المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب التاسع والعشرون: خلافته وقول الرسول فيها - محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - جـ ١

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الدراسة

- ‌مقدمة النص المحقق

- ‌الباب الأول: مولده

- ‌الباب الثاني: نسبه

- ‌الباب الثالث: صفته وهيبته

- ‌الباب الرابع: ذكره في التوراة والإنجيل

- ‌الباب الخامس: ماتميز به في الجاهلية

- ‌الباب السادس: دعاء الرسول أن يعز الإسلام به

- ‌الباب السابع: وقوع الإسلام في قلبه

- ‌الباب الثامن: إسلامه وما وقع منه قبل إسلامه

- ‌الباب التاسع: السنة التي أسلم فيها وبعد كم أسلم

- ‌الباب العاشر: استبشار أهل السماء بإسلامه

- ‌الباب الحاي عشر: عز الإسلام بإسلامه وظهوره

- ‌الباب الثاني عشر: سبب تسميته بالفاروق

- ‌الباب الثالث عشر: ذكر هجرته إلى اللمدينة

- ‌الباب الرابع عشر: منزله في المدينة

- ‌الباب الخامس عشر: من أخي النبي بينه وبينه

- ‌الباب السادس عشر: نزول القرآن بموافقته

- ‌الباب السابع عشر: قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضله في الصحيحين

- ‌الباب التاسع عشر: أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل ابي بكر

- ‌الباب العشرون: معرفة فضلهما من السنة

- ‌الباب الحادي والعشرون: ذكر فضله على من بعده

- ‌الباب الثاني والعشرون: صلابته في دين الله وشدته

- ‌الباب الثالث والعشرون: إقدامه على أشياء من أوامر الرسول عليه السلام

- ‌الباب الرابع والعشرون: مصارعته الشيطان وخوف الشياطين منه

- ‌الباب الخامس والعشرون: هيبته وخوف الناس منه

- ‌الباب السادس والعشرون: انزعاجه لموت الرسول وإنكاره له

- ‌الباب السابع والعشرون: قيامه ببيعه أبي بكر ومجادلته عنه

- ‌الباب الثامن والعشرون: عهد أبي بكر إليه ووصيته إياه

- ‌الباب التاسع والعشرون: خلافته وقول الرسول فيها

- ‌الباب الثلاثون: إجتماعهم على تسميته بأمير المؤمنين

- ‌الباب الحادي والثلاثون: ماخص به ولايته مما لم يسبق إليه

- ‌الباب الثاني والثلاثون: إسمه وكنيته ولقبه

- ‌الباب الثالث والثلاثون: خضابه

- ‌الباب الرابع والثلاثون: خاتمه

- ‌الباب الخامس والثلاثون: دعاء الرسول له أن يخرج من صدره الغل

- ‌الباب السادس والثلاثون: أن الرسول بشره بالجنة

- ‌الباب السابع والثلاثون: جمعه الناس في التراويح على إمام

- ‌الباب الثامن والثلاثون: فطنته وذكائه وفراسته

- ‌الباب التاسع والثلاثون: إهتمامه برعيته وملاحظته لهم

- ‌الباب الأربعون: عسسه بالمدينه وما وقع له من ذلك

الفصل: ‌الباب التاسع والعشرون: خلافته وقول الرسول فيها

‌الباب التاسع والعشرون: خلافته وقول الرسول فيها

الباب التاسع والعشرون: في خلافته وقول الرسول فيها

قال الذهبي: "ولي الخلافة عشر سنين ونصف"1.

وذكر ابن الجوزي عن محمّد بن سعد قال: قال حمزة بن عمرو2: "توفي أبو بكر رضي الله عنه مساء ليلة الثّلاثاء لثمانٍ بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، فاستقبل عمر رضي الله عنه يوم الثلاثاء صبيحة موت أبي بكر"3.

وعن جامع بن شداد4 عن أبيه5 قال: "كان أوّل كلام تكلم به عمر حين صعد المنبر أن قال: "اللهم إني شديد فليّنّي، وإني ضعيف فقوّني، وإني بخيل فسخّني"6.

