الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: الكدية وتغلب المسلمين عليها
والمعجزات التي وقعت في أثناء ذلك
إن المصاعب والمشاكل تعترض حتى الأعمال السهلة، وفي أوقات السلم فكيف بعمل شاق ومجهود ضخم وكيف بعمل يكمن فيه درءُ الخطر القادم والمحدق بالمسلمين وبالمدينة التي تؤويهم إلا أن نصر الله لعباده يتجلى عندما ينصروه {
…
وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} 1.
إنه عندما علم المسلمون بتكتل الأحزاب وتهيؤهم للخروج لغزو المدينة بقوة كبيرة عندها فكر المسلمون في خطة الدفاع وهي (الخندق) وكانت ناجحة للغاية. وكانوا يعملون فيه بجد حتى ينتهوا منه قبل وصول العدو، وفعلاً شمروا عن ساعد الجد وبدأو بداية المدافع المستميت ولكن اعترضتهم مشاكل منها - الكدية -. تلك التي جعلتهم يذهبون للرسول صلى الله عليه وسلم ويخبرونه بأمرها - وذلك لأنها استعصت عليهم - ويجيء صلى الله عليه وسلم ويضربها فتعود رملاً سائلاً وقد ورد ذلك عند البخاري حيث قال: حدثنا خلاد بن يحى حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال: "أتيت جابراً رضي الله عنه
1 سورة الحج جزء من الآية 40.
فقال: "إنا يوم الخندق نحفر - فعرضت كدية شديدة1 - فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم" فقالوا: "هذه كدية عرضت في الخندق" فقال: "أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقاً. فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب فعاد كثيباً أهيل أو أهيم". الحديث2.
الحديث رواه أيضاً أحمد3 بزيادة رشوها بالماء - والنسائي4 بلفظ مرادف- عرضت لهم صخرة - والبيهقي5.
وأخرجه البيهقي6 بسنده عن أيمن المخزومي وفيه قال أيمن المخزومي: سمعت جابر بن عبد الله يقول: "كنا يوم الخندق نحفر فعرضت كذانة7، وهي الجبل"، الحديث.
1 هذه رواية الإسماعيلي عن طريق المحاربي والكدية القطعة الغليظة. انظر هدي الساري 178.
2 صحيح البخاري 5/45 وقد تقدم.
3 مسند الإمام أحمد 3/300- 301، 4/303.
4 سنن النسائي 6/43.
5 دلائل النبوة 3/423.
6 دلائل النبوة 3/423.
7 الكذانة ككتانة حجارة رخوة كالمدر واكذوا صاروا فيها و (الكذكذة) الحمرة الشديدة وكذّ خشن. القاموس 1/371 وهذا التفسير لا يستقيم مع ما هو معلوم من وقوف هذه الصخرة في طريقهم.
وأخرجه كذلك مطولاً من طريق كثير بن عبد الله1 عن أبيه2 عن جده3 وفي أوله "خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق لكل عشرة أناس عشرة أذرع فمرت بنا صخرة بيضاء كسرت معاويلنا فأردنا أن نعدل عنها فقلنا حتى نشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلنا إليه سلمان"4. الحديث.
وهذا الحديث مداره على كثير هذا وهو ضعيف عند الجمهور كما قال الهيثمي وحسن الترمذي حديثه.
وقد أخرج الطبري هذا الحديث بسنده فقال: حدثنا ابن بشار5 قال ثنا محمد بن خالد بن عثمة6 قال ثنا كثير
1 لعله حصل خطأ في مطبوعة الفتح 7/397 حيث جاء (كثير بن عبد الرحمن) والصواب ابن عبد الله كما في التقريب (285) ، التهذيب 8/412، وهو ضعيف من السابعة ونسبه بعضهم إلى الكذب. انظر: الميزان 3/406.
2 هو عبد الله بن عمرو بن عوف بن يزيد المزني - مقبول - من الثالثة التقريب 183.
3 عمرو بن عوف بن يزيد بن ملحة بكسر أوله ومهملة أبو عبد الله المزني صحابي مات في ولاية معاوية. روى له (خ ت ر ت ق) . انظر: التقريب 261، الاستيعاب 3/274.
4 فتح الباري 7/398.
5 هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري أبو بكر - بندار - ثقة - من العاشرة. مات سنة 252. وله بضع وثمانون سنة. روى له (ع) . التقريب 291.
