلت: في المخطوطة زيادة "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله"، وليست هذه من رواية سعد عند من ذكرتهم. إنما ذكرها ابن قدامة في المغني (1: 554- 555) ونسبها لأبي داود، والحديث كله ليس في أبي داود. والله أعلم بالصواب، إذ لم يذكره أصحاب الأطراف لأبي داود.

ص: 471

962-

وروى سعيد 1 عن علي (أنه كان يسلم عن يمينه و (عن) يساره: السلام عليكم، السلام عليكم) .

963-

وروى يحيى بن صاعد 2 عن عمار يرفعه: (أنه كان يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده الأيمن، وإذا سلم عن يساره يرى بياض خده الأيمن والأيسر) .

964-

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (حذف السلام سنة) رواه أحمد، 3 وقال: هو أن لا يمد به صوته.

1 أبي سعيد بن منصور، وسننه ليست عندي الآن، وقد ذكر الأثر ابن قدامة في المغني (1: 555) .

2 قلت: كذا هذا الحديث في المخطوطة إلا قوله "عن يساره يرى" فكانت "عن يساره حتى يرى" ولا يستقيم المعنى بوجودها، وهي مخالفة لرواية الدارقطني وابن ماجه، وهذا الحديث رواه الدارقطني من طريق يحيى بن محمد بن صاعد. لكن المصنف لم يسقه بلفظه فانظره فيه (1: 356) ، ورواه كذلك ابن ماجه (1: 296) وليس فيه تكرار رؤية الخد. وقال في زوائد ابن ماجه: إسناده حسن، وقال صاحب المغني بذيل الدارقطني (1: 356) : ورواته كلهم محتج بهم. لكن قوله "حتى يرى بياض خده الأيمن والأيسر" وهذا لفظ الدارقطني، لم يتضح لي معناه الآن - والله أعلم.

3 مسند أحمد (2: 532) ورواه كذلك مرفوعا أبو داود (1: 263) وابن خزيمة (1: 362) . ورواه كذلك الحاكم في المستدرك (1: 231) والبيهقي (2: 180) كلهم مرفوعا. ونقل الشيخ أحمد شاكر عن التلخيص قول الدارقطني في العلل: الصواب موقوف. قلت: وفي إسناد الجميع قرة بن عبد الرحمن. قلت: وقوله "وقال

" ظاهره نسبة هذا القول لأحمد. وقد قال ابن قدامة في المغني (1: 557) بعد ذكره لهذا الحديث: قال ابن المبارك: معناه أن لا يمده مدا. قال أحمد: حديث حسن صحيح

قال أحمد بن أثرم: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: حذف السلام سنة، هو أن لا يطول به صوته، وطول أبو عبد الله صوته. اهـ والله أعلم.

ص: 472

965-

ورواه الترمذي 1 موقوفا وصححه.

966-

ولأبي داود 2 عن سمرة " قال: (أمَرَنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نرد على الإمام، وأن نتحاب، وأن يسلم بعضنا على بعض) وسنده ثقات.

967-

ولأحمد 3 في حديث عائشة: (ثم يسلم تسليمة واحدة

1 سنن الترمذي (2: 93- 94)، ومثله رواه البيهقي موقوفا كذلك. قلت: وسواء روي مرفوعا أو موقوفا فالحديث له حكم الرفع عند عامة المحدثين، لأن قول الصحابي "من السنة" أو "السنة كذا" هو مرفوع حكما. ومعنى الموقوف - كما رواه الترمذي والبيهقي - هو موقوف لفظا، ويكون مرفوعا حكما، والله أعلم.

2 سنن أبي داود (1: 263) . ورواه كذلك ابن ماجه (1: 297)، ونسبه الحافظ في التلخيص للحاكم والبزار. وزاد:"في الصلاة"، وإسناده حسن. قلت: وهو من رواية الحسن البصري عنه، وفي سماعه منه خلاف مشهور بين المحدثين، وقد بحثناه سابقا.

3 مسند أحمد (6: 236)، وأول الحديث عنده: عن زرارة بن أوفى قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت:

ص: 473

السلام عليكم، يرفع بها صوته حتى يوقظنا) .

968-

وفي رواية:1 (تسليمة واحدة 2 تلقاء وجهه) .

969-

وفي حديث علي3: (وتحليلها التسليم) .

970-

وعن ثوبان (قال:)(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته، استغفر ثلاثاً، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا 4 الجلال والإكرام) .

1 عند الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وكلهم من حديث عائشة رضي الله عنها، وانظر سنن الترمذي (2: 90- 91) وابن ماجه (1: 297) وصحيح ابن خزيمة (1: 360)، لكن قال الترمذي: وحديث عائشة لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه

والحديث رواه ابن خزيمة كذلك موقوفا من فعلها (1: 360، 361) وعليه عنون إباحة الاقتصار على تسليمة واحدة. ورواه كذلك الحاكم (1: 230- 231) والبيهقي (2: 179) مرفوعا وموقوفا. قلت: ولا يتعارض حديث عائشة مع غيره. فهذا في النفل في الليل فقد يرفع صوته بها ليوقظ النائمين- وهو في بعض الأحيان ـ أما أحاديث الصحابة الآخرين فهم رووا ما رأوه في المسجد وفي الجماعة. والله أعلم.

2 في المخطوطة زيادة "من"، ولم أجدها في المصادر.

3 سنن أبي داود (1: 16 ، 167- 168) وسنن الترمذي.

4 في المخطوطة "ياذا" بزيادة "يا".

ص: 474

قيل 1 للأوزاعي: (كيف الاستغفار؟ قال: تقول: 2 أستغفر الله، أستغفر الله) رواه مسلم 3.

971-

وله 4 عن ابن الزبير (أنه كان يقول في دبر كل صلاة - حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون. وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل 5 بهن دبر كل صلاة) .

972-

ولهما 6 في حديث المغيرة: (....اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجدُّ) .

1 في صحيح مسلم: قال الوليد: فقلت للأوزاعي.

2 في المخطوطة: "يقول" بالياء.

3 صحيح مسلم (1: 414) ، والحديث رواه أصحاب السنن.

4 صحيح مسلم (1: 415- 416) . والحديث رواه أبو داود والنسائي، كما ذكره المزي في التحفة (4: 330) .

5 في المخطوطة: "يهل".

6 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 325) ، والدعوات، وصحيح مسلم (1: 414- 415) وهو جزء من حديث طويل رواه البخاري في كتاب الاعتصام، والرقاق، والقدر، والدعوات، ورواه كذلك أبو داود والنسائي.

ص: 475

973-

ولمسلم 1 عن عائشة (قالت:)(كان (النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم، لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام) .

974-

وفي البخاري 2 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: (ذهب أهل الدُّثُورِ من الأموال بالدرجات العُلَى والنعيمِ المقيم: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضلُ الأموال3 يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون، قال: ألا أحدثكم بما 4 إنْ أخذتُم به أدركتم 5 من سبقكم، ولم 6 يدرككم أحد 7 بعدكم، وكنتم خيرَ مَن أنتم بين

1 صحيح مسلم (1: 414) . تنبيه: وقع في الهامش هذا الحديث، وهو مكرر لما في الأصل، لذا لم نذكره واكتفينا بالتنبيه.

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 325) وكتاب الدعوات (11: 132) . والحديث في مسلم كذلك (1: 416- 417) ، فهو متفق عليه.

3 كذا رواية الأصيلي. ورواية الأكثر "ولهم فضل أموال" وللكشميهني "فضل من أموال".

4 كذا في المخطوطة، وفي رواية الأصيلي "بأمر إن أخذتم"، قال الحافظ وسقط قوله "بما" من أكثر الروايات، وكذا قوله "به".

5 في المخطوطة: زيادة "به".

6 في المخطوطة: "ولن".

7 في المخطوطة: "أحدا" وقد أضيف الألف بخط جديد.

ص: 476

ظهرانيه، إلا من عمل مثله،: تسبحون، وتحمَدون، وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً 1 وثلاثين. فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين، ونكبر أربعا وثلاثين، فرجعت إليه، فقال: تقول2: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثون) 3.

975-

وله 4 في حديث: (تسبحون (في) دبر كل صلاة عشراً، وتحمدون عشراً، وتكبرون عشراً) .

976-

ولمسلم: 5: (إحدى عشرة، إحدى عشرة) .

1 في المخطوطة: "ثلاث وثلاثين".

2 في المخطوطة: "تقولون".

3 في المخطوطة: "ثلاثا وثلاثين"، وهي رواية كريمة والأصيلي وأبي الوقت، كذا قال الحافظ في الفتح. وتوجه بأن اسم كان محذوف والتقدير: حتى يكون العدد منهن كلهن ثلاثا وثلاثين.

4 أخرجه البخاري: في كتاب الدعوات (11: 132- 133) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال عقبة: تابعه عبيد الله بن عمر عن سمي، ورواه ابن عجلان عن سمي، ورجاء بن حيوة، ورواه جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي الدرداء، ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، اهـ. وانظر الفتح (11: 134- 135) لمعرفة طرق هذا الحديث، وما قيل فيه.

5 صحيح مسلم (1: 417)، وانظر شرح النووي (5: 94) لبيان الرواية الراجحة.

ص: 477

977-

وله 1 من حديث أبي هريرة مرفوعاً أيضا: (من سبح (الله) في دُبُرِ كلِ صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد (الله) ثلاثاً وثلاثين، وكَبّر (الله) ثلاثاً وثلاثين، (فتلك تسعة وتسعون) ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له المك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. غفرت خطاياه 2 وإن كانت مثل زبد البحر) .

978-

ولمسلم 3 عن أبي ذر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسبح خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبر ثلاثا وثلاثي) .

1 صحيح مسلم (1: 418) . والحديث رواه أحمد (4: 57) من الفتح الرباني، وابن خزيمة (1: 369) وابن حبان (3: 353) والبغوي في شرح السنة (3: 228- 229) .

2 في المخطوطة "غفر له".

3 كذا في الأصل: عزاه لمسلم ومن فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أجده في مسلم رواية عن أبي ذر بهذا المعنى، لا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا من قوله، وقد تتبعت روايات أبي ذر في مسلم -وهي ما يقرب من ستين حديثا - فلم أجده، وقد وجدت هذا الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم وبلفظ قريب عند ابن ماجه (1: 299) وأحمد في المسند (5: 158) ومثله عند ابن خزيمة بلفظ قريب (1: 368) ومسند الحميدي (133)، وكلها من قوله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم. وصحيح ابن حبان (3: 355) وكلها من قوله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.

ص: 478

979-

وفي البخاري. 1 عن ابن عباس - في قوله: {وأدبار السجود} 2 قال: (أمَرَهُ أن يسبح في أدبار3 الصلوات كلها) .

980-

وعن عبد الله بن عمر (و) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خصلتان لا يُحصيهما رجلٌ مسلم، إلا دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً، ويُكَبِّرُ عشراً، ويَحْمَدُ عشراً، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا 4 أوى إلى فراشه سبح وحمد وكبّر مائةً، 5 فتلك مائة باللسان وألف في الميزان) ".

صححه الترمذي. 6.

1 صحيح البخاري: كتاب التفسير (8: 597) قال الحافظ: وأخرجه الطبري.

2 سورة ق: آية 40.

3 في المخطوطة "خلف".

4 في المخطوطة "فإذا".

5 في المخطوطة زيادة "مرة".

6 أخرجه الترمذي مسندا (5: 478) وليس اللفظ له. وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحديث أخرجه ابن ماجه واللفظ له (1: 299)، ورواه بألفاظ قريبة أحمد في المسند (2: 160 ، 205) وأبو داود (4: 316) والنسائي (3: 74) . ورواه الترمذي معلقا وبلفظ آخر (2: 266) وعبد الرزاق في مصنفه (2: 233- 234) وابن حبان (3: 352) .

