المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الباب الثالث في ذكر أدلة القائلين بتحريمه والرد عليهم ربما ذهب بعضهم - مرويات المزاح والدعابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة

[فهد بن مقعد العتيبي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأولفي ذكر معنى المزاح والدعابة لغة، ومما اشتقتا منه، وأقوال أهل اللغة في تصريفهما

- ‌الباب الثانيفي ذكر ما روي عن السلف في ذم المزاح والإكثار منه

- ‌الباب الثالثفي ذكر أدلة القائلين بتحريمه والرد عليهم

- ‌أولًا:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌ثانيًا:

- ‌ثالثًا:

- ‌رابعًا:

- ‌خامسًا:

- ‌سادسًا:

- ‌الباب الرابعالرخصة في بعض المزاح بشروطه

- ‌فصل

- ‌الباب الخامسمزاح النبي صلى الله عليه وسلم ودعاباته وحُسن خُلُقه

- ‌فصلفي مزاح النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته وعِتْرَتِهِ

- ‌أولًا:

- ‌ثانيًا:

- ‌ثالثًا:

- ‌رابعًا:

- ‌خامسًا:

- ‌سادسًا:

- ‌سابعًا:

- ‌ثامنًا:

- ‌تاسعًا:

- ‌فصلفي مزاحه مع أصحابه رضي الله عنهم

- ‌أولًا:

- ‌ثانيًا:

- ‌ثالثًا:

- ‌رابعًا:

- ‌خامسًا:

- ‌سادسًا:

- ‌سابعًا:

- ‌ثامنًا:

- ‌تاسعًا:

- ‌فصلفي مزاحه مع الصبيان

- ‌أولًا:

- ‌ثانيًا:

- ‌ثالثًا:

- ‌رابعًا:

- ‌خامسًا:

- ‌سادسًا:

- ‌سابعًا:

- ‌ثامنًا:

- ‌تاسعًا:

- ‌الباب السادسفي مزاح الصحابة رضي الله عنهم والسلف ودعاباتهم

- ‌أولًا:

- ‌ثانيًا:

- ‌أ - عن أم سلمة

- ‌ب - وعن ربيعة بن عثمان

- ‌ت - عن محمد بن عمرو بن حزم

- ‌ث - وكان مخرمة بن نوفل

- ‌ج - وعن عبدان بن مصعب

- ‌ثالثًا:

- ‌رابعًا:

- ‌خامسًا:

- ‌سادسًا:

- ‌الباب السابعفيما لا يجوز من المزاح

- ‌أولًا:

- ‌ثانيًا:

- ‌ثالثًا:

- ‌الخاتمةرزقنا الله حسنها

الفصل: ‌ ‌الباب الثالث في ذكر أدلة القائلين بتحريمه والرد عليهم ربما ذهب بعضهم

‌الباب الثالث

في ذكر أدلة القائلين بتحريمه والرد عليهم

ربما ذهب بعضهم إلى القول بحرمة المزاح والنهي عنه مطلقًا مستدلين على ذلك بأدلة من أظهرها:

‌أولًا:

ما رواه الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تَعِدْهُ موعدًا فَتُخْلِفه» .

قالوا: فهذا دليل صحيح صريح في النهي عن المزاح.

فَيُرَدُّ عليهم بأن يُقال:

إن القول بأن الحديث (صحيح صريح) غير صحيح من وجهين هما:

‌الوجه الأول:

أما القول بصحة سنده فاعلم «رحمك الله» أن الحديث (إسناده ضعيف) أولًا.

وأنا أسوق لك إسناده من «جامع الترمذي» قال: «حدثنا زياد بن أيوب قال: حدثنا المحاربي، عن الليث بن أبي سليم، عن عبد الله بن بشير، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فذكره.

وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من

ص: 25

هذا الوجه».

ومن هذا الوجه رواه أبو نعيم عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد قال: حدثنا محمد بن أحمد المؤمل قال: حدثنا زياد بن أيوب به.

وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث عكرمة لم يَرْوِه عنه إلا ليث عن عبد الملك» .

فالحديث إذن لم يخرجه إلا الترمذي وأبو نعيم، من طريق واحد، وكلاهما جزم بأن الحديث ليس له طريق غير هذا الطريق.

