الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع عشر: قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضله في الصحيحين
…
الباب السابع عشر: في قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضله في الصّحيحين
عن أبي هريرة1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما راعٍ في غنمه، عدا عليه الذّئب فأخذ منها شاةً، فطلبها حتى استنقَذَها، فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السَّبْع2، ليس لها راعٍ غيري؟ "، فقال الناس:"سبحان الله"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فإني أومن به وأبو بكر وعمر وما ثم أبو بكر وعمر"، هذا لفظ البخاري3.
هو لمسلم4 من طرق5، ومن هذا الطريق لم يسق الحديث6،إلا أنه لما ذكر الحديث الآتي بطوله، ثم ذكر طريق عقيل7 عن ابن شهاب8 قال: لم يذكر قصة البقرة9.
1 عبد الرحمن بن صخر الدوسي الصحابي الجليل، حافظ الصحابة، توفي سنة سبع وخمسين. (التقريب ص 681) .
2 انظر: 259، فقد تكلّم المؤلّف عنه.
3 البخاري في الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1349، رقم:3487.
4 مسلم بن الحجاج القشيري: النيسابوري، ثقة حافظ إمام مصنف عالم بالفقه. توفي سنة إحدى وستين ومئتين. (التقريب ص 529) .
5 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1857-1858، رقم:2388.
6 يريد طريق الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن قالا: سمعنا أبا هريرة. . .
7 عقيل بن خالد الأيلي، الأموي مولاهم، ثقة ثبت، توفي سنة أربع وأربعين ومئة، على الصحيح. (التقريب ص 396) .
8 محمّد بن مسلم.
9 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1858.
وهو في الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يرعى غنماً له إذ جاء الذئب فأخذ شاة فجاء صاحبها فانتزعها منه، فقال الذئب: "كيف تصنع بها يوم السَّبْع يوم لا راعٍ لها غيري؟ "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فآمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر"، قال أبو سلمة: "وما هما في القوم يومئذ"1.
وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينما راعٍ في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال:"من لها يوم السّبْع، يوم ليس لها راعٍ غيري؟ "، وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفت إليه فكلّمته، فقالت:"إني لم أخلق لهذا، ولكني خلقت للحرث"، فقال الناس:"سبحان الله"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر"، هذا لفظ البخاري2
ولفظ مسلم: "بينما رجل يسوق بقرة له، قد حمل عليها، التفت إليه البقرة فقالت: "إني لم أخلق لهذا، ولكني إنما خلقت للحرث". فقال الناس:"سبحان الله! تعجباً وفزعاً أبقرة3 تكلَّم؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني أومن به وأبو بكر وعمر".
قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة، فطلبها الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب فقال له: "من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيري؟ "، فقال الناس: "سبحان الله،
1 الترمذي: السنن 5/623، رقم: 3695، وإسناده صحيح، قال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح". وصحّحه الألباني. (صحيح سنن الترمذي 1/207) .
2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1339، رقم:3463.
3 في الأصل: (لبقرة) ، وهو تحريف.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر"1. وفي رواية: "وما هما ثَمَّ" 2.
وله في الصّحيحين عدّة طرق3.
وفي صحيح البخاري عند عبد الله بن هشام4 قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب"5.
ويأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد منهم فعمر"6.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجّاً إلا سلك فجّاً غير فجّك "7.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس فرّوا من عمر"8.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة"9.
عن أنس بن مالك قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ذات يوم: "من شهد
1 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1857، 1858، رقم:2388.
2 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1858.
3 البخاري: الصّحيح، رقم: 2324، 3471، 3663، 3690، مسلم: الصّحيح 4/1857- 1858.
4 ابن زُهرة التيمي، صحابي صغير، توفي في خلافة معاوية. (الإصابة 4/137-138، التقريب ص 327) .
5 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1351، رقم:3491.
6 سيأتي تخريجه ص 930، 931، 932.
7 سيأتي تخريجه ص 307، 314.
8 سيأتي تخريجه ص 311.
9 سيأتي تخريجه ص 235.
منكم1 جنازة؟ "، قال عمر: "أنا"، قال: "من عاد مريضاً؟ "، قال عمر: "أنا"، قال: "من أصبح صائماً؟ "، قال: "أنا"، قال: "وَجَبت وجبت" 2.
ويأتي حديث أبي موسى وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ائذن له وبشره بالجنة" - يعني: عمر رضي الله عنه"3.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع من تحت هذا الصّور4 رجل من أهل الجنّة فطلع عمر"5.
وسبق قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "يا أخي أشركنا في صالح دعائك"6.
ويأتي قوله: "عمر سراج أهل الجنة" 7، 8. / [13 / ب] .
وذكر ابن الجوزي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه يقول به"9.
1 في الأصل: (منهم) ، وهو تحريف.
2 أحمد: المسند 3/118، والبزار كما في كشف الأستار 1/489، وفي إسنادهما سلمة بن وردان وهو ضعيف. قال أحمد:"منكر الحديث ضعيف الحديث"، وقال ابن معين:"ليس بشيء". وضعّفه ابن أبي حاتم، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان. (الجرح والتعديل 4/174، المجروحين 1/336، تهذيب التهذيب 4/140)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/163:"رواه أحمد والبزار وفيه سلمة بن وردان وهو ضعيف".
3 سيأتي تخريجه ص 360.
4 الصّور: الجماعة من النّخل لا واحد له من لفظه ويجمع على صيران. (النّهاية3/59، القاموس ص: 548) .
5 سيأتي تخريجه ص 341.
6 سبق تخريجه ص 210.
7 سيأتي تخريجه ص 231، 233.
8 ق 13 / أبياض من أصل المخطوطة، وليس ثمة نقص، فالكلام متصل بالمخطوطة.
9 ابن الجوزي: مناقب ص 26، والحديث أخرجه أحمد: المسند 5/145، 165، 177، وأبو داود: السنن 3/139، رقم: 2962، وابن سعد: الطبقات 2/335، وابن ماجه: السنن 1/40، رقم: 108، والفسوي في تاريخه 1/461، والبلاذري: أنساب الإشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 15، وهو حديث صحيح، وقد صحّحه الألباني، صحيح الجامع الصغير 1/358.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"1.
وعن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"2.
وعن ابن عباس عن أخيه الفضل3 رضي الله عنهم قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عمر بن الخطاب معي حيث أحب وأنا معه حيث يحب، الحق بعدي مع عمر بن الخطاب حيث كان" 4.