ص: 479

981-

وفي البخاري 1 عن ابن عباس رضي الله عنهما (أن رفع الصوت بالذكر - حين ينصرف الناس من المكتوبة - كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .

982-

(و) قال ابن عباس: (كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك (إذا سمعته) ?.

983-

وفيه 2: عن سمرة (قال:)(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه) .

984-

وعن زيد بن ثابت قال: (أمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، ونحمد ثلاثاً وثلاثين، ونكبر أربعاً وثلاثين، فأتي 3 رجل في المنام من الأنصار فقيل له: أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا في دبر كل صلاة كذا وكذا؟ قال الأنصاري (في منامه) :

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 324- 325) . والحديث رواه مسلم بلفظه في القولين (1: 410) ، فهو متفق عليه. واللفظ الأول رواه كذلك أبو داود والنسائي، واللفظ الثاني رواه أبو داود كما في تحفة الأشراف.

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2: 333) ، ورواه بأرقام (1143، 1386، 2085 ، 3236 ، 3354 ، 4674 ، 6096 ، 7047) . والحديث رواه مسلم بأحد ألفاظ البخاري (4: 1781) رقم (2275) فهو متفق عليه. والحديث يتعلق بالرؤيا. ورواه كذلك الترمذي والنسائي وغيرهما.

3 في المخطوطة: "فأوتي".

ص: 480

نعم، قال: فاجعلوها خمساً وعشرين خمساً وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فافعلوا) .

إسناده جيد، رواه أحمد وغيره. 1.

985-

وعن أبي ذر مرفوعاً: (من قال في دبر صلاة الفجر، وهو ثاني 2 رجليه - قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب له 3 عشر حسنات، ومحيت 4 عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه 5 ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ 6 لذنب أن يُدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله) .

صححه الترمذي. 7

1 مسند أحمد (5: 184 بلفظه، 190 بلفظ قريب) . والحديث رواه النسائي (3: 76) وابن خزيمة (1: 370) وابن حبان) 3: 356- 357) .

2 في المخطوطة: "ثان".

3 في المخطوطة: "كتب الله له".

4 في المخطوطة: "ومحي عنه".

5 في المخطوطة: "وكان في يومه".

6 في المخطوطة: "ولن ينبغي".

7 سنن الترمذي (5: 515)، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. قلت: ونسبه السيوطي في الفتح الكبير لابن ماجه، ونسبه المنذري في الترغيب (1: 238) للنسائي.

ص: 481

ورواه أحمد، وقال: عن معاذ، وفيه صلاة المغرب والصبح.

989-

وله شاهد عند النسائي 1، بإسناد جيد في المغرب.

990-

وعن عبد الرحمن بن حسّان 2 عن مسلم بن الحارث التميمي 3 - وقيل: الحارث بن مسلم - عن (أبيه) 4 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرَّ إليه فقال: (إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات) .

991-

(وفي رواية: (قبل أن تكلم أحداً من الناس)5.

1 انظر الترغيب والترهيب (1: 238) . قلت: والحديث مروي من طرق وعن عدد من الصحابة.

2 هو أبو سعيد الفلسطيني الكناني: لا بأس به، من رجال أبي داود والنسائي في اليوم والليلة. وقد وقع في صحيح ابن حبان المطبوع "حبان" وهو خطأ مطبعي والله أعلم.

3 في المخطوطة: "التيمي"، وهو خلاف ما في الأصول.

4 ما ساقه في المخطوطة هو جمع لما في السنن وابن حبان والمسند، إذ عند أبي داود -في الرواية الأولى-: عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم بن الحارث، وفي الرواية الثانية: حدثني مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه، وساق في الرواية نفسها من طريق ابن المصفي: قال: سمعت الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي يحدث عن أبيه. وعند ابن حبان: عن مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه. وهو الموجود عند أحمد في المسند وتحفة الأشراف للمزني إذ سمى هؤلاء الصحابي: الحارث بن مسلم التميمي. والله أعلم.

5 هذه الرواية لأحمد في المسند، وأما عند أبي داود وابن حبان فقوله:"قبل أن تكلم أحدا".

ص: 482

فإنك إذا قلت ذلك ثم مت من ليلتك كتب الله 1 لك جواراً منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك2، فإنك إن مت في3 يومك كتب الله لك جواراً منها) .

قال الحارث: أسرها إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن 4 نخص بها إخواننا.

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه 5.

992-

وعن عقبة بن عامر (أنه قال:)(أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة) .

رواه ابن حبان في صحيحه 6.

993-

ولفظ الترمذي: 7 (بالمعوذتين) .

1 كذا في المخطوطة في الموضعين. وهو عند ابن حبان وأحمد، أما عند أبي داود فلفظه:"كتب لك جوار".

2 في المخطوطة: "مثل ذلك"، وما أثبتناه هو لفظ أبي داود.

3 في المخطوطة: "من"، وهو عند أحمد وابن حبان.

4 في المخطوطة: "ونحن".

5 سنن أبي داود (4: 320 ، 321) وصحيح ابن حبان (3: 360- 361) . والحديث في مسند أحمد بتقديم وتأخير (4: 234) .

6 قلت: ليس هذا اللفظ لابن حبان، وإنما هو لفظ أحمد في المسند، وأبي داود في السنن، فلفظ ابن حبان (3: 347) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة".

7 سنن الترمذي (5: 171) وقال: هذا حديث حسن غريب.

ص: 483

ورواه أحمد وغيره، 1 وهو حسن. وقال النسائي: غريب.

994-

وله 2 عنه مرفوعاً: (ما سأل سائل بمثلهما، 3 ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما) 4 حديث حسن.

995-

وعن أبي سعيد (قال:) 5 (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان،) حتى نزلت المعوذتان) ، فلما نزلتا 6 أخذ بهما وترك ما سواهما (. قال الترمذي: 7 حسن غريب.

1 الحديث رواه أحمد في المسند (4: 146، 155) وأبو داود (2: 86) والنسائي (3: 68)، وابن خزيمة (1: 372) وابن حبان (3: 347) بلفظ ابن خزيمة.

2 سنن النسائي (8: 254)، وهو جزء من حديث عن عقبة بن عامر الجهيني رضي الله عنه. والحديث عند الدارمي (2: 332) بلفظ قريب.

3 في المخطوطة: "ما سئل".

4 في المخطوطة في الموضعين: "مثلهما".

5 في المخطوطة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان".

6 في المخطوطة: "نزلت".

7 سنن الترمذي (4: 395)، والحديث في سنن النسائي (8: 271) بلفظ قريب، وابن ماجه كذلك (2: 1161) رقم: (3511) .

ص: 484

996-

وفي البخاري 1 أن سعداً كان يُعلِّمُ بَنِيهِ هؤلاء الكلمات كما يعلِّم الْمُعلِّمُ الغِلمانَ الكتابةَ، ويقول:(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة:2 اللهم إني (أعوذ بك من البخل) وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا 3 وأعوذ بك من عذاب القبر) .

997-

وللنسائي:4 عن أبي بكر (ة) 5 عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر الصلاة: 6 (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وعذاب القبر) .

1 هذا الحديث من روايتين عند البخاري، الأولى وهي أول الحديث عدا قوله "أعوذ بك من البخل"، فانظرها في كتاب الجهاد (6: 35- 36) . والرواية الثانية في كتاب الدعوات، وأولها مخالف لما هنا. حيث فيها "كان سعد يأمر بخمس ويذكرهن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بهن: اللهم إني أعوذ بك من البخل.." فانظرها (11: 1174) . والحديث له روايات عنده في كتاب الدعوات (11: 178، 181، 192) والحديث رواه الترمذي (5: 562) والنسائي (8: 256-257، 266) .

2 في المخطوطة: "بهن دبر كل صلاة"، وهو لفظ النسائي.

3 في البخاري زيادة مفسرة لفتنة الدنيا: "يعني فتنة الدّجال".

4 سنن النسائي: (3: 73- 74) و (8: 262) . والحديث رواه أحمد في مسنده (5: 36 ، 39 ، 42 ، 44) .

5 في المخطوطة: "أبي بكر".

6 في المخطوطة: بعد التشهد".

ص: 485

998-

ولأحمد 1 عن أُم سلمة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: للهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا) .

999-

ولمسلم 2 عن جابر بن سمرة: (أن النبي صلى الله عليه

1 مسند أحمد (6: 322 ، وكذلك: 294 ، 305 ، 318) . والحديث عند ابن ماجه (1: 298) . قلت: والأسانيد الخمسة كلها من طريق مولى أم سلمة. وقال في زوائد ابن ماجة: رجال إسناده ثقات، خلا مولى أم سلمة فإنه لم يسمع، ولم أر أحدا ممن صنف في المبهمات ذكره، ولا أدري ما حاله. اهـ. قلت: في قوله رحمه الله تجوز، فقد قال الحافظ في التهذيب (12: 387) : موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عنها في القول عقب صلاة الفجر رواه النسائي من طريق وكيع عن سفيان الثوري عنه، وأخرجه ابن ماجه من حديث شعبة عن موسى. وهذا المولى اسمه عبد الله بن شداد، سماه الدارقطني في "الإفراد" في روايته لهذا الحديث، من طريق شاذان الأسود بن عامر عن سفيان، وانظر بقية كلامه فيه، وقوله: رواه النسائي: أظنه في عمل اليوم والليلة، وليس في سننه، والله أعلم، وأخرجه عبد الرزاق (2: 234) .

2 صحيح مسلم (1: 464)، والحديث رواه كذلك أبو داود (234) بلفظ "يتربع" (4: 263) والترمذي (2: 480- 481) بلفظ "فقد" وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي بلفظ مسلم (3: 80) . وأخرجه عبد الرزاق بلفظ "قعد"(2: 238) .

ص: 486

وسلم كان إذا صلى الفجر جلس 1 في مصلاه حتى تطلع الشمس (حسنا) ? (2.

1000-

وله عن سعد: (كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام) .

1001-

وعن عائشة رضي الله عنها قالت:) (نزلت هذه الآية {وَلَاتَجْهَرْ بِصَلَاتِك َ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} 3 4 في الدعاء) .

أخرجاه. 5.

1002-

وفي حديث أبيّ: (

رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عَجّل) لرأى العجب

قال: وكان إذا ذكر 6 أحدا

1 في المخطوطة: "إذا صلى الصبح تربع".

2 أي: طلوعا حسنا.. أي مرتفعة.

3 سورة الإسراء، آية 110.

4 في المخطوطة زيادة "وابتغ بين ذلك سبيلا"، لكنها ليست في الصحيحين من رواية عائشة، وإنما هي في رواية ابن عباس عندهما. لذا حذفتهما. والله أعلم. والحديث رواه الترمذي ومالك أيضا.

5 صحيح البخاري: كتاب التوحيد (13: 501) واللفظ له، وكذا في كتاب التفسير (8: 405) وكتاب الدعوات (11: 131) وصحيح مسلم (1: 329) .

6 في المخطوطة: "إذا كسر".

ص: 487

من الأنبياء بدأ بنفسه: رحمة الله علينا وعلى أخي كذا) 1.

1003-

وللتزمذي 2 بسند صحيح: (كان إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه) .

1004-

ولمسلم 3 عن أُم الدرداء 4 مرفوعا: (دعوة (المرء)

1 في المخطوطة "رحمة الله علينا وعليه"، وهو خلاف ما في مسلم. والحديث رواه مسلم في صحيحه (4: 1850- 1852) رقم (172) من كتاب القضائل، وهو جزء من حديث فضائل الخضر عليه السلام الطويل. وأخرج هذا الجزء كذلك بلفظ قريب أبو داود (4: 33) والترمذي مختصرا (5: 463) ، وأصل الحديث عند البخاري بطوله، لكن من غير هذه اللفظة.

