الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
رزقنا الله حسنها
ينقل عن أبي حيان التوحيدي أنه قال: «ينبغي أن لا يخلو تصنيف من أحد المعاني الثمانية التي تصنف لها العلماء وهي:
اختراع معدوم، أو جمع متفرق، أو تكميل ناقص، أو تفصيل مُجْمل، أو تهذيب مطوَّل، أو ترتيب مخلَّط، أو تعيين مُبْهَم، أو تبيين خطأ».
ثم أيها القارئ الكريم، بعد عرض مباحث الكتاب والتفصيلات المتعلقة بها يحسن أن نبيِّن خلاصة هذه المباحث في نقاط:
1 -
تقديم هدي النبي صلى الله عليه وسلم، في جميع نواحي الحياة، والتحذير من مخالفته إذ كل شيء خالف أمره أو نهيه فهو مردود في الدنيا، مسؤول عنه يوم القيامة، قال تعالى:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} .
2 -
معنى المزاح والدعابة واشتقاقهما.
3 -
إنَّ كلمة «مزاح» ليست مشتقة من «زاح» أي مال، وبيان بطلان التدليل على ذلك من ستة أوجه.
4 -
بطلان القول بتحريم المزاح مطلقًا؛ بل الحق إباحته، والإذن فيه. وعليه: فإن ما روي عن السلف في التحذير منه محمول على الاستكثار منه، والمداومة عليه.
5 -
لم يأت حديث صحيح صريح في النهي عن الدعابة والمزاح، بل الأدلة على خلاف ذلك.
6 -
أن المزاح غالبًا ما يكون إما لإيناس الحاضرين، أو لنفي الفتور والتعب والملل عنهم.
7 -
كريم أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم، وجميل دعابته وممازحته للكبير والصغير.
8 -
أن خير من تابع النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا الباب- وغيره- أصحابه رضي الله عنهم ثم تابعوهم، وذكر صور من دعاباتهم.
9 -
المزاح لا يجوز بشيء مما جاء عن الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن جانب الشرع محترم، يصان عن الضحك والاستهزاء والسخرية.
10 -
أن الكذب -باسم المزاح- لا يجوز؛ إذ كيف يكون المزاح مبيحًا للكذب؟ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقًّا مع كون الأحاديث متواترة في تحريم الكذب.
11 -
أن إلحاق الضرر بالمسلم لا يجوز، وإن كان ذلك ممازحة.
تلك أبرز مباحث الكتاب، وإني لأرجو الله أن أكون قد وفيت الباب حقه ولا أُبَرِّئُ نفسي من النقص والخطأ، إذ البضاعة مزجاة، والجهد قليل والموطن ناءٍ.
والظَّنُّ بالقارئ الكريم إقالة العثرة، واتخاذ العذر، وإصلاح الخطأ، ورحم الله القائل:
إن تجد عيبًا فَسُدَّ الخللَ
…
جلَّ من لا عيب فيه وَعَلا
والله أسأل أن يتقبل هذا الجهد بقبول حسن، وأن يُنَمِّيَهُ عنده، وأن يكتب لي به أوفر الحظ والنصيب {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} . والله أعلى وأعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب: فهد بن مقعد النفيعي العتيبي
20/ 9 /1417 هـ
في مدينة عفيف