المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب التاسع عشر: أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل ابي بكر - محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - جـ ١

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الدراسة

- ‌مقدمة النص المحقق

- ‌الباب الأول: مولده

- ‌الباب الثاني: نسبه

- ‌الباب الثالث: صفته وهيبته

- ‌الباب الرابع: ذكره في التوراة والإنجيل

- ‌الباب الخامس: ماتميز به في الجاهلية

- ‌الباب السادس: دعاء الرسول أن يعز الإسلام به

- ‌الباب السابع: وقوع الإسلام في قلبه

- ‌الباب الثامن: إسلامه وما وقع منه قبل إسلامه

- ‌الباب التاسع: السنة التي أسلم فيها وبعد كم أسلم

- ‌الباب العاشر: استبشار أهل السماء بإسلامه

- ‌الباب الحاي عشر: عز الإسلام بإسلامه وظهوره

- ‌الباب الثاني عشر: سبب تسميته بالفاروق

- ‌الباب الثالث عشر: ذكر هجرته إلى اللمدينة

- ‌الباب الرابع عشر: منزله في المدينة

- ‌الباب الخامس عشر: من أخي النبي بينه وبينه

- ‌الباب السادس عشر: نزول القرآن بموافقته

- ‌الباب السابع عشر: قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضله في الصحيحين

- ‌الباب التاسع عشر: أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل ابي بكر

- ‌الباب العشرون: معرفة فضلهما من السنة

- ‌الباب الحادي والعشرون: ذكر فضله على من بعده

- ‌الباب الثاني والعشرون: صلابته في دين الله وشدته

- ‌الباب الثالث والعشرون: إقدامه على أشياء من أوامر الرسول عليه السلام

- ‌الباب الرابع والعشرون: مصارعته الشيطان وخوف الشياطين منه

- ‌الباب الخامس والعشرون: هيبته وخوف الناس منه

- ‌الباب السادس والعشرون: انزعاجه لموت الرسول وإنكاره له

- ‌الباب السابع والعشرون: قيامه ببيعه أبي بكر ومجادلته عنه

- ‌الباب الثامن والعشرون: عهد أبي بكر إليه ووصيته إياه

- ‌الباب التاسع والعشرون: خلافته وقول الرسول فيها

- ‌الباب الثلاثون: إجتماعهم على تسميته بأمير المؤمنين

- ‌الباب الحادي والثلاثون: ماخص به ولايته مما لم يسبق إليه

- ‌الباب الثاني والثلاثون: إسمه وكنيته ولقبه

- ‌الباب الثالث والثلاثون: خضابه

- ‌الباب الرابع والثلاثون: خاتمه

- ‌الباب الخامس والثلاثون: دعاء الرسول له أن يخرج من صدره الغل

- ‌الباب السادس والثلاثون: أن الرسول بشره بالجنة

- ‌الباب السابع والثلاثون: جمعه الناس في التراويح على إمام

- ‌الباب الثامن والثلاثون: فطنته وذكائه وفراسته

- ‌الباب التاسع والثلاثون: إهتمامه برعيته وملاحظته لهم

- ‌الباب الأربعون: عسسه بالمدينه وما وقع له من ذلك

الفصل: ‌الباب التاسع عشر: أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل ابي بكر

‌الباب التاسع عشر: أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل ابي بكر

الباب التاسع عشر: في أحاديث اجتمع فيها فضله وفضل أبي بكر

وروى الترمذي عن حذيفة1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللَّذَين2 من بعدي: أبي بكر وعمر".

وقال: "حديث حسن"3.

وفي رواية: "إني لا أدري ما بقائي فيكم فاقتدوا باللَّذَين4 من بعدي". وأشار إلى أبي بكر وعمر5.

وروى عن عبد الله بن شقيق6 قال: قلت: لعائشة: "أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحبَّ إلى رسول الله؟ "، قالت:"أبو بكر"، قلت: ثم من؟ قالت:

1 ابن اليمان العَبسي، حليف الأنصار، صحابي جليل من السابقين. توفي في أوّل خلافة علي سنة ست وثلاثين. (التقريب ص 154) .

2 في الأصل: (بالذين) ، وهو تحرف.