2 أخرجه الترمذي من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه (5: 463)، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.

3 صحيح مسلم (4: 2094) رقم: (2732، 2733) .

4 في مسلم ساق الحديث بلفظه من حديث أم الدرداء، ثم عقب: ولأبي الدرداء بمثله، ولفظه فيه: عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال: قدمت الشام، فأتيت أبا الدرداء في منْزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء، فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم، قالت: فادع الله لنا بخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:

فذكره، قال (صفوان) فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء، فقال لي مثل ذلك، يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم، اهـ. والحديث رواه ابن ماجه وأحمد.

ص: 488

المسلم لأخيه، بظهر الغيب، مستجابة1، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به:(آمين) ولك بمثل) .

1005-

وله 2 في حديث المقداد

(أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء

فقال: اللهم أطعم من أطعمني وأسق من سقاني) .

1006-

وفي السنن: (أنه سمع علياً يدعو فقال علي عمَّ: فإن فضل الخصوص على العموم كفضل السماء على الأرض) .

1007-

وللترمذي - وحسنه - عن ثوبان (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لاث لا يحل لأحد أن يفعلهن: لا يؤم رجل قوماً فيخص نفسه بالدعاء دونهم، فإن فعل فقد خانهم، ولا ينظر في قعر بيت قبل أن3 يستأذن، فإن فعل فقد دخل، ولا يصلي [وهو حَقِنٌ] 4 حتى يتَخفف) .

1008-

ولأبي داود، 5 معناه عن أبي هريرة.

1 في المخطوطة: "مجابة".

2 صحيح مسلم وهو جزء من حديث طويل رواه في كتاب الأشربة (3: 1625) رقم (2055) . والحديث رواه أحمد في المسند (6: 2 ، 3 ، 4 ، 5) واللفظ لأحمد. لأن لفظ مسلم "وأسعد من أسقاني" والله أعلم.

3 في المخطوطة: "حتى".

4 ما بين المعكوفتين سقط من الأمل، وكتب في الهامش بقلم رصاص:"حقنا"، وكتب عليه:"صح".

5 سنن أبي داود (1: 23) وأشار إليها الترمذي في سننه (2: 190) .

ص: 489

1009-

وفي الصحيح: 1 (أنه2 برَّكَ على خيل أَحْمَسَ ورجالها خمساً) .

1010-

وفيه 3 من حديث أبي هريرة: (يستجاب لأحدكم

1 الحديث في صحيح البخاري: كتاب الجهاد (6: 189) وكتاب المغازي (8: 70 ، 71) وصحيح مسلم (4: 1926) رقم: (137) . وهو من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه. والحديث في غزوة ذي الخلصة. وأخرجه مسلم في فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه. والحديث رواه كذلك أحمد. (4: 360 ، 362 ، 365) .

2 أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلفظ البخاري ومسلم:"فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات". ولفظ البخاري الآخر: "فبارك على خيل، وفي لفظ ـ في ـ خيل أحمس ورجالها خمس مرات".

3 لقد جمع المصنف بين حديثين اثنين، وإن كانا من رواية أبي هريرة لكن الأول من رواية أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف عنه، والثاني من رواية أبي إدريس الخولاني عنه. والحديث الأول من أول الحديث حتى قوله "ما لم يعجل". وأما الحديث الثاني، فهو من قوله:"قيل يا رسول الله" حتى نهاية الحديث. وهو جزء من الحديث التالي عند مسلم، علما بأن القسم الأول عند الشيخين، أما القسم الآخر فهو من رواية مسلم فقط. والله أعلم. أما الرواية الأولى فهي عند البخاري: كتاب الدعوات (11: 140) ومسلم (4: 2095) رقم (2735) وكذلك عند أبي داود (2: 78) والترمذي (5: 464) وابن ماجه (2: 1266) ومالك في الموطأ (1: 213) وأحمد في المسند (2: 396 ، 487) . أما الرواية الثانية فهي عند مسلم فقط (4: 2096) .

ص: 490

ما لم يعجل. (قيل يا رسول الله ما الاستعجال) 1؟ قال: " يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم (أر) يَستجيبُ 2 لي، فيستحسر 3 عند ذلك، ويدع الدعاء) .

1011-

ولمسلم4 عنه: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رَحم، ما لم يستعجل)5.

1012-

وللترمذي6 عن ابن مسعود مرفوعا: (سلوا

1 في المخطوطة: "العجلة".

2 في المخطوطة: "فلم يستجب".

3 في المخطوطة: "فيتحسر"، ومعناها: أي يمل ويعيَي، فيترك الدعاء، ومنه قوله تعالى:{لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} أى: لا ينقطعون عنها. والله - أعلم.

4 صحيح مسلم (4: 2096)، ونسبه الحافظ في الفتح (11: 141) للترمذي أيضا، وكذا المنذري في الترغيب (3: 294) .

5 في المخطوطة زيادة "الحر" وليست في مسلم. ولا الترغيب ولا الفتح ولا الفتح الكبير.

6 سنن الترمذي (5: 565) .

ص: 491

الله من فضله، فإن الله عز وجل يحب أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج) .

1013-

وله 1 وصححه، من حديث عبادة:(ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من (السوء) مثلها، ما لم يدعُ بإثم، أو قطيعة رحم. فقال رجل من القوم: إذاً نُكْثِر؟ قال: الله أكثر) .

1014-

ولأحمد 2 من حديث أبي سعيد مثله، وفيه: (إما أن تعجل له دعوته 3، وإما أن 4 يدخرها له في الآخرة، وإما أن 5 يصرف عنه من السوء مثلها

) .

1015-

وفي الترمذي وصحيح 6 الحاكم 7 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة) ، وما سئل اللهُ شيئاً يُعْطَى أحَبَّ إليه

1 سنن الترمذي (5: 566- 567) مرفوعا.

2 مسند أحمد (3: 18)، وبمعناه عن جابر عند الترمذي (5: 462) .

3 في المخطوطة: "إما أن يعجلها".

4 في المخطوطة "أو" في الموضعين، وهو خلاف ما في المسند.

5 في المخطوطة "أو" في الموضعين، وهو خلاف ما في المسند.

6كذا في المخطوطة. وكتاب الحاكم اسمه "المستدرك على الصحيحين".

7 سنن الترمذي (5: 552) واللفظ له والمستدرك (1: 493) .

ص: 492

من (أن) يُسْأَلَ العافية (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن 1 الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينْزل، فعليكم عبادَ الله بالدعاء) .

1016-

ولأحمد 2 عن أنس (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض) . صحيح. 3.

1017-

ولأبي داود 4 بسند حسن عن مالك بن يسار مرفوعاً: (إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها) .

1018-

وله 5 بسند جيد عن عائشة رضي الله عنها قالت:)

1 في المخطوطة: "وإن الدعاء لينفع".

2 مسند أحمد (3: 123)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وقد روى إسرائيل هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما سئل الله شيئا أحب إليه من العافية.

3 هو من رواية يزيد عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس.

4 سنن أبي داود (2: 78) ومالك بن يسار له صحبة. والحديث قال سليمان بن عبد الحميد (شيخ أبي داود) : قرأته -يعني هذا الحديث - في أصل إسماعيل بن عياش،

فهو وجادة.

5 سنن أبي داود (2: 77) .

ص: 493

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك) .

1019-

قيل: (ولا يستجاب الدعاء من قلب غافل) .

رواه الترمذي 1 والحاكم في صحيحه عن أبي هريرة.

1020-

وأحمد 2 عن ابن عمر (و) وفيهما: 3 (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) .

1021-

وعن جابر مرفوعاً: (لا تجعلوني كقدح الراكب يملأ قدحه، ثم يضعه، ويرفع متاعه، فإن احتاج إلى شراب شربه، أو

1 كذا في المخطوطة: "قيل"، مع أن هذا اللفظ هو جزء من الرواية الأخرى "التالية"، ولفظ الترمذي عن أبي هريرة:"ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه"، وقال عنه: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، سمعت عباسا العنبري يقول: اكتبوا عن عبد الله بن معاوية الجمحي فإنه ثقة، وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 493) من حديث أبي هريرة أيضا، وقال عنه: هذا حديث مستقيم الإسناد، تفرد به صالح المري وهو أحد زهاد البصرة، ولم يخرجاه، لكن قال الذهبي: صالح متروك.

2 مسند أحمد (2: 177) .

3 انظر التعليق رقم (1) فقد سبق تخريجه فيه، واللفظ للترمذي من حديث أبي هريرة، ولفظ أحمد من حديث ابن عمرو بن العاص:"فإذا سألتم الله عز وجل أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة".

ص: 494

لوضوء توضأ، وإلا أهراقه، ولكن اجعلوني في أول الدعاء وأوسطه وآخره) 1.

1022-

وعن سعد أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى. (أ) وحصى تسبح به، فقال:(أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا، (أو) أفضل (فقال:) سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما (خلق) في ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك) .

رواه أبو داود والترمذي - وحسنه - 2.

1023-

وله 3 عن صفية: (دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديَّ أربعة آلاف نواةٍ أسبح بها، فقلت: لقد سبحت

1 أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد والعقيلي في الضعفاء وضعفه، عن جابر -كذا في منتحب كنْز العمال (1: 353) .

2 سنن أبي داود (2: 80- 81) واللفظ له، وسنن الترمذي (5: 562- 563) وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث سعد.

3 أي للترمذي في سننه (5: 555) وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث صفية إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد الكوفي، وليس إسناده بمعروف، وفي الباب عن ابن عباس. ثم ذكر حديث ابن عباس في قصة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها. وصححه.

ص: 495

بهذه، فقال: 1 (ألا أعلمك بأكثر مما سبّحتِ؟ " فقلت: علمني: فقال: " قولي: سبحان الله عدد خلقه) .

1024-

وعن يُسيرة 2 (وكانت من المهاجرات قالت:) قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا نساء المؤمنات (عليكن بالتهليل والتسبيح 3 والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات مستنطقات (رواه أبو داود 4 وغيره بسند حسن.

1 في المخطوطة: "فقال: لقد سبحت بهذا ألا أعلمك..".

2 في المخطوطة: "بسرة" وهو خطأ. وإنما هي يسيرة أم ياسر وقيل: بنت ياسر أم حميضة، من الأنصاريات وقيل من المهاجرات المبايعات، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا، وقد ذكره ابن سعد في الطبقات (8: 310) ، وقد وردت فيه مصحفة "بسيرة" بالتصغير وهو خطأ. فقد ذكرها الحافظان ابن عبد البر في الاستيعاب وابن حجر في الإصابة والذهبي في تجريد أسماء الصحابة وغيرهم في حرف الياء. وانظر الإصابة (4: 429) والاستيعاب (4: 429) بهامش الإصابة، والتجريد (2: 312) ، ونسب حديثها لأبي داود والترمذي وابن ماجه. والتهذيب (12: 458) والكاشف (3: 483) .

3 في المخطوطة: "بالتسبيح والتهليل"، وهو موافق لرواية الترمذي.

4 قلت: ليس اللفظ لأبي داود، والحديث رواه أبو داود بأخصر (2: 81) والترمذي بلفظه مع تأخير الجملة الثانية، (5: 571) ومسند أحمد (6: 370- 371)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان، وقد روى محمد بن ربيعة عن هانئ بن عثمان. اهـ. قلت: روى عن هانئ ، محمد بن بشر -كما عند أحمد والترمذي ـ وعبد الله بن داود- كما عند أبي داود ـ وكل من هانئ وأمه حميضة مقبول، والله أعلم.

