المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الرابع والعشرون: مصارعته الشيطان وخوف الشياطين منه - محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - جـ ١

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الدراسة

- ‌مقدمة النص المحقق

- ‌الباب الأول: مولده

- ‌الباب الثاني: نسبه

- ‌الباب الثالث: صفته وهيبته

- ‌الباب الرابع: ذكره في التوراة والإنجيل

- ‌الباب الخامس: ماتميز به في الجاهلية

- ‌الباب السادس: دعاء الرسول أن يعز الإسلام به

- ‌الباب السابع: وقوع الإسلام في قلبه

- ‌الباب الثامن: إسلامه وما وقع منه قبل إسلامه

- ‌الباب التاسع: السنة التي أسلم فيها وبعد كم أسلم

- ‌الباب العاشر: استبشار أهل السماء بإسلامه

- ‌الباب الحاي عشر: عز الإسلام بإسلامه وظهوره

- ‌الباب الثاني عشر: سبب تسميته بالفاروق

- ‌الباب الثالث عشر: ذكر هجرته إلى اللمدينة

- ‌الباب الرابع عشر: منزله في المدينة

- ‌الباب الخامس عشر: من أخي النبي بينه وبينه

- ‌الباب السادس عشر: نزول القرآن بموافقته

- ‌الباب السابع عشر: قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضله في الصحيحين

- ‌الباب التاسع عشر: أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل ابي بكر

- ‌الباب العشرون: معرفة فضلهما من السنة

- ‌الباب الحادي والعشرون: ذكر فضله على من بعده

- ‌الباب الثاني والعشرون: صلابته في دين الله وشدته

- ‌الباب الثالث والعشرون: إقدامه على أشياء من أوامر الرسول عليه السلام

- ‌الباب الرابع والعشرون: مصارعته الشيطان وخوف الشياطين منه

- ‌الباب الخامس والعشرون: هيبته وخوف الناس منه

- ‌الباب السادس والعشرون: انزعاجه لموت الرسول وإنكاره له

- ‌الباب السابع والعشرون: قيامه ببيعه أبي بكر ومجادلته عنه

- ‌الباب الثامن والعشرون: عهد أبي بكر إليه ووصيته إياه

- ‌الباب التاسع والعشرون: خلافته وقول الرسول فيها

- ‌الباب الثلاثون: إجتماعهم على تسميته بأمير المؤمنين

- ‌الباب الحادي والثلاثون: ماخص به ولايته مما لم يسبق إليه

- ‌الباب الثاني والثلاثون: إسمه وكنيته ولقبه

- ‌الباب الثالث والثلاثون: خضابه

- ‌الباب الرابع والثلاثون: خاتمه

- ‌الباب الخامس والثلاثون: دعاء الرسول له أن يخرج من صدره الغل

- ‌الباب السادس والثلاثون: أن الرسول بشره بالجنة

- ‌الباب السابع والثلاثون: جمعه الناس في التراويح على إمام

- ‌الباب الثامن والثلاثون: فطنته وذكائه وفراسته

- ‌الباب التاسع والثلاثون: إهتمامه برعيته وملاحظته لهم

- ‌الباب الأربعون: عسسه بالمدينه وما وقع له من ذلك

الفصل: ‌الباب الرابع والعشرون: مصارعته الشيطان وخوف الشياطين منه

‌المجلد الأول

‌مقدمة

مقدمة

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلّم عليه وعلى صحبه الهداة المهتدين وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين.

أما بعد:

فإنّ الله جل ثناؤه وتباركت أسماؤه، قد أرسل محمّداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الكفر والشرك إلى الإيمان والتوحيد فاستجاب له وآمن بدعوته ناس من قومه أشرق نور الإيمان في قلوبهم، فانجلت عنها ظلمة الشرك، فأبصروا الحق الذي دعاهم إليه.

فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يغذيهم بالقرآن والحكمة، ويزكيهم بالعمل الصالح حتى صار هذا الدين أعظم ما يكون في قلوبهم، وصار الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وعشيرتهم وأموالهم بل وأنفسهم، فناصروه في دعوته وتحملوا معه سبيل الله أقصى ما يمكن أن يتحمله بشر - غير الأنبياء - من أجل العقيدة، ذلك الجيل الربَّاني الذي آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وآزره ونصره هم صحابته الكرام الذين اختصّهم الله وشرّفهم بصحبة نبيه وإقامة شرعه.

كان مجتمعهم طرازاً فريداً، ونسيجاً وحيداً، لم يكن في أتباع الأنبياء مثلهم، لهم القدح المعلى من كل فضيلة، والسهم الأعلى من

ص: 7

كل مكرمة، فهم أهل لكل محبة وتعظيم وإكرام وتقدير، من كل من جاء بعدهم من هذه الأمة، وأهل لأن يقتدى بهم، ويتمسك بطريقتهم وهديهم، فإنّ الدين ما كانوا عليه، ولا شكّ أنّهم أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن معرفة أحوال هؤلاء الصحابة وما اتصفوا به من أخلاقٍ ساميةٍ وصفاتٍ نبيلةٍ، ينير الطريق أمام المؤمن الذي يريد الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه.

وأمر آخر يستوجب العناية بسيرهم، وهو أنهم هم الذين نقلوا إلينا الإسلام نقلاً صحيحاً، لذلك وجبت العناية بأخبارهم وأحوالهم وسيرهم، حتى لا يجد أعداء الإسلام سبيلاً إلى الطعن فيه بواسطة الطعن في نقلته.

وقد أثنى الله على أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم في آيات كثيرة من كتابه، منها:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [سورة الأنفال، الآية: 74] .

وقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [سورة الفتح، الآية: 29] .

وشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنّهم خير القرون حيث قال: "بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى كنت من القرن الذي كنت فيه"1.

1 البخاري: الصحّيح، كتاب المناقب 3/1305.

ص: 8

وقد نشأت فرقة في الإسلام لا تقر بهذه الفضائل لهؤلاء الصحابة فكفّروا الصحابةَ إلاّ نفراً يسيراً منهم، وتقربوا إلى الله بسبّهم وشتمهم، وجعلوا ذلك من أقرب القربات، وأحسن الطاعات.

ولم تزل هذه الفرقة سادرة في غيها، وماضية في ضلالها، تنمو بالخفاء حتى قامت لهم دولة تحمي مذهبهم، وتدعو إليه، ونشطت جهودهم في ذلك، فصاروا ينشرون الكتب والرسائل التي تتضمن من المخازي سبّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتكفيرهم لجمهورهم، واتخذوا الطعن فيهم وسيلة للطعن في كثير من أحكام الإسلام، وصاروا يُلَبِّسُون بذلك على كثير من المسلمين.

وقد تصدى العلماء قديماً وحديثاً للردّ على تلك الافتراءات بنشر فضائل الصحابة وسيرهم وأخبارهم، وممن اعتنى بذلك العلامة ابن عبد الهادي حيث أفرد لكل واحد من العشرة كتاباً مستقلاً، ومنها كتابه:(محض الصّواب في فضائل عمر بن الخطّاب) .

وقد رأيت الحاجة ماسّة إلى المشاركة في نشر فضائل الصحابة، وبيان مكانتهم الرفيعة من هذا الدين، دفاعاً عنهم، وحماية لحرمتهم من جهة، وصيانة للدين من التحريف والتغيير من جهة أخرى، وحماية لعقائد المسلمين وحفظاً لقلوبهم من أن يقع فيها غل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وصيانة لألسنتهم من أن يجري عليها ما فيه انتقاص من سبّ وشتم أو ذكر لهم بغير ما هم أهل له.

ص: 9

أسباب اختيار العمل في هذا الكتاب:

1-

الرغبة في المشاركة في المسيرة المباركة لإحياء التراث الإسلامي العظيم، وإظهار ما هو حبيس المكتبات حتى يسهل للجميع الاطلاع عليه.

2-

مكانة مؤلف الكتاب بين العلماء، وتحصيله في العديد من الفنون، فدراسة كتابه فيها فوائد جمة وفرائد غير خفية على أهل العلم وطلبته.

3-

قيمة الكتاب العلمية؛ إذ الكتاب غزير في مادته، فهو يحتوي على كثير من الأحاديث النّبوية والآثار المروية عن عمر رضي الله عنه.

4-

المساهمة في إظهار كتب فضائل الصحابة لاسيما الخلفاء الراشدين، وعرضها على الناس في هذا الزمان الذي كثر فيه الطعن في الصحابة من الرافضة وغيرهم.

5-

اهتمام المؤلف بانتقاء الأخبار، وعدم الاكتفاء بسرد الروايات حيث يعقب، ويذكر الفوائد، ويورد الصحيح.

6-

نقل المؤلف عن أصول ضاعت ولم تصل إلينا.

7-

لهذه الأسباب كلّها وقع اختياري على هذا الكتاب لهذا العالم الجهبذ، علماً بأني قد بذلت جهدي في خدمة الكتاب تحقيقاً ودراسةً، وإنني لأرجو أن أكون قد وفيت - أو قاربت - بالصورة التي تخدم الكتاب.

ويقتضي هذا البحث بطبيعته أن يتكون من مقدّمة، وقسمين:

القسم الأوّل: الدراسة:

وتشتمل على:

1-

عصر المؤلّف من الناحية السياسية والدينية والعلمية (نظرة إجمالية) .

ص: 10

2-

حياة المؤلّف، وضمنته:

اسمه، ونسبه، وكنيته، ولقبه، ونسبته، ومولده، وعائلته، ومهنته، ووفاته.

3-

السيرة العلمية للمؤلّف وتشتمل على:

طلبه للعلم، ورحلاته، ومكانته العلمية، وثناء العلماء عليه، وعقيدته في الأصول، ومذهبه في الفروع، وشيوخه، وتلاميذه، ومؤلّفاته.

4-

التعريف بالكتاب وضمنته:

أوّلاً: تحقيق اسم الكتاب، وتوثيق نسبته للمؤلّف.

ثانياً: موضوع الكتاب ومباحثه.

ثالثاً: منهج المؤلّف في الكتاب.

رابعاً: موارد المؤلّف في الكتاب.

خامساً: المآخذ على الكتاب.

سادساً: قيمة الكتاب العلمية.

سابعاً: وصف النسخة الخطية، مع نماذج مصورة منها.

القسم الثاني: التحقيق.

وعملي فيه على النحو الآتي:

أ- تحقيق النص وضبطه.

ب- أثبت ما في حاشية الأصل في الأصل؛ لأن المؤلّف رحمه الله قام بمراجعة النسخة التي كتب بخط يده وأضاف عليها.

ج- وضعت ما وقع من زيادة على نص الأصل، بين معقوفتين كبيرتين [] .

ص: 11

د- وضعت أسماء الكتب الواردة في الأًصل بين قوسي تنصيص.

هـ- اتبعت الرسم الإملائي الحديث، فقمت بحذف (همزة الوصل) ، في (ابن) إن وقعت بين علمين فبعضهم يكتبها وبعضهم لا يكتبها، وأنا لم أكتبها بين علمين إلاّ إذا كانت في أوّل السطر.

وكذلك أثبت (الألف الوسطية) مثل: (خالد) ، و (سفيان) ، والحارث) ، حيث وردت محذوفة في كثير من المواضع وأنا أثبتها، وكذلك راعيت قواعد الهمزة المتوسطة والهمزة المتطرفة.

و رسمت الآيات القرآنية بالرسم العثماني، ووضعتها في المتن بين القوسين المزهرين، وعزوتها إلى أماكنها في المصحف الشريف، مع أنها وردت بخط نسخ عادي.

ز- خرجت الأحاديث النبوية، فإن كانت في البخاري ومسلم اكتفيت بذلك وإلاّ اجتهدت في البحث عنها في المصادر الحديثية الأخرى، واجتهدت أن أقف عليه، وأوردت كلام العلماء عن الحديث أو الأثر إن وقفت عليه.

ح- أجتهد في تخريج النقول والآثار وإرجاعها إلى مظانها في الكتب.

ط- إذا وجدت اختلافاً في بعض ألفاظ الحديث أو الأثر بين المخطوطة والأصل الذي نقل منه أشرت إلى ذلك الاختلاف إذا كان له أهمية.

ي- عزوت الأشعار إلى قائليها من دواوينهم.

ك- ترجمت للأعلام الواردة أسماؤهم في المتن بترجمة موجزة، فإن كان

ص: 12

من أهل الكتب الستة فإني أكتفي بالتهذيب والتقريب أو أحدهما وإن لم يكن رجعت إلى مظان ترجمته في كتب التراجم.

ل- شرحت المفردات الغريبة الواردة في النص باقتضاب.

م- حددت مواضع البلدان والأماكن باقتضاب.

ن- وضعت الجمل الاعتراضية بين شرطتين قصيرتين، كما راعيت علامات الترقيم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

س- وضعت فهارس تفصيلية للآيات والأحاديث، والآثار، والأشعار، والأعلام، والأماكن، والأبواب.

وفي ختام هذه المقدمة أحمد الله وأشكره وأثني عليه الخير كله، لا أحصي ثناء عليه، على ما أنعم علي به ووفقني إليه، وأسأله عزوجل أن يعينني على ذكره وشكره وحسن عبادته.

واعترافاً بالفضل لأهله أتقدم بخالص شكري وتقديري لأستاذي الفاضل المشرف على الرسالة، الدكتور أكرم بن ضياء العمري - حفظه الله - الذي لم يدخر جهداً في إبداء توجيهاته القيمة، وملحوظاته السديدة، فجزاه الله عني خير الجزاء. كما لا يفوتني بهذه المناسبة أن أشكر جميع من أسهم معي في إخراج هذه الرسالة، بتوجيه أو تشجيع، وأخص بالذكر الدكتور عبد الغفور بن عبد الحق البلوشي.

كما أشكر جميع القائمين على الجامعة الإسلاميّة وعلى رأسهم مدير الجامعة د/ عبد الله بن صالح العبيد؛ على ما يبذلونه من جهد في خدمة العلم وطلابه الذين وفدوا إليها من مشارق الأرض ومغاربها، وأسأل الله جلت قدرته أن يوفقهم لبذل المزيد من الجهد لما فيه رفعة الإسلام وخير المسلمين.

ص: 13

وأشكر أيضاً جميع القائمين على عمادة البحث العلمي على سعيهم في طبع هذا الكتاب ونشره ضمن منشورات العمادة، فجزاهم الله خير الجزاء.

وبعد:

فقد بذلت في عملي هذا قصارى جهدي، فإن أصبت فهو من فضل الله علي وتوفيقه لي، وأما الخطأ فهو واقع مني، فأسأل الله الرحيم أن يتجاوز عني، ويغفر لي، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ووسيلة لمرضاته.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم المرسلين محمّد وعلى آله أجمعين.

ص: 14

‌الدراسة

1-

الحياة السياسية والدينية والعلمية

أ- الحياة السياسية:

ولد يوسف بن الحسن بن عبد الهادي سنة ثمان مئة وأربعين (840هـ) ، وتوفي سنة تسع ومئة (909هـ) ، وهذه الفترة الزمنية التي عاشها ابن عبد الهادي كانت في عصر دولة المماليك الجراكسة الذين حكموا مصر والشام والحجاز - وهو عصر الدولة الثانية من حكم المماليك -، ومدة هذا العصر ثمان وثلاثون ومئة سنة، من سنة أربع وثمانين وسبع مئة إلى سنة اثنتين وعشرين وتسع مئة (784-922هـ) ، وهؤلاء الجراكسة من بلاد شرق البحر الأسود وبحر الخزر1؛ وكانت تلك المناطق آنذاك مسرحاً للصراع بين قوى متعددة، وهذا الصراع حمل عدداً كبيراً من أبناء الجراكسة على دخول سوق النخاسة2، ونقلوا إلى مصر، فأكثر السلطانُ المنصور قلاوون من شراء هؤلاء المماليك، وأسكنهم إلى جواره في القلعة، وهي مكان معروف في القاهرة، فنسبوا إليها حيث عرفوا بـ:(المماليك البرجية) ، وحرص على تربيتهم تربية دينية وعسكرية، ليضمن الحفاظ على السلطنة له ولأبنائه من بعده؛ وبعد مدة كثر عدد هؤلاء الجراكسة، وأصبح منهم أمراء وقادة، فاستطاعوا أن يتسلموا السلطة وأن يحكموا البلاد.

وتعاقب ملوك هذه الدولة حتى بلغوا أكثر من اثنين وعشرين سلطاناً3،

1 سلام؛ الأدب في العصر المملوكي ص: 13، عاشور: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك ص: 223، 224، عبد المنعم ماجد: نظم دولة سلاطين المماليك ص: 11.

2 النخاسة: بياع الدواب والرقيق، والاسم النخاسة بالكسر والفتح (القاموس ص: 744) .

3 شاكر: التاريخ الإسلامي (العهد المملوكي) ص: 70، 71.

ص: 17

بدأوا بالسلطان سيف الدين برقوق الذي قام بانقلابه على المماليك البحرية واستولى على السلطة، وانتهوا بالسلطان الأشرف طومان بك - أو طومان باي - الذي قتل على أيدي العثمانيين سنة اثنتين وعشرين وتسع مئة (922هـ) ، واختلفت سنوات حكمهم بين الطول والقصر، ولم يتجاوز أحدهم في حكمه خمسة وثلاثين يوماً، وكان أطولهم حكماً هو السلطان برقوق (784-801هـ)1.

وقد عاصر ابن عبد الهادي منهم ثمانية عشر سلطاناً وهم على النحو الآتي:

الأشرف برسباي، العزيز يوسف، الظاهر جقمق، المنصور عثمان، الأشرف إينال، المؤيد أحمد، الظاهر خشقدم، الظاهر بلباي، الظاهر تمربغا خير بك، الأشرف قايتباي، الناصر محمّد، قانصوه، الناصر محمّد للمرة الثانية، الظاهر قانصوه، جانبلاط، العادل طومان باي، الأشرف قانصوه.

وجميع هؤلاء من الجراكسة ما عدا خشقدم فهو رومي يوناني2.

وقد اختلفوا في مقدرتهم على الحكم، وقدراتهم من حيث الشخصية والعلم، أو الجهل والدهاء والسذاجة، والظلم أو العدل، ومما يروى من مظالمهم وطيشهم أن السلطان الناصر محمّد بن الأشرف قايتباي كان شاباً طائشاً متهوراً يتصرف تصرفات قبيحة حمقاء، إذ كان يهجم على نساء الناس لاغتصابهن.

1 سلام: الأدب في العصر المملوكي ص: 13، عبد المنعم ماجد: نظم دولة سلاطين المماليك ص: 24، 25.

2 باشا: تاريخ الأدب العربي (العصر العباسي) ص: 27، 28، شاكر: التاريخ الإسلامي ص: 69، 70، سلام: الأدب في العصر المملوكي ص: 13، عبد المنعم ماجد: نظم دولة سلاطين المماليك ص: 24، 25.

ص: 18

يقول ابن إياس: "وصار ينزل في المراكب ببركة الرطلي ويطوف البركة هو وأولاد عمه، وإن رأى امرأة جميلة في بيتها هجم عليها وطلع لها من الطاق وأخذها غصباً وضرب زوجها بالمقارع في وسط بيته"1.

واضطربت الأسواق بشغب المماليك الذين يسمون (الجلبان) ، وقد طم فسادهم وعم في هذا العصر، وصاروا أذى للناس في كل مكان، وغطت مساوئهم أواخر القرن التاسع وأوائل العاشر حتى سقطت دولتهم على أيدي العثمانيين2.

وقد اشتهر عصرهم هذا بأحداث سياسية كثيرة شغلت السلاطين والنواب عن القيام بما يجب عليهم تجاه دينهم وأمتهم، فقد تعرضت دولة المماليك في مصر والشام لكثير من الفتن والثورات الداخلية، ومعظم هذه الفتن من المماليك أنفسهم لوجود تيارات متباينة ينتسب كل تيار إلى أحد السلاطين كالظاهرية، والناصرية، والمؤيدية وغيرها3.

كما اشتهر عصرهم هذا بالمؤامرات وكثرة الدسائس التي تحاك في الظلام ضد أعدائهم أو ضد بعضهم، الآباء ضد الأبناء، والأبناء ضد الآباء، والزوجات ضد الأزواج، والأولاد ضد الأمهات، والأمهات ضد فلذات الأكباد، وعرف عهد المؤيد شيخ المحمودي باستخدام السم للتخلص ممن يراد التخلص منه، فقد دس السم لابنه ولخطيب مسجده4.

1 ابن إياس: بدائع الزهور ص: 631.

2 ابن إياس: بدائع الزهور ص: 449.

3 المقريزي: الخطط 1/175.

4 ابن إياس: بدائع الزهور ص: 362.

ص: 19

ويلاحظ أن السلاطين الخمسة الأواخر الذين عاصرهم ابن عبد الهادي كانت نهايتهم هي القتل، فقد خلع الظاهر قانصوه، وقتل جانبلاط، وخنق العادل طومان باي، وقتل الأشرف قانصوه1.

ولأجل هذه الفوضى السائدة بين المماليك وما يحصل بينهم من فتن واغتيالات شغلتهم عن رعيتهم، جعل الأعراب يغيرون على البلاد وبخاصة المدن كالقاهرة ودمشق وكانت علاقتهم في الغالب بالسلطان في القاهرة ونائب دمشق علاقة عداء أدت إلى حصول الكوارث والفتن. فقد ثار العرب من بني حرام وبني وائل في الشرقية فسير لهم السلطان تجريدة2.

وهجموا على مدينة القاهرة حتى وصلوا إلى حي الحسينية ونهبوا الدكاكين وسلبوا أثواب الناس، واستمر الحال على ذلك من بعد صلاة العصر إلى المغرب فرجعوا من حيث جاءوا3.

وفي سنة ست وتسع مئة (906هـ) زاد شرّهم وقطعوا الطريق على الحجاج والتجّار، حتى نودي في دمشق بالجهاد ضدهم، وفي السنة التي بعدها سنة سبع وتسع مئة (907هـ) وصلوا إلى أطراف دمشق ونهبوها، فخرج عليهم نائب دمشق ومعه مقدم البقاع ناصر الدين الحنش، ثم تتالت الهجمات عليهم، وهكذا كانت الحرب سجالاً ولم تحسم بأي حال4.

وربما تكون هذه الثورات، والانتفاضات في أطراف القاهرة ودمشق أو في

1 المقريزي: الخطط 3/103-104، شاكر: التاريخ الإسلامي ص: 72، 73.

2 التجريدة: الفرقة من العسكر الخيالة دون الرجالة، والمقصود فيها سير الجنود على وجه السرعة دون أثقال أو حشد (معجم الألفاظ التاريخية، ص: 42) .

3 ابن إياس: بدائع الزهور ص: 435.

4 ابن طولون: مفاكهة الخلان 1/71، العلي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 76.

ص: 20

الصعيد احتجاجاً أو اعتراضاً أو رفضاً لحكم المماليك وأساليبهم في سياسة البلاد1. ولا شكّ أنّ هذا عمل غير مشروع.

ومن الأمور الجديرة بالاهتمام فتنة (الدوادار اقبردي) سنة ثلاث وتسع مئة (903هـ) ، وهي من الفتن الكبيرة التي وقعت في دمشق في آخر حياة ابن عبد الهادي، وقد تفاقم شرّه وحاصر الصالحية وتوعدهم بالكبس والقتل والحرق والنهب وهم في أراجيف منه، وكتب لأهلها كتاباً يتوعدهم فيه.

وقد وقف ابن عبد الهادي من هذه الفتنة موقف علماء الملة المجاهدين حيث قال بعد أن ذكر رسالة (الدوادار آقبردي) : "فسألني أهل الصالحية في الذهاب إليه فامتنعت"، وكتب له جواباً على رسالته مطولاً توعد فيه كل من أراد الأذى لأهل الصالحية2.

وتعد الصالحية البيئة الخاصة التي نشأ فيها ابن عبد الهادي، ولذا يمكن التعريف هنا بهذه المدينة إبّان عصر المؤلّف، فالصالحية تقع في سفح جبل قاسيون، أنشأها بنو قدامة المقادسة سنة أربع وخمسين وخمس مئة، عندما هاجروا من بيت المقدس إلى دمشق3، وقد قام بنو قدامة ببناء دور لهم، وشرعوا في بناء المدرسة العمرية، وهي أوّل مدرسة بنيت في الجبل، وتتابع البناء حولها، وقد ساعد على توسع الصالحية السلطان نور الدين ثم الملوك الأيوبيون، حيث قاموا ببناء عدة مدارس ومساجد4.

وأصبحت الصالحية في العصر المملوكي مدينة مستقلة، فابن بطوطة الذي

1 المقريزي: السلوك 1/386، قاسم عبده قاسم: دراسات في تاريخ مصر الاجتماعي ص: 13.

2 ابن عبد الهادي: صبّ الخمول على من وصل أذاه أولياء الله والرسول صلى الله عليه وسلم ق 5، وابن طولون: مفاكهة الخلان 1/199.

3 ابن طولون: القلائد الجوهرية 1/64، 66.

4 دهمان: مقدمة القلائد الجوهرية 1/8.

ص: 21

زارها سنة ست وعشرين وسبع مئة (726هـ) قال عنها: "هي مدينة عظيمة لها سوق لا نظير لحسنه، وفيها مسجد جامع

"1. ويصفها القلقشندي وصفاً رائعاً فيقول: "مدينة الصالحية ممتدة في سفح الجبل تشرف على دمشق وضواحيها، ذات بيوت ومدارس، وربط، وأسواق، وبيوت جليلة

"2.

وأكثر أهلها حنابلة من بيت المقدس3، وهي الآن حي من أحياء دمشق.

ب- الحياة الدينية:

لقد عانى المجتمع الإسلامي انقسامات وخلافات مذهبية أدت إلى صور من الصراع السياسي والعسكري بين الدويلات التي اتخذت نحلاً مختلفة، مدعية أنها على الطريق الأقوم وغيرها على طريق الضلال.

وكان الصراع الشديد في تاريخ الأمة الإسلامية بين اتجاهين هما: اتجاه الحق، اتجاه أهل السنة الذين هم متمسكون بعلوم القرآن والسنة، ويعدون السنة وعلوم الحديث مكملين للقرآن فلا بد من الاعتناء بهما كالاهتمام بالقرآن الكريم.

والاتجاه الثاني: وهو اتجاه الشيعة وهو مبني على الخرافة، وقد غلب على القرن الرابع فقد أيدته دولتان قويتان: دولة البويهيين في المشرق ودولة العبيديين في المغرب ومصر، ولم يلبث أن ضعف هذا الاتجاه بتغلب السلاجقة على المشرق4، وهم من أهل السنة، ثم دولة صلاح الدين الأيوبي فالمماليك في الشام ومصر وهي دول سنية كذلك.

1 ابن بطوطة: رحلة ابن بطوطة 1/58.

2 القلقشندي: صبح الأعشى 4/94.

3 ياقوت: معجم البلدان 3/390.

4 عبد المنعم حسنين: سلاجقة إيران والعراق ص: 29.

ص: 22

وعليه فقد حافظت دولة المماليك على الاتجاه السني بشكل عام ولم تسمح بظهور أي أثر شيعي في الفكر الإسلامي.

فالغالبية العظمى في بلاد الشام هم من أهل السنة والجماعة ومنهم الحكام العسكريون (المماليك) ورجال الدين، بالإضافة إلى من يسمون العامة.

وكانوا جميعاً برغم الاختلافات العديدة بينهم وبرغم تضارب مصالحهم يشكلون مجتمعاً إسلاميّاً واحداً، وبالرغم من أنهم لم يكونوا جميعاً يطبقون تعاليم الإسلام بحذافيرها.

وكان هناك فئات قليلة لا أثر لها في المجتمع المملوكي إلا في الحالات النادرة، وهم:

أوّلاً: الشيعة:

انتشر التشيع في بلاد الشام منذ أيام الدولة العبيدية بمصر والشام، ورغم محاربة المماليك لهذه الأفكار إلا أنه بقيت طائفة من الشيعة الإمامية - أو الاثني عشرية -، وكانوا يقيمون في دمشق غربي باب توما، وكان لهم مسجد على يمين الداخل من باب توما1، أظهروا فيه:(البدع) فاستاء الناس منهم، ورفعوا الأمر للسلطان في القاهرة وورد المرسوم في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وثمان مئة (892هـ) بهدم المسجد2.

وكانوا يقيمون احتفال الأوّل من محرّم والعاشر منه عند قبر (الست زينب) ، وهناك يختلط الرجال بالنساء وتكون المفاسد3.

1 العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 78.

2 ابن طولون: مفاكهة الخلان 1/82، 83.

3 العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 141.

ص: 23

وهناك الإسماعيلية ولهم عدة قرى بالشام وهي: الرصافة، والخوابي، والقدموس، والكهف، والمنيقة، والقلعة، وتنتشر هذه بين نيابتي دمشق وطرابلس، وتسمى قراهم بـ:(قلاع الدعوة)1.

الدروز: وكانوا يقيمون فيما يسمى اليوم جبل لبنان.

النصيرية: أتباع محمّد بن نصير البصري النميري (ت: 270هـ) ، وهؤلاء يعيشون في منطقة عرفت بهم، وهي منطقة جبال النصيرية في اللاذقية2.

ثانياً: أهل الذمة:

كان يقيم في قرية جوبر قرب دمشق وفي القسم الجنوبي الشرقي من المدينة طوائف من اليهود، في حين يقيم النصارى في شرقي البلد بالإضافة إلى انتشارهم في العديد من قرى النيابة3.

أما النصارى: فقد كانوا في نيابة دمشق يضمون فئتين هما:

الملكانية: وهؤلاء يدينون بالولاء للبابا، وهم الذين يعرفون بالكاثوليك.

اليعقوبية: وهم الشرقين، ومذهبهم منتشر أيضاً في مصر والحبشة4.

وقد ألزم النصارى بوضع العمامة الزرقاء وألزم السامرة5 بوضع العمامة الحمراء، وذلك بإشارة وزير من المغرب قدم إلى مصر فانتقد الحرية الزائدة التي كان يتمتع بها أهل الذمة الذين رآهم يلبسون أفخر الملابس ويستخدمون في أجل

1 القلقشندي: صبح الأعشى 4/235، و13/235، الموسوعة الميسرة ص:48.

2 العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص:79، الموسوعة الميسرة ص:516.

3 العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 81.

4 القلقشندي: صبح الأعشى 11/392، و13/271، ابن الوردي: التاريخ 1/289، المقريزي: الخطط 2/488، قاسم عبده قاسم: دراسات في تاريخ مصر الاجتماعي ص: 64.

5 السامرة: قوم من اليهود يُخالفونهم في بعض أحكامهم. (القاموس 525) .

ص: 24

المناصب. وهذا يدل على التساهل من حكام المماليك في تطبيق أحكام أهل الذمة، ويبدو أن كلامه كان له أثر عند بعض حكام المماليك ولاسيما (ركن الدّين الجاشنكير) الذي بادر إلى عزلهم من الوظائف الحكومية، ثم أغلقت كنائسهم، وكتب بذلك إلى جميع نواب السلطة، فجمع النصارى واليهود في دمشق ومنعوا ركوب الخيل والبغال، ونودي بإلزامهم بشعار أهل الذمة1.

على أن هذه الإجراءات الشديدة سرعان ما خففت وأعيد استخدام اليهود والنصارى في المناصب الحكومية وبقي الزيّ، بل كان اليهود يتولون المناصب الهامة في مصر والشام، فكان هناك كاتب سامري، أي: جابي ضرائب ويعرف بابن إبليس السامري، وكان يلح في الطلب على المسلمين ومن أراد تأخيره منهم أو مسامحته بجبي المال يقطع عنه الطلب مقابل أخذه نصف المبلغ المستحق له شخصياً، ثم يشطب اسمه من قائمة الطلب، والناس معه في الذل والهوان، ولاسيما متولي الأوقاف، وأكثر الناس يتوددون إليه، وهو لا يزداد إلا طغياناً2.

وكان معلم دار الضرب في دمشق يهوديّاً، وكان مع ذلك معززاً ومكرماً، وهو الذي وصفه ابن طولون بأنه:"عدو الله وعدو رسوله وعدو المسلمين الذي أهلك النقدين".

بل وصلت الجرأة عندهم في بعض الأحيان إلى إعلان دينهم وإيذاء المسلمين فقد جاء جماعة من نصارى الحبشة وعددهم ثلاثة آلاف نفس ودخلوا القدس لزيارة كنيسة القيامة، وكان رئيسهم يجلس على كرسي من ذهب، وأمر بضرب الناقوس، فوافق وقت الأذان، فلم يسمع الآذان،

1 القلقشندي: صبح الأعشى 13/271، 280، ابن طلحة: العقد الفريد للملك السعيد ص: 181، العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 84.

2 ابن شاكر: عيون التاريخ 12/ق 205.

ص: 25

ومقصودهم من ذلك إظهار دين النصرانية في تلك الأماكن الشرقية، فأنكر عليهم شخص واستغاث بالمسلمين وأنكر ذلك، فضربه النصارى بالأسلحة.

قال ابن طولون: "وأراح الله البلاد والعباد من حكام السوء مما حل بالإسلام والمسلمين"1.

إضافة إلى هذه الطوائف والديانات التي تعيش بين المجتمع المملوكي كان المجتمع في ذلك الوقت مليئاً بالبدع والخرافات، فهناك الموالد التي تقام بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، وما يقع فيها من المفاسد والقبائح ما لا يمكن شرحه حتى أبطلوا قراءة القرآن لأجل التهتيك2.

وذكر الحافظ ابن حجر: "أنه وجد في صبيحة يوم المولد مئة وخمسون جرة من جرار الخمر فارغات، هذا إلى ما كان في تلك الليلة من الفساد والزنى

"3.

وانتشرت الصوفية في ذلك الوقت ووقع من أهلها كثير من الأعمال المنافية للإسلام، فهناك من يأكل4 الحشيش، ومنهم من لا يتورع عن فعل الجرائم الأخلاقية والشعوذة5. وكثر الدجالون والمدعون المضللون، فمنهم من زعم أنه النبي صلى الله عليه وسلم واجتمع عليه العامة، ومنهم من تكلم من وراء حائط ففتن الناس واعتقدوا أن المتكلم من الجن أو الملائكة، ووصفه ابن العطار قائلاً:

يا ناطقاً من جدار وهو ليس يُرى

اظهر وإلا فهذا الفعل فتانُ

1ابن طولون: مفاكهة الخلان1/39، وانظر: ابن حجر: إنباء الغمر1/273، 274.

2 الصيرفي: نزهة النفوس 1/169.

3 ابن حجر: إنباء الغمر 2/284، 285.

4 العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 177.

5 ابن طولون: مفاكهة الخلان 1/297.

ص: 26

لم يسمع الناس للحيطان ألسنةً

وإنما قيل للحيطانِ آذانُ1

كما كان المجتمع المملوكي يعج بالانحراف الأخلاقي2، وكان القتل هو أعظم الجرائم المؤرقة لكثير من الناس، وقد ذكر ابن عبد الهادي أن الفتوى بجواز قتل العوانية3 قد فتح باباً واسعاً للشر حيث أغرى بعض الفقهاء للذعر4 بأنه يجوز قتل أعوان الظلمة، فصار من في قلبه من أحد شيء إما يقتله أو يغريهم، ويعطيهم دراهم فيقتلونه ويحتجون بأنه عوني، فحصل بذلك فساد كثير.

قال الشيخ ابن عبد الهادي: "فسئلت عن هذه المسألة مرتين، فأجبت في الأولى بجواب مختصر نحو الكراسة، وفي الثانية بمطول نحو الثلاثين كراساً وسميته: (الذعر في أحوال الزعر) 5، ومحطهما عدم الجواز، وأنه لا يجوز لأحد إغراؤهم"6.

وبين رحمه الله أنه لا يجوز قتل هؤلاء الزعران باعتبارهم أعوان الظالمين، لأنه لو جاز ذلك فجواز قتل الظالمين أحق وأولى7.

1 ابن حجر: إنباء الغمر 1/198، 199.

2 المقريزي: الخطط 1/68، ابن طولون: مفاكهة الخلان 1/20، 21، الصيرفي: نزهة النفوس 1/169، عاشور: المجتمع المصري ص: 225.

3 العوانية: هم الذين يتجسسون لصالح الحكام.

4 الزعران: هم الذين يعرفون في مصر بالحوافيش والجعيدية وفي العراق بالعيارين، وهم فئة من اللصوص والمحتالين. (البقلي: التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ص: 170، العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 95، 96) .

5 المراد به ذم الهوى والذعر من أحوال الزعر.

6 ابن طولون: مفاكهة الخلان 1/182.

7 ابن عبد الهادي: ذم الهوى والذعر من أحوال الزعر ق 5.

ص: 27

ج- الحياة العلمية:

كان العصر المملوكي من أنشط العصور العلمية وأهمها، فقد ظهر فيه طائفة من علماء الإسلام الذين جمعوا أشتات العلوم ونبغوا في مختلف الفنون، كانوا هم أصحاب الفضل في ضم شتات العلم في أسفار أشبه بدوائر المعارف الحديثة؛ لما اشتملت عليه من مؤلّفات متنوعة لعلوم مختلفة.

ولا أدل على ذلك من تلك الكتب التي وصلت إلينا من ذلك العصر، ولا تزال دور الكتب في جميع أنحاء العالم مشحونة بمئات المخطوطات التي ترجع إلى ذلك العصر1.

ويعود ذلك النشاط العلمي إلى أسباب منها:

1-

المدارس ودور التعليم الأخرى:

امتاز عصر السلاطين المماليك بالبلاد الشامية والديار المصرية ببناء المدارس، وتوسع السلاطين في بناء المدارس، فأنشئت العديد من المدارس التي درس فيها كبار العلماء الذين زخر بهم ذلك العصر والذين نبغوا في مختلف الفنون الإسلامية2. وكان عدد مدارس دمشق إحدى وستين ومئة مدرسة، ومن هذه المدارس مدارس فقهية للمذاهب الأربعة، فقد كان للأحناف: اثنتان وخمسون مدرسة، وللمالكية أربع مدارس، وللشافعية ثلاث وستون مدرسة، وللحنابلة إحدى عشرة مدرسة منها المدرسة العمرية المشهورة التي أنشأها أبو عمر بن قدامة المقدسي الحنبلي (ت: 606هـ) ، وهي أكبر المدارس في دمشق؛ لأنها اشتملت على ثلاث مئة وستين خلوة، تخرج فيها عدد كبير من العلماء، ودرس بها أئمة

1 العمري: ابن عبد الهادي وأثره في الأصول ص: 21.

2 المقريزي: الخطط 4/238، 273، الغامدي: الخلافة العباسية في مصر ص: 467.

ص: 28

أعلام منهم يوسف بن عبد الهادي.

ولم يقتصر التدريس على المدارس فحسب بل شمل المساجد، والخوانق1، والزوايا2، وغيرها3.

2-

كثرة المكتبات في المدارس:

كانت مدارس دمشق من القرن السابع إلى الحادي عشر مليئة بخزائن الكتب الوافية بغرض إفادة المدرسين والطلاب4، ومن أعظم تلك المكتبات ما احتوته خزائن المدرسة العمرية، حيث احتوى عدة خزائن للكتب الموقوفة من عدة أناس أعظمها كتب السيد الحسيني، ومنها كتب الشيخ قوام الدين الحنفي، وكتب الشمس البانياسي، وكتب جمال الدين ابن عبد الهادي، وكتب البدري، وفي هذه الكتب مصحف يقال إنه بخط الإمام عليّ رضي الله عنه5.

1 الخوانق أوالخوانك: جمع خانقاه، وهي كلمة فارسية معناها: بيت، وقيل: أصلها خونقاه أي: الموضع الذي يأكل فيه الملك، والخوانق أو الخوانك حدثت في بلاد الإسلام في حدود الأربع مئة من سني الهجرة، وجُعلت لخلوة الصوفية فيها لعبادة الله تعالى وأصبحت تنسب إلى من أنشأها (الخطط المقريزية 3/399) .

2 الزوايا: جمع زاوية؛ وهي مكان يقصده الصوفية للعبادة ويبتدعون فيه أوراداً وأذكاراً ورقصاً ونشيداً وغير ذلك من المنكرات، هذا الأصل في الزوايا ولكنها أصبحت تستعمل في تدريس العلم. (القلائد الجوهرية 1/25) .

3 ابن طولون: القلائد الجوهرية 1/248، 274، النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس 2/77، كرد: خطط الشام 6/97، العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 175.

4 كرد: خطط الشام 6/189، 190.

5 ابن طولون: القلائد الجوهرية 1/273، 274، والعمري: ابن عبد الهادي وأثره في الأصول ص: 23.

ص: 29

3-

الأوقاف على المدارس ودور التعليم:

كانت الأوقاف هي المصدر الرئيسي لتمويل الحركة العلمية، وكان يساهم فيها الأمراء والشعب على حد سواء، وقد توسعت في عصر المماليك حتى شملت قسماً كبيراً من الأراضي والعقارات داخل دمشق وخارجها1.

وقد حرص السلاطين المماليك وغيرهم ممن أنشأ المدارس على استمرارها في أداء رسالتها في نشر العلم وتعليم الأمة، واهتموا بنظام الأوقاف، فمن خلاله يتم تأمين الموارد المالية اللازمة، تجبي للنفقة على تلك المدارس وغيرها من دور العلم2.

ومن هذه الأوقاف تجبي الأموال الكثيرة وتصرف على المدارس ومن فيها من مدرسين وموظفين وطلاب3.

كما ساعد نظام الأوقاف على فتح أبواب العلم للفقراء، إذ تكفلت تلك الأوقاف بتدريسهم وتأمين الطعام والشراب والسكن والعلاج لأولئك الطلاب4.

وقد اتسعت أوقاف هذه المدرسة وخيراتها، وقل سنة من السنين تمضي إلا ويصير إليها وقف حتى صار من كل أنواع البر لها"5.

1 العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 162.

2 الغامدي: الخلافة العباسية في مصر ص: 472.

3 المقريزي: الخطط 4/201، 222، 251، العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 162.

4 المقريزي: الخطط 4/52، 53، العسلي: معاهد العلم في بيت المقدس ص: 23، سليم عصر سلاطين المماليك 3/64.

5 ابن طولون: القلائد الجوهرية 1/266.

ص: 30

ولا شك أنه متى كان الوقف كبيراً وثابتاً لتلك المدارس فإنه يمكنها من أداء رسالتها على الوجه الأكمل.

فما سبق يعطي صورة واضحة للحركة العلمية التي كانت في ذلك العصر مما أدى إلى وجود عدد كبير من العلماء والمؤلفين، وخير دليل على ذلك كتب التراجم لعلماء هذا العصر، كـ:(النجوم الزاهرة) لابن تغري بردي (ت: 874هـ) ويقع في خمسة عشر مجلداً، و (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) للسخاوي (ت: 902هـ) ، ويقع في اثني عشر مجلداً.

ومع هؤلاء العلماء وفي هذا الجو نشأ ابن الهادي وتلقى عن خيرة علماء ذلك الوقت في الفقه والحديث والتاريخ واللغة، ومما لا شك فيه أن من ينشأ في جو مثل هذا الجو المليء بالعلماء وطلاب العلم المتنافسين في تحصيله بشتى الوسائل، لا بد أن ينال من ذلك حظّاً وافراً، ولذا فإن المؤلف قد تأثر بهذه البيئة العلمية وأصبح من خيرة علماء ذلك العصر.

ص: 31

2-

حياة المؤلّف

اسمه ونسبه:

هو: العلامة يوسف بن الحسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامة بن مِقْدام بن نصر بن فتح1 بن حديثة2 بن محمّد بن يعقوب بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن محمّد بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب3 القرشي العَدويُّ العُمريُّ، دمشقيٌّ صالحيُّ الأصل، حنبليُّ المذهب4.

كنيته ولقبه:

يكنى: أبا المحاسن، وأبا عمر أيضاً.

ويُلَقَّبُ: جمال الدين بن بدر الدين بن شهاب الدين، واشتهر

1 في ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة: وابن بدران: نزهة الخاطر (عبد الله) .

2 في ابن الغزي: النعت الأكمل، وابن بدران: نزهة الخاطر (حذيفة) .

3 انظر ص: 959، 960، وابن الغزي: النعت الأكمل ص: 67، وابن بدران: نزهة الخاطر العاطر 1/3.

4 انظر ترجمته في: السخاوي: الضوء اللامع 10/308، الغزي: الكواكب السائرة 1/316، ابن العماد: شذرات الذهب 8/43، ابن الغزي: النعت الأكمل ص: 67، ابن حميد: السحب الوابلة ص: 319، ابن بدران: المدخل ص: 217، الشطي: مختصر طبقات الحنابلة ص: 74، الكتاني: فهرس الفهارس 2/1141، البغدادي: هداية العارفين 2/560،كرد عليّ: خطط الشام 8/17، والزركلي: الأعلام 9/299، وبروكلمان: تاريخ الأدب العربي 2/107، طلس: مقدمة ثمار المقاصد ص: 11، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حيات هوآثاره المخطوطة والمطبوعة، كرد عليّ: مجلة المجمع العلمي العربي 19/267، كحالة: معجم المؤلفين 13/289، عبد الرحمن العثيمين: مقدمة الجوهر المنضد ص: 12، دهمان: مقدمة القلائد الجوهرية 1/14، ورضوان مختار: مقدمة الدر النقي ص: 21، العمري: ابن عبد الهادي وأثره في الأصل.

ص: 32

بـ: (ابن المَبْرِد) ، وهو لقب جدِّه شهاب الدين أحمد، لقبه بذلك عمه، قيلَ: لقوَّته، وقيل: لخُشُونَة يده. وهو بفتح الميم وسكون الباءِ الموحّدة كذا ضبطها ابن الغَزِّي1.

وكذا قال ابن طولون: (ابن المَبْرِد) بفتح الميم وسكون الباء الموحدة، كذا أملاني هذا النَّسب من لفظه وأنشدني:

من يطلب التعريف عني قد هُدي

فاسمي يوسفُ وابنُ نجلِ المَبْردِ

وأبي يُعرفُ باسمِ سبط المصطفى

والجدُّ جَدّي قد حَذَاهُ بأحمدِ2

نسبته:

ينسب المؤرخون أبا المحاسن إلى عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

كما يقولون: القرشي العدوي، نسبة إلى قريش أشرف القبائل، وعدي ابن كعب أحد بطونها.

ثم يقولون: الدمشقي الصالحي: فالدمشقي نسبة إلى دمشق إحدى المدن الإسلاميّة المشهورة في الإسلام وعاصمة الشام التي أنجبت كثيراً من علماء الإسلام.

والصالحي: نسبة إلى قرية كبيرة في لحف قاسيون، وأكثر أهلها حنابلة أصلهم من بيت المقدس3. والمقدسي: نسبة إلى بيت المقدس.

1 ابن الغزي: النعت الأكمل ص: 67.

2 ابن حميد: السحب الوابلة ص: 319.

3 انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/390.

ص: 33

مولده:

ذكرت معظم المصادر التي ترجمت للحافظ أن ولادته كانت في دمشق في غرة محرم سنة أربعين وثمان مئة (840هـ) وبه قال ابن العماد1،وابن الملا2،وجزم به الغزي3، وكذا نقل جار الله بن فهد عن النعيمي4، في:(تاريخه العنوان) . وبه أيضاً جزم تلميذه ابن طولون الدمشقي قال: "مولده بالسهم الأعلى بصالحية دمشق سلخ سنة أربعين وثمان مئة (840هـ) 5، وهذا ما اختاره الكتاني6 والزركلي7.

وذهب السخاوي إلى أن ولادته كانت في سنة بضع وأربعين8.

وأما ابن الغزي فقد حددها بسنة إحدى وأربعين وثمان مئة (841هـ) 9، وبه قال الشطي10.

أسرته:

ينتمي ابن عبد الهادي إلى أسرة عريقة في الفضل والعلوم الشرعية والدين، ذات جذورٍ

1 ابن العماد: شذرات الذهب 8/43.

2 ابن الملا: منعة الأذهان والتمتع بالأقران ص: 108.

3 الغزي: الكواكب السائرة 1/316.

4 ابن حميد: السحب الوابلة ص: 319.

5 ابن عثيمين: مقدمة الجوهر المنضد ص: 13.

6 الكتاني: فهرس الفهارس 2/1141.

7 الزركلي: الأعلام 8/225، 226.

8 السخاوي: الضوء اللامع 10/308.

9 ابن الغزي: النعت الأكمل ص: 67.

10 الشطي: مختصر طبقات الحنابلة ص: 74.

ص: 34

راسخة بشرفي العلم والنسب، فهو ينتمي إلى آل عبد الهادي أحد فروع آل قدامة بن مقدام، فجده الأعلى عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامة بن مقدام، ومحمّد بن قدامة هو أخو الشيخ أحمد ابن قدامة والد الإمام موفق الدين1.

وهؤلاء وأولئك أسرٌ علمية متعددة، تولّوا القضاء والتدريس والفتوى وأفادوا الناس وحملوا مشعل الحضارة في بلاد الشام وغيرها دهراً، وارتحل إليهم الطلاب من عامة بلاد الشام والعراق والحجاز واليمن ومصر ونجد، واشتهروا بخدمة الكتاب والسنة، وكثرت تآليفهم الجيدة النافعة2.

إذاً فأسرة الشيخ يوسف تنتمي إلى بيت آل عبد الهادي الذي تخرج من مدرسته رجال علماء عرفوا بالدين والعلم والصلاح والزهد والورع، ونساء فضليات حَمَلنَ العلم، وساهمنَ في نشره وتبليغه.

وهذه تعريفات موجزة لبعض أعلام هذه الأسرة:

1-

العلامة المحدث شمس الدين محمّد بن أحمد بن عبد الهادي المقرئ الفقيه النحوي، أخذ عنه خلق كثير، وعني بالحديث وفنونه، ومعرفة الرجال والعلل، وله ثمانية وسبعون كتاباً منها:(تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق) ، و (الصارم المنكي في الرد على السبكي) وغيرهما. توفي سنة أربع وأربعين وسبع مئة، ولم يتجاوز أربعين سنة3.

2-

حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي، بدر الدين،

1 انظر ص: 898.

2 العثيمين: مقدمة الجوهر المنضد ص: 36.

3 ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة 2/436، ابن طولون: القلائد الجوهرية 2/432.

ص: 35

أخذ عن زين الدين عبد الرحمن بن سليمان ووالده، قرأ (مختصر الخرقي) وتفقه بأحمد بن يوسف والشيخ تقي الدين. توفي في شهر رجب سنة تسع وتسعين وثمان مئة بالصالحية، وهو والد يوسف ابن عبد الهادي1.

3-

أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن شهاب الدين، قرأ (المقنع) ، واشتغل على السُّبكي في الفرائض فأجادها، له مؤلّفات كثيرة، منها:(شرح على الخرقي ولم يكمله، والترشيح في فضل التسبيح) . توفي سنة خمس وتسعين وثمان مئة. وهو أخو المؤلّف لأبويه. وألف في أخباره كتاباً سماه: (تعريف الغادي بفضائل أحمد ابن عبد الهادي)2.

4-

عبد الجليل بن محمّد عبد الهادي العمري الفلكي المتوفى سنة سبع وثمانين وألف بالمدينة النبوية3.

5-

الفاضلة الجليلة عائشة بنت أحمد بن عبد الهادي، مسندة الدنيا، انفردت بالرواية عن الحجار وغيره، وروى عنها الحافظ ابن حجر، توفيت سنة ست عشرة وثمان مئة4.