وعن الأسود بن سَريع5 قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: قد حَمِدْتُ ربّي بمحامد ومَدْح، وإياك، فقال: إن ربك يحب الحمد"، فجعلت أنشده،
1 أحمد: المسند 18/25، وفي إسناده عبد الله العمري وهو ضعيف والجهم بن أبي الجهم ذكره ابن حبان في الثقات (تعجيل المنفعة ص 53، والتقريب رقم: 314) ، والبزار كما في كشف الأستار 3/174، وقال الهيثمي:(رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم وهو ثقة) . مجمع الزوائد 9/66) .
وقد صحّحه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/358، رقم: 1736، ومشكاة المصابيح رقم: 6033، 6064، وقد مرّ عن أبي ذر وابن عمر.
2 سبق تخريجه ص 185.
3 الفضل بن العباس الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد في خلافة عمر. (الإصابة 5/212) .
4 أخرجه بأطوال الطبراني: المعجم الكبير 18/280، والهيثمي: مجمع الزوائد 9/26، وقال:"رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وأبو يعلى بنحوه، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه".
5 التميمي، السعدي، صحابي نزل البصرة، توفي في أيام الجَمَل، وقيل سنة اثنتين وأربعين. (الإصابة 1/43، التقريب ص 111) .
فاستأذن رجل طوال أصلع، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسكت"، فدخل فتكلم ساعة ثم خرج، فأنشدته ثم جاء؛ فسكتني النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، فقلت:"يا رسول الله من هذا الذي أسكتني له؟ "، فقال:"هذا عمر، هذا رجل لا يحب الباطل"1.
وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة23 رضي الله عنهما عن الأسود التميم ي، قال:"قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنشده، فدخل رجل طوال أقنى"4، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أمسك" فلما خرج قال: "هات"، قلت: من هذا يا نبي الله الذي إذا جاء قلت: أمسك، وإذا خرج قلت: هات؟ قال: "هذا عمر بن الخطاب"5.
1 أبو نعيم: الحلية 1/46، من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن عليّ ابن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن الأسود. وأخرجه بنحوه من طريق حماد سلمة عن علي بن زيد، أحمد بن حنبل (المسند 3/435) ، والمقدسي في أحاديث الشعر ص 77.
وعلي بن زيد ضعيف. (التقريب رقم: 4734) ، لكن تابع عليّاً الزهري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة فيما أخرجه الطبراني 1/265، وأبو نعيم في الحلية 1/46، وهو الحديث الآتي، فيكون الحديث حسناً لغيره.
2 في الأصل: (أبي بكر) ، وهو تحريف.
3 عبد الرحمن بن أبي بكرة: نفيع بن الحارث الثقفي البصري، ثقة، توفي سنة ست وتسعين. (التقريب ص 337) .
4 الأقنى: من الأنوف والجمع قُنْوٌ، وهو ارتفاع في أعلاه بين القصبة والمارن من غير فج. (لسان العرب 15/203) .
5 الطبراني: المعجم الكبير1/287، وأبو نعيم: الحلية1/46، والحاكم: المستدرك3/615. وقال: "صحيح الإسناد". فتعقبه الذهبي بقوله: "معمر له مناكير". وذكر الهيثمي وقال: "ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف". (مجمع الزوائد 9/66)، قلت: في إسناده معمر بن بكار السعدي، قال العقيلي:"في حديثه وهم لا يتابع على أكثره". وقال الذهبي: "صحيح". (الضعفاء 4/207، ميزان الاعتدال 4/153) .
وعن الحسن عن الأسود قال: "كنت أنشده - يعني النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعرف أصحابه، حتى جاء رجل بعيد ما بين المنكبين أصلع، فقيل: "اسكت"، فقلت: واثكلاه من هذا الذي أسكت له عند النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقيل: عمر بن الخطاب، فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيجرني إلى البقيع"12.
فإن3 قال قائل: "كيف / [14 / أ] تسمى ما يسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلاً وهو محاشى عن4 الباطل؟
قال ابن الجوزي: "الجواب أنه لما كان الشعراء - كما قال الله عزوجل - {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} ، [الشعراء: 225] . ويجئ منهم ما يصلح وما لا يصلح، وقال هذا الشاعر للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني قد حمدت ربي بمحامد سمع منه، فلو قد ذكر في قصي دته ما لا يصلح لأنكره عليه برفق، كما أنكر على نساء قلن:
1 البقيع: مقبرة أهل المدينة شرقي المسجد النبوي. (معجم البلدان 1/473، ومعجم معالم الحجاز 1/244) .
2 أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/65، رقم: 0، 819، وأبو نعيم في الحلية 1/47، وأحمد مختصراً فيما أخرجه المقدسي في أحاديث الشعر ص 79، مع أن ابن المديني قال في كتابه: العلل ص 55، "والحسن عندنا لم يسمع من الأسود؛ لأن الأسود خرج من البصرة أيام علي وكان الحسن بالمدينة". ولكن لا شك في سماعه بعد تصريحه عند جمهور المحدثين. (وانظر: حاشية أحمد شاكر على صحيح ابن حبان 1/299) .
3 قوله: (فإن) ، سقط من الأصل.
4 في الأصل رسمها: (محاسبي على) ، وهو تحريف.
"وفينا نبيّ يعلم ما في غدِ"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تقلن هذا" 1، فخاف أن يسمع من ذلك عمر ليقابله بأفحش الإنكار، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرفق منه في باب الإنكار باللطف".
وأجيب عن ذلك بأنه في حال إنشاده لم يقع منه ذلك لكن تخوف النبي صلى الله عليه وسلم أن يقع منه في حال حضرة عمر.
وعن أبي قلابة2 عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشد أمتي في الله عمر"3.
وعن سعيد بن جبير4 عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:"جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أقرئ عمر السلام، وأخبره: أن رضاه عز وغضبه حكم" 5.
1 أخرجه بنحوه البخاري: الصحيح، كتاب المغازي4/1469، 1470، رقم:3779.
2 عبد الله بن زيد الجرمي، ثقة، فاضل، كثير الإرسال، توفي سنة أربع ومئة. (تهذيب التهذيب5/197، التقريب ص 304) .
3 أخرجه ابن سعد بسند صحيح (الطبقات 3/291)، والبلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 223، وأورده محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/303، وابن كثير: البداية والنهاية 4/138، وابن الجوزي: مناقب ص 28.
4 الأسدي: ثقة ثبت فقيه، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين. (التقريب ص234)
5 الطبراني: المعجم الكبير 12/60، وفي إسناده خالد بن يزيد العمري، كذّبه أبو حاتم ويحيى، قال ابن حبان:"يروي الموضوعات عن الأثبات".