3 الترمذي: السنن 5/609، وإسناده حسن، والحديث أخرجه أحمد: المسند 5/385، 402، ابن سعد: الطبقات 2/234، ابن ماجه: المقدمة 1/371، ابن أبي عاصم: السنة 2/545، والخطيب: تاريخ بغداد 12/20، والفقيه والمتفقه 1/177، والحميدي في مسنده 1/214، وأبو نعيم: الحلية 9/109، ابن عساكر: تاريخ دمشق 12/31/أ، والحاكم: المستدرك 3/75، وصححه ووافقه الذهبي. وقال الألباني:"صحيح". (صحيح الجامع 1/254، رقم: 1143، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 3/254، رقم: 1144) .

4 في الأصل: (الذين) ، وهو تحريف.

5 الترمذي: السنن 5/610، وإسناده حسن، وفيه سالم المرادي صدوق، وثّقه العجلي وابن حبان، وقال الطحاوي:"مقبول الحديث، وضعّفه ابن معين". (تهذيب التهذيب 3/381) . والحديث أخرجه أحمد: المسند 5/399، والبخاري: الكنى ص 50، ابن سعد: الطبقات 2/334. وصحّحه الألباني. (صحيح سنن الترمذي 3/229) .

6 العُقيلي، بصري، ثقة فيه نصب، توفي سنة ثمان ومئة. (التقريب ص 307) .

ص: 220

"عمر"، ثم من؟ قالت:"أبو عبيدة بن الجراح"، قال: قلت: ثم من؟ فسكتت".

وقال: "حديث [حسن] 1 صحيح"2. / [18 / ب] .

وروى عن علي بن أبي طالب قال: "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ3 طلع أبو بكر وعمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذان سيِّدا كهول أهل الجنة من الأوّلين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما".

وقال: "حديث غريب من هذا الوجه، في طريقه الوليد بن محمّد المُوقِريّ، قال الترمذي: يضعف في الحديث"4.

وروى عن نافع عن ابن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم ودخل المسجد وأبو بكر وعمر، أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، وهو آخذ بأيديهما، فقال: "هكذا نبعث يوم القيامة".

وقال: "غريب في طريقه سعيد بن مسلمة"5، 6. قال: "ليس

1 ساقط في الأصل.

2 الترمذي: السنن 5/607، وإسناده صحيح، والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/198، وصحّحه الألباني. (صحيح سنن الترمذي 3/221، 222) .

3 في الأصل: (إذا) ، وهو تحريف.

4 الترمذي: السنن 5/611، وإسناده ضعيف، فيه الوليد بن محمّد الموقري متروك. قال أحمد:"أراه ليس ذلك بشيء"، وكذّبه ابن معين، وقال ابن المديني:"لا يكتب حديثه". وقال البخاري: "عنده مناكير". (الضعفاء للبخاري ص 278، ميزان الاعتدال 4/346، تهذيب التهذيب 11/148) . انظر: 225، 226، فقد ذكره المؤلف من خمسة طرق.

5 قوله: "غريب في طريقه سعيد مسلمة"، غير موجود في نسخة الترمذي المطبوعة.

6 ابن هشام بن عبد الملك الأموي، نزيل الجزيرة، ضعيف، توفي بعد التسعين ومئة. (التقريب ص 241) .

ص: 221

عندهم بالقوي"1.

وروى عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار [وهم] 2 جلوس فيهم أبو بكر وعمر فلا يرفع إليه أحد منهم بصره إلا أبو بكر وعمر، فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما، ويتبسَّمان إليه ويتبسّم إليهما".

وقال: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية3 وقد تكلم بعضهم فيه"4.

وروي عن عبد الله بن حنْطَب5 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمرَ فقال: "هذان السمع والبصر".

وهو مرسل، فإن عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم6.

1 الترمذي: السنن 5/612، وإسناده ضعيف. والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/106، ابن ماجه: المقدمة 1/38، وابن حبان: المجروحين 1/321، الحاكم: المستدرك 3/68، وسكت عنه وتبعه الذهبي بقوله:"وسعيد ضعيف". وجميعهم من طريق سعيد بن مسلمة. وضعّفه الألباني. (ضعيف سنن الترمذي ص 491، وضعيف سنن ابن ماجه ص 99، وضعيف الجامع الصغير رقم: 6098) .

2 سقط من الأصل.

3 الحكم بن عطية العَيْشي، البصري، صدوق له أوهام. (التقريب ص 175) .

4 الترمذي: السنن طبعة دار الفكر 5/274، وإسناده حسن، والحديث أخرجه أحمد: المسند 3/150، وفضائل الصحابة 1/212، من طريق الحكم بن عطية.

