المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌يزيد بن معاوية بن صخر أبي سفيان - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٨

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌يزيد بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الله بن يزيد بن ذكوان أبو القاسم

- ‌يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني

- ‌يزيد بن أبي مريم بن أبي عطاء

- ‌يزيد بن أبي المساحق السلمي

- ‌يزيد بن أبي مسلم أبو العلاء الثقفي

- ‌يزيد بن معاوية بن صخر أبي سفيان

- ‌يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي

- ‌يزيد بن أبي يزيد مولى بسر بن أبي أرطاة

- ‌يزيد بن يعلى بن الضخم

- ‌يزيد بن يوسف أبو يوسف الصنعاني

- ‌يزيد ذو مصر المقرائي

- ‌يزيد غير منسوب

- ‌يزيد أبو حفصة مولى مروان بن الحكم

- ‌يسار بن سبع أبو الغادية

- ‌يساف بن شريح اليشكري

- ‌يسرة بن صفوان بن جميل

- ‌اليسع وهو الأسباط بن عدي

- ‌يعقوب ويقال يعبوث بن عمرو بن ضريس القضاعي ثم المشجعي

- ‌يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو عوانة النيسابوري ثم الإسفرائيني

- ‌يعقوب بن إسحاق بن حنش

- ‌يعقوب بن إسحاق أبو يوسف اللغوي

- ‌يعقوب بن دينار ويقال ميمون

- ‌يعقوب بن سعيد أبو سعيد الطرميسي

- ‌يعقوب بن سفيان بن جوان

- ‌يعقوب بن سلمة بن عبد الله

- ‌يعقوب بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي المدني

- ‌يعقوب بن عبد الرحمن بن سليم الكلبي

- ‌يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي

- ‌يعقوب بن علي بن يعقوب أبو إسحاق

- ‌يعقوب بن عمر بن قتادة بن النعمان

- ‌يعقوب بن عمير بن هانئ العنسي

- ‌يعقوب بن كعب بن حامد أبو يوسف

- ‌يعقوب بن مسدد بن أبي يوسف

- ‌يعقوب بن يوسف بن كلس

- ‌يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان

- ‌يعقوب بن يوسف بن يعقوب

- ‌يعقوب مولى هشام بن عبد الملك

- ‌يعلى بن الأشدق أبو الهيثم العقيلي

- ‌يعلى بن أمية أبو خالد

- ‌يعلى بن حكيم الثقفي

- ‌يعلى بن الضخم العنسي

- ‌يعلى بن عطاء العامري

- ‌يعلى بن مرة بن وهب بن جابر

- ‌يعمر بن مسعود

- ‌يعيش بن الوليد بن هشام بن معاوية

- ‌يغمر بن ألب سارخ أبو الندى

- ‌يلتكين التركي

- ‌يمان بن عفير

- ‌يمكجور التركي

- ‌يموت بن المزرع بن يموت

- ‌ينجوتكين التركي

- ‌ذكر من اسمه يوسف من الرجال

- ‌يوسف بن إبراهيم بن مرزوق بن حمدان

- ‌يوسف بن إبراهيم أبو الحسن الكاتب

- ‌يوسف بن إسماعيل بن يوسف

- ‌يوسف بن أيوب بن شادي الملك الناصر صلاح الدين

- ‌يوسف بن بحر بن عبد الرحمن

- ‌يوسف بن الحسن بن محمد أبو القاسم

- ‌يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب

- ‌يوسف بن الحكم بن أبي عقيل