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/69، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه خالد ابن يزيد العمري، وهو ضعيف) . قال الألباني:(موضوع، وقول الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط لعله سهو، أو خطأ من الناسخ، وإلا فهو في الكبير) . (الأحاديث الضعيفة 4/183) .
وعن عاصم بن ضمرة1 عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا غضب عمر فإن الله يغضب إذا غضب"2.
وعن أبي شَهْر3 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين، ورأيت منكراً ونكيراً؟ " قال: قلت: "يا رسول الله، وما منكر ونكير؟ "، قال:"فتّانا القبر يبحثان التراب بأنيابهما، ويطآن في أشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهم كالبرق الخاطف، معهما مرزبة4 لو اجتمع عليها أهل الأرض لم يطيقوا رفعها، هي أيسر عليهما من عصاي هذه"، قال: قلت: "يا رسول الله، وأنا على حالتي هذه؟ " قال: "نعم". [قلت] 5: "إذاً أكفيكهما"6، 7.
ويأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لوكان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب"8.
وعن أبي سعيد9 قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم / [14 / ب]
1 السلولي، الكوفي، صدوق، توفي سنة أربع وسبعين. (التقريب ص 285) .
2 أورده ابن الجوزي: مناقب ص 28، والمحب الطبري: الرياض النضرة 1/320.
3 أبو شهر عن عمر. (ميزان الاعتدال 4/537) .
4 المرزبة: عصية من حديد. (القاموس ص 114) .
5 سقط من الأصل.
6 في الأصل: (أكفيهما) .
7 الذهبي: ميزان الاعتدال 4/167، 168، وفي إسناده أبو شهر قال الذهبي:"أبو شهر، العمري، وعنه ابن أبي خالد بخبر منكر في منكر ونكير لا يعرف"، وفيه أيضاً مفضل بن صالح، قال البخاري:"منكر الحديث". (ميزان الاعتدال4/167، 537) .
وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 28، 29.
8 سيأتي تخريجه ص 936.
9 سعد بن مالك الأنصاري، الخضري، له ولأبيه صحبة، توفي سنة ثلاث - أو أربع أو خمس - وستين. (التقريب ص 232) .
لجبريل عليه السلام: "أخبرني بفضائل عمر عندكم في السماء، فقال: يا محمّد لو مكثت معك ما مكث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ما حدّثتك بفضيلة واحدة من فضائل عمر، وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر"، ذكره ابن الجوزي1.
وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمار أتاني جبريل عليه السلام آنفاً فقلت: يا جبريل! حدّثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء، فقال لي: يا محمّد لو حدّثتك بفضائل عمر في السماء مثل ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر"2.
1 ابن الجوزي: مناقب ص29، ابن عساكر: تاريخ دمشق 13/ ق 29/ب، وفي إسناده داود بن سليمان ضعيف جداً، وأشار إليه ابن عراق في تنزيه الشريعة1/346، وقال:"أخرجه ابن عساكر من طريق داود بن سليمان"، قال الأزدي:"خراساني ضعيف جداً، وفيه غيره ممن ينظر في حاله"، وذكر السيوطي في اللآلئ 1/303، 304، ثم قال:"وبالجملة أصحها إسناداً حديث عمار"، ومع ذلك قال الذهبي في الميزان:"إنه خبر باطل".
2 أخرجه ابن عرفة في جزئه ص 60، وأبو يعلى في مسند 3/179، والقطيعي في زيادته على الفضائل لأحمد 1/429، وابن عدي: الكامل 7/2541، وابن الجوزي: العلل المتناهية 1/189، 190، وابن بلبان: تحفة الصديق 106، 107، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات 1/231، وقال: قال أحمد: "هذا حديث موضوع". وأورده الذهبي في ترجمة الوليد بن الفضل، وقال:"وإسماعيل هالك والخبر باطل". (الميزان 1/238، 4/343) .
والهيثمي في مجمع الزوائد 9/68، وقال:"رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير والأسوط وفيه الوليد بن الفضل العنزي، وهو ضعيف جداً". وابن عراق في تنزيه الشريعة 1/364، وقال:"وفيه إسماعيل بن عبيد البصري".
قلت: اجتمع في إسناد هذه الحديث الوليد بن الفضل وهو متروك وإسماعيل بن عبيد البصري، قال الذهبي:"ضعّفه الأزدي له عن حماد بن أبي سليمان في فضل عمر وهو باطل". (الميزان 1/238، 4/343، المجروجين 3/82، اللسان 1/420، 6/225) .
وذكره الشيخ موفق الدين1 عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمار أتاني جبريل عليه السلام آنفاً فقلت له: "يا جبريل حدّثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء"، فقال: "يا محمّد لو حدّثتك بفضائل عمر بن الخطاب في السماء ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر رضي الله عنهما" 2.
وذكر ابن الجوزي عن سالم3 عن أبيه قال: "رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر ثوباً - وفي رواية قميصاً - أبيض فقال: "أجديد ثوبك هذا أم غسيل؟ "، قال: "بل غسيل"، فقال: "البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً" 4.
1 عبد الله بن أحمد المقدسي.
2 ابن قدامة المقدسي: منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين ق / ب، وفي إسناده الوليد بن الفضل العنزي وهو متروك، وقد سبق تخريجه في الحديث الذي قبله.
3 سالم بن عبد الله بن عمر.
4 أحمد: المسند 8/20، ابن ماجه: السنن 2/1178، وابن السني: عمل اليوم والليلة رقم: 262، قال البوصيري في مصباح الزجاجة 3/146:"إسناده صحيح".
والحسين بن مهدي الأيلي، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه ابن خزيمة في صحيحه، وباقي رجال الإسناد لهم في الصحيحين.
قال الحافظ في نتائج الأفكار: "هذا حديث حسن غريب، ورجال الإسناد رجال الصحيح، لكن أعله النسائي فقال: "هذا حديث منكر، أنكر يحيى القطان على عبد الرزاق"، قال النسائي: "وقد روى أيضاً عنه متصلاً - يعني: الزهري - وروي عنه مرسلاً"، قال: "وليس هذا من حديث الزهري"، قال الألباني: "وقد وجدت له شاهداً مرسلاً، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن إدريس عن أبي الأشهب عن رجل بنحو رواية أحمد. وأبو الأشهب اسمه: جعفر بن حيان العطاردي، وهو من رجال الصحيح، وسمع من كبار التابعين، وهذا يدل على أن للحديث أصلاً، وأقل درجاته أن يوصف بالحسن". (نقلاً عن الصحيحة للألباني 1/620، رقم: 352) .
وروى أبو القاسم الأصفهاني في (سيرة السلف) بسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة"1.