مهنته:

أفنى ابن عبد الهادي عمره في العلم تعلماً وتعليماً، ولأجل المكانة العلمية الرفيعة التي حازها بين علماء عصره بدمشق في علم الحديث، وسعة باعه

1 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص:29،30، ابن حميد: السحب الوابلة ص:149.

2 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 9، 10، ابن حميد: السحب الوابلة ص: 56.

3 المحبي: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 2/300.

4 ابن عبد الهادي: الجهور المنضد ص: 110، ابن حجر: إنباء الغمر 3/25، السخاوي: الضوء اللامع 12/81.

ص: 36

واطلاعه في العلوم الأخرى، تأهل لتولّي التدريس في أكبر مدارس دمشق وهي المدرسة العمرية1.

وإلى جانب قيامه بالتدريس كان كثير الكتابة والإفتاء، فمعظم مؤلفاته بخط يده ولأجل ذلك قال:

لقد سود الحبر الأصابع من يدي

لكثرة ما أعتاده بالكتابة2

وكان يفتي بعد أن توفرت فيه شروط المفتي، وله مجموع من الفتاوى3.

قال ابن الغزي: "ودرس وأفتى

"4.

وقال جميل الشطي: "

وأفنى عمره بين علم وعبادة وتصنيف وإفادة"5.

وذكر السخاوي أنه ناب في القضاء6، ولم أجد من ذكر هذا ممن ترجم له من علماء الحنابلة، وكذا تلميذه ابن طولون.

وفاته:

بعد حياة حافلة بالتعلم والتعليم والتأليف وبعد عمر بلغ (69) سنة توفي يوسف بن عبد الهادي يوم الاثنين السادس عشر من المحرم سنة تسع وتسع مئة، على قول معظم المترجمين له وهو قول معاصره النعيمي (ت: 927هـ) 7.

1 ابن طولون: القلائد الجوهرية 1/259، الشطي: مختصر طبقات الحنابلة ص: 83.

2 ابن طولون: العقد الغالي في النظم العالي ق 101.

3 مكتبة الظاهرية تحت رقم: (3212، 1904/2) .

4 ابن الغزي: النعت الأكمل ص: 69.

5 الشطي: مختصر طبقات الحنابلة ص: 77.

6 السخاوي: الضوء اللامع 8/308.

7 النعيمي: العنوان ق 23/ب، الغزي: الكواكب السائرة 1/316، ابن العاد: شذرات الذهب 8/43، الشطي: مختصر طبقات الحنابلة ص: 77.

ص: 37

وذكر حاجي خليفة أنه توفي سنة ثمانين وثمان مئة1، وتابعه على هذا إسماعيل البغدادي2.

وهذا القول مردود بما صرح به ابن عبد الهادي نفسه حيث ذكر في كتابه: (صب الخمول على من وصل أذاه إلى أولياء الله) أنه فرغ تأليفه سنة ثلاث وتسع مئة، وكذا قوله في تلميذه:(ابن الملاح) : إنه قرأ عليه كتابه (تهذيب النفس) وأنهاه في مجلس يوم الأربعاء ثالث شهر المحرم من شهور سنة تسع وتسع مئة.

وانفرد جميل العظيم بقوله: "إنه توفي سنة تسع عشر وتسع مئة"3.

ولعله سهو منه أو تحريف من الطابع.

ولما توفي اجتمع في جنازته خلق كثير وكانت حافلة، ودفن بتربة الباب الصغير بالصالحية بسفح جبل قاسيون4.

1 حاجي خليفة: كشف الظنون 2/1292.

2 البغدادي: إيضاح المكنون 3/22، هداية العارفين 2/560.

3 جميل بك العظيم: عقود الجوهر ص: 306.

4 النعيمي: العنوان ق 33/ب، الغزي: الكواكب السائرة 1/326، الشطي: مختصر طبقات الحنابلة ص: 77.

ص: 38

3-

السيرة العلمية للمؤلّف

طلبه العلم:

نشأ ابن عبد الهادي منذ صغره في مدينة دمشق وسط جو علمي في عصر يعج بالعلماء، والبيت الذي ترعرع فيه ابن الهادي في بلدته بيت علم وصلاح كما أسلفنا عند ذكر أسرته1.

وقد بدأ ابن عبد الهادي طلبه للعلم مبكراً كغيره من أبناء عصره، فتعلم مبادئ القراءة في الكتاتيب، وتفقه بأبيه وجده، ثم عكف على طلب العلم فقرأ القرآن وكذا الحديث على جماعة من شيوخ عصره وفي مدارس دمشق2، وما زال مجدّاً في الطلب حتى سمع من كبار علماء دمشق، عند ذلك اشتاقت نفسه للرحلة خارج دمشق كما هي عادة غالب طلاب العلم.

رحلاته:

مع أن دمشق أحد مراكز العلم في عصر المؤلف، لما تتسم به من كثرة العلماء والشيوخ، ومدارس العلم، إلا أن ابن عبد الهادي لم يكتف بالأخذ عنهم، بل أراد الرحلة خارج بلده، والاستزادة من علماء البلاد الأخرى، وهذا دأب معظم طلاب العلم، فالرحلة عندهم أمر لا بد منه، وقد مضى ابن عبد الهادي على طريقة من سبقه من أهل العلم، فأكثر الرحلة إلى البلاد الأخرى حيث وصفه تلميذه ابن طولون بـ:(الرُّحلَة) 3، وقد صرحت

1 انظر ص: 34، 35.

2 ابن عثيمين: مقدمة الجوهر المنضد ص: 13، مقدمة بحر الدم ص:16.

3 ابن حميد: السحب الوابلة ص: 487.

ص: 39

المصادر: أنه رحل إلى بعلبك1 فقرأ بها على أبي حفص ابن السلمي، وخلقٍ من أصحاب ابن الرعبوب، وقرأ ثمة (صحيح البخاري) ، و (مسند الحميدي) ، و (المنتخب لعبد بن حميد) ، و (مسند الدارمي) ، وتفقه بالشيخ ابن قندس2.

ورحل أيضاً إلى مدينة (نابلس) 3 وتكلم على حماماتها وحكم الإيقاد فيها4.

وحج سنة ثمان وتسع مئة كما ذكر السخاوي5.

مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

إن خير ما يصور منْزلة ابن عبد الهادي العلمية، وأثره الإصلاحي، هو آثاره الكثيرة التي خلّفها، وما لقيته من اهتمام العلماء والدارسين بها في العصور المُتعاقبة.

ويُضَمُّ إلى هذا سيرة ابن عبد الهادي العلمية وثقافته العالية، ذات الوجوه المتعددة التي أخرجت هذه الثمار الوافرة، فكان حافظاً بارعاً، ومحدثاً جهبذاً، وفقيهاً عارفاً، ومؤرخاً جامعاً، ولغوياً متمكناً من العربية، وكان حافظاً جيداً لأسماء الرجال وطرق الحديث.

ولا عجب في ذلك فإن منشأه في الوسط العلمي الذي تحدثنا عنها آنفاً،

1 بعلبك: مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة وآثار عظيمة، بينها وبين دمشق ثلاث مراحل (معجم البلدان 1/453) .

2 ابن حميد: السحب الوابلة ص: 488.

3 نابلس: مدينة مشهورة في فلسطين، بينها وبين بيت المقدس عشرة فراسخ (معجم البلدان 5/248) .

4 ابن عبد الهادي: آداب الحمام وأحكامه ق 14/ ب.

5 السخاوي: الضوء اللامع 10/308.

ص: 40

وما أعطاه الله من عمر مباركٍ مديد يقرب من السبعين قضاه في العلم والتعلم والتأليف والكتابة من شأنه أن يبلغ صاحبه بتوفيق الله هذه المكانة الرفيعة1.

ونظراً لما لابن عبد الهادي من مكانة علمية في نفوس العلماء، وما يتمتع به من سعة العلم وقوة الحفظ، فقد أثنى عليه كثير من علماء عصره ومن جاء بعدهم من العلماء.

قال فيه عصريه عبد القادر النعيمي (ت: 927هـ) : "الشيخ العالم المصنف المحدث"2.

وقال تلميذه ابن طولون: "وهو الشيخ الإمام علم الأعلام المحدث الرحلة العلامة الفهامة العامل المتقن"3.

ووصفه محمّد بن محمّد نجم الدين الغزي (ت: 1061هـ) بقوله: "الشيخ الإمام العلامة المصنف المحدث"4.

ونوَّه بعلمه وفضله ابن العماد (ت: 1089هـ) فقال: "كان إماماً علامة يغلبُ عليه الحديث والفقه، يشارك في النحو والتصريف والتصوف والتفسير وله مؤلفات كثيرة"5.

وقال محمّد بن محمّد كمال الدين الغزي (ت: 1214هـ) : "هو الشيخ الإمام العلامة الهمام، نخبة المحدثين، عمدة الحفاظ المسندين، بقية السلف، قدوة الخلف، كان جبلاً من جبال العلم وفرداً من أفراد العلم، عديم

1 طلس: مقدمة ثمار المقاصد ص: 14، رضوان بن غربية: مقدمة الدر النقي 1/26.

2 النعيمي: عنوان الزمان ق 33/ ب.

3 ابن حميد: السحب الوابلة ص: 487.

4 الغزي: الكواكب السائرة 1/316.

5 ابن العماد: شذرات الذهب.

ص: 41

النظير في التحرير والتقرير، آية عظمى وحجَّة من حجج الإسلام كبرى، بحرٌ لا يلحق له قرارٌ، وبرّ لا يشق له غبار، أعجوبةٌ عصره في الفنون، ونادرةُ دهره، الذي لم تسمح بمثله السنون

، وأجمعت الأمة على تقدمه وإمامته، وأطبقت الأمة على فضله وجلالته"1.

ووصفه الكتاني بقوله: "هو الحافظ جمال الدين أبو المحاسن، من أعيان محدثي القرن العاشر المشهورين بكثرة التصنيف وسعة الرواية"2.

وقال الشطي (ت: 1379هـ) : "كان إماماً جليلاً عالماً نبيلاً، أفنى عمره بين علم وعبادة وتصنيف وإفادة"3.

عقيدته:

كانت عقيدة ابن عبد الهادي هي ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وأهل الحديث، فهو أحد العلماء الذين عرفوا بصفاء العقيدة والسير على مذهب السلف، ولا أدل على ذلك من كتابه:(تحفة الوصول إلى علم الأصول) 4، الذي ألفه في اعتقاد أهل السنة والجماعة وهو كتاب مختصر شامل لجميع أبواب العقيدة، وكذا كتابه:(جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر) 5 الذي ردّ به على ابن عساكر؛ لأنه مدح الأشعرية، وقرر فيه عقيدة أهل الحديث، وكذا أقواله المتفرقة في ثنايا كتبه التي

1 ابن الغزي: النعت الأكمل ص: 68، وهذا فيه مبالغة من الغزي رحمه الله.

2 الكتاني: فهرس الفهارس 2/1141.

3 الشطي: مختصر طبقات الحنابلة ص: 86.

4 مخطوط ضمن مجموع كتب من (ق 19-36)، في مكتبة الجامعة الإسلاميّة تحت رقم:(1052) .

5 مخطوط ضمن مجموع كتب (ق 29-131) في مكتبة الظاهرية تحت رقم: 1132/3.

ص: 42

قرر فيها عقيدة السلف، فمن أقواله: رحمه الله: "والإيمان: تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان"1.

ونقل قول محمّد بن إسحاق بن خزيمة: "من لم يقل إن الله في السماء على العرش استوى ضربت عنقه وألقيت جثته على مزبلة بعيدة عن البلد حتى لا يتأذى بنتن ريحها أحد من المسلمين ولا من المعاهدين"2.

وقال: "قال الإمام اللالكائي: "سياق ما جاء في قول الله عزوجل: {الرَّحمنُ على العرشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، وأن الله على عرشه في السماء، قال: وهو قول عمر وابن مسعود، وأحمد بن حنبل"3.

وقال ناقلاً كلام ابن بطة في رده على المعتزلة: "

وأنكروا أن يكون لله يدان مع قوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَديَّ} [ص: 75]، وأنكروا أن يكون لله عينان مع قوله:{تجْري بِأعْيُننا} [القمر: 14]، ولقوله:{ولِتُصْنع على عَيْني} [طه: 39] .

ونفوا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "إن الله ينْزل إلى السماء الدنيا

" 4، فإن قال قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والحرورية، والرافضة، والمرجئة فعرفونا قولكم الذي تقولون، وديانتكم التي بها تدينون، قيل له: قولنا الذي به نقول وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة، والتابعين، وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما

1 ابن عبد الهادي: الدر النقي 1/24.

2 ابن عبد الهادي: جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ق 17/ب.

3 ابن عبد الهادي: محض الصواب ق 110/ب.

4 البخاري: الصحيح، كتاب التهجد 1/348، رقم: 1094، مسلم: الصحيح، كتاب صلاة المسافرين وقصرها 1/521، رقم:758.

ص: 43

كان عليه أحمد بن حنبل قائلون"1.

مذهبه:

ترعرع الجمال يوسف بن عبد الهادي في أسرة علمية، تمذهبت بالمذهب الحنبلي، وكان لها الأثر الكبير في نشر هذا المذهب في مدينة دمشق بعد قدومهم من بيت المقدس. فلا غرابة أن يكون ابن عبد الهادي أحد المتمسكين بمذهبه، فقد تفقه بأبيه وجدّه2، وغيرهما من علماء الحنابلة، وحفظ (المقنع) ، و (الطوفي) 3 وغيرهما من كتب الحنابلة، وجد وثابر حتى أصبح من كبار علماء الحنابلة.

شيوخه:

تلقى ابن عبد الهادي العلم عن أعلام من شيوخ عصره، وساعده تبكيره في طلب العلم، وشغفه العلمي، ونهمه المتواصل على الاستفادة منهم، وحفاوة أسرته به، وتشجيعهم إياه، وكون والده من أهل الفقه، والبيئة التي نشأ بها، كلّ هذه الأسباب ساعدت ابنَ عبد الهادي على أن يتحمل مثل هذا العلم الوافر الغزير، وأن يصبح عالماً ماهراً، فقيهاً، ومؤرخاً جامعاً.

وسأكتفي بذكر أهم شيوخه الذين كان لهم الأثر في تكوينه العلمي والثقافي، مع ترجمة موجزة لكل واحد منهم، وهم:

1-

أحمد البغدادي، إمام المدرسة ويعرف بـ:(الإمام) ، كان يؤم بمدرسة

1 ابن عبد الهادي: جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ق 72/أ، ب.

2 ابن عثيمين: مقدمة الجهور المنضد ص: 13.

3 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 64، ابن العماد: شذارت الذهب 7/337، ابن حميد: السحب الوابلة ص: 320.

ص: 44

شيخ الإسلام أبي عمر، وخطب بجامع المظفري مدة، كان ذا دين وروع، وزهد، وإلمام بالفقه والحديث والقراءات، أخذ عن ابن عباس اللحام وغيره، وللمؤلف منه إجازة. توفي في شهر جمادى الأولى سنة إحدى وستين وثمان مئة (861هـ)1.

2-

أبو بكر بن إبراهيم بن يوسف بن قندس تقي الدين البعلي ثم الصالحي الحنبلي، قرأ القرآن وسمع على الشيخ التاج بن بردس وغيره، وتفقه في المذهب الحنبلي فحفظ:(المقنع) وأخذ الأصول على ابن العصياني، ثم اشتغل بالتدريس في مدرسةالشيخ أبي عمر، أخذعنه مجموعة من علماء المذهب منهم: العلاء المرداوي، وتقي الدين الجراعي، وقرأ عليه ابن عبد الهادي (المقنع)،له مصنفات منها:(حاشية على المحرر) ، و (حاشية على الفروع) . توفي سنة إحدى وستين وثمان مئة (861هـ)2.

3-

زين الدين بن الحبال: هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن يوسف بن الحبال، أبو الفرج الحنبلي، المقرئ الفقيه، أخذ عن ابن ناصر الدين وغيره، حفظ الخرقي والملحة وغيرهما، واشتغل في (مختصر الخرقي) ، و (المقنع) ، و (المحرر) ، و (العمدة) وغير ذلك من كتب المذهب.

قال ابن عبد الهادي: "قرأت عليه في القرآن وجميع (المقنع) ، و (البخاري) ، و (مسلم) ، و (أربعين ابن الجزري) ، وغير ذلك". توفي بمرض البطن سنة ست وستين وثمان مئة (866هـ)3.

1 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 5.

2 ابن العماد: شذرات الذهب7/299،300، ابن طولون: القلائد الجوهرية2/397.

3 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 64، محض الصواب ص: 527، ابن العماد: شذرات الذهب 7/318.

ص: 45

4-

شهاب الدين أحمد بن محمّد بن عيسى أبو العباس الفولاذي الدمشقي الشافعي، قرأ القرآن على عثمان الحداد، وتفقه بالجمال الطيماني، وأخذ العربية والأصول عن محمّد المدني وغيره، حفظ الحاوي، والألفية، والمنهاج الأصلي، تصدى لإقراء الفقه، وأخذ عنه السخاوي، وابن عبد الهادي وغيرهم. توفي سنة سبع وستين وثمان مئة (867هـ)1.

5-

محمّد بن عبد الله بن نجم الصفي أبو عبد الله الدمشقي الصالحي الحنبلي، قرأ القرآن عند الزين عبد الرحمن بن بوري، وتفقه بأبي شعر وغيره، أخذ عنه ابن عبد الهادي، وقرأ عليه:(جزء الجمعة الثاني) ، و (ثلاثيات البخاري) ، وغير ذلك. كان صاحب عبادة وزهد معظماً لمذهب الإمام أحمد مستمسكاً بفروعه وأصوله حسن الاعتقاد، معظماً لشيخ الإسلام ابن تيمية. توفي سنة تسع وستين وثمان مئة (869هـ2.

6-

عمر اللؤلؤي المقرئ المجود زين الدين، أخذ عن عائشة بنت عبد الهادي، وابن عروة وغيرهما، أخذ عنه ابن عبد الهادي وقرأ عليه:(ثلاثيات البخاري) ، و (الزهد) لأحمد، و (مسند عبد بن حميد) ، وغير ذلك، وكان محبّاً لشيخ الإسلام ابن تيمية، قال ابن عبد الهادي:"وهو الذي كنا نتأدب به". توفي سنة ثلاث وسبعين وثمان مئة (873هـ)3.

7-

تقي الدين الجراعي: هو أبو بكر بن زيد بن أبي بكر الجراعي ثم الدمشقي الصالحي، قرأ القرآن ومختصر الخرقي وبعض ألفية ابن مالك.

1 ابن عبد الهدي: الجوهر المنضد ص: 133، السخاوي: الضوء اللامع 12/6.

2 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 159، السخاوي: الضوء اللامع 8/115.

3 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 105.

ص: 46

عند يحيى العبدوسي ثم قدم دمشق وأخذ عن التقي ابن قندس الفقه وأصوله، والعربية، والمعاني والبيان، أخذ عنه صالح ابن عمر البلقيني، وجلال الدين المحلي، وابن عبد الهادي. وقرأ عليه:(المقنع) . توفي سنة ثلاث وثمانين وثمان مئة (883هـ)1.

8-

علاء الدين المرداوي: هو علي بن سليمان بن أحمد المرداوي الدمشقي الصالحي الحنبلي حفظ القرآن، وأخذ عن الشهاب أحمد المرداوي، وقرأ (المقنع) على أبي الفرج الطرابلسي، ولازم ابن قندس حتى انتفع به وقرأ عليه (المقنع) و (مختصر الطوفي) و (ألفية ابن مالك) ، أخذ عنه بدر الدين السعدي وابن عبد الهادي حيث قرأ عليه غالب (المقنع) وغالب (الطوفي) . توفي سنة خمس وثمانين وثمان مئة (885هـ)2.

9-

فخر الدين عثمان بن علي التليلي الحنبلي، أخذ عن الحافظ ابن حجر، وعلي بن عروة، وابن الطحان وغيرهم، وأخذ عنه ابن عبد الهادي حيث قرأ عليه جزء المنتقى من (مسند الإمام أحمد)، ومواضع من كتاب:(المقنع) . توفي سنة اثنتين وتسعين وثمان مئة (892هـ)3.

هؤلاء هم أشهر مشايخ ابن عبد الهادي الذين تلقى عنهم العلم، كما أخذ الحديث عن جماعة كبيرة من تلاميذ الحافظ ابن حجر، وابن العراقي، وابن البالسي، وجمال الدين ابن الحرستاني، والصلاح بن أبي عمرو،

1 ابن العماد: شذرات الذهب 7/337، السخاوي: الصوء اللامع 11/32، ابن حميد: السحب الوابلة ص: 127.

2 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 99، السخاوي: الضوء اللامع 5/225، ابن حميد: السحب الوابلة ص: 296.

3 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 80، ابن العماد: شذرات الذهب 7/352.

ص: 47

والحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي وغيرهم1.

وقد أجاز له من مصر الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة (852هـ) ، والشهاب الحجازي المتوفى سنة خمس وسبعين وثمان مئة (875هـ) ، وغيرهما2.

تلاميذه:

لقد كان لشغف ابن عبد الهادي بالعلم ومحبته له، وهمته العالية في تتبع العلماء والأخذ عنهم أثرٌ بالغٌ في جعله من أوعية العلم، ورائداً من رواده، وممن يشار إليهم بالبنان في ذلك العصر، فأصبح الحافظ الكبير، والفقيه المتقن، والمصنف المكثر الذي يؤمُّه طلبة العلم من كل بلاد الإسلام، يرحلون إليه ليسمعوا منه، وليتفقهوا على يديه، وينتفعوا من زهده وصلاحه، وقد عُمِّرَ ما يقرب من سبعين سنة حتى سمع منه أبناؤه وعدد هائل من أهل العلم من مختلف البلاد الإسلامية.

وسأكتفي بذكر أبرز تلاميذه مع ترجمة موجزة لهم.

1-

أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التميمي النجدي، ولد في بلده العيينة ونشأ بها وقرأ على فقهائها، ثم رحل إلى دمشق لطلب العلم فقرأ على الشيخ شهاب الدين العسكري وتخرج به وانتفع، وقرأ على يوسف بن عبد الهادي في الفقه من أصول ابن اللحام وغير ذلك، وتفقه ومهر في الفقه فأجازه مشايخه وأثنوا عليه فرجع إلى بلده فصار المرجوع إليه في قطر نجد في المذهب الحنبلي،

1 ابن الغزي: النعت الأكمل ص: 68، طلس: مقدمة المقاصد ص: 13، ابن غربية: مقدمة الدر النقي 1/34.

2 ابن حميد: السحب الوابلة ص: 320.

ص: 48

توفي سنة ثماني وأربعين وتسع مئة (948هـ)1.

2-

أحمد بن محمّد بن شهاب الدين المرداوي ثم الصالحي، الحنبلي، المعروف بابن الديوان، قرأ على الشيخ شهاب الدين الذويب الحنبلي لبعض السبعة، وأخذ علم الحديث عن الجمال يوسف ابن الهادي وغيره، وتفقه عليه وعلى الشهاب العسكري على مذهب الإمام أحمد. توفي سنة أربعين وتسع مئة (940هـ)2.

3-

أحمد النجدي - أيضاً - قال ابن عبد الهادي: "قرأ عليّ في المقنع وغيره"3.

4-

محمّد بن عليّ بن محمّد بن طولون الصالحي الدمشقي الحنبلي، إمام مسند مؤرخ، قرأ على ناصر الدين بن رزيق، والسراج بن الصيرفي، ويوسف بن عبد الهادي وغيرهم. كان ماهراً في النحو والفقه والحديث، أخذ عنه الشهاب الطيْبِي، وإسماعيل النابلسي، والزين بن سلطان وغيرهم. له مؤلفات منها:(مفاكهة الخلان في حوادث الزمان) ، و (القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية) . توفي سنة ثلاث وخمسين وتسع مئة (953هـ)4.

5-

الماتاني: هو نجم الدين بن حسن الشهير بالماتاني الصالحي الحنبلي، إمام عالم فقيه محدّث، أخذ الحديث عن الشيخ أبي الفتح المزي ويوسف

1 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 15، ابن حميد السحب الوابلة ص: 116، ابن بسام: علماء نجد 1/196.

2 ابن العماد: شذرات الذهب 8/239، الغزي: النعت الأكمل ص: 106.

3 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 15.

4 الغزي: الكواكب السائرة 2/52، ابن العماد: شذرات الذهب 8/298، والكناني: فهرس الفهارس 1/472.

ص: 49

بن عبد الهادي وغيرهما. ذكره ابن العماد في سياق مسنده للحديث المسلسل بالحنابلة والذي يقال له: (سلسلة الذهب)، جاء فيه: "

عن النجم عن حسن الماتاني الحنبلي قال: ثنا أبو المحاسن يوسف بن عبد الهادي

". توفي سنة ستين وتسع مئة (960هـ)1.

6-

فضل بن عيسى النجدي، قال ابن عبد الهادي: "صاحبنا قرأ عليّ (المقنع) وغيره، ذا دين وفضل كاسمه. توفي سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة بالصالحية2.

7-

أحمد بن عثمان الحوراني القنواني.

8-

مفلح بن مفلح المرداوي.

9-

موسى بن عران الجماعيلي.

أجاز لهؤلاء أبو المحاسن بروايته عنه كتابه: (معارف الأنعام في فضل الشهور والصيام)3.

10-

زين الدين عبد الرحمن بن شهاب الدين الجوزي.

11-

إبراهيم بن أحمد بن يوسف.

12-

أحمد بن عليّ بن محمّد الشعراني.

أجاز أبو المحاسن لهؤلاء أن يرووا عنه كتابه: (فضل لا حول ولا قوة إلا بالله)4. كما كان من عادته أن يجمع نساءه وأولاده ومواليه في بيته، ويقرأ عليهم مؤلفاته ويجيزهم بها، فقد سمع منه كتابه: (غراس الآثار

) كل من

1 ابن العماد: شذرات الذهب 5/415.

2 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد ص: 112.

3 نسخة الظاهرية رقم: (1463)، عن ابن عثيمين مقدمة الجوهر المنضد ص: 34، وابن غربية 1/37.

4 ابن عبد الهادي: فضل لا حول ولا قوة ق 49.

ص: 50

ابنه حسن قال: "وجعل ينام في بعضه"، وولد ابن عمه عمر، وأولاده عبد الله وأخته فاطمة وأمها جوهرة بنت عبد الله الحسينية، وأم ابنه حسن بلبل بنت عبد الله ومولاته حلوة1.

وكذا كتابه: (تهذيب النفس

) سمع منه ابنه عبد الهادي، وأخوه عبد الله، وأمه جوهرة، وأم ولده بلبل بنت عبد الله، ومولاته حلوة بنت عبد الله2.

مؤلفاته:

كان لدى ابن عبد الهادي همة عالية، ومثابرة عظيمة لتأليف الكتب، فقد كتب مؤلفات كثيرة في كثير من الفنون، وهي ما بين أجزاء صغيرة، ومجلدات كبيرة.

وقد أوصل بعض من ترجم له مؤلفاته إلى أكثر من أربع مئة مؤلف.

قال تلميذه ابن طولون: "وأقبل على التصنيف في عدة فنون حتى بلغت أسماؤها مجلداً رتبها على حروف المعجم، وكان الغالب عليه فن الحديث"3.

وقال ابن الغزي العامري: "وله من التصانيف ما يزيد على أربع مئة مصنف وغالبها في علم الحديث والسنن"4.

وقال ابن العماد: "وله مؤلفات كثيرة، وغالبها أجزاء"5.

1 ابن عثيمين: مقدمة الجوهر المنضد ص: 33.

2 ابن عبد الهادي: تهذيب النفس للعلم وبالعلم ق: 8.

3 ابن حميد: السحب الوابلة (ص 319) .

4 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 69) .

5 ابن العماد: شذرات الذهب (8/43) .

ص: 51

وسأقوم بذكر كتبه المطبوعة ثم المخطوطة مرتبة حسب حروف المعجم، مع ذكر أماكن وجودها، إن وجدت1.

أ- الكتب المطبوعة:

1-

إتحاف النبلاء بأخبار وأشعار الكرماء والبخلاء2.

2-

الإعانات على معرفة الخانات3.

3-

بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أم ذم4.

4-

برق الشام في محاسن إقليم الشام5.

5-

ثمار المقاصد في ذكر المساجد6.

6-

الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد7.

1 انظر عن مؤلفاته في: مجلة معهد المخطوطات العربية، وذكر أرقام ما تبقى من كتب ابن عبد الهادي في المكتبة الظاهرية، والعمري في رسالته العالية (الماجستير)(ابن عبد الهادي وأثره في الأصول) .

وقد قمت بترتيبها على حروف المعجم ورقمتها تسلسليّاً، واكتفيت بذكر أوّل مصدر ذكر الكتاب في الغالب.

2 طبع بعناية بُشري عبد الغني البشري، مكتبة الساعي، الرياض.

3 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 11، ونشره حبيب الزيات في مجلة المشرق عام 1938م.

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق6، 7، وطبع بعناية وصي الله عباسي، ط/أسنة 1409هـ.

5 ابن عثيمين: مقدمة الجوهر المنضد (ص 34) .

6 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70) ، وطبع بعناية محمّد أسعد طلس ط/أسنة 1975م، الناشر مكتبة لبنان، بيروت.

7 ذكره ابن عبد الهادي: فهرست الكتب، وطبع بعناية د/ عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، ط/أسنة 1407هـ، الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة.

ص: 52

7-

كتاب الحسبة1.

8-

الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي2.

9-

الدرة المضية والعروس المرضية والشجرة النبوية والأخلاق المحمّدية3.

10-

دفع الملامة في استخراج أحكام العمامة4.

11-

الشجرة النبوية في نسب خير البرية صلى الله عليه وسلم5.

12-

كتاب الطباخة6.

13-

عدة الملمات في تعداد الحمامات7.

14-

العقد التمام فيمن زوجه النّبِي صلى الله عليه وسلم8.

15-

القواعد الكلية والضوابط الفقهية9.

16-

معجم الكتب10.

17-

مغني ذوي الإفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام11.

1 نشره حبيب الزيات في مجلة المشرق سنة 1937م.

2 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 69)، وابن بدران: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد (ص 424) ،وطبع بعناية د/ رضوان مختار ط/أ، سنة1411هـ، الناشر دار المجتمع.

3 ابن عثيمين: مقدمة الجوهر المنضد (34) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 12، وطبع بعناية د/ عبد الله الطيار، ود/ عبد العزيز الجيلان، ط/أسنة 1415هـ، الناشر دار الوطن الرياض.

5 طبع بتحقيق الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة 1391هـ.

6 نشره حبيب الزيات في مجلة المشرق سنة 1937م.

7 ذكره ابن عبد الهادي: آداب الحمام وأحكامه، ق 102، ونشره صلاح الدين المنجد في مجلة المشرق سنة 1947م.

8 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 19، وطبع بعناية هشام بن إسماعيل السقا.

9 تحقيق جاسم الفهيد الدوسري، نشر دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1415هـ.

10 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 6، وطبع بعناية بسري عبد الغين البشري.

11 ابن عبد الهادي: ذم الهوى والذعر ق 42، ابن حميد: السحب الوابلة (ص 488) ، وطبع بعناية عبد الله بن عمر بن دهيش، ط/أ، سنة 1388هـ، الناشر مطبعة المدينة بجدة.

ص: 53

18-

نزهة الرقاق في شرح حالة الأسواق1.

ب- الكتب المخطوطة:

حرف الألف (الهمزة) :

1-

الابتهاج2.

2-

الإتقان في أدوية اللثة واللسان.

3-

الإتقان لأدوية اليرقان3.

4-

اثنان وأربعون حديثاً4.

5-

الآثار المرهونة.

6-

إجابة السائل عن كتب النبي صلى الله عليه وسلم5.

7-

إجازات من يوسف بن عبد الهادي لعبد الرحمن بن شمس الدين الكتبي ببعض مسموعاته ومروياته6.

8-

إجابة السائل الحديث.

9-

إجماع الأمة.

10-

أحاديث ابن عبد الهادي7.

11-

احتساب الكاغد والحبر8.

1 ابن الغزي: النعت الأمل (ص: 70) ، ونشره حبيب الزيات في مجلة المشرق سنة 1939م.

2 ابن الهادي: فهرست الكتب ق 11.

3 2-3 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70) منها نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية ضمن محجموع تحت رقم: (3156/12) .

4 رضوان مختار: مقدمة الدر النقي (45)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(9390/1) .

5 5-6 ذكرهما ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق14، ق6.

6 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/780)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3249/10) .

7 8-10 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق10،12،18.

8 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/780) .

ص: 54

12-

أحكام الترياق.

13-

أحكام الذارع.

14-

آداب الحمام وأحكامه.

15-

الأحاديث الرجبية1.

16-

الأحاديث المئة2.

17-

الأحاديث المسطورة3.

18-

أخبار الأخوان عن أحوال الجان4.

19-

أخبار الأذكياء5.

20-

أخبار الشهداء6.

21-

أخبار وأشعار متفرقة7.

22-

الأخبار الملتقطة في أخبار السراج.

23-

الأخبار والعصابة الآثمة.

24-

اختصار أحوال القيامة8.

25-

الاختيار في بيع العقار9.

26-

أدب الدعاء10.

1 12- 15 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، 8، 10، 23.

2 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي: حياته وآثاره (2/780) .

3 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 11.

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 8، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رمق:(3256/1) .

5 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3428) .

6 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/280) .

7 المصدر السّابق، (2/789)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3249/9) .

8 21 – 24 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق: 8، 11، 12.

9 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/789)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3249/8) .

10 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/789)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3773) .

ص: 55

27-

أدب المريض. 28- الآداب الصغرى.

29-

الأدب الكبير1.

30-

الأدوية المفردة للعلل المعقدة2.

31-

الأدوية الوافدة على الحمى الباردة3.

32-

الأذكار4.

33-

أربعون حديثاً5.

34-

أربعين الأحمدين6، 35- أربعين أسماء المهاجرين، 36- أربعين الإمام أحمد، 37- أربعين أنس، 38- الأربعين في أعمال البر، 39- أربعين أبي يعلى، 40- أربعين جابر، 41- الأربعين بأربعة أسانيد، 42- أربعين أبي حنيفة، 43- أربعين الأنصاري، 44- أربعين عن أربعين، 45- أربعين الحميدي، 46- أربعين الحجار، 47- أربعين ابن حجر، 48-أربعين الحافظ عبد الغني، 49-أربعين أبي بكر،50- الأربعين بسند واحد، 51- الأربعين بسندين، 52- أربعين التوحيد، 53- أربعين الزبير، 54- أربعين سعد، 55- أربعين

1 27-29 المصدر السّابق، (2/780) .

2 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/10) .

3 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/10) .

4 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/789) .

5 رضوان مختار: مقدمة الدر النقي (ص 47)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3702/3) .

6 34-126، انظر: ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 6-17، الخيمي: يوسف ابن عبد الهادي حياته وآثاره (2/780، 789) .

ص: 56

أبي عبيد، 56- أربعين الشيخ أبي عمر، 57-أربعين ابن الجوزي، 58- الأربعين الحرستانية، 59- الأربعين الدمشقية، 60- أربعين الخلفاء، 61- أربعين ابن تيمية، 62- أربعين الترمذي، 63- أربعين الدارمي، 64- الأربعين الزاهرة، 65- أربعين زينب بنت الكمال، 66- الأربعين البغدادية، 67- أربعين السراج، 68- أربعين سلمة، 69- أربعين السليمي، 70- أربعين ابن أبي شيبة، 71- أربعين صحيح مسلم، 72- الأربعين الصالحية، 73- الأربعين في صفات رب العالمين،74-أربعين ضياء، 75- أربعين طلحة، 76- أربعين الطبراني، 77- أربعين عبد بن حميد، 78- أربعين من عوالي جدة، 89-أربعين عائشة،80-أربعين عمر،81-الأربعين العوالي، 82- أربعين الشيخ عبد القادر، 83- أربعين عبد الرحمن بن عوف، 84- أربعين عثمان، 85- أربعين علي، 86- أربعين عبد الله بن أحمد، 87- أربعين المسلسلة بالعوالي، 88- أربعين القاضي سليمان، 89- أربعين القاضي أبي بكر،90-الأربعين في فضل الأربعين،91-أربعين ابن الفراء،92- الأربعين المختارة، 93- الأربعين المسلسلة بالأحمدين، 94- الأربعين المسلسلة بالمحمدين، 95- الأربعين المسلسلة بالقضاة، 96- الأربعين المسلسلة بالوصف، 97- الأربعين المخصوصة، 98- أربعين أبي مصعب، 99-الأربعين المختارة من البخاري، 100- أربعين المزي، 101- أربعين ابن المحب، 102- الأربعين المغنية عن المئين، 103- أربعين مسدد، 104- أربعين المجد بن تيمية، 105- الأربعين المكية، 106- الأربعين المختارة من مسند أبي حنيفة، 107- أربعين الشيخ موفق الدين، 108- الأربعين النقلية، 109- أربعين ابن البخاري، 110- أربعين ابن ناصر الدين،111-أربعين النسائي،112-الأربعين البلدانية،113- أربعين أبي هريرة،114- الأربعين

ص: 57

المدنية، 115- إرشاد الأخوان، 116- إرشاد الأحياء، 117- إرشاد الحريص، 118- إرشاد الحمقى، 119- إرشاد الثقات، 120- إرشاد الحي، 121- الإرشاد والتعديل، 122- إرشاد من ظان أهله، 123- إرشاد النظر.

124-

الإرشاد إلى حكم موت الأولاد1.

125-

إرشاد السالك إلى مناقب مالك2.

126-

إرشاد الحائر إلى علم الكبائر3.

127-

إرشاد الملا إلى أن من عرف خص بالبلاء4.

128-

إرشاد الفتى إلى أحاديث الشتا5.

129-

إرشاد المعتمد إلى أدوية الكبد6.

1 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية، تحت رقم:(3214) .

2 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 4، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3461) .

3 المصدر السّابق، ق 38، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية، ولها صورة في مكتبة الجامعة الإسلاميّة تحت رقم:(995) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 14، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) .

5 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) ، وهي بخط المؤلف.

6 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/14) .

ص: 58

130-

إرشاد المنابر1.

131-

إرشاد المريد2.

132-

الإرشاد إلى اتصال بانت سعاد بزكي الإسناد3.

133-

الاقتباس مشكل سيرة ابن سيد الناس4.

134-

استحباب تتريب الكتاب5، 135- إزالة الضجر، 136- أشعار ابن عبد الهادي، 137- أشعار شيخنا الباعوني، 138- الأشعار وبعض الحكايات الملتقطة من الأفواه، 139- أشراط الساعة، 140- الأسئلة الفائقة، 141- أسوأ الحال، 142- أشغال البال، 143- إظهار الأسرار والأخبار، 144- الأعلام، 145- الأفواه، 146- اقتراب الساعة.

147-

الإقناع في أدوية القلاع6.

148-

الأمثال7، 149- إمساك قول القول، 150- الأمور المهمة، 151- أنيس النفوس، 152- الاهتمام وحسن العبارة، 153- إيضاح

1 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/781) .

2 ابن عبد الهادي: فهرست الكبت ق 7.

3 البغدادي، إيضاح المكنون (3/59) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3794/2) .

4 ابن عبد الهادي، فهرست الكتب ق 14،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3794/1) . وقد طبع.

5 134-146، ابن عبد الهادي فهرست الكتب ق 14، 5، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/781) .

6 العظم: عقود الجوهر (ص: 307) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/1) .

7 148-155، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 9، 10، وق 6، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/781) .

ص: 59

أقوى المذهبين، 154- إيضاح كذب المفترين الفجرة، 155- إيضاح المشكل.

156-

الاستعانة بالفاتحة على نجاح الأمور1.

157-

أسماء بعض النباتات ومعانيها2.

158-

الإغراب في أحكام الكلاب3.

159-

أوراق في التصوف4.

160-

إيضاح القضية بمعرفة الأدوية القلبية5.

161-

إيضاح المقالة في ما ورد بالإمالة6.

162-

إيضاح طرق الاستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة7.

1 البغدادي: هدية العارفين (2/560) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/2) .

2 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/790) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/22) .

3 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3186/1) ، وقد طبع بدار الوطن عام 1416هـ.

4 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/790) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3249/4) .

5 الشطي، مختصر طبقات الحنابلة (ص 85) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3157/7) .

6 البغدادي: إيضاح المكنون (3/157) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3249/2) .

7 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/790) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3301/1) .

ص: 60

حرف الباء:

163-

البردة والأشربة المعروفة1، 164- بردة الزبيرة، 165- البشارة بالخزي والنار، 166- بعض مسموعاته، 167- البغية العليا، 168- بغية الحثيث في فضل أهل الحديث2، 169- بلغة الحبيب، 170- البلاء بحصول الغلاء،171- بيان الشبه والتزاميك، 172- بيان فضيلة شهر نيسان.

173-

بلغة الآمال بأدوية قطع الإسهال3.

174-

البيان لبديع خلق الإنسان4.

175-

بيان القول السديد في أحكام تسري العبيد5.

حرف التاء:

176-

التاج الملكي والعسس6، 177- التبيين وكمال الدين، 178- التجديد في القضاء، 179- التجريد، 180- التحدث والنبأ، 181- التحذير،182-تحريم الحالف، 183- تحفة الأخوان، 184- تحفة المنظر.

1 163- 172، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 8، 6، 14، الخيمي: يوسف ابن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782، 791) .

2 وقد طبع بدار ابن حزم ببيروت عام 1417هـ.

3 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/18) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق2،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3196) .

5 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 10،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3194/3) .

6 176-184، ابن عبد الهادي فهرست الكتب ق 10، 14، 17، الخيمي: يوسف ابن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782) .

ص: 61

185-

تحفة الوصول إلى علم الأصول1.

186-

تخريج أحاديث المقنع2، 187- تدارك المفرط.

188-

تذكرة الحفاظ الأيقاظ3.

189-

التخريج الصغير والتحبير الكبير4.

190-

التمهيد في الكلام على التوحيد5.

191-

التشديد على النساء6، 192- التصريح، 193- التصحيح المصدق، 194- تفريج القلوب، 195- التقريب في إحياء الدين، 196- التقرير وطلب الزرق من الخبايا، 197- تعجيل المنفعة.

198-

تعريف الغادي ببعض فضائل أحمد بن عبد الهادي7.

199-

تعريف المجروح بما يدمل القروح8.

1 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة برلين ألمانية الغربية تحت رقم:(1128) . وقد حقق.

2 186-187، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 5، 7.

3 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782، 791) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(4543) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 11،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(1032) .

5 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 5،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3773) . وقد طبع قسم منه بدار بلنسية في الرياض، عام 1417هـ.

6 191-197، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 5، 6، 11، 13، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782، 792) .

7 الزركلي: الأعلام (8/226) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216/4) .

8 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/20) .

ص: 62

200-

التغريد بمدح السلطان السعيد أبي النصر أبي يزيد1.

201-

تمام النوال في أدوية الطحال2.

202-

تنبيه الإنسان3، 203- تنبيه المنتبه، 204- التواضع والنشر.

205-

التواعد بالرجم والسياط لفاعل اللواط4.

206-

التيسير والطبّ الروحاني5، 207- تخريج المقنع.

208-

تخريج حديث: (لا ترد يد لامس)6.

209-

تهذيب النفس للعلم وبالعلم7.

210-

تاريخ الصالحية8.

حرف الثاء:

211-

الثلاثين المروية عن أحمد في صحيح مسلم9، 212- ثلاثين

1 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/792) ،، ومنه نسخة في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3194/4) .

2 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/7) .

3 202-204، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782، 792) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3215/1) .

5 206-20، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) .

6 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) .

7 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 12،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216/3)، ولها صورة في مكتبة الجامعة الإسلاميّة تحت رقم:(933) .

8 الزركلي: الأعلام (8/226) .

9 211-212، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 12، 15.

ص: 63

الطبراني الأوسط.

213-

الثمار الشهية الملتقطة من آثار خير البرية1.

214-

الثقات2، 215- الثغر الباسم لتخريج أحاديث أبي القاسم، 216- الثمرة الرائعة.

حرف الجيم:

217-

جامع العلوم3، 218- جامع الفوائد، 219- جبل قاسيون، 220- جزء طالوت.

221-

جزء من تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر4.

222-

جزء المصاحف5.

223-

جزء أحاديث وأشعار وحكايات منتقاة6.

224-

جزء في الرواية عن الجن وحديثهم7.

225-

جزء فيما عند الرازي من حديث أحمد وغيره8.

1 البغدادي: هدية العارفين (2/561) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3249/11) .

2 214-216، ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70)، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782، 792) .

3 217-220، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 6، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782) .

4 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(4552) .

5 رضوان غريبة: مقدمة الدر النقي (ص 45)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3213/2) .

6 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/793)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(1372/2) .

7 الشطي: مختصر طبقات الحنابلة (ص 85) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(9390/6) .

8 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(9390/4) .

ص: 64

226-

جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر1.

227-

جمع العدد2.228-جواب اللاس ونزهةالقرطاس وصرف الحراس.

229-

جواب بعض الخدم لأهل النعم عن تصحيف حديث احتجم3.

230-

جواب في سؤال النصر4.

231-

جواز التحديث والتنويه5، 232- جواز الزيادة، 233- جواهر الدرر، 234- جواهر اللغات.

235-

الجول على معرفة أدوية البول6.

1 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(1132/2) ، ويقوم بتحقيقه الأخ منفوسي من كلية الدعوة في الجامعة الإسلاميّة.

2 227-228، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782) .

3 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/793)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3776/1) .

4 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/793) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3776/1) .

5 231-234، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 9، 11، 13، 16.

6 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/5) .

ص: 65

236-

الجوهر النفيس1، 237- جوهرة الزمان، 238- جلاء الدين.

239-

جزء تخريج أحاديث الشتاء2.

240-

جمع الهوامع3.

241-

جزء فيما عند المؤلف في مجالسة السبعة عن أحمد والشافعي ومالك4.

حرف الحاء:

242-

الحجة والأخبار5، 243- حديث أبي ثابت.

244-

حديث الخشكنانك6.

245-

حديث في الصحيحين عن الإمام أحمد7.

246-

حديث علي بن جعد8، 247- حديث العصيدة، 248- الحزن

1 236-238، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 9، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/782)، العظم: نقود الجوهر (ص 307) .

2 الألباني: فهرس مخطوطات الحديث (ص 72) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) .

3 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 5.

4 الألباني: فهرس مخطوطات الحديث (ص 73) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(9390/5) .

5 242، 243، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 10، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/783) .

6 توجد منه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الجامعة الإسلاميّة تحت رقم: (996) .

7 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/794) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) .

8 246-274، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 4، 9، 10، 12، 13، 15، 17، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/783) .

ص: 66

والكمد، 249-حسن السير،250- حسن الكد والإنذار، 251- حسن المقال، 252- الحظ الأسعد، 253- حكايات الأفواه، 254- الحكايات الجمة، 255- الحكايات السارة، 256- الحكايات المختارة، 257- الحكايات المنثورة، 258- حلاوة السير.

حرف الخاء:

259-

خبر أبي الفضل، 260- خبر المقالة، 261- الخمسة الإسكندرية، 262- الخمسة الإنطاكية، 263- الخمسة البيروتية، 264- الخمسة التلتياثية، 265- الخمسة الجيلية، 266- الخمسة الجليلية، 267- الخمسة الحردانية، 268- الخمسة الحورانية، 269- الخمسة الدمياطية، 270- الخمسة السرمدية، 271- الخمسة السوسية، 272- الخمسة العسقلانية، 273- الخمسة العكاوية، 274- الخمسة العين ترماوية.

275-

الخمسة العمانية (عمان البلقاء)1.

276-

الخمسة الفلسطينية2، 277- خمسة القابون، 278- خمسة اللاذقية، 279- الخمسة المحصورة، 280- الخمسة الملطية، 281- الخمسة النابلسية، 282- الخمسة الهيتية، 283- الخمسة اليمانية، 284- الخمسة الباقونية، 285- الخمسة الكهفية، 286- الخمسة النيربية، 287- خمسة وادي محسر.

1 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) .

2 276-287، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 10، 11، 13، 14، 16، 17، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/783) .

ص: 67

288-

خواص الحمام وفصول القولنج والسموم1.

حرف الدال:

289-

الدرر الكبير2، 290- الدر النفيس في أصحاب محمّد بن إدريس، 291- الدعاء والذكر.

292-

دواء المكترب بعضة الكلب الكَلِب3.

293-

الدرر البهية المنتقاة من ألفاظ الأئمة المرضية4، 294- دواء المصيبة.

حرف الذال:

295-

الذل والخمول5، 296- ذم التعبير وآفاة الأضرار.

297-

ذم الهوى والذعر من أحوال الزعر6.

حرف الراء:

298-

رائق الأخبار ولائق الحكايات والأشعار7.

1 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/794)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/7) .

2 289-291، ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70)، الزركلي: الأعلام (8/225)، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/783) .

3 البغدادي: هدية العارفين (2/561) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/8) .

4 293-294، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 18، البغدادي: إيضاح المكنون (3/464) .

5 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 9، ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70) .

6 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3243) .

7 البغدادي: إيضاح المكنون (3/547) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3213/1) .

ص: 68

299-

الردّ على من شدّد وعسر في جواز الأضحية بما تيسر1.

300-

الرّدّ على من قال بفناء الجنّة والنّار2.

301-

الرّثا للصّالحات من النّساء3.

302-

رسالة خانية4.

303-

رسالة في التّوحيد وفضل لا إله إلاّ الله5.

304-

رسم الشّكل6.

305-

الرّعاية في اختصار تخريج أحاديث الهداية.

306-

الرّغبة والاهتمام، 307- روض الحدائق.

308-

الرّياض المرنقة.

309-

الرّياض اليانعة في أعيان المئة التاسعة.

310-

رسالة مجمع الأصول7.

1 ابن الجوزي: فهرست الكتب ق 7، 10،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة ألمانية الغربية تحت رقم:(4051) .

2 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/783) .

3 الشطي: مختصر طبقات الحنابلة، (ص 85)، العظم: عقود الجوهر (ص 308) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3212) .

4 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/783) .

5 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/795) ،، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(9390/2) . انظر: كتبه المطبوعة.

6 304-309، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، 12، 23، الخيمي: يوسف ابن عبد الهادي حياته وآثاره (2/783) .

7 وتوجد منه نسخة في مكتبة دار الكتب المصرية تحت رقم: (698)، ولها صورة في مكتبة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى تحت رقم:(95) .

ص: 69

حرف الزاي:

311-

زاد الأريب1، 312- زاد المعاد.

313-

زيد العلوم وصاحب المنطوق والمفهوم2.

314-

زهرة الحدائق ومراقي الجنان3،315-زهرة الوادي، 316- زوال البأس.

317-

زوال الضجر والملالة، 318- زوال اللبس.

319-

زينة العرائس من الطرف والنفائس4.

حرف السين:

320-

السباعيات الواردة عن سيد السادات5.

321-

السبعة البغدادية6، 322- السبعة المسلسلة بالأنا، 323- السداسيات والخماسيات، 324- سر كذب المفترين.

1 311-312، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 5، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/783) .

2 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3192/1) .

3 314-318، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق6، 10، 11، الخيمي: يوسف ابن عبد الهادي حياته وآثاره (2/783، 795) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 5، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم: 3290/1) .

5 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص71)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) .

6 321-324، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق10، 15، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/784) .

ص: 70

325-

سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث1.