وقال القاسم7 بن محمّد8: قال عمر: "لو علمت أن أحداً من الناس أقوى على هذا الأمر منّي، لكنت أقدِمَ فتضربَ9 عُنْقي أحب إليّمن أن أَلِيَه"10.

1 الذهبي: التذهيب 3 / ق 177/ ب.

2 الأسلمي، صحابي جليل، توفي سنة إحدى وستين. (التقريب ص 180) .

3 ابن الجوزي: مناقب ص 58، ابن سعد: الطبقات 3/274، وفي إسناده الواقدي.

4 المحاربي الكوفي، ثقة، توفي سنة سبع وعشرين ومئة. (التقريب ص 137) .

5 لم أعثر له على ترجمة.

6 ابن سعد: الطبقات 3/274، الطبري: التاريخ 3/433، ابن الجوزي: مناقب ص 58، كلهم من طريق شداد المحاربي ولم أعثر له على ترجمة.

7 في الأصل: (أبو القاسم) ، وهو تحريف.

8 ابن أبي بكر.

9 مطموس في الأصل سوى: (تضرب) .

10 ابن سعد: الطبقات 3/275، ابن الجوزي: مناقب ص 58، والذهبي: تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء) وهو مرسل؛ لأن القاسم لم يدرك خلافة عمر.

ص: 300

وعن يحيى بن معين1 قال: "كان شريح2 قاضي عمر بن الخطاب وكان عبد الله بن مسعود على بيت المال"3.

قال نافع4: "استعمل عمر زيداً5 على الفضاء وفرض له رزقاً"6.

قال أبو عبد الله محمّد بن سلامة في كتاب: (عيون المعارف) : "بويع له يوم مات أبو بكر رضي الله عنه، وكانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال"7.

وروى أبو داود والنسائي8 والترمذي وابن ماجه عن سَفينة9، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخلافة ثلاثون عاماً ثم يكون الملك".

قال سفينة: "أمسك: سنتين لأبي بكر، وعشر لعمر، وثنتي عشرة لعثمان، وستاً لعلي رضي الله عنهم"10.

1 يحيى بن معين الغَطَفَاني مولاهم، البغدادي، ثقة حافظ مشهور، توفي سنة ثلاث وثلاثين ومئتين بالمدينة المنورة. (التقريب ص 597) .

2 شريح بن الحارث الكوفي الكندي، مخضرم، ثقة، توفي قبل الثمانين أو بعدها. (التقريب ص 265) .

3 ابن الجوزي: مناقب ص 58.

4 نافع مولى ابن عمر.

5 زيد بن ثابت الأنصاري النجاري، صحابي مشهور، توفي سنة خمس وأربعين. (التقريب ص 222) .

6 ابن سعد: الطبقات 2/359، ابن الجوزي: مناقب ص 58، وهو مرسل.

7 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 54 / ب.

8 أحمد بن شعيب النسائي، الحافظ صاحب السنن، توفي سنة ثلاث وثلاث مئة. (التقريب ص 80) .

9 سَفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا عبد الرحمن، يقال كان اسمه مهران، مشهور له أحاديث. (التقريب ص 245) .

10 مدار هذا الحديث على سعيد بن جمهان، وهو صدوق له أفراد. (التقريب ص234) .

والحديث في أبي داود: السنن4/211، النسائي: فضائل الصحابة رقم: 52، الترمذي: السنن 4/502، وأخرجه أحمد: المسند 5/221، وفضائل الصحابة 1/487، وأبو داود الطيالسي المسند ص151، خيثمة: فضائل الصحابة (من حديث خيثمة) 107-108، ابن أبي عاصم: السنة 2/562، والآحاد والمثاني 1/129، الطبراني: المعجم الكبير 1/55، 98، والطحاوي: مشكل الآثار 4/313، أبو نعيم: معرفة الصحابة 1/171، وابن عبد البر: جامع بيان العلم ص 552، وقال:"قال أحمد بن حنبل: حديث سفينة في الخلافة، وإليه ذهب في الخلفاء".

واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث في التربيع بعلي في الخلافة الراشدة. (السنة للخلال 1/428) . وسيذكر المؤلف احتجاج أحمد بهذا الحديث بعد ذلك وقال الترمذي: "وهذا حديث حسن قد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جهمان".

وصحّحه الشيخ الألباني، وقال: "وجملة القول أن الحديث حسن من طريق سعيد ابن جهمان، صحيح بهذين الشاهدين. (انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/742، صحيح سنن الترمذي 2/245) .

وهذا الحديث لم أعثر عليه عند ابن ماجه ولم أجد من أشار إلى أن ابن ماجه أخرجه.

ص: 301

قال محمّد بن مظفر1: "سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل منذ أربعين سنة فذكر حديث حماد بن سلمة2 عن سعيد بن جُهْمان3 في الخلافة، فقال أحمد: "عليّ من الخلفاء الراشدين المهديّين"4.

وروى الشيخ موفق الدين عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عزوجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائناً ملكاً عضوضاً5 وكائناً عنوة وجبرية، وفساداً في الأمة يستحلون الفروج، والخمور،

1 محمّد بن مظفر المصيصي ذكره ابن الجوكي فيمن ورى عن الإمام أحمد. (مناقب الإمام أحمد ص 103) .

2 البصري، ثقة عابد، تغير حفظه بأخره، توفي سنة سبع وستين ومئة. (التقريب ص 178) .

3 الأسلمي، البصري، صدوق له أفراد، توفي سنة ست وثلاثين ومئة. (التقريب ص 234) .

4 البغوي: معجم الصحابة ق 81، ابن عساكر: تاريخ دمشق (ترجمة عثمان) ص 516، موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 19 / ب.

احتجاج الإمام أحمد بحديث سفينة في التربيع بعليّ في الخلافة رواه غير واحد عنه. انظر: مسائل عبد الله لأبيه 2/573، ومسائل الإمام أحمد لابنه صالح 1/425، والسنة للخلال 1/4285.

5 الملك العضوض: هو الذي يصيب الرعية فيه عسف وظلم كأنهم يعضون فيه عضا. (النهاية 3/253) .

ص: 302

والحرير، وينصرون1 على ذلك ويرزقون أبداً حتى يلقوا الله" 2.

وقال أبو داود3: ثنا داود الواسطي4 وكان ثقة، ثنا حبيب بنسالم5، قال: "سمعت النعمان بن بشير بن سعد6 يكف حديثاً7، فجاء

1 في الأصل: (وينصرو) ، وهو تحريف.

وقال الألباني عند قوله: "وينصرون": "هذا باطل مخالف للقرآن، ويكذبه واقع المسلمين الآن؛ وأما سائر الحديث فصحيح من غير طريق واحد". (ضعيف الجامع2/80.

2 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق20/أ، وأبو داود الطيالسي: المسند ص31، البيهقي: دلائل النبوة6/340، وأبو يعلى: المسند2/177ابن أبي عاصم: السنة2/534، مختصراً والطبراني: المعجم الكبير1/157، وأبو نعيم: دلائل النبوة 2/704.

ومدار هذا الحديث على ليث بن أبي سليم وهو صدوق اختلط حديثه جداً فترك. (التقريب ص 464) . وأورده الهيثمي: مجمع الزوائد 5/189، وقال:"وفيه ليث ابن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات".

وقد تعقبه الحافظ ابن حجر في غير هذا الحديث فقال: "ما علمت أحداً صرح بأنه ثقة ولا من وصفه بالتدليس قبل الشيخ". نقله الألباني في تخريجه لكتاب السنة لابن أبي عاصم 2/534.

وفيه علة أخرى وهي أن عبد الرحمن بن سابط لم يثبت أنّه سمع من أبي ثعلبة الخشني، قال ابن حجر:"ويقال: لا يصح له سماع من صحابي". (الإصابة 2/148) .