إذا عُلِمَ ذلك فإن هذا الطريق فيه علَّتان:

الأولى: عنعنة المحاربي وهو عبد الرحمن بن محمد فإنه كان يدلس، كما نقله الحافظ العسقلاني في «التقريب» عن الإمام أحمد.

وممن وصفه بالتدليس: العُقَيْلي.

وقال عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه: (بلغنا أنه كان يدلس) كما نقل ذلك عن السيوطي في «أسماء المدلسين» .

ص: 26

العلة الثانية:

(ليث بن أبي سليم).

وهو من الضعفاء المعروفين وأقوال أئمة الجرح فيه كثيرة أسوق لك ما تحصل به المعرفة بحاله إن شاء الله:

فقال عنه الإمام أحمد فيما رواه عن ابنه عبد الله: «مضطرب الحديث» .

وقال الإمام أحمد أيضًا: «ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيًا منه في ليث بن أبي سليم وابن إسحاق وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم» .

وقال عثمان بن أبي شيبة: «سألت جريرًا عن ليث ويزيد بن أبي زياد وعطاء بن السائب فقال: «كان ليث أكثر تخليطًا» ، وقال أحمد:«أقول كما قال عن ابنه» .

وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: «كان ضعيف الحديث» ، يعني ليث بن أبي سليم.

وقال ابن معين: «ضعيف إلا أنه يكتب حديثه» ، وقال مرة:«منكر الحديث» ، وقال النسائي:«ضعيف» .

وكان ابن عيينة يُضَعِّفُه.

وقال أبو حاتم وأبو زرعة: «ليث لا يُشْتَغَل به هو مضطرب الحديث» .

ص: 27

وقال أبو زرعة أيضًا: «ليِّن الحديث، لا تقوم به الحُجَّة عند أهل العلم بالحديث» .

وقال ابن حبان: «اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، يأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم، تركه القطان وابن مهدي وابن معين وأحمد» .

وقال الحاكم: «مجمع على سوء حفظه» .

وقال الجوزجاني: «يضعف حديثه» .

وقال الدارقطني: «ليس بحافظ» ، و «سيِّئ الحفظ» ، و «ضعيف» ، و «ليس بالقوي» .

وقال البوصيري في «زوائد ابن ماجه» : «ضعيف مدلس» .

وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب» : «صدوق اختلط أخيرًا فَتُرِكَ» .

أما شيخه الهيثمي في «مجمع الزوائد» فقال: «ثقة ولكنه يدلس» وهذا تساهل ظاهر.

فإن النقول السابقة في جرح ليثٍ كافية لبيان ضَعْفِه.

فضلًا عن أن شيخ الهيثمي نفسه الحافظَ العراقيَّ حكى في «تخريج الإحياء» : «تضعيفه عن الجمهور» ، ثم إن قول أبي نعيم

ص: 28

في «الحلية» بعد أن خَرَّج الحديث: «هذا حديث غريب من حديث عكرمة لم يروه عنه إلا ليث عن عبد الملك» تضعيف منه لهذا الطريق كما هو ظاهر، والله أعلم.

ومن أجل هاتين العلَّتين ضعف الحديث جمع من أهل العلم أذكر لك بعضهم:

1.

الحافظ أبو الفضل زين الدين العراقي في «تخريج الإحياء» (2/ 180)، وتبعه المناوي في «فيض القدير» (6/ 421).

2.

الحافظ ابن حجر العسقلاني في «بلوغ المرام» (18/ 1412) من «سبل السلام» .

3.

رمز له تلميذه السيوطي بالضعف في «الجامع الصغير» برقم (9865).

4.

استغرب الحديث ابن العربي المالكي في «عارضة الأحوذي في شرح الترمذي» (8/ 161)، وانظر ما قاله المباركفوري في «تحفة الأحوذي» (6/ 131).

5.

وقال الإمام عبد الرحمن بن الدَّيْبَع الشَّيْباني في «تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» برقم (1615): «في سنده ضعيف، والله تعالى أعلم» .

6.

وضعفه أيضًا العجلوني في «كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الحديث على ألسنة الناس» برقم (3045).

ص: 29