6 محمد بن خالد بن عثمة بمثلثة ساكنة قبلها فتحة ويقال أنها أمه الحنفي البصري صدوق يخطئ من العاشرة. روى له - الأربعة - التقريب 29.
بن عبد الله بن عمرو عوف المزني قال ثني أبي عن أبيه قال: "خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام ذكرت الأحزاب وفيه فحفرنا تحت دوبار1 حتى بلغنا الصرى2 أخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مروة3 فكسرت حديدنا وشقت علينا فقلنا يا سلمان أرق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبر هذه الصخرة فإما أن نعدل عنها فإن المعدل قريب وإما أن يأمرنا فيها بأمره فإنا لا نحب أن نجاوز خطه"4 الحديث.
قال الحافظ5: "ووقع عند أحمد والنسائي في هذه القصة زيادة بإسناد حسن فعند النسائي6 قال في الضربات الثلاث {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} "7.
1 هكذا جاءت العبارة ولعلها محرفة ودوبار لفظة فارسية معناها مرتين. وهذا التفسير أيضا ليس مفهوم ولا يتفق مع النص. جامع البيان 21/134.
2 لم أقف لها على معنى ولعلها كما قال صاحب اللسان 14/457 (الماء الذي طال استنقاعه) .
3 المروة: حجارة بيض براقة - تورى النار - أو هي أصل الحجارة. القاموس 4/392.
4 جامع البيان 21/133، تاريخ الأمم والملوك 2/45.
5 فتح الباري 7/397.
6 سنن النسائي 6/43.
7 سورة الأنعام الآية 115.
وهذا إسناد أحمد حيث قال ابنه عبد الله: حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر1 ثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله2 عن البراء بن عازب قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق" قال: "وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول" قال: "فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم" قال عوف وأحسبه قال: "وضع ثوبه ثم هبط إلى الصخرة. فأخذ المعول فقال: بسم الله فضرب ضربة فكسر الحجر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله أني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا ثم قال: بسم الله فضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله أني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا. ثم قال بسم الله وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله أني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا"3. الحديث
1 محمد بن جعفر الهذلي مولاهم المدني البصري المعروف - بغندر - ثقة صحيح الكتاب إلا فيه غفلة من التاسعة. مات سنة 243هـ (ع) . التقريب 293.
2 هو ميمون أبو عبد الله البصري مولى ابن سمرة ضعيف وقيل اسم أبيه أستاذ وفرق بينهما ابن أبي حاتم من الرابعة سئل عنه يحيى بن سعيد فحمّض وجهه وقال زعم شعبة أنه كان فسلا وقال الأثرم عن أحمد أحاديثه مناكير وذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو داود تكلم فيه. التقريب 354، التهذيب 2/393.
3 المسند 4/303، الفتح الرباني 21/78.
أما ابن إسحاق فقد قال: "وكان في حفر الخندق أحاديث بلغتني فيها من الله تعالى عبرة في تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحقيق نبوته. عاين1 ذلك المسلمون فكان مما بلغني أن جابر بن عبد الله كان يحدث: أنه إشتد عليهم في بعض الخندق كدية فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بإناء من ماء فتفل2 فيه ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به ثم نضح3 ذلك الماء على تلك الكدية. "فيقول من حضرها فوالذي بعثه بالحق نبياً لانهالت4حتى عادت كالكثيب لا يرد فأساً ولا مسحاة"5. قال ابن كثير: "هكذا ذكره ابن إسحاق منقطعاً عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه6 وعند أحمد فأخذ المعول أو المسحاة7 بالشك وعند الواقدي فأخذ الكرزين8. وقد تتابعت المعجزات التي أجراها الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم في
1 عاين من المعاينة وهي المشاهدة.
2 تفل: أي بصق.
3 النضح: هو الرش.
4 انهالت: تفتتت.
5 السيرة النبوية 2/217.
6 البداية والنهاية 4/97.
7 مسند الإمام أحمد 3/300.
8 الكرزين: الفأس الكبيرة. القاموس 4/63.
أثناء حفر الخندق من ذلك: تكثير طعام جابر رضي الله عنه"، لذلك روى البخاري رحمه الله حيث قال: حدثني عمرو بن علي1 حدثنا أبوعاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان2 أخبرنا سعيد بن مينا 3. قال: "سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصاً4 شديداً فانكفأت5 إلى امرأتي6 فقلت لها هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصاً شديداً.