ص: 496

1025-

وعن شداد بن أوس مرفوعاً: (إذا كنْز الناس الذهب والفضة، فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، و (أسألك) حسن عبادتك وأسألك قلباً سليماً، وأسألك لساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علاّم الغيوب) .

رواه أحمد. 1.

1026-

وللنسائي: 2 كان يقول 3 في صلاته.

1027-

ولأبي 4 داود وغيره بسند حسن عن ابن عمرو (قال:)(رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح) .

1 مسند أحمد (4: 123)، وأخرجه الترمذي (5: 476) والنسائي في السنن كما سيأتي في الفقرة التالية، وعمل اليوم والليلة.

2 سنن النسائي (3: 54) .

3 في المخطوطة: "يقوله"، وهو خلاف لفظ النسائي.

4 سنن أبي داود (2: 81) وأخرجه الترمذي كذلك (5: 72)، وقال عنه: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب، وروى شعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن السائب بطوله.

ص: 497

1028-

وفي رواية: (1) بيمينه.

1029-

وعن زيد بن أرقم قال: (كنا نتكلم في الصلاة، يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} 2 فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام) .

(أخرجاه) . 3.

1030-

ولهما 4 عن ابن مسعود قال: (كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي، سلمنا فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله: كنا نسلم عليك في الصلاة ترد علينا، فقال: إن في الصلاة شغلا)5.

1 لأبي داود (2: 81) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص نفسه.

2 سروة البقرة، آية:238.

3 ما بين المعكوفتين كتب في الهامش. والحديث أخرجه مسلم واللفظ له (1: 383) والبخاري بلفظ قريب في: كتاب العمل في الصلاة (3: 72- 73) وكتاب التفسير (8: 198) . وأخرجه الترمذي كذلك.

4 صحيح مسلم -واللفظ له- (1: 382) وصحيح البخاري: كتاب العمل في الصلاة (3: 72 ، 86) وكتاب مناقب الأنصار (7: 188) . والحديث رواه أيضا أبو داود وابن ماجه وأحمد.

5 في المخطوطة: "لشغلا".

ص: 498

1031-

ولأحمد 1 والنسائي: (كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم إذ كنا بمكة، قبل أن نأتي أرض الحبشة، فلما قدمنا من أرض الحبشة، أتيناه فسلمنا عليه، فلم يرد، 2 فأخذني ما قرب وما بعد، حتى قضوا الصلاة، فسألته، فقال: إن الله عز وجل يحدث من أمره ما يشاء، وإنه قد أحدث من أمره أن لا نتكلم في الصلاة) .

1032-

وعن ابن عمر قال: (قلت لبلال: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يُسَلِّمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: (كان) يشير بيده) .

رواه الخمسة وصححه الترمذي. 3.

1 مسند أحمد -واللفظ له- (1: 377)، وكذا بلفظ قريب:(409 ، 415 ، 463)، وسنن النسائي (3: 19) .

2 في المخطوطة زيادة "علينا"، وليست في المسند ولا النسائي.

3 الحديث لم يروه الخمسة من حديث ابن عمر عن بلال، وإنما الذي رواه من حديث ابن عمر عن بلال هو أبو داود (1: 244) والترمذي (2: 204) وأحمد في المسند (6: 12) واللفظ لأحمد والترمذي، وأما النسائي وابن ماجه فقد روياه من طريق ابن عمر عن صهيب لا من طريق بلال. وقد صرح صاحب المنتقى بذلك حيث قال عقب هذا الحديث: رواه الخمسة إلا أن في رواية النسائي وابن ماجه: صهيب فكان بلال، وانظره في سنن النسائي (3: 5) وسنن ابن ماجه (1: 325)، ورواه عن طريق ابن عمر عن صهيب: الدارمي (1: 257) .

ص: 499

1033، 1034- وصحت الإشارة من حديث أم سلمة، 1 وعائشة 2 وغيرهما 3.

1 حديث أم سلمة رواه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم، ولفظه: عن كريب أن ابن عباس والمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن أزهر أرسلوا إلى عائشة ثم إلى أم سلمة -في قصة صلاة الركعتين بعد العصر- فقالت أم سلمة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الركعتين بعد العصر، ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر، ثم دخل علي، وعندي نسوة من بني حرام، فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه، وقولي له، تقول لك أم سلمة: يا رسول الله سمعتك تنهي عن هاتين، وأراك تصليهما، فإن أشار بيده فاستأخري عنه، ففعلت الجارية، فأشار بيده

الحديث.

2 وحديث عائشة لما صلى بهم جالسا في مرض له فقاموا خلفه وأشار إليهم أن اجلسوا، والحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه.

3 وثبت من حديث جابر - في قصة شكوى النبي صلى الله عليه وسلم وصلاة الصحابة خلفه قياما ـ فأشار إليهم أن اقعدوا، وثبت من حديث جابر كذلك عند عودته من حاجة أرسله بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخرج حديث جابر: البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم. وثبت كذلك من حديث صهيب عندما مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلم عليه فرد عليه إشارة. الحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه الترمذي، والدارمي، والله أعلم.

ص: 500

1035-

ولمسلم 1 عن معاوية بن الحكم السُّلَمي قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: وَاثُكْلَ أُمِّيَاه، 2 ما شأنكم; تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يُصَمِتُّونَنِي، 3 لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي (هو) وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه. فوالله ما كهرني 4 ولا شتمني، قال:(إن هذه الصلاة (لا يصلح فيها شيء من كلام الناس) 5 إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1036-

وللبخاري 6 عن أبي هريرة قال: (قام رسول الله صلى

1 صحيح مسلم (1/381-382) وقد أخرجه أيضا أبو داود والنسائي ومالك.

2 في المخطوطة: "أماه".

3 في المخطوطة: "يستكتوني".

4 في المخطوطة: "ما كرهني".

5 في المخطوطة: "لا تصلح لشيء من الكلام"، والتصويب من مسلم.

6 صحيح البخاري: كتاب الأدب (10/ 438) والمراد بالأعرابي ذو الخويصرة اليماني، وقيل الأقرع بن حابس. وقد روى الحديث بمعناه مع ذكر بوله في المسجد مساقا واحدا ابن ماجه وابن حبان، وصححه من وجه آخر عن أبي هريرة، وانظر الفتح (10/ 439) .

ص: 501

الله عليه وسلم إلى الصلاة وقمنا معه، فقال أعرابي - وهو في الصلاة - اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً، فلما سَلّم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي: لقد حَجَرْتَ 1 واسعاً - يريد رحمة الله) .

1037-

وله 2 تعليقاً عن عبد الله بن عمرو: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نفخ في صلاة الكسوف) .

1038-

وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: (كان لي من رسول

1 بمهملة ثم جيم ثقيلة ثم راء، أي ضيقت وزنا ومعنى. والقائل: يريد رحمة الله، بعض رواته - قال الحافظ ـ وكأنه أبو هريرة. قال ابن بطال: أنكر صلى الله عليه وسلم على الأعرابي لكونه بخل برحمة الله على خلقه، وقد أثنى الله تعالى على من فعل خلاف ذلك، حيث قال:{والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان..} وانظر الفتح (10/ 439) .

2 لفظ البخاري في كتاب العمل في الصلاة (3/ 83) ويذكر عن عبد الله ابن عمرو: نفخ النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده في كسوف. والحديث ـ كما قال الحافظ ـ رواه أحمد، وصححه ابن خزيمة والطبري وابن حبان من طريق عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، وإنما ذكره البخاري بصيغة التمريض لأن عطاء بن السائب مختلف في الاحتجاج به، وقد اختلط في آخر عمره، لكن أخرجه ابن خزيمة - كما قال الحافظ - من رواية سفيان الثوري عنه، وهو ممن سمع منه قبل اختلاطه، وأبوه وثقه العجلي وابن حبان، وليس هو من شرط البخاري.

ص: 502

الله صلى الله عليه وسلم مدخلان بالليل والنهار، وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي تنحنح (1.

رواه أحمد. 2.

1039-

وللنسائي 3 معناه.

1040-

وعن عبد الله بن الشخير قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء) .

رواه أحمد وأبو داود. 4.

1041-

(قالت عائشة: (إن) 5 أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ

1 في المخطوطة: "يتنحنح لي".

2 مسند أحمد (1/ 80) .

3 سنن النسائي: كتاب السهو (باب التنحنح في الصلاة) .

4 مسند أحمد (4/ 25،26) وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة: (1/238) بلفظ "كأزيز الرحا من البكاء" وأخرجه النسائي في كتاب السهو: 18 بلفظ "ولجوفه" بدل "وفي صدره"، وفيه زيادة:"يعني البكاء". قال السيوطي في زهر الربى (3/ 13) : أزيز أي حنين من الجوف وهو صوت البكاء، وقيل هو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء. والمرجل: وهو بالكسر: الإناء الذي يغلي فيه الماء سواء كان من حديد أو صفر أو حجارة أو خزف، والميم زائدة: قيل: لأنه إذا نصب كأنه أقيم في أرجل. اهـ.

5 في المخطوطة: "ولأن".

ص: 503

غلبه البكاء (في البخاري 1.

1042-

وله عن أبي هريرة مرفوعاً: (التسبيح للرجال والتصفيق للنساء) .

1043-

ولمسلم 2 عن أبي الدرداء، قول النبي صلى الله عليه وسلم للشيطان:(ألعنك بلعنة الله ثلاثاً) .

1044-

وقوله: (أعوذ بالله منك)3.

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2/ 165) وله روايات عنده فيه وكذا برقم (3385) .

2 صحيح مسلم (1/ 385) وأخرجه النسائي في كتاب السهو باب لعن إبليس.

3 صحيح مسلم (1/ 385) وأخرجه النسائي في كتاب السهو باب لعن إبليس. وأصل الحديث: عن أبي الدرداء قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: " أعوذ بالله منك ، ثم قال: "ألعنك بلعنة الله" ثلاثا، وبسط يده كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال: "إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك، ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر، ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة.

ص: 504

1045-

وقوله لعثمان: (

فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على1 يسارك ثلاثا قال: ففعلت ذلك، فأذهبه 2 الله عني (3.

1046-

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقرأ في صلاة ليست بفريضةٍ، فمر بذكر الجنة والنار فقال: أعوذ بالله من النار، ويح أو ويل لأهل النار) .

رواه أحمد. 4.

1047-

وعن عائشة (

كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف 5 إلا دعا الله عز وجل واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله عز وجل ورغب إليه) .

رواه أحمد. 6.

1 في المخطوطة: "عن".

2 في المخطوطة: "فأذهب".

3 صحيح مسلم (4/ 1728-1729) رقم 12203، وأخرجه كذلك النسائي وأحمد.

4 مسند أحمد (4/ 347) .

5 مسند أحمد "تخويف"، وهو موجود في رواية أخرى عند أحمد، من وجه آخر.

6 مسند أحمد (6/ 92) وكذا (6/ 119) بتقديم وتأخير.

ص: 505

1048-

وعن موسى بن أبي عائشة قال: (كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} 1 قال: سبحانك فبلى 2. فسألوه عن ذلك؟ فقال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رواه أبو داود. 3.

1049-

وعن عوف بن مالك قال: (قمت مع النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ فاستاك وتوضأ، ثم قام فصلى، فبدأ فاستفتح (من) البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل. ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوذ، ثم ركع فمكث راكعاً بقدر قيامه، يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم سجد بقدر ركوعه يقول في سجوده: سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء والعظمة، ثم قرأ آل عمران، ثم سورة، (ثم) سورة، ففعل مثل ذلك) .