وعن أنس بن مالك قال: "أتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أقرئ عمر بن الخطاب السلام، وأعلمه أن غضبه عزّ وأن رضاه عدل" 2.
وعن أبي الأشهب3 قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم / [15 /] على عمر ثوباً غسيلاً، فقال: "البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً، ويعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة" 4.
وروى الشيخ موفق الدين في: (كتاب المنهاج) عن عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رحم الله أبا بكر زوجّني ابنته، وأعتق بلالاً من ماله، وحملني إلى دار الهجرة، رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرّاً، تركه الحق
1 أبو القاسم: سير السلف 151، وفي إسناد عبد الله بن إبراهيم الغفاري متروك، والحديث أخرجه ابن عرفة في جزئه 44، والقطيعي في زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 1/428، وابن عدي في الكامل 4/1507، وأورد الذهبي في الميزان في ترجمة الغفاري فقال:"وذكر له ابن عدي الحديثين اللذين في جزء ابن عرفة في فضل أبي بكر وعمر، وهما باطلان". (ميزان الاعتدال 3/388) .
ورواه البزار كما كشف الأستار 3/174، وقال الهيثمي:"رواه البزار وفيه عبد الله ابن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف". (مجمع الزوائد 9/74) .
وأخرجه أبو نعيم في الحلية 6/333، من طريق الواقدي عن أبي هريرة، وأورده في ضعيف الجامع 4/54، قال:"موضوع".
2 ابن عدي: الكامل 1/361، الأصبهاني: سير السلف 1/154، وذكره الهندي في الكنْز 13/603، ونسبه ابن عدي وابن عساكر، قال ابن عدي:"هذا الحديث لم يوصله عن يعقوب غير إبراهيم بن رستم، ورواه جماعة عن يعقوب بن جعفر عن سعيد بن جبير مرسلاً". (الكامل 1/361) . وقد مر عن ابن عباس ص 227.
3 جعفر بن حيان السعدي، ثقة، توفي سنة خمس وستين ومئة. (التقريب ص 551) .
4 ابن سعيد: الطبقات3/329، ابن أبي شيبة: المصنف8/453، والدولابي: في الكنى ص 109، كلهم عن أبي الأشهب مرسلاً. وقد مرّ عن سالم عن عبد الله بن عمر ص231.
وماله من صديق، رحم الله عثمان تستحييه الملائكة، رحم الله عليّاً أدار الحق معه حيث ما دار" 1.
وذكر ابن الجوزي من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عمر سراج أهل الجنة"2.
ومن حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أشد أمتي في أمر الله عمر"3.
وروى أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان المعروف بـ: (أبي الشيخ4) في (عواليه) عن [سلمة بن] 5 وردان6 قال: "سمعت أنس
1 ابن قدامة: منهاج القاصدين 16/ب، والحديث أخرجه الترمذي: السنن 5/633، ابن أبي عاصم: السنة 2/577، أبو نعيم: معرفة الصحابة 1/124، وفضائل الخلفاء الأربعة 14/ب، ابن حبان: المجروحين 3/10، الحاكم: المستدرك 3/72، ابن عدي: الكامل 6/437، والعقيلي: الضعفاء 4/210-211، كلهم من طريق المختار بن نافع، قال البخاري والنسائي وأبو حاتم:"منكر الحديث"، وقال النسائي أيضاً:"ليس بثقة". (تهذيب التهذيب 1/69، 70) .
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه، والمختار بن نافع شيخ بصري كثير الغرائب"، وصحّح الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي فقال:"كذا قال، ومختار ساقط، قال النسائي وغيره: ليس بثقة".
وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/253، 254، ثم قال:"هذا الحديث يعرف بمختار"، قال البخاري:"هو منكر الحديث".
وذكره أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي في كتابه: (معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة ص 154) .
2 ابن الجوزي: مناقب ص 28، والحديث سبق تخريجه ص 231.
3 سبق تخريجه ص 227.
4 محدّث أصبهان، صاحب التصانيف، العظيمة، والسنن، وغيرها توفي سنة تسع وستين وثلاث مئة. (أخبار أصبهان 2/90، سير أعلام النبلاء 16/276) .
5 سقط من الأصل.
6 سلمة بن وردان الليثي، ضعيف، توفي سنة بضع وخمسين ومئة. (التقريب ص 248) .
بن مالك رضي الله عنه يقول: "سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه: "من أصبح صائماً اليوم؟ "، فقال عمر: "أنا"، قال: "من تصدق اليوم؟ "، قال عمر: "أنا) ، قال:"فمن عاد مريضاً؟ "، قال عمر:"أنا"، قال:"فمن شيع جنازة؟ "، قال عمر:"أنا"، قال:"وجبت لك"، يعني: الجنة" 1.
وروى أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن بن شاذان السُّكَّري2 عن صدقة بن المثنى النخعي3، قال: حدّثني جدّي رياح بن الحارث4، قال:"كنت قاعداً عند المغيرة بن شعبة5 في مسجد الكوفة، وعنده أهل الكوفة، فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه فرحب به المغيرة وحيّاه، وأقعده عند رجله على السرير، فجاء رجل / [15 / ب] من أهل الكوفة، يقال له: قيس بن علقمة فاستقبله فسبَّ وسبَّ، فقال سعيد: "يا مغيرة ألا أرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسبُّون عندكم ثم لا تُغيِّر ولا تُنْكر؟!، أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - "وإني لغني أن أقول ما لم يقل فيسألني عنه إذا لقيته" -: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعليّ في الجنة، وعثمان في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وتاسع المسلمين في الجنة لو شئتُ سمَّيتُه، قال:
1 لم أجده في أحاديث أبي محمّد بن حيان، والحديث سبق تخريجه ص 222.
2 علي بن عمر بن محمّد السّكري الحِمْيَريّ البغدادي، توفي سنة ست وثمانين وثلاث مئة. (تاريخ بغداد 12/40، سير أعلام النبلاء 16/538) .
3 ثقة، من السادسة. (التقريب ص 275) .
4 رياح بن الحارث النخعي الكوفي، ثقة. (تهذيب التهذيب3/258، التقريب ص211) .
5 الثقفي، أسلم قبل الحديبية، ولي إمارة البصرة ثم الكوفة، توفي سنة خمسين على الصحيح. (التقريب ص 543) .
فرجّ الناس، وناشدوه: يا صاحب رسول الله من التاسع؟ قال: "لولا أنكم ناشدتموني ما أخبرتكم، أنا تاسع المسلمين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتم العاشر، ثم قال: "لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبّر فيه وجهه خيرٌ من عمل أحدكم ولو عُمِّر عمر نوح"1.
