الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامسًا:
سادسًا:
خَرَّجَ ابن قتيبة رحمه الله في كتابه «عيون الأخبار» (1/ 315) من طريق حماد بن سلمة البُنَاني عن أبي رافع الصائغ قال: «كان أبو هريرة رضي الله عنه على المدينة خليفة لمروان، فربما ركِبَ مارًّا قد شدَّ عليه بَرْدَعَة وفي رأسه حِليةٌ، فيلقى الرجل فيقول: «الطريق، قد جاء الأمير» وربما دعاني إلى عشائه بالليل فيقول: «دع العُراق للأمير» فأنظر فإذا هو ثريد بزيت».
وابن قتيبة قال فيه الخطيب البغدادي: «كان ثقة دَيِّنًا فاضلًا» ،
وقال الذهبي: «صدوق قليل الرواية» .
وحماد ومَن فوقه ثقات أثبات، إلا أن في السند انقطاعًا بين حماد المتوفي سنة سبع وستين ومائة، وابن قتيبة المتوفي سنة ستٍ وسبعين ومائتين.
والآثار عنهم رضي الله عنهم في هذا الباب كثيرة لا تكاد تحصى، وعلى هذا المنهج من حسن الدعابة درج التابعون، فنقل عن ابن سيرين رحمه الله آثار منها:
أولًا: أن غالبًا القطان سأل ابن سيرين رحمه الله عن هشام بن حسان فقال: «توفي البارحة، أما شعرت؟ فجزع واسترجع، فلما رأى ابن سيرين رحمه الله جزعه قرأ:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42].
ثانيًا: وكان ابن سيرين يداعب ويضحك حتى يسيل لعابه، فإذا أردته على شيء من دينه كانت الثريا أقرب إليك من ذلك.
ثالثًا: وكان رحمه الله ينشد:
نُبِّئْتُ أنَّ فتاةً كنتُ أخطِبُهَا
…
عرقوبُهَا مثلُ شَهْرِ الصومِ في الطولِ
رابعًا: ومنهم الشعبي عامر بن شراحيل رحمه الله.
فعن سعيد بن عثمان قال: دخل رجل على الشعبي ومعه في البيت امرأة فقال: أيكم الشعبي؟ فقال: «هذه» .
خامسًا: وأتاه رجل فسأله: «ما اسم امرأة إبليس؟ قال: ذاك عرس، ما شَهِدْتُّه» .
سادسًا: وسأل عن لحم الشيطان فقال: «نحن نرضى منه بالكَفَاف» وقال السائل: فما تقول في الذُّبَّان؟ قال: «إن اشتهيته فَكُلْه» .
سابعًا: ومنهم الأعمش سليمان بن مهران رحمه الله.
ذكر حديث: «ذاك بال الشيطان في أذنه» يومًا فقال: «ما أرى عيني عَمِشَتْ إلا من كثرة ما يبول الشيطان في أذني» ، قال الراوي: وما أظنه فَعل هذا قط.
قال الذهبي: «قلت: يريد أن الأعمش كان صاحب ليلٍ وتعبُّدٍ» .
وقال: بلغني أن الرجل إذا نام حتى يصبح- يعني ولم يُصَلِّ- توركَّه الشيطان فبال في أذنه، وأنا أرى أنه قد سَلح في حلقي
الليلة، «وذلك أنه كان يَسْعُل» .
وقال أبو بكر بن عيَّاش: رأيت الأعمش يلبس قميصًا مقلوبًا ويقول: «الناس مجانين يجعلون الخشن مقابل جلودهم» .
وقيل: إن الأعمش كان له ولد مُغَفَّل فقال له: «اذهب فاشتر لنا حَبْلًا للغسيل» فقال: يا أبه، طول كم؟ قال:«عشرة أذرع» ، قال: في عرض كم؟ قال: «في عرض مصيبتي فيك» .