الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس والثلاثون: أن الرسول بشره بالجنة
…
الباب السادس والثلاثون: في ذكر أن الرسول بشره بالجنة
روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يطّلع عليكم رجل من أهل الجنة فاطلع أبو بكر، ثم قال: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فاطلع عمر".
قال: "حديث غريب من حديث ابن مسعود"1.
وسبقت قصة المنام: أن الرسول رأى له قصراً في الجنة ورؤيا الأنبياء وحي2.
وذكر ابن الجوزي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمر بن الخطاب سراج الجنة"3.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة"4.
ويأتي حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن أهل الدرجات ليراهم من تحتهم كما يرى الكوكب وإن أبا بكر وعمر منهما وأنعما"5.
وتقدم حديث أبي هريرة: لما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم [نعلاه] 6، وقال: "من
1 الترمذي: السنن 5/622، وعبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 1/104، وفيه محمّد بن حُميد الرازي حافظ ضعيف. (التقريب ص 475) ، والحديث ضعّفه الألباني. (ضعيف سنن الترمذي ص 494) .
2 سبق تخريجه ص 244، 245، 247.
3 سبق تخريجه ص 223، 231، 233.
4 أبو نعيم: الحلية 6/333، وفيه الواقدي: وانظر ص 223، 231، 233.
5 سبق تخريجه ص 1122، 1123.
6 سقط من الأصل.
لقيك يشهد أن لا إله إلا الله بشّره بالجنة". فلقيه عمر1.
وعن أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل النار إن شاء الله أحد من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها"2.
وفي الصحيحين عن أبي موسى: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"افتح له وبشّره بالجنة"، ففتحت له، فإذا أبو بكر، فبشّرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"افتح له وبشّره بالجنة"، ففتحت له فإذا عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي:"افتح له وبشّره بالجنة على بلوى تصيبه"، فإذا عثمان، فأخبرته، بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال:"الله المستعان"3.
وفي مسلم: "اللهم صبراً والله المستعان"4.
وفيهما عن أبي موسى: أنه توضّأ يوماً في بيته ثم خرج، فقلت: لألزمنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي هذا، قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: "خرج وجه ها هنا"، فخرجت على إثره، أسأل عنه، حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب، وبابها من جريد، حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضّأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسّط قُفَّها5، وكشف عن ساقيه ودَلَاّهما في البئر، فسلّمتُ عليه، ثم انصرفت فجلست
1 سبق تخريجه ص 300.
2 سبق تخريجه ص 236.
3 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1350، رقم:3490.
4 مسلم: الصّحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1867، رقم:2403.
5 القفّ: الداكة التي تجعل حول البئر، أصله ما غلظ من الأرض وارتفع. (لسان العرب 9/288، فتح الباري 7/36) .
عند الباب، فقلت: لأكوننّ بوّاباً للنبي صلى الله عليه وسلم اليوم، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: "أبو بكر"، فقلت: على رسلك، ثم ذهبت، فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال:"ائذن له وبشّره بالجنة"، فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشّرك بالجنة، فدخل أبو بكر فجلس على يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القُفّ، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه.
ثم جلست، وقد تركت أخي يتوضّأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان - يريد أخاه - خيراً يأت به، فإذا إنسان يحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: "عمر بن الخطاب"، فقلت: على رسلك، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقلت:"هذا عمر بن الخطاب يستأذن، فقال: "ائذن له وبشّره الجنة"، فجئت فقلت: ادخل، وبشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القفّ عن يساره، ودلّى رجليه في البئر.
ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان خيراً يأت به، فجاء إنسان يحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: "عثمان بن عفان"، فقلت: على رسلك، وجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم / [39 / أ] فأخبرته، فقال:"ائذن له، وبشّره بالجنة على بلوى تُصيبه"، فجئته فقلت له: ادخل، وبشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبك، فدخل فوجد القفّ قد ملئَ، فجلس وجاهَه من الشقّ الآخر"، قال شريك1: "قال سعيد بن المسيب: "فأولتها قبورهم"2.
1 شريك بن عبد الله بن أبي نمر، المدني، صدوق يخطئ، توفي في حدود أربعين ومئة. (التقريب ص 266) .