- ‌يوسف بن دوناس بن عيسى أبو الحجاج

- ‌يوسف بن رباح بن علي بن موسى

- ‌يوسف بن رمضان بن بندار أبو المحاسن

- ‌يوسف بن الزبير المكي مولى عبد الله بن الزبير

- ‌يوسف بن سعيد بن مسلم أبو يعقوب المصيصي

- ‌يوسف بن السفر

- ‌يوسف بن عبد الله بن سلام

- ‌يوسف بن عبد العزيز بن علي

- ‌يوسف بن عروة بن عطية السعدي

- ‌يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي

- ‌يوسف بن عمرو الشعيثي

- ‌يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس

- ‌يوسف بن محمد بن عروة بن محمد بن عطية

- ‌يوسف بن محمد بن مقلد بن عيسى

- ‌يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي

- ‌يوسف بن ماهك المكي الفارسي

- ‌يوسف بن مكي بن علي بن يوسف

- ‌يوسف بن موسى بن عبد الله

- ‌يوسف بن الهيذام بن عامر

- ‌يوسف بن يعقوب أبو عمرو النيسابوري

- ‌يوشع بن نون بن أفرائيم

- ‌ذكر من اسمه يونس من الرجال

- ‌يونس بن إبراهيم أبو الخير

- ‌يونس بن رطاجة

- ‌يونس بن سعيد بن عبيد

- ‌يونس بن أبي شبيب الرقي

- ‌يونس بن عبد الرحيم بن سعد

- ‌يونس بن محمد بن يونس بن محمد

- ‌يونس بن متى ذو النون نبي الله

- ‌يونس بن ميسرة بن حلبس أبو عبيد

- ‌يونس بن يزيد بن أبي النجاد

- ‌يونس المديني الكاتب

- ‌ذكر من سمي بكنيته

- ‌حرف الألف

- ‌أبو أحمد بن علي الكلاعي

- ‌أبو أحمد بن هارون الرشيد

- ‌أبو إبراهيم الدمشقي

- ‌أبو الأبرد الدمشقي

- ‌أبو الأبطال

- ‌أبو الأبيض العبسي الشامي

- ‌أبو أحيحة القرشي

- ‌أبو الأخضر

- ‌أبو الأزهر

- ‌أبو إسماعيل

- ‌أبو الأسود البيروتي

- ‌أبو أسيد

- ‌أبو أوس

- ‌أبو إياس الليثي

- ‌‌‌أبو أيوب

- ‌أبو أيوب

- ‌أم أبان بنت عتبة بن ربيعة

- ‌أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر

- ‌حرف الباء

- ‌أبو البختري

- ‌‌‌أبو بردة

- ‌أبو بردة

- ‌أبو بسرة الجهني

- ‌أبو بشر التنوخي

- ‌أبو بشر مؤذن مسجد دمشق

- ‌أبو بشر المروزي

- ‌أبو بقية

- ‌ذكر من اسمه أبو بكر

- ‌أبو بكر بن أنس بن مالك بن النضر الأنصاري

- ‌أبو بكر بن حنظلة العنزي

- ‌أبو بكر بن سعيد الأوزاعي

- ‌أبو بكر بن سليمان بن أبي السائب

- ‌أبو بكر بن عبيد بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري

- ‌أبو بكر بن عبد الله بن حويطب بن عبد العزى

- ‌أبو بكر بن عبد الله بن محمد

- ‌أبو بكر بن عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

- ‌أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث

- ‌أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي

- ‌أبو بكر بن محمد بن عمرو

- ‌أبو بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

- ‌أبو بكر بن يزيد بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية الأموي