5 ابن الحارث المخزومي، مختلف في صحبته، وله حديث مختلف في إسناده. (التقريب ص 300) .

6 الترمذي: السنن 5/613، وإسناده منقطع. قال ابن حجر:"وقد سقط بين ابن أبي فديك وبين عبد العزيز واسطة". (تهذيب التهذيب 5/168) .

والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/432، والحاكم: المستدرك 3/69، وصحّح إسناده، وقال الذهبي:"قلت: حسن". وفي إسنادهما: الحسن بن عبد الله مجهول، قال الألباني:"ولعله يعني حسن لغيره، وإلا فإن الحسن بن عبد الله لم أجد له ترجمة لكنه قد توبع".

وأخرجه البغوي في معجمه ق 349 عن ابن أبي فديك، حدّثني غير واحد منهم: عمرو بن أبي عمرو، وعلي بن عبد الرحمن عن عبد العزيز. فالحسن قد توبع ولم ينفرد به.

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 8/460، بإسناد حسن.

والحديث صحّحه الألباني، وفصّل القول فيه. (صحيح سنن الترمذي3/201، سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/472) .

ص: 222

وروي عن أبي سعيد الخدري قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيرايَ من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيرايَّ من أهل الأرض فأبو بكر وعمر".

وقال: "حسن غريب"1.

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك، قال:"صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرَجَفَ2 بهم فضربه برجله، وقال: "أثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد" 3.

وفي رواية: "وشهيدان"4.

وفيه عن عمرو بن العاص: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السّلاسل5، فأتيته فقلت: "أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة"، فقلت:

1 الترمذي: السنن 5/616، وإسناده ضعيف جداً، فيه تليد بن سليمان المحاربي، قال عنه أحمد:"هو عندي كان يكذب". وقال ابن معين: "كذاب كان يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان أو طلحة، أو أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دجال لا تكتب عنه".

وقال أبو داود: "رافضي خبيث". وقال الحاكم: "كذّبه جماعة من العلماء". (ميزان الاعتدال 1/358، تهذيب التهذيب 1/447) .

والحديث، أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/164، والبخاري: التاريخ الكبير 2/159، كلاهما من طريق تليد بن سليمان. وضعّفه الألباني. (ضعيف سنن الترمذي ص 492، ضعيف الجامع الصغير رقم: 5223) .

2 رجف: حرك، تحرك، واضطرب اضطراباً شديداً. (القاموس ص 1049) .

3 البخاري: الصحيح، باب مناقب عمر بن الخطاب 4/200، ط. المكتبة الإسلامية استانبول.

4 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1348، رقم:3483.

5 ماء لجذام بناحية الشام، يقال له: السلسل، بعث النبي صلى الله عليه وسلم إليه عمرو بن العاص، فأضيفت الغزوة إليه، فقيل: ذات السلاسل. (السيرة النبوية 2/623، معجم البلدان 3/236) .

ص: 223

من الرجال؟ فقال: "أبوها"، قلت:"ثم من؟ "، قال:"ثم عمر بن الخطاب"، فعدّ رجالاً"1.

ويأتي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الدرجات ليَرَاهم من تحتهم، كما يرى الكوكب الطالع من أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأَنْعَماً"2.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: "كان رجل يسوق بقرة فركبها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنا خلقنا للحرث"، فقال الناس: "سبحان الله! بقرة تكلم". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر - وما هما ثم - قال: وبينما رجل في غنمه إذا عدَا عليه الذئب فأخذ شاة منها فطلبه فأدركه3 فاستنقذها منه، فقال:"هذا استنقذتها منِّي، فمن لها يومَ السّبُع، يوم لا راعي لها غيري"، فقال الناس:"سبحان الله ذئب يتكلم"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أنا أؤمن بهذا وأبو بكر وعمر"، وما هما ثم"4.

ورأيت حاشية5 على صحيح مسلم: "يوم السبع يريد به يوم القيامة"6.

وقيل: "الموضع الذي عنده المحشر يوم القيامة؛ أراد من/ [19/أ] لها

1 البخاري: الصحيح، كتاب الصحابة 3/1339، رقم: 3462، وأخرجه مسلم: الصحيح، كاب فضائل الصحابة 4/1856، رقم:2384.

2 يأتي ص 1122.

3 في الأصل: (فأدكه) ، وهو تحريف.

4 أحمد: المسند 2/245، وفضائل الصحابة 1/178، وإسناده صحيح. وقد سبق تخريجه ص 174 من عدة طرق.

5 يريد شرح النووي.