حرف الشين:

326-

الشراب الزلال2، 327- شجرة بني عبد الهادي، 328- شد المحزم، 329- الشدة والبأس، 330- شر الأيام عند اقتراب الساعة، 331-شرح التحيات،332- شرح حديث قس بن ساعاة، 333- شرح الخلاصة الألفية، 334-شرح اللؤلؤ، 335- شرح المكمل، 336- شرح مقدمة التصوف، 337- شرح النخبة، 338- شد الظهر لذكر ما يحتاج إليه من الزهر، 339- شفاء الصدور، 340- شفاء العليل، 341- شواهد ابن مالك، 342- شيوخ ابن المحب.

حرف الصاد:

343-

الصارم المغني في الردّ على الحصني.

344-

صب الخمول على من وصل أذاه إلى أولياء الله3.

345-

صير المحتاج4، 346- صدق التشرف إلى علم التصوف، 347- صدق الوعود، 348- صفة اللها، 349- صرف الحواس، 350- صفات الكلب المفروت، 351- صفة المؤمن والإيمان.

1 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 23، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3835) وقد طبع بدار البشائر الإسلامية في بيروت عام 1418هـ.

2 326- 343، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 5، 6، 7، 10، 11، 12، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (784) .

3 العظم: عقود الجوهر (ص 309)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(1141) .

4 345-351، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 8، 11، 12، 15، 16، حي (2/784) .

ص: 71

352-

صفة مفرج وفوائد مختلفة1.

حرف الضاد:

353-

الضبط والتبيين لذوي العلل والعاهات من المحدثين2.

354-

ضبط من غبر فيمن قيده ابن حجر3.

حرف الطاء:

355-

الطب النبوي4.

356-

طبائع المفردات5.

357-

طب الفقراء6.

358-

طبع الكرام7، 359- طرح التكلف، 360- الطواعين، 361- طوالع الترجيح، 362- الطهر والأطهار.

1 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/896)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/2) .

2 الشبطي: مختصر طبقات الحنابلة (ص 85)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/2) .

3 العظم: عقود الجوهر (ص 309)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(1182) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7.

5 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/796)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/15) .

6 البغدادي: هدية العارفين (2/561)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3155) .

7 358- 393،ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 5، 7، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 16، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (784/796) .

ص: 72

حرف الظاء:

363-

الظفر، 364- ظلال الأسحار، 365- ظهور البيان، 366- ظهور الخبايا بتعداد البقايا، 367- ظهور السرر باختصار الدر.

حرف العين:

368-

عدة الرسوخ، 369- عدد الأكابر، 370- العدد والزين، 371- العسس، 372- عشرة ابن الباعوني، 373- عشرة التعقيبات، 374- العشرة الجماعيلية، 375- العشرة الحرّانيّة، 376- العشرة الحرستانية، 377- عشرة الحسن وعشرة الحسين، 378- عشرة الخطباء، 379- العشرة الدارانية، 380- العشرة الربانية، 381- العشرة الدومانية،382- عشرة السهم، 383- عشرة ابن الصدر، 384- عشرة ابن الصيفي،385-العشرة الصبرية، 386- عشرة فاطمة، 387- العشرة القدسية، 388- عشرة قصر اللباد، 389- عشرة المنظور، 390- عشرة ابن ناظر الصاحبة، 391- العشرة المسلسلة بالحنابلة، 392- العشرة المسلسلة بالحفاظ.

393-

العشرة من مرويات صالح بن أحمد وزياداتها.

394-

العشرة الطرابلسية1،395-العشرون بسند واحد،396- عشرون حمداني،397-العشرون الحموية،398- العشرون الحلبية، 399- عشرون

1 394- 418، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 9، 10، 13، 14، 15، 16، 17، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/785) .

ص: 73

ابن الحبال، 400- عشرون الشيخ خليل، 401- عشرون ابن السني، 402- عشرون ابن الشريفة، 403- عشرون الشيخ عماد الدين، 404- عشرون اللؤلؤي، 405- عشرون ابن منحا، 406- عشرون ابن هلال، 407- العشرون اليمانية، 408- عشرون يوسف بن خليل، 409- عشرة ابن زرارة، 410- العشرة الأذرعية، 411- العشرة البرزية،412-العشرة الصيداوية، 413- عشرة الفولاذي، 414- العشرة المرداوية، 415- العشرة المزية، 416- العشرة اليونانية، 417- عشرة ولده، 418- عشرون يحيى بن مصعب.

419-

عرائس الأخبار وثمار الأخبار1.

420-

العطرة المنعشة2.

421-

عظيم المنة بنزه الجنة3.

422-

العلم عمدة المبتدئ في الفقه الحنبلي4.

423-

العطاء المعجل في طبقات أصحاب الإمام أحمد بن حنبل5.

424-

العهدة الأدوية المعدة6.

1 العظم: عقود الجوهر (309) ، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية.

2 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/785) .

3 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 15، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216/1) ، وقد طبع بمكتبة البيروني بدمشق عام 1413هـ.

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، البغدادي: هدية العارفين (2/561) .

5 الزركلي: الأعلام (8/262)، ويوجد منه (8) ورقات بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(4550) .

6 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/6) .

ص: 74

425-

عوالي النظام1، 426- عوالي الرقة، 427- عوالي أبي بكر الشافعي،428-العصابة الآثمة،429-العمدة الرائقة،430- عين الإصابة.

حرف الغين:

431-

غاية السول إلى علم الأصول2.

432-

غاية السول وتحفة الوصول3، 433- غاية السول وشرحه، 434- غاية النهي. 435- غدق الأفكار في ذكر الأنهار4.

436-

غراس الآثار وثمار الأخبار ورائق الحكايات والأشعار5.

437-

غرر الأخبار6، 438- الغلالة في مشروعة الدلالة، 439- الغليظ الشديد.

1 425-430، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، 11، 23، الخيمي: يوسف ابن عبد الهادي حياته وآثاره (2/785) .

2 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية، ولها صورة بمكتبة الجامعة الإسلاميّة تحت رقم:(1052) ، وقد قُدم رسالة ماجستير في قسم أصول الفقه في كلية الشريعة.

3 432-434، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، 9، 14.

4 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 69)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(4557) ، وقد طبع بدار ابن كثير بدمشق عام 1408هـ.

5 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/797)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3193) .

6 437- 442، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، 8، ابن الغزي: النعت الأكمل (71)، البغدادي: هدية العارفين (2/561)، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/285) .

ص: 75

440-

غرس الآثار وثمارالأخبار في روائع فنون المنون في الوباء والطاعون.

حرف الفاء:

441-

فائدة الحكم، 442- الفائق في الشعر الرائق.

443-

فتاوى سنة اثنتين وتسع مئة1.

444-

فتاوى سنة ثلاث وتسع مئة2.

445-

فتاوى سنة خمس وتسع مئة3.

446-

فتاوى وأسئلة فقهية4.

447-

فتاوى ابن أبي الفوارس5،448-فتح الرحمن،449-فتوح الغيب.

450-

الفحص والإظهار، 451- فرائض سفيان الثوري.

452-

فرض الفطر، 453- الفرج بعد الشدة.

454-

فصل في أدوية البهق وفوائد عامة6.

455-

فصل في الأدوية المفردة7.

1 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/785)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3212) .

2 المصدر السّابق (2/797) .

3 المصدر السّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(1904/2) .

4 المصدر السّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3212) .

5 447-453، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 10، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/785) .

6 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/798)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/13) .

7 المصدر السّابق ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم: (2702/1) .

ص: 76

456-

فصل فيما ينفع من داء الثعلب وفصل في الباه1.

457-

فصل فيما ينفع الشرا والاستسقاء والفالج2.

458-

فصل فيما ينفع الصرع والسموم3.

459-

فصل فيما ينفع الفواق وما ينفع الجذام4.

460-

فصل فيما ينفع القوبا5.

461-

فصل فيما ينفع الكلف6.

462-

فصل فيما ينفع وجع الظهر والخاصرة7.

463-

فصل فيما ينفع وجه المفاصل وعرق النسا8.

464-

فصول مختلفة في الطب9.

465-

فصل في منافع بعض الفواكه والأزهار10.

466-

فضل الأئمة الأربعة11، 467- فضل سقي الماء، 468- فضل صوم ست من شوال، 469- فضائل أبي بكر، 470- فضل السمر في ترجمة

1 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/14) .

2 المصدر السّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/4) .

3 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/11) .

4 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/17) .

5 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/17) .

6 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/17) .

7 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/9) .

8 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/13) .

9 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/3) .

10 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/19) .

11 466-476، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 6-11، ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70)، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/785) .

ص: 77

أأبي عمر، 471- فضل السمر والعلالة، 472- فضل عاشوراء، 473- فضل العالم العفيف، 474- فضل العنب، 475- فضل قضاء حوائج الناس، 476- الفضل المسلم.

477-

فضل لا حول ولا قوة إلا بالله1.

478-

فضل يوم عرفة2.

479-

فضيلة إنظار المعسر3.

480-

فنون المنون في الوباء والطاعون4.

481-

الفنون من أدوية العيون5.

482-

الفوائد البديعة6، 483- فوائد ابن أبي الفوراس، 484- الفوائد الحسان، 485- فوائد الرفاق.

486-

فوائد طبية7.

1 الألباني: فهرس مخطوطات الحديث (ص 75)، ومنه نسخة في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(4558)، ولها صورة في مكتبة الجامعة الإسلاميّة برقم:(1585) ، وطبع بتحقيق عبد الهادي منصور عام 1416هـ.

2 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 14.

3 الألباني: فهرس مخطوطات الحديث (ص 75) ، المصدر السّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 6.

5 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70) ، المصدر السّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/4) .

6 482-485، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7، 12، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/785) .

7 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/798) ، المصدر السّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/9، 3165/11) .

ص: 78

487-

فوائد عامة لبعض الحيوانات1.

488-

فوائد من طبقات أبي الحسين فيمن حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه2.

489-

فهرست الكتب3.

حرف القاف:

490-

قرة العين في مناقب السبطين4.

491-

قصيدة في مدح السلطان محمّد بن عثمان5.

492-

قضاء النهمة6.

493-

القطرة المنعشة7.

494-

قواعد فقهية8.

495-

القواعد الكلية والضوابط الفقهية9.

1 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/9) .

2 المصدر السّابق، (2/785) .

3 العظم: عقود الجوهر (ص 306) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 5.

5 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/799)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3192/2) .

6 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 10.

7 المصدر السّابق، ق 16.

8 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/799) .

9 ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم: (3209/1) .

ص: 79

496-

القول السداد1، 497- القول السديد، 498- القول المسدد والانتصار لأحمد، 499- القول العجب والبرهان.

حرف الكاف:

500-

كذب المفترين الفجرة، 501- كراريس وأجزاء مختلفة.

502-

كشف الغطاء عن محض الخطأ2.

503-

كشف اللبس3،504-الكفاية،505-الكلام على حديث المزرعة.

506-

الكمال في أدوية المصدر والسعال4.

507-

كمال الإصغاء إلى معرفة أدوية الأمعاء5.

508-

كمال الزينة6.

حرف اللام:

509-

لائق المعنى، 510- لذة الموت، 511- لفظ الفوائد المختارة.

1 496-501، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 10، 11، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/785) .

2 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7،ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(1132/1) .

3 503-504، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 11، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/799) .

4 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/799)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/5) .

5 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/1) .

6 514- 511، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 11، 19، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786) .

ص: 80

512-

اللثق في أدوية الخلق1.

513-

لقط السنبل في أخبار البلبل2.

حرف الميم:

514-

ما رواه البخاري عن أحمد وسبب إقلاله3، 515- ما ورد في يوم الثلاثاء، 516- ما ورد في يوم الأربعاء، 517- ما في كلام أكمل الدين من الإشكال،518-ما ورد من مهور الحور العين،519- المتحابين، 520- مجالس ابن البحري، 521- المجتنى من الأثمار.

522-

مجموع من الأحاديث الشريفة4.

523-

مجموع من الأحاديث الشريفة5.

523-

مجموع من الأحاديث الشريفة6.

524-

مجموع من الأحاديث الشريفة7.

1 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/12) .

2 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 11، ومنه نسخة في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3186/1) ، وهي بخط المؤلف، وصورتها في مكتبة الجامعة الإسلاميّة تحت رقم:(993) .

3 514-521، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 10، 13، 15، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786) .

4 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/800)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3212) .

5 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/800)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3212/3) .

6 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3249/7) .

7 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3776/2) .

ص: 81

525-

مجموعة من التراجم1.

526-

مجموعة من التراجم والشعراء2.

527-

محض البيان في مناقب عثمان3.

528-

محض الخلاف في مناقب سعد بن أبي وقاص4.

529-

محض الشيد في فضائل سعيد بن زيد5.

530-

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب6.

531-

مختصر ذم الهوى7، 532- مختصر البيان، 533- مختصر من شفاء الغليل، 534- مختصر النبات، 535- مرآة الزمان في أوهام المشايخ الأعيان، 536- مراقي الجنان بقضاء حوائج الأخوان، 537- مرويات جوير، 538- مرويات شيخنا ابن هلال، 539- مرويات الكرسي، 540- مرويات مقرا، 541- المسائل النجدية، 542- مسألة أولاد المشركين، 543- مسألة الحيض، 544- مسألة ذبائح أهل الكتاب، 545- المسألة الدمشقية، 546- مسألة إجازة المشغول، 547- المسألة الفياوية، 548- المسألة العبيدية، 549- مسائل

1 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3776/2) .

2 المصدرالسّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3257/1) .

3 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 4.

4 الزركلي: الأعلام (8/226)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3248/1) .

5 الزركلي: الأعلام (8/225)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3248/1) .

6 سيأتي الكلام عليه إن شاء الله في: (ص 105) .

7 531-557، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 4، 7، 10، 11، 12، 13، 14، 19، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786) .

ص: 82

الصيد، 550- المسائل الشمالية، 551- مسائل ابن هاني عن أحمد، 552- المستجاد، 553- المسلسلة بالأسماء، 554- المسلسلة الدمشقية، 555- المسلسلة بالعاهات، 556- المسلسلة بالكوفة.

557-

المسلسلات بالمحمّدين.

558-

مسائل فقهية وأجوبتها1.

559-

مشاكلة النمط في تهذيب الملتقط2.

560-

المشتبه في الطب3.

561-

المشيخة الكبرى4.

562-

المشيخة الوسطى5.

563-

المعارج6، 564- معجم الضياء، 565- المعجم الكبير، 567- معجم الصنائع، 567- معجم البلدان، 568- الميل والخير العجل،569- معجم لمشايخه.

570-

معجم تراجم الشوافعة7.

1 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/800)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3249/6) .

2 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 3.

3 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71) .

4 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 7.

5 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3256/2) .

6 563-569، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 10، 3، 16، الخيمي: يوسف ابن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786، 787) .

7المصدر السّابق (2/801) ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم: (4551) .

ص: 83

571-

معاجين وسفوفات ومنافع عامة1.

572-

معرفة الأصول البشيشة2.

573-

المعدة والولوع3، 574- المغني عن الحفظ والكتاب.

575-

المطول في تاريخ القرن الأول4.

576-

مقامة الأمان5، 577- مقامة لائقة.

578-

مقبول المنقول من علمي الجدل والأصول6.

579-

مقدمة التصوف7، 580- الملتقط، 581- المنار، 582- مناقب الإمام أحمد، 583- مناقب أبي عبيدة، 584- مناقب أبي حنيفة، 585- مناقب الزبير، 586- مناقب سعد وسعيد، 587- مناقب الشافعي، 588- مناقب طلحة، 589- مناقب عبد الرحمن بن عوف، 590- مناقب عليّ، 591- مناقب مالك، 592- المنتخب من مشيخة ابن طرخان، 593- المنتقى من البخلاء، 594- المنديل والصابون، 595- من صفة المؤمن والإيمان، 596- من

1 المصدر السّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/21) .

2 الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/801) .

3 573-574، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 14، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786) .

4 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(7439) .

5 576-577، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 8، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786) .

6 توجد منه صورة في مكتبة الجامعة الإسلاميّة تحت رقم: (1052) .

7 579-599، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 4، 4، 6، 9، 17، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786) .

ص: 84

أحاديث مسانيد أبي حنيفة، 597-المنتخب من معجم أبي العز،598-المنهاج،599- المنهل الأهنى.

600-

الميرة في حل مشكل السيرة1. 601- المرتعى في علم الدعاء2.

حرف النون:

602-

الناس وتأذى الأبرار3، 603- النافع في الطب والمنافع، 604- النبذة المرضية، 605- نبذة من سيرة الشيخ تقي الدين.

606-

نتف الحكايات والأخبار ومستطرف الآثار والأشعار4.

607-

النجاة بحمد الله5.

608-

نزهة المسامر في أخبار مجنون بني عامر6.

1 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(1904/1) .

2 الألباني: فهرس مخطوطات الظاهرية (ص 76)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(540) ، وقد قدمه الأخ عبد الباسط شيخ إبراهيم رسالة العالمية (الماجستير) في قسم العقيدة كلية الدعوة.

3 602-605، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 4، 16، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786) .

4 البغدادي: إيضاح المكنون (4/622)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) .

5المصدر السّابق (4/625) ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم: (3216) .

6 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 70)، العظم: عقود الجوهر (ص 311) ، طبع بدار عالم الكتب ببيروت عام 1414هـ.

ص: 85

609-

النصيحة المسموعة في أدوية العلقة المبلغة1.

610-

النشاط2، 611- نفحات نسيم الأنس، 612- الندب والنياحة، 613- نقل الرواة، 614- النكت، 615- نهاية المرام، 616- النهاية في اتصال الرواية.

617-

النصيحة في تخريج أحاديث النواوية بالأسانيد الصحيحة.

حرف الهاء:

618-

هدايا الأحباب وتحف الإخوان والأصحاب3.

619-

هداية الإخوان لمعرفة أدوية الآذان4.

620-

هداية الأشراف لمعرفة ما يقطع الرعاف5.

621-

هداية الإنسان إلى الاستغناء بالقرآن6.

622-

الهدية إلى المسائل الخفية7.

1 البغدادي: هدية العارفين (2/561)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/16) .

2 610-617، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 4، 6، 7، 16، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786)، الزركلي: الأعلام (8/225) .

3 البغدادي: هدية العارفين (2/562)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3194/1) .

4 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3156/1) .

5 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3165/3) .

6 المصدر السّابق، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3216) .

7 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 4، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(56) .

ص: 86

حرف الواو:

623-

الواسطية1،624-وجه القول السديد،625-وجوب إكرام الجد، 626- الوصايا المهدية، 627- الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب،628-الوعد بالضرب والفراق،629-وفاء العهود بأخبار اليهود.

630-

وفاة النبي صلى الله عليه وسلم2.

631-

وقوع البلاء بالبخل والبخلاء3.

632-

الوقوف والتشديد4، 633- الوقوف على لبس الصوف.

حرف الياء:

634-

ياقوتة العصر.

1 623-629، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 8، 10، ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 71)، البغدادي: هدية العارفين (2/561)، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/786) .

2 ابن عبد الهادي: فهرست الكتب، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(4544) .

3 العظم: عقود الجوهر (ص 312)، ومنه نسخة بخط المؤلف في مكتبة الظاهرية تحت رقم:(3211) .

4 632-634، ابن عبد الهادي: فهرست الكتب ق 11، 16، الخيمي: يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره (2/787) .

ص: 87

4-

التعريف بالكتاب

أوّلاً: تحقيق اسم الكتاب وتوثيق نسبته للمؤلف، وتاريخ تأليفه:

اسم الكتاب:

هو: (محض الصّواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب)، هذا ما صرح به أبو المحاسن في مقدمة الكتاب حيث قال: "وسمّيته كتاب: (محض الصّواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب)

"1، وهو ما دونه على طرة الكتاب بخط يده.

نسبة الكتاب للمؤلف

ليس ثمة ما يوجب الشك بأن الكتاب (محض الصّواب) ليوسف ابن عبد الهادي للأسباب التالية:

أ- على جلدة الكتاب الذي بين يدي العبارة التالية: (محض الصّواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب، جمع يوسف بن حسن بن عبد الهادي) . بخط المؤلف.

ب- قال العلامة ابن عبد الهادي في آخر الكتاب: "فرغ منه مؤلفه يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي"، وذلك بخطه، وفي باب المئة قال:"فإن والدي حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد ابن عبد الهادي بن عبد الحميد"2.

ج- قال العلامة ابن عبد الهادي في كتابه فهرست الكتب: "مجموع فيه

1 ابن عبد الهادي: محض الصواب (148) .

2 المصدر السّابق، ص:(960، 1009) .

ص: 88

مناقب عمر، وبحر الدم كلاهما تصنيفي"1، وذلك بخطه.

وهذه الأمور تدل دلالة واضحة على صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف، ومما يؤكد ذلك أن بعض من ترجم للمصنف ذكر هذا الكتاب ضمن مؤلفاته، فقد ذكره ابن الغزي ضمن مؤلفاته التي ذكر فقال:"محض الصّواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب"2، وذكره البغدادي3 والشطي4.

ومما يؤكد صحة هذه النسبة أن ابن عبد الهادي نقل في هذا الكتاب عن شيخه الحبال فقال: "قال شيخنا الشيخ زين الدين الحبال"5، وقد ثبت أن الحبال من شيوخه البارزين كما ذكر ذلك المؤلف6.

ومما تقدم يمكنني الجزم بأن: (محض الصواب) من مصنفات العلامة يوسف بن الحسن بن عبد الهادي.

تاريخ تأليفه:

ألف ابن عبد الهادي كتاب محض الصواب في شبابه، وأنجزه وهو في السادسة والعشرين من عمره وذلك سنة 866هـ (مولده 840هـ) ، وهذا يدل على نبوغه المبكر وولعه بالتصنيف منذ سني الشباب مع الاستعداد الكامل والذوق الرفيع.

1 ابن عبد الهادي: فهرس الكتب ق 6/ب.

2 ابن الغزي: النعت الأكمل (ص 72) .

3 البغدادي: هدية العارفين (6/561) .

4 الشطي: مختصر طبقات الحنابلة (ص 85) .

5 انظر: (ص 589) .

6 ابن عبد الهادي: الجوهر المنضد (ص 64) .

ص: 89

ثانياً: موضوع الكتاب ومباحثه:

تحدث المؤلف في كتابه عن سيرة عمر منذ ولادته حتى وفاته، كما يتضح ذلك من المباحث الآتية:

مولده، نسبه، صفته، ذكره في التوراة، ما تميز به في الجاهلية، إسلامه، عز الإسلام بإسلامه، تسميته بالفاروق، هجرته إلى المدينة، نزول القرآن لموافقته، فضله، ما رآه عليه السلام مما يدل على فضله، فضله وفضل أبي بكر، بيان أن معرفة فضلهما من السنة، فضله على من بعده، صلابته في دين الله وشدته، خوف الشيطان منه، هيبته، قيامه ببيعة أبي بكر ومجادلته عنه، إقدامه على أشياء من أوامر الرسول، خوف الشيطان منه، عهد أبي بكر إليه ووصيته، خلافته وقول الرسول فيها، اجتماعهم على تسميته بأمير المؤمنين، أوليته مما لم يسبق إليه، خصائصه، اسمه، وكنيته، ولقبه، خضابه، خاتمه، دعاء الرسول له، فطنته وذكاؤه وفراسته، جمعه الناس في التراويح على إمام، اهتمامه برعيته وملاحظته لهم، عسُّهُ بالمدينة، غزواته مع الرسول صلى الله عليه وسلم، غزواته بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وفتوحه، تركه السواد غير مقسوم ووضعه الخراج، عدله ورئاسته، قوله وفعله في بيت المال، حذره من المظالم، ملاحظته لعماله ووصيته إياهم، حذره من الابتداع وتحذيره منه، جمعه القرآن في المصحف، مكاتبته، زهده، خوفه من الله، تعبده واجتهاده، ودعاؤه ومناجاته، كراماته، نبذة من مسانيده، كلامه في الزهد، ما تمثل به من الشعر، صدقاته ووقفه وعتقه، نبذ من مسائل اختارها، كلامه في أصول الدين، من روى عنه، الرد على من فضله على أبي بكر، (كان فيمن قبلكم مُحدِّثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر) ، طلبه للشهادة وحبه لها، نعي الجن له، مقتله، وصاياه ونهيه عن الندب، إظهار الذل عند موته، تاريخ موته

ص: 90

ومبلغ سنه، غسله والصلاة عليه، عظم فقده عند الناس، نوح الجن عليه، تعظيم عائشة له بعد دفنه، كلام عليّ فيه، المنامات التي رآها، المنامات التي رُئِيت له، أولاده وأزواجه، ضربه لولده على شرب الخمر، ثناء الناس عليه، محبته وثوابها، عداوته وعقابها، أنه أعلى أهل الجنة منزلة، في ذكر أنه لم يبل في قبره، في رؤيته في النوم، نبذ متفرقة فيه.

ثالثاً: منهج المؤلف في الكتاب:

أشار المؤلف في مقدمة الكتاب إلى المنهج الذي سار عليه حيث قال: "قد رتّبته على عدة من الأبواب"

فالمؤلف قد رتب كتابه على مئة باب شملت سيرة عمر، وثمة معالم عن منهجه لم يشر إليها المؤلف، نستطيع أن نستنبطها لدى اطّلاعنا على كتابه، فمن ذلك ما يأتي:

أ- اعتمد المؤلف في تكوين كتابه على ما نقله من الكتب التي سبقته، وهذا ليس بدعاً فيه، شأنه في ذلك شأن غالب الأئمة المتأخرين.

ب- تعدد المصادر لدى المؤلف حيث يورد الحادثة التاريخية من عدة مصادر فمن ذلك مثلاً: مولد عمر، نقله عن الذهبي، وشارح العمدة، وابن الجوزي، ومالك1.

ج- بدت شخصية ابن عبد الهادي العلمية بارزة وقوية، وذلك من خلال تعقيباته وتصويباته النفيسة لما يورده من آراء وأقوال لكبار الأئمة2.

1 ابن عبد الهادي: محض الصواب (ص 149-150) .

2 المصدر السّابق، ص: 195، 207، 212، 226، 259، 260، 307، 313، 342، 347، 349، 378، 386، 387، 388، 391، 602-605، 588، 882-883، 889-894، 927، 984، 992، 1000-1001، 1066-1068، 1094.

ص: 91

د- استخراج الأحكام الشرعية مما يورده من آثار مروية عن عمر، ودفع ما يرد عليها من إشكالٍ أو فهم خَطَإ1.

هـ يلحظ القارئ كثرة نقل المؤلف عن علماء الحنابلة ويوردها بقوله: (قال الأصحاب) ، ويصرح أحياناً بأسماء بعضهم2.

و التوسع في إيراد الأحاديث والأخبار، فهو يورد الحديث من البخاري أو مسلم أو أحمد، ثم يعقب ذلك بذكر الحديث أو الأثر من مصدر نقل عن تلك المصدر3.

ز- لم يعن المؤلف بالحكم على المتن أو الإسناد إلا نادراً، وأحياناً يذكر أقوال أهل العلم على الحديث أو الأثر4.

ح- يذكر المؤلف بعض الفوائد اللغوية، وربما يورد الخلاف فيها، ويرجح بينها5.

ط- يشرح بعض الكلمات اللغوية الغريبة6.

ي- ضبط بعض الأعلام، والأسماء المشكلة7.

1 المصدر السّابق، ص: 207، 212، 226، 260، 262، 388، 588، 933، 934، 984، 992، 1000-1004، 1066-1068.

2 ابن عبد الهادي: محض الصواب ص: 260، 345، 346، 384، 385، 387، 649، 664.

3 المصدر السّابق، ص: 219، 231، 232، 245-247-249، 257، 266، 330 فما بعدها،510 فما بعدها، 627، 730، 930 فما بعدها،941، 957.

4 المصدر السّابق، ص: 151، 164، 165، 212، 245-247، 252 فما بعدها، 283، 398، 1122.

5 المصدر السّابق، ص: 259، 366، 451، 472، 610، 648، 649.

6 المصدر السّابق، ص: 451، 472، 573، 601، 610، 648، 649.

7 المصدر السّابق، ص: 152، 259، 420، 451، 573.

ص: 92

ق- ظهر تكرار كثير من الأحاديث والآثار، والأمثلة على ذلك كثيرة، تأملها في الكتاب، كما لجأ المصنف من حين لآخر إلى الإشارة والاكتفاء بما سبق1.

رابعاً: موارد ابن عبد الهادي في كتابه:

تبين لي من خلال دراستي لكتاب (محض الصواب) أن ابن عبد الهادي قد استفاد من مصادر كثيرة في كتابه، فقد اتسم مؤلفه بكثرة نقوله التي استقاها من مؤلفات نفيسة مشهورة من كتب الحديث والفضائل والزهد والرجال والفقه والتاريخ وغيرها، مما يدل على سعة اطّلاعه وطول باعه في علم الحديث والفقه والتاريخ.

وقد صرح المؤلف في بعض المواضع بالأخذ من هذه المصادر، وفي بعضها لم يصرح، ولكن نص كلامه موجود في ذلك المصدر.

وفيما يلي عرض مفصل للموارد التي استقى منها ابن عبد الهادي في هذا الكتاب، مرتباً أسماء مؤلفي الكتب على سني وفياتهم، مع الإشارة إلى المواضع التي ورد فيها اسم الكتاب أو المؤلف.

أ- موارده المطبوعة:

محمّد بن إسحاق المطلبي ملاهم المدني (ت 151هـ) .

1-

السير والمغازي2.

مالك بن أنس الأصبحي المدني (ت 179هـ) .

2-

الموطّأ، رواية يحيى بن يحيى الليثي3.

3-

الموطّأ، رواية أبي مصعب الزهري.

1 المصدر السّابق ص:229، 289-291، 398، 477، 763، 1006، 1034.

2 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: 152، 191.

3 2-3، المصدر السّابق ص:415، 522، 665، 706، 724، 1048، 1180.

ص: 93

محمّد بن إدريس الشافعي (ت: 204هـ) .

4-

المسند1.

5-

الأم2.

أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي (ت: 244هـ) .

7-

الأموال3.

محمّد بن سعد الهاشمي مولاهم البغدادي (ت: 230هـ) .

8-

الطبقات الكبرى4.

عبد الله بن محمّد ابن أبي شيبة العبسي (ت: 235هـ) .

9-

المصنف5.

خليفة بن خياط (ت: 240هـ) .

10-

التاريخ6.

أحمد بن حنبل الشيباني المروزي البغدادي (ت: 241هـ) .

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (751) .

2 المصدر السّابق، ص: 895، 896، 897.

3 المصدر السّابق، ص: 544، 550.

4 المصدر السّابق، ص: 428، 430، 478، 484، 551، 577،601، 667، 704، 820، 958، 962، 967، 987، 1002.

5 المصدر السّابق، ص:227.

6 المصدر السّابق، ص:1040.

ص: 94

11-

المسند1.

محمّد بن إسماعيل البخاري (ت: 256هـ) .

12-

الجامع الصحيح2.

مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت: 261هـ) .

13-

الصحيح3.

عمر بن شبة النميري (ت: 262هـ) .

14-

تاريخ المدينة4.

_ ابن ماجة: محمد بن يزيد الربعي القزويني (ت 273) .

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص:228، 252، 328، 486، 624، 625، 643، 663، 694، 717، 749، 780، 795، 876، 877، 879، 928، 990، 1022، 1027، 1034، 1121، 1128، 1131، 1139، 1140، 1142، 1173، 1195.

2 المصدر السّابق، ص: 167، 195، 203، 205، 212، 213، 220، 221، 244، 247، 249، 257، 261، 286، 287، 289، 290، 293، 296، 306، 307، 314، 319، 321، 328، 329، 369، 378، 379، 388، 392، 399، 401، 416، 417، 420، 423، 424، 452، 477، 541، 564، 568، 569، 572، 573، 606، 607، 623، 627، 639، 642، 645، 662، 710، 711، 712، 730، 734، 747، 770، 774، 775، 776، 777، 780، 795، 828، 829، 833، 874، 875، 877، 879، 881، 882، 883، 889، 926، 927، 931، 932، 933، 939، 946، 984، 989، 996، 1004، 1011، 1036، 1054، 1065، 1068، 1085، 1090، 1095، 1126، 1130، 1140، 1148، 1150، 1152، 1155، 1168، 1169، 1173، 1175، 1184.

3 المصدر السّابق، ص: 219، 211، 244، 248، 259، 261، 289، 290، 296، 306، 307، 314، 328، 379، 392، 399، 401، 423، 488، 513، 568، 546، 646، 776، 780، 795، 931، 1011، 1036، 1083، 1085، 1090، 1095، 1140، 1169.

4 المصدر السّابق، ص: 557، 586، 730.

ص: 95

15-

السنن1.

أبو داود: سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني (ت: 275هـ) .

16-

السنن2.

بقي بن مخلد الأندلسي (ت: 276هـ) .

17-

مقدمة المسند3.

ابن قتيبة: عبد الله بن مسلم الدينوري (ت: 276هـ) .

18-

المعارف4.

الترمذي: محمّد بن عيسى بن سورة السلمي (ت: 279هـ) .

19-

الجامع5.

الدارمي: عثمان بن سعيد الدارمي (ت: 280هـ) .

20-

الرد على بشر المريسي6.

21-

الرد على الجهمية7.

أبو زرعة الدمشقي: عبد الرحمن بن عمرو النصري (ت: 281هـ) .

22-

التاريخ8.

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (262، 352) .

2 المصدر السّابق، ص: 227-228، 352، 1034.

3 المصدر السّابق، ص:1037.

4 المصدر السّابق، ص: 1042، 1044، 1045، 1047، 1049، 1055، 1050، 1053.

5 المصدر السّابق، ص: 164، 212، 220، 228، 232، 233، 234، 253، 254، 255، 306، 352، 402، 930، 1139.

6 المصدر السّابق، ص: 920، 921، 923، 924.

7 المصدر السّابق، ص:923.

8 المصدر السّابق، ص:998.

ص: 96

ابن أبي الدنيا: عبد الله بن محمّد الأموي مولاهم البغدادي (ت:281هـ) .

23-

الصمت1.

النسائي: أحمد بن شعيب (ت: 303هـ) .

24-

فضائل الصحابة، عشرة النساء من السنن الكبرى2.

أبو يعلى الموصلي: أحمد بن عليّ التميمي (ت: 307هـ) .

25-

المعجم3.

محمّد بن جرير الطبري (ت: 310هـ) .

26-

التاريخ4.

الخرقي أبو القاسم الخرقي: عمر بن الحسين (ت: 334هـ) .

27-

مختصر الخرقي5.

أبو علي الصواف: محمّد بن أحمد الصواف (ت: 359هـ) .

28-

الفوائد6.

الطبراني: سليمان بن أحمد اللخمي (ت: 360هـ) .

29-

المعجم الكبير7.

محمّد بن الحسين الآجري (ت: 360هـ) .

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (1192، 1193) .

2 المصدر السّابق، ص: 352، 1095.

3 المصدر السّابق، ص:1177.

4 المصدر السّابق، ص: 198، 498.

5 المصدر السّابق، ص: 907، 911.

6 المصدر السّابق، ص:756.

7 المصدر السّابق، ص:1099.

ص: 97

30-

أخبار عمر بن عبد العزيز1.

أحمد بن جعفر القطيعي (ت: 368هـ) .

31-

الزيادات على فضائل الصحابة لأحمد2.

أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيان الأصبهاني المعروف بأبي الشيخ (ت: 369هـ) .

32-

أحاديث أبي محمّد3.

تمام بن محمّد البجلي الرازي (ت: 414هـ) .

33-

فوائد تمام4.

اللالكائي: أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري (ت: 418هـ) .

34-

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة5.

البيهقي: أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ) .

35-

السنن الكبرى6.

ابن عبد البر: يوسف بن عبد الله النمري (ت: 463هـ) .

36-

الاستيعاب7.

البغوي: الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ) .

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (1038) .

2 المصدر السّابق، ص:1046.

3 المصدر السّابق، ص: 224، 275، 729.

4 المرجع السّابق، ص: 403، 659.

5 المصدر السّابق، ص:920.

6 المصدر السّابق، ص:1147.

7 المصدر السّابق، ص: 151، 164-167، 937.

ص: 98

37-

التفسير (معالم التنزيل)1.

أسامة بن مرشد الكناني الكلبي (ت: 584هـ) .

38-

مختصر مناقب عمر لابن الجوزي2.

ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي البكري الحنبلي (ت: 597هـ) .

39-

التبصرة3.

40-

سيرة عمر4.

41-

مناقب عمر5.

ابن قدامة: عبد الله بن أحمد المقدسي (ت: 620هـ) .

42-

المغني6.

الضياء المقدسي: محمّد بن عبد الواحد (ت: 643هـ) .

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (202) .

2 المصدر السّابق، ص: 588، 627، 643.

3 المصدر السّابق، ص: 194، 198، 471، 1008.

4 المصدر السّابق، ص:471.

5 المصدر السّابق، ص: 149، 152، 153، 157، 160، 161، 163، 165، 166، 169، 193، 195، 196، 198، 201، 204، 208، 209، 216، 223، 231، 233، 246، 249، 262، 264، 267، 275، 280، 291، 308، 311، 312، 326، 350، 364، 370، 398، 407، 414، 418، 420، 458، 472، 484، 492، 542، 545، 554، 588، 598، 601، 604، 607، 610، 628، 641، 647، 694، 696، 712، 719، 735، 745، 753، 757، 763، 769، 817، 890، 936، 940، 942، 948، 958، 969، 993، 996، 1000، 1003، 1005، 1009، 1010، 1026، 1028، 1041، 1042، 1043، 1044، 1045، 1046، 1047، 1048، 1049، 1050، 1063، 1087، 105، 1122، 1126.

6 المصدر السّابق، ص: 307، 550، وقد اختار المصنف أربعين مسألة من مسائل الفقه التي قال بها عمر منها تسع وثلاثون مسألة أخذها من المغني دون أن يشير إلى ذلك. (انظر: 889) فما بعدها.

ص: 99

43-

المختار1.

النووي: يحيى بن شرف الحزامي الشافعي (ت: 676هـ) .

44-

شرح صحيح مسلم2.

أبو العباس ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم النميري (ت: 727هـ) .

45-

مجموع فتاوى ابن تيمية3.

محمّد بن أحمد الذهبي (ت: 747هـ) .

46-

سير أعلام النبلاء4.

47-

العلو5.

ابن القيم: أبو عبد الله محمّد بن أبي بكر الزرعي (ت: 751هـ) .

48-

زاد المعاد6.

ابن كثير: إسماعيل بن عمر القرشي (ت: 774هـ) .

49-

البداية والنهاية7.

ابن رجب: عبد الرحمن بن أحمد الدمشقي الحنبلي (ت: 795هـ) .

50-

أحكام الخواتم8.

51-

الاستخراج لأحكام الخراج9.

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (1184) .

2 المصدر السّابق، ص:259.

3 المصدر السّابق، ص: 343، 379.

4 المصدر السّابق، ص: 755، 776، 778، 996، 1002، 1003، 1040.

5 المصدر السّابق، ص:379.

6 المصدر السّابق، ص:379.

7 المصدر السّابق، ص: 498

8 المصدر السّابق، ص:392.

9 المصدر السّابق، ص:551.

ص: 100

ب- موارده المخطوطة:

أبو الجهم: العلاء بن موسى الباهلي (ت: 228هـ) .

1-

جزء أبي الجهم1.

محمّد بن هارون الروياني (ت: 307هـ) .

2-

المسند2.

ابن البختري: محمّد بن عمرو بن البختري (ت: 339هـ) .

3-

الأمالي3.

أبو عمر الزاهد: محمّدبن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب (ت:345هـ) .

4-

أحاديث أبي عمر4.

أبو محمّد عبد الله بن محمّد المعروف بأبي الشيخ (ت: 369هـ) .

5-

العوالي5.

محمّد بن أحمد الرافقي (ت في القرن الرابع) .

6-

أحاديث الرافقي6.

الثعلبي: أحمد بن محمّد النيسابوري (ت: 427هـ) .

7-

التفسير7.

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (1175) .

2 المصدر السّابق ص: 486، 878، 936، 1034، 1037، 1157، 1167، 1175، وهو مخطوط، إلا أنه ناقص، توجد نسخة مصورة له في مكتبة الجامعة الإسلاميّة.

3 المصدر السّابق، ص:1193.

4 المصدر السّابق، ص:1186.

5 المصدر السّابق، ص: 234، 284، 874، 928، وانظر رقم: 32 من موارده المطبوعة.

6 المصدر السّابق، ص:1163.

7 المصدر السّابق، ص: 238

ص: 101

محمّد بن سلامة القضاعي (ت: 454هـ) .

8-

عيون المعارف1.

إسماعيل بن محمّد الأصفهاني (ت: 535هـ) .

9-

سير السلف2.

أبو المفرج مسعود بن الحسن الثقفي (ت: 562هـ) .

10-

الفوائد3.

أبو القاسم الأزجي: تميم بن أحمد الأزجي: (ت: 597هـ) .

11-

الفوائد4.

ابن قدامة: عبد الله بن أحمد المقدسي (ت: 620هـ) .

12-

منهاج القاصدين في فضائل الخلفاء الراشدين5.

محمّد بن أحمد الذهبي (ت: 747هـ) .

13-

التذهيب6.

ابن جماعة: إبراهيم بن عبد الرحمن الكناني المقدسي (ت: 764هـ) .

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (191/ 200، 351، 376، 392، 496، 540، 998، 1002، 1003، 1064) .

2 المصدر السّابق، ص: 162، 178، 200، 217، 231، 271، 322، 341، 392، 452، 604، 621، 638، 692، 701، 709، 730، 767، 816، 828، 932، 940، 944، 951، 982، 983، 994، 998، 1005، 1007، 1008، 1018، 1023، 1080، 1090، 1177، 1118.

3 المصدر السّابق، ص:731.

4 المصدر السّابق، ص: 405، 662، 1194.

5 المصدرالسّابق ص: 160، 230، 232، 262، 272، 278، 283، 285، 358، 363، 403، 404، 550، 905، 1091، 1097، 1098، 1099، 1102، 1103، 1124

6 المصدرالسّابق ص: 149، 350، 397، 775، 776، 778، 921، 925، 996، 1002، 1003، 1040.

ص: 102

14-

فضائل الصحابة1.

محمّد بن شاكر الكتبي (ت: 764هـ) .

15-

عيون التواريخ2.

ابن الملقن: عمر بن عليّ الأنصاري (ت: 804هـ) .

16-

الإعلام بفوائد عمدة الأحكام3.

ج- موارده المفقودة:

عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (ت: 157هـ) .

1-

المسند4.

إبراهيم بن طهمان الخراساني (ت: 168هـ) .

2-

نسخة إبراهيم5.

أبو معشر: نجيح بن عبد الرحمن السندي (ت: 170هـ)6.

أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي (ت: 175هـ) .

4-

حديث أبي الحارث7.

الواقدي: محمّد بن عمر الأسلمي (ت: 207هـ)8.

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (1092، 1123، 1140، 1169، 1170) .

2 المصدر السّابق، ص: 182، 191، 324.

3 المصدر السّابق، ولم يصرح به وإنما قال في شرح عمدة الحديث: في شرح العمدة، قال شارح العمدة، ص: 163، 192، 196، 201، 366، 377، 397، 780، 819، 925.

4 المصدر السّابق، ص:883.

5 المصدر السّابق، ص:875.

6 المصدر السّابق، ص: 697، 801.

7 المصدر السّابق، ص:1171.

8 المصدر السّابق، ص: 155، 156، 210، 337، 515، 779، 1040، وهو غير المغازي المطبوع.

ص: 103

أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت: 208هـ)1.

الأصمعي: عبد الملك بن قريب الباهلي (ت: 216هـ)2.

عفان بن مسلم الصفار (ت: 219هـ) .

8-

أحاديث عفان الصفار3.

ابن الأعرابي: محمّد بن زياد البصري (ت: 231هـ)4.

محمّد بن أحمد الغوري (ت: 239هـ) .

10-

جزء ابن الغوري5.

الزبير بن بكار الأسدي (ت: 256هـ) .

11-

نسب قريش6.

الجوزجاني: إبراهيم بن يعقوب السعدي (ت: 259هـ) .

12-

شرح مسائل الشالنجي7.

الأثر: أحمد بن محمّد بن هاني (ت: 273هـ) .

13-

مسائل الإمام أحمد8.

ابن أبي خيثمة: أحمد بن زهير الحرشي (ت: 279هـ) .

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (775، 800، 819) .

2 المصدر السّابق، ص:819.

3 المصدر السّابق، ص: 755، 118.

4 المصدر السّابق، ص: 452، 480.

5 المصدر السّابق، ص:1169.

6 المصدر السّابق ص:1041، 1051،وقد طبع الشيخ محمودشاكر ماوصل إلينامنه.

7 المصدر السّابق، ص:383.

8 المصدر السّابق، ص: 904، 905.

ص: 104

14-

التاريخ1.

الحكم بن معبد الخزاعي (ت: 295هـ) .

15-

السنة2.

محمّد بن هارون الروياني (ت: 307هـ) .

16-

المسند3.

أبو بكر أحمد بن محمّد الخلال (311هـ) .

17-

السنة4.

أبو مخلد العطار: محمّد بن مخلد الدوري (ت: 331هـ) .

18-

مجلس أبي مخلد5.

إسماعيل بن محمّد الصفار (ت: 341هـ) .

19-

أحاديث الصفار6.

خيثمة بن سليمان القرشي الطّرابلسي (ت: 343هـ) .

20-

فضائل الصحابة7.

ابن السني: أحمد بن محمّد الجعفري مولاهم (ت: 364هـ) .

1 ابن عبد الهادي: محض الصّواب ص: (779) .

2 المصدر السّابق، ص:1008.

3 المصدرالسّابق ص: 486، 878، 936، 1034، 1037، 1157، 1167، 1175، وبقيت قطعةصغيرة من مسنده كمامر.

4 المصدر السّابق، ص:283.

5 المصدر السّابق، ص:1172.

6 المصدر السّابق، ص:1094.

7 المصدر السّابق، ص:1170.

ص: 105

21-

الأخوة والأخوات1.

أبو الطاهر: محمّد بن أحمد الذهلي (ت: 367هـ) .

22-

أحاديث أبي الطاهر2.

القطيعي: أحمد بن جفعر القطيعي (ت: 368هـ) .

23-

أحاديث القطيعي3.

أبو الحسن السكري: عليّ بن محمّد الحربي (ت: 386هـ) .

24-

الفوائد4.

أبو عبد الله بن بطة: عبيد الله بن محمّد العكبري (ت: 387) .

25-

الإبانة الكبير5.

أبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح الوزير (ت: 391هـ) .

26-

الأول من القراءة على الوزير6.

أبو عبد الله بن منده: محمّدبن إسحاق العبدي (ت: 395هـ) .

27-

الأمالي7.

علي بن محمّد بن بشران الأموي (ت: 415هـ) .

28-

مجلس ابن بشران8.

1 المصدر السّابق، ص:1037، 1174.

2 المصدر السّابق، ص:1125.

3 المصدر السّابق، ص: 1052، 1067.

4 المصدر السّابق، ص: 405، 874، 928.

5 المصدر السّابق، ص:277.

6 المصدر السّابق، ص:564.

7 المصدر السّابق، ص:1093.

8 المصدر السّابق، ص:1022.

ص: 106

ابن شاذان: الحسن بن أحمد البغدادي (ت: 425هـ) .

29-

أحاديث ابن شاذان1.

الماوردي: علي بن محمّد البصري (ت: 450هـ)2.

أبو عثمان البحيري: سعيد بن محمّد البحيري (ت: 541هـ) .

31-

الفوائد3.

الجوهري: الحسن بن علي الشيرازي البغدادي (ت: 454هـ) .

32-

الأمالي4.

ابن ماكولا: علي بن هبة الله العجلي (ت: 475هـ)5.

أبو بكر أحمد بن المقرب (ت: 563هـ) .

34-

الأربعين6.

جمال الدين الإمام أحمد بن عبد الرحمن البغدادي (ت: 757هـ)7.

السرُّمري: يوسف بن محمّد العبادي العقيلي (ت: 776هـ) .

36-

مجلس السُّرمّري8.

أبو سعيد.

1 المصدر السّابق، ص: 1010، 1194.

2 المصدر السّابق، ص:259.

3 المصدر السّابق، ص:1124.

4 المصدر السّابق، ص: 717، 1093، 1125.

5 المصدر السّابق، ص:152.

6 المصدر السّابق، ص:1172.

7 المصدر السّابق، ص:379.

8 المصدر السّابق، ص:1147.

ص: 107

37-

الفوائد1.

يوسف بن الحسن بن عبد الهادي (ت: 909هـ) .

38-

فضائل أبي بكر2.

يضاف إلى ذلك أن المؤلف استفاد من أكثر كتب السنة، وكتب الفضائل، والزهد، ودلائل النبوة، والسيرة، ولكنه لم يصرح بنقله منها، وتبين لي ذلك من خلال تخريجي للأحاديث والآثار الواردة في الكتاب.

خامساً: المآخذ على الكتاب:

1-

كثرة النقل من غير عزو، فقد نقل كثيراً من:(المغني) ، و (المقنع) ، و (عيون المعارف) ، دون الإشارة أو التنبيه إلى مصدره المنقول عنه3.

2-

وقع ابن عبد الهادي في بعض الأوهام، منها: إيراده قوله صلى الله عليه وسلم: (من بات وفي يده غمرٌ فلا يلومن إلا نفسه) ، صحفها المؤلف إلى عمر4.

3-

تنقص المؤلف في بعض الأحيان الدقة في النقل حيث إنه يعزو إلى بعض الكتب ولم نجد ما يعزوه5.

1 المصدر السّابق، ص:882.

2 المصدر السّابق، ص: 162، 391، 500، 1120.

3 المصدر السّابق، ص: 550 فما بعدها، 889، 919، 957 فما بعدها.

4 المصدر السّابق، ص:1010.

5 المصدر السّابق، ص: 156، 202، 365، 397، 494، 928.

ص: 108

4-

الاستطراد في بعض المسائل الفقهية واللغوية والتوسع في ذلك، ولو كان ذلك بعيداً عن الموضوع1.

5-

تساهله في إيراد بعض الأحاديث الموضوعة2.

سادساً: قيمة الكتاب العلمية:

1-

مؤلف هذا الكتاب علامة مؤرخ فقيه، مشهور بين العلماء مشهود له بالفضل والعلم وسعة الاطّلاع بين العلماء، مما جعل لكتبه قيمة علمية رفيعة.

2-

الكتاب عظيم الفائدة، وبخاصة في موضوعه مناقب عمر، فهو أشمل وأتم الكتب التي تكلمت وبحثت في مناقب عمر حسب علمي واطّلاعي.

3-

يحتوي على مادة كبيرة من الأحاديث النبوية والآثار المروية عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم.

4-

تأخر المؤلف عن عصور التأليف والتصنيف جعله يستفيد ممن ألف قبله؛ ولذا نجده ينقل عن جميع كتب السنة وكتب التاريخ وغيرها.

5-

أن ابن عبد الهادي لم يكتف بالنقل وحشد الأقوال فقط، بل كثيراً ما يتعقب تلك الأقوال بالجمع بين متعارضين، أو رفع وهم، أو تصحيح خطأ.

6-

كما أن هناك كثيراً من الفوائد العلمية التي زين بها أبو المحاسن كتابه (محض الصواب) ، فهي بحق قطوف يانعة لا يستغني عنها القارئ في سيرة عمر رضي الله عنه.