- ‌أبو بكر بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الموي

- ‌أبو بكر الكلبي العابد

- ‌أبو بكر رجل من أهل دمشق

- ‌أبو بكر الشبلي

- ‌أبو بكر الوراق الصوفي

- ‌أبو بكر الجصاص البصري الصوفي

- ‌أبو بكر الدمشقي

- ‌أبو بكر بن العطار الداراني

- ‌أبو بكر القلانسي

- ‌أبو بكر بن الفريابي

- ‌أبو بكر الواسطي الصوفي

- ‌أبو بكر السمرقندي الفقيه الحنفي المعروف بالظهير

- ‌كنى النساء على حرف الباء

- ‌أم البراء بنت صفوان بن هلال

- ‌أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد

- ‌حرف التاء

- ‌أبو تجراة الكندي

- ‌أبو تميمة مولى بني مروان الأموي

- ‌أبو توبة المصري

- ‌حرف الثاء

- ‌أبو الثريا الكردي

- ‌أبو ثعلبة الخشنيّ

- ‌حرف الجيم

- ‌أبو الجرح الغساني

- ‌أبو الجعد السائح

- ‌أبو جعفر الصاحي

- ‌أبو جعفر الخراساني الشافعي

- ‌أبو جعفر ابن بنت أبي سعيد الثعلبي

- ‌أبو جعفر بن ماهان الرازي

- ‌أبو جعفر الحداد الصوفي

- ‌أبو الجعيد

- ‌أبو جلتا البهراني

- ‌أبو الجلد التميمي

- ‌أبو جميع بن عمر بن الوليد

- ‌أبو جميل القدريّ

- ‌أبو جندل بن سهيل

- ‌أبو الجنوب المؤذن المؤدب

- ‌أبو الجهم بن كنانة الكلبي

- ‌أبو الجلاس العبدي

- ‌حرف الحاء

- ‌أبو حارثة

- ‌أبو الحارث الصوفي

- ‌أبو حازم الأسدي الخناصري

- ‌أبو حديرة ويقال أبو حديرج

- ‌أبو حرب اليماني المبرقع

- ‌أبو حرة الحجازي

- ‌أبو حريش الكناني

- ‌أبو حسان بن حسان البسري

- ‌‌‌أبو الحسن

- ‌أبو الحسن

- ‌أبو الحسن الأعرابي الصوفي

- ‌أبو الحسن الأطرابلسي

- ‌أبو الحسن المعاني

- ‌أبو الحسن الدمشقي

- ‌أبو الحسن الدويدة

- ‌ذكر من اسمه أبو الحسين

- ‌أبو الحسين بن أحمد بن الطيب

- ‌أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي

- ‌أبو الحسين بن حريش

- ‌أبو الحسين بن عمرو بن محمد

- ‌أبو الحسين الرائق المعري الشاعر

- ‌‌‌أبو حفص الدمشقي

- ‌أبو حفص الدمشقي

- ‌أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي

- ‌أبو حلحة الفزاري

- ‌أبو حلحلة بن الرداد الشاعر

- ‌أبو حلخان الصوفي

- ‌أبو حمزة الخراساني الصوفي

- ‌أبو حملة

- ‌كنى النساء على الحاء

- ‌أم حبيب بنت فلان القرشية

- ‌أم حرام بنت ملحان

- ‌أم الحكم بنت أبي سفيان صخر

- ‌أم حكيم بنت الحارث بن هشام

- ‌أم حكيم بنت يحيى

- ‌حرف الخاء

- ‌أبو خالد الحرسي

- ‌أبو خالد القصاع

- ‌أبو خداش بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب

- ‌أبو خراسان بن تميم الفارسي

- ‌أبو الخير الأقطع التيناتي

- ‌كنى النساء ممن ابتداء أسمائهن على الخاء

- ‌أم خالد بنت عتبة بن ربيعة

- ‌أم الخير بنت الحريش بن سراقة

- ‌حرف الذال

- ‌أبو ذر الغفاري

- ‌أبو ذر البعلبكي

- ‌أبو الذكر

- ‌أبو الذيال

- ‌حرف الراء

- ‌أبو راشد الحبراني

- ‌أبو الربيع الدمشقي

- ‌أبو رجاء بن أخي أبي إدريس الخولاني

- ‌أبو الرضا الصياد العابد

- ‌أبو الرضا بن النحاس الحلبي

- ‌أبو روح شيخ صالح

- ‌أبو روق الدمشقي

- ‌أبو رويحة الخثعمي

- ‌أم الربيع

- ‌حرف الزاي

- ‌أبو زائد الدمشقي

- ‌أبو الزبير الدمشقي

- ‌أبو زرعة بن عمرو بن جرير

- ‌أبو زرعة اللخمي

- ‌أبو زرعة الدمشقي الصوفي

- ‌أبو زرعة الجنبي

- ‌أبو زكار الزاهد

- ‌أبو الزهراء القشيري

- ‌ذكر من اسمه أبو زياد

- ‌أبو زياد مولى آل دراج الجمحي

- ‌أبو زياد أو أبو ثابت أو ثابت

- ‌أبو زياد الدمشقي

- ‌أبو زياد من أهل جبيل

- ‌أبو زيد الأسدي ويقال الأزدي

- ‌أبو زيد الدمشقي

- ‌أبو زيد الأعمى

- ‌حرف السين

- ‌أبو الساكن

- ‌أبو سباع

- ‌أبو سبرة النخعي

- ‌أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري

- ‌أبو سعد الحمصي

- ‌ذكر من اسمه أبو سعيد

- ‌أبو سعيد المعيطي

- ‌أبو سعيد بن حبيب بن المهلب

- ‌أبو سعيد بن محمد

- ‌أبو سعيد البجلي

- ‌أبو سعيد الصوفي

- ‌ذكر من اسمه أبو سفيان

- ‌أبو سفيان بن أبي بكر بن يزيد

- ‌أبو سفيان بن خالد بن يزيد

- ‌أبو سفيان بن عبد الله الأموي

- ‌أبو سفيان بن عبد الله بن يزيد

- ‌أبو سفيان بن عتبة بن ربيعة القرشي

- ‌أبو سفيان بن عتبة الأعور

- ‌أبو سفيان بن يزيد بن عبد الملك

- ‌أبو سفيان بن يزيد بن معاوية

- ‌أبو سفيان القيني

- ‌حرف السين

- ‌أبو سلمة الصنعاني

- ‌أبو سلمى راعي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو سليمان الحرستاني