وقال الألباني: "ضعيف". (ضعيف الجامع 2/80) .

وصحّح الألباني رواية ابن أبي عاصم المختصرة، وذكر أن له شواهد يتقوى بها. (السنة لابن أبي عاصم 2/534) . ومما ذكر من شواهده حديث أبي بكرة الذي سيورده المصنف في هذه الورقة.

3 سليمان بن داود الجارود البصري، ثقة حافظ غلط في أحاديث، توفي سنة أربع ومئتين. (التقريب ص 250) .

4 داود بن إبراهيم الواسطي، وثقة أبو داود في إسناد حديثه هذا ونقله عنه ابن أبي حاتم. (الجرح والتعديل 3/407) .

5 حبيب بن سالم، مولى النعمان بن بشيروكاتبه، لابأس به من الثالثة. (التقريب ص151)

6 الأنصاري، الخزرجي، له صحبة، وسكن الشام، ثم ولي إمارة الكوفة. ثم قتل بحمص سنة خمس وستين. (التقريب ص 563) .

7 في المسند ومجمع الزوائد: "وكان بشير رجلاً يكف حديثه".

ص: 303

أبو ثعلبة1 فقال: "يا بشير بن سعد2 أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء؟ "، وكان حذيفة قاعداً مع بشير - فقال حذيفة -:"أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم في النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون الخلافة على منهاج البنوة، تكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء، ثم تكون جبرية، ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".

قال فقدم عمر3 ومعه يزيد بن النعمان4 في صحابته، فكتبت إليه أذكره الحديث فكتبت5 إليه: إني أرجو / [32 / ب] أن يكون أمير المؤمنين بعد الجبرية، قال: فأخذ يزيد الكتاب فأدخله على عمر، فسر به وأعجبه"6.

قال أبو داود7: ثنا حمد بن سلمة، ثنا عليّ بن زيد8 عن عبد الرحمن

1 جُرْثُوم بن ناشرة، صحابي، مشهور بكنيته، توفي سنة خمس وسبعين، وقيل: قبل ذلك بكثير في أوّل خلافة معاوية بعد الأربعين. (التقريب ص 627) .

2 بشير بن سعد الأنصاري، الخزرجي، صحابي بدري، استشهد بعين التمر. (التقريب ص 125) .

3 عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي، أمير المؤمنين، توفي سنة إحدى ومئة. (التقريب ص 415) .

4 يزيد بن النعمان بن بشير، ترجمه ابن أبي حاتم. (الجرح والتعديل 9/292) .

5 في الأصل: (فكتب) ، وهو تحريف.

6 أبو داود: المسند ص 58، وإسناده حسن، وأحمد: المسند 4/273، البزار كما في كشف الأستار 2/231-232، وأورده الهيثمي: مجمع الزوائد 5/189، وقال:"رواه أحمد في ترجمة النعمان، والبزار أتم منه والطبراني ببعضه في الأوسط ورجاله ثقات".

7 الطيالسي.

8 التيمي، البصري، ضعيف، توفي سنة إحدى وثلاثين ومئة. (التقريب ص 401) .

ص: 304

بن أبي بكرة1 [قال: "وفدنا إلى معاوية2 مع زياد3 ومعنا أبو بكرة4] 5 فدخلنا عليه فقال له: "حدّثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى الله أن ينفعنا به"، قال:"نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عنها، فقال رجل: "يا رسول الله إني رأيت رؤيا، رأيت كأن ميزاناً دلي من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر بعمر، فوزن أبو بكر عمر، ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان، فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:"خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء"، فغضب لها معاوية ثم زجّ في أقفائنا فأخرجنا. فقال زياد لأبي بكرة:"ما وجدت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً تحدّثه غير هذا؟ "، قال:"والله لا أحدّثه إلا به حتى أفارقه". فلم يزل زياد يطلب الإذن حتى أذن لنا فأدخلنا، فقال معاوية:"يا أبا بكرة حدّثنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعنا به"، قال: فحدّثه أيضاً مثل حديثه الأوّل، فقال له معاوية:"لا أبا لك تخبرنا أنا ملوك فقد رضينا أن نكون ملوكاً"6.

