المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٨

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌يزيد بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الله بن يزيد بن ذكوان أبو القاسم

- ‌يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني

- ‌يزيد بن أبي مريم بن أبي عطاء

- ‌يزيد بن أبي المساحق السلمي

- ‌يزيد بن أبي مسلم أبو العلاء الثقفي

- ‌يزيد بن معاوية بن صخر أبي سفيان

- ‌يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي

- ‌يزيد بن أبي يزيد مولى بسر بن أبي أرطاة

- ‌يزيد بن يعلى بن الضخم

- ‌يزيد بن يوسف أبو يوسف الصنعاني

- ‌يزيد ذو مصر المقرائي

- ‌يزيد غير منسوب

- ‌يزيد أبو حفصة مولى مروان بن الحكم

- ‌يسار بن سبع أبو الغادية

- ‌يساف بن شريح اليشكري

- ‌يسرة بن صفوان بن جميل

- ‌اليسع وهو الأسباط بن عدي

- ‌يعقوب ويقال يعبوث بن عمرو بن ضريس القضاعي ثم المشجعي

- ‌يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو عوانة النيسابوري ثم الإسفرائيني

- ‌يعقوب بن إسحاق بن حنش

- ‌يعقوب بن إسحاق أبو يوسف اللغوي

- ‌يعقوب بن دينار ويقال ميمون

- ‌يعقوب بن سعيد أبو سعيد الطرميسي

- ‌يعقوب بن سفيان بن جوان

- ‌يعقوب بن سلمة بن عبد الله

- ‌يعقوب بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي المدني

- ‌يعقوب بن عبد الرحمن بن سليم الكلبي

- ‌يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي

- ‌يعقوب بن علي بن يعقوب أبو إسحاق

- ‌يعقوب بن عمر بن قتادة بن النعمان

- ‌يعقوب بن عمير بن هانئ العنسي

- ‌يعقوب بن كعب بن حامد أبو يوسف

- ‌يعقوب بن مسدد بن أبي يوسف

- ‌يعقوب بن يوسف بن كلس

- ‌يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان

- ‌يعقوب بن يوسف بن يعقوب

- ‌يعقوب مولى هشام بن عبد الملك

- ‌يعلى بن الأشدق أبو الهيثم العقيلي

- ‌يعلى بن أمية أبو خالد

- ‌يعلى بن حكيم الثقفي

- ‌يعلى بن الضخم العنسي

- ‌يعلى بن عطاء العامري

- ‌يعلى بن مرة بن وهب بن جابر

- ‌يعمر بن مسعود

- ‌يعيش بن الوليد بن هشام بن معاوية

- ‌يغمر بن ألب سارخ أبو الندى

- ‌يلتكين التركي

- ‌يمان بن عفير

- ‌يمكجور التركي

- ‌يموت بن المزرع بن يموت

- ‌ينجوتكين التركي

- ‌ذكر من اسمه يوسف من الرجال

- ‌يوسف بن إبراهيم بن مرزوق بن حمدان

- ‌يوسف بن إبراهيم أبو الحسن الكاتب

- ‌يوسف بن إسماعيل بن يوسف

- ‌يوسف بن أيوب بن شادي الملك الناصر صلاح الدين

- ‌يوسف بن بحر بن عبد الرحمن

- ‌يوسف بن الحسن بن محمد أبو القاسم

- ‌يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب

- ‌يوسف بن الحكم بن أبي عقيل

- ‌يوسف بن دوناس بن عيسى أبو الحجاج