- ‌أبو سليمان القرشي العامري البسري

- ‌أبو سليمان العنسي

- ‌أبو سهل ويقال أبو سهيل الأسود

- ‌أبو سيار

- ‌أم سعيد بنت سعيد بن عثمان

- ‌أم سعيد

- ‌أم سعيد

الفصل: ‌يزيد بن معاوية بن صخر أبي سفيان

ورد عمر بن عبد العزيز ابن أبي مسلم من دابق، وقال: ليس بمثله يستعين به المسلمون على قتال عدوهم. وكان عطاؤه ألفين فحط إلى ثلاثين أو خمسة وعشرين فرجع من دابق إلى أطرابلس؛ لأنه كان سيافاً للحجاج، وكان ثقفياً.

قال يعقوب: وفيها يعني سنة إحدى ومائة أمر يزيد بن أبي مسلم على إفريقية، ونزع إسماعيل بن عبيد الله.

وقال خليفة: وفيها يعني سنة اثنتين ومائة وثب الجند على يزيد بن أبي مسلم، فقتلوه.

‌يزيد بن معاوية بن صخر أبي سفيان

ابن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو خالد الأموي بويع له بالخلافة بعد أبيه بعهد منه.

عن أبي خالد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.

قال الزبير بن بكار: ولد معاوية بن أبي سفيان يزيد، وأمه: ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب. بايع له معاوية من بعده، وكان أول من جعل ولي عهد في صحته، وكان معاوية يقول: لولا هوائي في يزيد لأبصرت قصدي. وتمثل له وهو ينظر إليه: من الطويل

ص: 18

إن مات لم تصلح مزينة بعده

فنوطي عليه يا مزين التّمائما

وخرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد، وهو واليه على العراق: إنه قد بلغني أن حسيناً سار إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به من بين العمال، وعندها تعتق، أتعود عبداً كما تعتبد العبيد.

فقتله عبيد الله بن زياد، وبعث برأسه إليه، فلما وضع بين يديه تمثل قول الحصين بن الحمام المري: من الطويل

يفلّقن هاماً من رجالٍ أحبّةٍ

إلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما

ويزيد الذي أوقع بأهل المدينة، بعث إليهم مسلم بن عقبة المري، فأصابهم بالحرة.

ولد يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان سنة ست وعشرين. وقيل: ولد سنة سبع وعشرين في بيت راس.

قال سعيد بن حريث: كان يزيد بن معاوية رجلاً كثير اللحم عظيم الجسم، كثير الشعر.

وذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه كان جميلاً، طويلاً، ضخم الهامة، مخدد الأصابع، غليظها مجدراً.

قال زهير بن بشر الكلبي: تزوج معاوية ميسون بنت بحدل، فطلقها وهي حامل بيزيد، فرأت في النوم كأن

ص: 19

قمراً خرج من قبلها، فقصت رؤياها على أمها، فقالت: لئن صدقت رؤياك لتلدن من يبايع له بالخلافة.

قال عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان.