1 عمرو بن علي بن حجر بن كنيز بنون وزاي أبو جعفر الفلاس الصيرفي الباهلي البصري ثقة حافظ من العاشرة ت سنة 249هـ. روى له (ع) . التقريب 261.
2 حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي المكي - ثقة حجة - من السادسة. مات سنة 151هـ. روى له (ع) . التقريب 86.
3 سعيد بن مينا مولى البختري بن أبي ذباب الحجازي مكي أو مدني. يكنى أبا الوليد - ثقة - من الثالثة. روى له (خ م د ت ق) . التقريب 126.
4 الخمص هو ضمور البطن من الجوع، ومنه حديث (كالطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً) . أي تغدو بكرة وهي جياع وتروح عشاء وهي ممتلئة الأجواف. النهاية في غريب الحديث 2/80.
5 انكفأت رجعت. المصدر السابق 183.
6 اسمها سهلية بنت مسعود. فتح الباري 7/397 ولم أجد لها ترجمة في كتب التراجم الأخرى.
فأخرجتْ إلي جراباً1 فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن2 فذبحتها وطحنتِ الشعير ففرغتْ إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه". فجئته فساررته فقلت: "يارسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعاً من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك".
فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع سؤراً3 فحي هلا بكم فقال صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجئ فجئتُ وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئتُ امرأتي فقالت بك وبك4 فقلتُ قد فعلتُ الذي قلتِ فأخرجت له عجيناً فبصق فيه وبارك
1 الجراب والجريب مكيال قدر أربعة اقفزة. القاموس 1/45.
2 داجن أي سمينة وهي التي تترك في البيت ولا تفلت للمرعى ومن شأنها أن تسمن. النهاية 2/102.
3 سؤرا: أي طعاماً يدعو إليه الناس. واللفظة فارسية (وهي بالسين وليست بالصاد كما في بعض المصادر) النهاية في غريب الحديث 2/420.
4 هذه خصومة تحصل في مثل هذه الحال خوفاً من الفضيحة لقلة الأكل وكثرة الأضياف. قال الحافظ وجاء في رواية يونس: أنه قال فلقيت من الحياء مالا يعلمه إلا الله عز وجل وقلت جاء الخلق على صاع من شعير وعناق فدخلت على امرأتي أقول افتضحت جاءك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق أجمعين فقالت هل كان سألك كم طعامك فقلت: نعم! فقالت: الله ورسوله أعلم ونحن قد أخبرناه بما عندنا فكشفت عني غماً شديداً. فتح الباري 7/398.
ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال أدعُ خابزة فلتخبز معي1. واقدحي2من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فاقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه. وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبزكما هو". الحديث3.
الحديث رواه أيضا مسلم4 عن سعيد بن مينا بنفس اللفظ والحاكم5.
وعند البخاري من طريق أيمن المخزومي المتقدم وفي آخره (قال كلى هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة)6.
وقد أورده ابن تيمية7 ضمن المعجزات8.
1 كذا في الصحيح 5/47، الفتح 7/396، وفي البداية والنهاية 4/98 (فلتخبز معك) وهو الظاهر.
2 القدح بفتح القاف وسكون الدال هو الغرف. القاموس المحيط 1/242.
3 صحيح البخاري 5/46 باب غزوة الخندق.
4 صحيح مسلم 3/1610 كتاب الأشربة.
5 المستدرك 3/31.
6 فتح الباري 7/395.
7 هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقي الحنبلي شيخ الإسلام - تقي الدين -أبو العباس، محدث حافظ مفسر، فقيه. ولد في ربيع الأول 12 منه عام 661هـ. توفي في دمشق في 20 ذو القعدة عام 728. من مصنفاته السياسية الشرعية في إصلاح الراعي والرعية وغير ذلك من الكتب القيمة. تذكرة الحفاظ 4/1496، شذرات الذهب 6/80.
8 الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 4/193.
وفي رواية يونس "كلي وأهدي فلم نزل نأكل ونهدي يومنا أجمع".
وفي رواية أبي الزبير عن جابر "فأكلنا نحن وأهدينا لجيراننا فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك"1.
قال السيوطي2: "وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي3 في الدلائل عن جابر هذا الحديث".