1 المصدر السّابق ص:342فما بعدها،366-367، 389، 472، 574فما بعدها.

2 المصدر السّابق، ص: 200، 201، 202.

ص: 109

7-

كما لا يخفى أن ابن عبد الهادي على ما أولاه الناحية التاريخية من اهتمام، فهو فقيه بارع جمع في كتابه العديد من المسائل الفقهية المتعلقة بسيرة عمر أو المستفادة من عمله، وذكر الخلاف فيها مع بيان الراجح منها داخل المذهب الحنبلي.

8-

أن المؤلف نقل عن أصول كثيرة ضاعت ولم تصل إلينا1.

سابعاً وصف النسخة الخطية:

ليس لهذا الكتاب إلا نسخة فريدة بخط المؤلف، ومصدرها مكتبة (برلين) ألمانيا الغربية رقم:(9433)، ولها صورة في الجامعة الإسلاميّة رقم:(1052) ، وفيه مجموعة من الكتب.

وعدد أوراق هذه النسخة اثنتان وخمسون ومئة لوحة ذات وجهين، ويحتوي كل وجه ما بين عشرين سطراً إلى ثلاثين سطراً، ما عدا الورقة 12/ب، 36/ب، 37/أ، 40/أ، 70/أ، 101/أ، 144/ب، 126/أ، 128/ب، فإن نصفها بياض، والورقة 119/أفإنها حوت سطراً واحداً، والورقة 13/أ، 52/أ، 115/أ، فإنها بياض، وليس ثمة ما يشير إلى نقص فيها.

وعدد كلمات كل سطر اثنتا عشرة كلمة تقريباً، وخطها نسخي حروفه متداخلة، وناسخها مؤلف الكتاب يوسف بن حسن في شهر رمضان سنة ست وستين وثمان مئة.

وفي هذه النسخة طمس يسير بسبب خياطة الكتاب، وهذه النسخة غير منقوطة في الغالب، وفيها تحريف وتصحيف، وقد أشرت إلى ذلك

1 انظر: موارده المفقودة.

ص: 110

بالحاشية، وعلى حاشية هذه النسخة إضافات كثيرة بخط المؤلف1، وهذا فيه دليل على عناية المؤلف بها، وذلك بمراجعتها وقراءتها مرة ثانية.

وأيضاً على حاشية النسخ سماع: (سمع هذا جماعة بن عبد الله، وسمع بعضه يحيى بن عثمان المرداوي، وموسى بن رمضان المرداوي وغيرهم في يوم عيد الفطر سنة ست وستين وثمان مئة، وكتب يوسف بن عبد الهادي)2.

وعلى جلدة الكتاب سماع أيضاً: (سمع بعضه من لفظي أولادي عبد الهادي وعبد الله وحسن وأجزت لهم ولإخوانهم أن يرووه عني، وكتب يوسف بن عبد الهادي) .

وعليها تملك بلفظ: (ملكه الفقير إلى الله تعالى السيد صالح بن السيد إبراهيم بن المنير الشهير بالكزبري) .

وبداية هذه النسخة:

(بسم الله الرحمن الرحيم، وهو حسبي ونعم الوكيل، الحمد لله الذي فرق بين الكفر والإسلام بفاروقه، ونشر الإسلام بعد أن عم الشرك يلمع ببروقه

) .

(فرغ منه

مؤلفه يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي وذلك في شهر رمضان المعظم من شهور سنة ست وستين وثمان مئة بصالحية دمشق المحروسة بمنزله بالسهم الأعلى، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلم) .

1 انظر مثلاً: ق 36/ب، 37/أ، 40/ب، 48/أ، 51/أ، ب، 105/ب، 106/أ، 124/ب، 125/أ، 136/ب، 137/أ.

2 ق 17/أ.

ص: 111

‌مقدمة النص المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم

وهو حسبي ونعم الوكيل

الحمد لله الذي فرّق بين الكفر والإسلام بفاروقه، ونشر الإسلام بعد أن عَمَّ الشرك يلمع ببروقه، أحمده على إنعامه بجمع شمل الإسلام وسد خروقه، وأشكره على إحسانه بلم شعثه وقيامه على سوقه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يبلغ بها العبد معرفة حقوقه، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله الذي أخمد به الشّرك

1، وأظهر به الإسلام بعد غروقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ما اهتز غصن بعروقه، وما ذهب نهار بعد شروقه، وسلم تسليماً، ورضي الله عن صاحبه وصديقه وثاني الغار ورفيقه، وعن ثاني الخلفاء العالم لمحبته وحقوقه، الذاب عن الدين حتى عزف بفاروقه، وعن ثالث الخلفاء الأعيان الذي استحيت منه ملائكة الرحمن، وعن رابع الخلفاء المتسم بالشجاعة والوفاء، وعن جميع الصحابة أجمعين إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإني لما وضعت فضائل أبي بكر الصديق2 عند رؤيتي له في النوم هو وأمير المؤمنين عثمان بن عفان، أردت أن أضع نبذة من فضائل عثمان3، ثم توقفت في ذلك إذا لم أضع شيئاً في عمر، فأردت أن أضع نبذة من فضائل أمير المؤمنين عمر، فرأيت ابن الجوزي4 قد وضع ذلك فتوقفت، إذ غاية ما

1 غير واضح في الأصل وهذا رسمه (سوقه) .

2 عبد الله بن عثمان التيمي (الإصابة 4/101) .

3 ابن عفان الأموي (الإصابة 4/223) .

4 عبد الرحمن بن علي بن محمّد القرشي، التيمي، البكري، الحنبلي، علامة عصره في الحديث، والتاريخ، والوعظ، كثير التصانيف، توفي سنة سبع وتسعين وخمس مئة. (الذيل على طبقات الحنابلة 1/399، الأعلام 3/316) .

ص: 121

أبلغ من ذلك أن أصل1 إلى ما وصل إليه، فإنه إذا تكلم في هذا الباب قصر عن إدراك ما قاله الأنجاب، ثم استخرت الله في ذلك، فرأيت النفس تميل إلى الوضع جاهدة، إذ المتأخر لا بد أن تظهر له فائدة، ومما حضني على ذلك ما رأيت لبعض العلماء الأعيان من أهل هذا الزمان، نسباً لنا معشر المقادسة متصِلاً به، كما يأتي2 إن شاء الله تعالى، وقد رتبته على عدة من الأبواب:

الباب الأوّل: في ذكر مولده.

الباب الثاني: في ذكر نسبه.

الباب الثالث: في ذكر صفته.

الباب الرابع: في ذكره3 في التوراة وقبل البعثة.

الباب الخامس: في ذكر ما تميز به في الجاهلية.

الباب السادس: في ذكر دعاء الرسول أن يعز الله الإسلام به4.

الباب السابع: وقوع الإسلام في قلبه.

الباب الثامن: في ذكر إسلامه.

الباب التاسع: في ذكر السنة التي أسلم فيها.

الباب العاشر: في استبشار أهل السماء بإسلامه / [2 / أ] .

الباب الحادي عشر: في عزّ الإسلام بإسلامه.

1 في الأًصل: (صل) وهو تحريف.

2 انظر: (ص: 1063) .

3 في الأصل: (ذكر) .

4 قوله: (به) غير واضح في الأصل.

ص: 122

الباب الثاني عشر: في سبب تسميته بالفاروق.

الباب الثالث عشر: في ذكر هجرته إلى المدينة.

الباب الرابع عشر: في منزله في المدينة.

الباب الخامس عشر: في ذكر من آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينه.

الباب السادس عشر: في نزول القرآن لموافقته.

الباب السابع عشر: في قوله عليه السلام في فضله.

الباب الثامن عشر: فيما رآه عليه السلام [مما] 1 يدل على فضله.

الباب التاسع عشر: في أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل أبي بكر.

الباب العشرون: في بيان معرفة فضلهما من السنة.

الباب الحادي والعشرون: في ذكر فضله على من بعده.

الباب الثاني والعشرون: في ذكر صلابته في دين الله وشدّته.

الباب الثالث والعشرون: في ذكر إقامته على أشياء من أوامر الرسول.

الباب الرابع والعشرون: في ذكر مصارعته الشيطان وخوف الشيطان [منه]2.

الباب الخامس والعشرون: في ذكر هيبته وخوف الناس منه.

الباب السادس والعشرون: في ذكر انزعاجه لموت الرسول وإنكاره له.

الباب السابع والعشرون: في ذكر قيامه ببيعة أبي بكر ومجادلته عنه.

الباب الثامن والعشرون: في عهد أبي بكر إليه ووصيته.

الباب التاسع والعشرون: في ذكر خلافته وقول الرسول فيها.

1 الزيادة يقتضيها السياق.

2 قوله: (منه) ساقطة من الأصل.

ص: 123

الباب الثلاثون: في ذكر اجتماعهم على تسميته بأمير المؤمنين.

الباب الحادي والثلاثون: في ذكر ما خص به في ولايته مما لم يسبق إليه.

الباب الثاني والثلاثون: في اسمه وكنيته ولقبه.

الباب الثالث والثلاثون: في خضابه رضي الله عنه.

الباب الرابع والثلاثون: في خاتمه رضي الله عنه.

الباب الخامس والثلاثون: دعاء الرسول له أن يخرج من صدره الغل.

الباب السادس والثلاثون: في ما ذكر أن الرسول بشره بالجنة.

الباب السابع والثلاثون: في ذكر جمعه الناس في التراويح على إمام.

الباب الثامن والثلاثون: في ذكر فطنته وذكائه وفراسته.

الباب التاسع والثلاثون: في ذكر اهتمامه برعيته وملاحظته لهم.

الباب الأربعون: ذكر عسسه، وما وقع له من ذلك.

الباب الحادي والأربعون: في ذكر غزواته مع الرسول، وإنفاذه إياه في غزوه.

الباب الثاني والأربعون: في غزواته بعد الرسول وفتوحه.

الباب الثالث والأربعون: في ذكر حجاته.

الباب الرابع والأربعون: في تركه السواد1 غير مقسوم ووضعه الخراج.

الباب الخامس والأربعون: في ذكر عدله ورئاسته.

الباب السادس والأربعون: في قوله وفعله في بيت المال.

الباب السابع والأربعون: في حذره من المظالم وخروجه منها.

الباب الثامن والأربعون: في ملاحظته لعماله ووصيته إياهم.

1 يريد سواد العراق.

ص: 124

الباب التاسع والأربعون: في حذره من الابتداع وتحذيره منه.

الباب الخمسون: في جمعه القرآن في المصحف.

الباب الحادي والخمسون: في ذكر مكاتباته.

الباب الثاني والخمسون: في ذكر زهده رضي الله عنه. [2 / ب] .

الباب الثالث والخمسون: في ذكر تواضعه.

الباب الرابع والخمسون: في ذكر حلمه.

الباب الخامس والخمسون: في ذكر ورعه.

الباب السادس والخمسون: في ذكر بكائه.

الباب السابع والخمسون: في ذكر خوفه من الله عزوجل.

الباب الثامن والخمسون: في ذكر تعبده واجتهاده.

الباب التاسع والخمسون: في ذكر كتمانه لتعبده1 وستره إياه.

الباب الستون: في ذكر دعائه ومناجاته.

الباب الحادي والستون: في ذكر كراماته.

الباب الثاني والستون: في ذكر تزويج النبي صلى الله عليه وسلم بحفصة2 وفضلها.

الباب الثالث والستون: في ذكر نبذة من مسانيده.

الباب الرابع والستون: في ذكر كلامه في الزهد والرقائق3.

الباب الخامس والستون: في ذكر ما تمثل به من الشعر.

الباب السادس والستون: في ذكر فنون أخباره.

1 في الأصل: (التعبدة) وهو تحريف.

2 حفصة بنت عمر العدوية أم المؤمنين، توفيت سنة خمس وأربعين. (الإصابة 8/51، التقريب ص 745) .

3 قوله: (الرقائق) غير واضح في 3 / أ، وأثبتناه من ص:632.

ص: 125

الباب السابع والستون: في ذكر كلامه في الفنون.

الباب الثامن والستون: في ذكر صدقاته ووقفه وعتقه.

الباب التاسع والستون: في ذكر نبذة من مسائل اختارها.

الباب السبعون: في ذكر كلامه في أصول الدين.

الباب الحادي والسبعون: في ذكر من روى عنه.

الباب الثاني والسبعون: في ذكر مقالة من فَضَّلَه على أبي بكر وردّها.

الباب الثالث والسبعون: في قوله عليه السلام: "كان فيمن قبلكم مُحَدَّثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر".

الباب الرابع والسبعون: قوله عليه السلام: "ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر".

الباب الخامس والسبعون: في قوله عليه السلام: "لو كان بعدي نبي لكان عمر".

الباب السادس والسبعون: في طلبه الشهادة وحبه لها.

الباب السابع والسبعون: في طلبه الموت خوفاً من عجزه عن الرعية.

الباب الثامن السبعون: في ذكر نعي الجن له.

الباب التاسع والسبعون: في ذكر مقتله.

الباب الثمانون: في ذكر وصاياه ونهيه عن الندب.

الباب الحادي والثمانون: في إظهار الذل عند موته.

الباب الثاني والثمانون: في تاريخ موته ومبلغ سنه.

الباب الثالث والثمانون: في ذكر غسله والصلاة عليه ودفنه.

الباب الرابع والثمانون: في ذكر بكاء الإسلام1 على موته.

1 يعني: أهل الإسلام.

ص: 126

الباب الخامس والثمانون: في ذكر عظم فقده عند الناس.

الباب السادس والثمانون: في ذكر نَوحِ الجن عليه.

الباب السابع والثمانون: في تعظيم عائشة له بعد دفنه.

الباب الثامن والثمانون: في ذكر كلام عليّ فيه.

الباب التاسع والثمانون: في ذكر المنامات التي رآها.

الباب التسعون: في ذكر المنامات التي رُئيت له.

الباب الحادي والتسعون: في ذكر أولاده وأزواجه.

الباب الثاني والتسعون: في ذكر ضربه لولده على شرب الخمر.

الباب الثالث والتسعون: في ذكر ثناء الناس عليه.

الباب الرابع والتسعون: في ذكر محبته وثوابها.

الباب الخامس والتسعون: في ذكر عداوته وعقابها.

الباب السادس والتسعون: في ذكر أنه من أعلى أهل الجنة منزلة.

الباب السابع والتسعون: في ذكر أنه أول من تنشق عنه الأرض.

الباب الثامن والتسعون: في ذكر أنه لم يبل في قبره.

الباب التاسع والتسعون: في رؤيته في النوم.

الباب المئة: في نبذة متفرقة فيه. [3 / أ] .

وسمّيته: (كتاب محض الصّواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب) ، والله أرجو في أموري كلها، وأسأله أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعني به وجميع المسلمين، إنه قريب مجيب.

ص: 127

‌الباب الأول: مولده

الباب الأول: في ذكر مولده رضي الله عنه

قال الذهبي1 في التذهيب: "ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة"2.

وكذلك ذكر بعض من شرح3 عمدة الحديث4.

قال: وروي عنه أنه قال: "ولدت قبل الفِجار5 الأعظم بأربع سنين"6.

وذكر ابن الجوزي عن زيد بن أسلم7 عن أبيه8 عن عمر رضي الله عنه

1 محمّد بن أحمد بن عثمان بن قيماز التركماني، شمس الدين، أبو عبد الله الدمشقي، محدّث عصره، صاحب التصانيف الكبيرة الكثيرة. توفي سنة ثمان وأربعين وسبع مئة. (طبقات الشافعية 9/100، الدرر الكامنة 3/426، الأعلام 5/326) .

2 الذهبي: التهذيب ج3 ق 177/أ، خليفة: التاريخ ص 153، وابن عبد البر: الاستيعاب 3/1145، والسيوطي: تاريخ الخلفاء 108.

3 يريد: عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي، المعروف بابن الملقن، من علماء الحديث والفقه وتاريخ الرجال، له نحو من ثلاث مئة مصنف، منها:(الإعلام بفوائد عمدة الأحكام) ، توفي سنة أربع وثمان مئة (الدرر الكامنة 3/180، الأعلام 5/57) .

4 ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10/ أ.

5 الفِجار، بالكسر: بمعنى: المفاجرة، كالقتال والمقاتلة، وذلك أنه كان قتالاً في الشهر الحرام ففجروا فيه جميعاً، فسمي الفجار، وكانت أربعة أفجرةٍ في الشهر الحرام، آخرها وأعظمها فجار البرّاض. (السيرة النبوية لابن هشام1/343، القاموس ص584) .

6 ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10/ أ، خليفة: التاريخ ص 153، وابن عبد البر: الاستيعاب 3/1145، والطبري: التاريخ4/197، وابن الأثير: الكامل 3/53.

7 العدوي، مولى عمر، المدني، ثقة عالم وكان يرسل، توفي سنة ست وثلاثين ومئة. (تهذيب التهذيب 3/341، التقريب ص 222) .

8 أسلم العدوي، مولى عمر، ثقة مخضرم، توفي سنة ثمانين، وقيل: بعد سنة ستين. (تهذيب التهذيب 1/233، التقريب ص 104) .

ص: 129

قال: "ولدت قبل الفجار الأعظم الأخير بأربع سنين"1.

وذكر عن عبد الله بن وهب2، قال حدثني مالك3 أن عمرو4 ابن العاص5، قال:"رأيت مصباحاً في منزل عمر بن الخطاب، فسألت عنه فقيل: ولد للخطاب ولد، وكان عمر رضي الله عنه"6.

1 ابن الجوزي: مناقب 9، وانظر تخريجه في الأثر الذي قبله.

2 القرشي مولاهم، أبو محمّد المصري، الفقيه، ثقة حافظ، توفي سنة سبع وتسعين ومئة. (التقريب ص 516) .

3 ابن أنس الأصبحي، أبو عبد الله المدني، إمام دار الهجرة، توفي سنة تسع وسبعين ومئة. (التقريب ص 516) .

4 في الأصل: (ابن) ، وهو تحريف.

5 السهمي، الصحابي المشهور، أسلم عام الحديبية وولي إمرة مصر مرتين، توفي بمصر سنة نيف وأربعين، وقيل: بعد الخمسين. (التقريب ص 423) .

6 ابن الجوزي: مناقب 9، وفيه انقطاع بين مالك وعمرو.

ص: 130

‌الباب الثاني: نسبه

الباب الثاني: في ذكر نسبه

قال الذهبي: "عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزَّى بن رياح بن عبد الله بن قُرط بن رَزَاح بن عَدي بن كَعب بن لُؤي"1.

وكذلك قال بعض من شرح عمدة الحديث وزاد: ابن غالب القرشي العدوي2.

وقال: "يجتمع نسبه مع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي بن غالب"3.

قال: "وأمه حَنْتَمة بنت هاشم4 بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم".

وقيل: حَنْتَمة بنت هشام، قال:"وهو خطأ"، قاله ابن عبد البر5،6، وابن ماكولا 7.8.

1 الذهبي: التهذيب ج 3 ق 177/أ، وانظر نسبه في: طبقات خليفة ص 22، وطبقات ابن سعد 3/265.

2 ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10 / أ.

3 ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10 /أ.

4 في الأصل: (هشام) وهو تحريف.

5 هو: يوسف بن عبد الله النَّمَرِي الأندلسيُّ، حافظ المغرب، صاحب التصانيف الفائقة: التمهيد، والاستيعاب وغيرهما، توفي سنة ثلاث وستين وأربع مئة. (جذوة المقتبس 367، سير أعلام النبلاء (18/153) .

6 ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1144.

7 علي بن هبة الله بن علي العِجلي، صاحب كتاب (الإكمال في مشتبه النسبة) ، وغيره، توفي سنة خمس وسبعين وأربع مئة. (سير أعلام النبلاء (18/569) .

8 لم أعثر عليه.

ص: 131

ويعرف هاشم جد عمر لأمه، بذي الرمحين.

وقال أيضاً: "رياح بكسر الراء، وبالياء تحتها نقطتان، وبالحاء المهملة. وقرط، بضم الفاق، وسكون الراء، وبالطاء المهملة، ورزاح، بفتح الراء المهملة بعدها زايٌ معجمة، وبالحاء المهملة، وحَنْتَمَة بفتح الحاء المهملة، وسكون النون، وفتح التاء فوقها نقطتان، وبالميم قبل الهاء"1.

وذكر ابن الجوزي عن محمّد بن سعد2، قال: "هو عمر بن الخطَّاب بن نُفيل بن عبد العُزَّى بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزَاح بن عدي بن كَعب، ويكنى أبا حفص، وأمه حَنْتَمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم3.

وقد روي عن [ابن] 4 إسحاق5: أن حَنْتَمَة بنت هشام، وأبو جهل خاله6.

قال ابن الجوزي: "هذا وهم والزبير بن بكار7 أعرف بالنسب، وقد قال: "ولد المغيرة بن عبد الله؛ هاشماً وبه كان يكنى، وهشاماً، وأبا حذيفة واسمه مهشم، وأبا ربيعة، وهو ذو الرمحين واسمه عمرو، وأبا

1 ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10 /أ.

2 ابن منيع الهاشمي مولاهم، البصري، نزيل بغداد، كاتب الواقدي، صدوق فاضل، توفي سنة ثلاثين ومئتين (التقريب ص 480) .

3 ابن الجوزي: مناقب ص 9، وانظر: طبقات ابن سعد3/265، وطبقات خليفة ص22.

4 سقط من الأصل.

5 محمّد بن إسحاق المطَّلبي مولاهم، المدني، إمام المغازي صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر، توفي سنة خمسين ومائة. (تهذيب التهذيب 10/34، التقريب ص 467) .

6 أورد هذا النص بنحوه ابن هشام في السيرة 1/430.

7 الأسدي المدني، قاضي المدينة، ثقة. توفي سنة ست وخمسين ومئتين. (تهذيب التهذيب 3/269، والتقريب ص 241) .

ص: 132

أمية وهو زاد الراكب1.

فقد بان بهذا أن هاشماً وهشاماً أخوان، فهاشم والد حَنْتَمة أم عمر2، وهشاماً والد الحارث وأبي جهل. والله أعلم.

1 ابن الجوزي: مناقب ص 9.

2 انظر: الكلبي: جمهرة النسب ص 105، خليفة: طبقات ص 22، الزبير: نسب قريش ص 299، 300، ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/268، الحاكم: المستدرك 3/81، ابن الأثير: أسد الغابة 3/641، والكامل 3/53، وقال:"وقد زعم من لا معرفة له أنها أخت أبي جهل، وليس بشيء"، والمحب الطبري: الرياض النّضرة 2/271، وفيه قال:"وقالت طائفة: بنت هشام بن المغيرة ومَن قال ذلك فقد أخطأ"، وابن حجر: فتح الباري 7/44، وقال:"ووقع عند ابن منده أنها بنت هشام أخت أبي جهل، وهو تصحيف نبه عليه ابن عبد البر"، والإصابة 4/279، وقيل: حنتمة بنت هاشم كما في الطبراني: المعجم الكبير 1/65، وأبي نعيم: المعرفة 1/191، الذهبي: تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 253.

ص: 133

‌الباب الثالث: صفته وهيبته

الباب الثالث: في ذكر صفته وهيبته رضي الله عنه / [3 / ب]

قال ابن عبد البر: "كان شديد الأُدْمة1، طوالاً2، كث اللحية، أصْلَعٌ3، أعسر"5.

ووصفه زِرّن بن حُبيش6، وغيره:"بأنه كان شديد الأُدْمة7 وهو الأكثر"8.

ووصفه أبو رجاء العطاردي9، - وكان مغفلاً - فقال: "كان طويلاً جسيماً أصْلَعَ شديد الصلع، أبيض شديد حمرة العينين، في عارضه خفة، سَبَلَتُه10 كثيرة

1 في الأصل: (الأدومة) ، وهو تحريف. وصححناه من الاستيعاب، وفي اللسان 12/11:"الأُدْمة في الناس: السمرة الشديدة".

2 في الأصل: (طولاً) ، وهو تحريف، وصححناه من الاستيعاب.

3 الصلع محركة: انحسار شعر مقدم الرأس لنقصان مادّة الشعر في تلك البقعة وقصورها عنها. (القاموس 953) .

4 الأعْسَرُ: الذي يعمل بالشمال. (القاموس ص 564) .

5 ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1146، وقال فيه:"وهو الأكثر عند أهل العلم بأيام الناس وسيرهم وأخبارهم".

6 الأسدي، الكوفي، ثقة جليل، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين، وهو ابن مئة وسبع وعشرين. (تهذيب التهذيب 2/277، التقريب ص 215) .

7 في الأصل: (الأدومة) ، وهو تحريف، وصححناه من الاستيعاب.

8 ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1146.

9 عمران بن مِلْحان، مشهور بكنيته، مخضرم، ثقة، معمر، توفي سنة خمس ومئة. وله مئة وعشرون سنة. (تهذيب التهذيب 8/124، التقريب ص 430) .

10 في الأصل: (سباليه)، وهو تحريف: صححناه من الاستيعاب، وفي القاموس 1308:"والسَّبَلة محرَّكةً: الدائرة في وسط الشَّفةِ العُليا، أو ما على الشارب من الشعر، أو مجتمعُ الشاربين، أو ما على الذّقنِ إلى طرفِ اللحية كُلّها أو مُقدَّمُها خاصة".

ص: 134

الشعر في أطرافها صهوبة"1،2.

وذكر الواقدي3 من حديث عاصم بن عبيد الله4 عن سالم5 عن أبيه6، قال:"إنما جاءتنا الأُدْمة7 من قبل أخوالي بني مظعون، وكان عمر أبيض لا يتزوج لشهوة إلا لطب الولد"8.

قال الذهبي: "لا يصح"9.

وزعم الواقدي أن سُمْرَة عمر وأُدمته إنما جاءت من أكل الزيت10.

1 الصَّهَبُ محرَّكة: حُمْرَةٌ أو شُقْرَة في الشعر. (القاموس ص 136) .

2 ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1146، وأبو نعيم: المعرفة 1/206، الذهبي: التهذيب 3/ ق 177/ أ، وتاريخ الإسلام عهد الخلفاء 254، ابن حجر: الإصابة 3/279، وقال:"أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح".

3 محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي، الواقدي، القاضي متروك مع سعة علمه، توفي سنة سبع ومئتين. (تهذيب التهذيب 9/323، التقريب ص 498) .

4 ابن عاصم العدوي، المدني، ضعيف، توفي سنة اثنتين وثلاثين ومئة. (تهذيب التهذيب 5/42، التقريب ص 285) .

5 سالم بن عبد الله بن عمر القرشي العدوي، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتاً عابداً فاضلاً، مات في آخر سنة ست ومئة على الصحيح. (تهذيب التهذيب 3/378، التقريب ص 226) .

6 عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، ولد بعد المبعث بيسير واستصغر يوم أحد، وكان من أشد الناس اتباعاً للأثر، توفي سنة ثلاث وسبعين. (الإصابة 4/107، التقريب ص 315) .

7 في الأصل: (الأدومة) ، وهو تحريف وصححناه من الاستيعاب.

8 ابن سعد: الطبقات 3/324، 325، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1146، كلاهما من طريق الواقدي، والذهبي: التهذيب 3 / 177/ أ.

9 الذهبي: التهذيب 3 / ق 177 /أ، وقال ابن عبد البر:"وعاصم بن عبيد الله لا يحتج بحديثه ولا بحديث الواقدي". (الاستيعاب 3/1146) .

10 ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1146، وقال فيه:"وهذا منكر من القول". والذهبي: التهذيب 3 / ق 177/أ، وانظر: طبقات ابن سعد 3/ 324.

ص: 135

وقال الذهبي: "وهذا منكر القول"1.

قال ابن عبد البر: "أصحّ ما في هذا الباب حديث عاصم بن بهدلة2، عن زِر قال: "رأيت عمر آدم ضخماً، كأنه من رجال سدوس، في رجليه روح"3،4.

وقال بعض من شرح العمد: "كان أبيض تعلوه حمرة"5.

وقيل: "آدم طوالاً6 أصلع شديد حمرة العينين كث اللحية".

وقيل: "في عارضته خفة أعْسَرَ أيسر7؛ وهو الذي يعمل بيديه جميعاً"8.

وذكر ابن الجوزي عن محمّد بن سعد يرفعه إلى ابن عمر رضي الله عنه أنه وصف أباه فقال: "كان رجلاً أبيض، تعلوه حمرة، طوال، أصلع، أشيب"10.

1 الذهبي: التهذيب 3 / ق 177/أ.

2 الأسدي، صدوق له أوهام. توفي سنة ثمان وعشرين ومئة. (التقريب ص 285) .

3 الأروح: الذي تتدانى عقباه ويتباعد صدرا قدميه. (اللسان 2/466) .

4 الصواب أن متن هذا الإسناد هو: (رأيت عمر شديد الأدمة)، كما في ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1146، وهذا المتن رواه ابن عبد البر عن هلال بن عبد الله وليس عن زر. (الاستيعاب 3/1146)، وابن سعد: الطبقات 3/326، وذكره الذهبي: التهذيب 3 / ق 177/أوابن حجر: الإصابة 4/279، وقال:"أخرجه ابن سعد بسند جيد من طريق سماك بن حرب أخبرني هلال بن عبد الله".

5 ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10 / ب، ابن سعد: الطبقات 3/325، بنحوه عن الواقدي.

6 في الأصل: (طولاً) وهو تحريف.

7 قال أبو عبيد: (هكذا روي في الحديث، وأما كلام العرب فالصواب أنه أعسر يسر، وهو الذي يعمل بيديه جميعاً) . غريب الحديث للهروي 1/59، القاموس ص 564.

8 انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1146، الذهبي: التهذيب 3 / ق 177/ أ.

9 الشيب: الشعر، وبياضه كالمشيب، وهو أشيب. (القاموس ص 133) .

10 ابن الجوزي: مناقب عمر ص 10، ابن سعد الطبقات 3/324، والطبري 4/196، وابن عساكر ج 12 / ق 714، وفي إسناده الواقدي.

ص: 136

وقال سلمة بن الأكوع1: "كان2 عمر رجلاً أيسر"3.

وقال عبيد بن عمير4: "كان عمر يفوق النّاس طولاً"5.

وعن أبي رجاء العطاردي: قال: "كان عمر بن الخطاب رجلاً طوالاً جسيماً أبيض، شديد حمرة العينين في عارضه خفة سبلته كثيرة الشعر في أطرافها صهبة، وكان قليل الضحك، لا يمازح أحداً مقبلاً على شأنه"6.

وعن زر قال: "كنت في المدينة يوم عيد فإذا عمر بن الخطاب ضخم، أصلع، أدلم7، كأنه [على] 8 دابة، مشرف على الناس، أعسر أيسر"9.

1 سلمة بن الأكوع الأسلمي، أبو سلم، شهد بيعة الرضوان، وتوفي سنة أربع وسبعين. (الإصابة 3/118، والتقريب ص 248) .

2 في الأصل: (قال) ، وهو تحريف. وصححناه من طبقات ابن سعد.

3 ابن سعد: الطبقات 3/325، وابن الجوزي: مناقب ص 10.

4 اللّيثي، المكّي، ولد على عهد النّبي قاله مسلم، وعدّه غيره من كبار التّابعين، مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمر. (تهذيب التّهذيب 6/65، والتّقريب ص: 377) .

5 ابن سعد: الطّبقات وفي إسناده الواقدي، ومن طريقه ابن عساكر: تاريخ دمشق 12/ ق 716، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص: 10.

6 سبق تخريجه في ص: 155.

7 الأدلم: الآدم، وشديد السواد مِنّا ومن الجبال. (القاموس ص 1431) .

8 سقط من الأصل، وأثبتناه من مناقب عمر.

9 الطبراني: المعجم الكبير رقم: 59، وابن سعد: الطبقات 3/324، والطبري: التاريخ 4/196، وابن عساكر: تاريخ دمشق12/ ق 715، وابن الجوزي: مناقب ص 10، كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر، قال ابن عبد البر:"وأصح ما في هذا الباب حديث سفيان الثوري عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش". الاستيعاب 3/1146، وأورده ابن حجر: الإصابة 4/279، ونسبه ليعقوب بن سفيان في تاريخه، وقال:(إسناده جيد) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/61، وقال:(ورواه الطبراني وإسناده حسن) .

ص: 137

وقال الشعبي1: "كان عمر رجلاً ضخماً"2.

وعن أبي بكر3 [عن عاصم 4] 5 بن كليب الجرمي، قال:"لقي أبي6 عبد الرحمن بن الأسود7 وهو يمشي، وكان إذا مشى، مشى إلى جانب الحائط متخشعاً هكذا، وأمال أبو بكر عنقه شيئاً، فقال أبي: ما لك إذا مشيت، مشيت إلى جانب الحائط؟ أما والله إن كان عمر إذا مشى لشديد الوطء على الأرض، جهوري الصوت"8.

وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: "رأيت عمر يمسك أذن فرسه بإحدى يديه ويمسك أذنه بيده الأخرى، ثم يثب حتى يقعد عليه"9. / [4 / أ] .

1 عامر بن شراحيل الشعبي، ثقة مشهور، فقيه فاضل، توفي بعد المئة. (التقريب ص287) .

2 لم أجده في المصادر الأخرى.

3 أبو بكر النهشلي، الكوفي، اختلف في اسمه، صدوق رمي بالإرجاء، توفي سنة ست وستين ومئة. (تهذيب التهذيب 12/ 47، التقريب ص 625) .

4 الزيادة من مناقب عمر.

5 عاصم بن كليب الجرمي، الكوفي صدوق رمي بالإرجاء، توفي سنة بضع وثلاثين. (تهذيب التهذيب 5/49، التقريب ص 286) .

6 كليب بن شهاب الجرمي، صدوق من الثّانية، ووهم من ذكره في الصحابة. (التقريب ص 462) .

7 ابن يزيد النخعي، توفي سنة تسع وتسعين. (التقريب ص 336) .

8 الخبر في ابن الجوزي: مناقب ص 10.

9 ابن سعد: الطبقات 3/293، الطبراني: المعجم الكبير 1/66، أبو نعيم: المعرفة 1/207، كلهم من طريق عبد الله بن عمر العمري المكبر وهو ضعيف.

ص: 138

‌الباب الرابع: ذكره في التوراة والإنجيل

الباب الرابع: في ذكره في التوراة وقبل البعثة

قال الشيخ موفق الدين1 في منهاج القاصدين: "ووصفهما - يعني أبا بكر وعمر - في كتاب الله المنزل أن أبا بكر يعمل بعمل صاحبه اليسير ثم يموت. ثم يأتيكم قرن الحديد فيملأ مشارق الأرض ومغاربها قسطاً وعدلاً، لا تأخذه في الله لومة لائم"2.

وذكر ابن الجوزي عن الأقرع3 مؤذن عمر رضي الله عنه أن عمر مرّ على الأسقف، فقال:"هل تجدونا في شيء من كتبكم؟ " فقالوا4: [نجد] 5 صفتكم وأعمالكم، ولا نجد أسماءكم". قال:"كيف تجدوني؟ " قال: "قرن من حديد"، قال:"قرن من حديد ماذا؟ " قال: "أمير شديد"، قال عمر:"الله أكبر الحمد لله"6.

1 عبد الله بن أحمد المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي صاحب المغني، توفي سنة عشرين وست مئة. (سير أعلام النبلاء (22/165، الذيل لابن رجب 2/133) .

2 المقدسي: منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين ق 34 / ب، 35 / أ.

3 مخضرم ثقة. (التقريب ص 114) .

4 في مناقب عمر وتاريخ الإسلام: (قال) .

5 سقط من الأصل.

6 ابن الجوزي: مناقب ص 11، أبو داود: السنن 4/214، رقم:(4656، ابن أبي شيبة: المصنف 2/30، وإسناده حسن من أجل حفص بن عمر، قال الحافظ في التقريب رقم: (1421)،:(صدوق عالم)، وبقية رجاله ثقات. ابن قدامة: منهاج القاصدين 24/ أ، ابن عساكر: تاريخ دمشق ترجمة عثمان ص 179، 180، الذهبي: تاريخ الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين 475، الهندي: الكنز 12/559.

ص: 139

وعن عبد الله1 قال: "ركب عمر رضي الله عنه فرساً فركضه فانكشف ثوبه عن فخذه، فرأى أهل نجران2 على فخذه شامةً3 سوداء، فقالوا: "هذا الذي نجد في كتابنا [أنه] 4 يخرجنا من أرضنا"5.

وعن محمّد6 قال: كعب7 لعمر: "يا أمير المؤمنين! هل ترى في منامك شيئاً؟ "، قال:"فانتهر"، فقال:"إنا نجد رجلاً يرى أمر الأمة في منامه"8.

وقد ذكرنا قصة الشيخ الأزدي في: (فضائل أبي بكر) رضي الله عنه9.

1 ابن مسعود الهذلي، من السابقين الأولين، ومن كبار العلماء من الصحابة، توفي سنة اثنتين وثلاثين أو في التي بعدها بالمدينة. (الإصابة 4/129، التقريب ص 323) .

2 نجران مخلاف كبير في اليمن، وينسب إلى الوادي المسمى باسم وادي نجران. وهو الآن جنوب المملكة العربيّة السّعوديّة. (معجم البلدان 2/234، البلادي: بين مكة وحضرموت ص 191) .

3 الشامة: الخال في الجسد معروفة. (اللسان 12/ 316) .

4 سقط من الأصل، وأثبتناه من طبقات ابن سعد والمعجم الكبير.

5 ابن سعد: الطبقات 3/326، الطبراني: المعجم الكبير 1/66، والهيثمي: مجمع الزوائد 9/61، وقال:"رواه الطبراني وإسناده حسن"، وأبو نعيم: المعرفة 1/204، ابن الجوزي: مناقب ص 11.

6 محمّد بن سيرين الأنصاري، ثقة ثبت عابد كبير القدر، مات سنة عشر ومئة. (التقريب ص 483) .

7 كعب بن ماتع الحميري، المعروف بكعب الأحبار، ثقة، مخضرم، توفي في آخر خلافة عثمان. وقد زاد على المئة. (تهذيب التهذيب 8/393، التقريب ص 461) .

8 المبارك: الزهد ص 371، وأبو نعيم: الحلية 6/43، وهو ضعيف لانقطاعه بين محمّد ابن سيرين ووكيع. ابن الجوزي: مناقب ص: 11، الهندي: في كنز العمال 12/562، ونسبه لابن المبارك وابن عساكر.

9 لم أجده.

ص: 140

وذكر أبو القاسم الأصفهاني1 عن وهب بن منبه2 صفة عمر بن الخطاب في التوارة3: قرن من حديد أمير شديد4.

1 إسماعيل بن محمّد بن الفضل القرشي التيمي، الحافظ قوام السنة، توفي سنة خمس وثلاثين وخمس مئة. (سير أعلام النبلاء (20/80، طبقات الشافعية للأسنوي 1/175) .

2 ابن كامل اليماني، أبو عبد الله الأبناوي، ثقة توفي سنة بضع عشرة ومئة. (التقريب ص 585) .

3 في الأصل: (التواة) ، وهو تحريف.

4 أبو القاسم: سير السلف ص 155، أبو نعيم: معرفة 1/213.

ص: 141

‌الباب الخامس: ماتميز به في الجاهلية

الباب الخامس: في ذكر ما تميز به في الجاهلية رضي الله عنه

قال الذهبي: "كان من أشرف قريش، وإليه السفارة كانت في الجاهلية، وذلك أن قريشاً كانت إذا وقع بينهم حرب، أو بينهم وبين غيرهم، بعثوه سفيراً"1.

وكذلك ذكر بعض من شرح (العمدة) وزاد: وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر، بعثوه منافراً، ومفاخراً ورضوا به2.

وذكر ابن الجوزي عن نصر بن مزاحم3 عن معروف بن خرَّبُوذ4 قال: "كانت السّفارة إلى عمر بن الخطاب إن وقعت [حرب] 5 بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً، أو نافرهم6 منافر، أو فاخرهم مفاخر، بعثوه منافراً ومفاخراً، ورضوا به. رضي الله عنه7.

1 الذهبي: التهذيب 3 / ق 177/ أ، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1145.

2 ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1145.

3 العطار المنقري، الكوفي، واهي الحديث، رافضي جلد، متروك الحديث. (الجرح والتعديل 8/468، ميزان الاعتدال 4/253) .

4 معروف بن خَرَّبُوذ مولى آل عثمان، صدوق ربما وهم، وكان أخبارياً علاّمة من الخامسة. (التقريب ص 540) .

5 سقط من الأصل.

6 في الأصل: (أو نافر) والتصويب من مناقب عمر.

7 ابن الجوزي: مناقب عمر ص 11.

ص: 142

‌الباب السادس: دعاء الرسول أن يعز الإسلام به

الباب السادس: في ذكر دعاء الرسول عليه السلام أن يعزّ الإسلام به

روى التّرمذي1 عن نافع2 عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعزَّ الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك؛ بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"، قال:"وكان أحبهما إليه عمر".

وقال: "حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر"3.

وذكره ابن الجوزي في كتابه من هذا الوجه4.

وروى الترمذي من حديث ابن عباس5 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعز

1 محمّد بن عيسى السلمى، صاحب الجامع، أحد الأئمة، توفي سنة تسع وسبعين ومئتين. (التقريب ص500) .

2 أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه، توفي سنة سبع عشرة ومئة أو بعد ذلك. (التقريب ص 559) .

3 الترمذي: السنن 5/617، وابن حبان: الصحيح 9/17. قال ابن حجر: "وصححه ابن حبان أيضاً. وفي إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال، لكن له شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي أيضاً". (فتح الباري 7/48) ، وله شاهد من حديث ابن عباس: (الطبراني: المعجم الأوسط رقم: 583) ، بإسناد فيه مبارك بن فضالة صدوق مدلس ويسوي، وقد صرح بالسماع من شيخ فقط (التقريب ص 519) . وله شاهد آخر من حديث ابن مسعود (الطبراني: المعجم الكبير10/196) ، بإسناد فيه مجالد بن سعيد تغير بآخره، وفيه محمّد بن الحسن الأسد صدوق فيه لين. (انظر: التقريب رقم: 5816، 6478) . قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/61: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه باختصار، وقال: (أيد الإسلام، ورجال الكبير رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد، وقد وثق". فالحديث صحيح لغيره.

4 ابن الجوزي: مناقب ص 12.

5 عبد الله بن عباس الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفهم في القرآن، فكان يُسَمَّى البحر، والحبر لسعة علمه، توفي سنة ثمان وستين بالطائف. (الإصابة 4/90، التقريب ص 209) .

ص: 143

الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر". قال: "فأصبح فغدا عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم".

قال: "وهذا حديث غريب من هذا الوجه".

وفي طريقه النضر أبي عمر1 قال الترمذي "هو يروي مناكير من قبل حفظه"2.

1 النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز، متروك من السادسة. (تهذيب التهذيب 10/294، التقريب ص 563) .

2 الترمذي: السنن 5/618، وفيه النضر بن عبد الرحمن وهو متروك.

ص: 144

‌الباب السابع: وقوع الإسلام في قلبه

الباب السابع: في وقوع الإسلام في قلبه رضي الله عنه

ذكر ابن الجوزي عن شريح بن عبيد1 [4 / ب] قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "خرجت أتعرّض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فافتتح2 سورة الحاقة فجعلت أتعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: "والله هذا شاعر كما قالت قريش"، قال: فقرأ: {وَمَا هُوَ بِقَولِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة: 41] . قال: قلت: "كاهن"، قال:{وَلَا بِقَولِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِيْنَ وَلَو تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعَضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِاليَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوَتِيْن فَمَا مِنْكُم مِّنْ أَحْدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 42-47] ، إلى آخر السورة3.

1 الحضرمي، الحمصي، ثقة، وكان يرسل كثيراً، مات بعد المئة. (التقريب ص 265) .

2 في المسند، والمناقب:(فاستفتح) .

3 ابن الجوزي: مناقب ص 12، والحديث أخرجه أحمد في المسند 1/301، والطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع الزوائد 9/62، وأورده ابن كثير في التفسير 8/245، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/62، وقال:"رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر". فالحديث ضعيف لانقطاعه.

ص: 145

‌الباب الثامن: إسلامه وما وقع منه قبل إسلامه

الباب الثامن: في ذكر إسلامه، وما وقع منه قبل إسلامه رضي الله عنه

روى البخاري1 في (صحيحه) عن عبد الله بن عمر قال: "ما سمعت عمر لشيء قط يقول: "إني لأظنه كذا، إلا كان كما يظن، بينما عمر جالس إذ مرّ به رجل2 جميل، فقال:"لقد أخطأ ظني، أو أن هذا على دينه، في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، عليّ الرجلَ، فدعي له، وقال له ذلك، فقال: "ما رأيت كاليوم استقبل به رجلاً مسلماً"3، قال: "فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني"، قال: "كنت كاهنهم في الجاهلية"، قال: "فما أعجب ما جاءتك به جنِّيَّتُك؟ "، قال: "بينما أنا يوماً في السوق جاءتني فيها الفزع"،قالت:"ألم ترَ الجنَّ وإبْلاسها4،ويأسها من بعد إنكاسها5،ولحوقها القلاص6 وأحلاسها"7.

1 محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي، أبو عبد الله البخاري، جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث، توفي سنة ست وخمسين ومئتين. (التقريب ص 468) .

2 في الأصل: (رسل) وصححناه من البخاري.

3 في رواية أخرى: (رجل مسلم) . قال ابن حجر: "في رواية النسفي وأبي ذر: (رجلاً مسلماً) ، ورأيته موجوداً بفتح تاء (استقبل) ، على البناء للفاعل، وهو محذوف تقديره: أحد، وضبطه الكرماني: (استقبل؛ بضم التاء) ، وأعرب رجلاً مسلماً؛ على أنه مفعول رأيت، وعلى هذا؛ فالضمير في قوله: (به) ، يعود على الكلام، ويدلّ عليه السياق". (فتح الباري 7/179) .

4 أبلس: يئس، وتحير، ومنه: إبليس. (القاموس ص 687) .

5 الإنكاس: الانقلاب. قال ابن فارس: (معناه أنها يئست من استراق السمع بعد أن كانت قد ألفته، فانقلبت عن الاستقراق قد يئست من السمع) . (فتح الباري 7/180، لسان العرب 6/240) .

6 القلاص: جمع قلوص، وهو أول ما يركب من إناث الإبل إلى أن تثنى. (لسان العرب 7/81) .

7 الحِلٍْس والحلَسُ: كل شيء ولي ظهرَ البعير والدابة تحت الرحل والقتب والسرح. (لسان العرب 6/54) .

ص: 146

قال عمر: ["صدق] 1 بينما أنا عند آلِهَتِهم إذ جاء رجل فذبحه، فصرخ به صارخ، لم أسمع صارخاً قط أشدَ صوتاً منه"، يقول: "يا جليح أمر نجيح، يقول فصيح، يقول: لا إله إلا الله"2، فوثب القوم، قلت: "لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح3، أمر نجيح، رجل فصيح أو قال: يصيح"4 يقول: "لا إله إلا الله"، فقمت فما نشبنا أن قيل: هذا نبي"5.

وفيه عن سعيد بن زيد6 أنه قال لقوم: " [لو] 7 رأيتني موثِقي عمرُ على الإسلام، أنا وأخته وما أسْلَمْ"8.

وفيه عن عبد الله بن عمر قال: "لما أسلم عمر، اجتمع الناس إليه عند داره، وقالوا: "صَبَأَ9 عمر" وأنا غلام فوق ظهر بيتي، فجاء رجل عليه قباء ديباج10، فقال: "قد صبأ عمر، فما ذاك؟ فأنا له جار"، قال: فرأيت الناس تصعدوا عنه، فقلت: من هذا؟ قالوا: "العاص بن وائل"11.

1 سقط من الأصل.

2 في رواية الكشميهني: (لا إله إلا أنت) . (فتح الباري 7/181) .

3 الوقح: المكاشف بالعداوة. (اللسان 2/426، فتح الباري 7/181) .

4 انظر: فتح الباري 7/181.

5 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1403، رقم:(3653) .

6 ابن نفيل العدوي، أحد العشرة، توفي سنة خمسين أو بعدها بسنة أو سنتين. (الإصابة 3/96، التقريب ص 236) .

7 سقط من الأصل.

8 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1403، رقم:(3654) .

9 صَبِأَ: خرج من دين إلى دين آخر. (القاموس ص 56) .

10 الديباج: هي الثياب المتخذة من الإبريسم، فارسي معرب. (السان العرب 2/262) .

11 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1403، رقم:(3652) .

ص: 147

وفيه عن عمر قال: "بينما هو في الدار خائفاً، إذ جاءه العاص بن وائل السهمي، عليه حلة حَبَرَة1 وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سهم، وهم حلفاؤنا في الجاهلية، فقال له: "ما بالك؟ "، قال: "زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت"، قال: "لا سبيل إليك" بعد أن قالها أمنت. فخرج العاص / [5 / أ] فلقي الناس قد سال به الوادي فقال: "أين تريدون؟ " قالوا: "نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ". قال: "لا سبيل إليه". فكر الناس"2.

قال ابن الجوزي: "اختلفوا في سبب ذلك وصفته على أربعة أقوال:

القول الأوّل

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "سالت عمر رضي الله عنه لأي شيء سميت الفاروق؟ " قال: "أسلم حمزة3 قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام، فقلت: "الله لا إله إلا هو، له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة4 أحب إليّ من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أين رسول الله؟ قالت أختي: "هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم5 عند الصفا6"، فأتيت الدار

1 الحبرة: ضرب من برود اليمن منمر. (لسان العرب 4/159) .

2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1403، رقم:(3651) .

3 ابن عبد المطلب الهاشمي، عم النبي صلى الله عليه وسلم استشهد بأحد في شوال سنة ثلاث من الهجرة. (الإصابة 2/37) .

4 النسمة: الإنسان. (القاموس ص 1500) .

5 الأرقم بن أسد المخزومي، شهد بدراً والمشاهد، توفي سنة خمس وخمسين. (الإصابة 1/26) .

6 الصفا: مكان مرتفع من جبل أبي قبيس، بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق وسوق. (معجم البلدان 3/411) .

ص: 148

وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فضربت الباب، فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة:"مالكم؟ " قالوا: "عمر بن الخطاب". فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه، ثم نَترَه نترة1، فما تمالك أن وقع على ركبتيه، فقال:"ما أنت بمنته يا عمر؟ ". قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله. قال: فكبّر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، قال: فقلت: "يا رسول الله ألسنا على الحق إن مِتْنا وإن حيينا؟ " قال: "بلى والذي نفسي بيده، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم"، قال: قلت: "ففيم الاختفاء؟!، والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد23 الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إليّ قريش، وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق"4.

القول الثاني

عن أسامة5 بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال: قال عمر بن الخطاب

1 النَّتْرة: الجذب بجفاءٍ. (القاموس ص 616) .

2 في الأصل: (كديد) ، وهو تحريف.

3 الكديد: التراب الناعم فإذا وطئ ثار غباره. (اللسان 3/378) .

4 ابن الجوزي: مناقب ص 12، والحديث أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة 1/241، والحلية 1/40، وفي إسناده إسحاق بن أبي فروة وهو متروك. (التقريب ص 102) .

وأورده ابن حجر في الإصابة 4/280، وقال:(وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحاق بن أبي فروة) ، والمحب الطبري في الرياض النضرة 1/272، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 113.

5 العدوي مولاهم، ضعيف من قبل حفظه، توفي في خلافة المنصور. (التقريب ص 98) .