جلست ميسون بنت بحدل الكلبية ترجل ابنها يزيد بن معاوية، وميسون يومئذ مطلقة، ومعاوية وفاختة بنت قرظة ينظران إليهما، ويزيد وأمه لا يعلمان، فلما فرغت من ترجيله نظرت إليه فأعجبها، وقبلت بين عينيه، فقال معاوية بيتاً من شعر، ومضى يزيد، فأتبعته فاختة بصرها، وقالت: لعن الله سواد ساقي أمك! فقال معاوية: أقد رأيتها؟ أما والله على ذلك لما فرجت عنه وركاها خير مما تفرجت عنه وركاك وكان لمعاوية من بنت قرظة عبد الله، وكان أحمق الناس قالت فاختة: لا والله، ولكنك تؤثر هذا عليه، فقال: سوف أبين لك ذلك حتى تعرفيه قبل أن تقومي من مجلسك؛ يا غلام، ادع لي عبد الله، فدعاه، فقال له معاوية: أي بني، إني قد أردت أن أسعفك، وأن أصنع بك ما أنت أهله، فاسأل أمير المؤمنين، فلست سائلاً شيئاً إلا أعطاه، فقال: حاجتي أن تشتري لي كلباً فارهاً، وحماراً، فقال معاوية: يا بني، أنت حمار، ويشترى لك حمار! قم فاخرج. قال: كيف رأيت؟ يا غلام، ادع لي يزيد، فدعاه، فقال: يا بني، إن أمير المؤمنين قد أراد أن يسعفك، ويوسع عليك، ويصنع بك ما أنت أهله، فاسأله ما بدا لك. قال: فخر ساجداً، ثم قال حين رفع رأسه: الحمد لله الذي بلغ أمير المؤمنين هذه المدة، وأراه في هذا الرأي. حاجتي أن تعقد لي العهد من بعدك، وتوليني العام صائفة المسلمين، وتحسن جهازي، وتقويني، فتكون الصائفة أول أسفاري. وتأذن لي في الحج إذا رجعت، وتوليني الموسم، وتزيد أهل الشام عشرة دنانير لكل رجل، وتجعل ذلك بشفاعتي، وتفرض لأيتام بني جمح، وأيتام بني سهم، وأيتام بني عدي. قال: مالك ولبني عدي؟ قال: لأنهم حالفوني، وانتقلوا إلى داري. قال معاوية: قد فعلت، إذا رجعت، ذلك بك، وقبل وجهه، وقال لابنه قرظة: كيف رأيت؟؟ قالت: يا أمير المؤمنين، أوصه بي، فأنت أعلم به. ففعل.

وقد روي هذا الخبر من طريق آخر، وفيه: أن عبد الله سأل مالاً، وأرضاً، وأن

ص: 20

يزيد قال لمعاوية: أعتقني من النار، أعتق الله رقبتك منها، فقال له: وكيف؟ قال: لأني وجدت في الأثر أنه من تلقد أمر الأمة ثلاثة أيام حرمه الله على النار؛ فاعهد إلي من بعدك.

في كتاب عبد الله بن جعفر العامري قال: ذكروا أنه كان عند معاوية بن أبي سفيان خطباء العرب، فسألهم عن المروءة، فقال له المغيرة بن شعبة: الدماثة، والرماثة، فقال معاوية: وكيف ذاك؟ قال: الدماثة في الأخلاق سنة أخلاقك، والرماثة حين تستهل في الحكم، فقال معاوية: بخ بخ، وليست هناك. فقال صعصعة بن صوحان: الصبر والصمت، فقال معاوية: وكيف ذاك؟ قال: أن تصبر على ما غاظك، وأن تصمت إلى حين ينبغي لك الكلام. فقال معاوية: بخ بخ، وليست هناك. فقال أبو الأسود الدؤلي: سخاء النفس، وحسن الخلق، فقال: بخ بخ، وليست هناك. فقال عمرو بن العاص: المال، والوالي، قال: وكيف ذاك؟ قال: لا يصلح المال إلا بوال، ولا وال إلا بمال، قال: بخ بخ، وليست هناك. فقال يزيد بن معاوية: أنا أخبرك، فأعرض عنه، ثم أعاد الثانية، فأعرض عنه، ثم أعاد الثالثة، فقال: وكيف ذاك؟ قال: الحلم إذا ذكرت، وإذا أعطيت شكرت، وإذا ابتليت صبرت، وإذا عصيت غفرت، وإذا أحسنت استبشرت، وإذا أسأت استغفرت، وإذا وعدت أنجزت. فقال معاوية: بأبي أنت وأمي، أنت مني وأنا منك.

وقيل: قدم وفد من وفود العرب على معاوية، فقال لهم: ما تعدون المروءة فيكم؟ قالوا: العفاف، والدين، والإصلاح في المعيشة. فقال معاوية: اسم يا يزيد.

عن العتبي قال: رأى معاوية يزيد يضرب غلاماً له، فقال: سوءة لك، أتضرب من لا يستطيع أن يمتنع عليك؟! والله لقد منعتني القدرة من ذوي الإحن، وإن أحق من عفا لمن قدر!

