المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - بشرية الرسول وعدم علمه بالغيب: - التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون - جـ ٥

[مأمون حموش]

فهرس الكتاب

- ‌20 - سورة طه

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

- ‌ دروس ونتائج وأحكام

- ‌21 - سورة الأنبياء

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

- ‌دروس ونتائج وأحكام

- ‌22 - سورة الحج

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

- ‌دروس ونتائج وأحكام

- ‌23 - سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

- ‌دروس ونتائج وأحكام

- ‌24 - سُوْرَةُ النَّوُرِ

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

- ‌دروس ونتائج وأحكام:

- ‌1 - الولاء والبراء هو محور منهج الإيمان عند المسلمين:

- ‌2 - بشرية الرسول وعدم علمه بالغيب:

- ‌3 - براءة عائشة إلى يوم القيامة:

- ‌4 - الأصل في المؤمنين الظن بأنفسهم خيرًا:

- ‌5 - تمحيص الله لقلوب المؤمنين بالابتلاء وتأخر الوحي:

- ‌6 - ثبوت إقامة الحد على القاذفين:

- ‌7 - مشروعية الإقراع بين النساء في السفر وجواز خروجهن للغزو ومشاركتهن بذلك:

- ‌آداب الاستئذان:

- ‌دروس ونتائج وأحكام

- ‌25 - سورة الفرقان

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

- ‌دروس ونتائج وأحكام

- ‌26 - سُورَةُ الشُّعَراءِ

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

- ‌دروس ونتائج وأحكام

- ‌27 - سُورَةُ النَّمْلِ

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

- ‌دروس ونتائج وأحكام

- ‌28 - سُورَةُ القصَصِ

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

- ‌دروس ونتائج وأحكام

- ‌29 - سورة العنكبوت

- ‌موضوع السورة

- ‌ منهاج السورة

الفصل: ‌2 - بشرية الرسول وعدم علمه بالغيب:

إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار] (1).

‌2 - بشرية الرسول وعدم علمه بالغيب:

فقد قاسى النبي صلى الله عليه وسلم ألمَ ما يقال في عرضه، وفي أحب الناس إليه زوجته عائشة بنت أحب الناس إليه أبي بكر الصديق قرابة شهر، ولو كان يعلم الغيب أو يقدر على استحضار الوحي لفعل، ولخفف بذلك عن نفسه ومن حوله تلك المعاناة التي دامت أيامًا طويلة، وفي هذا أكبر دليل على أنه بشر يأتيه الخبر من الوحي، فإذا تأخر عنه فترة من الزمن عايش الأحداث كغيره وحاكم الأمور ببشريته وبما معه من أدلة وهدي ونور.

وفي هذا يقول الدكتور العمري: (وفي حادثة الإفك توضيح دقيق لبشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد تأثّر أبلغ التأثر لرمي المنافقيق زوجه. ومع حرصه عليها وحبه لها ولأبيها، فإنه لم يتمكن من الكشف عن الغيب أو استحضار الوحي الذي انقطع عنه شهرًا ليجري عليه الابتلاء والامتحان)(2).

لقد قال الله في سورة الكهف: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} .

وفي صحيح الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: [قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا}](3).

وكذلك لو كان الوحي - كما يزعم بعض المستشرقين وبعض المنهزمين - أنه إلهام نفسي أو تألق عقلي أو تفاعل بين الأفكار والخواطر التي تجوب داخل النفس، لكان ذلك الألم النفسي كافيًا لانبثاق شيء من الإلهام والخواطر التي تحول دون استمرار هذه المعاناة للعواطف الملتهبة المتقلبة وتؤدي لإنهاء الصواع، وقد أشار إلى ذلك الدكتور العمري في كتابه "السيرة النبوية الصحيحة".

ولكن الأمر كما قال الله في سورة الحاقة: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)} .

وكما قال في سورة الأعراف: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ

(1) حديث صحيح. انظر صحيح البخاري (21)، كتاب الإيمان، وصحيح مسلم (43)، كتاب الإيمان.

(2)

انظر كتاب: "السيرة النبوية الصحيحة"(2/ 413).

(3)

حديث صحيح. انظر صحيح البخاري (4731)، كتاب التفسير.

ص: 327

أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}.

وفي كنوز السنة الصحيحة تأكيد كبير لهذا المفهوم في الإسلام.

فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن رافع بن خديج، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:[إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيءٍ من رأي، فإنما أنا بشر](1).

وله شاهد صحيح في المسند من حديث طلحة بلفظ: [إنما أنا بشر مثلكم، وإن الظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلتُ لكم: قال الله، فلن أكذب على الله]. وهو رواية لمسلم من حديث رافع (2).

وفي الصحيحين والمسند عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ، فلعل بعضكم أن يكونَ ألحن بحجّته من بعض، فأقضيَ له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها](3).

وفي صحيح الإمام مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إنما أنا بشر، وإني اشترطْتُ على ربي عز وجل: أيَّ عبدِ من المسلمين شَتَمْتُهُ، أو سَبَبْتُهُ، أن يكون ذلك له زكاةً وأجرًا](4).

وفيه وفي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجة بسند صحيح عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فاذا نَسِيَ أحدُكم فليسجُدْ سجدتين وهو جالس](5).

وكذلك يروي ابن سعد بإسناد صحيح عن محمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إنما أنا بشر تدمَعُ العين ويخشع القلبُ، ولا نقول ما يُسخِط الربَّ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون](6).

(1) حديث صحيح. انظر صحيح مسلم (2362)، كتاب الفضائل.

(2)

حديث صحيح. انظر صحيح مسلم (2361)، كتاب الفضائل، من حديث رافع بن خديج.

(3)

حديث صحيح. انظر صحيح البخاري (6967) كتاب الحيل، وصحيح مسلم (1713) كتاب الأقضية، من حديث أم سلمة رضي الله عنها.

(4)

حديث صحيح. انظر صحيح مسلم (2602)، كتاب البر والصلة.

(5)

حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (572) ح (94). ورواه أحمد وابن ماجة.

(6)

حديث صحيح. أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 142)، وانظر السلسلة الصحيحة (1732).

ص: 328