ص: 149

رضي الله عنه لنا: "أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي؟ "، قلنا:"نعم". قال: كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دار عند الصفا فجلست بين يديه"1، فأخذ بمجمع قميصي، ثم قال: "أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده"، قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال: "فكبر المسلمون تكبيرة سمعت من طرق مكة، قال: وقد كانوا مستخفين، وكان الرجل إذا أسلم تعلق به الرجال فيضربونه ويضربهم. فجئت إلى خالي فأعلمته، فدخل البيت وأجاف2 الباب قال: وذهبت إلى رجل آخر من كبار قريش فأعلمته، [فدخل البيت]3..

فقلت في نفسي: ما هذا بشيء، فقال رجل:"أتحب أن يُعْلم بإسلامك؟ "، قلت:"نعم"، قال:"فإذا جلس الناس في الحجر فأت فلاناً فقل قد صبأت"، فإنه قلما يكتم سراً فجئته فقلت له: تعلم أني قد صبأت، فنادى بأعلى صوته أن ابن الخطاب قد صبأ، فما زالوا يضربونني وأضربهم، فقال: خالي: "يا قوم إني قد أجرت ابن أختي فلا يمسه أحد"، فانكشفوا عني، فكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته.

فقلت: "الناس يضربون ولا أضرب، فلما جلس في الحجر جئت خالي قال: قلت: "تسمع؟ "، قال: "أسمع"، قلت: "جوارك رد عليك"، قال: "لا تفعل". / [5 / ب] ، فأبيت، قال: "فما شئت"، قال: فما زلت أضرب وأضرب حتى أظهر الله الإسلام"، وخاله العاص بن هشام قتل يوم بدر، قيل:"قتله عمر بن الخطاب رضي الله عنه"4.

1 قوله: (فجلست بين يديه) تكرر في الأصل.

2 أجاف الباب: رده عليه. (لسان العرب 9/35) .

3 ساقط من الأصل.

4 ابن الجوزي: مناقب ص 13، والحديث أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 1/385-388، والبيهقي في دلائل النبوة 3/216-218، بإسناد فيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني وأسامة بن زيد بن أسلم، وكلاهما ضعيف. (التقريب ص 98، 99) .

وأخرجه البزار كما في كشف الأستار 3/169-171، وقال:"لا نعلم رواه أحد بهذا السند إلا الحنيني"، وقال الهيثمي:"رواه البزار وفيه أسامة بن زيد وهو ضعيف". (مجمع الزوائد 9/65) . وذكره المحب الطبري مختصراً. (الرياض النضرة 1/377) .

ص: 150

عن ابن شهاب1، قال:"بينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالساً في المسجد يوماً إذ مرّ به سعيد بن العاص2 سلم عليه"، فقال:"إني والله يا ابن أختي ما قتلت أباك يوم بدر3، ولكني قتلت خالي العاص بن هشام، وما بي أن أكون أعتذر من قتل مشرك"، قال: فقال سعيد بن العاص: "لو كنت قتلته على حق وكان على باطل"4.

عن ابن عمر قال: "إني لعلى سطح فرأيت الناس مجتمعين على5 رجل وهم يقولون صبأ عمر صبأ عمر، فجاء العاص بن وائل عليه قباء ديباج، فقال: "إن كان عمر قد صبأ فأنا له جار"، قال: "فتفرق الناس عنه"، قال: "فتعجبت من عِزِّه"6.

1 محمّد بن مسلم القرشي الزهري، الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه، توفي سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: بعد ذلك بسنة أو سنتين. (التقريب ص 506) .

2 الأموي، من صغار الصحابة كان له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين، ولي إمرة الكوفة لعثمان، وإمرة المدينة المنورة، توفي سنة ثمان وخمسين. (تهذيب أسماء الكمال 10/501، التقريب ص 237) .

3 بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة، أسفل وادي الصفراء، يبعد عن المدينة 153 كيلاً بطريق السيارات، وعن مكة بهذا الطريق 343 كيلاً. (انظر: معجم البلدان 1/357، مرويات غزوة بدر ص 78) .

4 ابن الجوزي: مناقب ص 14، وفيه انقطاع بين ابن شهاب وعمر، ابن سعد: الطبقات 5/31، وأورده ابن حجر بصيغة التمريض قال:"ويقال: إن عمر قال لسعيد". (الإصابة 3/98) .

5 في الأصل: (وهم على رجل) ، وهو تحريف.

6 ابن الجوزي: مناقب ص 15. وعبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 1/282، وإسناده حسن، والبيهقي: دلائل النبوة 2/221.

ص: 151

القول الثالث

عن جابر1 رضي الله عنه قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كان أول إسلامي أن ضرب أختي المخاض، فأخرجت من البيت فدخلت أستار الكعبة في ليلة قارّة2، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل الحِجْر3 وعليه نعلاه، فصلى فخرجت فاتبعته"، قال:"من هذا؟ "، قلت:"عمر". قال: "يا عمر ما تتركني ليلاً ولا نهاراً"، قال:"فخشيت أن يدعو عليّ، فقلت: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله"، قال: "يا عمر استره"، قال: فقلت: "والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك"4.

القول الرابع

عن أنس بن مالك5 رضي الله عنه قال: "خرج عمر متقلداً السيف فلقيه رجل من بني زهرة"، فقال:"أين تَعْمِدُ يا عمر؟ "، قال: "أريد أن أقتل

1 جابر بن عبد الله الأنصاري، السلمي، صحابي ابن صحابي، توفي بالمدينة بعد السبعين. وهو ابن أربع وسبعين. (الإصابة 1/222، التقريب ص 136) .

2 ليلة قارة: أي: باردة. (لسان العرب 5/82) .

3 الحجر: حجر الكعبة، وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم عليه السلام. (معجم البلدان 2/221) .

4 ابن الجوزي: مناقب ص 15، وابن أبي شيبة: المصنف 14/3، ومن طريقه أبو نعيم: الحلية 1/40، وإسناده ضعيف حيث عنعن أبو الزبير وهو مدلس، وكذلك فيه عبد الله بن المؤمل المخزومي، ويحيى بن يعلى الأسلمي، وكلاهما ضعيف. (انظر: التقريب ص 325، 807، 599) .

5 الأنصاري: الخزرجي، صحابي مشهور، توفي سنة اثنتين، وقيل: ثلاث وتسعين. (التقريب ص 115) .

ص: 152

محمّداً"، "وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة إن قتلت محمّداً؟ فقال له عمر: "ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك الذي أنت عليه"، قال:"أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن أختك وزوجها صبآ، وتركا دينك الذي أنت عليه"، فمشى عمر ذامراً1 حتى أتاهما، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب2، فسمع خباب حس عمر فتوارى في البيت فدخل عليهما، فقال:"ما هذه الهَيْنَمة3 التي سمعتها عندكم؟ "

قال: وكانوا يقرؤون طَه، فقالا:"ما عدا حديثاً تحدثناه بيننا". قال: فلعلكما قد صبأتما، فقال له: ختنه: "أرأيت4 يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديداً، فجاءته أخته فدفعته عن زوجها، فنفحها نفحة5 فدمى وجهها، فقالت وهي غضبى: "يا عمر إن كان الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمّداً رسول الله".

فلما يئس عمر قال: "أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه"، وكان عمر يقرأ الكتب فقالت أخته: "إنك رجس، و6 {لا يَمَسُّه إلاّ المُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] ، فقم فاغتسل أو توضأ، فقام فتوضّأ ثم أخذ الكتاب7 فقرأ {طَه} حتى انتهى إلى قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا الله لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنَا

1 ذامراً: أي: مُتَهَدِّداً. (لسان العرب 4/312) .

2 خباب بن الأرت التميمي، من السابقين إلى الإسلام، شهد بدراً وتوفي سنة سبع وثلاثين. (التقريب ص 192) .

3 الهينمة: الصوت الخفيّ. (القاموس ص 1512) .

4 في الأصل: (إن رأيت) ، وهو تحريف.

5 النفح: الضرب. (لسان العرب 2/622) .

6 في الأصل: (فلا) .

7 في الأصل: (الكتب) .

ص: 153

فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طَه: 1-14] .

فقال عمر: "دلوني على محمّد"، فلما سمع خباب قول عمر، خرج من البيت، فقال:"أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام"، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا.

فانطلق عمر حتى أتى الدار، وعلى الباب حمزة وطلحة في ناس [6 / أ] من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى حمزة رضي الله عنه وجل القوم من عمر قال:"نعم فهذا عمر إن يرد الله بعمر خيراً يسلم1 ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً".

قال: والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، فقال:"ما أراك منتهياً يا عمر حتى يُنْزِلَ الله بك - يعني: من الخزي والنكال - ما أنزل الله بالوليد بن المغيرة، اللهم اهد عمر بن الخطاب، اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب". فقال عمر رضي الله عنه: "أشهد أنك رسول الله، وقال: اخرج يا رسول الله"2.

وذكر أبو القاسم الأصفهاني في (سيرة السلف) بسند إلى أسامة ابن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تحبون أن أخبركم ببدو إسلامي؟ "، قلنا:"نعم". قال: كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا في يوم حار شديد الحرّ بالهاجرة في بعض طرق مكة،

1 في الأصل: (أسلم) ، والمثبت من دلائل النبوة.

2 ابن الجوزي: مناقب ص 16، ابن سعد: الطبقات 3/267، البيهقي: دلائل النبوة 2/219، والسنن 1/88، كلاهما بإسناد فيه القاسم بن عثمان البصري وهو ضعيف، والمتن منكر، قال الذهبي:"قال البخاري: "له أحاديث لا يتابع عليها". وحدث بقصة عمر وهي منكرة جداً". (ميزان الاعتدال 3/375)، وذكره السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 110.

ص: 154

إذ لقيني رجل من قريش، فقال:"أين تريد يا ابن الخطاب؟ "، فقلت: أريد ذاك الرجل الذي غيّر الدين، فقال:"عجباً لك يا ابن الخطاب، تزعم هكذا وقد دخل من هذا الأمر في بيتك!، قلت: وما ذاك؟ قال: "أختك قد أسلمت".

قال: فرجعت مغضباً حتى قرعت الباب قال: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم الرجل أو الرجلان ممن لا شيء عندهما ضمهما إلى رجل بيده قوة، فيكونان معه ويصيبان من فضل طعامه، وكان قد ضم إلى زوج أختي رجلين، فلما قرعت الباب، قيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب، فبادر القوم فتواروا مني، وقد كانوا يقرؤون صحيفة بين أيديهم، فنسوها وتركوها وسط البيت، فقامت أختي ففتحت الباب، فقلت:"يا عدوةَ نفسها صبوتِ؟، وضربتها بشيء في يدي على رأسها، فسال الدم، فلما رأت الدم بكت، وقالت: يا ابن الخطاب ما كنت فاعلاً فافعل فقد أسلمت، فدخلت مغضباً حتى جلست على السرير، فنظرت إلى الصحيفة في وسط البيت، فقلت: ما هذه الصحيفة؟ أعطنيها، فقالت: لست من أهلها، أنت لا تغتسل من جنابة ولا تتوضأ، وهذا {لَا يَمَسُّهُ إِلَاّ المُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] ، فلم أزل بها حتى أعطتنيها، فنظر فيها فإذا فيها: {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، فلما قرأت: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ذعرت من ذلك، وألقيت الصحيفة، ثم رجعت إلى نفسي فأخذتها فإذا فيها: {سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [الحديد:1] ، فكلما مرّ بي اسم من أسماء الله ذعرت منه، ثم ترجع إليّ نفسي حتى بلغت: {آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 7] ، قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمّداً رسول الله".

فلما سمع القوم خرجوا / [6 / ب] إليّ مبادرين،

ص: 155

فكبروا، ثم قالوا:"أبشر يا ابن الخطاب، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الاثنين، فقال: "اللهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك: إما أبو جهل بن هشام، وإما عمر ابن الخطاب"، وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم [لك]1.

قلت: أخبروني بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أن أعرفوا مني الصدق أخبروني بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو في بيت في أسفل الصفا، فرحت حتى قرعت الباب، فقيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب، وقد علموا شدتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلموا بإسلامي.

فما اجترأ رجل منهم بفتح الباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"افتحوا له الباب فإن يرد الله به خيراً يهده". ففتحوا لي الباب، وأخذ رجلان بعضديّ حتى جاءا بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"خلوه"، فخلوا عني فجلست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجمع قميصي، ثم جبذني إليه، ثم قال:"أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده". فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بطرق مكة.

وقد كانوا مستخفين ثم خرجت فكنت لا أشاء أن أرى رجلاً من المسلمين إذا أسلم يُجتمع عليه فيضرب، ولا يصيبني من ذلك شيء، فقلت: ما هذا بشيء، فجئت إلى خالي - وكان شريفاً - فقرعت عليه الباب، فقلت: أعلمت أني صبوت؟ قال: "وفعلت؟ "، قلت: نعم. قال: "لا تفعل". قلت: فعلت. قال: "لا تفعل". فدخل فأجاف الباب دوني، فذهبت إلى رجل من عظماء قريش أيضاً، فقرعت عليه بابه، فقيل:"من هذا؟ "، فقلت: ابن الخطاب، فخرج إليّ، فقلت: مثل مقالتي لخالي: أما علمت أني صبوت؟ فقال: "أفعلت؟ " قلت: نعم. قال: "لا تفعل". قلت: فعلت، فدخل وأجاف

1 سقط من الأصل.

ص: 156

الباب دوني. فقلت: ما هذا بشيء.

فقال لي رجل: أتُحِبُّ أن تظهر إسلامك؟ قلت: نعم. قال: فإذا اجتمع الناس في الحِجْر فأتِ فلاناً - لرجل لم يكن يكتم السر - فقل له فيما بينك وبينه فإنه سيظهره عليك، فلما اجتمع الناس في الحجر، جئت إلى ذلك الرجل فأصغيت عليه فيما بيني وبينه، فقلت: أعلمت أني صبوت؟ قال: صبوت؟ قلت: نعم. فرفع بأعلى صوته ألا إن ابن الخطاب قد صبأ.

فثار إليّ الناس فضربوني وضربتهم، فقال خالي: ما هذه الجماعة؟ قيل: ابن الخطاب قد صبأ، فقام على الحجر ثم أشار بكُمّه ألا إني قد أجرت ابن / [/ 7 / أ] أختي، فانكشف الناس عني، وكنت لا أزال أرى إنساناً يضرب وأنا لا يصيبني من ذلك شيء، فقلت: ليس هذا بشيء حتى يصيبني ما يصيب الناس، وأضرب كما يضربون فأتيت خالي والناس مجتمعون في الحجر، فقلت: يا خال فقال: "ما تشاء يا ابن أختي؟ " قلت1: أشاء أن جوارك عليك ردّ، فقال:"لا تفعل يا ابن أختي". قلت: جوارك عليك ردّ، قال:"لا تفعل"، قلت: بلى، قال:"فما شئت"، فما زلت أضرب الناس ويضربونني، حتى أعز الله الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم"2.

وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال:"لما أسلم عمر بن الخطاب - ولم تعلم قريش بإسلامه - قال: "أيّ أهل مكة أنشر للحديث؟ قالوا: "جميل بن معمر"3، قال: فخرج عمر وأنا أتبع أثره غلاماً أعقل ما أرى، وأروي ما أسمع، فأتاه فقال:"يا جميل هل علمت أني أسلمت؟ "، فوالله ما رد

1 قوله: (قلت) تكرر في الأصل.

2 أبو القاسم: سير السلف ص 139، والحديث سبق تخريجه في ص:150.

3 صحابي مشهور، شهد الفتح وتوفي في خلافة عمر وحزن عليه. (الإصابة 1/355) .

ص: 157

عليه كلمة حتى قام عامداً إلى المسجد فنادى أندية قريش: إن ابن الخطاب قد صبأ، فقال عمر:"كذب، ولكني أسلمت، وآمنت بالله وصدّقت رسله، فثاروا، فقاتلهم وقاتلوه، حتى ركدت الشمس على رؤوسهم، وفتر عمر، وقاموا على رأسه، وهو يقول: "افعلوا ما بدا لكم، فوالله لو كنا ثلاث مئة رجل لقد تركتموها لنا أو تركناها لكم".

قال: فبيناهم قيام عليه إذ أقبل رجل عليه حلة حبرة وقميص قومسي1، فقال:"مالكم؟ "، قالوا:"صبأ عمر"، فقال:"فمه، امرؤ اختار لنفسه ديناً؟ فتظنون أن بني عدي تُسلم لكم صاحبكم؟ "2، فوالله لكأنما كانوا ثوباً انكشف عنه. فقلت له بعد المدينة يا أبت من الرجل الذي رد عنك القوم يومئذ؟ قال:"يا بني، ذاك العاص بن وائل"3.

وقال في (عيون التاريخ) 4: "وهو طريق ابن هشام5 في السيرة وغيره، ثم أسلم عمر بن الخطاب وكان رجلاً جلداً منيعاً، أسلم بعد هجرة المسلمين

1 قومسي: في سيرة ابن هشام: قميصي موشي. فلعله منسوب إلى قومس التي قال عنها ياقوت: "بأنها كورة كبيرة في ذيل جبال طبرستان". (معجم البلدان4/414) .

2 في سيرة ابن هشام، وسيرة ابن إسحاق (صاحبهم) .

3 ابن إسحاق: السير والمغازي ص 184، ابن هشام: السيرة 1/429، وصرح ابن إسحاق بالسماع، وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائد على فضائل الصحابة لأحمد 1/281، 282، من طريق ابن إسحاق، الحاكم: المستدر 3/85، مختصراً وصححه على شرط مسلم، قال ابن كثير:"هذا إسناد جيد قوي". السيرة النبوية لابن كثير 2/39) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/65:"رواه البزار والطبراني باختصار ورجاله ثقات إلا ابن إسحاق مدلس".

4 عيون التواريخ لمحمّد بن شاكر الكتبي الدمشقي (ت 764هـ) . مخطوط في ستّة مجلدات. (الأعلام 6/156) .

5 عبد الملك النحوي الذهلي السدوسي، نزيل مصر، سمع السيرة من زياد البكائي وهذّبها، توفي سنة ثمان عشرة ومئتين. (وفيات الأعيان 3/177، سير أعلام النبلاء (10/428) .

ص: 158

إلى الحشبة، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يقدرون يصلون عند الكعبة حتى أسلم عمر، وكان قد أسلم حمزة فقوي المسلمون بهما، وعلموا أنهما سيمنعان رسول الله صلى الله عليه وسلم"1.

قالت أم عبد الله بنت2 أبي حَثْمة - وكانت زوج عامر بن ربيعة3، قالت:"إنا لنرحل إلى أرض الحبشة، وقد ذهب عامر لبعض حاجته، إذ أقبل عمر، وهو على شركه حتى وقف عليّ - وكنا نلقى منه البلاء أذى وشدة - فقال: / [7 /] : "أتنطلقون يا أم عبد الله؟ قالت: قلت: نعم والله؛ لنخرجن في أرض الله تعالى، فقد آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا فرجاً.

قالت: فقال: "صحبكم الله"، ورأيت له رقة وحزناً، قالت: فلما عاد عامر أخبرته، وقلت: لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا! فقال: "أطمعت في إسلامه؟ " قلت: نعم. قال: "لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب؛ لما كان يرى من غلظه4 وشدته على المسلمين"5، فهداه الله تعالى فأسلم؛ فصار على الكفار أشد منه على المسلمين.

وكان سبب إسلامه أن أخته فاطمة بنت الخطاب6 كانت تحت سعيد

1 الخبر بنحوه في ابن هشام: السيرة 1/422.

2 ليلى بنت أبي حثمة العدوية هاجرت الهجرتين إلى الحبشة ثم المدينة (الإصابة8/180) .

3 العنْزي، من السابقين الأولين إلى الإسلام هاجر إلى الحبشة وشهد بدراً وما بعدها، توفي سنة اثنتين وثلاثين. (الإصابة 4/8) .

4 في السيرة: (غلظته) .

5 ابن هشام: السيرة النبوية 1/423، بإسناد فيه عبد الرحمن بن الحارث صدوق له أوهام. (التقريب ص 328) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن عامر تابعي كبير وثقه ابن حبان. (الثقات 7/110) .

6 العدوية أسلمت قديماً مع زوجها سعيد بن زيد. (الإصابة 1/161) .

ص: 159

بن زيد بن عمرو بن نُفَيل، وكانا مسلمين يخفيان إسلامهما من عمر، وكان نعيم بن عبد الله النحام العدوي1 قد أسلم أيضاً، وهو يخفي سلامه فزعاً من قومه، كان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة يُقرئها القرآن، فخرج عمر يوماً ومعه سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وهم مجتمعون في دار الأرقم عند الصفا، وعنده من لم يهاجر من المسلمين في نحو أربعين رجلاً، فلقيه نعيم بن عبد الله فقال:"إلى أين عمر؟ "، قال:"أريد محمّداً الذي فرّق أمر قريش، وعاب دينها؛ فأقتله".

فقال نعيم: "والله غرّتك نفسك، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض، وقد قتلت محمّداً! أفلا ترجع إلى أهلك فتقيم أمرهم؟ ".

قال: "وأي أهلي؟ " قال: "خَتَنُك وابن عمّك، وأختك فاطمة، فقد والله أسلما"، فرجع عمر إليها وعندها خباب بن الأرت يقرئهما القرآن، فلما سمعوا حسّ عمر تغيب خبّاب، وأخذت فاطمة الصحيفة فاتقتها تحت فخذها - وفي رواية: جعلتها بين فخذيها - وقد سمع عمر قراءة خباب، فلما دخل قال:"ما هذه الهينمة التي أسمعها؟ " قالا: ما سمعت شيئاً، فقال:"بلى والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمّداً"، وبطش بختنه سعيد بن زيد، فقامت أخته لتكفه، فضربها، فشجها، فلما فعل ذلك، قالت أخته: نعم والله قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما شئت، / [8/أ] ولما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم، وقال:"أعطني هذه الصحيفة التي سمعتكم وأنتم تقرؤونها حتى أنظر إلى ما جاء به محمّد"، قالت: "إنّا نخشاك عليها، فحلف أنه يعيدها؛ قالت:

1 أسلم بعد ثمانية وثلاثين إنساناً، واستشهد بأجنادين في خلافة عمر سنة خمس عشرة. الإصابة 6/249) .

ص: 160

وقد طمعت في إسلامه إنك نجس، على شركك فلا تمسها".

قال عمر: "فما عرفت ذل الشرك إلا ذلك اليوم"، فقام واغتسل، فأعطته الصحيفة فقرأها وفيها:{طَه} ، وكان كاتباً فلما قرأ بعضها قال:"ما أحسن هذا الكلام وأكرمه"!.

فلما سمع خباب خرج إليه، وقال:"يا عمر، والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصّك بدعوة نبيه فإني سمعته أمس وهو يقول: "اللهم أيّد الإسلام بعمر بن الخطاب، أو بأبي الحكم بن هشام"، فالله الله يا عمر.

فقال عمر عند ذلك: "فدلني يا خباب على محمّد حتى آتيه فأسلم"، فدله خباب، فأخذ سيفه، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فضرب عليهم الباب، فقام رجل منهم فنظر من الباب فرآه متوشِّحاً1 بسيفه فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك؛ فقال حمزة:"ائذن له فإن كان جاء يريد خيراً بذلنا له، وإن أراد شرّاً قتلناه بسيفه"، فنهض إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقيه وأخذ بمجمع ردائه ثم جذبه إليه جذبة شديدة، وقال:"ما جاء بك؟ ما أراك تنتهي حتى ينزل بك قارعة"، فقال:"يا رسول الله جئت لأؤمن بالله ورسوله"، وكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة عرف من في البيت أن عمر أسلم"2.

فلما أسلم قال: "أيّ قريش أنْقل للحديث؟ قيل: جميل بن معمر الجمحي، فجاءه فأخبره بإسلامه فمشى إلى الحرم وعمر وراءه، وصرخ: "يا معشر قريش ألا إن ابن الخطاب قد صبأ، فيقول عمر من خلفه:"كذب، ولكني أسلمت"، فقاموا فلم يزل يقاتلهم ويقاتلونه، حتى قامت الشمس وأعيا، فقعد

1 توشّح بسيفه: تقلد. (القاموس ص 315) .

2 ابن هشام: السيرة النبوية 1/425، 426، رواه ابن إسحاق بلاغاً والبلاغ منقطع، وقد سبق تخريجه في ص:154.

ص: 161

وهم على رأسه، فقال:"افعلوا ما بدا لكم"، فبينما هم كذلك إذ أقبل شيخ عليه حلة فقال:"ما شأنكم؟، قالوا: صبأ عمر، قال: رجل اختار لنسفه أمراً فما تريدون؟ أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبكم هكذا! خلّوا عن الرجل". وكان الشيخ العاص بن وائل السهمي1.

قال عمر: "لما أسلمت أتيت أبا جهل بن هشام، فضربت عليه بابه، فخرج إليّ فقال: "مرحباً يا ابن أختي ما جاء بك؟ "، قلت: جئت لأخبرك أني قد أسلمت وآمنت بمحمّد، وصدّقت بما جاء به، قال: فضرب الباب في وجهي، وقال: "قبّحك الله، وقبّح ما جئت به"2.

قال: وقيل: في إسلامه غير هذا. والله أعلم./ [8 / ب] .

1 ابن هشام: السيرة النبوية 1/429، وقد سبق تخريجه في ص 158.

2 ابن هشام: السيرة النبوية 1/430، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع لكن سنده منقطع وفيه جهالة.

ص: 162

‌الباب التاسع: السنة التي أسلم فيها وبعد كم أسلم

الباب التاسع: في ذكر السنة التي أسلم فيها عمر وبعد كم أسلم1

عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال:"أسلم عمر وهو ابن ست وعشرين سنة"2.

وقال عبد الله بن عمر: "أسلم عمر وأنا ابن ست سنين"3.

وعن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه أنه أسلم في ذي الحجة [في] 4 السنة السادسة من النبوة، وهو ابن ست وعشرين سنة"5.

وعن داود بن حصين6 والزهري7 قالا: "أسلم عمر بعد الأربعين، أو نيف وأربعين بين رجال ونساء قد أسلموا قبله"8.

وعن سعيد بن المسيِّب9 قال: "أسلم عمر بعد أربعين رجلاً

1 لم تصح رواية في تحديد وقت إسلام عمر بن الخطاب بدقة، ولكن ابن إسحاق جعل إسلام عمر بعد هجرة الحبشة وذكر من وجه آخر أنّه عقب هجرة الحبشة الأولى، وتحدد رواية الواقدي - التي سيذكرها المؤلف - إسلامه في ذي الحجة السنة السادسة من البعثة وهو ابن ست وعشرين سنة، ويؤيده أن عُمُرَ عبد الله بن عمر - وقد عقل قصة إسلام والده ورواها - كان ابن خمس سنين، وكان يوم أحد ابن أربع عشرة سنة، وذلك بعد المبعث بست عشرة سنة، فيكون مولده بعد المبعث بسنتين، فلا يتقدم إسلام عمر على سنة ست أو سبع. (السيرة النبوية الصحيحة 1/177) .

2 ابن سعد: الطبقات 2/269، من طريق الواقدي.

3 ابن سعد: الطبقات 3/270، من طريق الواقدي.

4 سقط من الأصل.

5 ابن سعد: الطبقات 3/269، 270، من طريق الواقدي.

6 الأموي مولاهم، ثقة إلا في عكرمة، توفي سنةخمس وثلاثين ومئة. (التقريب ص198)

7 محمّد بن مسلم.

8 ابن سعدالطبقات3/269وهومرسل من مراسيل الزهري وداود، وفي إسناده الواقدي.

9 القرشي المخزومي، أحد العلماءالأثبات الكبار. توفي بعدالتسعين. (التقريب ص241) .

ص: 163

وعشر1 نسوة"2.

وعن عبد الله بن ثعلبة3 قال: "أسلم بعد خمسة وأربعين رجلاً وإحدى عشرة4 امرأة"5.

وقال بعض العلماء: "إنه أتم الأربعين. وذكر أسماء القوم الذين تموا بعمر أربعين، وهم: أبو بكر، عثمان6، عليّ7، الزبير8، طلحة9، سعد10، عبد الرحمن11، سعيد12، أبو عبيدة13، حمزة بن عبد المطلب، عبيدة بن الحارث14، جعفر بن أبي طالب15، مصعب بن عمير16، عبد الله ابن

1 في الأصل: (وعشرة) ، وهو سهو؛ لأن عشر المفردة تخالف المعدود.

2 ابن سعد: الطبقات 3/269) ، بإسناد فيه الواقدي.

3 ابن صُعَيْر، له رؤية، مات سنة سبع - أو تسع - وثمانين. (التقريب ص 298) .

4 في الأصل: (عشر) وهو سهو؛ لأن عشر المركبة توافق المعدود.

5 ابن سعد: الطبقات3/269، ومن طريق الطبري: التاريخ4/200، بإسناد فيه الواقدي.

6 ابن عفان.

7 ابن أبي طالب الهاشمي. (لإصابة 4/269) .

8 ابن العوام الأسدي. (الإصابة 3/5) .

9 ابن عبيد التيمي. (الإصابة 3/290-291) .

10 ابن أبي وقاص الزهري. (الإصابة 3/83) .

11 ابن عوف الزهري. (الإصابة 4/176، 177) .

12 ابن زيد العدوي.

13 عامر بن عبد الله الفهري. (الإصابة 4/11) .

14 القرشي المطلبي. (الإصابة 4/209) .

15 الهاشمي. (الإصابة 1/248) .

16 العبدري. (الإصابة 6/101) .

ص: 164

مسعود1، عياش بن أبي ربيعة2، أبو ذر3، أبو سلمة بن عبد الأسد45، عثمان بن مظعون6، زيد بن حارثة7، بلال بن رباح8، خباب بن الأرتّ9، المقداد بن عمرو1011، صهيب12، عمار بن ياسر13 14، عامر بن فهيرة15، عمرو بن عبسة16، نعيم بن عبد الله النحام17، حاطب بن الحارث الجمحي18، خالد ابن سعيد بن العاص19، خالد بن البكير20،

1 الهذلي.

2 المخزومي. (الإصابة 5/47) .

3 جندب بن جنادة الغفاري. (الإصابة 7/60) .

4 في الأًصل: (ابن عبد الرحمن) وهو تحريف.

5 عبد الله بن عبد الأسد المخزومي. (الإصابة 6/95) .

6 الجمحي. (الإصابة 4/225) .

7 الكلبي. (الإصابة 3/24-25) .

8 الحبشي. (الإصابة 1/170-171) .

9 التميمي.

10 في الأصل: (ابن صهيب) ، وهو تحريف.

11 الكندي. (الإصابة 6/133) .

12 ابن سنان النمري. (الإصابة 3/254) .

13 في الأصل: (ابن عامر) ، وهو تحريف.

14 العنسي. (الإصابة 4/273) .

15 التيمي مولى أبي بكر الصديق. (الإصابة 4/14) .

16 ابن خالد السلمي. (الإصابة 5/5) .

17 في الأصل: (ابن النحام) ، وهو تحريف.

18 من مهاجرة الحبشة، وتوفي بالحشبة. (الإصابة 1/314) .

19 الأموي. (الإصابة 2/91) .

20 الليثي. (الإصابة 2/86) .

ص: 165

عبد الله بن جحش1، أبو أحمد بن جحش2، عامر بن بكير3، عتبة بن غزوان4، الأرقم بن أبي الأرقم5، أنيس أخو أبي ذر6، واقد بن عبد الله7، عامر بن ربيعة8، السائب بن عثمان بن مظعون9، فتموا بعمر بن الخطاب أربعين رضي الله عنهم.

وقال في (عيون التاريخ) : "أسلم بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة"10.

وقال أبو عبد الله محمّد بن سلامة11 في كتابه: (عيون المعارف) : "والمسلمون يوم أسلم تسعة وثلاثين رجلاً، وامرأة بمكة، فكلهم أربعون"12.

وذكر ابن إسحاق وابن هشام وأصحاب السير والتواريخ: أن عمر رضي الله عنه أسلم بعد هجرة الحبشة وهي الهجرة الأولى لما هاجر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى

1 الأسدي حليف بني عبد شمس، شهد بدراً واستشهد بأحد. (الإصابة 4/46) .

2 عبد بن جحش الأسدي شهد بدراً والمشاهد. (الإصابة 7/3) .

3 الليثي شهد بدراً. (الإصابة 3/7) .

4 المازني شهد بدراً وما بعدها، وتوفي سنة سبع عشرة. (الإصابة 4/215) .

5 الأرقم بن أسد المخزومي.

6 أنيس بن جنادة الغفاري. (الإصابة 1/76) .

7 التميمي اليربوعي، شهد بدراً، توفي في أول خلافة عمر. (الإصابة 6/312) .

8 العنزي.

9 الجمحي، شهد بدراً، والمشاهد واستشهد باليمامة. (الإصابة 3/61) .

10 لم أعثر عليه.

11 محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي، المصري، الشافعي، قاضي مصر، ومؤلف كتاب:(الشهاب) مُجرّداً ومسنداً، توفي سنة أربع وخمسين وأربع مئة. (طبقات الشافعية للسبكي 4/150، سير أعلام النبلاء (18/92) .

12 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 54 / أ.

ص: 166

أرض الحبشة، أي: عند النجاشي. رضي الله عنهم1.

وقد قالت أم عبد الله بنت أبي حثْمة2 وكانت زوج عامر بن ربيعة: "إنا لنترحل3 إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر لبعض حاجته إذ أقبل عمر وهو على شركه حتى4 وقف عليّ وكنا نلقى منه البلاء أذىً وشدة، فقال: "أتنطلقون يا أمّ عبد الله؟ قالت: قلت: نعم والله لنخرجنّ في أرض الله، فقد أذيتمونا وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا فرجاً. قال: فقال: "صحبكم الله" ورأيت له رقة وحزناً"5.

وقال بعض من شرح (العمدة) : "أسلم بعد رجال سبقوه، أسلم بعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة6 امرأة، وكان إسلامه سنة ست من النبوة، وقيل: سنة خمس"7. / [9 / أ] .

1 ابن إسحاق: السير والمغازي ص 181، ابن هشام: السيرة النبوية 1/422.

2 في الأصل: (بن أبي حتمة) ، وهو تصحيف.

3 في الأصل: (لرحل) ، وهو تحريف.

4 في الأصل: (على) ، وهو تحريف.

5 سبق تخريجه ص: 159.

6 في الأصل: (عشرا) ، وهو تحريف.

7 ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10 / أ.

ص: 167

‌الباب العاشر: استبشار أهل السماء بإسلامه

الباب العاشر: في ذكر استبشار أهل السماء بإسلامه

عن داود بن الحصين والزهري1 قالا: لما أسلم عمر رضي الله عنه نزل جبريل عليه السلام فقال: "يا محمّد استبشر أهل السماء بإسلام عمر"، ذكره ابن الجوزي2.

وعن الحسن3 رحمه الله قال: "لقد فرح أهل السماء بإسلام عمر رضي الله عنه"4.

5عن ابن عباس قال: "لما أسلم عمر نزل جبريل فقال: "يا محمّد قد استبشر أهل السماء بإسلام عمر" 6.

قد تقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أعِزَّ الإسلامَ بأحب الرجلين إليكَ"،

1 محمّد بن مسلم.

2 ابن الجوزي: مناقب ص 18، وأخرجه ابن سعد: الطبقات 3/169، وهو مرسل من مراسيل الزهري وداود بن الحصين، وفي إسناده الواقدي وهو متروك في الحديث.

3 ابن أبي الحسن البصري، الأنصاري، ثقة فقيه، وكان يرسل كثيراً، توفي سنة عشر ومئة. (التّقريب ص: 160) .

4 في ابن الجوزي: مناقب ص 18، والخبر مرسل ضعيف.

5 مطموس في الأصل بمقدار كلمة ولم أتبين قراءتها.

6 ابن ماجة: السنن، باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/38، وابن حبان: الصحيح 9/17، والحاكم: المستدرك وصححه 3/84، وتعقّبه الذهبي بقوله:"عبد الله ضعّفه الدارقطني"، ومدار الحديث على عبد الله بن خراش ضعيف وأطلق عليه ابن عمار الكذب. (التقريب رقم: 301) .

وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/17: "إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف عبد الله بن خراش، إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات، وأخرج هذا الحديث من طريقه في صحيحه".

ص: 168

فكان عمر أحَبَّهُما إليه1، فإسلامه كان أحب إليه أيضاً، والله عزوجل إذا أحب الأمر أحبه أهل السماوات، كما في الحديث:"إذا أحب الله عبداً نادَى جبريلَ: إني أحبُّ فلاناً فأحبه، فيحبه، ثم ينادي جبريلُ في أهل السماءِ: إن الله يحبّ فلاناً فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء"2.

1 سبق تخريجه ص: 164، 165، 177.

2 البخاري: الصحيح، كتاب بدء الخلق 3/1175، رقم: 3037، ومسلم: الصحيح، كتاب البر والصلة والآداب 4/2030، رقم:2637.

ص: 169

‌الباب الحاي عشر: عز الإسلام بإسلامه وظهوره

الباب الحادي عشر: في عزّ الإسلام بإسلامه وظهوره

قال ابن عبد البر: "كان إسلامه عِزّاً ظهر به الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم"1.

وقال ابن مسعود2: "ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر". ذكره الذهبي3.

وقد تقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أعزّ الإسلام بأبي جهم أو بعمر"4.

وفي صحيح البخاري عن قيس بن أبي حازم5 عن ابن مسعود، قال:"ما زلنا أعزّة منذُ أسلم عمر"6.

وذكر ابن الجوزي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لما أسلم عمر كبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد. وقال: "يا رسول الله ألسنا على الحق؟ "، قال:"بلى". قال: "ففيم الاختفاء؟ ". فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم"7.

وعن صهيب بن سنان قال: "لما أسلم عمر رضي الله عنه ظهر الإسلام، ورددنا إليه عَلَانية، وجلسنا حول البيت حِلَقاً، وطُفنا بالبيت، وانتصفنا ممّن غلظ علينا، [ورددنا] 8 عليه بعض ما يأتي به"9.

1 ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1145.

2 عبد الله بن مسعود.

3 الذهبي: التهذيب ج 3 ق 177 / ب.

4 سبق تخريجه ص: 164، 165، 177.

5 البجلي، الكوفي، ثقة، توفي بعد التسعين. (التقريب ص 456) .

6 البخاري، الصحاح، كتاب فضائل الصحابة 3/1348، رقم:3481.

7 ابن الجوزي: مناقب ص 18، وتقدم تخريجه ص 134.

8 سقط من الأصل.

9 ابن سعد: الطبقات 3/269، بإسناد فيه الواقدي، ومن طريقه البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 144-145، وذكر السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 115.

ص: 170

وعن الحسن1 رحمه الله قال: "يجئ الإسلام يوم القيامة فيتصفح الخلق حتى يجئ إلى عمر، فيأخذ بيده فيصعد به إلى بطنان العرش فيقول: أي ربّ إني كنت خفيّاً وأهان، وهذا أظهرني وأعزني هذا فكافئه، فيجئ ملائكة من عند الله تعالى فتأخذ بيده فتدخله الجنان، والناس في الحساب"2.

وقال بعض من شرح (العمدة) : "كان إسلامه عِزّاً للمسلمين ظهر به الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم"3.

وذكر ابن الجوزي في (التبصرة) عن ابن عباس رضي الله عنها قال: "لما أسلم عمر رضي الله عنه كبّر أهلُ الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، وقال: "يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حَيِينا؟ "، قال: "بلى، والذي نفسي بيده"، قال: "ففيمَ4 الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن"، قال عمر: "فأخرجناه في صَفَّين، حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كَدِيد ككديد الطَّحين، حتى دخل المسجدَ، فنظرت قريش / [9 / ب] إلى حمزة وعمر فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، قال: فسمّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ الفاروق5، وفرّق الله بي الحقّ والباطل6.

1 البصري.

2 ابن الجوزي: مناقب ص 18-19، وهو مرسل من مراسيل الحسن.

3 ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10 / أ، ابن عبد البرّ: الاستيعاب 3/1145.

4 في الأصل: (فيم) ، وهو تحريف.

5 في الأصل: (الفارق) ، وهو تحريف.

6 ابن الجوزي: التبصرة 1/424، والحديث سبق تخريجه ص 171.

ص: 171

ومن حقق النظر وأمعنه في أمر عمر بن الخطاب علم أن مثل هذا قد أقامه الله عزوجل نصرة لدينه، وعزّاً له، وذلة لأعدائه، بلاء عليهم، فإنه رضي الله عنه كان يقوم على أعداء الله، لا تأخذه في الله لومة لائم رضي الله عنه.

ص: 172

‌الباب الثاني عشر: سبب تسميته بالفاروق

الباب الثاني عشر: في سبب تسميته بالفاروق

ذكر ابن الجوزي عن ابن عباس قال: "سألت عمر: لأيّ شيء سميت الفاروق؟ فذكر حديث إسلامه إلى أن قال: "فأخرجنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفّين، له كديدٌ ككديد الرَّحَى1، حتى دخلنا المسجد، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق"2.

وعن أيوب بن موسى3 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق، فرّق الله به بين الحق والباطل"4.

وعن أبي عمر وذكْوان56 قال: قلت لعائشة7: "من سَمَّى عمر الفاروق؟، قالت: النبي صلى الله عليه وسلم"8.

1 الرَّحى: معروفة التي يُطحَن بها. (لسان العرب 14/312) .

2 ابن الجوزي: مناقب ص 19، وسبق تخريجه ص 171.

3 المكي الأموي، ثقة، توفي سنة اثنتين وثلاثين ومئة. (التقريب ص 119) .

4 ابن سعد: الطبقات 3/270-271، البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 152، وإسنادهما معضل، ابن الجوزي: مناقب ص 19. وقال الألباني: "ضعيف، والشطر الأوّل من الحديث قوي ورد موصولاً عن جمع من الصحابة". (ضعيف الجامع الصغير وزيادته 1/82، رقم: 1586) .

5 في الأصل: (ذكران) ، وهو تحريف.

6 مولى عائشة مدني، ثقة. (التقريب ص 203) .

7 عائشة بنت أبي بكر الصديق. أُمُّ المؤمنين، أفقه النساء مطلقاً. توفيت سنة سبع وخمسين. (التقريب ص 750) .

8 ابن سعد: الطبقات 3/271، ومن طريقه الطبري: التاريخ 4/195، وفي إسنادهما الواقدي، والسيوطي: تاريخ الخلفاء ص 114، ونسبه لابن سعد، وابن الجوزي: مناقب ص 19.

ص: 173

وعن محمّد بن سعد يرفعه إلى الزهري1، قال:"بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أوّل من قال لعمر: الفاروق؛ وكان المسلمون2 يأثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في ذلك شيئاً"3.

وعن النزَّال بن سَبْرة الهلالي4، قال:"وافقنا من علي بن أبي طالب طيب نفس، فقلنا: "يا أمير المؤمنين، حدّثنا عن عمر بن الخطاب، قال: قال امرؤ سماه الله الفاروق فرّق بين الحق والباطل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم أعزّ الإسلام بعمر"5.

وذكر أبو القاسم الأصفهاني عن ابن عمرو67 قال: "عمر سميتموه الفاروق أصبتم اسمه"8.

وعن عبد الله بن عمرو قال: "عمر الفاروق أصبتم اسمه، يفرّق بين الحق والباطل"9.

وقال أبو عبد الله بن سلامة في كتابه: (عيون المعارف) : "لقب

1 محمّد بن مسلم.

2 في الأصل: (المسلمين) ، وهو سهو؛ لأن اسم كان مرفوعاً.

3 ابن سعد: الطبقات 3/270، ومن طريقه البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 152، والطبري 4/195، وإسناده صحيح إلى الزهري، لكنه مرسل، وابن الجوزي: مناقب ص 19.

4 الكوفي، ثقة من الثانية. (التقريب ص 560) .

5 ابن الجوزي: مناقب ص 19، وانظر: ص 144.

6 في الأصل: (ابن عمر) ، وهو تحريف.

7 عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.

8 أبو القاسم: سير السلف ص 140، أبو نعيم: معرفة الصحابة 1/211.

9 أبو نعيم: معرفة الصحابة 1/211، وأبو القاسم التيمي: سير السلف ص 155.

ص: 174

الفاروق لأنه أعلن بالإسلام، والناس يومئذٍ يخفونه، ففرّق بين الحقّ والباطل"1.

قال: "اختلف فيمن سمّاه الفاروق: فروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "سمّاه2 رسول الله صلى الله عليه وسلم"3.

وقال ابن شهاب4: "سمّاه به أهل الكتاب"، ذكر ذلك الطبري5، 6.

وذكر ابن الجوزي في (التبصرة) وغيرها، وبعض من شرح (العمدة) وغيرهما أنه سمّي بالفاروق لإظهاره الإسلام، ولكونه فرّق بين الحق والباطل7.

وسبق قول عمر رضي الله عنه في الباب قبله: "فسمّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ الفاروق، وفرّق بين الحق والباطل"8. / [10 / أ] .

وذكر البغوي9 عن الكلبي10 عن أبي صالح11 وابن عباس في قوله عزوجل:

1 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 54 / أ.

2 في الأصل: (سما) ، وهو تحريف.

3 الطبري: التاريخ 4/195، من طريق الواقدي، قال ابن الملقن:"وإسناده ضعيف"، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10 / أ.

4 الزهري.

5 محمّد بن جرير الطبري، صاحب التصانيف البديعة، كان أحدَ العلماء، ومن أفراد الدّهر، علماً وذكاءً، توفي سنة عشر وثلاث مئة. (تاريخ بغداد 2/162، سير أعلام النبلاء (14/267) .

6 الطبري: التاريخ 4/195، من طريق الواقدي.

7 ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ق 10 / أ، ولم أجده في التبصرة.

8 سبق تخريجه ص 171.

9 الحسين بن مسعود البغوي، الشافعي، المُفسِّر، صاحب التصانيف البديعة، كـ:(شرح السنة) وغيره، توفي سنة ست عشرة وخمس مئة. طبقات الشافعية للسبكي 7/75، سير أعلام النبلاء (19/439) .

10 محمّد بن السائب الكلبي أبو النضر الكوفي، النسابة المفسر، متهم بالكذب، ورمي بالرفض، توفي سنة ست وأربعين ومئة. (تهذيب التهذيب9/157، التقريب ص 479)

11 باذام، بالذال المعجمة، ويقال: آخره نون، مولى أم هاني، ضعيف يرسل. (تهذيب التهذيب 1/364، التقريب ص 120) .

ص: 175

{أَلمَ تَر إِلَى الَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُم آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنْزِل مِن قَبْلَكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء: 60]، الآية نزلت في رجل من المنافقين - يقال له: بشر - كان بينه وبين يهودي خصومة، فقال اليهودي:"تنطلق إلى محمّد"، وقال المنافق:"بل إلى كعب بن الأشرف، وهو الذي سمّاه الله الطاغوت، فأبى اليهودي أن يخاصمه إلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى المنافق ذلك تابعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله لليهودي، فلما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال: "انطلق بنا إلى عمر"، فأتيا عمر، فقال اليهودي: "اختصمت أنا وهذا إلى محمّد فقضى لي عليه، فلم يرضَ بقضائه، وزعم أنه مخاصم إليك"، فقال عمر للمنافق: "كذلك؟ "، قال: "نعم"، قال لهما: "رويدكما حتى أخرج إليكما"، فدخل عمر البيت، وأخذ السيف، واشتمل عليه، ثم خرج فضرب به المنافق حتى برد، وقال: "هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله، فنزلت هذه الآية".

وقال جبريل: "إن عمر فرّق بين الحق والباطل"1.

1 البغوي: تفسير البغوي (معالم السنن) 1/446، وأورده ابن كثير مختصراً: التفسير 2/304-305، وفيه الكلبي.

ص: 176

‌الباب الثالث عشر: ذكر هجرته إلى اللمدينة

الباب الثالث عشر: في ذكر هجرته إلى المدينة

في الصحيح عن نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال: "كان فرضَ للمهاجرين الأوّلين أربعة آلاف في أربعة، وفرض لابن عمر ثلاث آلاف وخمس مئة.

فقيل له: "هو من المهاجرين، فَلِمَ1 نقّصته من الأربعة آلاف؟ " فقال: "إنما هاجرَ به أبوه"2، يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه"3.

وفيه عن أبي عثمان4 سمعت: ابن عمر إذا قيل له: هاجر قبل أبيه يغضب"، قال: "وقدمت5 أنا وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه قائلاً: فرجعنا إلى المنزل، فأرسلني عمر. فقال:"اذهب فانظر هل استيقظ"، فأتيته فدخلت عليه فبايعته، ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه استيقظ، فانطلقنا إليه نهرول هرولة، حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته"6.

وفيه عن البراء بن عازب7، قال: "أوّل من قدمَ علينا مصعب بن عمير وابنُ أمّ

1 قوله: (فلِمَ) غير واضح في الأصل.

2 في البخاري: (أبواه)، قال ابن حجر:"وقد استشكل ذكر أبويه، فإن أمه زينب بنت مظعون كانت بمكة فيما ذكر ابن سعد". (فتح الباري 7/256) .

3 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1424، رقم:3700.

4 عبد الرحمن بن مُلّ النَّهدي، مشهور بكنيته، مخضرم، ثقة، ثبت، عابد، توفي سنة خمس وتسعين، وقيل: بعدها. (التقريب ص 351) .

5 في الأصل: (قدمت) .

6 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1425، رقم:3703.

7 الأنصاري، الأوسي، صحابي، ابن صحابي، نزل الكوفة، استصغِر يوم بدر. (التقريب ص 121) .

ص: 177

مكتوم1، وكانا يقرئان الناس، فقدم بلال وسعدٌ2 وعمار ابن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قدم النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت الإماء يقلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قدم حتى قرأتُ: {سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى} [الأعلى: 1] في سور من المُفَصَّل3.

وذكر ابن الجوزي: "أن عمر لما أذنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى المدينة، جعل المسلمون يخرجون أرسالاً، يصطحبون الرجال فيخرجون، قال: عمر رضي الله عنه: "فخرجت أنا وعياش بن أبي ربيعة"4.

وذكر عن البراء5 قال: "كان أوّلُ من قدِمَ المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير، وابنُ أم مكتوم، ثم قدم بلال وسعد وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"6.

وذكر عن عقبة بن حُريث78، قال:"سمعت ابن عمر قال له رجل: "أنت هاجرت قبل عمر؟ " / [10 / ب] . قال: فغضب، قال: "لا بل هو هاجر

1 عمرو بن قيس القرشي، أسلم قديماً، واستشهد بالقادسية. (الإصابة 4/284) .

2 ابن أبي وقاص الزهري.

3 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1428، رقم:(3710) .

4 ابن الجوزي: مناقب ص 20، ابن هشام: السيرة 2/131، وصرح ابن إسحاق بالسماع وسند متصل، والبزار كما في معجم الزوائد 6/61، وقال:(رواه البزار ورجاله ثقات) . والبيهقي: الدلائل 2/461، والسنن 9/13، 14، من طريق ابن إسحاق، فيكون الخبر صحيحاً من طريق ابن إسحاق.

5 ابن عازب.

6 ابن الجوزي: مناقب ص 20، وسبق تخريجه أيضاً.

7 في الأصل: (الحرث) ، وهو تحريف.