ص: 21

وعن العتبي قال: وفد زياد على معاوية، فأتاه بهدايا، وأموال عظام، وسفط مملوء جوهراً لم ير مثله، فسر معاوية بذلك سروراً شديداً، فلما رأى زياد ذلك صعد المنبر، فقال: أنا والله أمير المؤمنين أقمت لك صعر العراق، وجبيت لك مالها، وألفظت لك بحرها.

فقام يزيد بن معاوية، فقال: إن تفعل ذلك يا زياد فنحن نقلناك من ولاء ثقيف إلى قريش، ومن القلم إلى المنابر، ومن زياد بن عبيد إلى حرب بن أمية.

فقال له معاوية: اجلس، فداك أبي وأمي! عن عطاء بن السائب قال:

غضب معاوية على ابنه، فهجره، فقال له الأحنف بن قيس: يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة وأرض ذليلة؛ إن غضبوا فأرضهم، وإن سألوا فأعطهم، ولا تكن عليهم قفلاً يملوا حياتك، ويتمنوا موتك.

وروى عمرو بن جبلة هذه الحكاية، وزاد فيها: فقال معاوية: لله درك، يا أبا بحر، ثم قال معاوية: يا غلام، ائت يزيد، فأقره مني السلام، وقل له: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بمائة ألف درهم، ومائة ثوب. فقال يزيد للرسول: من عند أمير المؤمنين؟ قال: الأحنف، فقال يزيد: لا جرم، لأقاسمنه. فبعث إلى الأحنف بخمسين ألفاً، وخمسين ثوباً.

عن ابن عائشة، عن أبيه قال: كان يزيد بن معاوية في حداثته صاحب شراب، يأخذ مآخذ الأحداث، فأحس معاوية بذلك، فأحب أن يعظه في رفق، فقال: يا بني، ما أقدرك على أن تصير إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك، وقدرك! ثم قال له: يا بني، إني منشدك أبياتاً، فتأدب بها، واحفظها. فأنشده: من السريع

أنصب نهاراً في طلاب العلى

واصبر على هجر الحبيب القريب

حتى إذا الليل أتى بالدّجى

واكتحلت بالغمض عين الرّقيب

ص: 22

فباشر الليل بما تشتهي

فإنّما الليل نهار الأريب

كم فاسقٍ تحسبه ناسكاً

قد باشر الليل بأمرٍ عجيب

غطى عليه الليل أستاره

فبات في أمن وعيش خصيب

ولذّة الأحمق مكشوفةٌ

يشفي بها كلّ عدوّ غريب

عن محمد بن عمر القرشي، عمن أخبره قال: جاءت وفاة الحسن بن علي، وعبد الله بن عباس بباب معاوية، فخرج الرسول، فدعا ابن عباس، فقال الناس: حدث حدثٌ بالمدينة: قال ابن عباس: فلما دخلت عليه قال: يا بن عباس، أما علمت أن حسناً هلك؟ فقلت: إذا لا يسد الله حفرة قبره، قال: ما كانت سنه؟ فقلت: ما كان ميلاده خفاء، قال: إني لأظنه قد ترك أولاداً صغاراً، قال: هم عيال من كانوا وكان في عياله، قال: أصبحت اليوم سيد قومك. قلت: ما أبقى الله أبا عبد الله حسيناً، فلا. وخرج ابن عباس، وجاء الناس يعزونه إذ رفعت الخيل، وإذا يزيد بن معاوية قد أتاه ماشياً، فلما دنا أوسع له، فلم يرتفع، وجلس بين يديه، وقال: مجلس المعزي، لا مجلس المنئ. ثم ذكر الحسن، فقال: رحم الله أبا محمد أوسع الرحمة وأفسحها، وأعظم أجرك، وأحسن جزاءك، وعوضك من مصابك ما هو خير لك ثواباً، وخير عقبى. ثم قام، فأتبعه ابن عباس بصره، فقال: إذا ذهب آل حرب ذهب حلماء قريش، ثم تمثل: من الطويل

مغاضٍ عن العوراء لا ينطقونها

وأهل وارثات الحلوم الأوائل

قال خليفة: وفيها يعني سنة خمسين غزا يزيد بن معاوية أرض الروم، ومعه أبو أيوب الأنصاري.