1 الثقفي.

2 معاوية بن أبي سفيان الأموي، أبو عبد الرحمن، الخليفة، صحابي، أسلم قبل الفتح، وكتب الوحي، توفي سنة ستين. (التقريب ص 537) .

3 زياد بن أبيه، وهو ابن سمية، ويقال أيضاً: زياد بن عبيد، ثم استلحقه معاوية فقيل: زياد بن أبي سفيان، أسلم في عهد أبي بكر وولي العراق لمعاوية. (ميزان الاعتدال 2/86) .

4 نفيع بن الحارث بن كَلَدَة الثقفي، صحابي مشهور، أسلم بالطائف ثم نزل البصرة، مات بها سنة إحدى، أو اثنين، وخمسين. (التقريب ص 565) .

5 سقط من الأصل.

6 أبو داود الطيالسي: المسند ص 116، 117، وإسناده ضعيف لضعف عليّ بن زيد. والحديث أخرجه أحمد: المسند 5/44-50، ابن أبي شيبة: المصنف ص 12، 18، بنحوه أبو داود: السنن 4/208 ابن أبي عاصم: السنة 1/536.

قال الألباني: "حديث صحيح ورجاله ثقات غير عليّ بن زيد وهو ضعيف لكن يشهد له حديث سفينة".

عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 1/184، كلهم من طريق عليّ بن زيد. لكن تابعه الحسن عن أبي بكرة أخرجه أبو داود: السنن 4/208، الترمذي: السنن 4/540، وقال:"حديث صحيح". فيكون الحديث حسناً عن أبي بكرة.

ص: 305

وروى الشيخ موفق الدين بسنده عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني مسجد المدينة، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، وهم ينقلون الحجارة، فقلت: يا رسول الله ما أرى معك من أصحابك غير هؤلاء الرهط؟ "، قال:"إنهم الخلفاء من بعدي"1.

وروى عن أنس قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وخرجت معه، فدخل حائطاً من حيطان الأنصار فدخلت معه، فقال: "يا أنس أغلق الباب"، فأغلقت الباب فإذا رجل يقرع الباب، فقال: "يا أنس افتح لصاحب الباب، وبشّره بالجنة، وأخبره أنه يلي الأمر من بعدي"، قال: فذهبت أفتح له، وما أدري من هو، فإذا هو أبو بكر فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله ودخل، ثم جاء آخر فقرع الباب، فقال: "يا أنس افتح لصاحب الباب، وبشّره بالجنة، وأخبره أنهيلي أمر أمتي من بعد أبي بكر"، فذهبت أفتح له وما أدري من هو، فإذا هو عمر بن الخطاب، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله ودخل، ثم جاء آخر فقرع الباب فقال: "يا أنس افتح لصاحب الباب، وبشّره بالجنة، وأخبره أنه

1 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 21 / ب، وفي إسناده الحشرج بن نُباتة الأشجعي، صدوق يهم. (التقريب ص 169) . والحديث أخرجه ابن أبي عاصم: السنة 2/550، العقيلي: الضعفاء 1/297، ابن حبان: المجروحين 1/277، ابن عدي: الكامل 2/846، البيهقي: دلائل النبوة 2/553، ابن الجوزي: العلل المنتاهية 1/205، ابن عساكر: تاريخ دمشق (ترجمة عثمان) ص 162-163.

وضعّفه الألباني، وقال:"وعلته الحشرج بن نبات أورده البخاري في الضعفاء الصغير لهذا الحديث، وقال: "لم يتابع عليه؛ لأن عمر بن الخطاب وعليّاً بن أبي طالب قالا: "لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم".