رواه النسائي، 4 وأبو داود، ولم يذكر الوضوء والسواك.

1 سورة القيامة، آية 40.

2 باللام: وفي نسخة أبي داود "فبكى" بالكاف، قال ابن رسلان: وأكثر النسخ المعتمدة باللام بدل الكاف.. وبلى حرف لإيجاب النفي، والمعنى وأنت قادر على أن تحيي الموتي. كذا في العون (3: 138-139) نقلا عن النيل.

3 سنن أبي داود (1/233-234) .

4 سنن النسائي - واللفظ له - باب التطبيق 73، وأخرجه أحمد في المسند مختصرا (6/ 24) وأبو داود (1/ 230-231) .

ص: 506

1050-

ولهما 1 عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الْخَصْر في الصلاة) .

1051-

وعن ابن عمر (قال:)(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده) .

رواه أبو داود 2.

1052-

وفي لفظ: (نَهَى أن يصلي الرجل وهو معتمد على يده)3.

1 ليست هذه رواية الصحيحين. فرواية البخاري: "نُهي - بصيغة البناء للمجهول - عن الخصر في الصلاة". والرواية الثانية عنده: نهي - للمجهول -، وعند مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى - أن يصلي الرجل مختصرا. وانظر اللفظ في صحيح البخاري كتاب العمل في الصلاة (3/ 88) وصحيح مسلم (1/ 387) . وانظر اللؤلؤ والمرجان (1/ 11) والحديث رواه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي. وانظر جامع الأصول لبيان ألفاظه (5/321) . ومعنى الاختصار: قال ابن الأثير في جامع الأصول 5/ 322) : الاختصار المنهي عنه في الصلاة: هو أن يضع يده على خاصرته، قيل: إنه من فعل اليهود، وقيل: الاختصار: هو أن يأخذ بيده مخصرة، أي عودا يتكئ عليه في الصلاة. اهـ.

2 سنن أبي داود (1/ 260-261) ومسند أحمد (2/ 147) .

3 في المخطوطة: "يديه".

ص: 507

1053-

وله عن أم قيس بنت محصن (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسنَّ وحَمَل 1 اللحم، اتخذ عموداً في مصلاه يعتمد عليه) .

1054-

ولهما 2 عن معيقب 3 (..إن كنت فاعلاً فواحدة) .

1055-

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه، فلا يمسح الحصى) .

رواه الخمسة 4.

1 في المخطوطة: "وجل" بالجيم المعجمة.

2 صحيح البخاري: كتاب العمل في الصلاة (3/ 79) وصحيح مسلم (1/387) . والحديث أخرجه أصحاب السنن الأربعة وغيرهم، وأول الحديث كما عند البخاري: عن معيقيب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرجل يسوي التراب حين يسجد قال: إن كنت فاعلا فواحدة، أي مسح موضع السجود من الحصى وغيره. وقد حكى النووي اتفاق العلماء على كراهة مسح الحصى وغيره في الصلاة، لكن ذكر الخطابي في المعالم عن مالك أنه لم ير به بأسا، وكان يفعله، فكأنه لم يبلغه الخبر. كذا في الفتح.

3 هو معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، حليف بني عبد شمس، وكان من السابقين الأولين، وليس له في البخاري إلا هذا الحديث.

4 سنن أبي داود (1/ 249) سنن الترمذي (2/ 219) وقال عنه: حديث حسن، سنن النسائي (3/ 6) سنن ابن ماجه (1/ 327-328)، وكذا سنن الدارمي (1: 263) ومسند أحمد (5:150) .

ص: 508

1056-

ولأحمد 1

سألته عن مسح الحصى فقال: (واحدة أو دع) .

1057-

وللبخاري 2 عن عائشة (قالت:) سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإلتفات3 في الصلاة فقال: (هو) اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد) .

1058-

وعن أنس (قال:) قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا بني) إياك والإلتفات 4 في الصلاة، فإن الإلتفات 5 في الصلاة هلكة، فإن كان لابد ففي التطوع لا في الفريضة) .

صححه الترمذي 6.

1 مسند أحمد (5/ 163) وهو من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2/ 234) وفي كتاب بدء الخلق (6/ 338) . والحديث رواه كذلك أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد والحاكم وغيرهم.. لكن قال الحاكم: وقد اتفقا، يريد الشيخين، على إخراجه، وهو وهم منه؛ إذ هو من إفراد البخاري كما ذكره الحافظ في الفتح (2/ 352) .

3 في المخطوطة: "التلفت" في المواطن الثلاثة.

4 في المخطوطة: "التلفت" في المواطن الثلاثة.

5 في المخطوطة: "التلفت" في المواطن الثلاثة.

6 سنن الترمذي: باب ما ذكر في الالتفات في الصلاة (2: 197) من تحفة الأحوذي، لكنه قال في السنن: هذا حديث حسن. لكن قال ابن تيمية في المنتقى: رواه الترمذي وصححه، فلعله اختلاف نسخ والله أعلم.

ص: 509

1059-

وعن أبي ذر مرفوعاً: (لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت 1 انصرف عنه) .

رواه أبو داود وغيره 2.

1060-

وعن سهل ابن الحنظلية 3 قال: (ثُوِّبَ بالصلاة - يعني صلاة الصبح - فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم (يصلي وهو) يلتفت إلى الشعب) .

رواه أبو داود 4 (و) قال: وكان أرسل فارساً إلى الشعب (من الليل) يحرس.

1 في المخطوطة: "انصرف".

2 سنن أبي داود: باب الصلاة رقم (909) باب الالتفات في الصلاة. وسنن النسائي: كتاب السهو، باب التشديد في الالتفات في الصلاة. ورواه كذلك أحمد وابن خزيمة. وهو من رواية علي بن زين بن جدعان.

3 هو سهل بن عمرو بن عدي ويقال: سهل بن الربيع، المعروف بابن الحنظلية، الأنصاري الحارثي.

4 سنن أبي داود: كتاب الصلاة (1/ 241) . ورواه مطولا بقصته (3/9-10) ، والحاكم في المستدرك (237) ، وصححه وأقره الذهبي.

ص: 510

1061-

وللنسائي 1 عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت (في صلاته) يميناً وشمالاً، ولا يلوي عنقه خلف ظهره) .

1062-

وعن (عبد الله بن) عباس أنه رأى عبد الله بن الحارث يصلي، ورأسه معقوص من ورائه، (فقام) فجعل يَحُلُّهُ. فلما انصرف (أقبل إلى ابن عباس) 2 فقال 3 مالك ورأسي؟ فقال4: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما مَثَلُ هذا مَثَل 5 الذي يصلي وهو مكتوف) .

رواه مسلم 6.

1 ما بين المعكوفتين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش. والحديث في سنن النسائي: كتاب السهو: باب الرخصة في الالتفات في الصلاة يمينا وشمالا، وأخرجه أحمد في المسند (1/ 275، 306) والترمذي (2/482-483) والحاكم في المستدرك (1/ 236- 237) وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

2 ما بين المعكوفتين سقط من الأصل، وكتب في الهامش "أقبل على ابن عباس".

3 في المخطوطة: زيادة "له".

4 في المخطوطة: "قال".

5 في المخطوطة: "كمثل".

6 صحيح مسلم (1/ 355) . والحديث رواه أيضا أبو داود (1/ 174-175) والنسائي (2/ 215-216) والدارمي (1/ 261) وأحمد في المسند (1/ 304،316) .

ص: 511

1063-

ولأحمد وغيره 1 عن أبي رافع (قال:)(نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل ورأسه معقوص) .

1064-

وعن أبي هريرة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأسودين في الصلاة: العقرب والحيّة) .

رواه الخمسة وصححه الترمذي 2.

1065-

ورووا إلا ابن ماجة 3 عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت والباب عليه مغلق، فجئت، فمشى حتى فتح لي، ثم رجع إلى مقامه) .

ووصفت أن الباب في القبلة.

1 مسند أحمد (6/ 8،391) بلفظ "وشعره"، وأخرجه كذلك ابن ماجه (1/331) .

2 سنن الترمذي (2: 233-234) وسنن أبي داود (1/ 242) وسنن النسائي مختصرا (3/10) وسنن ابن ماجه (1/394) ومسند أحمد (2/233، 248، 255، 473، 475، 490) وسنن الدارمي (1/ 292)، وقال الترمذي: حسن صحيح. ورواه الحاكم (1: 256) وصححه وأقره الذهبي.

3 مسند أحمد (6/31) وسنن الترمذي وحسنه (2/217-218) من تحفة الأحوذي. وسنن أبي داود (1:242) وسنن النسائي (3 /11) بمعناه، ونسبه المباركفوري في التحفة (2/218) لابن ماجه، وإقرار المنذري لتحسين الترمذي له. والله أعلم. لكن بين النسائي أن الصلاة كانت تطوعا، وأن مشيه صلى الله عليه وسلم كان إلى اليمين أو اليسار.

ص: 512

1066 وعن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا نودي للصلاة 1 أدبر الشيطان، وله ضُرَاط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قُضِيَ الأذانْ أقبل، فإذا ثُوِّبَ بها أدبر، فإذا قُضِيَ التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذْكُرْ كذا، اذْكُرْ كذا 2 - ما لم يكن يذكر 3 - حتى يظل الرجل إن 4 يدري كم صلى، فإذا لم يدر أحدكم (كم) صلى - ثلاثاً أو أربعاً - فليسجد سجدتين وهو جالس) .

أخرجاه 5.

1067-

وقال البخاري 6 قال عمر رضي الله عنه: (إني لأجهز جيشي، وأنا في الصلاة) .

1 في بعض الروايات: "بالصلاة".

2 في رواية للبخاري: "اذكر كذا وكذا".

3 في رواية للصحيحين" "لما لم يكن يذكر".

4 إن بمعنى "ما"، وهي نافية.

5 صحيح البخاري: كتاب السهو (3/ 103) وكذا في كتاب الأذان (2/ 84-85) وأرقام (1222، 3285) وصحيح مسلم بأخصر (1/291-292، 398) . والحديث رواه كذلك أبو داود والنسائي ومالك في الموطأ وأحمد في المسند والدارمي وغيرهم.

6 أخرجه البخاري تعليقا في كتاب العمل في الصلاة (3/89) ، ووصله ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عنه، كما في الفتح (3/90) .

ص: 513

1068 -

ولهما 1 عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان 2 إذا خرج يوم العيد أمر 3 بالحربة فتوضع (بين يديه) 4 فيصلي إليها، والناس وراءه، وكان يفعل ذلك في السفر) . أخرجاه.

1069-

ولهما 5 عن سهل 6 (قال:)(كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار مَمَرُّ الشاة) .

1070-

وفي حديث بلال: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فصلى، وبينه وبين الجدار نحواً من ثلاثة أذرع (رواه أحمد وغيره 7، ومعناه للبخاري.

1 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/ 573) وصحيح مسلم (1/359) واللفظ لهما، والحديث رواه كذلك أبو داود والنسائي وأحمد وابن ماجه وابن خزيمة.

2 كان في المخطوطة: "كان رسول الله

".

3 كان في المخطوطة: "يأمر"، وهو لفظ أحمد، وفي الصحيحين أثبتناه.

4 ما بين القوسين سقط من الأصل وكتب في الهامش.

5 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/574) وصحيح مسلم (1/364) واللفظ لهما.

6 هو ابن سعد الساعدي، كما صرح به في مسلم.

7 كذا هذا الحديث في المخطوطة. وليس هذا لفظ أحمد، فلفظ أحمد "كان بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع". وانظر لفظ أحمد (6/13)، وانظر أصل الحديث من رواية ابن عمر لا من رواية بلال في صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/579) . وانظر الحديث في سنن أبي داود والنسائي أيضا.