قال مصعب: كانت أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز عند يزيد بن معاوية، فأغزاه

ص: 23

معاوية إلى الطوانة، فأصابهم موم، فرجع يزيد، فقال: من البسيط

إذا اتكأت على الأنماط مرتفقاً

بدير سمعان عندي أمٌ كلثوم

فما أبالي بما لاقت جموعهم

بالفرقدانة من حمّى ومن موم

قال: فقال معاوية: لا جرم والله، لتخرجن، وليصيبنك ما أصابهم.

قال خليفة: وأقام الحج يعني سنة خمسين يزيد بن معاوية بعد أن قفل من أرض الروم.

وقال أبو بكر بن عياش: ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة إحدى وخمسين، ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة اثنتين وخمسين، ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة ثلاث وخمسين.

عن عمر بن شبة قال: لما حج الناس في خلافة معاوية جلس يزيد بالمدينة على شراب، فاستأذن عليه ابن عباس والحسين بن علي، فأمر بشرابه فرفع. وقيل له: إن ابن عباس إن وجد ريح شرابك عرفه، فحجبه، وأذن للحسين، فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب، فقال: لله در طيبك هذا ما أطيبه، وما كنت أخشى أحداً يتقدمنا في صنعة الطيب، فما هذا يا بن معاوية؟ فقال: يا أبا عبد الله، هذا طيب يصنع بالشام. ثم دعا بقدح فشربه، ثم دعا بآخر، فقال: اسق أبا عبد الله يا غلام، فقال الحسين: عليك شرابك أيها المرء، فلا عين عليك مني. فشرب يزيد، وقال: من الهزج

ألا يا صاح للعجب

دعوتك ثمّ لم تجب

إلى القينات والشّ

هوات والصّهباء والطّرب

ص: 24

وباطيةٍ مكلّلةٍ

عليها سادة العرب

وفيهن التي تبلت

فؤداك ثم لم تثب

فنهض الحسين وقال: بل فؤادك يا بن معاوية تبلت! عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم والله أعلم أذكر الثالث أم لا ثم يجيء قوم يحبون السمانة، ويشهدون قبل أن يستشهدوا.

عن زرارة بن أوفى قال: القرن عشرون ومائة سنة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرن، فكان آخره موت يزيد بن معاوية.

عن عبد الله بن عمرو قال: ملك الأرض المقدسة: معاوية وابنه.

عن بكير بن الأشج: أن معاوية بن أبي سفيان قال ليزيد ابنه: كيف تراك فاعلاً إن وليت؟ قال: يمتع الله بك، قال: لتخبرني؟ قال: كنت والله يا أبه عاملاً فيهم عمل عمر بن الخطاب، قال: سبحان الله، يا سبحان الله! والله يا بني لقد جهدت على سيرة عثمان فما أطقتها! عن عبد الله بن عوف قال: أخذ الناس على معاوية حين بايعوه أن يسير بهم سيرة عمر بن الخطاب.

ص: 25

عن مروان بن أبي سعيد قال: قال معاوية ليزيد وهو يوصيه عند الموت: يا يزيد، اتق الله؛ فقد وطأت لك هذا الأمر، ووليت من ذلك ما وليت، فإن يك خيراً فأنا أسعد به، وإن كان غير ذلك شقيت به؛ فارفق بالناس، وأغمض عما بلغك من قول تؤذى به، وتنتقص به، وطأ عليه يهنك عيشك، وتصلح لك رعيتك. وإياك والمناقشة، وحمل الغضب، فإنك تملك نفسك ورعيتك. وإياك وجفوة أهل الشرف، واستهانتهم، والتكبر عليهم. لن لهم ليناً بحيث لا يروا منك ضعفاً، ولا جوراً، وأوطئهم فراشك، وقربهم إليك، وأدنهم منك؛ فإنهم يعلون لك حقك. ولا تهنهم، ولا تستخفن بحقهم فيهينوك، ويستخفوا بحقك. وليتقوا فيك، فإذا أردت أمراً فادع ذوي السنين والتجربة من أهل الخير من المشايخ، وأهل التقوى، فشاورهم، ولا تخالفهم. وإياك والاستبداد برأيك؛ فإن الرأي ليس في صدر واحد. وصدق من أشار عليك إذا حملك على ما تعرف، واخزن ذلك عن نسائك وخدمك. وشمر إزارك، وتعاهد جندك، وأصلح نفسك يصلح لك الناس، لا تدع لهم فيها مقالاً؛ فإن الناس نزاع إلى الشر. واحضر الصلاة؛ فإنك إذا فعلت ما أوصيك به عرف الناس لك حقك، وعظمت مملكتك، وعظمت في أعين الناس. واعرف شرف أهل المدينة ومكة؛ فإنهم أصلك وعشيرتك. واحفظ لأهل الشام شرفهم، فإنهم أنصارك وحماتك وجندك الذين بهم تصول، وتنتصر على أعدائك، وتصل إلى أهل طاعتك. واكتب إلى أهل أمصارك بكتاب تعدهم فيه منك المعروف؛ فإن ذلك ينشط آمالهم. وإن وفد عيك وافد من الكور كلها فأحسن إليهم، وأكرمهم؛ فإنهم لمن وراءهم. ولا تسعف قول قاذف، ولا عاجل؛ فإني رأيتهم وزراء سوء.