كذا وقع في هذا الحديث ابن مالك وعليها ضرب.
قلت: "هو سعد بن مالك".
قال البخاري: "سعد بن أبي وقاص الزهري، وهو سعد بن مالك"2. / [16 / أ] .
فصل
ومما يدل على فضله من حيث العموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبّوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ3 أحدهم، ولا نصيفه"4.
وعن أم مبشر5 أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل النار إن شاء الله
1 لم أجده فيما تبقى من أحاديث السكري، والحديث أخرجه أحمد بسند صحيح في (المسند 3/108)، وأبو داود: السنن 4/212، وابن ماجه: المقدمة مختصراً 1/48، رقم: 133، وأبو نعيم: الحلية 1/95، 96، عبد الله بن أحمد في زيادته على فضائل الصحابة لأحمد 1/120-121.
2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1363.
3 المد: مكيال، وهو رطلان، أو رطل وثلث، أو ملء كفي الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومدّ يده بهما، وبه سُمِّي مُدّاً. (القاموس ص 407) .
4 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1343، ومسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1967، رقم:2540.
5 أم مبشّر الأنصارية، صحابية مشهورة. (التقريب ص 758) .
أحد من أصحاب الشجرة1 الذين بايعوا تحتها" 2.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك لعل الله اطّلع على أهل بدر، فقال: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" 3.
وروى ابن أبي شيبة4 في كتاب الأدب عن أبي سعيد الخدري، قال:"قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية5: "لا يوقد أحد ناراً بليل"، ثم قال لنا: "أوقدوا واصطنعوا6 فإنه لا يدرك أحد مدكم ولا صاعكم" 7، 8.
وعن العرباض بن سارية9، قال:"قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "عليكم
1 أي: أصحاب بيعة الرضوان.
2 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1943، رقم:2496.
3 أخرجه بأطول البخاري: الصحيح، كتاب الجهاد 3/1095، رقم: 2845، ومسلم الصحيح: كتاب فضائل الصحابة 4/1941، رقم:2494.
4 عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ صاحب تصانيف، توفي سنة خمس وثلاثين ومئتين. (التقريب ص 320) .
5 الحديبية: قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هنالك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها، وتعرف الآن بالشميسي، وهو غرب مكة بينها وبين المسجد قرابة اثنين وعشرين كيلاً. (معجم البلدان 2/229ومعجم معالم الحجاز2/248) .
6 في الأصل: (وصطبغوا) ، وهو تصحيف.
7 الصاع: الذي يكال به، وهو أربعة أمداد. (القاموس ص 955) .
8 ابن أبي شيبة: المصنف، كتاب الأدب 8669، رقم: 5970، والحديث أخرجه أحمد في المسند 3/26، وأخرجه الحاكم وقال:(صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي) . (المستدرك 2/26) .
وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 6/145، وعزاه لأحمد، وقال:"رجاله ثقات"، وحسنه ابن حجر، وصحّحه الألباني. (سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/63) .
قلت: وهو كما قال ابن حجر، ففي إسناد سمعان الأسلمي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال النسائي: لا بأس به. (تهذيب التهذيب 4/238) .
9 السُّلمي، صحابي، كان من أهل الصفة، ونزل حمص، توفي بعد السبعين. (التقريب ص 388) .
بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً، وسترون من بعدي اختلافاً شديداً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم والأمور المحدثات، فإن كل بدعة ضلالة" 1. رواه أبو داود2 في سننه عن الإمام أحمد3 عن الوليد4. رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح".
وذكر الثعلبي5 في: (تفسيره) بإسناد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال موسى عليه السلام: "يا رب هل خلقت أمة أكرم عليك من أمتي؟ قال الله عزوجل: "يا موسى إن فضل أمة محمّد على سائر الخلق كفضلي على جميع خلقي"، قال:"يا رب ليتني رأيتهم"، قال:"يا موسى إنك لن تراهم ولو أردت أن تسمع كلماهم سمعت"، قال:"فإني أريد أن أسمع كلامهم"، قال الله تعالى:"يا أمة أحمد فأجبنا لكنا من أصلاب آبائنا وأرحام أمهاتنا: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك"، قال الله تعالى: "يا أمة
1 أبو داود: السنن 4/200، وأحمد: المسند 4/126، وإسناده صحيح. الترمذي: السنن 5/44، والحديث أخرجه الدارمي: السنن 1/44، وابن ماجه: المقدّمة 1/15، وصححه الألباني:"صحيح سنن الترمذي رقم: 2157، وابن ماجه رقم: 2829".
2 سليمان بن الأشعث الأزدي، السجستاني، ثقة حافظ، مصنّف السنن من كبار العلماء، توفي سنة خمس وسبعين ومئتين. (التقريب ص 257) .
3 أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي، أحد الأئمة، ثقة حافظ فقيه حجة، توفي سنة إحدى وأربعين ومئتين. (التقريب ص 84) .
4 الوليد بن مسلم القرشي مولاهم، الدمشقي، ثقة كثير التدليس والتسوية، توفي آخر سنة أربع أو أوّل خمس وتسعين ومئة. (التقريب ص 584) .
5 أحمد بن محمّد بن إبراهيم النيسابوري، شيخ التفسير، له كتاب التفسير الكبير، توفي سنة سبع وعشرين وأربع مئة. (سير أعلام النبلاء 17/435) .
أحمد إن رحمتي سبقت غضبي، وعفوي عقابي، وقد أعطيتكم1 قبل أن تسألوني، وقد غفرت لكم قبل أن تعصوني، من جاءني يوم القيامة يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسولي وعبدي جعلت / [16 / ب] الجنة مأواه، وإن كانت ذنوبه أكثر من زبد البحر" 2.
وعن معاذ بن جبل3 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند ظهره إلى الكعبة: "أمتي أمة، توفي سبعين أمة هي خيرها وأكرمها على الله عزوجل"4.
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون والأوّلون يوم القيامة، ونحن أوّل من يدخل الجنة"5.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي"6.
1 في الأصل: (أعيتكم) ، وهو تحريف.
2 أخرجه ابن مردويه في الدر المنثور للسيوطي 6/418، 419، بنحوه عند تفسير قوله تعالى:{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} ، وذكره البغوي في تفسيره (معالم السنن) 3/448، وقال:"روي عن ابن عباس، ورفعه بعضهم"، فتصديره للرواية بقوله:(وروي) يشعر بضعفه عنده، وأورد الثعلبي في تفسيره عند هذه الآية نحواً منه عن وهب بن منبه ج 3/ ق 148/ ب، وأورده ابن قدامة: في منهاج القاصدين ق 4 / أ - ب.