8 عقبة بن حُريث التغلبي الكوفي، ثقة. (تهذيب التهذيب8/213، التقريب ص394) .

ص: 178

قبلي، وهو خير مني في الدنيا والآخرة"1.

في الصحيح عن أبي موسى2 قال: "بلغنا مخرج النبي ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأَخَوانِ لي أنا أصغرهم، أحدُهما أبو بردة3، والآخر أبو رُهْمٍ4، إمّا قال: بضعاً وإما قال: في ثلاثة وخمسين، أو اثنين وخمسين رجلاً من قومه، فركبنا سفينة، فألقتنا سَفينتُنا إلى النجاشيّ بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعاً، فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حينَ افتتح خيبر5، وكان أُناسٌ من الناسِ يقولون لنا - يعني لأهل السفينة - سبقناكم بالهجرة.

ودخلت أسماء بنت عميس6، وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماءُ عندها، فقال عمر حين رأى أسماء:"من هذه؟ " قالت: "أسماء بنت عميس"، قال عمر:"آلحبشيّةُ هذهِ؟ آلبحرية هذه؟ " قالت أسماء: "نعم"، قال:"سبقناكم بالهجرة فنحن أحقّ برسول الله منكم". فغضبت، وقالت: (كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا

1 لم أجده.

2 عبد الله بن قيس الأشعري، صحابي مشهور، أمّره عمر ثم عثمان، توفي سنة خمسين. وقيل: بعدها. (التقريب ص 318) .

3 ابن قيس الأشعري، مشهور بكنيته. (الإصابة 7/17) .

4 ابن قيس الأشعري. (الإصابة 7/68-69) .

5 خيبر: لفظ خيبر بلسان اليهود: الحصن، وصار يطلق هذا الاسم على الولاية، وتشتمل على سبعة حصون ومزارع ونخيل كثيرة، فتحها النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة، وتقع شمال المدينة بحوالي 164 كيلاً. (انظر: معجم البلدان 2/409، ونسب حرب ص 304، ومرويات غزوة خيبر ص 8) .

6 الخثعمية، صحابية، توفيت بعد عليّ. (التقريب ص 743) .

ص: 179

في دار - أو في أرض - البُعداء البغضاء بالحبشة، وذلك في الله وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيْمُ الله لا أطعمُ طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أذكر ما قلت للنبي صلى الله عليه وسلم، ونحن كُنّا نؤذى ونخاف، وسأذكرُ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وأسأله، والله لا أكذبُ ولا أزيغ ولا أزيد عليه، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت:"يا نبي الله إن عمر قال: كذا وكذا؟، قال: "فما قلت له؟ "، قالت: قلت له: "كذا وكذا"، قال: "ليسَ بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرةٌ واحدةٌ، ولكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان"، قالت: "فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالاً، يسألونني عن هذا الحديث، ما مِنَ الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظمُ في أنفسهم مما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم"1.

قال العلماء رحمهم الله: "تجب الهجرة على من يعجز عن إظهار دينه في دار الحرب، وإن لم يعجز عن إظهار دينه لم تجب عليه، لكن الأفضل له الهجرة إلى بلد الخير والعبادة، وكذلك من يعجز عن إظهار السنة ببلد البدعة تجب عليه الهجرة"2.

فإن قيل: "لا هجرة اليوم لقوله عليه السلام: "لا هجرة بعد الفتح" 3، وقول عائشة لما سئلت عن الهجرة فقالت: "مضت الهجرة لأهلها، واليوم يعبد الإنسان ربّه حيث كان"4.

قيل: "المراد: لا هجرة من مكة إلى المدينة، لأن مكة كان كثر الإسلام

1 البخاري: الصحيح، كتاب المغازي 4/1546، رقم: 3990/3992.

2انظر: ابن قدامة: المغني12/151ابن تيمية: الفتاوى18/240ابن كثير: التفسير 2/343.

3 البخاري: الصحيح، كتاب المغازي 4/1567، رقم:4057.

4 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1416، رقم: 3687، بنحوه.

ص: 180

فيها، وارتفع الكفر منها، وكذلك قول عائشة يعني: مضت الهجرة من مكة إلى المدينة، وأما من حصل به عجز عن إظهار دينه في بلد غير مكة فإن الهجرة لم تنقطع في1 والله أعلم2/ [11 / أ] .

1 مطموس في الأصل، بمقدار كلمة، ولم أتبين قراءته.

2 انظر: ابن قدامة: المغني 13/251، ابن حجر: فتح الباري 6/38-39، و7/229.

ص: 181

‌الباب الرابع عشر: منزله في المدينة

الباب الرابع عشر: في ذكر منزله في المدينة

ذكر ابن الجوزي عن عبيد الله بن عبد الله1، قال:"منزل عمر بالمدينة خطِّة2 من رسول الله صلى الله عليه وسلم"3

وفي حديث ابن عباس عن عمر قال: "كنت أنا وجارٌ لي من الأنصار في بني أمية بن زيد4، وهم من عوالي المدينة5، وكنا نتناوب النُّزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينْزل يوماً وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أوغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك"،متفق عليه6.

1 ابن عتبة الهُذلي، ثقة فقيه ثبت، توفي سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة ثمان، وقيل: غير ذلك. (التقريب ص 372) .

2 في المناقب: (حظه) ، والمراد أنه أُقطع الأرض من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 20، ابن سعد: الطبقات 3/272، وفي إسناده الواقدي، وهو مرسل من مراسيل عبيد الله بن عبد الله.

4 ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. (جمهرة أنساب العرب ص 334) .

5 العوالي: أعلى المدينة حيث يبتدأ وادي بطحان الذي صار يسمّى اليوم أبو جيدة أرض زراعية عامرة، بينها وبين المسجد النبوي أربعة أميال، وذلك أدناها وأبعدها ثمانية، وفيها الآن بعض البيوت العامرة، ويسكنها خليط من حرب، والنخلية. (معجم البلدان 4/166، ومعجم معالم الحجاز 6/186) .

6 البخاري: الصحيح، كتاب النكاح، 5/1991، رقم: 4895 بأطوال، ومسلم: الصحيح، كتاب الطلاق 2/1111، رقم: 1479 بأطوال.

ص: 182

‌الباب الخامس عشر: من أخي النبي بينه وبينه

الباب الخامس عشر: في ذكر من آخى النبي بينه وبينه

ذكر ابن الجوزي عن محمّد بن إبراهيم1، قال:"آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما"2.

وقال سعد بن إبراهيم3: "آخى بين عمر وبين عويم بن ساعدة"5.

وقال عبد الواحد بن أبي عون6: "آخى بين عمر وعتبان بن مالك7، 8.

قال الواقدي: "ويقال: بين عمر ومعاذ بن عفراء"10.

عن عبد الله بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استأذنه في العمرة فأذن له وقال له: "يا أخي لا تنسنا من دعائك". وقال بعدُ في المدينة: "يا أخي

1 ابن الحارث التيمي، ثقة، له أفراد، توفي سنة عشرين ومئة على الصحيح. (تهذيب التهذيب 9/6، التقريب ص 465) .

2 ابن الجوزي: مناقب ص 20، ابن سعد: الطبقات 3/272، وهو مرسل من مراسيل محمّد بن إبراهيم، وفي إسناده الواقدي.

3 ابن عبد الرحمن الزهري، ثقة، عابد، ولي قضاء المدينة، توفي سنة خمس وعشرين ومئة. (تهذيب التهذيب 3/405، التقريب ص 230) .

4 الأنصاري، الأوسي، شهد العقبة، وبدراً، توفي في خلافة عمر. (الإصابة 5/45) .

5 ابن سعد: الطبقات 3/272، هو مرسل من مراسيل سعد بن إبراهيم، وفي إسناده الواقدي.

6 المدني، صدوق يخطئ، توفي سنة أربع وأربعين ومئة. (التقريب ص 397) .

7 الأنصاري، الخزرجي، شهد بدراً، وتوفي في خلافة معاوية. (الإصابة 4/213) .

8 ابن سعد: الطبقات 3/272، وإسناده منقطع، وفيه الواقدي.

9 معاذ بن الحارث الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً وشارك في قتل أبي جهل، توفي بعد ذلك. (الإصابة 6/107) .

10 ابن سعد: الطبقات 3/272، الواقدي متروك في الحديث.

ص: 183

أشركنا في دعائك"، قال عمر رضي الله عنه: "ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس". لقوله: "يا أخي" 1.

وعن سالم2 عن ابن عمر قال: "استأذن عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أخي أشركنا في صالح دعائك ولا تنسنا" 3.

وفي حديث علي الآتي في آخر الكتاب4 الثامن والثمانون: "ما بال أقوام يذكرون أخوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه، وسيدي قريش، وأبوي الإسلام". يعني: أبا بكر وعمر رضي الله عنهما -5.

فصل

لا تناقض بين الأحاديث ويكون صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين كل أولئك في أوقات متعددة، فإنه ليس بممتنع أن يؤاخي بينه وبين كل أولئك في أوقات متعددة.

1 أحمد: المسند 1/240، رقم: 195، وقال أحمد شاكر:(إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله، أبو داود: السنن 2/80، رقم: 1498، ابن سعد: الطبقات 3/273، كلهم أخرجوه من حديث شعبة عن عاصم عن سالم عن عبد الله بن عمر، وعاصم بن عبيد الله ضعيف، قال البخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن حبان: "وكان سيئ الحفظ كثير الوهم، فاحش الخطأ، فترك من أجل كثرة خطئه". (الضعفاء للبخاري رقم: 281، المجروحين 2/127، التقريب ص 285) . وقال الألباني: "ضعيف". (ضعيف الجامع الصغير 6/78، رقم: 6292) .

2 سالم بن عبد الله بن عمر.

3 أحمد: المسند 7/154، رقم: 5229، وقال أحمد شاكر:"إسناده ضعيف"، الترمذي: السنن 5/560، رقم: 3562، وقال:"هذا حديث حسن صحيح". ابن ماجه: السنن 2/966، رقم: 2894، وابن سعد: الطبقات 3/273، وأبو يعلى في مسنده 9/376، رقم: 5501، كلهم أخرجوه من حديث سفيان عن عاصم عن سالم، ومدار الحديث على عاصم وهو ضعيف. وقال الألباني:"ضعيف". (الجامع الصغير 6/98، قم:6392.

4 المراد في آخر هذا الكتاب، الباب الثامن والثمانون.

5 يأتي تخريجه ص: 1013.

ص: 184

‌الباب السادس عشر: نزول القرآن بموافقته

الباب السادس عشر: في نزول القرآن بموافقته

روى الترمذي عن نافع بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عزوجل جعل الحق على لسان عمر وقلبه".

وقال ابن عمر: "ما نزل للناس أمر قط فقالوا فيه، وقال فيه عمر أو قال ابن الخطاب - شك خارجة - إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر".

وقال: "حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه"1.

وقال ابن عبد البر: "ونزل القرآن بموافقته في أسرى بدر، وفي الحجاب، وفي تحريم الخمر، وفي مقام إبراهيم عليه السلام"2.

وفي الصحيحين عن أنس3 قال: "قال عمر: وافقت الله تعالى في ثلاث، أو وافقني ربّي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله تعالى ذلك، وقلت: يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله تعالى آية الحجاب، قال: وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه، فدخلت عليهن، قلت: إن انتهيتنّ أو ليبدلنّ الله

1 الترمذي: السنن 5/280، طبعة دار الفكر، المزي: تحفة الأشراف 6/94، وأحمد: المسند 8/60، رقم: 5697، وفضائل الصحابة 1/250، رقم: 313، وإسنادهما حسن. عن عبد الملك عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم عن نافع وإسنادهم حسن، وصححه أحمد شاكر (المسند 7/132، و8/60) . والألباني في صحيح الجامع الصغير 1/358، رقم:1736. وسيأتي في ص 223، 224، عن أبي ذر، وأبي هريرة، وابن عمر.

2 ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1147.

3 ابن مالك الأنصاري الخزرجي.

ص: 185

رسوله خيراً منكن، حتى أتيت إحدى نسائه، قالت: يا عمر، أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه، حتى تعظهن أنت؟، فأنزل الله:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ} ، [التحريم: 5] ، الآية"1. / [11 / ب] .

وعن أنس قال: "قال عمر: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنْكُنَّ} [التحريم: 5] ، فنزلت هذه الآية"2.

وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: "لما توفي عبد الله بن أبيّ، جاء ابنه عبد الله3 إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله أتصلي عليه، وقد نهاك ربّك أن تصلي عليه؟ "، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّما خيرني الله فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} [التوبة: 80] ، وسأزيده على السبعين".

قال: "إنه منافق، قال: وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عزوجل: {وَلَا تُصُلِّ عَلَى أَحْدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84]4.

1 البخاري: الصحيح، كتاب التفسير 4/1629، رقم: 4213، ومسلم من طريق ابن عمر مختصراً، ولم أجده من أنس. (صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 41865) .

2 البخاري: الصحيح، كتاب التفسير 4/1869، رمق:4632.

3 عبد الله بن عبد الله الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً والمشاهد، وقتل باليمامة شهيداً. (الإصابة 4/96) .

4 البخاري: الصحيح، كتاب التفسير 4/1715، رقم:4393. مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1865، رقم: 2400.

ص: 186

وفي رواية: "أتصلي عليه وهو منافق، وقد نهاك الله أن تستغفر لهم؟ "، قال:"إنما خيّرني الله - أو خبرني1 الله - فقال: {اسْتِغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ الله لَهُمْ} [التوبة: 80] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وسأزيده على سبعين"، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلّينا معه، ثم أنزل الله عليه:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحْدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84]2.

وفي رواية عن ابن عباس وعن عمر أنه قال: "لما مات عبد الله بن أبي سلول، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، وثبت إليه، فقلت: رسول الله، أتصلي على ابن أبي؟ وقد قال يوم كذا: كذا وكذا، قال: أُعَدِّدُ عليه قوله، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "أخِّر عني يا عمر"، فلما أكثرت عليه، قال: "إني خُيّرت فاخترت، فلو أعلم أني إن زدتُ على السبعين يغفر له لزدت عليها"، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيراً، حتى نزلت الآيتان من براءة: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحْدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً} إلى قوله: {وَهُمْ فَاسِقُونَ} ، [التوبة: 80] ، والله ورسوله أعلم"3.

وعن عروة بن الزبير4 عن عائشة رضي الله عنها قال: "كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحجب نساءك"، قالت: فلم يفعل، قالت: وكان أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجن ليلاً إلى ليل قبل المناصع5، فخرجت

1 في البخاري: (أخبرني) .

2 البخاري: الصحيح، كتاب التفسير 4/1716، رقم:4395.

3 البخاري: الصحيح، كتاب التفسير 4/1715-1716، رقم:4394.

4 الأسدي، ثقة، فقيه، مشهور، توفي سنة أربع وتسعين على الصحيح. (التقريب ص 389) .

5 المناصع: المجالس. أو مواضع يُتخلَّى فيها لبولٍ أو حاجة. (القاموس ص 991) .

ص: 187

سودة1 - وكانت امرأة طويلة -، فرآها عمر - وهو في المسجد - فقال:"قد عرفناك يا سودة". حرصاً على أن ينزل الحجاب فأنزل الله عزوجل الحجاب"2.

وذكر ابن الجوزي عن عمر قال: "وافقت ربّي عزوجل في ثلاث: في الحجاب، والأسارى، وفي مقام إبراهيم عليه السلام"3.

وعن أبي وائل4 قال: قال عبد الله5: "فضل الناسَ عمر بن الخطاب بأربع: بذكر الأسارى يوم بدر، أمرَ بقتلهم، فأنزل الله عزوجل: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ الله سَبَقَ لَمَسَّكُم فِيمَا أَخَذْتُم عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68] ، وبذكر الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتجبن فقالت له زينب6: "وإنك علينا يا ابن الخطاب، والوحي ينزل في بيوتنا!! ". فأنزل الله عزوجل:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53]، وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم:"الله أيّد الإسلام بعمر". وبرأيه في أبي بكر، كان أوّل الناس بايعه"7.

1 سودة بنت زمعة القرشية العامرية أم المؤمنين، توفيت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين. (ابن سعد: الطبقات 8/52-58، سير أعلام النبلاء (2/265) .

2 البخاري: الصحيح، كتاب الاستئذان 5/2303، رقم: 5886، مسلم: الصحيح بنحوه كتاب السلام 4/1709، رقم:2170.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 22، والحديث أخرجه مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1865، رقم:2399.

4 شقيق بن سَلَمة الأسدي، قثة، مخضرم، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. (التقريب ص 268) .

5 ابن مسعود.

6 زينب بنت جَحش الأسدية، أم المؤمنين، توفي سنة عشرين. (التقريب ص 747) .

7 أحمد: المسند 6/168، والبزار كما في كشف الأستار 3/175، والطبراني كما في مجمع الزوائد 9/67، وكلهم من طريق أبي نهشل عن أبي وائل.

وأبو نهشل: قال الذهبي: (لا يعرف)، وقال الحافظ:(ذكره ابن حبان في الثقات)، وذكره البخاري ولم يذكر فيه ضعفاً. (الكنى: للبخاري ص: 77، ميزان الاعتدال 4/581، تعجيل المنفعة ص 342) .

قال الهيثمي: "رواه أحمد والبزار الطبراني، وفيه أبو نهشل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". (مجمع الزوائد 9/67) . قال أحمد شاكر: "وإسناده حسن".

ص: 188

وعن عائشة رضي الله عنها قال: "كنت آكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيساً1، فمر عمر فدعاه فأكل، فأصاب يده إصبعي، فقال: "لو أطاع ما أرى فيكن2 ما رأتكن عين"، فنزلت آية الحجاب"3. / [12/أ] .

وذكر أبو القاسم الأصفهاني في (سيرة السلف) عن عمر رضي الله عنه: "وافقت ربّي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي أسارى بدر"4.

قال عمر رضي الله عنه: "لما كان يوم بدر وهزم الله المشركين فقتل منهم سبعون وأسر سبعون، استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً، فقال لي: "ما ترى يا ابن الخطاب؟ "، فقلت: أرى أن تمكنني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه، وتمكن عليّاً من عقيل5 فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان فيضرب عنه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم، وقادتهم، فلم يهوَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت،

1 الحيس: الخلط، وتمر يخلط بسمن وأقط، يعجن شديداً، ثم يندر منه نواه، وربما جعل فيه سويق. (القاموس ص 696) .

2 في تفسير ابن كثير، والمناقب (لو أطاع فيكن ما رأتكن) .

3 أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/45، وإسناده حسن، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 22.

4 أبو القاسم: سير السلف 134، وسبق تخريجه ص 189.

5 عقيل بن أبي طالب الهاشمي، أسلم عام الفتح، وتوفي في أول خلافة يزيد. (الإصابة 4/255) .

ص: 189

فأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر، وهما يبكيان، فقلت: يا رسول الله! ما يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"للذي عَرَضَ عليّ أصحابك: من الفداء، لقد عُرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة" - لشجرة قريبة - فأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} ، إلى قوله:{عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 67] ، فلما كان من العام المقبل قتل منهم سبعون، وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكُسِرَت رباعيته1، وهشمت البيضة2 على رأسه، وسال الدم على وجهه، وأنزل الله تعالى:{أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أََصَبْتُم مِّثْلَيهَا قُلْتُم أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفِسِكُم} ، بأخذكم الفداء {إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شِيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165] 3.

1 الربّاعية: السِّنّ التي بين الثَّنَّية والناب. (القاموس ص 929) .

2 البَيْضة: الخُوذة؛ سميت بذلك لأنّها على شكل بيضة النعام. (لسان العرب 7/125) .

3 أخرجه أحمد: المسند 1/250، رقم: 221، وصحّحه أحمد شاكر، وأخرجه بنحوه مسلم: الصحيح، كتاب الجهاد والسير 3/1385، رقم:1763.

ص: 190

‌الباب السابع عشر: قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضله في الصحيحين

الباب السابع عشر: في قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضله في الصّحيحين

عن أبي هريرة1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما راعٍ في غنمه، عدا عليه الذّئب فأخذ منها شاةً، فطلبها حتى استنقَذَها، فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السَّبْع2، ليس لها راعٍ غيري؟ "، فقال الناس:"سبحان الله"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فإني أومن به وأبو بكر وعمر وما ثم أبو بكر وعمر"، هذا لفظ البخاري3.

هو لمسلم4 من طرق5، ومن هذا الطريق لم يسق الحديث6،إلا أنه لما ذكر الحديث الآتي بطوله، ثم ذكر طريق عقيل7 عن ابن شهاب8 قال: لم يذكر قصة البقرة9.

1 عبد الرحمن بن صخر الدوسي الصحابي الجليل، حافظ الصحابة، توفي سنة سبع وخمسين. (التقريب ص 681) .

2 انظر: 259، فقد تكلّم المؤلّف عنه.

3 البخاري في الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1349، رقم:3487.

4 مسلم بن الحجاج القشيري: النيسابوري، ثقة حافظ إمام مصنف عالم بالفقه. توفي سنة إحدى وستين ومئتين. (التقريب ص 529) .

5 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1857-1858، رقم:2388.

6 يريد طريق الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن قالا: سمعنا أبا هريرة. . .

7 عقيل بن خالد الأيلي، الأموي مولاهم، ثقة ثبت، توفي سنة أربع وأربعين ومئة، على الصحيح. (التقريب ص 396) .

8 محمّد بن مسلم.

9 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1858.

ص: 191

وهو في الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يرعى غنماً له إذ جاء الذئب فأخذ شاة فجاء صاحبها فانتزعها منه، فقال الذئب: "كيف تصنع بها يوم السَّبْع يوم لا راعٍ لها غيري؟ "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فآمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر"، قال أبو سلمة: "وما هما في القوم يومئذ"1.

وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينما راعٍ في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال:"من لها يوم السّبْع، يوم ليس لها راعٍ غيري؟ "، وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفت إليه فكلّمته، فقالت:"إني لم أخلق لهذا، ولكني خلقت للحرث"، فقال الناس:"سبحان الله"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر"، هذا لفظ البخاري2

ولفظ مسلم: "بينما رجل يسوق بقرة له، قد حمل عليها، التفت إليه البقرة فقالت: "إني لم أخلق لهذا، ولكني إنما خلقت للحرث". فقال الناس:"سبحان الله! تعجباً وفزعاً أبقرة3 تكلَّم؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني أومن به وأبو بكر وعمر".

قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة، فطلبها الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب فقال له: "من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيري؟ "، فقال الناس: "سبحان الله،

1 الترمذي: السنن 5/623، رقم: 3695، وإسناده صحيح، قال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح". وصحّحه الألباني. (صحيح سنن الترمذي 1/207) .

2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1339، رقم:3463.

3 في الأصل: (لبقرة) ، وهو تحريف.

ص: 192

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر"1. وفي رواية: "وما هما ثَمَّ" 2.

وله في الصّحيحين عدّة طرق3.

وفي صحيح البخاري عند عبد الله بن هشام4 قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب"5.

ويأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد منهم فعمر"6.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجّاً إلا سلك فجّاً غير فجّك "7.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس فرّوا من عمر"8.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة"9.

عن أنس بن مالك قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ذات يوم: "من شهد

1 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1857، 1858، رقم:2388.

2 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1858.

3 البخاري: الصّحيح، رقم: 2324، 3471، 3663، 3690، مسلم: الصّحيح 4/1857- 1858.

4 ابن زُهرة التيمي، صحابي صغير، توفي في خلافة معاوية. (الإصابة 4/137-138، التقريب ص 327) .

5 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1351، رقم:3491.

6 سيأتي تخريجه ص 930، 931، 932.

7 سيأتي تخريجه ص 307، 314.

8 سيأتي تخريجه ص 311.

9 سيأتي تخريجه ص 235.

ص: 193

منكم1 جنازة؟ "، قال عمر: "أنا"، قال: "من عاد مريضاً؟ "، قال عمر: "أنا"، قال: "من أصبح صائماً؟ "، قال: "أنا"، قال: "وَجَبت وجبت" 2.

ويأتي حديث أبي موسى وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ائذن له وبشره بالجنة" - يعني: عمر رضي الله عنه"3.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع من تحت هذا الصّور4 رجل من أهل الجنّة فطلع عمر"5.

وسبق قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "يا أخي أشركنا في صالح دعائك"6.

ويأتي قوله: "عمر سراج أهل الجنة"8. / [13 / ب] .

وذكر ابن الجوزي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه يقول به"9.

1 في الأصل: (منهم) ، وهو تحريف.

2 أحمد: المسند 3/118، والبزار كما في كشف الأستار 1/489، وفي إسنادهما سلمة بن وردان وهو ضعيف. قال أحمد:"منكر الحديث ضعيف الحديث"، وقال ابن معين:"ليس بشيء". وضعّفه ابن أبي حاتم، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان. (الجرح والتعديل 4/174، المجروحين 1/336، تهذيب التهذيب 4/140)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/163:"رواه أحمد والبزار وفيه سلمة بن وردان وهو ضعيف".

3 سيأتي تخريجه ص 360.

4 الصّور: الجماعة من النّخل لا واحد له من لفظه ويجمع على صيران. (النّهاية3/59، القاموس ص: 548) .

5 سيأتي تخريجه ص 341.

6 سبق تخريجه ص 210.

7 سيأتي تخريجه ص 231، 233.

8 ق 13 / أبياض من أصل المخطوطة، وليس ثمة نقص، فالكلام متصل بالمخطوطة.

9 ابن الجوزي: مناقب ص 26، والحديث أخرجه أحمد: المسند 5/145، 165، 177، وأبو داود: السنن 3/139، رقم: 2962، وابن سعد: الطبقات 2/335، وابن ماجه: السنن 1/40، رقم: 108، والفسوي في تاريخه 1/461، والبلاذري: أنساب الإشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 15، وهو حديث صحيح، وقد صحّحه الألباني، صحيح الجامع الصغير 1/358.

ص: 194

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"1.

وعن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"2.

وعن ابن عباس عن أخيه الفضل3 رضي الله عنهم قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عمر بن الخطاب معي حيث أحب وأنا معه حيث يحب، الحق بعدي مع عمر بن الخطاب حيث كان" 4.

وعن الأسود بن سَريع5 قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: قد حَمِدْتُ ربّي بمحامد ومَدْح، وإياك، فقال: إن ربك يحب الحمد"، فجعلت أنشده،

1 أحمد: المسند 18/25، وفي إسناده عبد الله العمري وهو ضعيف والجهم بن أبي الجهم ذكره ابن حبان في الثقات (تعجيل المنفعة ص 53، والتقريب رقم: 314) ، والبزار كما في كشف الأستار 3/174، وقال الهيثمي:(رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم وهو ثقة) . مجمع الزوائد 9/66) .

وقد صحّحه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/358، رقم: 1736، ومشكاة المصابيح رقم: 6033، 6064، وقد مرّ عن أبي ذر وابن عمر.

2 سبق تخريجه ص 185.

3 الفضل بن العباس الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد في خلافة عمر. (الإصابة 5/212) .

4 أخرجه بأطوال الطبراني: المعجم الكبير 18/280، والهيثمي: مجمع الزوائد 9/26، وقال:"رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وأبو يعلى بنحوه، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه".

5 التميمي، السعدي، صحابي نزل البصرة، توفي في أيام الجَمَل، وقيل سنة اثنتين وأربعين. (الإصابة 1/43، التقريب ص 111) .

ص: 195

فاستأذن رجل طوال أصلع، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسكت"، فدخل فتكلم ساعة ثم خرج، فأنشدته ثم جاء؛ فسكتني النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، فقلت:"يا رسول الله من هذا الذي أسكتني له؟ "، فقال:"هذا عمر، هذا رجل لا يحب الباطل"1.

وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة23 رضي الله عنهما عن الأسود التميم ي، قال:"قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنشده، فدخل رجل طوال أقنى"4، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أمسك" فلما خرج قال: "هات"، قلت: من هذا يا نبي الله الذي إذا جاء قلت: أمسك، وإذا خرج قلت: هات؟ قال: "هذا عمر بن الخطاب"5.

1 أبو نعيم: الحلية 1/46، من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن عليّ ابن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن الأسود. وأخرجه بنحوه من طريق حماد سلمة عن علي بن زيد، أحمد بن حنبل (المسند 3/435) ، والمقدسي في أحاديث الشعر ص 77.

وعلي بن زيد ضعيف. (التقريب رقم: 4734) ، لكن تابع عليّاً الزهري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة فيما أخرجه الطبراني 1/265، وأبو نعيم في الحلية 1/46، وهو الحديث الآتي، فيكون الحديث حسناً لغيره.

2 في الأصل: (أبي بكر) ، وهو تحريف.

3 عبد الرحمن بن أبي بكرة: نفيع بن الحارث الثقفي البصري، ثقة، توفي سنة ست وتسعين. (التقريب ص 337) .

4 الأقنى: من الأنوف والجمع قُنْوٌ، وهو ارتفاع في أعلاه بين القصبة والمارن من غير فج. (لسان العرب 15/203) .

5 الطبراني: المعجم الكبير1/287، وأبو نعيم: الحلية1/46، والحاكم: المستدرك3/615. وقال: "صحيح الإسناد". فتعقبه الذهبي بقوله: "معمر له مناكير". وذكر الهيثمي وقال: "ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف". (مجمع الزوائد 9/66)، قلت: في إسناده معمر بن بكار السعدي، قال العقيلي:"في حديثه وهم لا يتابع على أكثره". وقال الذهبي: "صحيح". (الضعفاء 4/207، ميزان الاعتدال 4/153) .

ص: 196

وعن الحسن عن الأسود قال: "كنت أنشده - يعني النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعرف أصحابه، حتى جاء رجل بعيد ما بين المنكبين أصلع، فقيل: "اسكت"، فقلت: واثكلاه من هذا الذي أسكت له عند النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقيل: عمر بن الخطاب، فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيجرني إلى البقيع"12.

فإن3 قال قائل: "كيف / [14 / أ] تسمى ما يسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلاً وهو محاشى عن4 الباطل؟

قال ابن الجوزي: "الجواب أنه لما كان الشعراء - كما قال الله عزوجل - {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} ، [الشعراء: 225] . ويجئ منهم ما يصلح وما لا يصلح، وقال هذا الشاعر للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني قد حمدت ربي بمحامد سمع منه، فلو قد ذكر في قصي دته ما لا يصلح لأنكره عليه برفق، كما أنكر على نساء قلن:

1 البقيع: مقبرة أهل المدينة شرقي المسجد النبوي. (معجم البلدان 1/473، ومعجم معالم الحجاز 1/244) .

2 أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/65، رقم: 0، 819، وأبو نعيم في الحلية 1/47، وأحمد مختصراً فيما أخرجه المقدسي في أحاديث الشعر ص 79، مع أن ابن المديني قال في كتابه: العلل ص 55، "والحسن عندنا لم يسمع من الأسود؛ لأن الأسود خرج من البصرة أيام علي وكان الحسن بالمدينة". ولكن لا شك في سماعه بعد تصريحه عند جمهور المحدثين. (وانظر: حاشية أحمد شاكر على صحيح ابن حبان 1/299) .

3 قوله: (فإن) ، سقط من الأصل.

4 في الأصل رسمها: (محاسبي على) ، وهو تحريف.

ص: 197

"وفينا نبيّ يعلم ما في غدِ"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تقلن هذا" 1، فخاف أن يسمع من ذلك عمر ليقابله بأفحش الإنكار، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرفق منه في باب الإنكار باللطف".

وأجيب عن ذلك بأنه في حال إنشاده لم يقع منه ذلك لكن تخوف النبي صلى الله عليه وسلم أن يقع منه في حال حضرة عمر.

وعن أبي قلابة2 عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشد أمتي في الله عمر"3.

وعن سعيد بن جبير4 عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:"جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أقرئ عمر السلام، وأخبره: أن رضاه عز وغضبه حكم" 5.

1 أخرجه بنحوه البخاري: الصحيح، كتاب المغازي4/1469، 1470، رقم:3779.

2 عبد الله بن زيد الجرمي، ثقة، فاضل، كثير الإرسال، توفي سنة أربع ومئة. (تهذيب التهذيب5/197، التقريب ص 304) .

3 أخرجه ابن سعد بسند صحيح (الطبقات 3/291)، والبلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 223، وأورده محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/303، وابن كثير: البداية والنهاية 4/138، وابن الجوزي: مناقب ص 28.

4 الأسدي: ثقة ثبت فقيه، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين. (التقريب ص234)

5 الطبراني: المعجم الكبير 12/60، وفي إسناده خالد بن يزيد العمري، كذّبه أبو حاتم ويحيى، قال ابن حبان:"يروي الموضوعات عن الأثبات".

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/69، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه خالد ابن يزيد العمري، وهو ضعيف) . قال الألباني:(موضوع، وقول الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط لعله سهو، أو خطأ من الناسخ، وإلا فهو في الكبير) . (الأحاديث الضعيفة 4/183) .

ص: 198

وعن عاصم بن ضمرة1 عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا غضب عمر فإن الله يغضب إذا غضب"2.

وعن أبي شَهْر3 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين، ورأيت منكراً ونكيراً؟ " قال: قلت: "يا رسول الله، وما منكر ونكير؟ "، قال:"فتّانا القبر يبحثان التراب بأنيابهما، ويطآن في أشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهم كالبرق الخاطف، معهما مرزبة4 لو اجتمع عليها أهل الأرض لم يطيقوا رفعها، هي أيسر عليهما من عصاي هذه"، قال: قلت: "يا رسول الله، وأنا على حالتي هذه؟ " قال: "نعم". [قلت] 5: "إذاً أكفيكهما"7.

ويأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لوكان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب"8.

وعن أبي سعيد9 قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم / [14 / ب]

1 السلولي، الكوفي، صدوق، توفي سنة أربع وسبعين. (التقريب ص 285) .

2 أورده ابن الجوزي: مناقب ص 28، والمحب الطبري: الرياض النضرة 1/320.

3 أبو شهر عن عمر. (ميزان الاعتدال 4/537) .

4 المرزبة: عصية من حديد. (القاموس ص 114) .

5 سقط من الأصل.

6 في الأصل: (أكفيهما) .

7 الذهبي: ميزان الاعتدال 4/167، 168، وفي إسناده أبو شهر قال الذهبي:"أبو شهر، العمري، وعنه ابن أبي خالد بخبر منكر في منكر ونكير لا يعرف"، وفيه أيضاً مفضل بن صالح، قال البخاري:"منكر الحديث". (ميزان الاعتدال4/167، 537) .

وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 28، 29.

8 سيأتي تخريجه ص 936.

9 سعد بن مالك الأنصاري، الخضري، له ولأبيه صحبة، توفي سنة ثلاث - أو أربع أو خمس - وستين. (التقريب ص 232) .

ص: 199

لجبريل عليه السلام: "أخبرني بفضائل عمر عندكم في السماء، فقال: يا محمّد لو مكثت معك ما مكث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ما حدّثتك بفضيلة واحدة من فضائل عمر، وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر"، ذكره ابن الجوزي1.

وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمار أتاني جبريل عليه السلام آنفاً فقلت: يا جبريل! حدّثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء، فقال لي: يا محمّد لو حدّثتك بفضائل عمر في السماء مثل ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر"2.

1 ابن الجوزي: مناقب ص29، ابن عساكر: تاريخ دمشق 13/ ق 29/ب، وفي إسناده داود بن سليمان ضعيف جداً، وأشار إليه ابن عراق في تنزيه الشريعة1/346، وقال:"أخرجه ابن عساكر من طريق داود بن سليمان"، قال الأزدي:"خراساني ضعيف جداً، وفيه غيره ممن ينظر في حاله"، وذكر السيوطي في اللآلئ 1/303، 304، ثم قال:"وبالجملة أصحها إسناداً حديث عمار"، ومع ذلك قال الذهبي في الميزان:"إنه خبر باطل".

2 أخرجه ابن عرفة في جزئه ص 60، وأبو يعلى في مسند 3/179، والقطيعي في زيادته على الفضائل لأحمد 1/429، وابن عدي: الكامل 7/2541، وابن الجوزي: العلل المتناهية 1/189، 190، وابن بلبان: تحفة الصديق 106، 107، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات 1/231، وقال: قال أحمد: "هذا حديث موضوع". وأورده الذهبي في ترجمة الوليد بن الفضل، وقال:"وإسماعيل هالك والخبر باطل". (الميزان 1/238، 4/343) .

والهيثمي في مجمع الزوائد 9/68، وقال:"رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير والأسوط وفيه الوليد بن الفضل العنزي، وهو ضعيف جداً". وابن عراق في تنزيه الشريعة 1/364، وقال:"وفيه إسماعيل بن عبيد البصري".

قلت: اجتمع في إسناد هذه الحديث الوليد بن الفضل وهو متروك وإسماعيل بن عبيد البصري، قال الذهبي:"ضعّفه الأزدي له عن حماد بن أبي سليمان في فضل عمر وهو باطل". (الميزان 1/238، 4/343، المجروجين 3/82، اللسان 1/420، 6/225) .

ص: 200

وذكره الشيخ موفق الدين1 عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمار أتاني جبريل عليه السلام آنفاً فقلت له: "يا جبريل حدّثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء"، فقال: "يا محمّد لو حدّثتك بفضائل عمر بن الخطاب في السماء ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر رضي الله عنهما" 2.

وذكر ابن الجوزي عن سالم3 عن أبيه قال: "رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر ثوباً - وفي رواية قميصاً - أبيض فقال: "أجديد ثوبك هذا أم غسيل؟ "، قال: "بل غسيل"، فقال: "البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً" 4.

1 عبد الله بن أحمد المقدسي.

2 ابن قدامة المقدسي: منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين ق / ب، وفي إسناده الوليد بن الفضل العنزي وهو متروك، وقد سبق تخريجه في الحديث الذي قبله.

3 سالم بن عبد الله بن عمر.

4 أحمد: المسند 8/20، ابن ماجه: السنن 2/1178، وابن السني: عمل اليوم والليلة رقم: 262، قال البوصيري في مصباح الزجاجة 3/146:"إسناده صحيح".

والحسين بن مهدي الأيلي، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه ابن خزيمة في صحيحه، وباقي رجال الإسناد لهم في الصحيحين.

قال الحافظ في نتائج الأفكار: "هذا حديث حسن غريب، ورجال الإسناد رجال الصحيح، لكن أعله النسائي فقال: "هذا حديث منكر، أنكر يحيى القطان على عبد الرزاق"، قال النسائي: "وقد روى أيضاً عنه متصلاً - يعني: الزهري - وروي عنه مرسلاً"، قال: "وليس هذا من حديث الزهري"، قال الألباني: "وقد وجدت له شاهداً مرسلاً، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن إدريس عن أبي الأشهب عن رجل بنحو رواية أحمد. وأبو الأشهب اسمه: جعفر بن حيان العطاردي، وهو من رجال الصحيح، وسمع من كبار التابعين، وهذا يدل على أن للحديث أصلاً، وأقل درجاته أن يوصف بالحسن". (نقلاً عن الصحيحة للألباني 1/620، رقم: 352) .

ص: 201

وروى أبو القاسم الأصفهاني في (سيرة السلف) بسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة"1.

وعن أنس بن مالك قال: "أتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أقرئ عمر بن الخطاب السلام، وأعلمه أن غضبه عزّ وأن رضاه عدل" 2.

وعن أبي الأشهب3 قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم / [15 /] على عمر ثوباً غسيلاً، فقال: "البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً، ويعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة" 4.

وروى الشيخ موفق الدين في: (كتاب المنهاج) عن عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رحم الله أبا بكر زوجّني ابنته، وأعتق بلالاً من ماله، وحملني إلى دار الهجرة، رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرّاً، تركه الحق

1 أبو القاسم: سير السلف 151، وفي إسناد عبد الله بن إبراهيم الغفاري متروك، والحديث أخرجه ابن عرفة في جزئه 44، والقطيعي في زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 1/428، وابن عدي في الكامل 4/1507، وأورد الذهبي في الميزان في ترجمة الغفاري فقال:"وذكر له ابن عدي الحديثين اللذين في جزء ابن عرفة في فضل أبي بكر وعمر، وهما باطلان". (ميزان الاعتدال 3/388) .

ورواه البزار كما كشف الأستار 3/174، وقال الهيثمي:"رواه البزار وفيه عبد الله ابن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف". (مجمع الزوائد 9/74) .

وأخرجه أبو نعيم في الحلية 6/333، من طريق الواقدي عن أبي هريرة، وأورده في ضعيف الجامع 4/54، قال:"موضوع".

2 ابن عدي: الكامل 1/361، الأصبهاني: سير السلف 1/154، وذكره الهندي في الكنْز 13/603، ونسبه ابن عدي وابن عساكر، قال ابن عدي:"هذا الحديث لم يوصله عن يعقوب غير إبراهيم بن رستم، ورواه جماعة عن يعقوب بن جعفر عن سعيد بن جبير مرسلاً". (الكامل 1/361) . وقد مر عن ابن عباس ص 227.

3 جعفر بن حيان السعدي، ثقة، توفي سنة خمس وستين ومئة. (التقريب ص 551) .

4 ابن سعيد: الطبقات3/329، ابن أبي شيبة: المصنف8/453، والدولابي: في الكنى ص 109، كلهم عن أبي الأشهب مرسلاً. وقد مرّ عن سالم عن عبد الله بن عمر ص231.

ص: 202

وماله من صديق، رحم الله عثمان تستحييه الملائكة، رحم الله عليّاً أدار الحق معه حيث ما دار" 1.

وذكر ابن الجوزي من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عمر سراج أهل الجنة"2.

ومن حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أشد أمتي في أمر الله عمر"3.

وروى أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان المعروف بـ: (أبي الشيخ4) في (عواليه) عن [سلمة بن] 5 وردان6 قال: "سمعت أنس

1 ابن قدامة: منهاج القاصدين 16/ب، والحديث أخرجه الترمذي: السنن 5/633، ابن أبي عاصم: السنة 2/577، أبو نعيم: معرفة الصحابة 1/124، وفضائل الخلفاء الأربعة 14/ب، ابن حبان: المجروحين 3/10، الحاكم: المستدرك 3/72، ابن عدي: الكامل 6/437، والعقيلي: الضعفاء 4/210-211، كلهم من طريق المختار بن نافع، قال البخاري والنسائي وأبو حاتم:"منكر الحديث"، وقال النسائي أيضاً:"ليس بثقة". (تهذيب التهذيب 1/69، 70) .

وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه، والمختار بن نافع شيخ بصري كثير الغرائب"، وصحّح الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي فقال:"كذا قال، ومختار ساقط، قال النسائي وغيره: ليس بثقة".

وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/253، 254، ثم قال:"هذا الحديث يعرف بمختار"، قال البخاري:"هو منكر الحديث".

وذكره أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي في كتابه: (معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة ص 154) .

2 ابن الجوزي: مناقب ص 28، والحديث سبق تخريجه ص 231.

3 سبق تخريجه ص 227.

4 محدّث أصبهان، صاحب التصانيف، العظيمة، والسنن، وغيرها توفي سنة تسع وستين وثلاث مئة. (أخبار أصبهان 2/90، سير أعلام النبلاء 16/276) .

5 سقط من الأصل.

6 سلمة بن وردان الليثي، ضعيف، توفي سنة بضع وخمسين ومئة. (التقريب ص 248) .

ص: 203

بن مالك رضي الله عنه يقول: "سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه: "من أصبح صائماً اليوم؟ "، فقال عمر: "أنا"، قال: "من تصدق اليوم؟ "، قال عمر: "أنا) ، قال:"فمن عاد مريضاً؟ "، قال عمر:"أنا"، قال:"فمن شيع جنازة؟ "، قال عمر:"أنا"، قال:"وجبت لك"، يعني: الجنة" 1.

وروى أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن بن شاذان السُّكَّري2 عن صدقة بن المثنى النخعي3، قال: حدّثني جدّي رياح بن الحارث4، قال:"كنت قاعداً عند المغيرة بن شعبة5 في مسجد الكوفة، وعنده أهل الكوفة، فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه فرحب به المغيرة وحيّاه، وأقعده عند رجله على السرير، فجاء رجل / [15 / ب] من أهل الكوفة، يقال له: قيس بن علقمة فاستقبله فسبَّ وسبَّ، فقال سعيد: "يا مغيرة ألا أرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسبُّون عندكم ثم لا تُغيِّر ولا تُنْكر؟!، أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - "وإني لغني أن أقول ما لم يقل فيسألني عنه إذا لقيته" -: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعليّ في الجنة، وعثمان في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وتاسع المسلمين في الجنة لو شئتُ سمَّيتُه، قال:

1 لم أجده في أحاديث أبي محمّد بن حيان، والحديث سبق تخريجه ص 222.

2 علي بن عمر بن محمّد السّكري الحِمْيَريّ البغدادي، توفي سنة ست وثمانين وثلاث مئة. (تاريخ بغداد 12/40، سير أعلام النبلاء 16/538) .

3 ثقة، من السادسة. (التقريب ص 275) .

4 رياح بن الحارث النخعي الكوفي، ثقة. (تهذيب التهذيب3/258، التقريب ص211) .

5 الثقفي، أسلم قبل الحديبية، ولي إمارة البصرة ثم الكوفة، توفي سنة خمسين على الصحيح. (التقريب ص 543) .

ص: 204

فرجّ الناس، وناشدوه: يا صاحب رسول الله من التاسع؟ قال: "لولا أنكم ناشدتموني ما أخبرتكم، أنا تاسع المسلمين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتم العاشر، ثم قال: "لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبّر فيه وجهه خيرٌ من عمل أحدكم ولو عُمِّر عمر نوح"1.

كذا وقع في هذا الحديث ابن مالك وعليها ضرب.

قلت: "هو سعد بن مالك".

قال البخاري: "سعد بن أبي وقاص الزهري، وهو سعد بن مالك"2. / [16 / أ] .

فصل

ومما يدل على فضله من حيث العموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبّوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ3 أحدهم، ولا نصيفه"4.

وعن أم مبشر5 أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل النار إن شاء الله

1 لم أجده فيما تبقى من أحاديث السكري، والحديث أخرجه أحمد بسند صحيح في (المسند 3/108)، وأبو داود: السنن 4/212، وابن ماجه: المقدمة مختصراً 1/48، رقم: 133، وأبو نعيم: الحلية 1/95، 96، عبد الله بن أحمد في زيادته على فضائل الصحابة لأحمد 1/120-121.

2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1363.

3 المد: مكيال، وهو رطلان، أو رطل وثلث، أو ملء كفي الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومدّ يده بهما، وبه سُمِّي مُدّاً. (القاموس ص 407) .

4 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1343، ومسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1967، رقم:2540.

5 أم مبشّر الأنصارية، صحابية مشهورة. (التقريب ص 758) .

ص: 205

أحد من أصحاب الشجرة1 الذين بايعوا تحتها" 2.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك لعل الله اطّلع على أهل بدر، فقال: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" 3.

وروى ابن أبي شيبة4 في كتاب الأدب عن أبي سعيد الخدري، قال:"قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية5: "لا يوقد أحد ناراً بليل"، ثم قال لنا: "أوقدوا واصطنعوا6 فإنه لا يدرك أحد مدكم ولا صاعكم" 7، 8.

وعن العرباض بن سارية9، قال:"قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "عليكم

1 أي: أصحاب بيعة الرضوان.

2 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1943، رقم:2496.

3 أخرجه بأطول البخاري: الصحيح، كتاب الجهاد 3/1095، رقم: 2845، ومسلم الصحيح: كتاب فضائل الصحابة 4/1941، رقم:2494.

4 عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ صاحب تصانيف، توفي سنة خمس وثلاثين ومئتين. (التقريب ص 320) .

5 الحديبية: قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هنالك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها، وتعرف الآن بالشميسي، وهو غرب مكة بينها وبين المسجد قرابة اثنين وعشرين كيلاً. (معجم البلدان 2/229ومعجم معالم الحجاز2/248) .

6 في الأصل: (وصطبغوا) ، وهو تصحيف.

7 الصاع: الذي يكال به، وهو أربعة أمداد. (القاموس ص 955) .

8 ابن أبي شيبة: المصنف، كتاب الأدب 8669، رقم: 5970، والحديث أخرجه أحمد في المسند 3/26، وأخرجه الحاكم وقال:(صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي) . (المستدرك 2/26) .

وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 6/145، وعزاه لأحمد، وقال:"رجاله ثقات"، وحسنه ابن حجر، وصحّحه الألباني. (سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/63) .

قلت: وهو كما قال ابن حجر، ففي إسناد سمعان الأسلمي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال النسائي: لا بأس به. (تهذيب التهذيب 4/238) .

9 السُّلمي، صحابي، كان من أهل الصفة، ونزل حمص، توفي بعد السبعين. (التقريب ص 388) .

ص: 206

بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً، وسترون من بعدي اختلافاً شديداً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم والأمور المحدثات، فإن كل بدعة ضلالة" 1. رواه أبو داود2 في سننه عن الإمام أحمد3 عن الوليد4. رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح".

وذكر الثعلبي5 في: (تفسيره) بإسناد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال موسى عليه السلام: "يا رب هل خلقت أمة أكرم عليك من أمتي؟ قال الله عزوجل: "يا موسى إن فضل أمة محمّد على سائر الخلق كفضلي على جميع خلقي"، قال:"يا رب ليتني رأيتهم"، قال:"يا موسى إنك لن تراهم ولو أردت أن تسمع كلماهم سمعت"، قال:"فإني أريد أن أسمع كلامهم"، قال الله تعالى:"يا أمة أحمد فأجبنا لكنا من أصلاب آبائنا وأرحام أمهاتنا: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك"، قال الله تعالى: "يا أمة

1 أبو داود: السنن 4/200، وأحمد: المسند 4/126، وإسناده صحيح. الترمذي: السنن 5/44، والحديث أخرجه الدارمي: السنن 1/44، وابن ماجه: المقدّمة 1/15، وصححه الألباني:"صحيح سنن الترمذي رقم: 2157، وابن ماجه رقم: 2829".

2 سليمان بن الأشعث الأزدي، السجستاني، ثقة حافظ، مصنّف السنن من كبار العلماء، توفي سنة خمس وسبعين ومئتين. (التقريب ص 257) .

3 أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي، أحد الأئمة، ثقة حافظ فقيه حجة، توفي سنة إحدى وأربعين ومئتين. (التقريب ص 84) .

4 الوليد بن مسلم القرشي مولاهم، الدمشقي، ثقة كثير التدليس والتسوية، توفي آخر سنة أربع أو أوّل خمس وتسعين ومئة. (التقريب ص 584) .

5 أحمد بن محمّد بن إبراهيم النيسابوري، شيخ التفسير، له كتاب التفسير الكبير، توفي سنة سبع وعشرين وأربع مئة. (سير أعلام النبلاء 17/435) .

ص: 207

أحمد إن رحمتي سبقت غضبي، وعفوي عقابي، وقد أعطيتكم1 قبل أن تسألوني، وقد غفرت لكم قبل أن تعصوني، من جاءني يوم القيامة يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسولي وعبدي جعلت / [16 / ب] الجنة مأواه، وإن كانت ذنوبه أكثر من زبد البحر" 2.

وعن معاذ بن جبل3 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند ظهره إلى الكعبة: "أمتي أمة، توفي سبعين أمة هي خيرها وأكرمها على الله عزوجل"4.

