الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لمجاعة، وادعته عكل، فلم يفسر بذلك، وزعم أنه رجل من العجم، من سبي فارس نشأ في عكل وهو صغير، وقيل: إنه كان يهودياً، فأسلم على يدي مروان، وقيل: إنه أتى مروان سنة مجاعة، فباعه نفسه. وأبو حفصة هذا هو جد والد مروان الشاعر المعروف بابن أب حفصة، وهو مروان بن سليمان بن يحيى بن يزيد أبي حفصة. وشهد أبو حفصة مع مولاه بن الحكم يوم الدار، فأحسن الغناء عنه، فأعتقه، وزوجه أم ولد له اسمها: سكر كانت له منها بنت اسمها: حفصة.
شهد مع مروان يوم الجمل، ويوم مرج راهط. وكان شجاعاً شاعراً.
ومن شعره: من الطويل
وما قلت يوم الدار للقوم صالحوا
…
أحلّ ولا اخترت الحياة على القتل
ولكنّني قد قلت للقوم جالدوا
…
بأسيافكم لا تخلصنّ إلى الكهل
يريد بالكهل والله أعلم مروان بن الحكم، لأنه كان يذب عنه يومئذ لما سقط.
يسار بن سبع أبو الغادية
بالغين المعجمة ويقال: الجهني له صحبة. وقيل: لا صحبة له. وكانت داره بدمشق بناحية سوق الطير. وقيل: إنه قاتل عمار بن ياسر.
قال أبو غادية: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل له: بيمينك؟ قال: نعم. وخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة، فقال: أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى يوم تلقون ربكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد. ثم قال: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.
وقال أبو الغادية: قدم علينا عمر بن الخطاب الجابية وهو على جمل أورق.
قال محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: خرج أبو الغادية، وحبيب بن الحارث، وأم الغادية مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاسلموا، فقالت المرأة: أوصني، قال: إياك وما يسوء الأذن.
قال كلثوم بن جبر:
كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عامر، فقال: الإذن، هذا أبو الغادية، فقال عبد الأعلى: أدخلوه، فدخل عليه مقطعات له، فإذا رجل طوال ضرب من الرجال، كأنه ليس من هذه الأمة. فلما أن قعدنا قال: بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَن قلت: بيمينك؟ قال: نعم، فخطبنا يوم العقبة، فقال: أيها الناس، ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام الحديث. قال: وكنا نعد عمار بن ياسراً فينا حناناً، فوالله إني لبمسجد قباء إذ هو يعني يسب عثمان رضي الله عنه فلما أن كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلاً، حتى إذا كان بين الصفين طعن رجلاً في ركبته بالرمح، فعثر، فانكفأ المغفر عنه، فضربه، فإذا رأس عمار.
وفي رواية: كنا عبد الأعلى فإذا عنده رجل يقال له أبو الغادية، استسقى، فأتي بإناء مفضض، فأبى أن يشرب.
عن أبي الغادية قال: سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان، يشتمه بالمدينة، فتوعدته بالقتل، قلت: لئن