3 الأنصاري الخزرجي، مشهور، من أعيان الصحابة، شهد بدراً وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، توفي بالشام سنة ثماني عشرة. (التقريب ص 535) .
4 أخرجه ابن قدامة في منهاج القاصدين ق 6/أ، وأخرجه من طريق آخر أحمد: المسند 5/5، وابن ماجه: السنن 2/1433، والترمذي: السنن 5/226، وقال:"هذا حديث حسن"، وقد رَوَى غير واحد هذا الحديث عن بهز بن حكيم نحو هذا ولم يذكروا فيه:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} .
5 أخرجه بنحوه البخاري: الصحيح، كتاب الجمعة 1/299، رقم: 836، ومسلم: الصحيح، كتاب الجمعة 2/585، رقم:855.
6 أخرجه البغوي في تفسيره (معالم التنزيل) 1/342، ابن عدي: الكامل 4/1448، الطبراني: الأوسط 1/512-513، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا ابن عقيل ولا عن ابن عقيل إلا زهير ولا عن زهير إلا صدقة، تفرد به عمرو"، وابن قدامة: منهاج القاصدين 7/أ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 1/69، وقال:"وفيه صدقة بن عبد الله السمين وَثَّقه أبو حاتم، وضعّفه جماعة فإسناده حسن"، قال ابن حجر:"صدقة بن عبد الله ضعيف". (التقريب ص 275) .
وعن عبد الله بن بريدة1 عن أبيه2 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة عشرون ومئة صنف، ثمانون من هذه الأمة"3.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". متفق عليه4.
وأخرجاه أيضاً من حديث عمران بن حصين5، 6.
وعن عبد الرحمن بن سالم بن عويم بن ساعدة7 عن أبيه8 عن جده، قال:
1 الأسلمي، المروزي، ثقة، توفي سنة خمس ومئة. (التقريب ص 297) .
2 بريدة بن الحُصيب الأسلمي، أسلم قبل بدر، توفي سنة ثلاث وستين. (التقريب ص 121) .
3 أحمد: المسند 5/355، و361، وإسناد صحيح، ابن أبي شيبة: المصنف 11/471، والتّرمذي: السنن 4/683، ابن حبان: الصحيح 9/274، والحاكم: المستدرك 2/81، الطحاوي: مشكل الآثار 1/156-157، البغوي: معالم التنزيل 1/342، وابن قدامة: منهاج القاصدين 7/أ، قال الترمذي:"هو حديث حسن".
4 البخاري: الصحيح، كتاب الشهادات 2/938، رقم: 2508، مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1962، رقم:2533.
5 الخزاعي أسلم عام خيبر، وصحب وكان فاضلاً، توفي سنة اثنتين وخمسين. (التقريب ص 439) .
6 البخاري: الصحيح، كتاب الشهادات 2/938، رقم: 2508، ومسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1964، رقم:2535.
7 عبد الرحمن بن سالم بن عويم، مجهول، من السادسة. (التقريب ص 341) .
8 سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري، مقبول، من السادسة. (تهذيب التهذيب 6/181، والتقريب ص 227) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختارني واختار لي أصحاباً فجعل لي منهم أصهاراً وأنصاراً، فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً" 1، 2.
وقال ابن عمر: "لا تسبوا أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة"3.
وقال ابن عباس في قول الله عزوجل: {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل: 59]، قال4:"أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم"5. / [17 / أ] .
1 الصرف: التوبة. وقيل: النافلة. والعدل: الفدية. وقيل: الفريضة. (النهاية 3/24) .
2 ابن أبي عاصم: السنة 2/483، الطبراني: المعجم الكبير 20/140، وفي الأوسط 1/281، والحاكم: المستدرك 3/632، وأبو نعيم الحلية 2/11، واللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1246، وموفق الدين: منهاج القاصدين ق 12/أ، ومدار الحديث على عبد الرحمن بن سالم، وهو مجهول.
وقال الألباني: "إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن سالم وأبيه، وسوء حفظ محمّد ابن طلحة". (السنة 2/483) .
3 أحمد: فضائل الصحابة 1/60، بإسناد صحيح، موفق الدين: منهاج القاصدين 13/أ، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1/57، ابن ماجه: المقدمة 1/57، وابن أبي عاصم: السنة 2/484، واللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة رقم: 1249، وآخره عندهم:(خير من عمل أحدكم عمره) .
4 في الأصل: (وقال) .
5 ابن جرير: التفسير 20/2، والبزار كما في كشف الأستار 3/161، وموفق الدين: منهاج القاصدين 13/أ، وفي إسناده الحكم بن ظهير وهو متروك. (التقريب رقم: 175) ، وبه أعله الهيثمي في مجمع الزوائد 7/87، بعد أن أورده من رواية البزار.
الباب الثامن عشر
فيما رآه عليه السلام [مما] 1 يدلّ على فضله في الصّحيحين
عن حمزة بن عبد الله بن عمر2، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"بينا أنا نائم شربت - يعني: اللبن - حتى أنظر إلى الرِّيّ يجري في ظفري، أو في أظفاري، ثم ناولت عمر"، قالوا: فما أولت يا رسول الله؟، قال:"العلم"3.
وفي لفظ: " بينا أنا نائمٌ إذ رأيت قَدَحاً أُتيتُ به، فيه لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الرّيَّ يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب". قالوا: "فما أولت ذلك يا رسول الله؟ "، قال:"العلم"4.
وفي لفظ: "بينا أنا نائمٌ أُتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الرّيَّ يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي - يعني: عمر -، قالوا: "فما أولته يا رسول الله؟ "، قال: "العلم" 5.
ورواه الترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت كأني أُتيت بقدح لبن فشربت منه، فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب"، قالوا:"فما أولته يا رسول الله؟ "، قال:"العلم".
وقال: "حديث حسن صحيح غريب"6.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: "بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
1 سقط من الأصل.
2 ابن الخطاب المدني، شقيق سالم، ثقة، من الثالثة. (التقريب ص 180) .
3 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1346، رقم:3478.
4 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1859-1860، رقم:2391.
5 البخاري: الصحيح، كتاب العلم 1/43، رقم:82.
6 الترمذي: السنن 5/619، رقم:3687.
قال: "بينا أنا نائمٌ رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصري1، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: "لعمر"، فذكرت غيرته فوليت مدبراً". فبكى عمر وقال: "أعليك أغار يا رسول الله؟! "2.