ص: 514

1071-

ولمسلم 1 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل في غزوة تبوك عن سترة المصلي؟ فقال: (كمؤخرة الرحل) .

1072-

وفي حديث طلحة (قال: كنا) نصلي، والدَّوابُّ تمر بين أيدينا، فذكر (نا) ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(مثل مؤخره الرحل تكون بين يدي أحدكم، فلا 2 يضره من مر بين يديه)3.

1073-

وفي البخاري 4 في حديث أبي جحيفة (

فصلى بالبطحاء الظهر والعصر ركعتين، ونصب 5 بين يديه عَنَزَة) .

1074-

وفيه 6 عن ابن عمر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم

1 صحيح مسلم (1/ 359) .

2 في المخطوطة: "لا يضره"، وما أثبتناه رواية ابن نمير عند مسلم، وأما رواية إسحاق عنده أيضا "ثم لا يضره ما مر بين يديه".

3 أخرجه مسلم - واللفظ له - (1/358) . ورواه كذلك أحمد وأبو داود وابن ماجه.

4 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/576) . والحديث أخرجه مسلم كذلك (1/361) ، فهو متفق عليه. والحديث رواه كذلك أصحاب السنن وأحمد وغيرهم بألفاظ متعددة.

5 في المخطوطة: "وركز"، ولم أجدها بهذا السياق عند البخاري أو مسلم أو أحمد.

6 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/58) ، وأخرج مسلم القسم الأول منه (1/359) من غير ذكر هب الركاب.

ص: 515

كان يُعَرِّضُ 1 راحلته، فيصلي إليها، قلت 2 أفرأيت إذا هَبّت الركاب 3؟ قال: كان يأخذ (هذا) الرَّحْلَ فيعدلهُ، فيصلي إلى آخرته) .

1075-

ولهما 4 من حديث أبي سعيد (قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:)(إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد 5 أحد أن يجتاز 6 بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان) .

1 ضبطها الحافظ في الفتح، بتشديد الراء، أي يجعلها عرضا.

2 قال الحافظ في الفتح: ظاهره أنه كلام نافع، والمسؤول ابن عمر، لكن بين الإسماعيلي من طريق عبيدة بن حميد عن عبيد الله بن عمر، أنه كلام عبيد الله بن عمر، والمسؤول نافع، فعلى هذا هو مرسل، لأن فاعل يأخذ هو النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يدركه نافع.

3 في المخطوطة: "إذا ذهبت الركاب" وهو خطأ. والمراد بقوله "هبت الركاب" أي هاجت الإبل، يقال هب الفحل إذا هاج، وهب البعير في السير إذا نشط، والركاب: الإبل التي يسار عليها ولا واحد لها من لفظها. والمعنى أن الإبل إذا هاجت شوشت على المصلي لعدم استقرارها، فنعدل عنها إلى الرحل، فيجعله سترة. كذا في الفتح.

4 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/581-582) واللفظ له، وصحيح مسلم (1/ 362-363) .

5 في المخطوطة: "فإن أراد".

6 في المخطوطة: "يتجاوز".

ص: 516

1076-

وعن ابن عمر مرفوعاً: (

فلا يَدَعْ أحداً يمر بين يديه، فإن أبى فليقاتله، فإنَّ معه القَرين) .

رواه مسلم 1.

1077-

ولهما 2 عن أبي النضر 3 عن بُسْر 4 بن سعيد عن أبي جُهَيم: عبد الله بن الحارث بن الصمة الأنصاري مرفوعاً: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه) 5 قال أبو النضر: (لا أدري أقال: أربعين يوما، أو شهرا، أو سنة) .

1 صحيح مسلم (1/363) وأخرجه كذلك ابن ماجه وأحمد وابن خزيمة. والمراد بالقرين كما في النهاية: هو مصاحبه من الملائكة والشياطين. فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه. اهـ. والمراد به هنا قرينه من الشياطين. والله أعلم.

2 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/584) وصحيح مسلم (1/363-364) . والحديث رواه أصحاب السنن الأربعة ومالك والشافعي وأحمد

".

3 في المخطوطة: "النظر".

4 في المخطوطة: "بشر".

5 في المخطوطة: "يدي المصلي".

ص: 517

1078-

ولمسلم 1: (لأن يقف أحدكم مائة عام خير له من أن يمر بين يدي أخيه وهو يصلي) .

1079-

ولأبي داود 2 عن أبي سعيد مرفوعاً: (إذا صلى أحدكم، فليصل إلى سترة، وليدن منها) .

1080-

وعن عائشة (قالت:)(كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاته من الليل، (كلها) وأنا معترضة بينه وبين القبلة (كاعتراض

1 كذا في المخطوطة، والحديث ليس في مسلم، فقد رواه الترمذي (2/160) من غير إسناد وبصيغة التمريض، فقال: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:.... ورواه ابن ماجه بلفظ قريب (1/ 304) من حديث أبي هريرة، ورواه البغوي في شرح السنة (2/455) بلفظه لكن بصيغة التمريض ومن غير سند، ورواه أحمد (2/371) وابن خزيمة (2/14) من حديث أبي هريرة وبلفظ قريب كذلك، وفي إسناد - من ذكر الإسناد - عبيد الله بن موهب عن عمه عبيد الله ابن موهب، والأول ليس بالقوي، والثاني له مناكير.

2 سنن أبي داود (1/186) ورواه أيضا ابن ماجه (1/307)، وقد كان في المخطوطة:"ولأبي سعيد"، وكتب بين السطرين "داود عن أبي" وبنفس الخط.

ص: 518

الجنازة) 1 فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت) أخرجاه 2.

1081-

وعن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئاً، فإن لم يَجد فَلْيَنْصِبْ عصاً، فإن لم يكن معه 3 عصاً، فليخط خطاً، لا يضره ما مر بين يديه (. قال الطحاوي: فيه مجهول. قال البيهقي: لا بأس به في مثل هذا. رواه أبو داود وغيره 4.

1 ليست هذه الجملة في سياق هذا المتن، وإنما هي من رواية أخرى: هي من رواية ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة، أما باقي المتن فهو من رواية وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة، فتنبه.

2 صحيح مسلم (1/366) واللفظ له بما فيه الزيادة من الرواية الأخرى. وصحيح البخاري بلفظ قريب: كتاب الصلاة (1/587) . والحديث رواه أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد.

3 في المخطوطة: "فإن لم يجد".

4 الحديث رواه أحمد في مسنده (2/249، 255، 266) واللفظ له، وأبو داود (1/183) وابن ماجه (1/303) وقد رووه عن إسماعيل بن أمية عن أبي عمرو ابن محمد بن حريث عن جده حريث عن أبي هريرة، ورواه أحمد من طريق معمر أو الثوري عن إسماعيل عن عمرو بن حريث عن أبيه عن أبي هريرة. ورواه كذلك عن أبي عمرو بن حريث عن أبيه عن أبي هريرة، ورواه كذلك من طريق ابن عيينة عن إسماعيل عن أبي محمد بن عمرو بن حريث العدوي عن جده. ولهذا ساق أبو داود هذا السند ثم قال: قال سفيان: لم نجد شيئا نشد به هذا الحديث، ولم يجئْ إلا من هذا الوجه. قال (ابن المديني) قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه، فتفكر ساعة ثم قال: ما أحفظ إلا أبا محمد بن عمرو. قال سفيان: قدم هاهنا رجل بعد ما مات إسماعيل بن أمية فطلب هذا الشيخ أبا محمد حتى وجده فسأله عنه فخلط عليه. وقال الحافظ في التلخيص (1/286) بعد ذكره له: وأخرجه الشافعي في القديم، وأحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان والبيهقي، وصححه أحمد وابن المديني فيما نقله ابن عبد البر في الاستذكار، وأشار إلى ضعفه سفيان ابن عيينة والشافعي والبغوي وغيرهم، وقال الشافعي في البويطي: ولا يخط المصلي بين يديه خطا إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت، وكذا في سنن حرملة، قلت: وأورده ابن الصلاح مثالا للمضطرب، ونوزع في ذلك كما بينته في النكت، ورواه المزني في المبسوط عن الشافعي بسنده - وهو من الجديد - فلا اختصاص له بالقديم. اهـ. وقال البغوي في شرح السنة (2/451) : وفي إسناده ضعف. وقال البيهقي: قال سفيان: كان إسماعيل إذا حدث بهذا الحديث يقول: عندكم شيء تشدونه به؟

ثم قال البيهقي في آخره: ولا بأس به في مثل هذا الحكم إن شاء الله تعالى وبه التوفيق. اهـ.

ص: 519

1082-

وعن المقداد أنه قال: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى عود ولا عمود ولا شجرة إلا جعله على حاجبه الأيمن أو الأيسر، ولا يصمد له صمداً) .

1083-

وعن ابن عباس (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء) .

ص: 520

رواهما أحمد وأبو داود 1.

1084-

وعن المطلب بن أبي وداعة أنه (رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي مما يلي باب بني سهم، والناس يمرون بين يديه، وليس بينهما سترة) .

رواه أحمد وأبو داود 2.

1085-

ولأحمد بسند حسن3: (أن زينب بنت أم سلمة مرت، فلم تقطع صلاته) .

1 أما حديث المقداد فقد رواه أبو داود (1/184-185) وأحمد (6/4) واللفظ له، وانظر نصب الراية (2/ 83-84) لبيان علته. وأما حديث ابن عباس فقد أخرجه أحمد وأبو يعلى وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه ضعف، كذا في مجمع الزوائد (2: 63) .

2 مسند أحمد (6/399) بلفظ "وليس بينه وبين الكعبة سترة"، وسنن أبي داود (2/211) واللفظ له. وزاد: قال سفيان - ابن عيينة - كان ابن جريج أخبرنا عنه قال: أخبرنا كثير عن أبيه، قال: فسألته، فقال: ليس من أبي سمعته، ولكن من بعض أهلي عن جدي. اهـ. فالحديث فيه مجهول في كل سند ومداره على مجهول من بني المطلب، والله أعلم.

3 قلت: ليس هذا لفظ الحديث عندهما. أما لفظه عندهما: عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجرة أم سلمة، فمر بين يديه عبد الله أو عمر - ابن أبي سلمة - فقال بيده هكذا، قال: فرجع، فمرت زينب بنت أم سلمة، فقال بيده هكذا، فمضت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"هن أغلب". هذا لفظ ابن ماجه، والحديث عندهما من رواية محمد بن قيس - قاص عمر بن عبد العزيز عن أبيه - عند ابن ماجه - وعن أمه - عند أحمد. قال في زوائد ابن ماجه: في إسناده ضعف، ووقع في بعض النسخ عن أمه بدل عن أبيه، وكلاهما لا يعرف. اهـ. قلت: قال الحافظ في التقريب عن أمه: مقبولة من الثالثة، أما عن أبيه فقد قال الذهبي عنه في الكاشف: لم يرو عنه إلا ابنه، ولذا قال الحافظ عنه: مجهول، والله أعلم.

ص: 521

1086-

ولأبي داود 1 (فصلى في صحراء ليس 2 بين يديه سترة) .

1087-

وفي البخاري 3 صلاته إلى البعير.

1088-

وفيه 4: (ووضع (عَليٌّ رضي الله عنه كفه

1 سنن أبي داود (1/191) ، وهو من حديث الفضل بن العباس رضي الله عنهما، ورواه كذلك النسائي بنحوه، كما نقله صاحب العون عن المنذري والنابلسي في الذخائر، والحديث طويل فانظره في السنن.

2 في المخطوطة: "الصحراء وليس".

3 من حديث ابن عمر رقم: (1074) أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها، وقد عنون له البخاري: باب الصلاة إلى الراحلة والبعير والشجر والرحل، وذكرنا أن هذا القدر من الحديث أخرجه مسلم أيضا.