2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1343، 1344، رقم:3471.
ولهذا الحديث طرق عديدة في الصحيحين1، واللفظ هنا لفظ البخاري.
ولمسلم كذلك إلا أن فيه: "مع بلوى تصيبه"، فقلت له: ادخل، وبشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مع بلوى تصيبك"، بدل: "على"2.
وعن سعيد بن زيد بن عمرو، قال:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة"، وتاسع المسلمين لو شئت سمّيته، فرَجّ3 المسلمون وناشدوه، فقال: "لولا أنكم ناشدتموني ما أخبرتكم، أنا تاسع المسلمين، ورسول الله العاشر، ثم قال: لمشهد رجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه خير من عمل أحدكم ولو عُمِّرَ عُمُر نوح عليه السلام"4.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة"، فطلع أبو بكر فهنيناه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة"، فطلع عمر، فهنيناه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة، ثم قال: اللهم إن شئت جعلته عليّاً"، فطلع عليّ رضي الله عنهم"5.
1 انظر: البخاري: الصحيح رقم: 3490، 3492، 5862، 6684، 6834، ومسلم: الصحيح 4/167، 1868، 1869.
2 مسلم: الصّحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1868، رقم:2403.
3 الرجّ: التّحرّك والاهتزاز. (القاموس ص 243) .
4 سبق تخريجه ص 235.
5 أحمد: المسند 3/356، وفضائل الصحابة 1/191، 209، والحاكم: المستدرك 3/34، كلهم من طريق عبد الله بن محمّد بن عقيل، صدوق في حديثه لين. (التقريب ص 321) .
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/57،:"رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحد أسانيد أحمد رجال موثقون".
وروى الترمذي والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة"1.
وروى الشيخ موفق الدين في (المنهاج)، عن سعيد بن زيد أنه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة، فقال: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، وسعد في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة ". فقيل له:"من التاسع"، قال:"أنا"2.
وعنه قال: "أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته يقول: "أثبت حَراء3 إنّما عليك نبيّ وصدّيق أو شهيد"، وعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، وسعد، وابن عوف، وسعيد بن زيد". رواه داود والنسائي والترمذي، وقال:"حديث حسن صحيح "4.
1 الترمذي: السنن 5/647، والنسائي: السنن الكبرى (فضائل الصحابة) رقم: 59، وأحمد: المسند 3/136، رقم: 1675، والفضائل1/229، أبو يعلى: المسند 2/147، 148، ابن حبان: الصحيح (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان) 9/71، وأبو نعيم: معرفة الصحابة 1/146، 147، كلهم من طريق عبد العزيز بن محمّد الداروردي وهو صدوق كان يحدث من كتب غيره يخطئ. (التقريب ص 358) ، وصحّحه أحمد شاكر (المسند 3/136) ، والألباني في صحيح الترمذي 3/218، وشرح العقيدة الطحاوية ص 487، رقم: 728، ومشكاة المصابيح رقم:6110.
2 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 15/أ-ب، وابن ماجه: السنن 1/48، وصحّحه الألباني، (صحيح سنن ابن ماجه رقم: 133، وصحيح الترمذي رقم: 4041) .
3 حراء: جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال، وقد وصله الآن البنيان، ويسمي جبل النور. (معجم البلدان ص 233، معجم معالم الحجاز 2/248) .
4 أبو داود: السنن 4/211، النسائي: فضائل الصحابة من السنن الكبرى رقم: 101، الترمذي: السنن 5/651، وأخرجه أحمد: المسند 3/110، رقم: 1630، وابن ماجه: السنن 1/48، ابن حبان في صحيحه (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان) 9/69، وابن أبي عاصم: السنة 2/618، وابن أبي شيبة: المصنف 12/14، الطيالسي: المسند 33، والحاكم: المستدرك 3/450، كلهم من طريق عبد الله بن ظالم التميمي. قال: الحافظ: "صدوق لينه البخاري". (التقريب ص 308، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وقال أحمد شاكر: "إسناده صحيح"، تخريج المسند رقم: 1630، وقال الألباني: "صحيح". (صحيح الترمذي 3/221، وصحيح ابن ماجه 1/28، رقم: 134) .