6 النووي: شرح النووي على صحيح مسلم 5/157.

ص: 224

يوم القيامة"1.

قال: "وبعض أهل اللغة يقول: "يوم السّبع - بإسكان الباء -"23.

وقال الماوردي4: "بعض أئمة اللغة قال: "ما أعرف لمسمى يوم القيامة بهذا الاسم وجهاً، ولكني أعرف سَبَعْتُ الرجل أسبعه سبْعاً، إذا طعنت عليه5، فلعله لما كان يوم القيامة يوم يكشف المساوي سمي بذلك سبعاً6.

وقد جاء: "سَبَعْتُ بالأسد، إذا ذعرته، ويكون المعنى على هذا: من لنا يوم الفزع"7.

وما على هذه الحاشية من الأقوال ليس بظاهر، وتفسيرهم ليوم السّبُع8 بيوم القيامة ليس بظاهر أيضاً؛ فإنه ليس يوم أكل، وليس يوم يصلح لأخذه لها، وكنا نسمع قديماً أن يوم السبُع هو عند نزول عيسى، فإن السباع لا تضر ماشية الرجل بل تحفظها له، فلهذا قال:"يوم لا راعٍ لها غيري".

1 المصدر السّابق 5/157.

2 المصدر السّابق 5/157.

3 وانظر: ابن منظور: لسان العرب 8/148.

4 علي بن محمّد بن حبيب البصري الشافعي صاحب كتاب: (الحاوي) ، توفي سنة خمسين وأربع مئة. (سير أعلام النبلاء (18/64) .

5 انظر: الأزهري: تهذيب اللغة 2/118.

6 لم أعثر على كلام الماوردي.

7 النووي: شرح النووي على صحيح مسلم 15/157، وانظر: لسان العرب 8/149.

8 قال عياض: "السبع: يجوز ضم الموحدة وسكونها، إلا أن الرواية بالضم، وعده ابن العربي تصحيفاً"، وقال ابن الجوزي:"هو بالسكون، والمحدّثون يروونه بالضم وعلى هذا فالمعنى: إذا أخذها السبع لم يقدر على خلاصها منه فلا يرعاها حينئذ غيري".

قال ابن حجر: "وقيل: إنما يكون ذلك عند الاشتغال بالفتن، فتصير الغنم هملاً فتنهبها السبع فيصير الذئب كالراعي لها لانفراده بها". (فتح الباري 7/27، لسان العرب 8/148) .

ص: 225

ويؤيده ما في الصحيحين1 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لَيُتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمِهِ ولكنكم تستعجلون"3.

تنبيه

قال أصحابنا4: "يجوز الانتفاع بالأشياء فيما لم تخلق له؛ فيجوز الحرث على الإبل والحمير، ويجوز ركوب البقر ونحو ذلك"5.

وقال بعض أصبحابنا: "لا يجوز ذلك لقصة البقرة، والله أعلم".

وذكر ابن الجوزي عن علي رضي الله عنه، قال:"بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في المسجد ليس معنا ثالث إذ أقبل أبو بكر وعمر، كل واحد منهما آخذ بيد صاحبه. فقال: "يا علي هذان سيّدا كهول أهل الجنة ممن مضى من الأوّلين والآخيرن، ما خلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما بذلك".فما أخبرتهما حتى ماتا ولو كانا حيين ماحدثت بهذا الحديث أحداً"6.

ورواه الشيخ موفق الدين عن عليّ قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر وعمر، فقال: "هذان سيّدا كهول أهل الجنة من الأوّلين والآخرين، إلا

1 هكذا في الأصل، ولم أجده في صحيح مسلم.

2 قال ابن حجر: "مساق الحديث إنما هو للأمن من عدوان بعض الناس على بعض كما كانوا في الجاهلية، لا للأمن من عدوان الذئب، فإن ذلك يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى". (فتح الباري 7/167) .

3 البخاري: الصحيح، كتاب الإكراه 6/254، رقم:6544.

4 يريد الحنابلة.

5 انظر: ابن قدامة 8/102، المغني.

6 ابن الجوزي: مناقب ص 34، وانظر: تخريجه في الذي بعده.

ص: 226

النبيين والمرسلين، ثم قال:"لا تخبرهما يا عليّ"1. وأخرجه الترمذي2، ورواه ابن ماجه3 من طريق أبي جُحَيْفة4، 5.

ورواه البختري6 في "أماليه" من طريق زر بن حبيش وهو حديث مشهور7.