4 أخرجه البخاري تعليقا في كتاب العمل في الصلاة (3/71) ووصله كما قال الحافظ ابن أبي شيبة وانظر الفتح (3/71-72) لبيان التعليق والمناقشة لعمل علي رضي الله عنه.

ص: 522

على رسغه 1 الأيسر إلا أن يحك جلداً، أو يصلح ثوباً) .

1089-

وفيه 2 وكره عثمان أن يستقبل الرجل 3 وهو يصلي، (وإنما) هذا إذا اشتغل به، فأما إذا لم يشتغل 4 فقد قال زيد بن ثابت (ماباليت، 5 إن الرجل لا يقطع صلاة الرجل)6.

1090-

وفيه 7 عن عائشة أنه ذكر عندها ما يقطع الصلاة، فقالوا: يقطعها الكلب والحمار والمرأة، قالت 8: لقد جعلتمونا كلاباً، (لقد رأيت النبي 9 صلى الله عليه وسلم يصلي، وإني لبينه 10 وبين القبلة (وأنا) مضطجعة على السرير، فتكون لي الحاجة فأكره أن استقبله، فأنسل انسلالا) .

1 كان في المخطوطة: "ووضع كفه على صدغه الأيسر".

2 ذكره البخاري تعليقا في كتاب الصلاة (1: 586-587) .

3 في المخطوطة: "الرجل الرجل".

4 في المخطوطة: زيادة "به".

5 أي لا حرج في ذلك.

6 في المخطوطة: "إن الرجل لا يقطع الصلاة".

7 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/ 587) . والحديث في صحيح مسلم (1/366) ، فهو من المتفق عليه، ورواه كذلك غيرهما بألفاظ متقاربة.

8 في المخطوطة: "فقالت".

9 في المخطوطة: "رسول الله".

10 في المخطوطة: "فأنا بينه".

ص: 523

1091-

وعن الفضل بن العباس قال: (زار النبي صلى الله عليه وسلم عباساً في بادية لنا، ولنا كليبة وحمارة ترعى، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم (العصر) ، وهما بين يديه، فلم تؤخرا ولم تزجرا (1 رواه أحمد وغيره 2.

1092-

ولمسلم 3 عن أبي هريرة مرفوعاً: (يقطع الصلاة المرأةُ والحمارُ والكلبُ. ويقي ذلك 4 مِثْلُ مؤخرة الرَّحْل) .

1093-

وله 5 في حديث أبي ذَرٍّ. (فإذا لم يكن بين يديه مثل آخِرَةِ الرَّحْلِ، فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود) .

1 في المخطوطة: "فلم يؤخرا ولم يزجرا" بالتحتية فيهما.

2 مسند أحمد (1/ 211، و212 بلفظ آخر، وانظر سنن أبي داود (1/191) وأخرجه النسائي (2/ 65) بلفظ "فلم يزجرا ولم يؤخرا".

3 صحيح مسلم (1/365- 366) . ورواه أحمد وابن ماجه من غير الزيادة الأخيرة.

4 في المخطوطة: "من ذلك"، بزيادة "من".

5 صحيح مسلم (1/365) . والحديث رواه أصحاب السنن وأحمد.

ص: 524

قلت 1 يا أبا ذر، ما بال الكلبِ الأسودِ من الكلبِ الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال: الكلب الأسود شيطان) .

1094-

وعن ابن عباس قال: (أقبلت (راكباً) على حمار أتان - (وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام) - ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف 2، فنَزلت وأرسلت الأتان ترتع، فدخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علَيَّ أحدٌ) . أخرجاه 3.

1095-

ولهما) 4. اذهبوا بها إلى أبي جهم 5

1 القائل هو: عبد الله بن الصامت الراوي هذا الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه.

2 في المخطوطة: "الصفوف".

3 صحيح البخاري: كتاب العلم (1/171) وكتاب الصلاة (1/571) وانظر الأرقام التالية (861، 1857، 4412) وصحيح مسلم: (1/361) . والحديث رواه أصحاب السنن وأحمد وغيرهم.

4 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/482) وكتاب الأذان (2/234) وهنا لفظه واللفظ له، وكذلك رقم (5817)، وصحيح مسلم (1: 391) . والحديث رواه بألفاظ أيضا أبو داود والنسائي ومالك وأحمد.

5 في المخطوطة: "أبي جهيم" بالتصغير، وهذه رواية الكشميهني. لكن الأكثر "جهم" وهو الصحيح كما نص عليه الحافظ في الفتح. وهو عبيد الله - وقيل: عامر - بن حذيفة القرشي العدوي، صحابي مشهور. وإنما خصه الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال الخميصة لأنه كان أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه مالك في الموطأ من طريق أخرى عن عائشة رضي الله عنها. وقال ابن بطال: إنما طلب منه ثوبا غيرها ليعلمه أنه لم يرد عليه هديته استخفافا به، ذكره الحافظ في الفتح، والحديث مروي عن عائشة رضي الله عنها وهو طويل فارجع إليهما.

ص: 525

وأتوني بِأَنْبِجَانِيَّة 1.

1096-

ولأبي داود 2 من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (هبطنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنية أذَاخِر 3 فحضرت الصلاة - يعني فصلى 4 إلى جدار - فاتخذه

1 هي: بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الموحدة وتخفيف الميم، وبعد النون ياء النسبة: كساء غليظ لا علم له. وقال ثعلب: يجوز فتح همزته وكسرها، وكذا الموحدة. وأنكر أبو موسى المديني على من زعم أنه منسوب إلى منبج البلد المعروف بالشام، وقال أيضا: الصواب أن هذه النسبة إلى موضع يقال له: أنبجان. والله أعلم. وانظر الفتح والنووي والنهاية لابن الأثير.

2 سنن أبي داود (1/188) . وأخرجه أيضا أحمد في المسند (2/196) ، وفيه قصبة الريطة.

3 في المخطوطة: "إلى أخرى"، وهو خطأ. وثنية إذاخر موضع بين الحرمين مسمى بجمع إذخر.

4 في المخطوطة: "فعمد إلى جدار".

ص: 526

قبلة، ونحن خلفه، فجاءت بهمة 1 تمر بين 2 يديه، فما زال يدارئها 3 حتى لصق بطنه بالجدار، ومرت 4 من ورائه) .

1097-

وعن أبي سعيد (مرفوعاً) 5: (لا يقطع الصلاةَ شيء، وادرؤوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان (رواه أبو داود 6.

1 في المخطوطة: "بهيمة" بالتصغير.

2 في المخطوطة: زيادة "من".

3 في المخطوطة: "يدراها" وهو خطأ، ويدارئها: أي يدافعها، مهموز وهو من الدرء والمدافعة، وليس من المداراة التي تجري مجرى الملاينة.

4 في المخطوطة: "فمرت" بالفاء.

5 ما بين القوسين سقط من الأصل، واستدرك في الهامش.

6 سنن أبي داود (1/191) وفي إسناده مجالد بن سعيد بن عمير الهمذاني الكوفي وقد تكلم فيه غير واحد. وقال أبو داود عقب الحديث - من رواية أخرى -: إذا تنازع الخبران عن النّبِي صلى الله عليه وسلم نظر إلى ما عمل به أصحابه رضي الله عنهم من بعده. اهـ. وقال الترمذي عقب حديث ابن عباس "كنت رديف الفضل على أتان فجئنا والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه عني، قال: فنَزلنا عنها فوصلنا الصف، فمرت بين أيديهم فلم تقطع صلاتهم". قال أبو عيسى: وحديث ابن عباس حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين، قالوا: لا يقطع الصلاة شيء، وبه يقول سفيان الثورى والشافعى. اهـ (2/160-161) . وانظر عون المعبود (2/ 406) .

ص: 527

1098-

وللبخاري 1: (ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لَيَنْتَهُنَّ عن ذلك أو لَتُخْطَفَنَّ أبصارُهم) .

1099-

ولهما 2: (لا أكف شعرا ولا ثوباً) .

1100-

ولمسلم 3 عن عائشة مرفوعاً: (لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان) .

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2/233) ، وهو من حديث أنس بن مالك، وقد رواه مسلم من حديث جابر بن سمرة وأبي هريرة بمعناه، ومن رواية أنس رواه كذلك أبو داود والنسائي وابن ماجه، والدارمي وأحمد أيضا.

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2/299) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وأول الحديث "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم برواياته (1/295، 297) وصحيح مسلم (1/354) . وأخرجه كذلك أبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد وغيرهم.

3 صحيح مسلم (1/ 393) . والحديث رواه أيضا أبو داود (1/ 22) وأحمد (6: 43

، 54، 73) بلفظ قريب.

ص: 528

1101-

وفي البخاري 1 وكان ابن عمر (يوضع له الطعام وتقام الصلاة، فلا يأتيها (حتى يفرغ) ، وإنه ليسمع قراءة الإمام) .

1102-

وفي البخاري 2 عن أبي هريرة مرفوعاً (إن الشيطان عرض لي، فشد عليَّ ليقطع الصلاة عليَّ، 3 فأمكنني الله منه فدفعته، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فذكرت قول سليمان عليه السلام {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَاّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِي} 4 فرده الله خاسئاً) .

1103-

وفيه 5 في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نقول:) التحية 6 في الصلاة، ونسمي، ويسلم بعضنا

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2/159)، وذكره بسنده عقب الحديث الذي رواه عن نافع عن ابن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة

الحديث.

2 صحيح البخاري: كتاب العمل في الصلاة (3/80) . وانظر الأرقام التالية (461121، 461، 3284، 3423، 4808) .

3 في المخطوطة: "بقطع صلاتي".

4 سورة ص: آية 35.

5 صحيح البخاري: كتاب العمل في الصلاة (3/76) . وهذا الحديث هو رواية من حديث التشهد الذي علمهموه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصل الحديث أخرجه الجماعة كلهم.

6 في المخطوطة: "التحيات".

ص: 529

على بعض، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(قولوا: التحيات لله) الحديث.

1104-

وفيه 1 (أن أبا برزة صلى ولجام دابته في يده، فجعلت الدابة تنازعه، وجعل يتبعها، فجعل 2 رجل من الخوارج يقول: اللهم افعل بهذا الشيخ، فلما انصرف 3 قال: إني سمعت قولكم، وإني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات أو سبع غزوات أو ثماني 4، وشهدت تيسيره 5 (و) إني (إن) كنت (أن) أرجع مع دابتي، أحب إليَّ من أن (أدعها) ترجع إلى مألفها فيشق علي (قال قتادة (إن أُخِذَ ثَوْبُه 6 يتبع السارق ويدع الصلاة) .

1 صحيح البخاري: كتاب العمل في الصلاة (3/81)، وأول الحديث عنده: عن الأزرق بن قيس قال: كنا بالأهواز نقاتل الحرورية، فبينما أنا على جرف نهر إذا رجل يصلي، وإذا لجام دابته بيده، فجعلت الدابة تنازعه، وجعل يتبعها، قال شعبة: هو أبو برزة الأسلمي..

2 في المخطوطة: "وجعل".

3 في البخاري زيادة "الشيخ"، فتكون العبارة "فلما انصرف الشيخ".

4 في المخطوطة: "أو ثمان غزوات" وما أثبتناه هو رواية للبخاري. وإلا فقد روي "أو ثمانيا" و "وثمان".

5 في المخطوطة: "من تيسيره".

6 في المخطوطة زيادة "وهو يصلي"، وهي ليست في البخاري.

ص: 530

رواه البخاري 1 تعليقاً 2.

1105-

وفي مسلم 3 مرفوعاً: (إذا تثاوب أحدكم في الصلاة فَلْيَكْظِم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل)4.