قال الحافظ عقبه في التهذيب: "قال ابن عبدي: "قد روي من طريق آخر - وساق - ثم قال: وقد قمت بعذره في الحديث الذي أنكره البخاري فأوردته بإسناد آخر. قلت: الإسناد الذي زعم ابن عدي أنه متابع لحشرج أضعف من الأوّل؛ لأنه من رواية محمّد بن الفضل بن عطية وهو ساقط. (السنة لابن أبي عاصم 2/550، الضعفاء الصغير ص 79، تهذيب التهذيب 2/325) .

ص: 306

يلي أمر أمتي بعد أبي بكر وعمر، وأنه سيلقى منهم بلاء فيه دمه". فذهبت أفتح له، وما أدري من هو، فإذا هو عثمان بن عفان، ففتحت له الباب، وأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله واسترجع ودخل"1.

وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً، فجاء أبو بكر فاستأذن، فقال:"ائذن له وبشّره بالجنة وبالخلافة بعدي"، ثم جاء عمر فاستأذن، فقال:"ائذن له وبشّره بالجنة وبالخلافة بعد أبي بكر"، ثم جاء عثمان يستأذن، فقال:"ائذن له وبشّره بالجنة وبالخلافة بعد عمر".

قال أبو نعيم2: "هذا حديث غريب من حديث يونس3 عن أنس بهذا

1 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 21/ب، 22/أ، وفي إسناده عبد الأعلى ابن أبي المساور الزهري مولاهم وهو متروك. (التقريب ص 332) .

والحديث أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه كما في لسان الميزان 3/193، وابن عساكر: تاريخ دمشق (ترجمة عثمان) ص 138-139. كلاهما من طريق عبد الأعلى.

وهذا الحديث حكم عليه أبو حاتم بالبطلان فقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث فقال: "عبد الأعلى، ضعيف شبه المتروك، وهذا حديث باطل، كتبت بالبصرة هذا الحديث عن شيخ يسمى: خالد بن يزيد السابري عن عبد الأعلى نفسه، ولم أحدّث به". (علل الحديث 2/386) .

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة من طريق آخر. قال الألباني: "موضوع". (السنة 2/546) .

2 أحمد بن عبد الله الأصبهاني، صاحب الحلية.

3 يونس بن عبيد العبدي، البصري، ثقة ثبت فاضل ورع، توفي سنة تسع وثلاثين ومئة. (التقريب ص 613) .

ص: 307

/ [33 / أ] اللفظ تفرد به أبو كامل1 عن عمرو2، 3.

وعن ابن عمرو4 قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خلفي اثنا عشر خليفة: أبو بكر الصديق لا يلبث5 بعدي إلا قليلاً، وصاحب رحَى6 دارة العرب7، يعيش حميداً ويموت شهيداً". قال: فقال رجل: "من هذا؟ "، قال:"عمر بن الخطاب"، ثم التفت إلى عثمان بن عفان فقال:"وأنت يسألك الناس أن تخلع قميصاً8 كساك الله تعالى، فوالذي بعثني بالحق لئن خلعته لا تدخل الجنةَ حتى يلج الجمل في سم الخياط"9.فقال رجل من قومه: "ما لنا ولهذا إنما جلسنا لتذكرنا"، فقال: "أما لو تركتموني لأخبرتكم بما قال فيهم واحداً واحد" 10.

1 فضيل بن حسين الجحدري، ثقة حافظ، توفي سنة سبع وثلاثين ومئتين. (التقريب ص 447) .

2 عمرو بن الأزهر العتكي، قاضي جرجان، قال أحمد:"كان يضع الحديث"، وقال البخاري:"يرمى بالكذب". وقال النسائي وغيره: "متروك". (ميزان الاعتدال 3/245) .

3 أبو نعيم: الحلية 3/24، وعنه موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 22/أ، وفي إسناده عمرو بن الأزهر وهو متهم بالكذب والوضع.

4 في الأصل: (ابن عمر) ، وهو تحريف.

5 في الأصل: (لا يثبت) ، وهو تحريف.

6 الرحى: هي التي يطحن بها. (لسان العرب 14/312) .

7 المراد من هذه العبارة: وصف عمر بأنه سيّد العرب الذي يجتمعون حوله ويصدرون عن رأيه. (انظر: لسان العرب 14/314) .