وروى الشيخ موفق الدين عن عبد الله بن عمرو1، رضي الله عنه "كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر فاستأذن، قال: "من هذا؟ "، قال: "أبو بكر"، قال: "ائذن له وبشّره بالجنة"، ثم جاء عمر فاستأذن، فقال: "من هذا؟ "، فقال: "عمر"، فقال: "ائذن له، وبشّره بالجنة"، قال: فقال عبد الله بن عمرو: "أين أنا يا رسول الله؟ "، قال: "أنت مع أبيك" 2.
وروى أبو القاسم الرازي3 في (فوائده) ، عن ابن عمر، قال: قال: / [40/ أ] 4 رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عشرةٌ من قريش في الجنة: [أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، والزبير في الجنة،
1 في الأصل: (عمر) ، والتصويب من المسند.
2 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 17/ ب، وأخرجه أحمد: المسند 2/165، وابن أبي عاصم: السنة 2/623، البخاري: التاريخ الكبير 1/172، وأورده الهيثمي: مجمع الزوائد 9/56، مطولاً، وقال:"رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد باختصار، بأسانيد وبعض رجال الطبراني وأحمد رجال الصحيح". وقال أحمد شاكر: "إسناد صحيح"، تخريج المسند رقم:6548.
3 تمام بن محمّد البجليّ الرازيّ ثم الدمشقي، كان ثقة حافظاً، خرّج (الفوائد) ، في مجلّدة انتقا من يدي الحديث، توفي سنة أربع عشرة وأربع مئة. (سير أعلام النبلاء (17/289، الرسالة المستطرفة ص 71) .
4 هذه الورقة وردت في مكانها الصحيح، وقد أوردت الترتيب الصحيح كما بدا لي، ونصفها بياض وليس ثمة نقص فالكلام متصل بالمخطوطة.
وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة" 1.
وروى أبو الحسن السكري في (فوائده) ، عن رياح بن الحارث، قال:"كنت قاعداً عند المغيرة بن شعبة في مسجد الكوفة، وعنده أهل الكوفة، فجاء سعيد بن زيد فرحب به المغيرة وحياه، وأقعده عند رجله على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيس بن علقمة، فاستقبله فسب وسب، فقال سعيد: "يا مغيرة من يسب هذا الرجل؟ "، قال له: "يسبّ عليّاً"، قال له سعيد: "يا مغيرة ألا أرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك ثم لا تُغير ولا تنكر؟!، أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - وإني لغني أن أقول ما لم يقل فيسألني عنه إذا لقيته -:"أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعليّ في الجنة، وعثمان في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وتاسع المسلمين في الجنة"، ولو شئت سمّيته، قال: فرجّ الناس وناشدوه يا صاحب رسول الله: "من التاسع؟ "، قال:"لولا أنكم ناشدتموني ما خبرتكم، أنا تاسع المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتم العاشر". قال: ثم قال: لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يُغَبّرُ فيه وجهه خير من عمل
1 تمام الرازي: الفوائد 1/345، رقم: 883، وفي إسناده عبد الله بن يزيد البكري، قال أبو حاتم:"ضعيف الحديث ذاهب الحديث". (الجرح 5/201)، وأخرجه بإسناد آخر الطبراني: المعجم الصغير 29، وقال:"لم يروه عن حبيب عن ابن عمر إلا سعيد، لا عن سعيد إلا سفيان، تفرد به حامد بن يحيى"، وحبيب بن أبي ثابت ثقة، لكنه مدلس، وهنا لم يصرح بالسماع. (انظر: التقريب ص 150) .
أحدكم ولو عُمِّرَ عُمُر نوح". كذا رواه ابن مالك1، وقد ضرب عليه. / [39/ب] 2، وصوابه: ابن أبي وقاص"3 " "4 ".
1 سعد بن أبي وقاص.
2 هذه الورقة وردت في مكانها الصحيح، وقد أوردت الترتيب الصحيح كما بدا لي، ونصفها بياض وليس ثمة نقص فالكلام متصل بالمخطوطة.
3 في ص 235: "وعليها ضرب وفي جميع كتب المحدّثين سعد بن أبي وقاص".
4 سبق تخريجه ص 235.