ومن وجه آخر أن معاوية قال ليزيد: إن لي خليلاً من أهل المدينة فأكرمه. قال: ومن هو؟ قال: عبد الله بن جعفر. فلما وفد بعد موت معاوية على يزيد أضعف جائزته التي كان معاوية يعطيه إياها، وكانت جائزته على معاوية ستمائة ألف، فأعطاه يزيد ألف ألف. فقال له: بأبي أنت وأمي، فأعطاه ألف ألف أخرى. فقال له ابن جعفر: والله لا جمع أمر لأحد بعدك!

ص: 26

ولما خرج ابن جعفر من عند يزيد وقد أعطاه ألفي ألف رأى على باب يزيد بخاتي مبركات، قد قدمن عليه هدية من خراسان، فرجع عبد اله بن جعفر إلى يزيد، فسأله منها ثلاث بخاتي ليركب عليها إلى الحج والعمرة، وإذا وفد إلى الشام على يزيد. فقال يزيد للحاجب: ما هذه البخاتي التي بالباب؟ ولم يكن شعر بها فقال: يا أمير المؤمنين، هي أربعمائة بختية جاءتنا تحمل أنواع الألطاف وكان عليها أنواع من الأموال كلها فقال: اصرفها إلى أبي جعفر بما عليها. فكان عبد الله بن جعفر يقول: أتلومونني على حسن الرأي في هذا؟! يعني يزيد.

وقد كان يزيد فيه خصاله محمودة من الكرم والحلم والفصاحة والشعر والشجاعة وحسن الرأي في الملك، وكان حسن المعاشرة. وكان فيه أيضاً إقبال على الشهوات، وترك بعض الصلاة في بعض الأوقات.

عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون خلف بعد ستين سنة " أضاعُوا الصَّلاةَ، واتَّبعُوا الشَّهَواتِ فسوفَ يَلْقَون غَيّاً "، ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر.

قال الوليد بن قيس: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به، والمؤمن يعمل به.

قال المغيرة بن شعبة: لقد وضعت رجلي معاوية في غرز طويل غيه على أمة محمد. يعني بيعة يزيد.

ولما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية، فأرادوه على خلع يزيد، فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر،

ص: 27

ويترك الصلاة، ويتعدى حكم الكتاب، فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته، وأقمت عنده، فرأيته مواظباً على الصلاة، متحرياً للخير، يسأل عن الفقه، ملازماً للسنة. قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعاً لك، فقال: وما الذي يخاف مني؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا.

ولما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع ابن عمر بنيه وأهله، ثم تشهد، ثم قال: أما بعد فإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، يقال له: هذه غدرة فلان. وإن من أعظم الغدر إلا يكون الإشراك بالله أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله، ثم ينكث بيعته، فلا يخلعن أحد منكم يزيد، ولا يسرعن أحد منكم في هذا الأمر، فيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه.

عن يزيد بن أسلم، عن أبيه أن ابن عمر دخل وهو معه على ابن مطيع، فلما دخل عليه قال: مرحباً بأبي عبد الرحمن، ضعوا له وسادة، فقال: إنما جئتك لأحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من نزع يداً من طاعة فإنه يأتي يوم القيامة لا حجة له، ومن مات مفارق الجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية.

قال علي بن الحسين: دخلنا دمشق بعد أن شخصنا من الكوفة، فإذا الناس مجتمعون بباب يزيد، فأدخلت عليه وهو جالس على سرير، وعنده الناس ساكتين، من أهل الشام، ومن أهل العراق والحجاز. وكنت قدام أهل بيتي، فسلمت عليه، فقال: أيكم علي بن الحسين؟

ص: 28