8 أراد بالقميص: الخلافة. (النهاية 4/108) .

9 مأخوذ من قوله تعالى: {وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} ، سورة الأعراف آية: 40) .

10 ابن أبي عاصم: السنة 2/548، 557، 558، 563، مفرقاً، ابن حبان: المجروحين 2/42، الطبراني: المعجم الكبير 1/54، 55، الذهبي: ميزان الاعتدال 2/443، موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 22/ب، ومداره على ربيعة بن سيف، صاحب مناكير وعجائب.

وهو حديث باطل. قال الذهبي: "أنا أتعجب من يحيى - ابن معين - مع جلالته ونقده كيف يروي مثل هذا الباطل ويسكت عنه؛ وربيعة صاحب مناكير وعجائب".

وقال الألباني: "إسناده ضعيف. وربيعة بن سيف هو: المعافري. قال الحافظ: "صدوق له مناكير". والحديث أورده الهيثمي: مجمع الزوائد 5/178، بزيادة في آخره، ثم قال: "رواه الطبراني في (الأوسط) ، و (الكبير) ، وفيه مطلب بن شعيب، قال ابن عدي:"لم أر له حديثاً منكراً غير حديث واحد، غير هذا وبقية رجاله وثقوا". (انظر: تخريج الألباني على السنة لابن أبي عاصم 2/548) .

ص: 308

وعن أنس بن مالك، قال:"بعثني بنو المصطلق1 إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: "يا رسول الله إلى من ندفع زكاتنا إن حدث بك حدث؟ "، قال: "ادفعوها إلى أبي بكر"، فقلت ذلك لهم، فقالوا: "فسأله إن حدث بأبي بكر حدث الموت، فإلى من ندفع زكاتنا؟ "، فقلت له ذلك، فقال: "تدفعونها إلى عمر"، فقالوا: "فإلى من ندفعها بعد عمر؟ "، فقلت له، فقال: "تدفعونها إلى عثمان"، قالوا: "سله فإن حدث بعثمان حدث فإلى من ندفعها بعده؟ "، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا مات عثمان فتباً لكم آخر الدهر" 2.

1 بنو المصطلق: هم بنو جَذيمة بن سعد بن عمر بن عامر بن لُحَيّ. (جمهرة أنساب العرب ص 239، الأنساب للسمعاني 5/312) .

2 الحاكم: المستدرك 3/77، أبو نعيم: الحيلة 8/358، ومن طريقه ابن عساكر: تاريخ دمشق (ترجمة عثمان) ص 168، وكلهم من طريق نصر بن منصور ذكره الخطيب ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً. (تاريخ بغداد 13/286) .

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح لم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وموفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 23 / أ، وفي إسنادهما السري بن عاصم الهمداني، قال ابن حبان:"يسرق الحديث، ويرفع الموقوفات لا يحل الاحتجاج به". وقال الأزدي: "متروك الحديث رمي بالوضع". (المجروحين 1/355، تاريخ بغداد 9/129، اللسان 3/12) .

ص: 309

قال الشيخ موفق الدين: "وقد كانت خلافة هؤلاء الأئمة في كتب الله المتقدمة، وحدث بها علماء أهل الكتاب قبل تمامه فجاء على ما قالوا"1.

وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا الأوّل وأبو بكر الثاني، وعمر الثالث"2.

1 موفق الدّين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 23 / أ.

2 ابن عدي: الكامل 1/395، أبو نعيم: فضائل الخلفاء الأربعة 6/ب، الخطيب: تاريخ بغداد 7/31، ابن الجوزي: الموضوعات 1/328، 329، كلهم من طريق أصرم بن حوشب متهم بالوضع. (ميزان الاعتدال 1/272) .

قال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم". قال يحيى: "أصرم كذاب خبيث". وقال السيوطي في اللآلي المصنوعة 10/311: "موضوع، آفته أصرم". ووضعه الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص 300.

ص: 310