1 موفق الدين: منهاج القاصدين 25/أ، وفيه انقطاع بين عليّ والشعبي، فالشعبي لم يسمع من عليّ. فقد ذكر الحاكم أن الشعبي لم يسمع من عليّ وإنما رآه رؤية. (علوم الحديث ص 111) . وفي إسناده أيضاً إبراهيم بن مجشر البغدادي، ضعيف يسرق الحديث. (الكامل 1/272) .

2 الترمذي: السنن 5/611، وإسناده ضعيف، لضعف الحارث بن عبد الله الأعوز، وداود بن يزيد الأودي. (التقريب ص 146، 200) .

3 محمّد بن يزيد الربعي القزويني، صاحب السنن أحد الأئمة، توفي سنة ثلاث وسبعين ومئتين. (التقريب ص 514) .

4 وهب بن عبد الله السوائي، مشهور بكنيته، صحابي معروف، وصحب عليّاً، توفي سنة أربع وسبعين. (التقريب ص 585) .

5 ابن ماجه: السنن 1/38، وإسناده حسن، فيه عبد القدوس بن بكر، قال فيه أبو حاتم:"لا بأس بحديثه". (الجرح والتعديل 6/56) . وتابعه عليه أخوه خنيس بن بكر، أخرجه من طريقه ابن حبان في صحيحه9/25، والدولابي في الكنى1/120.

وأورده الشيخ الألباني من رواية خنيس وعزاه لابن حبان وابن ماجه والدولابي في الكنى، ثم قال:"قلت: وهذا إسناد حسن رجاله ثقات، غير خنيس هذا. قال صالح جزرة: "ضعيف". وذكره ابن حبان في الثقات"(سلسلة الأحاديث الصحيحة2/491) . كذا قال الشيخ، وابن ماجه إنما رواه من طريق عبد القدوس بن بكر لا من طريق أخيه خنيس.

6 محمّد بن عمرو بن البختري البغدادي، ثقة مأمون، توفي سنة ستع وثلاثين وثلاث مئة. (سير أعلام النبلاء (15/385) .

7 ابن البختري: الأمالي ق 226/أ، وفي إسناده روح بن مسافر، تركه ابن المبارك، وقال أحمد:"متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه". (الجرح والتعديل 3/496) .

قال الألباني: "أخرجه الدولابي في الكنى 2/99، وابن عدي 2/100، وعبد الغني المقدسي في الإكمال 1/14/2، وابن عساكر 9/310/1، من طرق عاصم بن بهدلة عن زر، وقال المقدسي: "هذا حديث مشهور له طرق جمة، وروي عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم". (سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/488) .

ص: 227

ورواه ابن عباس1 وأنس2 وأبو هريرة3 وأبو سعيد4.

قال ابن الجوزي: "إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لاتخبرهما"، إشفاقاً عليهما من القيام بأعباء الشكر، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف شاكراً حتى ورمت قدماه"5.

وعن أنس قال: قال رسول الله: "أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة"6.

وعن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اقتدوا باللذين7 من بعدي: أبو بكر وعمر"8.

1 الخطيب: تاريخ بغداد 14/216، 217. وفي إسناده طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك. (التقريب ص 283) .

2 الترمذي: السنن 5/610، وعبد الله بن أحمد في زيادته على فضائل الصحابة لأحمد 1/148، قال الألباني:"والضياء المقدسي في المختارة ص 197، 198، وابن عساكر 2/250، من طريق محمّد بن كثير ثنا الأوزاعي عن قتادة عن أنس، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". ورجاله ثقات، رجال الشيخين غير محمّد بن كثير السمعاني، قال الحافظ: "صدوق كثير الغلط". (سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/490) .

3 أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصّحابة 1/88، وإسناده حسن، فيه يونس بن أبي إسحاق صدوق يهم قليلاً. (التقريب ص 613) .

4 أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/53، وقال:"رواه البزار والطبراني في الأوسط، وفيه عليّ بن عابس وهو ضعيف".

ولهذا الحديث طرق كثيرة بمجموعها يكون الحديث صحيحاً. انظر: العلل للدارقطني 1/142.

قال الألباني: "وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب؛ لأن بعض طرقه حسن لذاته، كما رأيت، وبعضه يستشهد به". سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/492) .

5 ابن الجوزي: مناقب ص 34، وقال:"قال ثعلب".

6 سبق تخريجه ص 254، 261، 262.

7 في الأصل: (الذين) ، وهو تحريف.