وفي ر واية: "رأيت قصراً بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ "، قالوا:"لعمر"، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك"، فقال عمر: "بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعليك أغار؟! ". وهو من رواية جابر بن عبد الله3.
وفي رواية لمسلم4: "فرأيت فيها داراً أو قصراً"5.
ورواه الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت الجنة فإذا أنا بقصرٍ من ذهب فقلت: لمن هذا القصر؟ "، قالوا:"لشاب"، فظننت أني أنا هو، فقلت:"ومن هو؟ "، فقالوا:"عمر بن الخطاب".
وقال: "حديث حسن صحيح"6.
وفي رواية أخرى فقلت: "لمن هذا القصر؟، قالوا: لرجل من العرب"، فقلت:"أنا عربيٌّ، لمن هذا القصر"؟، قالوا:"لرجل من قريش"، قلت:"أنا من قريش، لمن هذا القصر"؟، قالوا:"لرجل من أمّة محمد"، قلت: "أنا
1 القصر: المنزل، أو كل بيت من حجر. (القاموس ص 595) .
2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1346، رقم: 3477، ومسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1863، رقم:2395.
3 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1346، رقم:3476.
4 ابن الحجاج.
5 مسلم: الصحيح، كتاب فصائل الصحابة 4/1862، رقم:2394.
6 الترمذي: السنن 5/619، وإسناده صحيح، وصححه الألباني. (صحيح سنن الترمذي 3/205، والصحيحة 3/409، رقم: 1423) .
محمد، لمن هذا القصر"؟،قالوا: "لعمر بن الخطّاب" 1.
وفي رواية: "رأيت في الجنّةٍ قصراً من ذهبٍ فقلت: لمن هذا"؟، فقيل: لعمر بن الخطاب".
وقال: "حديث حسن غريب صحيح2، 3.
وقال الترمذي: "معنى هذا الحديث: دخلت البارحة الجنة، يعني: رأيت في المنام كأنّي دخلت الجنة، هكذا روي في بعض الحديث"4.
قال: ويروي عن ابن عباس أنّه قال: "رؤيا الأنبياء وحيٌ"5.
وذكره ابن الجوزي من عدة طرق:
فرواه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضّأ إلى جانب قصر، فقلت: "لمن هذا القصر"؟، قالوا: "لعمر بن الخطاب"، فذكرت غيرتك فوليت مدبراً"، فبكى عمر وقال: "أوعليك
1 الترمذي: السنن 5/620 وإسناده حسن، فيه الحسين بن علي بن واقد صدوق يهم (التقريب رقم 400) ، والحديث أخرجه أحمد في المسند 5/360، وفضائل الصحابة1/455وإسناده حسن، وصححه الألباني (صحيح سنن الترمذي 3/205) .
2 الترمذي: السنن 5/283 رقم 3772 طبعه دار الفكر تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف وما ذكره المؤلف مطابق لما في تحفة الأشراف، وطبعه دار الفكر بتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف5/283رقم 3772 وعنده:"هذا حديث حسن غريب".
3 وأخرجه أحمد: المسند 3/107، 179، 191، وانظر الصحيحة للألباني 3/410.
4 الترمذي: السنن 5/620.
5 السنن: 5/620، والحديث أخرجه الطبراني، المعجم الكبير 2/6، وأخرجه البخاري تعليقاً عن عبيد بن عمير (صحيح البخاري 1/64، رقم: 138) ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/176، وقال:"رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح". وأورده ابن حجر في فتح الباري 1/329، وقال:"رواه مسلم مرفوعاً"، ولم أجده في صحيح مسلم، فلعله سهو من ابن حجر.
أغار يا رسول الله"1.
ومن طريق أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فإذا أنا بقصرٍ من ذهبٍ، فقلت: "لمن هذا القصر"؟، قالوا: "لشاب من قريش"، فقلت: "لمن"؟، قالوا: "لعمر بن الخطاب"، قال: "فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته"، قال عمر: "عليك يا رسول الله أغار"؟! 2.
ومن طريق جابر بن عبد الله [قال] 3: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فرأيت فيها داراً أو قصراً فسمعت فيها ضوضاء4 أو صوتاً فقلت: لمن هذا"؟، فقيل:"لابن الخطاب"، فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك"، فبكى عمر وقال: "أو يغار عليك! "5 / [17/ ب] .
وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائمٌ رأيت الناس عرضوا عليَّ وعليهم قمصٌ؛ فمنها ما يبلغ الثَّديَّ، ومنها ما يبلغ دون ذاك، وعرض عليَّ عمر وعليه قميص اجترّه"6 قالوا:"فما أوّلته يا رسول الله"؟، قال:"الدين "7.
وفي الصّحيحين عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا على
1 ابن الجوزي: مناقب ص 31، وقد سبق تخريجه ص 244، 245.
2 ابن الجوزي: مناقب ص 31، أحمد: المسند 3/107، بلفظه وإسناده صحيح.
3 سقط من الأصل.
4 الضوضاء: أصوات الناس في الحرب. (القاموس ص 57) .
5 ابن الجوزي: مناقب ص 32، مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1862، رقم: 2394، وانظر: ابن حجر: فتح الباري 7/4.
6 أي: لطوله، وفي رواية:(يجره) . (انظر: فتح الباري 7/51) .
7 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1349، رقم: 3477، مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1859، رقم:2390.
بئرٍ أنزع منها، إذ جاء أبو بكر وعمر، فأخذ أبو بكر الدّلو1، فنزع ذنوباً2، أو ذنوبين، وفي رواية: نزعه ضعف، وغفر الله له، ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر، فاستحالت في يده غرباً3، فلم أر عبقرياً4، من الناس يفري5 فريَه حتى ضرب الناس بعطن" 6، 7.
وفي رواية: "رأيت الناس اجتمعوا فقام8 أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم قام ابن الخطاب فاستحالت غرباً فما رأيت عبقرياً من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن"9.
وفي رواية لمسلم: "رأيت كأني أنزع دلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، فنزع نزعاً ضعيفاً، والله يغفر له، ثم جاء عمر فاستقى فاستحالت غرباً فلم أر عبقرياً من الناس يفري فريه، حتى روي الناس وضربوا العطن"10.
ولفظ البخاري: "بعطن"11.
1 الدلو: واحدة الدلاء التي يستقى بها. (لسان العرب 14/265) .
2 الذنوب: الدلو الممتلئ ماء. (لسان العرب 1/392) .
3 الغرب: الدلو العظيمة، التي تتخذ من جلد ثور. (لسان العرب 4/534) .
4 العبقري: هو الحاذق في عمله، وعبقري قومه، سيدهم. (النهاية 3/173، لسان العرب 4/534) .