- ‌يوسف بن رباح بن علي بن موسى

- ‌يوسف بن رمضان بن بندار أبو المحاسن

- ‌يوسف بن الزبير المكي مولى عبد الله بن الزبير

- ‌يوسف بن سعيد بن مسلم أبو يعقوب المصيصي

- ‌يوسف بن السفر

- ‌يوسف بن عبد الله بن سلام

- ‌يوسف بن عبد العزيز بن علي

- ‌يوسف بن عروة بن عطية السعدي

- ‌يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي

- ‌يوسف بن عمرو الشعيثي

- ‌يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس

- ‌يوسف بن محمد بن عروة بن محمد بن عطية

- ‌يوسف بن محمد بن مقلد بن عيسى

- ‌يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي

- ‌يوسف بن ماهك المكي الفارسي

- ‌يوسف بن مكي بن علي بن يوسف

- ‌يوسف بن موسى بن عبد الله

- ‌يوسف بن الهيذام بن عامر

- ‌يوسف بن يعقوب أبو عمرو النيسابوري

- ‌يوشع بن نون بن أفرائيم

- ‌ذكر من اسمه يونس من الرجال

- ‌يونس بن إبراهيم أبو الخير

- ‌يونس بن رطاجة

- ‌يونس بن سعيد بن عبيد

- ‌يونس بن أبي شبيب الرقي

- ‌يونس بن عبد الرحيم بن سعد

- ‌يونس بن محمد بن يونس بن محمد

- ‌يونس بن متى ذو النون نبي الله

- ‌يونس بن ميسرة بن حلبس أبو عبيد

- ‌يونس بن يزيد بن أبي النجاد

- ‌يونس المديني الكاتب

- ‌ذكر من سمي بكنيته

- ‌حرف الألف

- ‌أبو أحمد بن علي الكلاعي

- ‌أبو أحمد بن هارون الرشيد

- ‌أبو إبراهيم الدمشقي

- ‌أبو الأبرد الدمشقي

- ‌أبو الأبطال

- ‌أبو الأبيض العبسي الشامي

- ‌أبو أحيحة القرشي

- ‌أبو الأخضر

- ‌أبو الأزهر

- ‌أبو إسماعيل

- ‌أبو الأسود البيروتي

- ‌أبو أسيد

- ‌أبو أوس

- ‌أبو إياس الليثي

- ‌‌‌أبو أيوب

- ‌أبو أيوب

- ‌أم أبان بنت عتبة بن ربيعة

- ‌أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر

- ‌حرف الباء

- ‌أبو البختري

- ‌‌‌أبو بردة

- ‌أبو بردة

- ‌أبو بسرة الجهني

- ‌أبو بشر التنوخي

- ‌أبو بشر مؤذن مسجد دمشق

- ‌أبو بشر المروزي

- ‌أبو بقية

- ‌ذكر من اسمه أبو بكر

- ‌أبو بكر بن أنس بن مالك بن النضر الأنصاري

- ‌أبو بكر بن حنظلة العنزي

- ‌أبو بكر بن سعيد الأوزاعي

- ‌أبو بكر بن سليمان بن أبي السائب

- ‌أبو بكر بن عبيد بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري

- ‌أبو بكر بن عبد الله بن حويطب بن عبد العزى

- ‌أبو بكر بن عبد الله بن محمد

- ‌أبو بكر بن عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

- ‌أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث

- ‌أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي

- ‌أبو بكر بن محمد بن عمرو

- ‌أبو بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

- ‌أبو بكر بن يزيد بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية الأموي

