الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال محمد بن علي الكوفي: كان من شأن زيد بن علي وسبب قتله، أنه وداود بن علي بن عبد الله بن عباس قدما على خالد بن عبد الله القسري زائرين له، وهو عامل لهشام بن عبد الملك على العراق، فوصلهما خالد، وأحسن جائزتهما، وانصرفا إلى الحجاز. ثم إن خالداً عزل عن العراق، وولي مكانه يوسف بن عمر الثقفي، وطالب خالد بن عبد الله بالأموال، وحبسه، وغلظ عليه وعلى كتابه، وعماله. وبلغه أن زيد بن علي، وداود بن علي كانا صارا إلى خالد، وأن خالداً دفع إليهما مالاً عظيماً على جهة الوديعة، فكتب يوسف بذلك إلى هشام، فأشخصهما هشام إليه، وسألهما عن ذلك، فأنكرا. وقد كان بلغ هشام أن خالداً استودع يعقوب بن سلمة بن عبد الله المخزومي مالاً، فأحضره بحضرة زيد وداود، وسأله عن المال كما سألهما، فأنكر، فأمرهم جميعاً بالنهوض، فلما خرجوا، وكانوا ببابه خرج إليهم حاجبه، فقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أستحلفك يا يعقوب بن سلمة ما لخالد عندك مال؟ قال: أقبل. فأستحلفه، وصدقه، وقال لزيد بن علي، وداود بن علي: إن أمير المؤمنين أمرني بإشخاصكما إلى يوسف بن عمر، فقالا: وكيف يكون حكمان في أمر واحد؟ فدخل الآذن على هشام، فأعلمه، فقال: قل لهما: نعم، حكمان في أمر واحد، فقال زيد: إنه ما كره قوم قط الموت إلا ذلوا. وشخصا إلى يوسف.
وقد روي أن الذي اتهم بمال خالد أخوه أيوب بن سلمة.
يعقوب بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي المدني
قيل إنه وفد على عبد الملك بن مروان.
قال يعقوب بن طلحة بن عبيد الله: قلت لعلي بن أبي طالب: أرأيت الرجل إذا مات من يرث ماله، الحي أم الميت؟ فقال علي: لا بل يرث ماله الحي، قلت: فإن طلحة قد قتل، وإنما مال طلحة لبنيه، وإنما أخذت أموالنا، وليس بمال طلحة. قال: ففاضت عيناه، ثم مسح دموعه، فقال: كيف قلت؟ قال:
قلت: ما سمعت؟ فقال علي: أجل والله إذن، إنه لمالكم، ولكني بين ظهراني قوم لست أعلم بهم منك، وإني والله لو أعطيتك مال طلحة لقالوا: أقتل طلحة حلال، وماله حرام؟ ولكن أنظرني حتى ينسى ذلك فادفعه إليك. وإنما هو مالكم.
قال ابن سعد: يعقوب بن طلحة بن عبيد الله. وكان سخياً جواداً. قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وجاء بمقتله ومصاب أهل الحرة إلى الكوفة الكروس بن زيد الطائي، ففي ذلك يقول عبد الله بن الزبير الأسدي: من الطويل
لعمري لقد جاء الكروّس كاظماً
…
على خبر للمسلمين وجيع
حديثّ أتاني عن لؤي بن غالب
…
فما رقأت ليل التّمام دموعي
يخبر أن لم يبق إلا أراملّ
…
وإلا دمٌ قد سال كل مريع
قرومٌ تلاقت من قريشٍ فأنهلت
…
بأصهب من ماء السّمام نقيع
فكم حول سلعٍ من عجوزٍ مصابةٍ
…
وأبيض فيّاض اليدين صريع
طلوع ثنايا المجد سامٍ بطرفه
…
قبيل تلاقيهم أشمّ منيع
وذي سنةٍ لم يبد للشمس قبلها
…
وذي صعوة غضّ العظام رضيع
شباب كيعقوب بن طلحة أقفرت
…
منازله من رومة فبقيع
فوالله ما هذا بعيشٍ فيشتهى
…
هنيٍّ ولا موتٍ يريح سريع