1106-

وللترمذي 5: (فليضع يده على فيه) .

1107-

وفي البخاري 6 مرفوعاً: (إن المؤمن إذا كان

1 رواه البخاري تعليقا في كتاب العمل في الصلاة (3/81) .

2 ما بين الكوسين - وهو قول قتادة - كتب في هامش المخطوطة وليس في الأصل، لكنه بنفس الخط.

3 صحيح مسلم (4/2293) رقم (2995) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، والحديث رواه أبو داود (4/306) والدارمي (261-262) وانظر مسند أحمد (3/31، 37، 93، 96) .

4 في المخطوطة زيادة "في فمه"، وليست هذه الزيادة في صحيح مسلم إنما هي في مسند أحمد (3/31)، ولفظه:" فإن الشيطان يدخل في فيه".

5 سنن الترمذي (5/86) ، وهو من حديث أبي هريرة لا من رواية أبي سعيد الخدري السابق، وهو موجود كذلك في مسند أحمد (2/242) وسنن ابن ماجه (1/310)، وقال الترمذي عقب الحديث: هذا حديث حسن صحيح.

6 صحيح البخاري: كتاب الصلاة (1/511) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وفي باب المواقيت (2/14) وكتاب العمل في الصلاة (3/84) . والحديث رواه كذلك أحمد في المسند (3/176، 188، 191، 273) وانظر مسند الحميدي (2/511) وهو مروي من غير طريق أنس أيضا.

ص: 531

في الصلاة فإنما 1 يناجي ربه، فلا يبزقن بين يديه (الخ.

1108-

وفيه 2: (فلا يبزقن - أو قال: لا يَتَنَخَّمَن -.

1109-

وفيه 3 ويذكر عن عبد الله بن عمرو: (نفخ النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده في كسوف)4.

1 في المخطوطة: "إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه

" وهذا لفظ أحمد في المسند (3/176) .

2 صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: في كتاب العمل في الصلاة (3/84) .

3 أخرجه البخاري تعليقا في كتاب العمل في الصلاة (3/83)، وقال الحافظ في الفتح (3: 84) : هذا طرف من حديث أخرجه أحمد وصححه ابن خزيمة والطبري وابن حبان من طريق عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: "كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام وقمنا معه" الحديث بطوله وفيه "وجعل ينفخ في الأرض ويبكي وهو ساجد"، وذلك في الركعة الثانية، وإنما ذكره البخاري بصيغة التمريض لأن عطاء بن السائب مختلف في الاحتجاج به، وقد اختلط في آخر عمره، لكن أخرجه ابن خزيمة من رواية سفيان الثوري عنه، وهو ممن سمع منه قبل اختلاطه، وأبوه وثقه العجلي وابن حبان، وليس هو من شرط البخاري. اهـ. ونسبه ابن قدامة لأبي داود أيضا.

4 في المخطوطة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نفخ في صلاة الكسوف"، وليس هذا لفظ البخاري، إنما هو لفظ غيره.

ص: 532

1110-

وعن ابن عباس 1: (النفخ في الصلاة كلام) .

1111-

وعن أبي هريرة 2 نحوه.

قال ابن المنذر3: لا يثبت عنهما.

1112-

وروى الترمذي 4: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

1 أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/264) فقد رواه عنه من طريقين، وإليه أشار الحافظ في الفتح حيث قال: وثبت كراهة النفخ عن ابن عباس كما رواه ابن أبي شيبة..

2 روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليتبوأ موضع سجوده ولا يدعه حتى إذا هوى ليسجد نفخ ثم سجد، فليسجد أحدكم على جمرة خير له من أن يسجد على نفخته". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/83) : وفيه عبد المنعم بن بشير وهو منكر الحديث.

3 المغني (2/52) .

4 نسب هذا الحديث للترمذي وهو غير صحيح، فهذا الحديث هو لابن ماجه، وأما حديث الترمذي، فلفظه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه، فإنه في صلاة. وقد رواه مع الترمذي أيضا أبو داود وأحمد في المسند والدارمي. ثم إن في سند الترمذي رجلا مجهولا، إذ فيه: ابن عجلان عن سعيد المقبري عن رجل عن كعب بن عجرة. نعم بين ذلك أبو داود في سننه (1/154) وأحمد في المسند (4/241) حيث بينا أنه "أبو تمامة الحناط"، وبه جزم الحافظ كذلك. وقال عنه في التقريب "2/404" مجهول الحال. اهـ. لكن ذكره ابن حبان في الثقات. وانظر الفتح (1/566) . أما سند ابن ماجه فليس فيه مجهول ورجاله كلهم ثقات، فانظره في سننه (1/310) .

ص: 533

(رأى رجلاً قد شَبَّكَ أصابعه في الصلاة، ففرج (رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه) . وإسناده ثقات.

1113-

ولأحمد 1 عن أبي سعيد مرفوعاً: (إذا كان أحدكم في المسجد 2 فلا يشبكن، فإن التشبيك 3 من الشيطان، وإن أحدكم لا يزال في صلاة ما دام في المسجد 4 حتى يخرج منه) .

1114-

وفي الصحيح 5: (أنه صلى الله عليه وسلم شبك أصابعه في المسجد) .

1 مسند أحمد (3/43،54) . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد. (2/25) وقال عنه: إسناده حسن. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/75) . وانظر الفتح (1/566) .

2 في المخطوطة: "الصلاة".

3 في المخطوطة: "الشبك".

4 في المخطوطة: "مصلاة".

5 لقد عقد البخاري "باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره"، وذكر فيه حديث ابن عمر أو ابن عمرو، وحديث أبي موسى وحديث أبي هريرة، وكلها ورد فيها تشبيك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه وإن كان الأخير في المسجد والأولان عامين. وانظر (1/565- 566) من الفتح.

ص: 534

1115-

وقال أحمد: (يكره أن يشمر ثيابه لقوله ترب ترب)1.

1116-

وفي حديث أبي وائل: (التحف بإزاره) .

1117-

وعن ابن عمر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة. صححه الترمذي 2.

1118-

ولأبي داود 3 عن المغيرة مرفوعاً: (لا يصلِّ 4 الإمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول) .

1 لعله يريد - والله أعلم - حديث أم سلمة الذي رواه هو والترمذي وابن حبان، والذي فيه "ترب وجهك"، لكن الترمذي حكم على الحديث بالضعف للاختلاف في اسم المخاطب، فعند الترمذي "أفلح" وعند أحمد "يسار" ومرة "رباح" وكذا ذكره الترمذي. وانظر سنن الترمذي (2/220-222) ومسند أحمد (6/301، 323) وتهذيب التهذيب (12/132) عند ترجمة "أبي صالح مولى طلحة". والله أعلم.

2 الحديث في سنن الترمذي ليس من رواية ابن عمر رضي الله عنهما، وإنما يرويه ابن عمر عن صهيب، ويرويه عن بلال رضي الله عنهما، فهو من حديث صهيب ومن حديث بلال رضي الله عنهما. فانظرهما فيه (2/203، 204) وحديث صهيب رواه كذلك النسائي بلفظ "فرد إلى إشارة"، وحديث بلال رواه كذلك أبو داود مطولا والنسائي وابن ماجه والدارمي بلفظ "كان يشير بيده".

3 سنن أبي داود (1/ 167) .

4 في المخطوطة ورد لفظ الحديث: "لا يتطوع الإمام في المكان الذي يصلي فيه بالناس"، ولم أجد هذا اللفظ في سنن أبي داود، وإنما الموجود ما ذكرته، وهو الذي ذكره صاحب الفتح.

ص: 535

1119-

وذكر" (أحمد أن علياً كرهه 1 وقال: لا أعرفه عن غيره، ومن صلى وراء الإمام فلا بأس أن يتطوع مكانه، فعل ذلك ابن عمر)2.

1120-

وقال البخاري 3 بسنده: (كان ابن عمر يصلي في مكانه الذي صلى فيه الفريضة) .

1121-

ويذكر عن أبي هريرة رفعه 4: (لا يتطوع الإمام في مكانه (ولم يصح 5.

1 قال الحافظ في الفتح: (2/335) : وروى ابن أبي شيبة بإسناد حسن عن علي قال: من السنة أن لا يتطوع الإمام حتى يتحول من مكانه". وحكى ابن قدامة في "المغني" عن أحمد أنه كره ذلك، وقال: لا أعرفه عن غير علي. فكأنه لم يثبت عنده حديث أبي هريرة ولا المغيرة. اهـ.

2 يريد - والله أعلم - ما ذكره البخاري بسنده عنه، وهو الحديث الآتي.

3 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2/334) قال الحافظ في الفتح (2/335) وقد روى ابن أبي شيبة أثر ابن عمر من وجه آخر.

4 ذكره البخاري تعليقا في كتاب الأذان (2/334) عقب ذكره لفعل ابن عمر.

5 هو من كلام البخاري، قال الحافظ: وذلك بضعف إسناده واضطرابه، تفرد به ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، واختلف عليه فيه، وقد ذكر البخاري الاختلاف فيه في تاريخه، وقال: لم يثبت هذا الحديث. اهـ. ويراد بحديث أبي هريرة - والله أعلم - ما رواه أبو داود في سننه (1/264) . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يتقدم أو يتأخر أو عن يمينه أو عن شماله في الصلاة. ورواه ابن ماجه والبيهقي بألفاظ متقاربة. والله أعلم.

ص: 536

1122-

وفي الموطأ 1 عن ابن عمر (أنه كان يقرأ في المكتوبة سورتين في كل ركعة) .

1123-

وفي البخاري 2: (فرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه فحمد الله، وقبله 3 فأخذ الناس في التصفيق، وكان أبو بكر

1 كذا في المخطوطة، والذي وجدته في الموطأ (1/79) ما لفظه: كان إذا صلى وحده يقرأ في الأربع جميعا في كل ركعة، بأم القرآن وسورة من القرآن، وكان يقرأ أحيانا بالسورتين والثلاث في الركعة الواحدة من صلاة الفريضة.....

2 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2/ 167) . والحديث رواه البخاري في مواطن أخرى، فانظر أرقامه (1201، 1218، 1234)

3 أصل الحديث: من رواية سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، وذلك عندما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم وتأخر، جاء بلال إلى أبي بكر ليصلي بالناس، فلما دخل أبو بكر بالصلاة جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه الناس صفقوا - وكان أبو بكر رضي الله عنه إذا دخل بالصلاة لا يلتفت - فلما أكثروا التصفيق التفت فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فأشار إليه أن امكث مكانك، فرآها أبو بكر مكرمة فرفع يديه يشكر ربه، ثم رجع القهقري، وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فأتم الصلاة إماما. وأراد المصنف - والله أعلم – استدلالين: الأول: رفع أبي بكر رضي الله عنه يديه - وهو في الصلاة - وأفرده من الحديث، ثم تصفيق الصحابة وإكثارهم، ثم إشارة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، مع أن الحديث واحد، ورفع أبي بكر رضي الله عنه يديه متأخر على إشارة النبي صلى الله عليه وسلم له.

ص: 537

(رضي الله عنه لا يلتفتُ (في صلاته) ، 1 فلما أكثر الناس، التفت، (فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن يصلي) .

1124-

وفيه 2: (فجاء النبي صلى الله عليه وسلم (يمشي) في الصفوف يشقها شقاً حتى قام في الصف الأول) .

1 ما بين الكوسين سقط من الأصل. وكتب بالهامش بخط مغاير وكتب عليه صحيح - لكنه من أصل الحديث.

2 هو تابع للحديث السابق، فانظره (3/75، 87) من الفتح. والحديث رواه كذلك مسلم (1/316) ، فهو متفق عليه. ورواه أيضا أصحاب السنن وأحمد بألفاظ.

ص: 538