- ‌أبو بكر بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الموي

- ‌أبو بكر الكلبي العابد

- ‌أبو بكر رجل من أهل دمشق

- ‌أبو بكر الشبلي

- ‌أبو بكر الوراق الصوفي

- ‌أبو بكر الجصاص البصري الصوفي

- ‌أبو بكر الدمشقي

- ‌أبو بكر بن العطار الداراني

- ‌أبو بكر القلانسي

- ‌أبو بكر بن الفريابي

- ‌أبو بكر الواسطي الصوفي

- ‌أبو بكر السمرقندي الفقيه الحنفي المعروف بالظهير

- ‌كنى النساء على حرف الباء

- ‌أم البراء بنت صفوان بن هلال

- ‌أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد

- ‌حرف التاء

- ‌أبو تجراة الكندي

- ‌أبو تميمة مولى بني مروان الأموي

- ‌أبو توبة المصري

- ‌حرف الثاء

- ‌أبو الثريا الكردي

- ‌أبو ثعلبة الخشنيّ

- ‌حرف الجيم

- ‌أبو الجرح الغساني

- ‌أبو الجعد السائح

- ‌أبو جعفر الصاحي

- ‌أبو جعفر الخراساني الشافعي

- ‌أبو جعفر ابن بنت أبي سعيد الثعلبي

- ‌أبو جعفر بن ماهان الرازي

- ‌أبو جعفر الحداد الصوفي

- ‌أبو الجعيد

- ‌أبو جلتا البهراني

- ‌أبو الجلد التميمي

- ‌أبو جميع بن عمر بن الوليد

- ‌أبو جميل القدريّ

- ‌أبو جندل بن سهيل

- ‌أبو الجنوب المؤذن المؤدب

- ‌أبو الجهم بن كنانة الكلبي

- ‌أبو الجلاس العبدي

- ‌حرف الحاء

- ‌أبو حارثة

- ‌أبو الحارث الصوفي

- ‌أبو حازم الأسدي الخناصري

- ‌أبو حديرة ويقال أبو حديرج

- ‌أبو حرب اليماني المبرقع

- ‌أبو حرة الحجازي

- ‌أبو حريش الكناني

- ‌أبو حسان بن حسان البسري

- ‌‌‌أبو الحسن

- ‌أبو الحسن

- ‌أبو الحسن الأعرابي الصوفي

- ‌أبو الحسن الأطرابلسي

- ‌أبو الحسن المعاني

- ‌أبو الحسن الدمشقي

- ‌أبو الحسن الدويدة

- ‌ذكر من اسمه أبو الحسين

- ‌أبو الحسين بن أحمد بن الطيب

- ‌أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي

- ‌أبو الحسين بن حريش

- ‌أبو الحسين بن عمرو بن محمد

- ‌أبو الحسين الرائق المعري الشاعر

- ‌‌‌أبو حفص الدمشقي

- ‌أبو حفص الدمشقي

- ‌أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي

- ‌أبو حلحة الفزاري

- ‌أبو حلحلة بن الرداد الشاعر

- ‌أبو حلخان الصوفي

- ‌أبو حمزة الخراساني الصوفي

- ‌أبو حملة

- ‌كنى النساء على الحاء

- ‌أم حبيب بنت فلان القرشية

- ‌أم حرام بنت ملحان

- ‌أم الحكم بنت أبي سفيان صخر

- ‌أم حكيم بنت الحارث بن هشام

- ‌أم حكيم بنت يحيى

- ‌حرف الخاء

- ‌أبو خالد الحرسي

- ‌أبو خالد القصاع

- ‌أبو خداش بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب

- ‌أبو خراسان بن تميم الفارسي

- ‌أبو الخير الأقطع التيناتي

- ‌كنى النساء ممن ابتداء أسمائهن على الخاء

- ‌أم خالد بنت عتبة بن ربيعة

- ‌أم الخير بنت الحريش بن سراقة

- ‌حرف الذال

- ‌أبو ذر الغفاري

- ‌أبو ذر البعلبكي

- ‌أبو الذكر

- ‌أبو الذيال

- ‌حرف الراء

- ‌أبو راشد الحبراني

- ‌أبو الربيع الدمشقي

- ‌أبو رجاء بن أخي أبي إدريس الخولاني

- ‌أبو الرضا الصياد العابد

- ‌أبو الرضا بن النحاس الحلبي

- ‌أبو روح شيخ صالح

- ‌أبو روق الدمشقي

- ‌أبو رويحة الخثعمي

- ‌أم الربيع

- ‌حرف الزاي

- ‌أبو زائد الدمشقي