8 ابن عساكر: تاريخ دمشق 9 ق 323/ب، وإسناده ضعيف فيه أحمد بن صليح، قال الذهبي:"أحمد بن صليح عن ذي النون المصري عن مالك عن نافع - فذكره - وقال: "وهذا غلط وأحمد لا يعتمد عليه". (ميزان الاعتدال 1/105) .

قال الألباني: "وتابعه محمّد بن عبد الله العمري عن مالك، أخرجه ابن عساكر، ولعمري هذا قال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج به". سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/235) . وقد صح الحديث من غير هذا الطريق. انظر: ص 253.

ص: 228

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين1 من بعدي يعني: أبا بكر وعمر، واهتدوا2 بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد"3.

وعن حذيفة رضي / [19 / ب][الله عنه] 4 قال: "كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إني لست أدري ما بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين5 من بعدي - وأشار إلى أبي بكر وعمر - واهتدوا6 بهدي عمار، وما حدّثكم ابن مسعود فصدّقوه" 7.

وعن عمار بن ياسر قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سألت جبريل عليه السلام فقلت: أخبرني عن فضائل عمر، فقال: لو لبثت معك

1 في الأصل: (الذين) ، وهو تحريف.

2 في الأصل: (واهدوا) .

3 ابن سعد: الطبقات 2/334، الفسوي: المعرفة والتاريخ1/480، وقد صححه الألباني؛ قال:"وإسناده حسن، وهو صحيح بشواهده". (سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/254، صحيح الجامع 1/254، السنة لابن أبي عاصم 2/545، وقد سبق تخريجه ص 253.

4 سقط من الأصل.

5 في الأصل: (بالذين) ، وهو تحريف.

6 في الأصل: (وهدوا) .

7 أحمد: المسند 5/385، وإسناده حسن، وقد صحّحه الألباني بشواهده. (سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/234، صحيح الجامع الصغير 1/254) . وقد سبق تخريجه ص 253.

ص: 229

ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ما نَفَدَتْ فضائل عمر، وإنما عمر حسنة من حسنات أبي بكر" 1.

وعن عبد الله بن حنطب قال: "كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر فقال: "هذان السمع والبصر" 2.

وذكر ابن الجوزي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لي وزيران من أهل السماء: جبريل وميكائيل، ووزيران من أهل الأرض: أبو بكر وعمر"3.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لي وزيرين من أهل السماء، ووزيرين من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر - ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء - فقال: "إن أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم والكواكب في السماء، فإن منهم أبا بكر وعمر وأنعما"، قال فلان قلت: يا أبا سعيد وما أنعما4؟ قال: أهل ذلك هما"5.

1 سبق تخريجه ص 229، 230.

2 سبق تخريجه ص 256، ويأتي ص:267.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 35، والحديث سبق تخريجه ص 257.

4 أنعما؛ أي: زادا فَضَلا عليهم، وقيل: معناه: صارا إلى النعيم ودخلا فيه كما يقال: أشمل إذا دخل في الشمال. (النهاية 5/83) .

5 لم أجده بهذا اللفظ، وإنما وجدته مفرقاً من طرق عن عطية العوفي. فالفقرة الأولى حتى قوله:"عمر"، فيها تليد بن سليمان سبق تخريجها ص 257، والفقرة الثانية من الحديث من طرق عن عطية العوفي، وسيأتي تخريجها ص 1122.

ص: 230

وعن عبد العزيز بن المطلب1 عن أبيه2 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى أيدني من أهل السماء بجبريل وميكائيل، ومن أهل الأرض بأبي بكر وعمر، قال - ورآهما مقبلين - فقال: "هذان السمع والبصر" 3.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا قد ذُرَّ عليه من تراب حفرته"4.

قال أبو عاصم5: "ما نجد لأبي بكر وعمر - رضي لله عنهما - فضيلة مثل هذه؛ لأن طينتهما طينة رسول الله صلى الله عليه وسلم"6.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر: "ألا أخبركما بمثلكما في الملائكة، ومثلكما في الأنبياء؟ فمثلك يا أبا بكر في الملائكة؛ مثل ميكائيل عليه السلام، ينزل بالرحمة، ومثلك في الأنبياء مثل إبراهيم قال:{فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم: 36] .

ومثلك يا عمر في الملائكة مثل جبريل عليه السلام ينزل بالشدة والبأس

1 ابن عبد الله بن حنطب المخزومي، صدوق، توفي في خلافة المنصور. (التقريب ص 359) .

