الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو حلخان الصوفي
دمشقي، ويقال: حلبي.
قال السلمي: أبو حلخان الحلبي. دخل دمشق. يحكى عنه في الشواهد والأرواح مناكير، إن صح عنه ذلك فما هو من القوم في شيء. وكان اسمه عليا، وكنيته أبا الحسن. وأبو حلخان لقب. وأصله من فارس، ودخل بغداد بعد رجوعه من الشام، ونزل الرميلة، ولم يكن مذهبه إن صح ما يحكى عنه في قدم الأرواح مذهب الصوفية، ولكنه كان ينتمي إليهم، ويقعد معهم.
سمعت الحسن بن أحمد يقول: سمعت العباس يقول: رأيت أبا حلخان الحلبي راكعاً بين يدي شخص من أول الليل إلى آخره يبكي بين يديه.
وذكر القشيري بسنده قال: سمع ابن حلخان الدمشقي طوافاً ينادي: يا سعتر بري، فسقط مغشياً عليه، فلما أفاق سئل، فقال: حسبته يقول: أشنع تر بري.
أبو حمزة الخراساني الصوفي
من مشايخ الصوفية المعروفين. ينسب في بعض الروايات إلى دمشق، فيحتمل أن يكون سكنها، وإلا فهو من أهل خراسان، وهو معاصر الجنيد.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: أبو حمزة الخراساني من أقران الجنيد وأقدم منه. كان يجالس الفقراء، وأظن أن أصله جرجرائي. وقيل: كان بنيسابور من أهل محلة ملقباذ، وسكنه ينسب إليه بعد.
قال القشيري: هو من أقران الجنيد، والخراز، وأبي تراب النخشبي. وكان ورعاً ديناً.
وقال السلمي في الطبقات: صحب مشايخ بغداد، وسافر مع أبي تراب النخشبي، وأبي سعيد الخراز. وهو من أفتى المشايخ وأورعهم.
قال أبو حمزة: من استشعر ذكر الموت حبب إليه كل باق، وبغض إليه كل فان.
وقال: العارف يدافع عيشه يوماً بيوم، ويأخذ عيشه يوماً ليوم.
وقال له رجل: أوصني، فقال: هيئ زادك للسفر الذي بين يديك، فكأني بك وأنت في جملة الراحلين، وهيئ لنفسك منزلاً تنزل فيه إذا نزل أهل الصفوة منازلهم، لئلا تبقى متحسراً.
وقال: انظر رسل البلايا، وسهام المنايا.
وسئل عن الإخلاص، فقال: الخالص من الأعمال ما لا يحب أن يحمد عليه إلا الله عز وجل وقال: كنت قد بقيت محرماً في عباء أسافر كل سنة ألف فرسخ، تطلع علي الشمس وتغرب، كلما أحللت أحرمت.
وقال: حججت سنة من السنين، فبينا أنا أمشي في الطريق وقعت في بئر، فنازعتني نفسي أن أستغيث، فقلت: لا والله لا أستغيث. فما استممت هذا الخاطر حتى مر برأس البئر رجلان، فقال أحدهما للآخر: تعال حتى نسد رأس هذا البئر في هذا الطريق. فأتوا بقصب وبارية، فهممت أن أصيح، فقلت في نفسي: أصيح على من هو أقرب إلي منهما. فسكت حتى طووا رأس البئر، فإذا بشيء قد جاء وكشف رأس البئر وما عليها، ودلى رجليه في البئر كأنه يقول في مهمهة له: تعلق بي، من حيث كنت أفهم همهمته، فتعلقت به، فأخرجني من البئر، فنظرت إليه، فإذا هو سبع، وإذا هاتف يهتف بي وهو يقول: يا أبا حمزة، أليس ذا أحسن، نجيناك بالتلف من التلف، فمشيت وأنا أقول: من الطويل
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى
…
وأغنيتني بالفهم منك عن الكشف
تلطفت في أمري فأبديت شاهدي
…
إلى غائبي واللّطف يدرك باللطف
تراءيت لي بالغيب حتّى كأنّما
…
تبشّرني بالغيب أنّك في الكفّ
أراك وبي من هيبةٍ لك وحشةٌ
…
فتؤنسني باللطف منك وبالعطف
وتحيي محبّاً أنت في الحبّ حتفه
…
وذا عجبٌ كون الحياة مع الحتف
وقيل: إن صاحب هذه الحكاية أبو حمزة البغدادي، وقيل: الدمشقي. والله أعلم.
قال أبو محمد الرصافي: خرج أبو حمزة، فسمع قائلاً يقول: من الكامل
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى
…
ما الحبّ إلا للحبيب الأوّل
قال: فسقط مغشياً عليه.