- ‌أبو الزبير الدمشقي

- ‌أبو زرعة بن عمرو بن جرير

- ‌أبو زرعة اللخمي

- ‌أبو زرعة الدمشقي الصوفي

- ‌أبو زرعة الجنبي

- ‌أبو زكار الزاهد

- ‌أبو الزهراء القشيري

- ‌ذكر من اسمه أبو زياد

- ‌أبو زياد مولى آل دراج الجمحي

- ‌أبو زياد أو أبو ثابت أو ثابت

- ‌أبو زياد الدمشقي

- ‌أبو زياد من أهل جبيل

- ‌أبو زيد الأسدي ويقال الأزدي

- ‌أبو زيد الدمشقي

- ‌أبو زيد الأعمى

- ‌حرف السين

- ‌أبو الساكن

- ‌أبو سباع

- ‌أبو سبرة النخعي

- ‌أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري

- ‌أبو سعد الحمصي

- ‌ذكر من اسمه أبو سعيد

- ‌أبو سعيد المعيطي

- ‌أبو سعيد بن حبيب بن المهلب

- ‌أبو سعيد بن محمد

- ‌أبو سعيد البجلي

- ‌أبو سعيد الصوفي

- ‌ذكر من اسمه أبو سفيان

- ‌أبو سفيان بن أبي بكر بن يزيد

- ‌أبو سفيان بن خالد بن يزيد

- ‌أبو سفيان بن عبد الله الأموي

- ‌أبو سفيان بن عبد الله بن يزيد

- ‌أبو سفيان بن عتبة بن ربيعة القرشي

- ‌أبو سفيان بن عتبة الأعور

- ‌أبو سفيان بن يزيد بن عبد الملك

- ‌أبو سفيان بن يزيد بن معاوية

- ‌أبو سفيان القيني

- ‌حرف السين

- ‌أبو سلمة الصنعاني

- ‌أبو سلمى راعي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو سليمان الحرستاني

- ‌أبو سليمان القرشي العامري البسري

- ‌أبو سليمان العنسي

- ‌أبو سهل ويقال أبو سهيل الأسود

- ‌أبو سيار

- ‌أم سعيد بنت سعيد بن عثمان

- ‌أم سعيد

- ‌أم سعيد

الفصل: ‌يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب

فلما أفضت الخلافة إلى المأمون بعث إلى عامله بنيسابور، وأمره أن يولي يحيى بن يحيى القضاء. فبعث إليه يستدعيه، فقال بعض الناس: إنه يمتنع من الحضور. فأنفذ إليه كتاب المأمون، فقرئ عليه، فامتنع من القضاء. فرد إليه ثانياً وقال: إن أمير المؤمنين يأمرك بشيء، وأنت من رعيته، فتأبى عليه؟! فقال: قل لأمير المؤمنين: ناولتني قلماً وأنا شاب، فلم أقبله، فتجبرني الآن على القضاء وأنا شيخ! فرفع الخبر إلى المأمون بذلك، فقال: علمت امتناعه، ولكن، ول القضاء رجلاً يختاره. فبعث إليه العامل في ذلك، فاختار رجلاً من نيسابور، فولي القضاء.

قال: والرسم هناك أن يلبس القضاة السواد. فدخل ذلك القاضي على يحيى وعليه سواد، فضم يحيى فراشاً كن جالساً عليه، كراهية أن يجمعه وإياه. فقال: أيها الشيخ، ألم تخترني؟ قال: إنما قلت أختاره، وما قلت لك تقلد القضاء.

قال أبو الفضل بن خيرون: توفي أبو القاسم الزنجاني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.

‌يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب

الرازي الصوفي، صاحب ذي النون المصري زاهد معروف موصوف.

قال: قلت لأحمد بن حنبل: حدثني، فقال: ما تصنع بالحديث يا صوفي؟ فقلت: لا بد حدثني، فقال: حدثنا مروان الفزاري، عن هلال بن سويد أبي المعلى، عن أنس قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم طائران، فقدم إليه أحدهما، فلما أصبح قال: عندكم من غداء؟ فقدم إليه الآخر، فقال: من أين ذا؟ فقال بلال: خبأته لك يا رسول الله، فقال: يا بلال، لا تخف من ذي العرش إقلالاً، إن الله يأتي برزق كل غد.