ورواه أحمد عن سعيد بن مينا وفيه قال: "فبرك وسمى ثم أكل وتواردها الناس كلما فرغ قوم قاموا وجاء ناس حتى صدروا أهل الخندق عنها"4. أ. هـ.
عدد من أكل من مائدة جابر رضي الله عنه:
الرواية التي في الصحيحين أنهم ألف (وهم ألف)5.
وفي رواية أبي نعيم في المستخرج: "فأخبرني أنهم كانوا تسعمائة أو ثمانمائة".
1 فتح الباري 7/398.
2 الدر المنثور 5/187.
3 دلائل النبوة 3/422.
4 مسند الإمام أحمد 3/300.
5 صحيح البخاري 5/47. باب غزوة الخندق.
وفي رواية عبد الواحد بن أيمن عند الإسماعيلي (كانوا ثمانمائة أو ثلاثمائة) .
وفي رواية أبي الزبير (كانوا ثلاثمائة) . قال الحافظ1: "والحكم للزائد لمزيد علمه لأن القصة متحدة".
وفي سياق الحديث عن المعجزات قال ابن إسحاق: وحدثني سعيد بن مينا أنه حُدث أن ابنة لبشير بن سعد أخت النعمان بن بشير قالت دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة2 من تمر في ثوبي ثم قالت: "أي بنية اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغدائهما" قالت: "فأخذتها فانطلقت بها فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألتمس أبي وخالي" فقال صلى الله عليه وسلم تعالى: "يابنية ما هذا معك؟ " قالت فقلت: "يارسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغديانه" قال: "هاتيه" قالت: "فصببته في كفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأتهما". ثم أمر بثوب فبسط له ثم دحا3 بالتمر عليه، فتبدد فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده اصرخ في أهل الخندق أن هلمّ إلى الغداء، فاجتمع أهل
1 فتح الباري 7/319.
2 الحفنة: ملى الكفين من طعام. مختار الصحاح 145.
3 دحا الشيء بسطه منه قوله تعالى {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} . مختار الصحاح 3/300.
الخندق عليه، فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب1.أ. هـ.
قال ابن كثير2: "هكذا رواه ابن إسحاق وفيه انقطاع".
لقد تنوعت المعجزات له صلى الله عليه وسلم فبعضها حدث في أثناء حفر الخندق وكانت عاجلة وبعضها حدث كما قال صلى الله عليه وسلم بعد أعوام طويلة من وفاته صلى الله عليه وسلم ولا زلنا نرى الكثير مما قال ونشاهد أعلام نبوته تباعاً لذلك روى الإمام مسلم حديثاً في ذلك وفيه قال: حدثنا ابن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة3 قال: سمعت أبا نضرة4 يحدث عن أبي سعيد الخدري5 قال: "أخبرني من هو خير مني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
1 السيرة النبوية 2/218، الروض الأنف 6/265.
2 البداية والنهاية 4/99.
3 هو سعيد بن يزيد بن مسلمة الازدي أبو سلمة البصري القصير ثقة من الرابعة. روى له (ع)127.
4 المنذر بن مالك بن قطعة بضم القاف وفتح المهملة العبدي العوقي بفتح المهملة والواو ثم قاف البصري أبو نضرة بنون ومعجمة ساكنة مشهور بكنيته - ثقة - من الثالثة. مات سنة ثمان أو تسع ومائة. روى له البخاري تعليقاً ومسلم والأربعة. التقريب 347.
5 هذه كنيته واسمه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري له ولأبيه صحبة وهو صحابي مشهور. التقريب 119.
لعمار1 حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه يقول: بؤس ابن سميه تقتلك فئة باغية" 2 كما رواه الترمذي3 والطيالسي4.
ولقد تحقق ما قاله صلى الله عليه وسلم حيث قتل عمار في صفين مع علي رضي الله عنه ولما قتله أصحاب معاوية رضي الله عنه قال عمرو بن العاص: والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة5.
1 هو الصحابي الجليل عمار بن ياسر بن عامر بن مالك العنسي بنون ساكنة ومهملة أبو اليقظان مولى بني مخزوم من السابقين الأولين بدري قتل بصفين مع على سنة سبع وثلاثين. التقريب 250.
2 صحيح مسلم 4/2235. كتاب الفتن وأشراط الساعة.
3 سنن الترمذي 5/333. مناقب عمار بن ياسر.
4 منحة المعبود 2/152.
5 أسد الغابة 4/47.