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون والأوّلون يوم القيامة، ونحن أوّل من يدخل الجنة"5.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي"6.

1 في الأصل: (أعيتكم) ، وهو تحريف.

2 أخرجه ابن مردويه في الدر المنثور للسيوطي 6/418، 419، بنحوه عند تفسير قوله تعالى:{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} ، وذكره البغوي في تفسيره (معالم السنن) 3/448، وقال:"روي عن ابن عباس، ورفعه بعضهم"، فتصديره للرواية بقوله:(وروي) يشعر بضعفه عنده، وأورد الثعلبي في تفسيره عند هذه الآية نحواً منه عن وهب بن منبه ج 3/ ق 148/ ب، وأورده ابن قدامة: في منهاج القاصدين ق 4 / أ - ب.

3 الأنصاري الخزرجي، مشهور، من أعيان الصحابة، شهد بدراً وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، توفي بالشام سنة ثماني عشرة. (التقريب ص 535) .

4 أخرجه ابن قدامة في منهاج القاصدين ق 6/أ، وأخرجه من طريق آخر أحمد: المسند 5/5، وابن ماجه: السنن 2/1433، والترمذي: السنن 5/226، وقال:"هذا حديث حسن"، وقد رَوَى غير واحد هذا الحديث عن بهز بن حكيم نحو هذا ولم يذكروا فيه:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} .

5 أخرجه بنحوه البخاري: الصحيح، كتاب الجمعة 1/299، رقم: 836، ومسلم: الصحيح، كتاب الجمعة 2/585، رقم:855.

6 أخرجه البغوي في تفسيره (معالم التنزيل) 1/342، ابن عدي: الكامل 4/1448، الطبراني: الأوسط 1/512-513، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا ابن عقيل ولا عن ابن عقيل إلا زهير ولا عن زهير إلا صدقة، تفرد به عمرو"، وابن قدامة: منهاج القاصدين 7/أ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 1/69، وقال:"وفيه صدقة بن عبد الله السمين وَثَّقه أبو حاتم، وضعّفه جماعة فإسناده حسن"، قال ابن حجر:"صدقة بن عبد الله ضعيف". (التقريب ص 275) .

ص: 208

وعن عبد الله بن بريدة1 عن أبيه2 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة عشرون ومئة صنف، ثمانون من هذه الأمة"3.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". متفق عليه4.

وأخرجاه أيضاً من حديث عمران بن حصين5، 6.

وعن عبد الرحمن بن سالم بن عويم بن ساعدة7 عن أبيه8 عن جده، قال:

1 الأسلمي، المروزي، ثقة، توفي سنة خمس ومئة. (التقريب ص 297) .

2 بريدة بن الحُصيب الأسلمي، أسلم قبل بدر، توفي سنة ثلاث وستين. (التقريب ص 121) .

3 أحمد: المسند 5/355، و361، وإسناد صحيح، ابن أبي شيبة: المصنف 11/471، والتّرمذي: السنن 4/683، ابن حبان: الصحيح 9/274، والحاكم: المستدرك 2/81، الطحاوي: مشكل الآثار 1/156-157، البغوي: معالم التنزيل 1/342، وابن قدامة: منهاج القاصدين 7/أ، قال الترمذي:"هو حديث حسن".

4 البخاري: الصحيح، كتاب الشهادات 2/938، رقم: 2508، مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1962، رقم:2533.

5 الخزاعي أسلم عام خيبر، وصحب وكان فاضلاً، توفي سنة اثنتين وخمسين. (التقريب ص 439) .

6 البخاري: الصحيح، كتاب الشهادات 2/938، رقم: 2508، ومسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1964، رقم:2535.

7 عبد الرحمن بن سالم بن عويم، مجهول، من السادسة. (التقريب ص 341) .

8 سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري، مقبول، من السادسة. (تهذيب التهذيب 6/181، والتقريب ص 227) .

ص: 209

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختارني واختار لي أصحاباً فجعل لي منهم أصهاراً وأنصاراً، فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً"2.

وقال ابن عمر: "لا تسبوا أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة"3.

وقال ابن عباس في قول الله عزوجل: {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل: 59]، قال4:"أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم"5. / [17 / أ] .

1 الصرف: التوبة. وقيل: النافلة. والعدل: الفدية. وقيل: الفريضة. (النهاية 3/24) .

2 ابن أبي عاصم: السنة 2/483، الطبراني: المعجم الكبير 20/140، وفي الأوسط 1/281، والحاكم: المستدرك 3/632، وأبو نعيم الحلية 2/11، واللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1246، وموفق الدين: منهاج القاصدين ق 12/أ، ومدار الحديث على عبد الرحمن بن سالم، وهو مجهول.

وقال الألباني: "إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن سالم وأبيه، وسوء حفظ محمّد ابن طلحة". (السنة 2/483) .

3 أحمد: فضائل الصحابة 1/60، بإسناد صحيح، موفق الدين: منهاج القاصدين 13/أ، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1/57، ابن ماجه: المقدمة 1/57، وابن أبي عاصم: السنة 2/484، واللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة رقم: 1249، وآخره عندهم:(خير من عمل أحدكم عمره) .

4 في الأصل: (وقال) .

5 ابن جرير: التفسير 20/2، والبزار كما في كشف الأستار 3/161، وموفق الدين: منهاج القاصدين 13/أ، وفي إسناده الحكم بن ظهير وهو متروك. (التقريب رقم: 175) ، وبه أعله الهيثمي في مجمع الزوائد 7/87، بعد أن أورده من رواية البزار.

ص: 210

الباب الثامن عشر

فيما رآه عليه السلام [مما] 1 يدلّ على فضله في الصّحيحين

عن حمزة بن عبد الله بن عمر2، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"بينا أنا نائم شربت - يعني: اللبن - حتى أنظر إلى الرِّيّ يجري في ظفري، أو في أظفاري، ثم ناولت عمر"، قالوا: فما أولت يا رسول الله؟، قال:"العلم"3.

وفي لفظ: " بينا أنا نائمٌ إذ رأيت قَدَحاً أُتيتُ به، فيه لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الرّيَّ يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب". قالوا: "فما أولت ذلك يا رسول الله؟ "، قال:"العلم"4.

وفي لفظ: "بينا أنا نائمٌ أُتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الرّيَّ يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي - يعني: عمر -، قالوا: "فما أولته يا رسول الله؟ "، قال: "العلم" 5.

ورواه الترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت كأني أُتيت بقدح لبن فشربت منه، فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب"، قالوا:"فما أولته يا رسول الله؟ "، قال:"العلم".

وقال: "حديث حسن صحيح غريب"6.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: "بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ

1 سقط من الأصل.

2 ابن الخطاب المدني، شقيق سالم، ثقة، من الثالثة. (التقريب ص 180) .

3 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1346، رقم:3478.

4 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1859-1860، رقم:2391.

5 البخاري: الصحيح، كتاب العلم 1/43، رقم:82.

6 الترمذي: السنن 5/619، رقم:3687.

ص: 211

قال: "بينا أنا نائمٌ رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصري1، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: "لعمر"، فذكرت غيرته فوليت مدبراً". فبكى عمر وقال: "أعليك أغار يا رسول الله؟! "2.

وفي ر واية: "رأيت قصراً بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ "، قالوا:"لعمر"، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك"، فقال عمر: "بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعليك أغار؟! ". وهو من رواية جابر بن عبد الله3.

وفي رواية لمسلم4: "فرأيت فيها داراً أو قصراً"5.

ورواه الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت الجنة فإذا أنا بقصرٍ من ذهب فقلت: لمن هذا القصر؟ "، قالوا:"لشاب"، فظننت أني أنا هو، فقلت:"ومن هو؟ "، فقالوا:"عمر بن الخطاب".

وقال: "حديث حسن صحيح"6.

وفي رواية أخرى فقلت: "لمن هذا القصر؟، قالوا: لرجل من العرب"، فقلت:"أنا عربيٌّ، لمن هذا القصر"؟، قالوا:"لرجل من قريش"، قلت:"أنا من قريش، لمن هذا القصر"؟، قالوا:"لرجل من أمّة محمد"، قلت: "أنا

1 القصر: المنزل، أو كل بيت من حجر. (القاموس ص 595) .

2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1346، رقم: 3477، ومسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1863، رقم:2395.

3 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1346، رقم:3476.

4 ابن الحجاج.

5 مسلم: الصحيح، كتاب فصائل الصحابة 4/1862، رقم:2394.

6 الترمذي: السنن 5/619، وإسناده صحيح، وصححه الألباني. (صحيح سنن الترمذي 3/205، والصحيحة 3/409، رقم: 1423) .

ص: 212

محمد، لمن هذا القصر"؟،قالوا: "لعمر بن الخطّاب" 1.

وفي رواية: "رأيت في الجنّةٍ قصراً من ذهبٍ فقلت: لمن هذا"؟، فقيل: لعمر بن الخطاب".

وقال: "حديث حسن غريب صحيح2، 3.

وقال الترمذي: "معنى هذا الحديث: دخلت البارحة الجنة، يعني: رأيت في المنام كأنّي دخلت الجنة، هكذا روي في بعض الحديث"4.

قال: ويروي عن ابن عباس أنّه قال: "رؤيا الأنبياء وحيٌ"5.

وذكره ابن الجوزي من عدة طرق:

فرواه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضّأ إلى جانب قصر، فقلت: "لمن هذا القصر"؟، قالوا: "لعمر بن الخطاب"، فذكرت غيرتك فوليت مدبراً"، فبكى عمر وقال: "أوعليك

1 الترمذي: السنن 5/620 وإسناده حسن، فيه الحسين بن علي بن واقد صدوق يهم (التقريب رقم 400) ، والحديث أخرجه أحمد في المسند 5/360، وفضائل الصحابة1/455وإسناده حسن، وصححه الألباني (صحيح سنن الترمذي 3/205) .

2 الترمذي: السنن 5/283 رقم 3772 طبعه دار الفكر تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف وما ذكره المؤلف مطابق لما في تحفة الأشراف، وطبعه دار الفكر بتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف5/283رقم 3772 وعنده:"هذا حديث حسن غريب".

3 وأخرجه أحمد: المسند 3/107، 179، 191، وانظر الصحيحة للألباني 3/410.

4 الترمذي: السنن 5/620.

5 السنن: 5/620، والحديث أخرجه الطبراني، المعجم الكبير 2/6، وأخرجه البخاري تعليقاً عن عبيد بن عمير (صحيح البخاري 1/64، رقم: 138) ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/176، وقال:"رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح". وأورده ابن حجر في فتح الباري 1/329، وقال:"رواه مسلم مرفوعاً"، ولم أجده في صحيح مسلم، فلعله سهو من ابن حجر.

ص: 213

أغار يا رسول الله"1.

ومن طريق أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فإذا أنا بقصرٍ من ذهبٍ، فقلت: "لمن هذا القصر"؟، قالوا: "لشاب من قريش"، فقلت: "لمن"؟، قالوا: "لعمر بن الخطاب"، قال: "فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته"، قال عمر: "عليك يا رسول الله أغار"؟! 2.

ومن طريق جابر بن عبد الله [قال] 3: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فرأيت فيها داراً أو قصراً فسمعت فيها ضوضاء4 أو صوتاً فقلت: لمن هذا"؟، فقيل:"لابن الخطاب"، فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك"، فبكى عمر وقال: "أو يغار عليك! "5 / [17/ ب] .

وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائمٌ رأيت الناس عرضوا عليَّ وعليهم قمصٌ؛ فمنها ما يبلغ الثَّديَّ، ومنها ما يبلغ دون ذاك، وعرض عليَّ عمر وعليه قميص اجترّه"6 قالوا:"فما أوّلته يا رسول الله"؟، قال:"الدين "7.

وفي الصّحيحين عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا على

1 ابن الجوزي: مناقب ص 31، وقد سبق تخريجه ص 244، 245.

2 ابن الجوزي: مناقب ص 31، أحمد: المسند 3/107، بلفظه وإسناده صحيح.

3 سقط من الأصل.

4 الضوضاء: أصوات الناس في الحرب. (القاموس ص 57) .

5 ابن الجوزي: مناقب ص 32، مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1862، رقم: 2394، وانظر: ابن حجر: فتح الباري 7/4.

6 أي: لطوله، وفي رواية:(يجره) . (انظر: فتح الباري 7/51) .

7 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1349، رقم: 3477، مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1859، رقم:2390.

ص: 214

بئرٍ أنزع منها، إذ جاء أبو بكر وعمر، فأخذ أبو بكر الدّلو1، فنزع ذنوباً2، أو ذنوبين، وفي رواية: نزعه ضعف، وغفر الله له، ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر، فاستحالت في يده غرباً3، فلم أر عبقرياً4، من الناس يفري5 فريَه حتى ضرب الناس بعطن" 6، 7.

وفي رواية: "رأيت الناس اجتمعوا فقام8 أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم قام ابن الخطاب فاستحالت غرباً فما رأيت عبقرياً من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن"9.

وفي رواية لمسلم: "رأيت كأني أنزع دلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، فنزع نزعاً ضعيفاً، والله يغفر له، ثم جاء عمر فاستقى فاستحالت غرباً فلم أر عبقرياً من الناس يفري فريه، حتى روي الناس وضربوا العطن"10.

ولفظ البخاري: "بعطن"11.

1 الدلو: واحدة الدلاء التي يستقى بها. (لسان العرب 14/265) .

2 الذنوب: الدلو الممتلئ ماء. (لسان العرب 1/392) .

3 الغرب: الدلو العظيمة، التي تتخذ من جلد ثور. (لسان العرب 4/534) .

4 العبقري: هو الحاذق في عمله، وعبقري قومه، سيدهم. (النهاية 3/173، لسان العرب 4/534) .

5 الفري: القطع للإصلاح، والمقصود أنه كان يأتي بالعجب في عمله. (النهاية3/442، 15/153) .

6 العطن: هو مبرك الإبل حول الماء، ضرب ذلك مثلاً لاتساع الناس وما فتح الله عليهم من الأمصار. (النهاية 3/258، ولسان العرب 13/386) .

7 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2575، رقم:6616.

8 في الأصل: (فقال) ، وهو تحريف.

9 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2576، رقم:6617.

10 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1862، رقم:2393.

11 سبق تخريجه في الحديث الذي قبله.

ص: 215

وذكره في الصحيحين من رواية أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائمٌ رأيتني على قليب، وعليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم استحالت غرباً، فأخذها عمر بن الخطاب، فلم أَرَ عبقرياً من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب، حتى ضرب الناس بعطن"1.

وفي رواية: "رأيت أني على حوض أسقي الناس فأتاني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليريحني، فنزع ذنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، فأتى ابن الخطاب فأخذ منه، فلم ينزع حتى تولى الناس، والحوض يتفجّر"2.

وفي رواية: " وفي نزعه – والله يغفر له – ضعف "3.

وفي لفظ: " فجاء ابن الخطاب فأخذ منه فلم أر نزع رجل قط أقوى منه حتى تولى الناس والحوض ملآن يتفجر "4.

قال وهب5: "العطن منزل الإبل، يقول: حتى رويت الإبل فأناخت"6.

وذكره ابن الجوزي من طرق:

فرواه من طريق عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين / [18 / أ] وفي بعض نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم أخذها عمر، فاستحالت في يده غرباً،

1 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2576، رقم:6618.

2 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2576، رقم:6619.

3 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/ 1860 رقم 2392.

4 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/ 1861 رقم 2392

5 وهب بن جرير الأزدي البصري ثقة، توفي سنة ست ومئتين. (التقريب ص 585) .

6 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1345.

ص: 216

فلم أر عبقرياً في الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن" 1.

ومن طريق آخر: "رأيتني الليلة وأبا بكر على قليب، فنزعت منه ذنوباً أو ذنوبين، ثم جئت أبا بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، ثم جاء عمر فنزع منها حتى استحالت غرباً، فضرب بعطن فعبّرها يا أبا بكر". قال: "ألي الأمر بعدك، ثم عمر". قال: "بذلك عبّرها الملك"2.

ومن طريق أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت كأني أنزع على غنم سود إذ خالطها غنم عفر3، إذ جاء أبو بكر فنزع ذنوبين، وفيهما ضعف، ويغفر الله له، إذ جاء عمر فأخذ الدلو فاستحالت غرباً فأروى الناس، وصدر الشاء، فلم أر عبقرياً يفري فري عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأولت أن الغنم السود العررب، وأن العفر إخوانهم من هذه الأعاجم" 4.

وعن أبي أمامة5 رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة6 بين يدي فقلت: ما هذا؟ قال: بلال. فمضيت

1 ابن الجوزي: مناقب ص: 30، والحديث في البخاري: الصحيح، كتاب المناقب 3/1329، رقم:3434.

2 ابن الجوزي: مناقب ص 30، والحديث أخرجه أبو ذر الهروي في كتاب الرؤيا وفي سنده أيوب بن جابر وهو ضعيف، وهذه الزيادة منكرة. (فتح الباري 12/13) .

3 الأعفر: الأبيض، ليس بشديد البياض. (القاموس ص 568) .

4 ابن الجوزي: مناقب ص 31، وأخرج نحواً منه أحمد في المسند عن أبي الطفيل 5/455، وأورد الهيثمي وقال:"رواه الطبراني، وإسناده حسن". (مجمع الزوائد 9/72) . وعبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 1/163، عن الحسن مرسلاً، وأبو بكر الشافعي: الفوائد ق 6 / ب.

5 صُدَيّ بن عجلان الباهلي، صحابي مشهور سكن الشام، توفي سنة ست وثمانين. (التقريب ص 276) .

6 الخَشْفة: بالسكون، الحس والحركة، وقيل: هو الصوت. والحَشَفة بالتحريك: الحركة. (النهاية 2/34) .

ص: 217

فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين، ولم أرَ فيها أحداً أقل من الأغنياء [والنساء. قيل: أما الأغنياء فهم ههنا بالباب يحاسبون ويمحصون] 1، وأما النساء فألهاهن الأحمران، الذهب والحرير، ثم خرجت2 من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أُتيت بكفة فوضعت فيها، ووضعت أمتي في كفة، فرجحت بها، ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة، وجيء بجميع أمتي فوضعت في كفة فرج بها أبو بكر، قال: ثم أتي بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمي فوضعوا فرجح عمر" 3.

وروى الإمام أحمد في (المسند) من حديث عبد الله بن عم ر، قال:"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة، فقال: "رأيت قبل الفجر كأني أعطيتُ المقاليد والموازين؛ أما المقاليد فهذه المفاتيح، وأما الموازين فهذه التي تَزِنُون بها، فَوُضِعتُ في كفَّة ووُضعَتْ أمتي في

1 سقط من الأصل والزيادة من المسند.

2 في المسند: (خرجنا) .

3 أحمد: المسند 5/259، والخطيب: تاريخ بغداد 14/78، من طريق القطيعي عن عبد الله بن أحمد، وفي إسناده عليّ بن يزيد الألهاني الدمشقي ضعيف جداً، قال البرقي والأزدي والدارقطني:"متروك الحديث". وقال البخاري: "منكر الحديث ضعيف". وقال ابن أبي حاتم: "ضعيف الحديث أحاديثه منكرة". وقال النسائي: "ليس بثقة وفي موضع آخر متروك الحديث". وقال الحافظ: "ضعيف". (تهذيب التهذيب 7/346، التقريب ص 406) .

وذكره ابن الجوزي: مناقب ص 32، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/59، وقال:"رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار، وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه. . . ".

ص: 218

كفّة، فوُزِنتُ بهم فرَجَحْتُ، ثم جيء بأبي بكر فوُزن بهم فوزَن، ثم جيء بعمر فوُزن فوزَن بهم، ثم جيء بعثمان فوُزِن فَوَزَن بهم، ثم رُفِعَت" 1.

1 أحمد: المسند 7/232، رقم: 5469، وإسناده صحيح، وذكره الهيثمي، وقال:"رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: (فرجع بهم في الجميع) ، وقال: (ثم جيء بعثمان فوضع في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجح بهم ثم رفعت) ، ورجاله ثقات". مجمع الزوائد 9/58) ، وقال أحمد شاكر:"إسناده صحيح".

ص: 219

‌الباب التاسع عشر: أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل ابي بكر

الباب التاسع عشر: في أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل أبي بكر

وروى الترمذي عن حذيفة1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللَّذَين2 من بعدي: أبي بكر وعمر".

وقال: "حديث حسن"3.

وفي رواية: "إني لا أدري ما بقائي فيكم فاقتدوا باللَّذَين4 من بعدي". وأشار إلى أبي بكر وعمر5.

وروى عن عبد الله بن شقيق6 قال: قلت: لعائشة: "أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحبَّ إلى رسول الله؟ "، قالت:"أبو بكر"، قلت: ثم من؟ قالت:

1 ابن اليمان العَبسي، حليف الأنصار، صحابي جليل من السابقين. توفي في أوّل خلافة علي سنة ست وثلاثين. (التقريب ص 154) .

2 في الأصل: (بالذين) ، وهو تحرف.

3 الترمذي: السنن 5/609، وإسناده حسن، والحديث أخرجه أحمد: المسند 5/385، 402، ابن سعد: الطبقات 2/234، ابن ماجه: المقدمة 1/371، ابن أبي عاصم: السنة 2/545، والخطيب: تاريخ بغداد 12/20، والفقيه والمتفقه 1/177، والحميدي في مسنده 1/214، وأبو نعيم: الحلية 9/109، ابن عساكر: تاريخ دمشق 12/31/أ، والحاكم: المستدرك 3/75، وصححه ووافقه الذهبي. وقال الألباني:"صحيح". (صحيح الجامع 1/254، رقم: 1143، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 3/254، رقم: 1144) .

4 في الأصل: (الذين) ، وهو تحريف.

5 الترمذي: السنن 5/610، وإسناده حسن، وفيه سالم المرادي صدوق، وثّقه العجلي وابن حبان، وقال الطحاوي:"مقبول الحديث، وضعّفه ابن معين". (تهذيب التهذيب 3/381) . والحديث أخرجه أحمد: المسند 5/399، والبخاري: الكنى ص 50، ابن سعد: الطبقات 2/334. وصحّحه الألباني. (صحيح سنن الترمذي 3/229) .

6 العُقيلي، بصري، ثقة فيه نصب، توفي سنة ثمان ومئة. (التقريب ص 307) .

ص: 220

"عمر"، ثم من؟ قالت:"أبو عبيدة بن الجراح"، قال: قلت: ثم من؟ فسكتت".

وقال: "حديث [حسن] 1 صحيح"2. / [18 / ب] .

وروى عن علي بن أبي طالب قال: "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ3 طلع أبو بكر وعمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذان سيِّدا كهول أهل الجنة من الأوّلين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما".

وقال: "حديث غريب من هذا الوجه، في طريقه الوليد بن محمّد المُوقِريّ، قال الترمذي: يضعف في الحديث"4.

وروى عن نافع عن ابن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم ودخل المسجد وأبو بكر وعمر، أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، وهو آخذ بأيديهما، فقال: "هكذا نبعث يوم القيامة".

وقال: "غريب في طريقه سعيد بن مسلمة"5، 6. قال: "ليس

1 ساقط في الأصل.

2 الترمذي: السنن 5/607، وإسناده صحيح، والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/198، وصحّحه الألباني. (صحيح سنن الترمذي 3/221، 222) .

3 في الأصل: (إذا) ، وهو تحريف.

4 الترمذي: السنن 5/611، وإسناده ضعيف، فيه الوليد بن محمّد الموقري متروك. قال أحمد:"أراه ليس ذلك بشيء"، وكذّبه ابن معين، وقال ابن المديني:"لا يكتب حديثه". وقال البخاري: "عنده مناكير". (الضعفاء للبخاري ص 278، ميزان الاعتدال 4/346، تهذيب التهذيب 11/148) . انظر: 225، 226، فقد ذكره المؤلف من خمسة طرق.

5 قوله: "غريب في طريقه سعيد مسلمة"، غير موجود في نسخة الترمذي المطبوعة.

6 ابن هشام بن عبد الملك الأموي، نزيل الجزيرة، ضعيف، توفي بعد التسعين ومئة. (التقريب ص 241) .

ص: 221

عندهم بالقوي"1.

وروى عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار [وهم] 2 جلوس فيهم أبو بكر وعمر فلا يرفع إليه أحد منهم بصره إلا أبو بكر وعمر، فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما، ويتبسَّمان إليه ويتبسّم إليهما".

وقال: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية3 وقد تكلم بعضهم فيه"4.

وروي عن عبد الله بن حنْطَب5 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمرَ فقال: "هذان السمع والبصر".

وهو مرسل، فإن عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم6.

1 الترمذي: السنن 5/612، وإسناده ضعيف. والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/106، ابن ماجه: المقدمة 1/38، وابن حبان: المجروحين 1/321، الحاكم: المستدرك 3/68، وسكت عنه وتبعه الذهبي بقوله:"وسعيد ضعيف". وجميعهم من طريق سعيد بن مسلمة. وضعّفه الألباني. (ضعيف سنن الترمذي ص 491، وضعيف سنن ابن ماجه ص 99، وضعيف الجامع الصغير رقم: 6098) .

2 سقط من الأصل.

3 الحكم بن عطية العَيْشي، البصري، صدوق له أوهام. (التقريب ص 175) .

4 الترمذي: السنن طبعة دار الفكر 5/274، وإسناده حسن، والحديث أخرجه أحمد: المسند 3/150، وفضائل الصحابة 1/212، من طريق الحكم بن عطية.

5 ابن الحارث المخزومي، مختلف في صحبته، وله حديث مختلف في إسناده. (التقريب ص 300) .

6 الترمذي: السنن 5/613، وإسناده منقطع. قال ابن حجر:"وقد سقط بين ابن أبي فديك وبين عبد العزيز واسطة". (تهذيب التهذيب 5/168) .

والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/432، والحاكم: المستدرك 3/69، وصحّح إسناده، وقال الذهبي:"قلت: حسن". وفي إسنادهما: الحسن بن عبد الله مجهول، قال الألباني:"ولعله يعني حسن لغيره، وإلا فإن الحسن بن عبد الله لم أجد له ترجمة لكنه قد توبع".

وأخرجه البغوي في معجمه ق 349 عن ابن أبي فديك، حدّثني غير واحد منهم: عمرو بن أبي عمرو، وعلي بن عبد الرحمن عن عبد العزيز. فالحسن قد توبع ولم ينفرد به.

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 8/460، بإسناد حسن.

والحديث صحّحه الألباني، وفصّل القول فيه. (صحيح سنن الترمذي3/201، سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/472) .

ص: 222

وروي عن أبي سعيد الخدري قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيرايَ من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيرايَّ من أهل الأرض فأبو بكر وعمر".

وقال: "حسن غريب"1.

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك، قال:"صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرَجَفَ2 بهم فضربه برجله، وقال: "أثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد" 3.

وفي رواية: "وشهيدان"4.

وفيه عن عمرو بن العاص: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السّلاسل5، فأتيته فقلت: "أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة"، فقلت:

1 الترمذي: السنن 5/616، وإسناده ضعيف جداً، فيه تليد بن سليمان المحاربي، قال عنه أحمد:"هو عندي كان يكذب". وقال ابن معين: "كذاب كان يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان أو طلحة، أو أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دجال لا تكتب عنه".

وقال أبو داود: "رافضي خبيث". وقال الحاكم: "كذّبه جماعة من العلماء". (ميزان الاعتدال 1/358، تهذيب التهذيب 1/447) .

والحديث، أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/164، والبخاري: التاريخ الكبير 2/159، كلاهما من طريق تليد بن سليمان. وضعّفه الألباني. (ضعيف سنن الترمذي ص 492، ضعيف الجامع الصغير رقم: 5223) .

2 رجف: حرك، تحرك، واضطرب اضطراباً شديداً. (القاموس ص 1049) .

3 البخاري: الصحيح، باب مناقب عمر بن الخطاب 4/200، ط. المكتبة الإسلامية استانبول.

4 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1348، رقم:3483.

5 ماء لجذام بناحية الشام، يقال له: السلسل، بعث النبي صلى الله عليه وسلم إليه عمرو بن العاص، فأضيفت الغزوة إليه، فقيل: ذات السلاسل. (السيرة النبوية 2/623، معجم البلدان 3/236) .

ص: 223

من الرجال؟ فقال: "أبوها"، قلت:"ثم من؟ "، قال:"ثم عمر بن الخطاب"، فعدّ رجالاً"1.

ويأتي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الدرجات ليَرَاهم من تحتهم، كما يرى الكوكب الطالع من أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأَنْعَماً"2.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: "كان رجل يسوق بقرة فركبها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنا خلقنا للحرث"، فقال الناس: "سبحان الله! بقرة تكلم". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر - وما هما ثم - قال: وبينما رجل في غنمه إذا عدَا عليه الذئب فأخذ شاة منها فطلبه فأدركه3 فاستنقذها منه، فقال:"هذا استنقذتها منِّي، فمن لها يومَ السّبُع، يوم لا راعي لها غيري"، فقال الناس:"سبحان الله ذئب يتكلم"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أنا أؤمن بهذا وأبو بكر وعمر"، وما هما ثم"4.

ورأيت حاشية5 على صحيح مسلم: "يوم السبع يريد به يوم القيامة"6.

وقيل: "الموضع الذي عنده المحشر يوم القيامة؛ أراد من/ [19/أ] لها

1 البخاري: الصحيح، كتاب الصحابة 3/1339، رقم: 3462، وأخرجه مسلم: الصحيح، كاب فضائل الصحابة 4/1856، رقم:2384.

2 يأتي ص 1122.

3 في الأصل: (فأدكه) ، وهو تحريف.

4 أحمد: المسند 2/245، وفضائل الصحابة 1/178، وإسناده صحيح. وقد سبق تخريجه ص 174 من عدة طرق.

5 يريد شرح النووي.

6 النووي: شرح النووي على صحيح مسلم 5/157.

ص: 224

يوم القيامة"1.

قال: "وبعض أهل اللغة يقول: "يوم السّبع - بإسكان الباء -"23.

وقال الماوردي4: "بعض أئمة اللغة قال: "ما أعرف لمسمى يوم القيامة بهذا الاسم وجهاً، ولكني أعرف سَبَعْتُ الرجل أسبعه سبْعاً، إذا طعنت عليه5، فلعله لما كان يوم القيامة يوم يكشف المساوي سمي بذلك سبعاً6.

وقد جاء: "سَبَعْتُ بالأسد، إذا ذعرته، ويكون المعنى على هذا: من لنا يوم الفزع"7.

وما على هذه الحاشية من الأقوال ليس بظاهر، وتفسيرهم ليوم السّبُع8 بيوم القيامة ليس بظاهر أيضاً؛ فإنه ليس يوم أكل، وليس يوم يصلح لأخذه لها، وكنا نسمع قديماً أن يوم السبُع هو عند نزول عيسى، فإن السباع لا تضر ماشية الرجل بل تحفظها له، فلهذا قال:"يوم لا راعٍ لها غيري".

1 المصدر السّابق 5/157.

2 المصدر السّابق 5/157.

3 وانظر: ابن منظور: لسان العرب 8/148.

4 علي بن محمّد بن حبيب البصري الشافعي صاحب كتاب: (الحاوي) ، توفي سنة خمسين وأربع مئة. (سير أعلام النبلاء (18/64) .

5 انظر: الأزهري: تهذيب اللغة 2/118.

6 لم أعثر على كلام الماوردي.

7 النووي: شرح النووي على صحيح مسلم 15/157، وانظر: لسان العرب 8/149.

8 قال عياض: "السبع: يجوز ضم الموحدة وسكونها، إلا أن الرواية بالضم، وعده ابن العربي تصحيفاً"، وقال ابن الجوزي:"هو بالسكون، والمحدّثون يروونه بالضم وعلى هذا فالمعنى: إذا أخذها السبع لم يقدر على خلاصها منه فلا يرعاها حينئذ غيري".

قال ابن حجر: "وقيل: إنما يكون ذلك عند الاشتغال بالفتن، فتصير الغنم هملاً فتنهبها السبع فيصير الذئب كالراعي لها لانفراده بها". (فتح الباري 7/27، لسان العرب 8/148) .

ص: 225

ويؤيده ما في الصحيحين1 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لَيُتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمِهِ ولكنكم تستعجلون"3.

تنبيه

قال أصحابنا4: "يجوز الانتفاع بالأشياء فيما لم تخلق له؛ فيجوز الحرث على الإبل والحمير، ويجوز ركوب البقر ونحو ذلك"5.

وقال بعض أصبحابنا: "لا يجوز ذلك لقصة البقرة، والله أعلم".

وذكر ابن الجوزي عن علي رضي الله عنه، قال:"بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في المسجد ليس معنا ثالث إذ أقبل أبو بكر وعمر، كل واحد منهما آخذ بيد صاحبه. فقال: "يا علي هذان سيّدا كهول أهل الجنة ممن مضى من الأوّلين والآخيرن، ما خلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما بذلك".فما أخبرتهما حتى ماتا ولو كانا حيين ماحدثت بهذا الحديث أحداً"6.

ورواه الشيخ موفق الدين عن عليّ قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر وعمر، فقال: "هذان سيّدا كهول أهل الجنة من الأوّلين والآخرين، إلا

1 هكذا في الأصل، ولم أجده في صحيح مسلم.

2 قال ابن حجر: "مساق الحديث إنما هو للأمن من عدوان بعض الناس على بعض كما كانوا في الجاهلية، لا للأمن من عدوان الذئب، فإن ذلك يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى". (فتح الباري 7/167) .

3 البخاري: الصحيح، كتاب الإكراه 6/254، رقم:6544.

4 يريد الحنابلة.

5 انظر: ابن قدامة 8/102، المغني.

6 ابن الجوزي: مناقب ص 34، وانظر: تخريجه في الذي بعده.

ص: 226

النبيين والمرسلين، ثم قال:"لا تخبرهما يا عليّ"1. وأخرجه الترمذي2، ورواه ابن ماجه3 من طريق أبي جُحَيْفة4، 5.

ورواه البختري6 في "أماليه" من طريق زر بن حبيش وهو حديث مشهور7.

1 موفق الدين: منهاج القاصدين 25/أ، وفيه انقطاع بين عليّ والشعبي، فالشعبي لم يسمع من عليّ. فقد ذكر الحاكم أن الشعبي لم يسمع من عليّ وإنما رآه رؤية. (علوم الحديث ص 111) . وفي إسناده أيضاً إبراهيم بن مجشر البغدادي، ضعيف يسرق الحديث. (الكامل 1/272) .

2 الترمذي: السنن 5/611، وإسناده ضعيف، لضعف الحارث بن عبد الله الأعوز، وداود بن يزيد الأودي. (التقريب ص 146، 200) .

3 محمّد بن يزيد الربعي القزويني، صاحب السنن أحد الأئمة، توفي سنة ثلاث وسبعين ومئتين. (التقريب ص 514) .

4 وهب بن عبد الله السوائي، مشهور بكنيته، صحابي معروف، وصحب عليّاً، توفي سنة أربع وسبعين. (التقريب ص 585) .

5 ابن ماجه: السنن 1/38، وإسناده حسن، فيه عبد القدوس بن بكر، قال فيه أبو حاتم:"لا بأس بحديثه". (الجرح والتعديل 6/56) . وتابعه عليه أخوه خنيس بن بكر، أخرجه من طريقه ابن حبان في صحيحه9/25، والدولابي في الكنى1/120.

وأورده الشيخ الألباني من رواية خنيس وعزاه لابن حبان وابن ماجه والدولابي في الكنى، ثم قال:"قلت: وهذا إسناد حسن رجاله ثقات، غير خنيس هذا. قال صالح جزرة: "ضعيف". وذكره ابن حبان في الثقات"(سلسلة الأحاديث الصحيحة2/491) . كذا قال الشيخ، وابن ماجه إنما رواه من طريق عبد القدوس بن بكر لا من طريق أخيه خنيس.

6 محمّد بن عمرو بن البختري البغدادي، ثقة مأمون، توفي سنة ستع وثلاثين وثلاث مئة. (سير أعلام النبلاء (15/385) .

7 ابن البختري: الأمالي ق 226/أ، وفي إسناده روح بن مسافر، تركه ابن المبارك، وقال أحمد:"متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه". (الجرح والتعديل 3/496) .

قال الألباني: "أخرجه الدولابي في الكنى 2/99، وابن عدي 2/100، وعبد الغني المقدسي في الإكمال 1/14/2، وابن عساكر 9/310/1، من طرق عاصم بن بهدلة عن زر، وقال المقدسي: "هذا حديث مشهور له طرق جمة، وروي عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم". (سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/488) .

ص: 227

ورواه ابن عباس1 وأنس2 وأبو هريرة3 وأبو سعيد4.

قال ابن الجوزي: "إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لاتخبرهما"، إشفاقاً عليهما من القيام بأعباء الشكر، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف شاكراً حتى ورمت قدماه"5.

وعن أنس قال: قال رسول الله: "أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة"6.

وعن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اقتدوا باللذين7 من بعدي: أبو بكر وعمر"8.

1 الخطيب: تاريخ بغداد 14/216، 217. وفي إسناده طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك. (التقريب ص 283) .

2 الترمذي: السنن 5/610، وعبد الله بن أحمد في زيادته على فضائل الصحابة لأحمد 1/148، قال الألباني:"والضياء المقدسي في المختارة ص 197، 198، وابن عساكر 2/250، من طريق محمّد بن كثير ثنا الأوزاعي عن قتادة عن أنس، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". ورجاله ثقات، رجال الشيخين غير محمّد بن كثير السمعاني، قال الحافظ: "صدوق كثير الغلط". (سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/490) .

3 أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصّحابة 1/88، وإسناده حسن، فيه يونس بن أبي إسحاق صدوق يهم قليلاً. (التقريب ص 613) .

4 أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/53، وقال:"رواه البزار والطبراني في الأوسط، وفيه عليّ بن عابس وهو ضعيف".

ولهذا الحديث طرق كثيرة بمجموعها يكون الحديث صحيحاً. انظر: العلل للدارقطني 1/142.

قال الألباني: "وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب؛ لأن بعض طرقه حسن لذاته، كما رأيت، وبعضه يستشهد به". سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/492) .

5 ابن الجوزي: مناقب ص 34، وقال:"قال ثعلب".

6 سبق تخريجه ص 254، 261، 262.

7 في الأصل: (الذين) ، وهو تحريف.

8 ابن عساكر: تاريخ دمشق 9 ق 323/ب، وإسناده ضعيف فيه أحمد بن صليح، قال الذهبي:"أحمد بن صليح عن ذي النون المصري عن مالك عن نافع - فذكره - وقال: "وهذا غلط وأحمد لا يعتمد عليه". (ميزان الاعتدال 1/105) .

قال الألباني: "وتابعه محمّد بن عبد الله العمري عن مالك، أخرجه ابن عساكر، ولعمري هذا قال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج به". سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/235) . وقد صح الحديث من غير هذا الطريق. انظر: ص 253.

ص: 228

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين1 من بعدي يعني: أبا بكر وعمر، واهتدوا2 بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد"3.

وعن حذيفة رضي / [19 / ب][الله عنه] 4 قال: "كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إني لست أدري ما بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين5 من بعدي - وأشار إلى أبي بكر وعمر - واهتدوا6 بهدي عمار، وما حدّثكم ابن مسعود فصدّقوه" 7.

وعن عمار بن ياسر قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سألت جبريل عليه السلام فقلت: أخبرني عن فضائل عمر، فقال: لو لبثت معك

1 في الأصل: (الذين) ، وهو تحريف.

2 في الأصل: (واهدوا) .

3 ابن سعد: الطبقات 2/334، الفسوي: المعرفة والتاريخ1/480، وقد صححه الألباني؛ قال:"وإسناده حسن، وهو صحيح بشواهده". (سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/254، صحيح الجامع 1/254، السنة لابن أبي عاصم 2/545، وقد سبق تخريجه ص 253.

4 سقط من الأصل.

5 في الأصل: (بالذين) ، وهو تحريف.

6 في الأصل: (وهدوا) .

7 أحمد: المسند 5/385، وإسناده حسن، وقد صحّحه الألباني بشواهده. (سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/234، صحيح الجامع الصغير 1/254) . وقد سبق تخريجه ص 253.

ص: 229

ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ما نَفَدَتْ فضائل عمر، وإنما عمر حسنة من حسنات أبي بكر" 1.

وعن عبد الله بن حنطب قال: "كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر فقال: "هذان السمع والبصر" 2.

وذكر ابن الجوزي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لي وزيران من أهل السماء: جبريل وميكائيل، ووزيران من أهل الأرض: أبو بكر وعمر"3.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لي وزيرين من أهل السماء، ووزيرين من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر - ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء - فقال: "إن أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم والكواكب في السماء، فإن منهم أبا بكر وعمر وأنعما"، قال فلان قلت: يا أبا سعيد وما أنعما4؟ قال: أهل ذلك هما"5.

1 سبق تخريجه ص 229، 230.

2 سبق تخريجه ص 256، ويأتي ص:267.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 35، والحديث سبق تخريجه ص 257.

4 أنعما؛ أي: زادا فَضَلا عليهم، وقيل: معناه: صارا إلى النعيم ودخلا فيه كما يقال: أشمل إذا دخل في الشمال. (النهاية 5/83) .

5 لم أجده بهذا اللفظ، وإنما وجدته مفرقاً من طرق عن عطية العوفي. فالفقرة الأولى حتى قوله:"عمر"، فيها تليد بن سليمان سبق تخريجها ص 257، والفقرة الثانية من الحديث من طرق عن عطية العوفي، وسيأتي تخريجها ص 1122.

ص: 230

وعن عبد العزيز بن المطلب1 عن أبيه2 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى أيدني من أهل السماء بجبريل وميكائيل، ومن أهل الأرض بأبي بكر وعمر، قال - ورآهما مقبلين - فقال: "هذان السمع والبصر" 3.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا قد ذُرَّ عليه من تراب حفرته"4.

قال أبو عاصم5: "ما نجد لأبي بكر وعمر - رضي لله عنهما - فضيلة مثل هذه؛ لأن طينتهما طينة رسول الله صلى الله عليه وسلم"6.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر: "ألا أخبركما بمثلكما في الملائكة، ومثلكما في الأنبياء؟ فمثلك يا أبا بكر في الملائكة؛ مثل ميكائيل عليه السلام، ينزل بالرحمة، ومثلك في الأنبياء مثل إبراهيم قال:{فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم: 36] .

ومثلك يا عمر في الملائكة مثل جبريل عليه السلام ينزل بالشدة والبأس

1 ابن عبد الله بن حنطب المخزومي، صدوق، توفي في خلافة المنصور. (التقريب ص 359) .

2 المطلب بن عبد الله المخزومي، صدوق كثير التدليس والإرسال من الرابعة. (التقريب ص 534) .

3 أخرجه بهذا اللفظ ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 2/أ، وإسناده ضعيف لإرساله، وفيه أيضاً يعقوب بن محمّد الزهري، صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء. (التقريب ص 608) . والحديث سبق تخريجه ص 256، 266) .

4 أبو نعيم: الحلية 2/280، ومن طريقه ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 20/ب، قال أبو نعيم:"هذا حديث غريب من حديث ابن عون عن محمّد لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه، وهو أحد الثقات الأعلام، من أهل البصرة". وفي إسناده مجهولان.

5 الضحاك بن مخلد الشيباني البصري، ثقة ثبت، توفي سنة اثنتي عشرة ومئتين، أو بعدها. (التقريب ص 280) .

6 أبو نعيم: الحلية 2/280، وابن قدامة: منهاج القاصدين ق 20/أ.

ص: 231

والنقمة على أعداء الله، ومثلك في الأنبياء مثل نوح عليه السلام قال:{رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً} [نوح: 26]1.

وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحب أبا بكر وعمر منافق، / [20 / أ] ، ولا يبغضهما2 مؤمن"3.

وعن دَحْيَة بن خليفة4، قال:"وجهني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الروم بكتابه، فناولته كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقبَّل خاتمه، ووضعه تحت شيء كان عليه قاعداً، ثم دعا فاجتمع البطارقة وقومه، فقام على وسائد بنيت له، - وكذلك كانت فارس والروم - لم يكن لها [منابر] 5 ثم خطب أصحابه، فقال: "هذا كتاب الذي6 بشرنا به المسيح من ولد إسماعيل بن إبراهيم". قال: فنخروا نخرة7، فأومأ بيده أن اسكتوا، ثم قال: "جربتكم كيف نُصرتكم للنصرانية".

1 ابن عدي: الكامل 3/1031، أبو القاسم: سير السلف ص 1 74، وإسناده ضعيف، فيه سعيد بن عجلان يخطئ، ويخالف، ورباح بن أبي سارة صدوق له أوهام. (الثقات: لابن حبان 6/360، والتقريب ص 205) .

قال ابن عدي: "وهذان الحديثان لا يرويهما بهذا الإسناد غير رباح".

واللالكائي: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1321، وابن أبي عاصم: الآحاد والمثاني رقم: 1424، من طريق رباح. وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 36، والهندي في الكنز 13/14، ونسبه لابن عدي وابن عساكر.

2 في الأصل: (بغضها) ، وهو تحريف.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 36، السيوطي: الجامع الصّغير 1/146، ونسبه لابن عساكر وضعّفه. وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير 3/90، وأحال على الأحاديث الضعيفة رقم:3478.

4 الكلبي، صحابي جليل، توفي في خلافة معاوية. (التقريب ص 200) .

5 سقط من الأصل.

6 في المناقب (النبي) .

7 نَخَرَ: مد الصوت، في خياشيمه. (القاموس ص 618) .

ص: 232

قال: فبعث إليَّ من الغد سراً، فأدخلني بيتاً عظيماً فيه ثلاث مئة وثلاث عشرة صورة1، فإذا هي صورة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام قال:"انظر أين صاحبك من هؤلاء؟ "، قال: فرأيت صورة النبي صلى الله عليه وسلم كأنه ينظر، قلت: هذا. قال: "صدقت". فقال: "من صورة هذا الذي

2 عن يميمنه؟ قلت: رجل من قومه يقال له: أبو بكر الصديق. قال: "فمن هذا الذي عن يساره؟ "، قلت: رجل من قومه يقال له: عمر ابن الخطاب، قال:"أما أنا نجد في الكتاب أن صاحبيه هذين يتم الله بهما الدين". فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، فقال:"صدق، بأبي بكر وعمر، يتم الله هذا الدين ويفتح"3.

وعن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، وعن يمينه أبو بكر، وعن يساره عمر رضي الله عنهما، فقال:"هكذا نبعث يوم القيامة"4.

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحشر يوم القيامة بين أبي بكر وعمر، حتى أقف بين الحرمين فيأتيني أهل المدينة وأهل مكة"5.

وروى أبو القاسم الأصفهاني عن أبي أروى الدوسي6، قال: "كنت مع

1 في الأصل: (ثلاثة عشر صورة) ، وهو سهو؛ لأن عشر المركبة توافق المعدود.

2 مطموس في الأصل بمقدار كلمة ولم أتبين قراءته.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 34، ولم أعثر له على إسناده حتى أحكم عليه به.

4 سبق تخريجه ص 255.

5 ابن الجوزي: مناقب ص 37، وأخرجه بنحوه الترمذي: السنن 5/622، وابن عدي كما في الميزان 2/356، والقطيعي في زوائد على فضائل الصحابة لأحمد 1/150، قال الترمذي:"حديث غريب، وعاصم بن عمر ليس بالحافظ". ورمز له السيوطي بالحسن. (الجامع الصغير 1/107) . والمناوي في فيض القدير 3/41، وقال:"أورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: "لا يصح مداره على عبد الله بن نافع". وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير 2/9) .

6 لا يعرف اسمه ولا نسبه، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة قرقرة الكدر، توفي آخر خلافة معاوية. (الإصابة 7/5) .

ص: 233

رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، فطلع أبو بكر وعمر، فقال:"الحمد لله الذي أيدني بكما"1.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبعث رجلاً في حاجة وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره، فقيل له:"ألا تبعث أحد هذين؟ "، قال:"كيف أبعثهما وهما من هذا الدين بمنزلة السمع والرأس؟! "2.

وروى عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي - يشير إلى أبي بكر وعمر -، واهتدوا هدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد"3.

وروى الشيخ موفق الدين عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين، سوى النبيين والمرسلين، واختار من

1 أبو القاسم: سير السلف ص 152، وإسناده ضعيف فيه عاصم بن عمر بن حفص العمري، ضعيف يعتبر. (تهذيب التهذيب 5/45، التقريب ص 286) .

والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/73-74، والدولابي: الكنى 1/16، والحاكم: المستدرك 3/73، وقال:"صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي بقوله: "عاصم واهٍ"، وذكره الهيثمي وقال:"رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير، وفيه عاصم وثقّه ابن حبان وضعّفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات". (مجمع الزوائد 9/52) . وذكره ابن حجر في الإصابة 7/5، ونسبه لابن عساكر، وقال:"ضعيف".

2 أبو القاسم: سير السلف ص 153، وفي إسناده فرات بن السائب وهو متروك. (التاريخ الكبير 7/130، الجرح والتعديل 7/80) .

والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/383، أبو نعيم: الحلية 4/93، وابن شاهين في فضائل العشرة من السنة كما في الصحيحة للألباني 3/447، العشاري: فضائل الصديق ص 7، والطبراني كما في مجمع الزوائد 9/53، وقال:"وفيه فرات بن السائب، وهو متروك".

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 8/459، من طريق جابر. قال الألباني:"وإسناده حسن". (سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/447) .

3 سبق تخريجه ص 253.

ص: 234

أصحابي أربعة فجعلهم خير أصحابي، وفي كل أصحابي خير، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ" 1.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر وعمر خير أهل السماوات، وخير أهل الأرض، وخير من بقي إلى يوم القيامة، إلا النبيّين والمرسلين"2.

وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لا أدري قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين3 من بعدي"، وأشار إلى أبي بكر وعمر. 4. / [20/ب] .

1 موفق الدين: منهاج القاصدين ق 16/أ، وإسناده ضعيف، فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث صدوق غير أنه يخطئ ويلغط كثيراً، وفيه غفلة فصار يأتي في أحاديثه بعض المناكير. (التقريب ص 308، الميزان 2/440) .

والحديث أخرجه البزار كما في كشف الأستار 3/288، وابن حبان: المجروحين 2/41، الخطيب: تاريخ بغداد 3/162، ابن عساكر: تاريخ دمشق ترجمة عثمان ص 116، كلهم عن طريق عبد الله بن صالح.

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/16، وقال:"رواه البزار، ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف".

2 الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 5/253، ابن عدي: الكامل 2/601، 602، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/193، 194، وإسناده ضعيف، فيه جبرون ابن واقد. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال 1/387:"جبرون بن واقد متهم، ثم أورد له حديثين، وقال: وهما موضوعان". وابن قدامة: منهاج القاصدين ق 26/أ، وفي إسناده من لا يعرف.

3 في الأصل: (بالذين) ، وهو تحريف.

4 سبق تخريجه ص 220.

ص: 235

‌الباب العشرون: معرفة فضلهما من السنة

الباب العشرون: في بيان معرفة فضلهما من السنة

ذكر ابن الجوزي عن شقيق1 عن2 عبد الله3 قال: "حُبُّ أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة"4.