ص: 71

وفي رواية: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر ثلاثة، فأكل منها طيراً، واستخبأ خادمه طيرين، فرده إليه من الغد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أنهك أن ترفع شيئاً لغد؟ إن الله يأتي برزق كل غد.

قال أبو عبد الرحمن السلمي: يوسف بن الحسين، أبو يعقوب الرازي، إمام وقته، لم يكن من المشايخ على طريقته في تذليل النفس، وإسقاط الجاه. صحب ذا النون المصري، ورافق أبا سعيد الخراز في بعض أسفاره، وأبا تراب النخشبي.

قال أبو القاسم القشيري: كان نسيج وحده في إسقاط التصنع، وكان عالماً أديباً. مات سنة أربع وثلاثمائة.

قال يوسف بن الحسين: لأن ألقى الله بجميع المعاصي أحب غلي من أن ألقاه بذرة من التصنع. وقال: إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص فاعلم أنه لا يجيء منه شيء.

وكتب إلى الجنيد: إذا أذاقك الله طعم نفسك، فإنك، إن ذقتها، لا تذوق بعدها خيراً أبداً. وقال: رأيت آفات الصوفية في صحبة الأحداث، ومعاشرة الأضداد، ورفقة النسوان. وقال: كنت أيام السياحة في أرض الشام أمسك بيدي عكازة مكتوباً عليها: من السريع

سر في بلاد الله سياحا

وابك على نسك نوّاحاً

وامس بنور الله في أرضه

كفى بنور الله مصباحا

ص: 72

وكتب على مخلاته: من الهزج

فلا يومك ينساك

ولا رزقك يعدوك

ومن يطمع في الناس

يكن للناس مملوكا

وكن سعيك لله

فإن الله يكفيك

وقال: قيل لي: إن ذا النون المصري يعرف اسم الله عز وجل الأعظم، فدخلت إلى مصر، فذهبت إليه، فبصرني وأنا طويل اللحية، ومعي ركوة طويلة، فاستبشع منظري، ولم يلتفت إلي.

قال أبو الحسين الرازي:

وكان يوسف بن الحسين يقال: إنه أعلم أهل زمانه بالكلام، وعلم الصوفية. فلما كان بعد أيام جاء إلى ذي النون رجل صاحب كلام، فناظر ذا النون، فلم يقم ذو النون بالحجج عليه، فاجتذبته إلي، وناظرته، فقطعته، فعرف ذو النون مكاني، فقام إلي وعانقني وجلس بين يدي، وهو شيخ وأنا شاب، وقال: اعذرني فلم أعرفك، فعذرته، وخدمته سنة واحدة، فلما كان على رأس السنة قلت له: يا أستاذ، إني قد خدمتك، وقد وجب حقي عليك، وقيل لي: إنك تعرف اسم الله الأعظم، وقد عرفتني، ولا تجد له موضعاً مثلي، فأحب أن تعلمني إياه. قال: فسكت عني ذو النون، ولم يجبني، وكأنه أومأ إلي أنه يخبرني، وتركني ستة أشهر بعد ذلك، ثم أخرج إلي من بيته طبقاً ومكبة مشدوداً في منديل وكان ذو النون يسكن في الجيزة فقال: تعرف فلاناً صديقنا من الفسطاط؟ قلت: نعم، قال: فأحب أن تؤدي هذا إليه. قال: فأخذت الطبق وهو مشدود، وجعلت أمشي طول الطريق وأنا متفكر فيه: مثل ذي النون يوجه إلى فلان

ص: 73

بهدية! ترى أيش هي؟ قال: فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر، فحللت المنديل، وشلت المكبة، فإذا فأرة، قفزت من الطبق، ومرت. فاغتظت غيظاً شديداً، وقلت: ذو النون يسخر بي، ويوجه مع مثلي فأرة إلى فلان!؟ فرجعت على ذلك الغيظ، فلما رآني عرف ما في وجهي، وقال: يا أحمق، إنما جربناك، ائتمنتك على فأرة فخنتني، أفاأتمنك على اسم الله الأعظم؟! وقال: مر عني فلا أراك شيئاً آخر.