2 المطلب بن عبد الله المخزومي، صدوق كثير التدليس والإرسال من الرابعة. (التقريب ص 534) .

3 أخرجه بهذا اللفظ ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 2/أ، وإسناده ضعيف لإرساله، وفيه أيضاً يعقوب بن محمّد الزهري، صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء. (التقريب ص 608) . والحديث سبق تخريجه ص 256، 266) .

4 أبو نعيم: الحلية 2/280، ومن طريقه ابن قدامة: منهاج القاصدين ق 20/ب، قال أبو نعيم:"هذا حديث غريب من حديث ابن عون عن محمّد لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه، وهو أحد الثقات الأعلام، من أهل البصرة". وفي إسناده مجهولان.

5 الضحاك بن مخلد الشيباني البصري، ثقة ثبت، توفي سنة اثنتي عشرة ومئتين، أو بعدها. (التقريب ص 280) .

6 أبو نعيم: الحلية 2/280، وابن قدامة: منهاج القاصدين ق 20/أ.

ص: 231

والنقمة على أعداء الله، ومثلك في الأنبياء مثل نوح عليه السلام قال:{رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً} [نوح: 26]1.

وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحب أبا بكر وعمر منافق، / [20 / أ] ، ولا يبغضهما2 مؤمن"3.

وعن دَحْيَة بن خليفة4، قال:"وجهني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الروم بكتابه، فناولته كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقبَّل خاتمه، ووضعه تحت شيء كان عليه قاعداً، ثم دعا فاجتمع البطارقة وقومه، فقام على وسائد بنيت له، - وكذلك كانت فارس والروم - لم يكن لها [منابر] 5 ثم خطب أصحابه، فقال: "هذا كتاب الذي6 بشرنا به المسيح من ولد إسماعيل بن إبراهيم". قال: فنخروا نخرة7، فأومأ بيده أن اسكتوا، ثم قال: "جربتكم كيف نُصرتكم للنصرانية".

1 ابن عدي: الكامل 3/1031، أبو القاسم: سير السلف ص 1 74، وإسناده ضعيف، فيه سعيد بن عجلان يخطئ، ويخالف، ورباح بن أبي سارة صدوق له أوهام. (الثقات: لابن حبان 6/360، والتقريب ص 205) .

قال ابن عدي: "وهذان الحديثان لا يرويهما بهذا الإسناد غير رباح".

واللالكائي: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1321، وابن أبي عاصم: الآحاد والمثاني رقم: 1424، من طريق رباح. وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 36، والهندي في الكنز 13/14، ونسبه لابن عدي وابن عساكر.

2 في الأصل: (بغضها) ، وهو تحريف.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 36، السيوطي: الجامع الصّغير 1/146، ونسبه لابن عساكر وضعّفه. وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير 3/90، وأحال على الأحاديث الضعيفة رقم:3478.

4 الكلبي، صحابي جليل، توفي في خلافة معاوية. (التقريب ص 200) .

5 سقط من الأصل.

6 في المناقب (النبي) .

7 نَخَرَ: مد الصوت، في خياشيمه. (القاموس ص 618) .

ص: 232

قال: فبعث إليَّ من الغد سراً، فأدخلني بيتاً عظيماً فيه ثلاث مئة وثلاث عشرة صورة1، فإذا هي صورة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام قال:"انظر أين صاحبك من هؤلاء؟ "، قال: فرأيت صورة النبي صلى الله عليه وسلم كأنه ينظر، قلت: هذا. قال: "صدقت". فقال: "من صورة هذا الذي

2 عن يميمنه؟ قلت: رجل من قومه يقال له: أبو بكر الصديق. قال: "فمن هذا الذي عن يساره؟ "، قلت: رجل من قومه يقال له: عمر ابن الخطاب، قال:"أما أنا نجد في الكتاب أن صاحبيه هذين يتم الله بهما الدين". فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، فقال:"صدق، بأبي بكر وعمر، يتم الله هذا الدين ويفتح"3.

وعن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، وعن يمينه أبو بكر، وعن يساره عمر رضي الله عنهما، فقال:"هكذا نبعث يوم القيامة"4.

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحشر يوم القيامة بين أبي بكر وعمر، حتى أقف بين الحرمين فيأتيني أهل المدينة وأهل مكة"5.