5 الفري: القطع للإصلاح، والمقصود أنه كان يأتي بالعجب في عمله. (النهاية3/442، 15/153) .
6 العطن: هو مبرك الإبل حول الماء، ضرب ذلك مثلاً لاتساع الناس وما فتح الله عليهم من الأمصار. (النهاية 3/258، ولسان العرب 13/386) .
7 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2575، رقم:6616.
8 في الأصل: (فقال) ، وهو تحريف.
9 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2576، رقم:6617.
10 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1862، رقم:2393.
11 سبق تخريجه في الحديث الذي قبله.
وذكره في الصحيحين من رواية أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائمٌ رأيتني على قليب، وعليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم استحالت غرباً، فأخذها عمر بن الخطاب، فلم أَرَ عبقرياً من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب، حتى ضرب الناس بعطن"1.
وفي رواية: "رأيت أني على حوض أسقي الناس فأتاني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليريحني، فنزع ذنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، فأتى ابن الخطاب فأخذ منه، فلم ينزع حتى تولى الناس، والحوض يتفجّر"2.
وفي رواية: " وفي نزعه – والله يغفر له – ضعف "3.
وفي لفظ: " فجاء ابن الخطاب فأخذ منه فلم أر نزع رجل قط أقوى منه حتى تولى الناس والحوض ملآن يتفجر "4.
قال وهب5: "العطن منزل الإبل، يقول: حتى رويت الإبل فأناخت"6.
وذكره ابن الجوزي من طرق:
فرواه من طريق عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين / [18 / أ] وفي بعض نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم أخذها عمر، فاستحالت في يده غرباً،
1 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2576، رقم:6618.
2 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2576، رقم:6619.
3 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/ 1860 رقم 2392.
4 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/ 1861 رقم 2392
5 وهب بن جرير الأزدي البصري ثقة، توفي سنة ست ومئتين. (التقريب ص 585) .
6 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1345.
فلم أر عبقرياً في الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن" 1.
ومن طريق آخر: "رأيتني الليلة وأبا بكر على قليب، فنزعت منه ذنوباً أو ذنوبين، ثم جئت أبا بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، ثم جاء عمر فنزع منها حتى استحالت غرباً، فضرب بعطن فعبّرها يا أبا بكر". قال: "ألي الأمر بعدك، ثم عمر". قال: "بذلك عبّرها الملك"2.
ومن طريق أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت كأني أنزع على غنم سود إذ خالطها غنم عفر3، إذ جاء أبو بكر فنزع ذنوبين، وفيهما ضعف، ويغفر الله له، إذ جاء عمر فأخذ الدلو فاستحالت غرباً فأروى الناس، وصدر الشاء، فلم أر عبقرياً يفري فري عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأولت أن الغنم السود العررب، وأن العفر إخوانهم من هذه الأعاجم" 4.
وعن أبي أمامة5 رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة6 بين يدي فقلت: ما هذا؟ قال: بلال. فمضيت
1 ابن الجوزي: مناقب ص: 30، والحديث في البخاري: الصحيح، كتاب المناقب 3/1329، رقم:3434.
2 ابن الجوزي: مناقب ص 30، والحديث أخرجه أبو ذر الهروي في كتاب الرؤيا وفي سنده أيوب بن جابر وهو ضعيف، وهذه الزيادة منكرة. (فتح الباري 12/13) .
3 الأعفر: الأبيض، ليس بشديد البياض. (القاموس ص 568) .
4 ابن الجوزي: مناقب ص 31، وأخرج نحواً منه أحمد في المسند عن أبي الطفيل 5/455، وأورد الهيثمي وقال:"رواه الطبراني، وإسناده حسن". (مجمع الزوائد 9/72) . وعبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 1/163، عن الحسن مرسلاً، وأبو بكر الشافعي: الفوائد ق 6 / ب.
5 صُدَيّ بن عجلان الباهلي، صحابي مشهور سكن الشام، توفي سنة ست وثمانين. (التقريب ص 276) .
6 الخَشْفة: بالسكون، الحس والحركة، وقيل: هو الصوت. والحَشَفة بالتحريك: الحركة. (النهاية 2/34) .
فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين، ولم أرَ فيها أحداً أقل من الأغنياء [والنساء. قيل: أما الأغنياء فهم ههنا بالباب يحاسبون ويمحصون] 1، وأما النساء فألهاهن الأحمران، الذهب والحرير، ثم خرجت2 من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أُتيت بكفة فوضعت فيها، ووضعت أمتي في كفة، فرجحت بها، ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة، وجيء بجميع أمتي فوضعت في كفة فرج بها أبو بكر، قال: ثم أتي بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمي فوضعوا فرجح عمر" 3.
وروى الإمام أحمد في (المسند) من حديث عبد الله بن عم ر، قال:"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة، فقال: "رأيت قبل الفجر كأني أعطيتُ المقاليد والموازين؛ أما المقاليد فهذه المفاتيح، وأما الموازين فهذه التي تَزِنُون بها، فَوُضِعتُ في كفَّة ووُضعَتْ أمتي في
1 سقط من الأصل والزيادة من المسند.
2 في المسند: (خرجنا) .
3 أحمد: المسند 5/259، والخطيب: تاريخ بغداد 14/78، من طريق القطيعي عن عبد الله بن أحمد، وفي إسناده عليّ بن يزيد الألهاني الدمشقي ضعيف جداً، قال البرقي والأزدي والدارقطني:"متروك الحديث". وقال البخاري: "منكر الحديث ضعيف". وقال ابن أبي حاتم: "ضعيف الحديث أحاديثه منكرة". وقال النسائي: "ليس بثقة وفي موضع آخر متروك الحديث". وقال الحافظ: "ضعيف". (تهذيب التهذيب 7/346، التقريب ص 406) .
وذكره ابن الجوزي: مناقب ص 32، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/59، وقال:"رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار، وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه. . . ".
كفّة، فوُزِنتُ بهم فرَجَحْتُ، ثم جيء بأبي بكر فوُزن بهم فوزَن، ثم جيء بعمر فوُزن فوزَن بهم، ثم جيء بعثمان فوُزِن فَوَزَن بهم، ثم رُفِعَت" 1.
1 أحمد: المسند 7/232، رقم: 5469، وإسناده صحيح، وذكره الهيثمي، وقال:"رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: (فرجع بهم في الجميع) ، وقال: (ثم جيء بعثمان فوضع في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجح بهم ثم رفعت) ، ورجاله ثقات". مجمع الزوائد 9/58) ، وقال أحمد شاكر:"إسناده صحيح".