قال: وسمعت ذا النون يقول: من جهل قدره هتك ستره.

وقال: قلت لذي النون وقت مفارقتي له: من أجالس؟ فقال: عليك مجالسة من تذكرك الله رؤيته، وتقع هيبته على باطنك، ويزيد في عملك منطقه، ويزهدك في الدنيا عمله، ولا تعصي الله ما دمت في قربه، يعظك بلسان فعله، ولا يعظك بلسان قوله.

وقال: عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهر أمرك، وتبعثك على الخير صحبته، وتذكرك الله رؤيته.

وقال يوسف: قيل لذي النون: ما بال الحكمة لها حلاوة من أفواه الحكماء؟ قال: لقرب عهدها بالرب عز وجل.

وقيل ليوسف بن الحسين: يا أبا يعقوب، هل لك هم غد؟ قال: يا سيدي، من كثرة همومنا اليوم لا نفرغ لهم. فأجابه الجنيد: من البسيط

يكفي الحكيم من التنبيه أيسره

فيعرف الكيف والتكوين والسببا

فكن بحيث مراد الحق منك ولا

تزل مع القصد في التمكين منتصبا

إن السبيل إلى مرضاته نظر

فما عليك له يرضى كما غضبا

ثم قال: من كان ظاهره عامراً فباطنه خراب، ومن كان ظاهره خراباً كان باطنه عامراً، والدليل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

ص: 74

قال أبو الحسين الدراج: قصدت يوسف بن الحسين الرازي من بغداد، فلما دخلت الري سألت عن منزله، فكل من أسأل يقول: أيش تفعل بذلك الزنديق؟ فضيقوا صدري، حتى عزمت على الانصراف، فبت تلك الليلة في مسجد، ثم قلتك جئت هذا البلد، فلا أقل من زيارة! فلم أزل أسأل عنه حتى دفعت إلى مسجده وهو قاعد في المحراب، بين يديه مصحف يقرأ، وإذا هو شيخ بهي، حسن الوجه واللحية، فدنوت، فسلمت، فرد السلام، وقال: من أين أنت؟ فقلت: من بغداد، قصدت زيارة الشيخ. فقال: لو أن في بعض البلدان قال لك إنسان: أقم عندي حتى أشتري لك داراً وجارية أكان يمنعك عن زيارتي؟ فقلت: يا سيدي، ما امتحنني الله بشيء من ذلك، ولو كان لا أدري كيف كنت أكون، فقال: تحسن أن تقول شيئاً؟ قلت: نعم، وقلت: من الطويل

رأيتك تبني دائماً في قطيعتي

ولو كنت ذا حزم لهدّمت ما تبني

فأطبق المصحف، ولم يزل يبكي حتى ابتل لحيته وثوبه، حتى رحمته من كثرة بكائه، ثم قال لي: يا بني، تلوم أهل الري في قولهم: يوسف بن الحسين زنديق؟ من وقت الصلاة هو ذا أقرأ القرآن، لم يقطر من عيني قطرة، وقد قامت علي القيامة بهذا البيت.

قال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، فكأنه يلبث فيه على لون آخر.

وقال: ما صحبني متكبر قط إلا اعتراني داؤه، لأنه يتكبر، فإذا تكبر غضبت، فإذا غضبت أداني الغضب إلى الكبر، فإذا داؤه قد اعتراني.

ص: 75

وقال: في الدنيا طغيانان: طغيان العلم، وطغيان المال، والذي ينجيك من طغيان العلم العبادة، والذي ينجيك من طغيان المال الزهد فيه.

وقال يوسف:

بالأدب يفهم العلم، وبالعلم يصح لك العمل، وبالعمل تنال الحكمة، وبالحكمة يفهم الزهد، ويوفق له، وبالزهد تترك الدنيا، وبترك الدنيا ترغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة تنال رضى الله عز وجل.

