الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
54- سورة القمر
نزولها: مكية باتفاق عدد آياتها: خمس وخمسون آية عدد كلماتها: ثلاثمائة واثنتان وأربعون كلمة عدد حروفها: ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرون حرفا.
مناسبتها لما قبلها
فى ختام سورة «ق» جاء قوله تعالى: «أَزِفَتِ الْآزِفَةُ» - منذرا بقرب يوم القيامة، ثم فى بدء سورة القمر قوله:«اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ» - مخبرا عن اقتراب الساعة، منبئا عن الأحداث التي تقع فى هذا اليوم العظيم..
وبهذا تلاقى ختام «ق» وبدء «القمر» على موضوع واحد، هو وقوع يوم القيامة، واقتراب هذا الوقوع، وأن ختام سورة «ق» يقرر هذه الحقيقة، وبدء سورة «القمر» يؤكدها، ويطلع بالإرهاصات التي تقوم بين يديها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات: (1- 8)[سورة القمر (54) : الآيات 1 الى 8]
بسم الله الرحمن الرحيم
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)
حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)
التفسير:
قوله تعالى:
«اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ» .
هذا خبر، عام، مرسل من غير توكيد، إشارة إلى أنه حقيقة مقررة، لا تحتمل مكابرة، ولا تقبل جدلا..
وقوله تعالى: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ» هو مثل قوله تعالى: «أَزِفَتِ الْآزِفَةُ» وقوله سبحانه: «اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ» (1: الأنبياء) .
أما قوله تعالى: «وَانْشَقَّ الْقَمَرُ» - فهو أمارة من أمارات هذا اليوم، يوم القيامة.. الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات.
وفى عطف انشقاق القمر على اقتراب الساعة- إشارة إلى أن هذا الاقتراب قد أصبح لقربه كأنه واقع فعلا، وأن انشقاق القمر هو أول بوادر الوقوع، وكأن الواو هنا، واو المعية أو المصاحبة.. ومعنى انشقاق القمر ظهوره فى ذلك اليوم على حقيقته فى أعين الناس.. فالناس يرونه فى هذه الدنيا صفحة بيضاء بلورية، أشبه بالمرآة الصقيلة.. ولكنهم يوم القيامة يرونه جرما معتما، شبيها بالأرض، تختلف طبيعة سطحه بين سهول، وأودية، وأغوار، ونجود، وجبال..
هكذا القمر فى حقيقته.. كما يقرر ذلك العلم، وكما أثبتته التجربة العملية، حين صعد الإنسان إلى القمر فى هذا العام- عام ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين من الهجرة- ومشى عليه كما يمشى على الأرض!! فلم يره إلا جرما معتما كالأرض تماما، طبيعة، وشكلا.