وعن عبد العزيز بن جعفر اللؤلؤي5 قال: قلت للحسن6 رضي الله عنه: "حبّ أبي بكر وعمر سنة"، قال:"لا فريضة"7.

وعن طاووس8 قال: "حبّ أبي بكر ومعرفة فضلهما من السنة"9.

وعن مالك10 بن أنس رضي الله عنه: قال: "كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كما يعلمون السورة من القرآن"11.

وعن أبي جعفر محمّد بن عليّ12 رضي الله عنهما قال: "من لا

1 شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي.

2 في الأصل: (ابن) ، وهو تحريف.

3 ابن مسعود.

4 ابن الجوزي: مناقب ص 49، وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1238.

5 لم أعثر له على ترجمة.

6 لعله البصري.

7 اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة4/1239، وابن الجوزي: مناقب ص 39.

8 ابن كيسان اليماني: الحميري مولاهم، ثقة فاضل فقيه. توفي سنة ست ومئة. (التقريب ص 281) .

9 اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة4/1239، وابن الجوزي: مناقب ص 39) .

10 الأصبحي.

11 اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة4/1240، وابن الجوزي: مناقب ص 39.

12 ابن الحسين، أبو جعفر البارقي، ثقة فاضل، توفي سنة بضع عشرة ومئة. (التقريب ص 497) .

ص: 236

يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة"1.

وعن سالم بن حفصة2 قال: قال جعفر بن محمّد3 رضي الله عنهما: "أبو بكر جدي أفيسب الرجل جده؟ لا نالتني شفاعة محمّد إن لم أتولاهما وأبرأ من عدوهما"4.

وعن زيد بن عليّ5 رضي الله عنه قال: "البراءة من بغض أبي بكر وعمر، البراءة من بغض عليّ رضي الله عنه"6.

وعن شعيب بن حرب7، قال: قلت: لمالك بن مِغْوَل8 رحمه الله: أوصني، قال:"أوصيك بحب الشيخين - أبي بكر وعمر -"، قلت:"إن الله أعطى من ذلك خيراً كثيراً"، قال:"أي لُكَعُ9 إني والله لأرجو لك على حبهما، ما أرجو لك على التوحيد"10.

1 اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/139، وعبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 1/135-136، وابن الجوزي: مناقب ص 39.

2 العجلي، الكوفي، صدوق في الحديث إلا أنه شيعي غالي، توفي في حدود سنة أربعين ومئة. (التقريب ص 226) .

3 الصادق، صدوق فقيه إمام، توفي سنة ثمان وأربعين ومئة. (التقريب ص 141) .

4 أحمد: فضائل الصحابة 1/175، وعبد الله بن أحمد: السنة 2/558، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1301، وأروده ابن الجوزي: مناقب ص 39.

5 ابن الحسين المدني، ثقة، وهو الذي تنسب إليه الزيدية، قتل سنة اثنتين وعشرين ومئة. (التقريب ص 224) .

6اللالكائي: شرح أصول اعتقادأهل السنة4/1302، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص39

7 المدائني، نزيل مكة، ثقة عابد، توفي سنة سبع وتسعين ومئة. (التقريب ص 267) .

8 الكوفي، ثقة ثبت، توفي سنة تسع وخمسين على الصحيح. (التقريب ص 518) .

9 اللكَع: الأحمق، من لا يتّجه لمنطقٍ ولا غير. (القاموس ص 984) .

10 اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1245.

ص: 237

وعن ابن أبي حازم1 عن أبيه2 قال: "قيل لعليّ بن الحسين3 رضي الله عنهما: كيف كانت منْزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، قال:"كمنْزلتهما اليوم وهما ضجيعاه"4.

وعن العتكي5 قال: "قال هارون الرشيد6 لمالك:7 "كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "، قال: "كقرب قبريهما من قبره بعد وفاته"، قال: "شفيتني يا مالك"8.

وعن سفيان بن عيينة، قال:"قال مالك بن مغول رضي الله عنه: "إن شئتم لأحلفن لكم أن مكانهما في الآخرة مثل مكانهما في الدنيا"، يعني: أبا بكر وعمر، رضي الله عنهما"9.

وروى أبو عبد الله ابن بطة10 عن ابن أبي حازم قال: "قال رجل لعليّ بن الحسين:

1 عبد العزيز بن سلمة بن دينار المدني، صدوق فقيه، توفي سنة أربع وثمانين ومئة. (التقريب ص 356) .

2 سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج، القاضي، ثقة، توفي في خلافة المنصور. (التقريب ص 247) .

3 علي بن الحسين الهاشمي، زين العابدين، ثقة ثبت عابد فقيه، توفي سنة ثلاث وتسعين. (التقريب ص 400) .

4 اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1299.

5 يحيى العتكي، لم أعثر له على ترجمة.

6 ابن محمّد المهدي الهاشمي العباسي، أمير المؤمنين، توفي سنة ثلاث وتسعين ومئة. (تاريخ بغداد 14/5، سير أعلام النبلاء (9/286) .

7 ابن أنس.

8 اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1299-1300، ابن الجوزي: مناقب ص 40، ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 30/ب، ابن قدامة: منهاج السنة النبوية 7/506، محمّد المقدسي: الرد على الرافضة ص 315.

9 ابن الجوزي: مناقب ص 40.

10 عبيد بن الله بن محمّد العُكبري الحنبلي، غير متقن في الرواية، إماماً في السنة والفقه، توفي سنة سبع وثمانين وثلاث مئة. (طبقات الحنابلة2/144، ميزان الاعتدال 3/15) .

ص: 238

"ما كان منزلة أبي بكر وعمر من النبي؟ "، قال:"كمنزلتهما الساعة"1.

وروى ابن أبي مليكة2 قال: "سئل ابن عمر عن منزلة أبي بكر وعمر"، فقال:"منزلتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته كمنزلته من بعد موته"3.

قال الشيخ: / [21 / أ] موفق الدين: "من خصائصهما الدالة على فضلهما اختصاصهما بالدفن في تربة النبي صلى الله عليه وسلم دون سائر الناس".

قال أبو عاصم النبيل: "لم نجد لأبي بكر وعمر فضيلة مثل الدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك يدل على أن طينتهما من طينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا وقد ذُرَّ عليه من تراب حفرته" 4.

قال أبو نعيم5: "هذا حديث غريب من حديث ابن عون6 لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه، وهو أحد الأئمة الأعلام من أهل البصرة"7.

1 عبد الله بن أحمد في زيادته على المسند 4/77، والزهد ص 111، وهو منقطع؛ لأن عبد العزيز بن أبي حازم لم يدرك عليّ بن الحسين. (انظر: تهذيب التهذيب 6/333، 7/304) .

وأورده الهيثمي: مجمع الزوائد 9/54، وقال:"رواه عبد الله، وابن أبي حازم لم أعرفه، وشيخ عبد الله ثقة".

2 عبد الله بن عبيد الله التيمي، أدرك ثلاثين من الصحابة، ثقة فقيه، توفي سنة سبع عشرة ومئة. (التقريب ص 312) .

3 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 30/ب.

4 سبق تخريجه.

5 أحمد بن عبد الله الأصبهاني، الثقة العلامة، مصنف كتاب:(الحلية) ، و (المستخرج على الصحيحين) ، وغيرهما، توفي سنة ثلاثين وأبع مئة. (سير أعلام النبلاء (17/453) .

6 عبد الله بن عون البصري، ثقة ثبت فاضل، توفي سنة خمسين ومئة على الصحيح. (التقريب ص 317) .

7 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 20/أ، أبو نعيم: الحلية 2/280.

ص: 239

‌الباب الحادي والعشرون: ذكر فضله على من بعده

الباب الحادي والعشرون: في ذكر فضله على مَن بعده

ذكر ابن الجوزي عن أبي جحيفة، قال:"سمعت عليّاً رضي الله عنه يقول: "ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة [بعد أبي بكر] ؟ 1، عمر"2.

وعن أبي جحيفة قال: "قال عليّ رضي الله عنه: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر، ولو شئت أخبرتكم بالثالث"3.

وعن محمّد بن عليّ بن الحنفية4، رضي الله عنهم قال: قلت لأبي: "يا أبت من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "، قال:"أبو بكر ثم عمر"5.

وعن عون بن أبي جحيفة6 قال: "كان أبي على شرطة عليّ رضي الله عنه، وكان تحت منبره، قال: سمعت عليّاً يقول: "خير هذه الأمة بعد نبيّها

1 سقط من الأصل.

2 ابن الجوزي: مناقب ص 40، والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/147، 161، وفضائل الصحابة1/76، ش".

3 أحمد: المسند2/164، وفضائل الصحابة1/80، قال أحمد شاكر:"إسناده صحيح". وأبو بكر بن أبي شيبة: المصنف 12/14، 15، ومن طريقه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/148، قال أحمد شاكر:"إسناده صحيح"، وابن أبي عاصم: السنة 2/570، وصحّحه الألباني.

4 ابن أبي طالب الهاشمي، ثقة علام، توفي بعد الثّمانين. (التّقريب ص 497) .

5 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 2/1342، رقم: 3468، بأطول.

6 السوائي، الكوفي، ثقة، توفي سنة ست عشرة ومئة. (التقريب ص 433) .

ص: 240

أبو بكر وعمر"1.

وعن عبد خير2، قال:"سمعت عليّاً يقول على منبر الكوفة: "خيركم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وخيركم بعد أبي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي بالثالث لسميت"، قال: فكأنه ينحو نفسه"3.

وعن عبد خير، قال:"لما فرغ عليّ رضي الله عنه من أهل النهر4 صعد المنبر فقال: "ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ومن بعد أبي بكر عمر، ثم أحدثنا5 أموراً يقضي الله فيها ما يشاء"6.

وعن خير قال: "سمعت عليّاً رضي الله عنه يقول: "خير هذه الأمة نبيها، وخيرها بعد نبيها أبو بكر، وخيرها بعد أبي بكر عمر، ثم أحدثنا أحداثاً 7يقضي الله فيها ما يشاء"8.

1 عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/160، والسنة 2/581، قال أحمد شاكر:"وإسناده صحيح".

2 عبد خير بن يزيد الهمداني، ثقة من الثالثة. (التقريب ص 335) .

3 عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/76، قال أحمد شاكر:"إسناده صحيح". وفضائل الصحابة1/308، 309والسنة2/586، 587وابن الجوزي: مناقب ص 39.

4 أي: النهروان، - وهم الخوارج -: وهي: كورة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي، كانت بها وقعة بين أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، والخوارج سنة 38. وقتل فيها رأس الخوارج، وأكثر أتباعهم. (تاريخ خليفة ص: 97، معجم البلدان 5/325) .

5 في الأصل: (حدثنا) ، وهو تحريف.

6 عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/225، قال أحمد شاكر:"إسناده صحيح"، وفضائل الصحابة 1/310، وأورده ابن حجر في فتح الباري 7/33، وابن الجوزي: مناقب ص 39) .

7 في الأصل "حدثنا " وهو تحريف.

8 عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/182، قال أحمد شاكر:"إسناده صحيح". والنسة 2/587، باختصار، ابن الجوزي: مناقب ص 41.

ص: 241

وعن قيس الخارفي1، قال:"سمعت عليّاً- رضي الله عنه يقول: "سبق رسول الله وصلّى2 أبو بكر، وثلّث عمر، ثمّ خبطتنا فتنة فما شاء الله".

قال قوله: "خبطتنا فتنة فما شاء الله، أراد أن يتواضع بذلك"3.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر وعمر خير أهل السموات، وخير أهل الأرض، / [21/ ب] وخير الأوّلين، وخير الآخرين إلاّ النبيين والمرسلين"4.

وعن شعبة5 قال: "ما أدركت أحداً ممن كنا نأخذ عنه، كان يفضل على أبي بكر وعمر أحداً بعد النبي صلى الله عليه وسلم"6.

وعن عبد خير قال7 قلت لعلي بن أبي طالب: "يا أمير المؤمنين من أول الناس دخولاً الجنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أبو بكر وعمر" قلت: يا أمير المؤمنين يدخلانها قبلك؟ قال: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة8، إنهما ليأكلان من ثمارها ويتكئان على فرشها"9.

1 أبو المغيرة الخارفي الكوفي، وثقه ابن حبان. (تهذيب التهذيب 8/406) .

2 صلّى: أي ثنى والمصلّي في خيل الحلبة هو الثّاني، سمي به لأنّ رأسه يكون عند صلا الأوّل وهو ما عن يمين الذّنب وشماله. (انظر النّهاية 3/50) .

3 أحمد: المسند 2/221، وفضائل الصّحابة 1/214، قال أحمد شاكر:"إسناده صحيح" وعبد الله بن أحمد: السنة2/564، وأورده ابن الجوزي في المناقب ص41، والهيثمي في مجمع الزوائد9/54 وقال:"رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات".

4 سبق تخريجه ص 254، 261، 262.

5 شعبة بن الحجاج العتكي مولاهم، ثقة حافظ متقن توفي السنة ستين ومئة. (التقريب ص 266) .

6 ابن الجوزي: مناقب ص 41.

7 كلمة (قال) ساقطة من الأصل سوى (قال) .

8 خلق الإنسان. (القاموس ص 1500)

9 العشاري: فضائل أبي بكر الصديق، ص 8، وفي إسناده عمار بن مطر، قال أبو حاتم فيه:"كان يكذب". (الجرح والتعديل 6/394) . وابن الجوزي: مناقب ص 41، والنهدي: كنْز العمال 13/9.

ص: 242

وعن ابن عمر قال: "كنا نخيّر بين الناس على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخيّر أبا بكر ثم عمر ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم"1.

وعن قبيصة بن عقبة2، قال:"سمعت سفيان3 يقول: "من فضل عليّاً على أبكر فقد أزرى4 على المهاجرين والأنصار، وأخاف أن لا ينفعهمع ذلك عمل"5.

وروى الشيخ موفّق الدين عن عليّ رضي الله عنه أنه قال: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما".

وقال: "إن إسناده صحيح عالٍ. وإن رجاله كلهم ثقات"6.

وقال الشّيخ موفق الدين: "قد اشتهر عنه - يعي: عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أخبار تبلغ رتبة التواتر أنه قال: "خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر"7.

1 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1337، رقم:3455.

2 السوائي، الكوفي، صدوق ربما خالف، توفي سنة خمس عشرة ومئتين. (التقريب ص 453) .

3 ابن سعيد الثوري، ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة. توفي سنة إحدى وستين ومئة. (التقريب ص 244) .

4 أزرى: عاب. (القاموس ص 1666) .

5 الفسوي: المعرفة والتاريخ 1/467، وإسناده حسن. وبنحوه أبو داود: السنن 4/206، وعبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 1/248.

6 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق38/أ، وقد سبق تخريجه ص279، 280.

7 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 38/أ.

هذا الكلام من عليّ في حق أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، يدل على إنصافه رضي الله عنه، ويتضمن محبته لأبي بكر وعمر، وفيه تكذيب للرافضة الذين يزعمون أن عليّاً خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 243

وقال أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون بن يزيد الخلال12: "روى تسعون نفساً أو نحوهم، عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وثمانون من التابعين أن عليّاً بن أبي طالب رضي الله عنه قال على المنبر: "خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر. وقال: عمرو بن حُريث3 منهم: "وعثمان"4. وروى أبو الحسن السكري5 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر وعمر خير أهل السماوات، وخير أهل الأرض، وخير الأوّلين إلا النبيّين والمرسلين" 6.

وروى عن شعبة7 قال: "ما أدركت أحداً ممن كنا نأخذ منه كان يفضل على أبي بكر وعمر أحداً بعد النبي صلى الله عليه وسلم"8.

1 قال ابن تيمية في منهاج السنة 6/137: "وقد روي هذا عنه من طرق قيل إنها تبلغ ثمانين طريقاً"، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام عهد الخلفاء ص 115:"وهذا والله العظيم قول عليّ، وهو متواتر عنه؛ لأنه قاله على منبر الكوفة".

2 شيخ الحنابلة وعالمهم، وهو الذي جمع علومَ أحمد وتطلّبها وسافر لأجلها، توفي سنة إحدى عشرة وثلاث مئة. (سير أعلام النبلاء (14/298) .

3 ابن عمرو المخزومي القرشي، صحابي صغير، توفي سنة خمس وثمانين. (التقريب ص 420) .

4 موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 37/ب، والأثر عن عمرو بن حريث أخرجه القطيعي في زيادته على فضائل الصحابة لأحمد 1/411، والخطيب: تاريخ بغداد 8/376، 12/315، 14/417، ابن عساكر: تاريخ دمشق ترجمة عثمان 148، 149. وفي إسناده سويد مولى عمرو بن حريث ذكره البخاري وابن حاتم وسكتا عنه. (التاريخ الكبير 2/146، الجرح 2/237) .

5 عليّ بن عمر الحِمْيَرِيُّ صدوق في نفسه، توفي سنة ست وثمانين وثلاث مئة. (سير أعلام النبلاء (16/538، الميزان 3/148) .

6 سبق تخريجه ص 254، 261، 262.

7 ابن الحجاج.

8 سبق تخريجه ص 281.

ص: 244

وفي (عوالي أبي الشيخ) عن عبد خير قال: "سمعت عليّاً يقول: "ألا أنبئكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيّها صلى الله عليه وسلم؟ أبو بكر وعمر، وإن شئت أن أسمي الثالث لفعلت"1.

وخرج البخاري في صحيحه عن محمّد بن الحنفية / [22 / أ] قال: قلت لأبي: "يا أبت من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "يا بني ولا تعلم؟ "، قلت: لا، قال: "أبو بكر"، قلت: ثم من؟، قال: "يا بني ولا تعلم؟ "، قلت: لا، قال: "ثم عمر"، قال: ثم بدرته، قلت يا أبت ثم أنت؟ فقال: "يا بني أبوك رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم". ورواه الشيخ موفق الدين في المنهاج بلفظه. والله أعلم2.

1 أبو الشيخ في جزئه ص 122، وفي إسناده أبيض بن إبان، وهو ضعيف. وقد سبق تخريجه ص 279، 280، 281.

2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1342، رقم: 3468، نحو، موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 38/أ.

ص: 245

‌الباب الثاني والعشرون: صلابته في دين الله وشدته

الباب الثاني والعشرون: في ذكر صلابته في دين الله وشدّته

في الصحيح عن عا ئشة: أن عمر دخل والحبشة يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"دعهم أمْناً بني أَرْفِدَة"، يعني: من الأمن1.

وفيه عن جابر أن عمر قال - لما قال عبد الله بن أبي: {لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} ، [المنافقون: 8] : "ألا تقتل يا نبي الله هذا الخبيث؟ "، لعبد الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يتحدّث الناس أنّه كان يقتل أصحابه"2.

وفيه عن أبي وائل3 قال: "كنا بصفِّين4، فقام سهل بن حني ف5 فقال: "يا أيها الناس! اتّهموا أنفسكم، فإنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالاً لقاتلنا، فجاء عمر بن الخطاب فقال:"يا رسول الله ألسنا على الحقّ وهم على الباطل؟ "، فقال:"بلى"، فقال:"أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ "، قال:"بلى"، قال:"فعَلامَ نُعطي الدنيَّة في ديننا؟، أنرجع ولم يحكمِ الله بيننا وبينهم؟ "، فقال: "يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن

1 البخاري: الصحيح، كتاب العيدين 1/335، رقم:944.

2 البخاري: الصحيح، كتاب المناقب 3/1296، رقم: 3330، مسلم: الصحيح، كتاب البر والصلة والآداب 4/1998، رقم:2548.

3 شقيق بن سلمة.

4 صفين: موضع بقرب الرق، على شاطئ الفرات من الجانب الغربي، بين الرقة وبالس، فيه كان واقعة صفين بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما سنة سبع وثلاثين في غرة صفر. (معجم البلدان 3/414، وانظر: أخبارها في تاريخ الإسلام - عهد الخلفاء - ص 577) .

5 الأنصاري الأوسي، من أهل بدر، توفي في خلافة عليّ. (التقريب ص 257) .

ص: 246

يضيِّعني الله أبداً"، فانطلق عمر إلى أبي بكر فقال له مثل ما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "إنه رسول الله ولن يضيّعه الله أبداً"، فنزلت سورة الفتح، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر إلى آخرها، قال عمر: "يا رسول الله أوفتح هو؟ "، قال: "نعم" 1.

وفي رواية، قال عمر:"فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ألستَ نبي الله حقاً؟ قال: "بلى"، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: "بلى"، قلت: فلمَ نُعطي الدَنيَّة في ديننا إذاً؟ قال: "إني رسول الله ولستُ أعصِيهِ وهو ناصري"، قلت: أوَليس كنت تحدّثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: "بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ "، قال: قلت: لا. قال: "فإنك آتيه ومُطّوِّف به". قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقاً؟ قال: "بلى"، قلت: ألسنا على الحق وعدوّنا على الباطل؟ قال: "بلى"، قلت: فلِمَ نعطي الدنيّة في ديننا إذاً؟ قال: "أيها الرجل إنه رسول الله وليس يعصي ربّه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه2، فوالله إنه على الحق. "قلت: أليس كان يحدّثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ "، قال: "بلى، فأخبرك أنك تأتيه العام؟ "، قلت: لا. قال: "فإنك آتيه ومطوّف به". قال الزهري3: قال عمر: "فعملت لذلك أعمالاً"4.

وفي الصحيحين في حديث حاطب5 لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليّاً والزبير

1 البخاري: الصحيح، كتاب الجزية 3/1162، رقم:3011.

2 الغرز: ركاب من جلد، والمراد: التمسك بأمره، وترك المخالفة له، كالذي يمسك بركاب الفارس فلا يفارقه. (انظر: القاموس ص 668، وفتح الباري 5/346) .

3 محمّد بن مسلم.

4 البخاري: الصحيح، كتاب الشروط 8/978، رقم: 2582، بأطول.

5 ابن أبي بلتعة اللخمي، شهد بدراً، وتوفي سنة ثلاثين في خلافة عثمان. (الإصابة 1/314) .

ص: 247

والمقداد فجاءوا بالكتاب من الضعينة1، قال عمر:"يا رسول الله دعني أضرب عُنقَ هذا المنافق"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعلّ الله أن يكون قد اطّلع على أهل بدر، فقال: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، فدمعت عينا عمر، وقال: "الله ورسوله أعلم"2.

وفي الصحيح عن ابن عمر: أن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم قِِبلَ ابن صياد3 حتى وجده يلعب مع الغلمان عند أُطُم4 بني مَغَالَة5، وقد قارب ابن صياد يومئذ يحتلم، فلم يشعر بشيء حتى ضرب النبي ظهره بيده، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أتشهد أنّي رسول الله؟ "، فنظر ابن صياد فقال:"أشهد أنك رسول الأميين"، قال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم:"أتشهد أني رسول الله؟ "، قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"آمنت بالله ورسله"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ماذا ترى؟ "، قال ابن صياد:"يأتيني صادق وكاذب"، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"خلط عليك الأمر"، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"قد خبأتُ لك خِبئاً"، / [22/ب]، قال ابن صياد:"هو الدُّخُّ"6. قال النبي

1 الضعينة: المرأة ما دامت في الهودج. (القاموس ص 1566) .

2 البخاري: الصحيح، كتاب المغازي 4/1463، رقم: 3762، مسلم: الصّحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1941، رقم:2494.

3 عبد الله بن صائد، وهو الذي يقال له: ابن صياد. كان أبوه من اليهود ولا يدرى من أي قبيلة هو، وهو الذي يقال: إنه الدجال. (الإصابة 5/136) .

4 الأطم: حصن مبنيّ بحجارة. (لسان العرب 12/19) .

5 بطن من الأنصار، وهم بنو عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، نسبوا لأمهم مغالة بنت فُهيرة بن بياضة. (جمهرة أنساب العرب ص 347، فتح الباري 3/220) .

6 خبأ له النبي صلى الله عليه وسلم رسوة الدخان، فلم يهتد ابن صياد منها إلا لهذا القدر الناقص على طريقة الكهنة. (انظر: فتح الباري 6/173) .

ص: 248

صلى الله عليه وسلم: "اخسأ1، فلن تعدو قدرك". قال عمر: "يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه"، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن يكن هو فلن تسلط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله"2.

وفي الصحيحين3 عن البراء4 أن أبا سفيان5 أشرف يوم أحد6 فقال: "أفي القوم محمّد؟ "، فقال:"لا تجيبوه"، قال:"أفي القوم ابن أبي قحافة؟ "، قال:"لا تجيبوه"، قال:"أفي القوم ابن الخطاب؟ "، قال:"إن هؤلاء قتلوا"7.

وفي رواية8: "قتلوا9 كلهم فلو كانوا أحياء لأجابوا"، فلم يملك عمر نفسه، فقال:"كذبت يا عدوّ الله، أبقى الله لك ما يخزيك"10، 11.

وتقدم حديث الأسود12 في الباب السابع عشرة13.

1 اخسأ: اسكت صاغراً مطرودا مبعداً. (النهاية 2/31، فتح الباري 10/562) .

2 البخاري: الصحيح، كتاب الجهاد، 3/1112، رقم: 2889، 2890، مسلم: الصحيح، كتاب الفتن وأشراط الساعة 4/2246، رقم:2930.

3 لعله سهو من المؤلف، وإلا فالحديث لم يخرجه مسلم.

4 ابن عازب.

5 صخر بن حرب القرشي الأموي رأس المشركين يوم أحد والأحزاب، أسلم عام الفتح وشهد حنيناً والطائف. توفي سنة إحدى وثلاثين. (الإصابة 3/235) .

6 أحد: جبل يقع في شمال المدينة ويبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلاً، ونصف الكيل، وبه سميت وقعة أحد. (معجم معالم الحجاز1/58-59، والسيرة الصحيحة2/378) .

7 البخاري: الصحيح، كتاب المغازي 4/1486، رقم: 3817 بأطول.

8 مطموس في الأصل سوى: (روا) .

9 في الأصل: (قتلا) ، وهو تحريف.

10 مطموس في الأصل سوى: (ما يخز) .

11 لم أجده.

12 ابن سريع.

13 في الأصل: (السادس) ، وهو تحريف. انظر ص 224، 226.

ص: 249

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أشد أمتي في الله عمر"1.

وروى ابن الجوزي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حدّثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أسر يوم بدر من المشركين سبعون رجلاً، واستشار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليّاً فقال أبو بكر:"يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن نأخذ منهم الفدية؛ فيكون ما أخذنا منهم قوّة على الكفار، وعسى أن يهديهم الله تعالى فيكونوا لنا عضُداً". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ترى ابن الخطاب؟ "، فقلت: "والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكني من فلان - قريب عمر - فأضرب عنقه، وتمكن عليّاً من عقيل2 فيضربَ عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هَوَادةٌ للمشركين، هؤلاء صَنَاديدهم3، وأئمتهم وقادتهم.

فهَوِي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهوَ ما قلت، فأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا هو قاعد وأبو بكر يبكيان، فقلت: يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاءً بكيتُ، وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبكي للذي عرَض لأصحابك4 من الفداء، لقد عُرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة - لشجرة قريبة - وأنزل الله عزوجل:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} ، إلى قوله:{لَّوْلَا كِتَابٌ مِنَ الله سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} ، من

1 سبق تخريجه ص 227، 233.

2 ابن أبي طالب.

3 الصنديد: السيّد الشّجاع. (القاموس ص 375، 376) .

4 في المسند: (عَرَض علي) .

ص: 250

الفداء {عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، [الأنفال: 67، 68] 1.

وعن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسر الأسارى يوم بدر استشار أبا بكر فقال: "قومك وعشيرتك فخل سبيلهم"، واستشار عمر فقال:"اقتلهم"، ففاداهم رسول الله فأنزل الله تعالى:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} ، [الأنفال: 67] ، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم عمر فقال:"كاد يصيبنا في خلافك شرّ"2.

وفي الصحيح عن ابن عباس عن عمر قال: "والله إن كنّا في الجاهلية ما نعدّ للنساء أمراً حتى أنزل الله عزوجل فيهنّ ما أنزل وقسم لهن ما قسم، قال: فبينا3 أنا في أمر أتأمّره إذ قالت امرأتي: "لو صنعت كذا وكذا"، قال: فقلت لها: ما لك ههنا فيما تَكَلُّفُكِ4 في أمر أريده، فقالت لي: "عجباً لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجعَ، وإن ابنتك لتراجعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان"، فقام عمر فأخذ رداءه مكانه حتى دخل حفصة، فقال لها: يا بنيّة إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟! فقالت حفصة: "والله إنا لنراجعه"، فقلت: تعلمين [أني] 5 أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله، يا بنيّة لا يغرنك هذه التي أعجبها حُسنها حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إيّاها، - يريد عائشة - قال: ثم خرجت حتى دخلت

1 ابن الجوزي: مناقب ص 42، والحديث سبق تخريجه ص 188.

2 الحاكم: المستدرك 2/329، وقال:"صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". قال الذهبي: "على شرط مسلم". وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 43.

3 مطموس في الأصل، سوى:(فبيـ) .

4 مطموس في الأصل سوى: (تكلفـ) .

5 مطموس في الأصل.

ص: 251

على أم سلمة1 لقرابتي منها فكلّمتها، فقالت أم سلمة:"عجباً لك يا ابن الخطاب، دخلت في كل شيء، حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أزواجه"، فأخذتني والله أخذاً كسرتني عن بعض ما كنت أجد، قال: فخرجت من عندها، وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنتُ أنا آتيه بالخبر، ونحن نتخوف ملكاً من ملوك غسان، ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، قد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب فقال:"افتح افتح"، فقلت: أجاء الغسّاني؟ فقال: "بل أشد من ذلك، اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه"، فقلت: أرغم الله أنف حفصة وعائشة، فأخذت ثوبي فأخرج حتى جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة2 له يرقى عليها بعَجَلَة3، [وغلام] 4 لرسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس الدرجة، فقلت: قل هذا عمر بن الخطاب، فأذن لي، قال عمر: فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، [وتحت رأسه] 5 / [23/أ] وسادةٌ من أدم حشوها ليف، وإن عند رجلي قَرَظاً6 مصبوراً7 أو قال:

1 هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، أم المؤمنين، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة، توفيت سنة اثنتين وستين. (التقريب ص 754) .

2 المشربة: الغرفة العالية. (فتح الباري 5/116) .

3 عجل: هو أن ينقر الجذع ويُجعل فيه الدرج ليصعد فيه إلى الغرف وغيرها. (النهاية 3/186) .

4 مطموس في الأصل.

5 مطموس في الأصل.

6 مطموس في الأصل، سوى:(قر)، والقرظ: ورق السَّلَّم. (النهاية 4/43) .

7 مصبوراً، أي: مجموعاً قد جعل صُبره كصُبرة الطعام. (النهاية 3/9) . البخاري: الصحيح، مع الفتح 4/67، رقم:629.

ص: 252

مصبوباً، وعند رأسه أهُبٌ1 مُعَلَّقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال:"ما يبكيك؟ "، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال:"أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة"2.

1 الأهب: جمع إهاب، وهو الجلد. (النهاية 1/83) .

2 البخاري: الصحيح، كتاب التفسير 4/1866، رقم:4629.

ص: 253

‌الباب الثالث والعشرون: إقدامه على أشياء من أوامر الرسول عليه السلام

الباب الثالث والعشرون: في ذكر إقدامه على أشياء من أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم يؤخذ بذلك لصحة مقصده

في الصحيح عن سلمة1 قال: "خفّت أزواد الناس وأملقوا2، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه فقال: "ما بقاؤكم بعد إبلكم؟ "، فدخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله بما بقاؤهم بعد إبلهم؟ "، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناد في الناس يأتون بفضل أزوادهم"، فدعا وبرّك عليه ثم دعاهم وبأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله" 3.

وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: "وجد عمر حُلة إستبرق4 تباع في السوق، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله ابتع هذه الحلة تجمل بها للعيد وللوفود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنما هذه لباس من لا خلاق له، أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له"، فلبث ما شاء الله. ثم أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم بجبّة ديباج، فأقبل بها عمر حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"يا رسول الله، قلت: "إنما هذه لباس من لا خلاق له، أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له، ثم أرسلت إليّ بهذه؟ "، فقال: "تبيعها، أو تصيب بها بعض حاجتك"5.

1 ابن الأكوع.

2 افتقروا. (القاموس ص 1193) .

3 البخاري: الصحيح، كتاب الشركة 2/879، رقم:2352.

4 الإستبرق: الديباج الغليظ. (القاموس ص 1120) .

5 البخاري: الصحيح، كتاب الجهاد 3/1111، رقم: 2889، مسلم: الصّحيح، كتاب اللباس والزينة 3/1638، رقم:2068.

ص: 254

وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام على قتلى بدر وقال: "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ " قال عمر: "يا رسول الله ما تُكلمُ من أجساد لا أرواح1 فيها". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم"2.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي على عبد الله بن أبي، جذبه عمر، وقال: "أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين؟ "، فقال: "أنا بين خيرتين: {اسْتَغْفِرْ لَهُم أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُم إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} ، فنزلت:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحْدٍ مِّنْهُمْ مَّاتَ أَبَداً} [التوبة: 80، 84]3.

وفي رواية: "فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولتُ حتى قمت في صدره، فقلت: "يا رسول الله أعلى عدوّ الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا وكذا وكذا، أعدد أيامه،؟ "، قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم، حتى إذا أكثرتُ عليه قال: "أخِّرْ4 عنّي يا عمر إني خيّرت فاخترت قد قيل: {اسْتَغْفِرْ لَهُم أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُم إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] ، ولو علمت أني إن زدت على السبعين غفر لهم لزدت".

ثم صلى عليه ومشى معه، فقام على قبره حتى فرغ منه، فعجباً لي ولجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم، فو الله ما كان إلا يسيراً حتى نزلت هاتان الآيتان: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحْدٍ مِّنْهُمْ مَّاتَ أَبَداً وَلَا تَقُمْ عَلَى

1 في الأصل: (رواح) ، وهو تحريف.

2 البخاري: الصحيح، كتاب المغازي 4/1461، رقم: 3757، بأطول، وأخرجه بنحوه مسلم: الصّحيح، كتاب الجنائز 1/643، رقم:93.

3 البخاري: الصحيح، كتاب الجنائز 1/427، رقم:1210.

4 أي: تأخر: وقيل معناه: أخّر عني كلامك. (فتح الباري 8/337) .

ص: 255

قَبْرِهِ} ، إلى قوله:{فَاسِقُونَ} ، [التوبة: 84] ، فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها على منافق ولا قام على قبره، حتى قبضه الله عزوجل"1.

وعن البراء قال: "لما كان أحد جاء أبو سفيان بن حرب فقال: "أفيكم محمّد؟ "، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجيبوه"، ثم قال: "أفيكم محمّد؟ "، فلم يجيبوه، ثم قال الثالثة، فلم يجيبوه، ثم ذكر أبا بكر وعمر. فقال: "أما هؤلاء فقد كفيتموهم"، فلم يملك عمر نفسه، قال: "كذبت يا عدو الله، ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وأنا، أحياءٌ، ولك منا / [23/ب] يوم سوء"، فقال: "يوم بيوم بدر والحرب سِجال2، فقال:"أعل هبل"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أجيبوه"، قالوا:"يا رسول الله ما نقول؟ "، قال:"قولوا: الله أعلى وأجل"، قال3:"لنا العزى ولا عزى لكم"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أجيبوه"، قالوا:"يا رسول الله ما نقول؟ "، قال:"قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم"4.

وعن عكرمة5، أن أبا سفيان لما قال: أعل هبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب:"قل: الله أعلى وأجل"، فقال أبو سفيان: "لنا العزى ولا عزى

1 أحمد: المسند 1/195، رقم: 95، قال أحمد شاكر:"إسناده صحيح"، الترمذي: السنن 5/279، رقم: 3097، وقال:"هذا حديث حسن صحيح غريب"، وأخرجه البخاري: الصحيح، كتاب الجنائز 1/459، رقم: 1300 بنحوه.

2 السجال: المكافأة في الحرب وغيرها. (شرح أبي ذر الخشني بحاشية ابن هشام 3/136) .

3 في الأصل: (قالوا) ، وهو تحريف.

4 البخاري: الصحيح، كتاب الجهاد 2/1106، رقم: 2874، بألفاظ مقاربة. وأورزه ابن الجوزي: مناقب ص 44.

5 مولى ابن عباس.

ص: 256

لكم"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "[قل] 1: الله مولانا ولا مولى لكم" 2.

وعن أبي وائل،3 قال:"قال سهل بن حنيف في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، قال: "جاء عمر فقال: "يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ "، قال:"بلى". قال: "أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ "، قال:"بلى ". قال: "فعلام نعطي الدَّنيّة في ديننا ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم؟ "، قال:"يا ابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبداً"، فانطلق عمر إلى أبي بكر رضي الله عنهما ولم يصبر متغيّظاً حتى أتا أبا بكر، فقال:"يا أبا بكر، ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ "، قال:"بلى"، قال:"أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ "، قال: بلى. قال: "يا ابن الخطاب إنه رسول الله، ولن يضيعه الله". فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه، فقال:"يا رسول الله أوفتح هو؟ "، قال:"نعم"، فطابت نفسه ورجع"4.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو بكر وعمر، في نفر، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا، وخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا، وقمنا، فكنت أوّل من فزع فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطاً5 للأنصار لبني النجار، فدرت به هل أجد له

1 سقط من الأصل.

2 ابن الجوزي: مناقب ص 44، وهو منقطع.

3 شقيق بن سلمة.

4 مسلم: الصّحيح، كتاب الجهاد والسير 3/1411، رقم: 1785، وسبق تخريجه من رواية البخاري ص 229؟

5 الحائط: البستان. (القاموس ص 856) .

ص: 257

باباً فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط [من] 1 بئر خارجة (والربيع: الجدول) 2، فاحتفزت فدخلت عل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أبو هريرة؟ "، فقلت: نعم يا رسول الله، قال:"ما شأنك؟ "، قلت: كنت بين ظهرينا3، فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقطع دوننا، ففزعنا، وكنت أوّل من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي. فقال:"يا أبا هريرة - وأعطاني نعليه - اذهب بنعلي هاتين فمن لقيته من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله / [24 / أ] مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة"، وكان أوّل من لقيت عمر، فقال:"ما هذان النعلان يا أبا هريرة؟ "، فقلت: هذان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما من لقيتُ يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً قلبه بشرته بالجنة، فضرب عمر بين ثدييّ بيده، فخررت لأستى، فقال:"ارجع يا أبا هريرة"، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشت بالبكاء وركبني4 عمر. وإذا هو على أثري فقال رسول الله:"ما لك يا أبا هريرة؟ "، قلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني5 به، فضرب بين ثدييّ ضربة فخررت لأستى، فقال:"ارجع"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا عمر ما حملك على ما فعلت؟ "، فقال: "يا رسول الله أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه بشّره

1 سقط من الأصل.

2 انظر: لسان العرب 8/107.

3 في الأصل: (أظهرنا) ، ثم طمس عيلها، وكتب:(ظهرينا)، وفي صحيح مسلم:(أظهرنا)، قال النووي:"هكذا هو في الموضعين أظهرنا، وقال القاضي: "ووقع الثاني في بعض الأصول ظهرينا، وكلاهما صحيح". (انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 1/334) .

4 ركبني: تبعني وجاء على إثري. (لسان العرب 1/432) .

5 في الأصل: (بعثني) ، وهو تحريف.

ص: 258

بالجنة؟ "، قال: "نعم"، قال: "فلا تفعل؟ فإني أخاف أن يتكل الناس عليها فخلّهم يعملون"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فخلّهم" 1.

وعن الأعمش2 عن أبي صالح3 عن أبي سعيد4 أو عن أبي هريرة رضي الله عنهما شك الأعمش. قال: "لما كان في غزوة تبوك5، أصاب الناس مجاعة، فقالوا يا رسول الله لو أذنت فذبحنا نواضحنا6 فأكلنا وادّهنّا، فقال لهم رسول الله: "افعلوا"، فجاء عمر فقال: "يا رسول الله إنهم إن فعلوا قل الظهر، ولكن ادعهم فيأتوا بفضل أوزادهم، ثم ادع لهم عليه بالبركة، فلعل الله عزوجل أن يجعل في ذلك"7، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنطع8 فبسطه ثم دعاهم بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يجيء بكف الذرة، والآخر بكف التمر، والآخر بالكسرة، حتى اجتمع من ذلك على النطع شيء يسير9. ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة ثم قال: "خذوا

1 مسلم: الصّحيح، كتاب الإيمان 1/59، رقم:31.

2 سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، الكوفي، ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس، توفي سنة سبع وأربعين ومئة. (التقريب ص 54) .

3 ذكوان، أبو صالح السمان الزيات، المدني، ثقة ثبت، توفي سنة إحدى ومئة. (تهذيب التهذيب 3/189-190، التقريب ص 203) .

4 سعد بن مالك الخدري.

5 تبوك: موضع بين وادي القرى والشام، خرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع للهجرة، وهي آخر غزواته، وتبوك الآن مدينة كبيرة وهي قاعدة شمال غرب المملكة العربيّة السّعوديّة، وتبعد عن المدينة حوالي سبع مئة كيل. (معجم البلدان 2/14، شمال غرب المملكة 1/349) .

6 النواضح من الإبل التي يستقى عليها الماء، والأنثى بالهاء: ناضحة. (لسان العرب 2/619) .

7 في محذوف تقديره: "يجعل في ذلك بركة أو خيراً"، فحذف المفعول به لأنه فضلة. (شرح النووي 1/225) .

8 النطع: بالكسر وبالفتح وبالتحريك، وكعِنَب: بساطٌ من الأديم. (القاموس ص991) .

9 في الأصل: (شيئاً يسيراً) ، وهو سهو من المؤلف، لأنه فاعل والفاعل مرفوع، ويسير صفة لشيء.

ص: 259

في أوعيتكم"، فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العكسر وعاء، إلا ملأوه، وأكلوا حتى شبعوا، وفضلت منه فضلة، فقال رسول الله: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أني رسول الله، لا يلقى الله بها عبد غير شاك، فيحجب عن الجنة" 1.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب2 رضي الله عنه ف قال: "امرأة جاءت تبايعه3 فأدخلها الدولج4 فأصبت منها ما دون الجماع؟ "، فقال:"ويحك لعلها مُغيبة5 في سبيل الله؟ "، ونزل القرآن:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السّيِّئَاتِ} [هود: 114] ، / [24 / ب] ، إلى آخر الآية، فقال:"يا رسول الله إليّ خاصة أم للناس عامة؟ "، فضرب صدره - يعني عمر - بيده، وقال:"لا، ولا نَعْمة عين، بل للناس عامة"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صدق عُمر"6.

وعن عبيدة7، قال: "جاء عيينة بن حصن8 والأقرع

1 مسلم: الصّحيح، كتاب الإيمان 1/56، رقم:27.

2 هكذا ف في الأصل والمسند.

3 تبتاع منه.

4 الدولج: المخدع. وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير. (لسان العرب 2/274) .

5 المُغيبة: والمُغيب: التي غاب عنها زوجها. (النهاية 3/399) .

6 أخرجه أحمد: المسند 4/41، قم: 2206، قال أحمد شاكر:"إسناده صحيح". وأورده الهيثمي: مجمع الزوائد 7/38، بنحوه وقال:"رواه أحمد والطبراني في الكبير - بزيادة - وفي الأوسط باختصار كثير، وفي إسناده أحمد والكبير عليّ بن زيد، وهو سيئ الحفظ ثقة، وبقية رجاله ثقات، وإسناد الأوسط ضعيف".

7 عبيدة بن عمرو السلماني المرادي الكوفي، تابعي كبير مخضرم، فقيه ثقة، توفي سنة اثنتين وسبعين. (التقريب ص 379) .

8 الفزاري: أسلم قبل الفتح وشهدها، وشهد حنيناً والطائف، ثم ارتدّ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى الإسلام، وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه. (الإصابة 5/55) .

ص: 260

ابن حابس1 إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالا:"يا خليفة رسول الله إن عندنا أرضاً سبخة2 ليس فيها كلاً ولا منفعة، فإن رأيت أن تقطعنا لعلنا3 نحرثها أو نزرعها، لعل الله أن ينفع بها بعد اليوم، فقال أبو بكر لمن حوله: "ما تقولون فيما قالا، إن كانت أرضاً سبخة لا ينتفع بها؟ "، قالوا: "نرى أن تقطعهما إياها، لعل الله ينفع بها بعد اليوم"، فأقطعهما إياه، وكتب لهما بذلك كتاباً، وأشهد عمر، وليس في القوم، فانطلقا إلى عمر يُشهدانه فوجداه قائماً يهنأ4 بعيراً له، فقالا: "إن أبا بكر أشهدك على ما في هذا الكتاب فنقرأ عليك أو تقرأ؟ "، فقال: "أنا على الحال الذي5 تريان، فإن شئتما فاقرءوا وإن شئتما فانظرا حتى أفرغ، فأقرأ عليكما"، قالا: "بل نقرأ فقرأ فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما ثم تفل عليه فمحاه، فتذمرا، وقالا مقالة سيّئة، فقال:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما، والإسلام يومئذ ذليل، وإن الله قد أعز الإسلام، فاذهبا فاجهدا جهدكما، لا رعى [الله] 6 عليكما إن رعيتما"، قال: فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمّران فقالا: "والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟! "، فقال:"لا، بل هو لو كان شاء"، قال فجاء عمر - وهو مغضب - فوقف على أبي بكر فقال: "أخبرني عن هذه

1 ابن عقال التميمي المجاشعي الدارمي، شهد فتح مكة، وحنيناً، والطائف، واليمامة، ودومة الجندل. وشهد مع خالد حروب العراق. وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه. (الإصابة 1/59) .

2 السّبخة: محركة ومسكنة: أرض ذات نزّ وملح. (القاموس ص 323) .

3 في الأصل: (لعل) ، وهو تحريف.

4 يهنأ: الإبل يهنؤها، مُثلثة النون، طلاها بالهِناء، أي: القطران. (لسان العرب1/187، القاموس ص 72) .

5 قوله: "الذي"، مطموس في الأصل، والتصويب من الهامش.

6 سقط من الأصل.

ص: 261

الأرض التي أقطعتها هذين، أرضٌ هي لك خاصة، أم للمسلمين عامة؟ "، قال: "بل للمسلمين عامة"، قال: "فما حملك أن تخص بها هذين دون جماعة المسلمين؟ "، قال: "استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا عليّ بذلك"، قال: "فإذا استشرت هؤلاء الذين حولك، فكل المسلمين أوسعتهم مشورة وَرَضىً) ، فقال أبو بكر رضي الله عنه:"قد كنت قلت لك إنك على هذا أقوى مني، ولكن غلبتني"1.

وفي الصحيح عن عبد الله بن الزبير2: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: "أمِّر القعقاع بن معبد بن زرارة3"، قال عمر:"بل أمّر الأقرع بن حابس"، قال أبو بكر:"ما أردت إلا خلافي"، قال عمر:"ما أردت خلافك" فتماريا4 حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] ، حتى انقضت"5. (25/أ) .

1 البخاري: التاريخ الكبير 1/81، ابن الجوزي: مناقب ص 47، ابن حجر: الإصابة 5/56، ونسبه للبخاري في التاريخ الصغير وأمالي المحاملي. والإصابة 1/58، وقال:"وروى البخاري في تاريخه الصغير ويعقوب بن سفيان بإسناد صحيح". ثم قال: "قال عليّ بن المديني في العلل: "هذا منقطع؛ لأن عبيدة لم يدرك القصة، ولا روى عن عمر أنه سمعه منه، قال: ولا يروى عن عمر بأحسن من هذا الإسناد". وأشار إليه في فتح الباري 13/258، ونسبه للبخاري في التاريخ الصغير، والهندي في الكنز 12/583، ونسبه ليعقوب بن سفيان وابن عساكر لكن فيه بدل عيينة الزبرقان.

2 ابن العوام الأسدي، كان أوّل مولود في الإسلام من المهاجرين وولي الخلافة تسع سنين إلى أن قتل في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين. (التقريب ص 303) .

3 التميمي الدارمي، شهد حنيناً، وكان يقال له: تيار الفرات لسخائه. (الإصابة 5/245) .

4 تماريا: تجادلا وتخاصما. (انظر: لسان العرب 15/278) .

5 البخاري: الصحيح، كتاب المغازي 4/1587، رقم:4109.

ص: 262

وقد راجع أبا بكر في قتال مانعي الزكاة ففي الصحيحين والمسند أن أبا هريرة قال: "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر بعده، وكَفَر من كفر من العرب، قال عمر: "يا أبا بكر كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، عصم مني ماله ونفسه، إلا بحقه وحسابه على الله"، قال أبو بكر:"والله لأقاتلن - وقال أبو اليمان1: "لأقتلنّ2 - من فرق بين الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً3 كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلهم على منعها". قال عمر:"فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله عزوجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق"4.

1 الحكم بن نافع البهراني، الحمصي، مشهور بكنيته ثقة، ثبت، توفي سنة اثنتين وعشرين ومئتين. (التقريب ص 176) .

2 أحمد: المسند 1/206) .

3 العناق: هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. (لسان العرب 10/275) .

4 أحمد: المسند 1/206، واللفظ له، والبخاري: الصحيح، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين6/2538، رقم: 6526، ومسلم: الصّحيح، كتاب الإيمان1/51، رقم:20.

ص: 263

‌الباب الثامن والعشرون: عهد أبي بكر إليه ووصيته إياه

الباب. ومن قول عمر: "إن استخلفت فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني النبي صلى الله عليه وسلم". ما يدل على ذلك1.

وعلى قولنا: ثبتت بالنص الظاهر لا يكون من هذا الباب، ويكون من باب عهد الإمام قبله. فلو بايع الناس لشخص ثم بايعوا2 لآخر بعده فلا بيعة للثاني، وإن بايع بعض لشخص، ثم بايع بعضهم لآخر فلا بيعة للثاني أيضاً، وإن بايع بعض أفراد الناس لشخص من غير مشورة جميعهم، أو بايعوا لغير من اتفق عليه الجم الغفير فلا بيعة له.

قال أصحابنا: "ولو ظهر رجل بسيفه فقهر الناس وأخذ الخلافة بيده، فهو خليفة يحرم قتاله، والخروج عليه، وعزله منها3.

فإن خرج على الخليفة وقهره فللناس مساعدة الخليفة عليه وليس هو الخليفة، ولا يقرّ على ذلك ولو بايعه بعض الناس. والله أعلم. / [31 / ب] .

فصل: في وصية أبي بكر لعمر رضي الله عنهما

عن إسماعيل بن أبي خالد عن زُبيد4 أن أبا بكر قال لعمر بن الخطاب: "إني موصيك [بوصية] 5 إن حفظتها: إن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل، ولله حق في

1 البخاري: الصحيح، كتاب الأحكام 6/2638، رقم: 2791، ومسلم: الصّحيح، كتاب الإمارة 3/1454، رقم:1823.

2 في الأصل: (بايع) .

3 انظر: ابن قدامة: المغني 12/243، والكافي 4/146، المرداوي: الإنصاف في معرفة الخلاف 10/310.

4 زُبيد بن الحارث اليامي، الكوفي، ثقة عابد، توفي سنة اثنتين وعشرين ومئة، أو بعدها. (التقريب ص 213) .

5 سقط من الأصل.

ص: 267