وقيل ليوسف بن الحسين: لو تجملت قليلاً، فقال: هو ذا يطاف على بابنا بالكيزان يتبرك بنا وبدعواتنا، وأنتم تدعوني إلى التجمل! وكان كثيراً ما يقول: إلهي توبة أو مغفرة، فقد ضاقت بي أبواب المعذرة، إلهي، خطيئتي خطيئة صماء، وعاقبتي عاقبة وهماء، فلا الخطيئة أحسن الخروج منها، ولا العاقبة أهتدي للرجوع إليها، ومن شأن الكرماء الرفق بالأسراء، وأنا أسير تدبيرك. ثم يقول: من الطويل

وأذكركم في السّرّ والجهر دائماً

وإن كان قلبي في الوثاق أسير

لتعرف نفسي قدرة الخالق الذي

يدبّر أمر الخلق وهو شكور

وقال: الأنس مع الله نور ساطع، والأنس مع الناس سم ناقع.

وسئل عن الكرم والجود، فقال: الجود أن تتفضل بما لا يجب عليك، والكرم أن تتفضل بما يجب لك.

وقيل له: ما بال المحبين يتلذذون بالذل في المحبة؟ فأنشأ يقول: من الكامل

ذلّ الفتى في الحبّ مكرمةٌ

وخضوعه لحبيبه شرف

وقال: كنت عند ذي النون المصري يوماً، فجاءه رجل، فقال: ما بال المحزون إذا تكامل حزنه لا تجري دموعه؟ فقال: إذا رق سلا، وإذا انجمد سجا. ثم أطرق، ورفع رأسه يقول: من الطويل

ص: 76

إذا رقّ قلب درّت جفونه

دموعاً له فيها سلوٌّ من الكمد

وإن غصّ بالأشجان من طول حزنه

علاه اصفرار اللّون في الوجه والجسد

وأحمد حال الخائفين مقامهم

على كمدٍ يضني النفوس مع الكبد

لعمرك ما لذّ المطيعون لذةٌ

ألذّ وأحلى من مناجاة منفرد

قال أبو عبد الرحمن السلمي: واعتل يوسف بن الحسين الرازي، فدخل عليه بعض إخوانه، فقال له: مالك أيها الشيخ، وما الذي تجد؟ ألا ندعو لك بعض هؤلاء الأطباء؟ فأنشأ يقول: من الطويل

بقلبي سقامٌ ما يداوى مريضه

خفيّ على العوّاد باقٍ على الدهر

كان مرحوم الرازي يتكلم في يوسف بن الحسين، فانتبه ليلة وهو يبكي، فقيل له: مالك؟ قال: رأيت كتاباً نزل من السماء، فلما قرب من الخلق إذا فيه مكتوب بخط جليل: هذه براءة ليوسف بن الحسين مما قيل فيه. فجاء إله، فاعتذر.

وكان يوسف بن الحسين يقول: اللهم إنك تعلم أني نصحت الناس قولاً، وخنت نفسي فعلاً، فهب لي خيانة نفسي بنصيحتي للناس.

وكان يتمثل كثيراً بهذا البيت: من الوافر

سأعطيك الرّضى وأموت غمّاً

وأسكت لا أغمّك بالعتاب

كان آخر كلام يوسف بن الحسين: إليه دعوت الخلق إليك بجهدي، وقصرت نفسي بالواجب لك علي مع معرفتي بك، وعلمي فيك، فهبني لمن شئت من خلقك. قال: فمات، فرئي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: أوقفني بين يديه، وقال لي: يا عبد السوء، فعلت وعصيت! فقلت: يا سيدي، لم أبلغ هذا عنك، بلغت أنك كريم، والكريم إذا قدر عفا. فقال تعالى: تملقت لي بقولك: هبني لمن شئت من خلقك، اذهب فقد وهبتك لك.

ص: 77