وروى أبو القاسم الأصفهاني عن أبي أروى الدوسي6، قال: "كنت مع

1 في الأصل: (ثلاثة عشر صورة) ، وهو سهو؛ لأن عشر المركبة توافق المعدود.

2 مطموس في الأصل بمقدار كلمة ولم أتبين قراءته.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 34، ولم أعثر له على إسناده حتى أحكم عليه به.

4 سبق تخريجه ص 255.

5 ابن الجوزي: مناقب ص 37، وأخرجه بنحوه الترمذي: السنن 5/622، وابن عدي كما في الميزان 2/356، والقطيعي في زوائد على فضائل الصحابة لأحمد 1/150، قال الترمذي:"حديث غريب، وعاصم بن عمر ليس بالحافظ". ورمز له السيوطي بالحسن. (الجامع الصغير 1/107) . والمناوي في فيض القدير 3/41، وقال:"أورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: "لا يصح مداره على عبد الله بن نافع". وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير 2/9) .

6 لا يعرف اسمه ولا نسبه، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة قرقرة الكدر، توفي آخر خلافة معاوية. (الإصابة 7/5) .

ص: 233

رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، فطلع أبو بكر وعمر، فقال:"الحمد لله الذي أيدني بكما"1.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبعث رجلاً في حاجة وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره، فقيل له:"ألا تبعث أحد هذين؟ "، قال:"كيف أبعثهما وهما من هذا الدين بمنزلة السمع والرأس؟! "2.

وروى عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي - يشير إلى أبي بكر وعمر -، واهتدوا هدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد"3.

وروى الشيخ موفق الدين عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين، سوى النبيين والمرسلين، واختار من

1 أبو القاسم: سير السلف ص 152، وإسناده ضعيف فيه عاصم بن عمر بن حفص العمري، ضعيف يعتبر. (تهذيب التهذيب 5/45، التقريب ص 286) .

والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/73-74، والدولابي: الكنى 1/16، والحاكم: المستدرك 3/73، وقال:"صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي بقوله: "عاصم واهٍ"، وذكره الهيثمي وقال:"رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير، وفيه عاصم وثقّه ابن حبان وضعّفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات". (مجمع الزوائد 9/52) . وذكره ابن حجر في الإصابة 7/5، ونسبه لابن عساكر، وقال:"ضعيف".

2 أبو القاسم: سير السلف ص 153، وفي إسناده فرات بن السائب وهو متروك. (التاريخ الكبير 7/130، الجرح والتعديل 7/80) .

والحديث أخرجه أحمد: فضائل الصحابة 1/383، أبو نعيم: الحلية 4/93، وابن شاهين في فضائل العشرة من السنة كما في الصحيحة للألباني 3/447، العشاري: فضائل الصديق ص 7، والطبراني كما في مجمع الزوائد 9/53، وقال:"وفيه فرات بن السائب، وهو متروك".

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 8/459، من طريق جابر. قال الألباني:"وإسناده حسن". (سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/447) .

3 سبق تخريجه ص 253.

ص: 234

أصحابي أربعة فجعلهم خير أصحابي، وفي كل أصحابي خير، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ" 1.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر وعمر خير أهل السماوات، وخير أهل الأرض، وخير من بقي إلى يوم القيامة، إلا النبيّين والمرسلين"2.

وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لا أدري قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين3 من بعدي"، وأشار إلى أبي بكر وعمر. 4. / [20/ب] .

1 موفق الدين: منهاج القاصدين ق 16/أ، وإسناده ضعيف، فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث صدوق غير أنه يخطئ ويلغط كثيراً، وفيه غفلة فصار يأتي في أحاديثه بعض المناكير. (التقريب ص 308، الميزان 2/440) .

والحديث أخرجه البزار كما في كشف الأستار 3/288، وابن حبان: المجروحين 2/41، الخطيب: تاريخ بغداد 3/162، ابن عساكر: تاريخ دمشق ترجمة عثمان ص 116، كلهم عن طريق عبد الله بن صالح.

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/16، وقال:"رواه البزار، ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف".

2 الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 5/253، ابن عدي: الكامل 2/601، 602، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/193، 194، وإسناده ضعيف، فيه جبرون ابن واقد. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال 1/387:"جبرون بن واقد متهم، ثم أورد له حديثين، وقال: وهما موضوعان". وابن قدامة: منهاج القاصدين ق 26/أ، وفي إسناده من لا يعرف.

3 في الأصل: (بالذين) ، وهو تحريف.

4 سبق تخريجه ص 220.

ص: 235